”كناباست” يقرر مواصلة الإضراب

وصلت الأوضاع بين المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني ”كناباست” ووزارة التربية إلى طريق مسدود سيدفع ثمنه التلاميذ، حيث قرّر ”كناباست” مواصلة الإضراب بيوم واحد متجدد آليا، متبوع باعتصام وطني يوم الأربعاء القادم أمام مقر الوزارة، وهو القرار الذي خلص إليه المجلس الوطني في دورته الطارئة، أول أمس، في ظل ما سماه ”هزالة” النتائج المتوصل إليها في اجتماع السبت الماضي.

صدم قرار العودة إلى شل المدارس من طرف المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني ”كناباست” أولياء التلاميذ ومسؤولي وزارة التربية، وعلى رأسهم الوزير عبد اللطيف بابا أحمد الذي كان يأمل أن يغلّب المضربون مصلحة التلاميذ على ”مصالحهم الشخصية” التي يرى، الوزير، أنّها دافعهم للإضراب.

وأفاد مسؤول الإعلام في ”كناباست”، مسعود بوديبة، أمس، في تصريح لـ”الخبر”، أن المجلس الوطني اجتمع في دورة طارئة، أمس الأول، بولاية البليدة، وذلك بحضور ممثلين من 46 ولاية، مشيرا إلى أنّ الاجتماع شهد نقاشا حادا ومعمّقا، وانتهى على الساعة الثالثة صباحا، تعلّق بمحضر اللقاء الذي جمعهم مع الوزير السبت الماضي.

وأوضح المتحدث أن أعضاء المجلس الوطني لـ”كناباست” حررّوا بيانا عبّروا فيه عن ”هزالة” النتائج المتوصل إليها في الاجتماع، يوم السبت الماضي، بمقر الوزارة، و”انكشاف” النية السيئة لوزير التربية، عبد اللطيف بابا أحمد، في تصريحه عقب الاجتماع ذاته، وإطلاقه اتهامات في حق الأساتذة بحصولهم على أكثر مما يستحقون، وكذا استعماله لغة التهديد والوعيد ضدهم.

أما عن المطالب المرفوعة إلى الوزارة، ذكر مسعود بوديبة أن الأمور المتعهد بها من طرف مسؤولي الوزارة لم تقرن برزنامة محدّدة لمعالجتها، بل تركت، حسبه، لـ”المستقبل المطلق”، وهو ما يذكر بالمحاضر السابقة التي احتوت على نفس الالتزامات ولم تر النور إطلاقا.

وعن قضية العضو الوطني في ولاية البويرة المسرّح ”تعسفا” من منصب عمله، حسب تعبير ”كناباست”، قال مسؤول الإعلام بالمجلس إن الوزير ما يزال يتمسك بعدم إعادة زميلهم إلى وظيفته، بحجة أنّ العفو من صلاحيات رئيس الجمهورية، وكأن النقابي، حسب المتحدث، حوكم بجناية في حين يتعلق الأمر بـ”تصحيح سلسلة إجراءات اقترفها مديره للتربية، ورفضه هذا هو تزكية للأخطاء”.

وعبّر المجلس الوطني في بيانه عن امتعاضه من تصريحات الوزير الذي هدّد باستعمال الخصم من الراتب، في الوقت الذي يوضح القانون 90-02 على أنّ مصير أيام الإضراب يخضع للتفاوض، محذرا الوزارة من هذه الممارسات ويحملها المسؤولية كاملة عن تبعاتها من تأخر في الدروس.

وأمام هذا الوضع، أعلن المجلس الوطني للمجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني ”كناباست” عن مواصلة الإضراب ليوم واحد متجدد آليا، متبوع باعتصام وطني يوم الأربعاء القادم 23 أكتوبر أمام مقر وزارة التربية بالعاصمة.

وتضمن محضر الاجتماع بين الوزارة و”كناباست”، تحوز ”الخبر” على نسخة منه، 8 قضايا رئيسية تمحور حولها النقاش، تتعلق بتطبيقات القانون الأساسي الخاص بالموظفين المنتمين للأسلاك الخاصة بالتربية الوطنية والذي طالبت النقابة بمعالجة بعض الاختلالات فيه، في حين رفض الوزير إعادة فتح الملف من جديد، باستثناء بعض النقاط العالقة ومنها المناصب الآيلة للزوال.

وثاني ملف يتصل بمنحة الامتياز والمنطقة التي طالب المضربون بتحيينها وفق الأجر الأساسي الجديد، في مقابل رد الوزارة أن هذا ”الانشغال سيرفع إلى الجهات المختصة للبت فيه مع الإشارة إلى صعوبة التغطية المالية في الوقت الحالي”، أما باقي الملفات فتتعلق بالسكن لاسيما في الجنوب وطب العمل والخدمات الاجتماعية وملف التقاعد والأساتذة المفصولين الناجحين في مسابقة التوظيف بعنوان 2022، وهم الفئة التي استفادت من التكوين لمدة سنة، فكان رد الوزارة بأن هذه الوضعية تمس 3 ولايات وهي قضية بصدد الدراسة مع مصالح الوظيف العمومي.

من جانبه، كشف وزير التربية عبد اللطيف بابا أحمد، أمس، لـ”الخبر”، أن اجتماعا سيعقد، اليوم السبت، برئاسته شخصيا، لدراسة إعلان المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني ”كناباست” عن مواصلة الإضراب ليوم واحد متجدد آليا واعتصام وطني أمام مقر الوزارة بتاريخ الأربعاء 23 أكتوبر الجاري.

وللإشارة، تعقّدت الأوضاع بين ”كناباست” ووزارة التربية، عقب تصريح الوزير بمنتدى المجاهد، الأحد الماضي، أن مطالب المضربين ”شخصية” على حساب مصلحة التلاميذ، مشيرا إلى أنهم رهنوا مصلحة هؤلاء من أجل قضية فصل عضو المجلس الوطني لولاية البويرة، الأستاذ عبيدي محمد، من منصبه بموجب قرار من مجلس تأديبي منذ 6 أشهر.