من البحوث المدرسية إلى المواقع الإباحية وألعاب العنف ……………..
غالبا ما يقصد أبناؤنا مقاهي الأنترنت من أجل إنجاز البحوث المدرسية، أو قصد الاستماع وتحميل الموسيقى والألعاب على أجهزة ”أم بي ”4 وأم بي .”3 بل وهناك من أطفالنا من يدخل ”السيبر كافي” أو تصله إلى بيته تقنية ”لا دي أس أل” لمشاهدة الأفلام وتصفح عدة مواقع إلكترونية. وفي خضم هذه الرحلة الاستكشافية لعالم أقل ما يقال عنه إنه دون ضوابط وحدود، يبقى الطفل يغوص في عالم غريب وخطير في أهم مرحلة يمر بها في حياة المراهقة.
هل الأولياء على علم بمخاطر الإدمان على ”النت ” في هذا الوقت بالذات؟ أم أن أبناءهم دون رقيب ولا حسيب؟ وهل هم على علم بالمواقع التي يتصفحها أبناؤهم والتي من شأنها أن تخدش براءة الطفل وطفولته في وقت مبكر؟
الأولياء يستحسنونها ولكن…!
تقول السيدة نادية ”إن بحر التكنولوجيا واسع فليس علينا إعاقة أبنائنا عن أن ينهلوا منه ما استطاعوا”. مضيفة ”إن الطفل من 06 سنوات إلى 15 سنة لا يذهب تفكيره إلى أكثر من مواقع الألعاب والترفيه. لكن إدمان اللعب على الكمبيوتر مشكل حقيقي”. واستدلت بابنها الذي يقع في مناوشات مع والده احتجاجا على زحزحته من أمام الكومبيتر.
أما السيد عبد الله فقال ”إن الكومبيوتر ليس جهاز تلفزيون يتم فيه اختيار القنوات والبرامج بزر ”الرومت كونترول، وإنما الصور الممنوعة تظهر وتختفي عبر شاشة الكومبيوتر لوحدها وهي كافية لمفاجأة الطفل، لذلك وجب علينا حماية أبنائنا من خلال إنشاء ضوابط تكنولوجية تقوم بحجب المواقع غير اللائقة أو وضع كلمات المرور قبل الدخول إلى الجهاز منذ البداية”.
في حين يقول السيد مداني ”إن إدمان ”النت” في حد ذاته خطر على الصحة الاجتماعية”، معتبرا أن إدمان الطفل على جهاز الكومبيوتر يجعله يتفادى اللعب والخروج مع أقرانه ”مثل ما حدث مع ابني، يقول محدثنا، الذي أصبح يتحاشى الخروج من المنزل ألا ما تعلق بأوقات الدراسة”، مضيفا أن ”التحصيل العلمي لطفل الكومبيوتر من شأنه أن يتراجع في حال الإدمان”.
أما السيدة صفية فتقول ”إن الدراسات العلمية الحديثة أكدت تأثير الكومبيوتر والأنترنت على الصحة العامة للطفل كإصابة طفل الانترنت بالسمنة المبكرة لقلة النشاط البدني المبذول لديه وبقائه ساعات طويلة أمام الكومبيوتر، فضلا عن تأثر الطفل نفسيا، تضيف محدثتنا، بما يشاهد من ألعاب العنف التي تغير من سلوكاته”.
أصحاب مقاهي الأنترنت يتهمون الأولياء
لم ينف أصحاب مقاهي الأنترنت، الذين التقينا بعضهم، إقدام بعض الفئات العمرية الصغيرة على البحث في مواقع كثيرة تتجاوز سنهم بغية إشباع الفضول وحب المعرفة لديهم.
يقول مسير مقهى الكتروني بباش جراح ”غالبا ما أستقبل أطفالا بين 08 و12 سنة بغرض إنجاز البحوث أو مشاهدة أفلام الكرتون وهم فئة تتحدد أغراضهم من الشبكة المعلوماتية منذ الوهلة الأولى. لكن من يتعدى هذا السن من الأطفال فإنهم يقصدون المقهى للعب أو الاستماع وتحميل الأغاني، وهو الأمر الذي يمكنهم من الاصطدام ببعض الألعاب العنيفة أو بالأغاني الهابطة المصاحبة لصور ومناظر غير لائقة!؟”.
ويرى آخر أن أجهزة الكومبيوتر وحقوق الانضمام إلى الشبكة المعلوماتية ليست في متناول الكثيرين، إلا من ذوي المستوى التعليمي والاقتصادي المتوسط فما فوق، ولذلك فإن الكارثة تكمن في الحرية المطلقة للأطفال الذين يقصدون مقاهي الأنترنت. ”أنا شخصيا أرى أن مسؤولية استعمال الأنترنت تعود إلى الأولياء الذين وجب عليهم إرشاد أبنائهم إلى مخاطر وسلبيات هذه الشبكة مقارنة بفوائدها وتوجيههم نحو الاستخدام الأمثل والمحدد لها”. مضيفا ”إن التربية الصحيحة المبنية على الأسس الدينية كفيلة بإبعاد أطفالنا عن مخاطر ومحتويات شبكة المعلومات العالمية”.
ولكن تبقى مسؤولية صاحب مقهى الأنترنت كبيرة لأنه معنويا ومدنيا مسؤول على كل ما يحدث في متجره، لذا فهو مطالب بالعمل على ردع هذه التعاملات ومنع الأطفال من دخول المواقع الإباحية ومشاهدة الصور الخليعة، وحتى المواقع العنيفة التي يمكنها أن تؤثر على الطفل في حياته المستقبلية