إن الأمير عبد القادر -وهو يشهر سيفه- في وجه الإستعمار الفرنسي ممتطيا صهوة الأدهم ببرنس يصفق جناحه مع الريح .
أنه- وهو يرتل هذه البطولة شعرا- ويخلدها قصائد ،إنه في كلا الموقفين – من الناحية – تاريخ الفروسية العربية بمفهومها الحسي والمعنوي ومضهريها المترابطين المادي والأدبي . ومن ناحية أخرى – يفتح صفحة جديدة من هذه البطولة الشعب عاش يتوارثها أبا غن جد، وفيا لها أمينا عليها حتى طوى أعنف أسطورة استعمارية بأروع صفحة بطولية .
كام الأمير فارسا عربيا حقا بأوسع مفهوم تنطوي عليه لفظة (الفروسية العربية ) إذ لم ينقنع بالجانب الحسي من بطولته مهما علا كعبه وطار صيته ،لم ينقنع بفروسية عاطلة من حلاها ، فطلب لها جمالها في الشعر ، وأجهد نفسه في الطلب وحلاها بالقصيدة ، وأغلى في التحلية ليضع في الفروسية العربية في إطارها الذي لا يختلف عنها ، وليربط عروبته بأجداده العرب الأوائل بأعز رباط وأقدس تراث بالفروسية سلاحا وأدبا
والأمر ماكان الأمير يردد في غير موقف قول الشاعر:
إذا جهلت مكان الشعر من شرف فأي مفخرة أبقيت للعرب