كما هو واضح من العنوان..
وبعيدا عمن يبيح مثل هذه الأمور..
دعونا نناقش أنفسنا..
ففي النفس شيء من أمور كثيرة..
والنبي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم يقول: " استفت قلبك, البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب, والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر, وإن أفتاك الناس وأفتوك "
والحديث صحيح ورواه أحمد.
فهل الله عز شأنه أنزل القرآن الكريم من فوق سبع سموات من أجل أن نجعله في نغمات الجوال..
هل بعث محمد صلى الله عليه وسلم من أجل إبلاغ كتاب الله والدين أم من أجل أن يجعل القرآن نغمة في الجوال..
وهل شرع الله تعالى لعباده الدعاء ليتضرعوا إليه وينيبوا إليه أم ليجعلوه نغمة للجوال..؟؟
وهل شرع الله الأذان للعبادة أم شرعه نغمة للجوال..؟؟
إن ما يحصل من كثير من الناس غفلة أو بسبب فهم خاطئ لهو أمر خطير..
فيا عباد الله.. إن الله لم ينزل القرآن لنغمة جوال ولا لنغمة إنتظار..
القرآن أعظم وأجل وأشرف وأسمى من أن يجعل في أمور كهذه..
يقول الله تعالى: ( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله )
(خاشعا متصدعا)..
ونحن نجعله بكل بساطة نغمة للجوال..
والله ما قدرنا الله حق قدره..
( وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه)
كيف نقدر الله حق قدره ونحن نجعل كلامه في أتفه الأمور..
ترى الواحد فينا جعل آيات من القرآن نغمة لجواله, فإذا رن جواله سارع إلى الرد وربما الآية لم تنتهي..
أو في بعض الأحيان يضغط على زر الصامت..
وكل هذا يفعل بكلام من.؟؟
بكلام الله يا عباد الله..!!
القرآن أنزله الله لتلاوته والتعبد به ونورا لؤلي الأبصار وحجة على الكفار..
بلغه رسول الله في ثلاثة وعشرين سنة..
وعانا وصبر واحتسب وجاهد وأوذي من أجل تبليغه..
ونحن نجعله بكل بساطة نغمة..!!
تكلم الله به جل شأنه وأخبر بأنه لو أنزله على الجبل لرأيناه خاشعا متصدعا من خشيته سبحانه..
ونحن بكل بساطة نجعله نغمة..!!؟؟
فهل قلوبنا أصبحت أشد صلابة من الجبال مع كلام ربنا..؟؟
فلنتق الله في أنفسنا..
ثم الأذان هل شرعه الله لدخول وقت العبادة أم لنجعله نغمة..؟؟
يقول المؤذن الله أكبر الله أكبر..
يكبر الله ليقول حان وقت الصلاة والفلاح..
ونحن نجعله يقول الله وأكبر ليقول هذا متصل يتصل بك..
والدعاء شرعه الله لعبادته ومناجاته والتضرع إليه أم لنجعله بكل بساطة نغمة..!!
فلنتق الله..
فالقرآن لم ينزله الله للهزل والجوال..
والأذان والدعاء لم يشرعهما الله للنغمات والجوالات..
ولا أحد يقول هذا من البديل..
هذا ليس من البديل.؟؟
البديل متوفر وهي الرنات العادية أو الأصوات الطبيعية..
هذا من الإستهانة بكلام الله وعبادته..
وأي إستهانة أعظم من جعل العبادات في غير موضعها..
وأشد من ذلك أن نرى البعض وهو في دورات المياه وجواله يصدر صوت القرآن أو الأذان أو الدعاء..
اللهم اعف عنا.. اللهم أعف عنا.. اللهم أعف عنا..
ولا تؤآخذنا بما فعل السفهاء منا..
اللهم اهدنا إلى الصراط المستقيم نعمة منك وفضلا..
.