الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام كانت مجموعة من الأعراب (البدو الرحل) أو المدنيين (أهل القرى و سكان المدن الصغيرة) ينتظمون في قبائل . و يعتبر الولاء للقبيلة و تحالفاتها الأساس في تنظيم المجتمع العربي ( البدوي بشكل غالب ) (مفهوم العصبية). كانت الغالبية العظمى تدين بالوثنية إضافة لأقليات يهودية و مسيحية وكانت مكة مركزا دينيا يؤمه العرب من كل صوب لأداء الحج إلى البيت الحرام الذي بناه إبراهيم .في هذا الجو ظهر محمد (ص) ليجهر بالإسلام , و كان أهم تأثير سياسي للإسلام أنه استطاع إقامة دولة في المدينة المنورة يسودها تشريع يحكم الجميع , و وثائق و معاهدات مع الأقلية اليهودية التي كانت تسكن المدينة . لاحقا استطاع المسلمون هزم المشركين في عدة معارك و فتحت مكة قبل وفاة رسول الله بعامين فحطمت أوثان العرب التي كانت موجودة في الكعبة و اعلن التوحيد .التوحيد الذي جاء به الإسلام لم يكن دينيا روحيا فقط بل كان أيضا اجتماعيا سياسيا , فالجزيرة العربية كلها دخلت في عقيدة واحدة و أصبح لها كيان واحد و قبلة واحدة و إله واحد هو الله . في حين ضعفت العصبيات القبلية و المطامع المادية في تلك الفترة مؤقتا قبل أن تعود للظهور بعد أن حقق المسلمون انتصارات مهمة لإسقاط دولة الساسانيين و فتح بلاد الشام .
تاريخ الجزيرة العربية
وتعود أقدم الحضارات المكتشفة في ارض الجزيرة العربية إلى حضارتي العبيد ودلمون اللتين ازدهرتا في منطقة الإحساء والخليج العربي, حيث اكتشفت أقدم آثار الحضارة الإنسانية في الجزيرة العربية حتى الآن.
ويرى كثير من علماء الآثار أن القبائل العربية نزحت في هجرات متوالية قبل أكثر من أربعين قرنا قبل الميلاد إلى العراق, وأسست الحضارة الكلدانية التي طغت على الحضارة السومرية, واستمرت لعشرة قرون من الزمن. تم تلتها الحضارة الأمورية, والآرامية, ثم الآشورية التي ازدهر تاريخها السياسي قبل حوالي 2000 ق.م, وامتد نفوذها ليشمل منطقة بحر قزوين, وفارس, ومصر. وفي نفس الفترة نزحت موجات أخرى من القبائل العربية إلى بادية الشام, ومن ثم إلى سواحل البحر الأبيض المتوسط, حيث تأسست الحضارة الكنعانية, ثم خلفتها الحضارة الفينيقية التي اشتهرت بنشاطها البحري والتجاري, وسيطرت على معظم جزر البحر المتوسط.ويرى بعض العلماء أن موجات أخرى من القبائل العربية هاجرت عبر جزيرة سيناء, أو عن طريق البحر, واستوطنت حوض النيل, وغلبت على السكان بما لديها من حضارة ومعرفة. وتدل الآثار المكتشفة في هضبة الحبشة على هجرات عربية أخرى نزحت من جنوب الجزيرة العربية.
وسادت حضارات عربية ازدهرت في الجزيرة ثم بادت, ومنها قوم عاد الذين سكنوا الجزيرة العربية, وبلغوا حدا عظيما من القوة والسلطان, وأرسل الله إليهم نبيه هود عليه السلام. كما ازدهرت الدولة المعينية, ثم دولة سبأ في جنوب الجزيرة العربية, في حين بلغت قبيلة ثمود حدا عظيما من المدنية والازدهار في شمال الجزيرة العربية, وكان نبيهم صالح عليه السلام. وكذلك ازدهرت حضارة مدين وكان لهم شأن كبير في السيطرة على طرق التجارة, و قد أرسل الله إليهم نبيه شعيب عليه السلام. غير أن هذه الأقوام والحضارات كفرت بأنعم الله وعصت رسله فأخذها الله أخذا شديدا, أذل دولها, وأباد حضارتها, فدخلت جزيرة العرب في دور من الانحطاط والضعف.
حضـارة العـراق
منذ أقدم العصور و حتى العصر الحديث
السومريون وظهور الحضارة
منذ أوائل الألف الخامس ق . م ، شهد السهل الرسوبي في العراق ( دلتا الرافدين ) قفزة نوعية هامة في تأريخ البشرية ، تلك هي الانتقال من القرى الزراعية الى حياة المدن . ففي هذا السهل ، وفي ذلك الوقت المبكر، قامت المدن الاولى مثل أريدو ، أور والوركاء . وفي هذه المدن كانت بدايات التخطيط البشري للسيطرة على الفيضانات ، وانشاء السدود وحفر القنوات والجداول . . حتى مر على هذا السهل زمن كانت فيه شبكة القنوات معجزة من معجزات الري المعنيين بالدراسات الحضارية يجمعون على أن السومريين هم بناة أقدم حضارة في تأريخ البشرية . . أكدت هذه الحقيقة جميع التنقيبات الأثرية التي اجريت في حواضرهم : في حدود 3200 ق . م ابتكر السومريون الكتابة ، وعمدوا الى نشرها . . فقامت في بلاد سومر اولى المدارس في تأريخ البشرية .
الاكديون
2350- 2159-ق. م
من أقدم الأقوام السامية التي استقرت في دلتا الرافدين . . عاشوا منذ أقدم العهود مع السومريين جنباً إلى جـنب ، وآلت إليهم السلطــة في نحو ( 2350 ق .م ) بقيادة زعيمهم سرجون . . استطاع سرجون الاكدي أن يفرض سيادته على جميع مدن العراق . . ثم بسط نفوذه على بلاد عيلام وسوريا والاناضول ، وامتد الى الخليج العربي، حتى دانت له كل المنطقة . . وبذلك أسس أول امبراطورية معروفة في التاريخ .
شهدت البلاد في هذا العصر انتعاشاً اقتصادياً كبيراً بسبب توسع العلاقات التجاريـة ، خاصة في منطقة الخليج العربي . . كما انتظمت طرق القوافل، وكان منها طريق مهم يصل مدينة أكد -عاصمة الامبراطورية-، التي تقع في وسط العراق ، بمناجم النحاس في بلاد الأناضول ، حيث كان هذا المعدن ينقل لكي يستعمل في صناعة الأدوات والمعدات الحربية .
البابليون 1594-1894ق0م
بلغ عدد ملوك سلالة بابل والتي تعرف بـ(السلالة الآمورية) أحد عشر ملكاً ، حكموا ثلاثة قرون . في هذا العصر ، بلغت حضارة العراق أوج عظمتها وازدهارها ، وعمت اللغة البابلية ، تكلماً وكتابة ، المنطقة قاطبة .. وارتقت العلوم والمعارف والفنون .. واتسعت التجارة اتساعاً لامثيل له في تأريخ هذه المنطقة .. وكانت الادارة مركزية ، والبلاد تحكم بقانون موحد سنة الملك حمورابي لجميع شعوبها
الكشيون 1680-1157ق0م
الكشيون أقوام جبلية ، لا يعرف شيء عن أصلهم ولغتهم قبل نـزوحهم الى العراق ، باستثناء عدد يسير مما ورد عنهم في ثبت الملوك البابلي ، ويظن أنها أسماء هندية – اوربية . زحفوا إلى بلاد بابل من الجبال الشمالية الشرقية في منطقة لورستان ، واحتلوا مدينة بابل بعد أن تراجع عنها الحثيون ، فأسسوا فيها سلالة كشيه التي ورثت جميع ممتلكات الدولة البابلية القديمة في العراق ، ولقب ملوكهم انفسهم بلقب " ملك أكد وبابل " .
أشهر ملوكهم " كور يكلزو " 1443-1412 ق. م. وقد عاصر امنوفيس الثاني فرعون مصر . . شيد – هذا الملك عاصمه جديدة له سماها باسمــه " دور كوريكلزو" ، وتعرف أطلالها اليوم باسم " عقرقوف " ، وهي على نحو25 كيلو مترا الى الشمال الغربي من مدينة بغداد . . وأبرز ما فيها زقورتها الشــاهقـة ، القائمة حتى يومنا هذا ، لعبادة الاله الأعظم " أنليل " لم يضف الكشيون شيئاً متميزاً الى حضارة وادي الرافدين ، وانما اقتبسوا من الحضارات التي كانت سائدة فيه . وقد كانت لهم صلات واسعة مع اقطار الشرق القديم في عصر أخناتون ، فقد وجدت أخبارهم في ألواح تل العمارنة في العراق .
الأشوريون
قوم ساميون . . استوطنوا القسم الشمالي من العراق منذ الألف الثالث قبل الميلاد. وكان امراؤهم يتحينون الفرص للاستقلال بمدنهم عن حكم الدول المسيطرة في جنوب العراق .
برزوا كقوة منافسة على مسرح الأحداث في الشرق القديم في بدايات الالف الأول ق. م ، حين استطاع ملكهم " أداد نيراري الثاني " أن يخضع الأقاليـــم المجاورة ، ويتحالف مع بابل ، وبه بدأت الفتوحات الآشورية التي أسست صرح أعظم امبراطورية في التاريخ القديم ، ضمن أقطار الشرق القديم . وابتداء من زمن حكم هذا ا الملك ، أرخ الاشـوريون أخبـارهـم بالطريقـة المعروفـــة بـأســم " اللمو " ، وهي اعطاء تأريخ كل سنة يحكم فيها موظف كبير ، ابتداء من اعتلاء الملك العرش .
الكلدانيون 539-626ق0م
في عام 612 ق . م . . سقطت مدينة نينوى بيد الأمير الكلداني " نبو بلاصر" ، بعد ان حاصرها ، ودك حصونها . . فأحرق آخر ملوكها " سن شر أشكن " نفسه في قصره . . وهكذا انتهى النفوذ السياسي والعسكرى للآشوريين ، وبدأت صفحة جديدة من تأريخ العراق القديم حمل فيها الكلدانيون مشعل الحضارة في وادي الرافدين . أشهر ملوك الكلدانيين " نبوخذ نصر " . . حكم 43 سنة ، قضاها فى تعمير بابل . . . ولعل أعظم أعماله العمرانية ، وأوسعها شهرة ، الجنائن المعلقة التي عرفت في التاريخ بكونها احدى عجائب الدنيا السبع . . وهي قصر عجيب بناه نبوخذ نصر لزوجته " أمانيس " بنت " استياكس " . . ولأنها من سكنة الجبال ، فقد أراد نبوخذ نصر أن يوفر لها مناخاً شبيهاً بمناخ المناطق الجبلية ، فبنى قصرها هذا من عدة طوابق . . وكل طابق فيه مكسو بالحدائق والأشجار . . سحب المياه لسقيها بطرق غاية في البراعة والابداع . ومن الابداعات العمرانية التي زخرت بها مدينة بابل (باب عشتار) ، المحفوظة الأن في متحف برلين . وقد زينت بآجر مزجج وملون بالوان زاهية . . تبرز على جدرانها تماثيل جدارية تمثل الأسد والثور والحيوان الخرافي المسمى " مشخشو " وهو رمز الأله مردوك . يبلغ ارتفاع باب عشتار مع أبراجها خمسين متراً . . وعرضها ثمانية أمتار ، وهي تؤدي الى شارع الموكب الذي يبلغ طوله أكثر من مائة متر ، تحيط به – عن جانبيه – الأبراج . لقد شملت أعمال نبوخذ نصر العمرانيـة جميع بلاد بابل مثل فتح الترع وبناء السدود . . ولكونه مصلحاً دينياً فقد نشر الثقافة البابلية في جميع أرجاء المنطقة . وبعد وفاة نبوخذ نصر سنة (562 ق.م. ) .. اعتلى عرش بابل ملوك ضعفاء ، لم يقدموا للحضارة شيئاً يذكر ، ولا استطاعوا المحافظة على ما تركه السابقون … وفي عام (539 ق.م.) ، استطاع كورش – ملك بلاد فارس – بمساعدة اليهود غزو مدينة بابل .
العرب والاسلام
بعد سقوط الأمبراطورية الكلدانية عام 538 ق.م. ، تعاقبت عل حكم بلاد
وادى الرافدين عدة سلالات أجنبية ، منها الأخمينيون ، والاسكندر المقدوني، والسلوقيون ، والفرثيون ، والساسانيون . وفي عهد الملك الساساني " يزدجرد الثالث " ، قاد سعد ابن أبي وقاص جيوش التحرير العربية الاسلامية ، وحرر العراق من سيطرة الساسانيين بعد معركة القادسية الشهيرة في عام 637 م ، ثم لاحق جيش يزدجرد الى ايران ، فكانت واقعة النهاوند في عام 642 م ، التي أنكسر فيها الفرس ، وهرب ملكهم ، وقتل عام 651 م . . وانتهى بذلك الحكم الفارسي الساساني ، وبدأ العهد الأسلامي العربي .
كان للعرب قبل الاسلام دويلات وامارات في العراق و بلاد الشام . . بالاضافة الى دولهم في الجزيرة العربية . . وقد شيدوا مراكز كثيرة للقوافل التجارية عبر الصحارى ، ولا سيما في العهد الفرثي والبيزنطي والساساني . . وما لبثت هذه المراكز ان اصبحت مدنا كبيرة ذات عمارات وحصون ، وأصبح لها شأن كبير بسبب موقعها على طرق القوافل التجارية والحملات العسكرية بين الدول المتناحرة للسيطرة على المنطقة : الفرس والرومان والبيزنطيون . . في هذه المدن تمازجت الحضارات الفارسية والهيلينية والبيزنطية ، منصهرة مع حضارة سكانها العرب . ان أهم مراكز العرب وأقوامها في تلك الفترة : الأنباط في البتراء، وآل نصرو في الحضر، وعرب تدمر ، والغساسنة في وادى حوران جنوبي دمشق ، والمناذرة التنوخيون واللخميون في الحيرة . . وقد دام حكمهم حتى الفتح الاسلامي