التصنيفات
الأخبار و الأحداث الهامة

تقرير إسرائيلي "يحرّض" على الجزائر بدعوى تنامي التسلّح!

تقرير إسرائيلي "يحرّض" على الجزائر بدعوى تنامي التسلّح!


الونشريس

توقيت مريب وتشويه للوقائع ومزاعم بوجود برنامج سري لأسلحة نووية

في عملية لا تخفى دلالاتها السياسية والأمنية، أفرد التقرير الاستراتيجي الصادر عن معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي للدراسات الإستراتيجية في نوفمبر الحالي مساحة هامة للجزائر في رصده للميزان العسكري في الشرق الأوسط وهو هنا يجعل من الجزائر طرفا في ميزان القوى الإقليمي المحيط بإسرائيل، وهنا لابد من التوقف لإدراك النوايا الاسرائيلية، ويحاول التقرير ان يوحي بعلميته في المتابعة وكأن اسرائيل غفلت في يوم من الأيام عن مجريات الحياة في البلدان العربية، وهنا يتولد السؤال كبيرا حول توقيت إخراج التقرير في هذا الظرف السياسي الحساس، وكأن اسرائيل تبحث لها عن اعداء وعن معارك جديدة بعد الانتهاء من مصر والعراق، لقد كانت الجزائرعلى رأس قائمة الدول العربية والاسلامية ورودا في التقرير الاستراتيجي الإسرائيلي تليها مصر وإيران.
وفيما يتعلق بالجزائر، أفرد التقرير اهتماما بالترويج لمقولة سلاح الدمار الشامل والتطور النوعي في التسليح في الجزائر في عملية تحريض واضحة لتحريك الرأي العام من اجل قيام منظمات دولية بمراقبة ما يجري في الجزائر، وهنا يمكن تفسير ما أورده التقرير حول القدرات النووية والبيولوجية والكيميائية، مبينا أن الجزائر تملك مفاعلا نوويا صينيا قدرته 15ميغاواط، ومن المحتمل أن يكون قد تم تحديثه إلى 40 ميغاواط، ولا يخفى على واضعي التقرير الاسرائيلي اهمية توظيف تقريرهم الخبيث وتمريره كمعلومات عن كون هذه القدرات تخدم برنامجًا سريًا لأسلحة نووية، مضيفا أن الجزائر تمتلك مفاعلا للأبحاث النووية من الأرجنتين قدرته 1 ميغاواط.

ويذكر التقرير بأن الجزائر قد وقعت على (معاهدة بيلندابا) ومعاهدات عدم انتشار اسلحة الدمار الشامل، وكأنه يوحي من طرف ان الجزائر خرقت المعاهدة الدولية لاسيما عندما أعطى اشارة بالضبابية حول حجم النشاط الجزائري في هذا الموضوع، كما في موضوع القدرات الفضائية والأقمار الصناعية الجزائرية.

وأشار التقرير الاستراتيجي الإسرائيلي الذي يعده رهط كبير من كبار المتخصصين من الضباط الإسرائيليين والمتابعين الأمنيين الى إبرام الجزائر صفقات أسلحة كبيرة مع روسيا بحوالي 7 ملايير دولار، وأعطى التقرير معلومات وأرقاما تفصيلية ايحائية، حيث يشير الى استلام القوات البرية الجزائرية 180 دبابة من طراز(t-90)، متوقعا استلام المزيد من الدبابات بنفس الطراز، وان الجزائر تلقت جميع الطائرات المقاتلة التي طلبهتا من روسيا وهي من طراز(Su-30 MKA ). كما تشير الى سلاح البحرية الجزائري وحرصه على استلام فرقاطات متطورة، وأغرق التقرير في ذكر السلاح الجزائري واستطرد في ذكر صفقات لم تتم وأسلحة لم تصل، وكل ذلك من اجل صناعة مناخ معين يشكل صورة معينة يريد التقرير ترويجها عن الجزائر.

وعن القوات المسلحة، أورد التقرير الاستراتيجي السنوي لإسرائيل 2022 عدد أفراد القوات النظامية الجاهزة للقتال وأسهب في تفاصيل انواع المدفعية وبطاريات الصواريخ من نوع سام الثقيلة والمتوسطة والخفيفة وكذلك السفن القتالية وزوراق الدوريات والغواصات وكل انواع التسليح الجزائري.

نحن ندرك ان اسرائيل تتابع كل شاردة وواردة وهي تكيف المعلومات وتنقصها او تزد عليها لخلق صورة للرأي العام الدولي وحيث صناع القرار الدوليين، لكننا ندرك ايضا ان توقيت نشر التقرير له اهمية في فهم الموقف الاسرائيلي والهدف الاسرائيلي، كما ان استخدام تحريض المنظمات الدولية ضد الجزائر يعني بوضوح ان الجزائر حققت نصرا حقيقيا على الارهاب وحققت الجزائر تقدما اقتصاديا وقد اغلقت ملف ديونها وهي الآن بصدد مشاريع تنمية واعدة للنهوض بالبلد على اكثر من مستوى، وهو ما يزعج أطرافا خارجية.




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.