واذا أمعنت النظر في بعض جوانبه الأخرى وجدته ضعيفا عاجزا ،تؤذيه الذبابة الشاردة ، وتقتله النسمة الباردة , والإنسان العاقل هو الذي لا ينسى جوانب الضعف والعجز فيه ،فمن علائم الخير في كل أمة أن تنجو من مرضين خطيرين ، مرض الغرور ومرض الإحتقار .
أما الغرور فهو أن ترى أفرادها يحتقرون كل من سواهم ويتطاولون الى ما ليس في قدرتهم حتى ليرتفع أحدهم عن الإصغاء الى النصيحة والإستماع للرأي ،والخضوع لكبير أو الإجلال لعالم ، وحين تبتلى الأمة بمثل هذا المرض تستعصي على نصح الناصحين ، وتنحدر وهي تظن أنها في أعلى عليين ، وتتراكم عليها المصائب وهي تظن أنها في أتم صحة ،تتكالب عليها الدنيا وهي تظن أنها أقوى من أعدائها ،تهزمهم بصرخه ، وتردهم بإشارة وتدفعهم عنها بالضجه والثرثرة .
أما المرض الثاني فهو مرض احتقار النفس .. وما اقساه من مرض على الأمة ..اذ يشل فيها الوعي والحياة والحركة ويجعلها ذليله أمام كل جبار ،ضعيفة أمام كل قوي فكم من أمتنا من قضى عليهم الخمول والكسل والعزلة ،، ولو سألتهم عن ذلك لأجابوك:من نحن ؟ وما قيمتنا؟ وما شأننا في الحياة؟وهل نستطيع ان نوقف الشمس او نؤخر عجلة الزمان ؟ كلا .. المسلم شيء عظيم يستطيع أن يفعل أشياء وأشياء ،ولكن مثل هؤلاء في مجتمعنا كثيرون ، وأعجب من ذلك أن هؤلاء المصابين بمرض الخمول والإحتقار ومن مصاب بداء الغرور فهو يقدر نفسه في أمته تقدير المغرور المتبجح ، ولكنه يضع نفسه أمام الأعداء موضع الحقير الذي ليس من حقه أن يرفع رأسا أو يطلب كرامة أو يناشد حرية .
وما أجمل أدب الإسلام وتعليمه حين نهاناعن هذين المرضين ،، فهو يبعدنا عن الغرور بتذكيرنا دائما بقدرة الله فوق قدرتنا ، قال تعالى ( وما بكم من نعمة فمن الله).