الإعلام لغة مصدر من أعلم يعلم أي أخبر يخبر واصطلاحاً :هو عملية نقل الخبر أو وجهة النظر أو كلاهما من طرف إلى طرف آخر.
وهذا التعريف يشمل كل صور العلام المتداولة في وسائل الإعلام-التي سنتطرق لها لاحقاً-ولتوضيح التعريف لا بد من ذكر صور العلام المتداولة وهي على النحو التالي:
1-نقل خبر بدون هدف من ورائه باستثناء الرغبة في نقلها واستجابة لرغبة المستمع وهذه الصورة هي الدارجة في التعاملات العادية وهي نادرة في وسائل الإعلام الحديثة.
2-نقل خبر حدث فعلاً وتوظيفه لخدمة جهة معينة من خلال تحليله بما يتناسب وتوجهات تلك الجهة أو إضافة أحداث وشخصيات غير واقعية للخبر أو إظهاره في توقيت معين أو إظهاره مع خبر أو مجموعة أخبار لفرض نتيجة تحليلية لا شعورية على المتلقي وهذه الصورة موجودة في وسائل الإعلام الحديثة بصورة ملفتة للنظر.
3-افتعال حدث معين من خلال تهيئة الظروف الموضوعية للتصديق به ومن الطبيعي أن يكون ورائه هدف معين تتوخاه الجهة الناقلة ونفي الخبر إذا لم يحقق أهدافه أو انتفت الحاجة له وهذه الصورة موجودة بكثرة في وسائل الإعلام الحديثة.
4-نقل وجهة نظر إلى المتلقي ومحاولة إقناعه بها من خلال عدة أساليب أهمها اختيار الآلية المناسبة للطرح والتوقيت المناسب أيضاً واختيار المؤثرات المناسبة لتقبل وجهة النظر_كما في وسائل الإعلام المرئية-ومحاولة حشد التأييد –ولو الكاذب_لوجهة النظر تلك.
5-محاولة تغيير واقع موجود وفرض واقع جديد من خلال الضغط الإعلامي المكثف المؤيد لوجود الواقع المفتعل.
6-نقل صورة كاذبة عن الواقع وذلك لتغييره أو الحصول على مكاسب معينة أو الضغط على جهة معينة من خلال التحليلات والتقارير والأفلام والمسلسلات.
7-تكذيب خبر صحيح وتجميع القرائن ضده لكونه لا يتناسب وتوجهات الجهة المتبنية لوسيلة العلام.
8-تكذيب وجهة نظر صحيحة والترويج ضدها لنفس السبب السابق.
9-غض الطرف عما يحدث في الواقع وتجاهل بعض الأحداث والشخصيات بهدف إلغاء آثارها.
10-تضخيم بعض الأخبار ووجهات النظر والشخصيات وذلك لتحقيق عدة مآرب من وراء هذا التضخيم وخاصة من تضخيم الشخصيات حيث قد يكون المراد من ذلك التمهيد لضرب تلك الشخصيات والقضاء عليها.
11-تصوير المستقبل بما يخدم توجهات الجهة المتبنية لوسيلة الإعلام حيث يتم تصوير المستقبل استناداً إلى أمور غير واقعية.
12-محاولة الهروب من الواقع من خلال وسائل الترفيه والتسلية التي توفرها وسائل الإعلام وهذا الأمر لا يدخل في صلب وظيفة وسائل الإعلام ولكنه قد ينفع كوسيلة للتخفيف عن المتلقي ولكنها في الغالب تأخذ حيزاً مبالغ فيه من وسائل الإعلام وتتخذ صوراً شاذة في أغلب الأحيان كالأغاني والأفلام والمسلسلات الإباحية.
13-الترويج لسلعة معينة من خلال وسائل الإعلام.
14-نقل صورة واقعية عن ما يحدث في الواقع ونقل الأخبار بصورة دقيقة ونقل التحليلات الموضوعية للأخبار ووجهات النظر وإعطاء الصورة الواقعية للشخصيات والتصورات الموضوعية عن المستقبل ومحاولة تغيير الواقع نحو الصورة الأحسن وتوظيف العلام لخدمة المجتمع وهذه الصورة غير موجودة في الواقع الإعلامي أو موجودة ولكن بصورة مصغرة جداً وخاصة إذا كان ما ذُكر يخدم مصالح الجهة المتبنية لوسيلة الإعلام.
وسائل الإعلام:
1-النقل الشخصي:-ونقصد به التداول الاعتيادي بين الناس للأخبار ووجهات النظر عن طريق المحادثة المباشرة وهذه الوسيلة لا تخلو من سلبيات حيث نجد إن الأعم الأغلب من الناس يتلقون الأخبار ووجهات النظر دون تدقيق ويتبنونها ويدافعون عنها ويعطون للخبر ووجهة النظر من الاهتمام أكثر مما تستحق علماً إن الناس هم الهدف الرئيسي لوسائل الإعلام الأخرى حيث يقاس مدى نجاح وسيلة إعلام من خلال تداول الأخبار ووجهات النظر التي تنقلها بين الناس وعلماً إن غالبية الناس يتجاوبون مع وسائل الإعلام لا شعورياً ولا يدركون ما وراء الأخبار و التحليلات من مقاصد وهذا أمر خطير جداً.
2-المنشورات والملصقات:-وهذه الوسيلة تمتاز بكونها سريعة التداول ويمكن الاحتفاظ بها وتفيد في الحملات الانتخابية مثلا وخاصة إذا أضيفت لها مؤثرات مناسبة تساعد على سرعة التلقي كالتلوين والصور واختيار العناوين الجذابة وهذه الوسيلة متداولة في العراق أكثر من أي مكان آخر وذلك لرخص تكلفتها وقد استغلت هذه الوسيلة استغلالاً خاطئاً حيث باتت تستخدم لنشر الأخبار الكاذبة ووجهات النظر الخاطئة وتستخدم في الحملات التسقيطية .
3-الندوات والمحاضرات والمؤتمرات:-وهذه الوسيلة تفيد في نقل وجهات النظر التفصيلية واهم شيء فيها اختيار التوقيت المناسب وأسلوب الطرح المناسب .
4-الصحف والمجلات:-حيث تعتبر وسيلة إعلامية فاعلة والفارق بينهما إن الصحف تنقل الأخبار والتحليلات السريعة والمجلات عادةّ ما تتناول الدراسات والتحليلات المطولة.
وعادةً ما تعنون الوسائل الثلاث الخيرة بعنوان وسائل العلام المقروءة.
5-البث الإذاعي:-لا زالت الإذاعة أو العلام المسموع تعتبر وسيلة فاعلة وتعتبر مصدر تلقي الإعلام الوحيد أو المهم للكثير من الأفراد وهو كغيره من وسائل العلام ابتلي بأمراض الكذب والتزوير وعدم الحيادية وكثرة فترات للهو الفارغة.
6-البث التلفزيوني: بكلا نوعيه الأرضي والفضائي والأخير أخطر ويعتبر التلفزيون من أخطر وسائل الإعلام على الإطلاق فهو يمتلك الكثير من جوانبي التأثير على المتلقي من مؤثرات فيديوية وصوتية وغيرها تجعل المتلقي يتبنى بسهولة الرأي الذي يتم طرحه أو على الأقل يتأثر لا شعورياً به وإضافةً لوجود الكثير من السلبيات كالكذب والتزوير وغيرها فقد بات التلفزيون يأخذ حيزاً كبيراً من حياة الأفراد وبالتالي يمنعهم من أداء دورهم الصحيح في خدمة المجتمع.
7-الانترنيت:-وهذه الوسيلة لا تقل خطورة عن البث التلفزيوني وهي في نمو مستمر ومخيف واخطر ما فيها فقدان الرقابة وتختلف عن سابقتها في إمكانية دخول المنافسة فيها دون تكلفة مادية ضخمة.
وتسمى الوسيلتين الأخيرتين بوسائل الأعلام المرئية.
هذه هي وسائل الأعلام المتداولة في الوقت الحاضر باختصار ولا ننسى أن نضيف لها وسائل أخرى تؤدي الوظيفة الإعلامية كالسينما والمسرح والكاسيتات الصوتية والفيديوية والأقراص الليزرية وغيرها.