مسعــد الأفــاق السياحيـــة
حاضــــرا و مستقبـــلا
تمهيـــد :
– تعتبر بلدية مسعد من أكثر البلديات أهمية على مستوى ولاية الجلفة من حيث مجــالات الاستثمار السياحي ، و يعتبر هذا المجال خام لم يستغــل بعد
تتربع على مساحة تقدر بـ : 35139.62 كم² يتموقع سكانها بكثافة تقدر بـ700نسمة في الكم²
و يبلغ عدد سكانها 81126 نسمة يعيشون معظمهم على الفلاحة الموسمية و تربية الأغنام لها موقع استراتيجي جعلها مدينة حضارية تتطلع الى المستقبل بعيون ملؤها الأمل و التحدي محاولة بذلك إعادة مجدها التاريخي بنظرة واقعية يتطلع من خلالها أبناؤه الى استثمار مخزونها التراثي والطبيعي والاجتماعي وذلك بعد ان صنفت مؤخرا كبلدية سياحية مناخية و لقد أصبحت السياحة تعرف اليوم بالصناعة السياحية التي يجب ان تتوفر لها موادها الأولية كالمناطق التاريخية –المناطق الطبيعية – الصناعات التقليدية – العادات و التقاليد .
الوضعية الحالية لهذه المحاور :
– المناطق التاريخية : لم تستغل و لم يكتشف ما بها من مخزون حضاري من العهد الحضاري كمنطقة (دمد التي وجد بها بعض الاواني الفخارية الرومانية) و كذلك دشرة البارود و القعدة
–المناطق الطبيعية : توجد بمسعد غابة (الشوشة) و جبال الاصباع التي تعتبر من المناطق الطبيعية غير المستغلة
–الصناعات التقليدية : تعتبر الصناعات التقليدية من أهم الموارد المادية للسكان و تساهم في سد أدنى الحاجات اليومية للمعيشة و ذلك لكونها لم تستغل و لم تستثمر في أشكال حيوية تساعد على تنمية البلدية و من بين هذه الصناعات التقليدية :
[IMG]file:///C:/DOCUME~1/m/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG] البرنوس الوبري المسعدي : يعتبر من اهم ما تتميز المدينة حيث تعدت شهرته حدود الوطن فوصل امريكا و دول الخليج العربي و بعض الدول الأوربية حتى صار رمزا للاهداء الوطني ، فكم من مناسبة اهدي البرنوس الوبري المسعدي الى بعض الرؤساء و الملوك و الساسة و العلماء فهو يحمل ميزتان : وظيفته كلباس يقي من برد الشتاء و كمظهر للزينة يظفي على الرجل مهابة و جمالا
[IMG]file:///C:/DOCUME~1/m/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG] الحذاء المسعدي (بوطعبة او المقرون ) : يعتبر كذلك من أهم الصناعات التقليدية التي تتميز بها البلدية و له خاصية فنية تجعل منه تحفة كثيرا ما رغب السواح قديما في اقتناءه و دفع الأثمان الباهظة فيها ، و لكنه الان حبيس الرفوف لدى الحرفيين .
[IMG]file:///C:/DOCUME~1/m/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG] الخيمة : التي تتكون من عدة قطع تسمى الواحدة منها بالفليج و تتم صناعتها و نسجها محليا من شعر الماعز و صوف الغنم و تصبغ بالوا ن و أصباغ تقليدية تعطيها منظرا متميزا بالون الاحمر و الاسود و تسمى بالبيت الحمراء نسبة الى كثرة اللون الاحمر المستعمل فيها و لقد صنفت مؤخرا كرمز للخيمة الوطنية و لكنها ما زالت تستعمل عند الرحل و لم تستغل بالرغم من شهرتها و جودتها كما تدخل قطعها في ديكورات الفنادق السياحية و الأماكن الرسمية .
[IMG]file:///C:/DOCUME~1/m/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG] صناعة الجلود و دباغتها : مازال بعض الحرفيين يستعملون هذه الصناعة يدويا مما يدخل في صناعة الاحذية المسعدية التي تجلب السياح و تقتني و يوصى بها و تطلب في المعارض الدولية .
[IMG]file:///C:/DOCUME~1/m/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG] الخمري : من بين الصناعات النسيجية التي تشتهر بها البلدية .
[IMG]file:///C:/DOCUME~1/m/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG] اللباس النائلي (الرجالي) : الذي يتكون من القندورة و الكوستيم العربي لهما من الحضوة و الإقبال نظرا لتميزها و ما يضفيانه من مهابة وجمال
[IMG]file:///C:/DOCUME~1/m/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG] الروبة النائلية : و هي عبارة لباس تقليدي للمرأة المسعدية و التي أصبحت مطلوبة على المستوى الوطني..ولكنها الآن مازالت محلية الصناعة والاستعمال بالرغم مما ادخل عليها من تقنيات حديثة أضفت عليها جمالا فنيا رائعا.
– أهم المواد الأولية للصناعات التقليدية:
[IMG]file:///C:/DOCUME~1/m/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG] الصوف: تتوفر البلدية على كميات هائلة من هذه المادة الاولية التي تدخل في معظم الصناعات النسيجية وتتميز بالجودة العالية على المستوى الوطني حيث تعتبر البلدية اهم ممول لهذه المادة على المستوى الوطني ولكن هذه الثروة مازات تيستغل استغلالا تقليد حيث يستفيد منها بعض الخواص دون ان يكون لهذه الفائدة مردود على مربي الأغنام وسكان المنطقة ( البلدية ) .
[IMG]file:///C:/DOCUME~1/m/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG] الوبر : يعتبر الوبر المادة الأولية للبرنوس الوبري الذي تشتهر به البلدية و الذي يعتبر اهم مورد لمعيشة السكان ، و لكن قلة هذه المادة يرجع الى ندرة الجمال بالمنطقة وبالتالي شحت هذه المادة لعدم تشجيع المربيين لهذه الثروة الحيوانية كما أن هذه المادة لا يمكن استغلالها إلا محليا .
[IMG]file:///C:/DOCUME~1/m/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG] المناطق التاريخية :
لقد تواجد الإنسان بالمنطقة عبر مراحل التاريخ الإنساني لكننا و في العهد الروماني نجد أنفسنا أمام التمدن الإنساني حيث عرفت المنطقة ميلاد مدن و عروش بقيت آثارها ماثلة للعيان تتحدى الأزمان حيث أقام الرومان دروعا لإمبراطوريتهم سنة 198 بعد الميلاد حيث اقام كاستيلوم دميدي قلعته المشهورة و التي مازالت تحمل اسمه إلى الآن و يسمى باسمه جنوب المدينة و مازالت آثارها واضحة و لقد وجد بها بعض الأواني الفخارية التي تدل على انها تحتوي على مخزون ثري من الآثار التي تعكس تاريخ المنطقة ، كما توجد بالمدينة دشرة البارود والتي استخرج منها بعض الأحجار المنقوشة بالرومانية (موجودة بالمتحف التاريخي بالجلفة).
–العادات و التقاليد : تشتهر مدينة مسعد بعاداتها و تقاليدها المتميزة ومن أهمها :
[IMG]file:///C:/DOCUME~1/m/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG] الفلكلور : يعتبر الفلكلور المسعدي من أهم أشكال الفرجة عند الإنسان العربي
حيث تقام الحضرة التي تتمازج فيها أنغام القصبة و البندير تمازجا
يدعو أحيانا إلى ( طياح الحال) و هو رمز من أشكال الحلول الصوفية مما يدعو المشاهد استنطاق اللحظة عند الذهول والتعبير عت لحضات يكنها في نفسه
العرس النائلي : حيث تشيع فيه العروس على الهودج أو الجحفة أو الباسور كما
تقام ألعاب فروسية و التي تسمى بالشوفان و هو عبارة عن
مظهر من مظاهر الفرجة الجميلة التي تجذب إليها السواح .
[IMG]file:///C:/DOCUME~1/m/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG] الأكلات الشعبية : تشتهر مدينة مسعد بأكلات شعبية كثيرا ما استهوت السواح و غلبتهم على أنفسهم (المشوي او المصور –الرفيس و الك*** المسعدي-الكعبوش ) .
و منه نستنتج ان مسعد عمق أولاد نائل غنية بموروثها الحضاري و الطبيعي و لابد ان يكون لها حضور سيلحس مساهمة منها في ترقية هذه الثروة التي تعود بالفائدة على سكان المنطقة و الوطن كله
– لدا ندعو أن تفتح الأفاق أمام هذا المخزون لتساهم و لتلعب دورها في ترقية الاستثمارات الوطنية التي تتوجه اليها البلاد ، و منه ندعو إلى تحسين وضعية السياحة بالوسائل التالية :
وسائل التدخل ألاستعجالي :
لا يمكننا بأي حال من الأحوال ونحن إمام هذه الوضعية المزرية لقطاع السياحة لمدينة مسعد إن نقف موقف المتفرج … لذا نقترح مايلي :
1/ إدخال شبكة الانترنيت للتعريف بالمنطقة عبر هذه الشبكة من اجل جلب عدد كبير من السواح ( عرض الصناعات التقليدية – العادات و التقاليد – الأماكن الطبيعية و التاريخية)
2/ إقامة معرض دائم للصناعات التقليدية والتنقل به عبر المعارض الوطنية والدولية عن طريق الديوان المحلي للسياحة بمسعد من اجل التعريف بقيمة الصناعات التقليدية بصفة عامة
3/ أقامة ورشة للتمهين خاصة بالصناعات التقليدية بالمنطقة من اجل الحفاظ عليها
4/ إقامة مهرجان وطني للبرنوس يكون سنويا يسمى بعيد البرنوس.
5/ تبادل الزيارات بين الدواوين الوطنية و الدولية.
6/ تخصيص أماكن الإيواء والإقامة للأفواج السياحية القادمة لزيارة البلدية .
7/ تنشيط المحيط بإقامة رحلات محلية للتعريف بالجانب السياحي للمدينة (الآثار – المناطق الطبيعية )
8/برمجة أيام إعلامية للتحسيس بأهمية السياحة وكيفية استقبال الوفود السياحية والحفاظ على الممتلكات التاريخية والأماكن الطبيعية وصيانتها .
9/ إقامة قافلة ثقافية سياحية تجوب ولايات الوطن من اجل التعريف بالموروث الثقافي والسياحي لمدينة مسعد ولاكتساب الخبرات في هذا المجال ( شعراء – فنانين تشكيليين – دراميين(مسرح ) – حرفيين للصناعات التقليدية – مجموعات صوتية محلية –فرق فلكلورية (رقص – غناء –قادرية ) .
10/ تخصيص حصص إعلامية متلفزة وعن طريق جميع وسائل الأعلام السواح بالوسائل الملائمة كالإرشاد والإقامة لجلبهم وتشجيعهم على زيارة المنطقة.
– واعتماد هذه النقاط السالفة كخطة عمل لجلب المستثمرين في المجال السياحي و تهيئة الظروف الملائمة وتسخير الوسائل المتاحة .
النقائص :
لا يمكن تنفيذ هذا البرنامج الاستعجالي في إنقاذ وضعية السياحة إلا إذا تحدينا وقضينا على النقائص التالية :
– عدم وجود أماكن لإقامة الوفود السياحية .
– عدم توفر وسائل النقل الخاصة بالسياحة كالحافلات .
– عدم وجود مقرات مجهزة للهيئات الفعالة في هذا القطاع .
– نقص الجانب الاشهاري لهذا القطاع بالمدينة .
– عدم تشجيع الهيئات الوصية للهيئات الفاعلة في تنشيط هذا المجال (ماديا و معنويا) .
– عدم تشجيع الحرفيين و العائلات المنتجة للصناعات التقليدية .
– عدم وجود قنوات لتسويق المنتوج المحلي للمواد الأولية (الصوف) التي تدخل في الصناعات التقليدية .
– عدم وجود قنوات رسمية مؤسسة لتسويق الصناعات التقليدية .
ومن شهداء مدينة مسعد :
الشهيد حاشي عبد الرحمان
هو حاشي عبد الرحمان بن عبد القادر و أمه فاطنة ابنة عثمان، ولدسنة 1917 ببلدية مسعد (الجلفة) توفي أبوه و تركه يتيما صغير السن تولى رعايته جدهحاشي محمد بن الحاشي الذي علمه مبادئ القرآن الكريم ثم أرسله إلى زاوية الهامل حيثحفظ القرآن الكريم ليشرع بعدها في تعلم الفقه و اللغة و الآداب على يد شيخه قاسميبن عزوز الهاملي و أصبح من أهل الفتوى في ربوع هذه البلاد حتى قال عنه شيخه " إننيلا أحرج من أي سؤال في علوم الفقه و اللغة ما عدا سؤال حاشي عبد الرحمان" أي أنسؤاله ليس بالبسيط ، كما يدل على عمق ثقافته و غزارة علمه.
حمل في طيات فكرهقضية الجزائر و معاناة الشعب الجزائري آنذاك فساهم في تأسيس "حركة الانتصار للحرياتالديمقراطية " بالجلفة و تنظيم الخلايا الحزبية و تعليم الأناشيد الوطنية كنشيدموطني.
اشتغل مدرسا متطوعا في مدرسة " الإخلاص" التي أنشأتها جمعيةالعلماء المسلمين الجزائريين بالجلفة و هذا من أجل إيصال أفكاره الثورية إلى الشبابو تكوين المناضلين و إعدادهم إعدادا جيدا لاحتضان الثورة.
عند حلول سنتي 1954 و 1955 قام حاشي بجمع المال و اللباس و حتى السلاح مما أثار غضب أذنابالاستعمار فزج به في سجن الأغواط سنة 1955 ليطلق سراحه فيما بعد، و في أوائل سنة 1956 سجن مرة ثانية بسجن الجلفة و عقب إطلاق سراحه التحق مباشرة بإخوانه المجاهدينفي شهر مارس 1956 بجبل بوكحيل أين وجد القائد زيان عاشور الذي توسم فيه الإخلاص والعلم و الحلم و المقاربة في السن فقربه منه و أسند إليه أمانة السر و الكتابةالعامة للمنطقة و خاض إلى جانبه كمائن و معارك ككمين تجريد القوم و الحركة منسلاحهم بناحية عمورة، و معركة جبل قرزان في ماي 1956 كما ساهم في عملية تفجيرالقطار و السكة الحديدية بين الجلفة و حاسي بحبح حيث تم أسر سائق القطار، هذا إلىجانب معركة قعيقع في أوائل صائفة 1956 التي خلف فيها الاستعمار الفرنسي عددا منالقتلى و الجرحى.
بعد وفاة القائد زيان عاشور أصبح حاشي عبد الرحمان النائبالأول للقائد عمر إدريس الذي كلفه بمهمة دحر بلونيس، كما ساهم إلى جانب عمر إدريس وبكباشي عيسى في إبرام اتفاقية الاتحاد و الانضمام التي وقعت بين الولاية الخامسة وجيش منطقة الجلفة و تعد هذه الاتفاقية تصحيحا لمسار الثورة و تنظيم الجيش تنظيماجديدا لم ترض بعض العناصر في جيش التحرير و بعض المدنيين الذين لم يتخلصوا منالنزعة الحزبية الضيقة التي كانت سببا و تمهيدا لانقلاب الخيانة الذي قاده بلونيسبإيحاء من جنرالات فرنسا.
و في ربيع 1957 أصبح حاشي عبد الرحمان المسؤولالأول على الجيش خلفا لعمر إدريس الذي سافر إلى المغرب الأقصى لتزويد المنطقةبالسلاح و الذخيرة، و في هذه الأثناء كان الخائنين بلونيس و العربي القبائلي و جمعمن الضباط و المدنيين و نظرائهم من جهلاء في الجيش يذيعون و يشيعون في الأوساط بأنالقائد عمر إدريس قتله جيش الجبهة، و أن الاتفاقية التي وقعها حاشي هي السبب فيذلك، و هكذا ضربوا على الوتر الحساس و استعطفوا فصائل الجيش مما سهل عليهم انقلابالخيانة الذي راح ضحيته شهيدنا و جمع من خيرة الضباط ، و مما يدعم هذا التخاذل الذيوقع في صفوف الجيش أن أحدهم و هو من المقربين لحاشي
عبد الرحمان انتزع منه السلاح وختم المنطقة.
و في أحد الأيام أخرج الخائن بلونيس حاشي من السجن بدار الشيوخو خاطب الناس " هذا هو عبد الرحمان جاء يحاربني و يريد قتلي بناحية العش قل أليسهذا صحيحا ؟ " فرد عليه حاشي "ليس هذا يوم الحساب يا بلونيس " .
قام الخائنبلونيس بتسليم حاشي عبد الرحمان إلى كبار ضباط الجيش الفرنسي بالجلفة فعذبوه عذاباشديدا و نكلوا به ثم حملوه إلى الجزائر العاصمة و سلموه إلى جنرالات فرنسا ( ماسو وسالان) فرغبوه و أرادوه أن يخطب على أمواج الإذاعة إلى الشعب بناحية الجلفة لتأييدقضية بلونيس فرفض و أبى أن يسير في ركب الخيانة فأعادوه إلى بلونيس فنفذ فيه الخائنالعربي حكم الإعدام ففاضت روحه إلى بارئها في نهاية شهر جوان 1958.
شكرااااااااااااااااااااااااا حمادة
موضوع ممتاز
اشكرك موضوووووعك هائل و في غاية الروعة
شكرااااااااااااا على المرور