التصنيفات
الأمومة و الطفولة

صغار بهم كبار

صغار بهم كبار


الونشريس

بسم الله الرحمن الرحيم
عندما تتربى النفوس على الهمة والطموح
تعلو نحو المجد وتتطلع نحو الشموخ …
الطفولة هي أساس البناء وهي مستقبل الأمة ..
فكيف تريد من بنائك أن يكون..؟
هل سنهتم بذلك البناء فنقيم أركانه بثبات أم سنجعله ركيك متهالك لا يحتمل الدكمات
ولا يقف أمام إعصار أو هواء…
كل مسلم ومسلمة غيورين على دينهم وحال أمتهم
يسعون جادين للنهوض بها
وخير ماتنهض به الأمة هو تربية النشء على الصلاح
أردنا من كلماتنا أن نقول لكل أم وأب ولكل مسؤول عن التربية
الطفولة سلاح في يدك وثروة بين يديك فهل ستربح الأمة بتلك الطاقة فتقومها وتربيها
التربية الحسنة أم ستتركها عرضة للأهواء
فتكون أعداداً زائدة لا هدف لها ولا معنى

الونشريس

أطفال اليوم دُعاة الغد
يترعرع الطفل الصغير بين أحضان والديه
وهم السبب الأول والأخير في نجاحه في الحياة أو عدمها
فشتان بين طفل ينشأ تنشأة حسنة
يتربى على الإيمان والصدق والمبادئ والأُسس الطيبة
فنرى فيه أمل الغد ولا نحمل هم أمتنا إذا ما كبر وسرنا عن الحياة
لأنه سيكون من بعدنا يكمل مسيرتنا حينما يكبر ويعتمد عليه
وشتان بين طفل يتربى على أصوات الأغاني وبأحضان الخادمات
فكيف لنا أن نجعل منه عضواً مهماً في مجتمعنا ..!
الطفل المسلم هو الذي ينشأ في أسرة مسلمة
الذي يتعلم منذ الصغر الصح من الخطأ
فكم من أطفال نراهم صغار في السن لكنهم يصنعون الكثير
بأفكارهم وعقولهم الكبيرة
شتان بين طفل عمره 9 سنين يلعب بالشارع
مع أصدقاءه كل يوم في أغلب ساعاته والسويعات الباقية يلعب على (النت)..!
وبين طفل يعين والديه منذ الصغر على حياتهما
نراه يحمل أخيه الأصغر الرضيع ويصلح بين زملاءه في المدرسة
ربما نحزن بدواخلنا ونقول (مسكين ماعاش طفولته)
لكن إن فكرنا بعقل ونظرة مشرقة للمستقبل فسنراه إنسان كبير
فرد نافع للأمة
فكم من أطفال يحفظون القرآن على ظهر غيب ويلقون محاضرات
ويقيمون في الناس الصلاة وتدمع أعيننا حينما نقارنهم بغيرهم
أو حتى بأنفسنا فنجدنا مقصرين وكثيراً في أداء مهمامنا وعباداتنا
بينما أولئك الأطفال يحملون هَم الدعوة ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وهُم صغار
فلنعلم طفلنا تعاليم الإسلام الصحيحية
التي تجعله بذرة ثم تمرة يانعة فشجرة تثمر ثمراً طيبا
فينتفع من حولها
:
فهنيئاً لأمة تربي أجيال صالحة
فخر للإسلام والمسلمين
هنيئاً لوالدين أحسنوا تربية أولادهم وجعلوا منهم أعضاء نافعين للمجتمع الإسلامي
سيجازيكم الله بما عملتكم
بحملكم عاتق المسؤولية وأدائكم للأمانة بحسن تربيتهم

همسة
أطفالنا هم فلذات أكبادنا
تتفتح أعينهم على الدنيا وهم بقلوبٍ بيضاء ..صافية
خالية من النقاط السوداء
فلنجعلها كما هي (بنقاوتها) و (برائتها)
كي تنفع الأمة وترتقي بها
فأطفال اليوم هم من سيحمل هَم أمتنا من بعدنا
فـهُم ركيزة المجتمع ..دعاة الغد
يتبع




رد: صغار بهم كبار

الونشريس

حَمَلَةُ الإسلام الأوائل كانوا شباباً
:
وقد كان أكثر حملة الإسلام الأوائل في أول زمن البعثة من الشباب :
فهذا الصديق لم يتجاوز السابعة والثلاثين، وهذا عمر لم يتجاوز السابعة والعشرين،
وهذاعثمان لم يتجاوز الرابعة والثلاثين، وعلي لم يكن تجاوز العاشرة، وكذلك بقية
العشرة رضي الله عنهم : طلحة بن عبيدالله لم يتجاوز الرابعة عشرة، والزبير بن
العوام لم يتجاوز السادسة عشرة، وسعدبن أبي وقاص لم يتجاوز السابعة عشرة،
وسعيد بن زيد لم يتجاوز الخامسة عشرة، وأبو عبيدة لم يتجاوز سبعاً وعشرين،
وعبد الرحمن بن عوف لم يتجاوز الثلاثين.
وجماعة كثيرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا شباباً، قام عليهم الدين،
وحملوه على أكتافهم حتى أعزهم الله ونصرهم .

:
المؤمنة

الونشريس

احرصوا على تثبيت الأساس …
بلغ السنة الرابعة عشر… وما بلغها إلا وقد غدا حافظاً للقرآن كاملاً_ثبته الله وجعله قرة عين لوالديه_
يقف بنا في صلاة التراويح إماماًً يؤمنا وصوته الشجي الندي يعلو عبر المكبرات فيملأ الأفق ترتيلاً وخشوعاً
همة تسمو به نحو القمة
:
في جانب آخر نجد أطفال تصل أعمارهم للرابعة عشر أو تزيد.. لا يدركون للحياة هدفاً ولا معنى
يسيرون تائهين ضائعين ..خطوات غير موزونة وأهداف تافهة مهزوزة …
يصرخ بعض الآباء نحن في زمن الفتن والفضائيات …
كيف نربي أطفالنا على علو الهمة وقيادة الأمة , والفضاء والأرض حولنا تعج بالمنكرات..
لا يخلو زمن من الفتن والمنكرات… ولا يمنع ذلك أن يكون بناؤك قوياً من هزات الفتن وزلازل المنكرات
فمن يريد أن يبني بنياناً اهتم بأساسه فجعله قوياً ثابتاً ليحتمل كل هزة قوية وكل بناء فوقه
والأساس هو الأساس…وسنوات الطفل الأولى هي الأساس لحياته وهي التي ينبغي أن تكون قوية ثابتة
حتى تكون كل سنواته القادمة ثابته على أساس ثابت..
فمن يهتم بطفله وتوجيهه منذ الصغر ينشأ محب للخير ينشأ على فطرة سليمة صحيحة
ومن يترك طفله عرضة للأهواء دون توجيه ينشأ متخبط الخُطى متذبذب غير متزن..
اغرسوا في أطفالكم جوانب الدين الصحيح منذ صغرهم دون تركهم عرضة للمخالفات التي يرونها في الفضائيات الفاسدة…

احرصوا على تلقينهم القرآن والحديث وقصص الصحابة وكل الأمور الصالحة
احرصوا على توجيههم نحو العمل الجاد والمهنة الحسنة ومطالبتهن بالاعتماد على أنفسهن وتشجيعهن
ربما كانوا أطفالاً لكن عقولهم كآلة تسجيل … تسجل كل مايرونه ويتعلمونه في صغرهم..
فلنحرص على إمداد تلك العقول الصغيرة بالصواب والدين الصحيح ونبعدهم عن كل سيء مخالف للفطرة السليمة
ليكونوا أطفالاً ذو همة وهدف ناجحون في حياتهم المستقبلية…
:

يتبع




رد: صغار بهم كبار

الونشريس

أطفالنا ومدرسة الحياة
أطفالنا بسمة الحياة الدنيا
قلوبهم طاهرة ,ابتسامتهم صادقة
يخرجون للدنيا لا يعلمون عنها شئ
يتعلمون سبل الحياة وماهيتها من خلال تعامل الآخرين أمامهم
فيجب علينا أن ننتبه لهذا الأمر الهام
ونراعي الآخرين بحسن تعاملنا معهم أمام الأطفال
لأنهم سيكونوا المستلمون فقط ويعطي مما اختزنه في ذاكرته
فبعض الأطفال نراهم يتلفظوا بألفاظ جميلة لا يعرفون للسوء باب
وبعضهم تكن ألفاظهم منذ الصغر سيئة, ربما ننظر لحسن جمالهم وننبهر
لكنّا نُصدم بواقعهم ومستقبلهم , حينما ينطقوا كلمة لا يتجرأ الكبير على نطقها,
فنعتب حينها على الآباء والأمهات..
على من تحمل على عاتقيه مسؤولية تربيتهم,, أولياء أمرهم
وإنهم حتماً سيفقدون السيطرة عليهم لما يكبروا ويكون صعب علينا تربيتهم من جديد
والمدرسة أيضاً تدخل ضمن الأساسيات التي تساهم في تربية أجيال الغد
فلها دور كبير في تنشأة الطفل (الطالب)
فيكون فيها المتلقي من معلميه
فيجب أن تكون داراً آمناً للطفل وتعلمه معاني الإسلام وتجعل منه قدوة لغيره .,
تبني أسسه من أخلاق سامية وصفات راقية
فإننا محاسبون على أطفال اليوم ومستقبل الغد
وسيكون العتب علينا إن ما أحسنا تربيهم ورعايتهم

فالتعلم منذ الصغر كالنقش على الحجر
:

فليكونوا لنا قدوة


عندما توفي النبي صلى الله عليه وسلم ..كانت زوجته عائشة رضي الله عنها
تبلغ من العمر الثامنة عشر…تأملوا معي هذا العمر..الذي كانت فيه السيدة عائشة رضي الله عنها الفقيهة المحدثة العالمة ..
متى بدأت بتحصيل العلم..؟
بدأت رضي الله عنها بتحصيل العلم منذ الصغر في كنف النبي صلى الله عليه وسلم
استقت الهدى من منابعه…فكانت المحدثة الفقيهة العالمة…
فما أحوجنا لأن تنشأ فتيات الإسلام اليوم نشأة السيدة عائشة رضي الله عنها
فيتعلمن العلم الصحيح منذ الصغر ليكنّ واعيات أمهات فاضلات ومربيات ناصحات…
ماذا يمنع الأم والأب أن يزرعا في أبنائهم الخلق القويم ويعلمونهم القرآن والسنة
قبل أي علم دنيوي…ثمّ يوجهونهم نحو العلم الذي يختارونه من علوم الدنيا
المهم أن يكون القرآن والسنة بقلبيهما فلا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها
:

يتبع




رد: صغار بهم كبار

الونشريس

وصية طفل لأمه
– أرجوك يا أمي لا تفسديني بالدلال وإعطائي كل ما أطلب من لعب أو طعام أو مال .
– أرجوك يا أمي لا ترهقي أعصابي بالإهمال أو تتركينني أصرخ وأتألم فوق الاحتمال .
– كوني حازمة معي ، فالحزم مفيد والتردد رديء ، فإن قلت لا فاجعليها لا ، وإن قلت نعم فاجعليها نعم حتى أشعر بالأمان والثقة .
– لا تتركيني أصنع أشياء رديئة وأعتاد عليها ، فالمرء هو نتاج عاداته .
– لا تهينني أمام الغرباء والأقرباء إن أخطأت ، فالنصيحة في السر أفضل
– لا تجعليني أشعر أن أخطائي لا تغتفر ؛ لأن ذلك يضيق على وسع الحياة .
– لا تكثري في لومي وسبي ، فأنا حينئذٍ سأصم أذني .
– حاوريني إذا استفسرت ، وأجيبيني إذا سألت ، حتى نتصادق دومـًا ولا أبحث عن بديل .
– لا تقولي إنك لا تخطئين ؛ لأنني إذا صدقتك وأخطأتِ فقدت الثقة بك ؛ لأني سأصدم وأكتشف حقيقتك .
– اقبلي عذري إذا تأسفت ، واغفري لي إذا أخطأت ، حتى أتعلم فضيلة التسامح .
– لا تنسي أن الحب أفعال وليس أقوال ، وكلما حسن فعلك زاد حبي لك وللناس .- أعطيني الأمان ، أعطيني الحنان ، أكن لك خير الأنام .
– علميني آداب الطعام حتى يثني عليَّ الضيوف ، ويقولون : يا لها من أم عظيمة أحسنت الأدب .
– علميني احترام الناس وخاصة الجيران والكبار .
– علميني متى أقول من فضلك ، إذا أردت شيئـًا من إنسان أو لو سمحت ؟ وإن قدم لي أحد شيئـًا أحبه أقول له : شكرًا لك جزاك الله خيرًا .
– علميني أن أعترف بخطئي مع الآخرين ، وأقول : آسف لقد أخطأت .
– أمي .. أنا مقلد لك ولأبي ، سأحاكي فعلكما قبل قولكما .
– علميني الحب والحنان والرحمة ومبدأ العطاء في مقابل الأخذ .
– علموني الصلاة وحب الله تعالى ورسوله – صلى الله عليه وسلم – بالترغيب وطمعـًا في الثواب لا بالتهديد والعقاب .
– قدروني معنويـًا إن أحسنت أو أكلت ، ولا ترشيني ماديـًا إن غضبت أو عن الطعام امتنعت ، فالتربية تحتاج إلى وعي وحكمة .
– علموني آداب الاستئذان معكم في البيت .
– علموني كيف أعبر الطريق وانظر إلى اليمين واليسار ، وأفهم معنى ضوء الإشارة ، فالأحمر معناه قف ، والأصفر معناه استعد ، والأخضر معناه سر .
– إذا وجدتيني مصرًا على أخذ لعبة طفل منه في سنوات عمر الأولى لأني أحب ذلك ، فقولي لي : الآن ما رأيك فيها ، إنها حقـًا جميلة .. دعها الآن ، وهيا نذهب لنشتري بعض الحاجيات ، أو نلعب بلعبة أخرى ، وأغريني بالذهاب أو اللعب بشيءٍ آخر ، حينئذٍ سأدع للطفل لعبته ولا أصرخ ولا أعاند .
– اشغلوني بشيء حتى لا أشغلكم

يتبع




رد: صغار بهم كبار

الونشريس

كل أب وأم فهما قول الله تعالى :
{ يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون}
أهدي هذا المقال .
:
قال الأحنف بن قيس يعظ معاوية في فضل الولد : " يا أمير المؤمنين هم ثمار قلوبنا وعماد ظهورنا ونحن لهم أرض ذليلة وسماء ظليلة وبهم نصول على كل جليلة.فان طلبوا فأعطهم وان غضبوا فأرضهم يمنحوك ودهم ويحبوك جهدهم" 2.
ولأن أبناءنا هم رياحين الحياة وفلذات الأكباد فقد أوصى الله تعالى الأبوين بهم خيرا ، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بحسن رعايتهم وتأديبهم ورحمتهم فقال صلى الله عليه وسلم مبينا من هو خير الناس :" خيركم خيركم لأهله "3 وأعظم ألوان الخير لأفراد الأسرة حسن الرعاية والتأديب.

وإن أعظم صور تأديب الأبناء تعليمهم الصلاة وغرس محبتها في قلوبهم ليقوموا بحقوقها خير قيام .

فهي الشعيرة العظيمة التي سماها الرسول صلى الله عليه وسلم نورا وجعلها للدين عمادا وهي الصلة التي تربط بين العبد وخالقه في اليوم الواحد خمس مرات ، هي محطات للخلوة بالإله العظيم ومناجاته وذكره وتعظيمه سبحانه…

فيها يقف العبد موليا وجهه نحو ربه.فييمم رب العزة وجهه الكريم نحو عبده ويقول جل من قائل:{ حمدني عبدي…مجدني عبدي…فلعبدي ما سأل}
وهي مفتاح الجنة والحصن الحصين من الذنوب والمعاصي.قال تعالى:{ إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر}4.

وقد نبه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم الأبوين إلى ضرورة ربط صلة الأبناء بالله تعالى في سن الطفولة المبكرة – عند سن السابعة***1470; لأن ذلك أدعى أن يشب الأولاد على محبة الله والحرص على الصلاة.وإدراك أسرارها وفضائلها الكثيرة فقال صلى الله عليه وسلم :"
مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم

عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع ." 5.

وتطبيقا لحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم أضع بين يدي إخواني الآباء وأخواتي الأمهات هذه الطرق والخطوات العملية التي تساعد على تحبيب الصغار ( بنين وبنات ) في الصلاة والحرص عليها وهي حصيلة اجتهادات بعض أهل الدعوة والتربية .

أ – التربية الإيمانية هي الأساس الأول :


فلا يتوقع الأبوان التزاما تاما من الأبناء بأداء الصلوات وقلوبهم فارغة من معاني العقيدة؛ لأن الطفل في مراحله المبكرة لا يستطيع إدراك الغيبيات فيكون دور الأبوين هنا
تقريب معاني العقيدة كحقيقة الله الواحد ومعنى النبوة, وحقيقة اليوم الآخر, ونسبة الدنيا إلى الآخرة.
ولنا في ذلك القدوة الحسنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد اعتنى في السنوات الأولى من الدعوة بتثبيت عقيدة الإيمان بالله الواحد في نفوس أصحابه حتى إذا استقرت, لم يجد أصحابه غضاضة في طاعة أوامر الله .والعمل بأحكام الشريعة.


فيعلم الطفل منذ نعومة أظفاره أن الله هو خالق كل الناس والأشياء المحيطة به.
وأنه هو الذي يعطي للإنسان كل النعم فهو الرزاق لخلقه والحريص على هدايتهم للخير وهو
يحب الأخيار من الناس ويبغض الأشرار لذلك بعث للأخيار رجالا صالحين يعلمونهم ما فيه صلاح حياتهم ووعد من اتبعهم ببساتين وقصور نعيم لا ينفذ.بينما توعد من يعصيهم بعذاب شديد…هذه صور تقريبية لمعاني العقيدة يسهل على الطفل فهمها.


ب – أن يقدم الأبوان القدوة الصالحة لأبنائهم :


في الحرص على الصلاة في أول الوقت, والعناية بالسنن والنوافل بعد الفرائض, لأن الأطفال مولعون في الصغر بتقليد الآباء, إذن فليستغل الآباء هذه الملكة في غرس محبة الصلاة لدى أبنائهم.


فإذا اعتاد الأبناء رؤية الآباء يسارعون إلى ترك أي عمل على أهميته والمسارعة إليها بعد كل أذان فستترسخ في قلوبهم الصغيرة أهمية الصلاة وإدراك فضلها.


ويستحب كذلك أن ترتبط مواعيد الأسرة بمواقيت الصلاة كالخروج لسفر, أو زيارة قريب فيقول الأب مثلا سنزور جدتكم بعد صلاة العصر إن شاء الله فترتبط حياة الطفل فيما بعد بالصلاة حتى في شقها الدنيوي.


فإذا تراخى الأبوان أو فرطا في المحافظة على الصلاة فلا مجال للوم الأبناء إذا تركوا الصلاة أو أعرضوا عنها فيما بعد.


ويتعلق كذلك بمجال القدوة تعليم الأبناء كيفية الوضوء والصلاة بأسلوب عملي إما بأدائها وهم ينظرون أو بمراقبتهم أثناء الوضوء والصلاة وتعديل بعض أخطائهم .
أما الخوض النظري في أحكام الطهارة والصلاة فيمكن تركه للمدرسة, أو تعليمه للطفل عند بلوغ سن المراهقة فهو أجدى.


ج– الاستعانة بالقصص والمواعظ المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه أو قصص الصالحين ليدرك الطفل فضل الصلاة وسر تعلق الكبار بها.


لأن استغلال الخطاب المباشر قد لا يستوعبه الطفل في المراحل المبكرة فقد يعتبر الصلاة عبأ ثقيلا لأنها تمنعه اللعب.أو باعتبارها من شؤون الكبار التي لا علاقة له بها.


لكن عندما نرسم في مخيلته صورة المؤمنين الصالحين الذين ارتبطت قلوبهم بالله فوجدوا في الصلاة قرة عين لمناجاة الخالق العظيم فسيصل الطفل بفطرته ونقاء قلبه إلى محبتهم ومحبة الصلاة.


وجدير أن يعلم الطفل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم الليل حتى تفطرت قدماه شكرا لله على نعمه.
وأن من الصالحين رجلا قطعت إحدى أطرافه المريضة وهو في صلاة ولم يكد يشعر بما حصل له حتى أتم صلاته.
وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة سمع لصدره أزيز من البكاء
بين يدي الله…6


د – مصاحبة الأطفال إلى المسجد لأن بيوت الله هي مواطن إنشاء الرجال العظماء المتشبعين بمحبة الله والحرص على طاعته حتى تتعلق قلوبهم الصغيرة بمحبة بيوت الله, وحيث سيجدون دروس العلم والإرشاد والرفقة الصالحة ويتربون على معاني الإيمان كلما كبرت أعمارهم وازداد وعيهم.


كما أن في زيارة المساجد تسلية للأطفال لأن أكثر ما يسعدهم هو الخروج مع الآباء ومرافقتهم إلى الأماكن العامة ومشاركتهم بعض اهتماماتهم.


ولدعم دور المسجد فليجتهد الأبوان في تنظيم دروس تعليمية للأبناء تناسب مستوياتهم وتساهم في إدراكهم لفضل الصلاة ومحبتها والحرص على أدائها, وكلما كبر الأبناء احتاجوا لوجود مكتبة إسلامية تفيدهم في توسيع معارفهم وتثبيت أهمية العبادة في قلوبهم.


ه – الاعتماد على مكافأة الأبناء كلما حافظوا على صلواتهم:


إن كل طفل يكتسب معالم شخصيته وثقته بنفسه أولا من قبل والديه فكل طفل يحتاج إلى التحفيز والمكافأة على كل عمل إيجابي يقوم به- وهو أمر أساسي في موضوع التربية عموما- فكيف إذا تعلق الأمر بالصلاة .


وطرق مكافأة الطفل تكون :


بالثناء عليه أمام أفراد العائلة, أو تخصيص هدية يحبها الطفل لأن قيمة الهدية ستجعله يدرك قيمة الصلاة وأهميتها.
علما أن علماء التربية ينصحون بالتدرج مع الطفل في أداء الصلاة فيكفي في اليوم الأول المحافظة على صلاة واحدة وفي اليوم الثاني على صلاتين…إلى أن يصل إلى مستوى المحافظة على الصلوات الخمس بنجاح.


وأخيرا إن مما يكلل تجربة الآباء بالنجاح في تربية الأبناء عموما, أو غرس محبة الصلاة والمحافظة عليها في قلوبهم نجاح الآباء في الوصول إلى قلوب الأبناء بالتعبير لهم عن معاني المحبة الدائمة لهم واستغلال جميع الأساليب المناسبة لذلك بتخصيص الوقت الكافي لهم ومشاركتهم اهتماماتهم وألعابهم والرفق والرحمة بهم.


لأن هذه المحبة هي التي ستجعل الأبناء طوعا في يد الآباء كصفحات بيضاء نقية يسطرون عليها معاني الإيمان والخير والصفاء والعبودية التامة لله تعالى .




رد: صغار بهم كبار

شكرا لك على الموضوع المميز




رد: صغار بهم كبار

ولو شكرا على الواجب ايمان




رد: صغار بهم كبار

شكرا على الموضوع الرائع
دمت متفوقة في المنتدى




رد: صغار بهم كبار

ولو شكرا على الواجب اختي ملاك




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.