التعاون في الشريعةالإسلامية كلمة مجملة تشمل عدة مجالات ومن ذلك التعاون فيسبيل نشر هذا الدين وإن اختلفت وجهات النظر بين الأطرافالمختلفة في مسائل لا تخلبأصول الإسلامالمتفق عليها عند أهل السنة والجماعة.
وقد قال تعالى : " وَتَعَاوَنُواْعَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَتَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ".
ومعنى ذلك : أن يتعاونالمسلمون جميعاً في كل خير وإن اختلفوا بشرط ألا يكونتعاونهم على الإثم أو العدوان وإلا فحرام.
وهذا منهج تغافل عنه كثيرمن أبناء الإسلام وخصوصاً بعض المتعلمين الذي يرعونقطيعاً غفيراً من أبناء الأمة ، وإذا سألته لِمَ لمْ تقفمع أخيك صفاً واحداً لدفعما حل بالمسلمين فيالحادثة الفلانية؟
قال لك : أنا مختلفٌ معهفي كيت وكيت.
فإذا قلت له : ذاك شرٌوالبلوى تعم.
قال لك : وإن عمتالبلوى.
فأقول : مثل هذا الصنف لاينفع أن يكون قدوةً حسنةً ، بل لا يؤتمن عليه فيتربية الأجيال إذ جعل خلاف الفروع سبيلاً لإرساء خلافالتضاد فبمجرد خلافه مع فلانمن الناس أرسىمبدأ المفاصلة له ولمن أثنى عليه ولو في أمرٍ مجمعٍ على شرعيته ، وإنأدى ذلك إلى الإضرار بالمجتمع كله " وَإِذَا قِيلَلَهُ اتَّقِ اللّهَأَخَذَتْهُ الْعِزَّةُبِالإِثْمِ " وقال : أنا أختلف معفلان!!.
ومتى رأيت الشخص يجعلمسائل الفروع مسائل تفضي إلى التفرقة والقطيعة فاعلم أنهدسيسة أو جاهل أو مكابر أو أحمق وإن ربط عمامةًوذَيَّلَها.
ومما يؤسف له أن بعضهمربما يتمسك ببعض أقوال وأفعال السلف فينزلها على أخيهالذي يتفق معه على الأصول ، وهي في أهل الأهواء والبدع أويجد قولاً عن بعض السلفأخطأ فيه فيجعله حجةالله في أرضه رغم أن جماهير السلف على خلافه فيجعل ما وافقهواه في مقام الكلام المنزل الذي لا يحتاج إلى مخالف بلربما جعل شيخه في مقامالاحتجاج دون غيرهفإذا غضب من شيخه جعله مرمى السهام فيزيد الفتنة ويوقدها بينأبناء الأمة دون تورع أو روية ، وقد يتبعه على طريقتهأحداث كثيرون وهكذا تتسلسلالأحزاب والعصبياتوأساس ذلك كله التقليد العاطفي الذي لم يقم على صفاء المنهج مماأدى إلى الفرقة المفضية إلى عدم التعاون مع أبناء الإسلامفي الثوابت والأمورالمسلمة فيها.
في الوقت نفسه يتعاون أهلالباطل والكفر والإلحاد وأهل الملل والنحل المناهجالمنحرفة على ضرب الدعوة وأبناءها ويتربصون بها الدوائروتجتمع كلمتهم على الباطلرغم أنهم فيمابينهم لا يتفقون في شئ ، ونحن معاشر الدعاة وطلبة العلم لم نقف يوماًواحداً لإرساء قاعدة الأخوة الصحيحة التي توحد كلمتنا ومنقام بذلك وجد من يخذله أوينقده أو يحذر منهلا لشئ سوى التقليد أو الحسد أو الجهل بواقع الأمة فليت شعري منالمستفيد !!.
إن قوله عليه الصلاةوالسلام " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً" لكافلمن كان له عقل يحسن إداراته في أنْ يُحَسِّنَ وضعه ويبحثعن السبل السليمة لإرساءمبدأ التعاون فيكافة المجالات الدينية والاجتماعية وكل ما من شأنه أن يصلح الفردوالمجتمع ويدفعه نحو التقدم والرقي حتى يترجم واقعه وفقاًلكتاب الله وسنة رسولهعليه الصلاة والسلامبفهم السلف الصالح