التنظيم يبحث عن شرعية جديدة على حساب أحلام الشباب
أفصح تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عن سعيه الى تحويل المسيرة التي تنوي بعض الأحزاب المعارضة تسيرها السبت الى موعد للتعفين، ومحاولة للعودة الى سنوات الدم والدموع، التي كاد إرهابيو التنظيم اغراق الجزائر فيها في تسعينيات القرن الماضي، واثبت نداء وجهه التنظيم الى الجزائريين دعاهم فيه الى المشاركة في مسيرة السبت المخاوف التي نقلتها الشروق من قبل والتي تحدثت عن أن هناك من يحاول استغلال الفرصة من اجل تعفين الوضع وخلق أجواء من عدم الاستقرار في البلاد.
شوه ما يسمى بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي المسيرة التي تزمع أطراف في المعارضة تسييرها السبت في العاصمة، وذلك من خلال نداء لعبد المالك درودكال نشرته مواقع مقربة من التنظيم دعا فيه الى المشاركة فيها، بل أكثر من ذلك اعتبر أن مطالب المعارضة هي نفسها مطالب جماعته! وقال النداء: المعركة التي يخوضها الشعب هي نفسها التي يقوم بها التنظيم، ودعا درودكال أنصار المسيرة الى دعمه ماديا بل الى الإنضمام الى تنظيمه الذي يعاني من عزلة وهشاشة بعد الضربات الموجعة التي تلقاها التنظيم عسكريا، من طرف قوات الأمن التي تمكنت من إسقاط عدد مهم من أنصاره ومحاصرة الباقين، كما يعاني التنظيم من تبعات التعرية الدينية التي قامها بها عدد من العلماء الثقات الذين بينوا بما لا يترك مجالا للشك أن ما تقوم به جماعة درودكال من أجل إسقاط النظام وتطبيق الشريعة، وبدا النداء متذبذبا حيث يدعو تارة الى الاعتصام وتارة أخرى الى التمرد واستعمال العنف، وهي دعوات تتناقض مع التوجهات المبدئية لمؤيدي المسيرة الذين يرغبون في تنظيم مسيرة تحقق الرخاء والتنمية في البلاد ولا يريدون الخراب الذي يريده درودكال الذي عبر نداؤه عن تطلعات وأمال في عودة أجواء الفوضى الى البلاد من خلال جملة خطيرة في النداء جاء فيها "التنظيم معهم لآخر نقطة وسيثأر لكل جزائري" وهي جملة تثبت أن التنظيم -الذي كان السبب الرئيسي للمشاكل التي عاشتها البلاد خلال السنوات الماضية- ليس له أي أهداف أو مشروع غير رؤية دماء الجزائريين تسيل، فهو من البداية يتصور ويتكهن أن المسيرة ستتحول الى مواجهات يسقط فيها قتلى وتتكون قضايا ثأر، هذه الرغبة عبر عنها البيان ذاته في بدايته، حين دعا الى الخروج عن النظام، وقال النداء ان ذلك لن يكون إلا بما اسماه الجهاد ومساندة التنظيم بالمال والعتاد والأنفس".
- وكانت عدة أحزاب سياسية وشخصيات قد توجست من هذه المسيرة التي عبرت عدة أطراف للشروق عن تخوفها من أن تتحول الى موعد يسطو فيها "خلاطون" على أحلام الجزائريين، كما حدث أثناء المظاهرات التي شهدتها الجزائر بداية جانفي للمطالبة بوضع حد للغلاء قبل إن يستولي عليها لصوص ويحرفونها من مظاهرة احتجاجية الى مناسبة للإستيلاء على أموال الناس وتهديدهم بغير وجه حق.