حاوره عزيز شليحي من باتنة صحفي شبكة اليمامة نت عزيز شليحي 07/07/2013
من هو الكاتب عماد باسي؟
عمـاد بـاسي من مواليد 3 جوان 1990 بالدبيـلة مقيم بقريـة "الـزّقـم" رسامٌ و خطاطُ و كاتبٌ و شاعرٌ و مزخرف و مترجم ، بدأتٌ مسيرتي مع جمعية "أمّ القرى" بمجال الرسم و الفنّ التشكيلي و قمتُ بالمشاركة مع العديد من المعارض الولائية في قصر الضاويّة و أيضا بالاشتراك مع حصّة "صوت الفرسان" مع إذاعـة سوف الجهـوية ،أيضا متمدرس في معْهد ترجمة القرآن الكريم و الدعوة للإسلام بمنتوري قسنطينة، متحصل على دبلوم ليسانس في اللغة الانجليزيـة سنة 2022 ،و متحصّل على شهادة الكفاءة في مجال الإعلام الآلي ، كآتبُ أدبي رفيع و محرر مقالات ذو صبغة اجتماعية مؤلف لكتاب " الشبـآب و الحيـآة" و شاعر حر
كيف بدأت حياتك ككاتب؟
إن الكتابة أشبه بقداسة المحراب لدى المصلي و خشوع القارئ و رسالة الأمانة أو عرش الخيال لدى الشاعر الذي يغترف فيه بحر القوافي و إلياذة الهيام و أناشيد الحكمة و البراءة ، فالكتابة بمثابة البساط الذي تنتشل فيه أصول الأفكار و استبيان الفكِْر و تستصاغ فيها مرجان الحكمة و الرشاد و تفرغ فيها جمّ الفيض المعارفي المقتنص و حصيلة الإدراك الثقافي و مزيج النظرة و الأسلوب و كلّ ذرة تخيل و تصوّر أو حقيقة ، فالإلهام الذي يقودنا في كلّ مرة ليكشف علينا الستار و يرشدنا لبحر الحقائق و يبثّ ما يجوب في النفس و يخالج الخاطر و في السنوات الأخيرة اهتممتُ كثيرا بممارسة الكتابة الذهبية التي تعبر عن ما يجول بخاطر الإنسان و يلبسه ثوبا أدبيا أنيقا و بدأتُ تقريبا بمزاولة نشاط التأليف و الكتابة منذ سنة 2022 خلال الفترة الجامعية أثناء دراستي بجامعة منتوري بقسنطينة لما واجهني من العديد من الظروف و الاوضاع المتغيرة و لقد تعايشت في الوسط الذي سمح لي بأن أعكس المـرآة الحقيقـية لما نراه و نأتلفه كل يوم.
ماهي المشكلات التي تعترض كتاب الجزائريين و خاصة منهم الشباب؟
المشاكل عديدة جدا ، تعترض طريقـنا و سبيلـنـا و حقيـقة أن مشكلة الكتـابة لها مشاكل من الجانبين المعنوي و المادي و تكمن في مدى استيعابنا للأفكـار و فهمها بالشكل الصحيح و هنا أقف على شيء و هو الإرادة المشبعة و قوة الاستمرارية و بذل الجهد و مواصلة الطريق رغم العوائق و قوة الثقة بالنفس ، و أيـضا من الجانب الآخر أنّ الواقع العملي الفعلي الذي نعيشه أًًصبح لا يـرحبّ أبـدًا بهاته التطلعات الثـقـافيـة كون الجانب الذي يشهد ميولا كبيرا و يركـز عليـه الجميـع يكـمن في الرغبة المـاديّة و الاحتياجات الشخصية و ذلك ما دعى الشبـاب يتجنبهـا بل يرفضـها رفضـا تـامّـا لفشل القطاعات الثقافية و المؤسسات المعنية في التواصل معهم و عدم تطوير لغة الخطاب لاستقطابهم و اتاحـة الفرص لإشراكهم و فتح المجال و عدم تـأطيـر المـواهب الحقيقيـة و انعاشها و تدعيمها و يتلخص ذلك في نقص التشجيع من الجهات المعنية و التركيـز على التـوافـه أكثر من الأولـويـات التي خلقوا لأجلـها.
هل هنا المشكلات تتشابه أو مختلفة ؟
نعم ، مشاكلنا تختلف و لكن من جهة آخرى كأننا نـُكْوى من حميم واحد و خـاصة عندما نتحدث عن المؤسسات الثقافية التي أصبحت تهمل بشكل واضح هذا الجانب فينا و تغشم كل تطلع جديد و لا تعطي الصورة الحسنة الجميلة الفاضلة لكي يتقرب إليها الشباب و يبادروا بأي شكل من الأشكـال .
هل أنت من مؤيدي فكرة نزول الكتاب أمثالك إلى المستوى الشعبي حتى يفهمك المجتمع؟
حقيقــة ، يجب على الكاتب أن يراعي جميع المستويـات أثنـاء نثـره و توجيهه لرسالتـه و ذلك على حسب الموضوع الذي تكتب من أجله و لأجله و خاصة و أنتَ تكتب في الجانب الاجتماعي الذي يشمل الصغير و الكبيـر يتوجب عليك التركيـز على أسلوبك الخاص في تلقين الفكرة و بثها في نفس القارئ و ذلك ما يجعلك أحيانا تنزل إلى بعض المستويـات .
هل حاولت الكتابة بالفرنسية؟
لا لم أجرب أبدًا الكتـابة باللغات لا الفرنسية ولا الانجليزية و لأنني أريد أن ألامس جوهـر المواضيع أولا باللغة الأم و بعدها لا ضير من النشر باللغة الفرنسية أو الانجليزية.
هل صحيح ما يقال عن الادب الجزائري حكم عليه بالموت… ما رأيك في هذا ؟
بالفعل و يرجع ذلك للجهـات المعنية التي قتلت جنين الإبداع في مخاضه الأول و ذبحت براءة الإتقان و شنقت حنجرة المواهب لدى شبابنـا اليوم مما زرع في نفسه ميولا في جوانب آخرى و عـزوفـا تـامـا لهاته الساحـة و الذي جعله يكرس حياته من أولها لآخرها في سبيل البحث عن لقمة العيش بدل أن يهتم بتطوير مواهبه الفـذة و التطلع لمثل هاته المبادرات و الانجازات الاحترافية الشيقة.
من هذا ما رأيك في الكتاب الجزائريين ، خاصة منهم الكاتبات؟
حقيقـة أنني قرأتُ للعديد من الكاتبات الجزائريين و كذا الجزائريين مثل الطاهر وطار أو محمد ديب و المفكر الجليل مالك بن نبي و الكاتبة زهور ونيسي أو الروائية أحلام مستغانمي و حقيقة أن الجزائر تزخر بالعديد من الجماجم الفكرية و الطاقات الإبداعية الهائلة و لكن نحتاج في كلّ مـرة لأن نكتشف الوجوه الصاعدة و النـوابغ الفكريـة الرائدة و لا نقتصـر على جزء خـاص فقط.
هل أحسست بالفشل الأدبي ذات يوم؟
بالفعل ، راودني شعور الفشل الأدبي ، خـاصة عندما تكشف عن نافذة الواقع و تتعايش مع أفكار الناس و ذلك ما يجعلك دومـا في مراجعة لحساباتك و شحن إرادتك بطريقة مستمـرة و لقد عانيت كثيـرا من مختلف الجوآنب كي ابلغ مرادي وهدفي و أكيد أن لكل نجاح ضريـبـة و لكل طموح معركـة حيـاتيـة يجب علينا أن نعلن فيـها التحـدي و التصدي بكافة الألوان و الأشكـال و التي تحسم قيمـتنا في الحيـاة.
ماهو أسلوبك في الكتابة ؟
فضلّتُ في كتاباتي النظرة الاجتماعية التحليلية الواقعية الجازمة لأنها ثقافة تجريبية تفصيلة إسقاطيه بمنظور حقيقي ملموس عكس أن تكون أفكار تجريدية نظريّة مبْهمة غائبة عن التطبيق و الوعي و التنمية فربطتها بمفهوم الجمال و الأخلاق و الأصول و استدليتُ بذلك بمرجع الدين الحنيف و أحكامنا الشريفة.
أين الكاتب عماد باسي من رحلة الصحافة، و هل هناك متاعب واجهتها؟
و الله بخير حـال و الله أكيد أن المتاعب في عالم الصحافة ليست بالشيء الهين فهي تضحية و وفـاء صادق لأحلامك و طموحك و حقيقة واجهتُ الكثير من الصعوبات و المتاعب و خـاصة في تعاملاتي مع الجرائد الوطنيـة التي تركزّ بشكل كبير على المدى المـادي التجاري أكثر من أي شيء آخـر و أن أكثـر شيء حدث لي هو صعـوبـة البـدايـة التي كابدنا فيـها عديد المشـاكل و تحملـنا العبء الثقيل لكي نقتحم هذا الجـانب و أمـاّ في قضية السمعي البصري و حضوري في حصة جيل الشباب في القناة الجزائرية الثـالثة فحقيـقـة لم أواجـه أي مـتاعب أو مشاكل تذكر سوى بـعض الضغوطـات لا أكثر.
لمن يقرأ كاتبنا عماد باسي؟ و من يعجبه؟
لقد صقلتُ جملة آرائي و أفكاري استنادا بالعديد من الكتّاب و الشعراء و الحكماء و النوابغ الذين كانوا مسطع نور باسم على الأمة العربية و العالمية و إلهامًا جليلاً على الدين كمثل الكاتب الدكتور العبقريّ مصطفى محمود و أيضا عملاق التنمية البشرية الرائد إبراهيم الفقي و سليمان العودة و أيضا روائع طارق سويدان و غائض القرني و كما لا أنسى مالك ابن نبـيّ .
هل هناك موجه في حياتك؟
حقيقـة و قبل كل شيء أن والـدي هو الذي لطـالما أرادني شعلة من الابداع منذ الصغر و زرع في قلبي إرادة التحدي و الثقة بالنفس لمـا كنتُ شغـوفـا بالرسم و التـخطيط و لكن شيئـا فشيـئـا ، تطورت الأوضاع و دخلت في نسيج الكتـابة و النثـر ليـؤيدني في أفكاري و كتاباتي و يدعمني بكل الاشكال حتى بلغت الوضع الراهن و العديد من المسائل الذين أثني عليهم كثيـرا
ما الفرق بين الشاعر و الكاتب في رأيك؟
الفرق بين الشاعر و الكـاتب يكـمنُ أن الشـاعر يعتمد في قصائده و أفكـاره على المبـالغة أحيـانا و تـركيـزه الكلي على فكـرة مـا فيغالي فيـها و حتى يحيد أحيـانا عن صلب الموضوع بمغالاتـه ، ولكن الكـاتب هو من يمسك العصـا من النصف و يكون أكثـر مصداقيـة و صدقـا من الشـاعر كون الشـاعر يعتكف بمضمون فكرة واحدة و يغالي فيـها عكس أن تكون فكـرة من كـاتب يتحدث عنها بكل موضوعية و هذا هو الأصح و الأدقّ.
كلمة و أنت تحاور صحفي اليمامة نت من باتنة؟
أشكره جزيل الشكر و أزف اليه كل معاني التقدير والاحترام والتبجيل على هاته المبـادرة الشيقة و أثنـي عليـه الثنـاء الكبيـر و أسأل الله له التوفيق و النجاح في هاته المسيـرة العمليـة الشريفة.
و أخيرا ما هو السؤال الذي كنت تتوقع طرحه عليك و لم يحدث ذلك ؟
صراحـة ، لقد تطرقـنا للعديد من الأسئلة من مختلف الجوانب