التصنيفات
علم النفس وعلوم التربية

تتمة لموضوع الوظيفة الرمزية

تتمة لموضوع الوظيفة الرمزية……..


الونشريس

كنا تتطرقنا في الحلقة السابقة إلى الدراسة في مدخلها الأساسي وتقديم الموضوع على أهميته واليوم نواصل..
ونقول بأن ظهور الوظيفة يترجم بالتقليد المؤجل والطفل يستطيع تمثل نموذج غائب ويقلده متأخرا ،هذه التمثلات خاصة وضعيات الجسم ، الإيماءات والحركات تسبق التمثلات اللفظية.
اللغة بتطبيقاتها الصوتية وتكرار الكلمات المسموعة حضرت المجيء ولايتم اكتسابها فقط بظهور الفكر الرمزي الذي يسمح بفهم العلاقات الرابطة بين الدال والمدلول ، اللغة تهيكل الفكر في العمق وتسمح له بعمليات ذهنية جديدة وفيما يخص الوظيفة الرمزية واللعب فإن كل من العلماء بياجي فالون وفينيكوت أعطوا وجهات نظرهم فيه في النقاط التالية :
– لماذا يلعب الطفل ؟
رأوا أن اللعب والطفل يجب ربطهم والطفولة هي تحضير سن الرشد وفي اللعب يتحضر الطفل ليكبر وما يفرح الطفل هو حداثة القدرة Nouveauté du pouvoir
– بماذا يلعب الطفل؟
الاختيار يتم بالضغط اللاشعوري للنماذج الثقافية ، الشروط المادية تلعب أيضا دور (الأرض ،المناخ،المجال )
وهناك تطور في لعب الطفل حيث يمر من ألعاب التمارين (البسيطة الهدف النفعي ) إلى الألعاب الرمزية (بغية تقليد الواقع) ووصولا إلى ألعاب القواعد وبهذا يبدو الطفل قادر على الخضوع إلى تنظيم مفروض من الأعلى.
والقيمة النفسية البيداغوجية للعب يكتسبها الطفل لأنه ينهمك كلية في اللعب وكأنه في الواقع والجدية حسب فالون تبدو من حيث العمل واللعب هو الحرية ويبدو كنشاط طبيعي والطفل يكتشف تدريجيا الأهداف التي يتبعها بفضل تمارين وهناك فرق بين اللعب والتقليد باعتبار التقليد ليس ظاهرة أنية ويفترض وجود نموذج الذي يمارس المراقبة.
الطفولة الأولى هي أهمية بناء قواعد الشخصية وأهمية التكيف الاجتماعي للطفل بفضل اللعب وأهمية مختلف أنواع اللعب حسب عمر الطفل برهن عليها وإن اللعب يندرج ضمن الوظائف الاجتماعية ، العاطفية،الذكائية وبالنسبة لبياجي هناك ثلاث أنواع من اللعب:
– التي يلعبها الطفل في المرحلة " فقط داخلي/ خارجي للأنا والعالم الخيالي/ الحقيقي وهي:
– ألعاب التمارين التي تعطي أولية لتجريب الجسم مع مشاعر الانفعال واللذة
– الألعاب الرمزية المرتبطة مع السابقة تسمح بالتقليد
– مواءمة الطفل مع العالم الخارجي ومع استيعاب هذا الأخير
بتقليد الأخر بلعب تحولي يتخلص من مركزيته حول الذات يكتشف الاستقلالية،يفرغ عنفه ، يجرب الأدوار الاجتماعية غالبا فإن اللعب هو الذي يتوسط في تحويل الأدوار ومعه يتحاور ويثري قاموسه اللغوي يعيد التصويتات والملاحظات كما تعلمها بالإنصات للراشدين
والتي يلعبها الطفل في المرحلة " الخروج التدريجي من التمحور حول الذات"وهي
-ألعاب القواعد التي تتطلب الشركاء واحترام القواعد والاحترام عند الحرمان أي يتعلم الطفل تدريجيا تسييره.
إنها بداية الحياة الاجتماعية والوعي بوجود الأخر كفرد و"أنت" تختلف عن "أنا".
من جهتها فنيكوت تشيد بأهمية مختلف أنواع اللعب مقارنة مع عمر الطفل حيث تقول أن اللعب هو الرابطة بين العالم الداخلي للطفل والعالم الخارجي وباللعب يمكن التمركز خارج معوقات الوجود الروتيني وإعطاء انطباع للحرية والهروب بخلق عالم مثالي ، تقليد شخص أو تخيل كون ذلك الشخص نفسه.
من ناحية أخرى يبدو أن المحيط له أهمية كبرى بحيث في البداية تكون الكفاءات متساوية غير أن كل واحد لايجد نفس الإمكانيات من التمارين، التعلمات والتبادلات ، إذا الوظائف تتباين بصفة خاصة لكل واحد.
الذكاء مثلا لاينمو في محيط لايسمح بتبادلات والمشي مثلا لاينمو بدون تقليد بدون نموذج وإذا بدون محيط.

بدلا من التحدث عن المحيط بعض الباحثين يتكلمون عن المجال ، هكذا حسب كورت لوين ، 1959" السلوك عبارة عن تغير في المجال النفسي في وحدة زمنية معينة ، المجال النفسي يشمل كل الوقائع الموجودة في زمن معين بالنسبة للفرد أوالمجموعة المعينة.




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.