مطهرات القلوب
• الكلمة الطيبة:
فيا الله كم أثرت في قلوب المتخاصمين ، كلمة طيبة فقلبت الكدر صفواً ، والحقد محبة ، والعداوة رحمة ،
ولا عجب فصاحب الكلمة الطيبة ممتثل لأمر الله تعالى القائل { وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً } البقرة 83 .
• أداء حق المسلم على أخيه:
فهذه الحقوق لها أثرٍ عظيم في نفوس المؤمنين ومن ذلك: إفشاء السلام ، وإفشاؤه بمعنى إظهاره
والإكثار منه ونشره وعدم تخصيصه بالمعرفة فهو من الأسباب الجالبة للمحبة،
قال صلى الله عليه وسلم: «أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم» رواه مسلم ،
وقال ابن عمر : إني لأخرج وما لي حاجةٌ إلا أن أسلم على الناس ويسلموا علي. فالسلام أثره عظيم
وبه تُستمال قلوب المتخاصمين ، فلو أُديت هذه الحقوق لما وجدنا حجم هذه الخلافات والخصومات التي نراها اليوم .
• الهدية:
قال صلى الله عليه وسلم : « تهادوا تحابوا» رواه البخاري في الأدب المفرد،
وقال صلى الله عليه وسلم: « لو أهدي إلي كُراع أو ذراع لقبلت » رواه البخاري،
مما يدل على حرصه على الإهداء ولو كان في الشيء القليل في أعين الناس ، وللهدية مفعول عظيم في إزالة كدر القلوب
وتنافرها .
• البشاشة والطلاقة والابتسامة:
فكم من إنسان وقعت محبته في قلبك من غير سابق معرفة سوى أنه كثير البشاشة منطلق الأسارير .
قال جرير رضي الله عنه: ما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ابتسم في وجهي.
• اجتناب سوء الظن:
قال الله تعالى في اجتناب سوء الظن الذي سماه الله إثماً { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّن } الحجرات 12،
ولم يقل سبحانه اجتنبوا قليلاً من الظن , وذلك لأن الأكثر والأغلب هو سوء الظن ،
وهو مما أفسد علاقات المسلمين مع بعضهم وعكَّر صفو وُدهم وأورثهم العداوة والبغضاء .
وكم من قولٍ أو فعلٍ تعجل صاحبهُ بالحكم به على أخيه فأبغض أخاه وعاداه ، ثم ندم بعد ذلك كونه كان مجرد ظن
لم يغن عنه من الحق شيئاً ثم بعد ذلك تَعَسْرَ أن يرجع الود كما كان .
• التمايز بالأطباع:
تذكر أن الله خلق الخلق فمايز بين أطباعهم وغاير بين عقولهم وفرق بين تصرفاتهم ،
فهم ليسوا سواسية في الطباع والأخلاق والتصرفات ، فإذا علم الإنسان ذلك عامل كل واحدٍ بحسبه ،
وهذه تحتاج إلى قوةُ فقه ورجاحةُ عقل يصاحبها صبرٌ مقترنٌ برفقٍ ولين .
• التجاوز عن العثرات وإقالتها:
وهو من أعظم ما يطهر القلوب وينقيها، وفي عجز المدين عن السداد أُمِر الدائن بالصبر عليه
وهذا تجاوز وإقالة ، قال الله تعالى { وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } البقرة 280 ،
وقد قصَّ النبي صلى الله عليه وسلم علينا خبر رجل من أغنياء بني إسرائيل كان يبعث عماله فيقول: من وجدتموه مُعْسراً فتجاوزوا عنه عَلّ الله أن يتجاوز علينا ،
فتجاوز الله عنه نظير تجاوزه عن الخلق، وليعلم كل واحد أنه سبحانه هو الكريم وهو الجواد ولا يوازي عطاء الخلق كلهم
جزءٌ يسير من عطائه ، قال الله تعالى في الحديث القدسي: « يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم اجتمعوا في صعيدٍ واحد فسألني كل واحدٍ مسألته فأعطيته ،
ما نقص ذلك في ملكي شيئاً إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر» رواه مسلم .
• تذكر العيوب:
تذكر الإنسان عيوب نفسه، فهذا أدعى أن يشتغل بها وأن يُعد العدة للوقوف بين يدي الجبار جل جلاله
فيسأله عما قدمت يداه وأسلفت رجلاه وعمل بسمعه وجوارحه وعيناه، فمن العيب أن يشتغل الإنسان بعيب غيره
وهو منغمس فيما هو أقبح ، قال ابن حبان : من عاب الناس وترك عيوب نفسه عمى قلبه وتعب بدنه
وغفل عن عيب نفسه ، فإن أعجز الناس من عاب الناس بما هو فيه .