التصنيفات
فقه السنة النبوية

رسول الله والجانب الإنساني

رسول الله والجانب الإنساني


الونشريس

الونشريس

الونشريس

حين يكون الكلام عن محمد بن عبدالله -صلى الله عليه وسلم- فينبغي للكل أن ينصت..
وعلى الدنيا بأسرها أن تخفض جناحها .. لمحمد الإنسان.. لمحمد النبي.. لمحمد الرسول..
للرحمة المهداة.. للنعمة المسداة.. للقلب الرحيم.. للوجه الوضّاء..
للجبين الأزهر.. كم تسمو النفس سموًا لا مثيل له حين تستدعي ذكراه! وكم ترتقي الروح
للمعالي حين يخطر على القلب ولو لبرهة صورة محمد بن عبدالله.. لقد صدقت وأنت الصادق
الأمين حين قلت: " إنما أنا رحمة مهداة".

رسول رب الأرض والسماء من هو؟ هو من كان يحلب شاته! هو من كان يخيط ثوبه! خير من
خلق الله، هو عينه من كان يقول: "أنا سيد ولد آدم" وهو أيضًا من كان يجمع الحطب لأصحابه
وهو نفسه من كان يرتجف ألما وحرقة حين يرى دابة ضعيفة قد حملت من الزاد والراحلة ما لا
تحتمل! هو السيد.. وهو الرحيم.. وهو الإنسان.. صلى الله عليه وسلم.

هو من كان يخاطب الملوك.. ويراسل قياصرة الدنيا.. وهو نفسه وهو عينه من كان ينهي صلاته
على عجل.. لأنه سمع بكاء طفل رضيع كان قد أتى مع أمه للمسجد.. وكان فراشه صلى الله عليه
وآله وسلم من أدم حشوه ليف وربما نام على الحصير وعلى الأرض .

هو أفضل من خلق الله.. وهو نفسه الذي دخل عليه رجل وهو يرتجف خوفًا وفرقًا من عظيم
هيبته -صلى الله عليه وسلم- قال له : "هون عليك فإني لست بملك إنما أنا ابن امرأة من قريش
كانت تأكل القديد بمكة".
يسأله أعرابي يوماً ، في بداوة جافة ، يا محمد : هل هذا المال ، مال الله، أم مال أبيك ؟ ويبتدره
عمر، يريد أن يؤنبه ، فيقول عليه الصلاة والسلام :"دعه يا عمر إنّ لصاحب الحق مقالاً"

قدم رجل كان قد سمع أن محمداً يسب آلهة قريش ويدعو إلى هجر عبادة الأصنام.. فحمل سيفه
وأقسم أن يسوي حسابه مع محمد.. فأقبل عليه ووقف أمامه.. وبدأ يزمجر و ويرفع صوته..
ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقابل كل ذلك بابتسامة هادئة.. ساحرة .. جميلة.. وكلما زاد
الرجل عنفًا وصخبًا زاد تبسمًا ولطفًا.. وما هي إلا لحظات حتى انقلب الكره إلى حب.. والبغض
إلى ولع وتعلق.. لقد ذهب ما كان يجده هذا الرجل و ذاب في جمال وسحر خلق محمد -صلى
الله عليه وسلم- وانكفأ على يديه يقبلهما.. ثم قال : يا محمد والله لقد سعيت إليك
وما على وجه الأرض أبغض إليّ منك، وإني لذاهب عنك ، وما على وجه الأرض أحب إليّ منك . ..

لقد قدم هذا الرجل وما عرف أنه سيقابل قلبًا عظيمًا قادرًا على أن يستمع للعدو قبل الصديق..
أنه سيقابل رحمة وهداية تمشي على الأرض.. سيقابل إنسانًا لن ترى الإنسانية مثيلا له في حيائه
ورحمته ولطفه وكريم خلقه.

وأجمل منك لم تر قط عيني
وأكمل منك لم تلد النساء

خلقت مبرّأً من كل عيب
كأنك قد خلقت كما تشاء

وأسدت للبرية بنتُ وهبٍ
يداً بيضاء طوّقت الرقابا

عن عائشة -رضي الله عنها ـ قالت:"ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده خادمًا له قط،
ولا امرأة ولا ضرب بيده شيئًا إلا أن يجاهد في سبيل الله ولا خُيّر بين شيئين إلا كان أحبهما إليه أيسرهما".

انظر وتأمل ما قيل عنه :دائم البشر سهل الخلق لين الجانب ، ليس بفظ ولا غليظ، ولا صخّاب ولا
فحّاش ولا عيّاب ولا مزاح، يتغافل عما لا يشتهي، ولا يؤيس، ولا يخيب فيه مؤمله. كان لا يذم أحدًا
ولا يعَيّره، ولا يطلب عورته، ولا يتكلم إلا فيما يُرتجى ثوابه.

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: خدمت رسول الله عشر سنين فما قال لي أف قط وما قال
لي لشيء صنعته لِمَ صنعتهولا لشيء تركته لِمَ تركته وكان رسول الله من أحسن الناس خلقًا".

وانظر إلى حيائه صلى الله عليه وسلم من خلال هذا الأثر: عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن
رسول الله أنه كان عنده رجل به أثر صفرة قال :"وكان رسول الله لا يكاد يواجه أحدًا بشيء يكرهه
فلما قام قال للقوم لو قلتم له :يدع هذه الصفرة".
أما تواضعه فيخبرنا عنه أنس- رضي الله عنه- أيضًا
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن امرأة جاءت إلى النبي فقالت له:" إن لي إليك حاجة. فقال:
اجلسي في أي طريق المدينة شئت أجلس إليك".

وأنا أدرك أن الحديث عن الجانب الإنساني لرسول الله صلى الله عليه وسلم أمر يطول به المقام
ولكن هذه إشارات سريعة .. وومضات خفيفة .. فكم نحن بحاجة ماسة
إلى عودة صادقة لقراءة سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم قراءة نتأمل فيها الجانب الإنساني
المذهل واللافت الذي كان عليه رسول الله .. كيف كان تعامله مع أهله.. أزواجه.. أولاده..
أصحابه.. أعدائه.. خصومه.. والله تعالى يقول: (لقد كان لكم في رسول أسوة حسنة لمن
كان يرجو الله واليوم الآخر).

الونشريس

الونشريس




رد: رسول الله والجانب الإنساني

شششششكككرا شكككككككككككككككككككككرررررراااااا




رد: رسول الله والجانب الإنساني

الونشريس




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.