الأخــــلاق
الأخلاق هي شكل من أشكال الوعي الإنساني كما تعتبر مجموعة من القيم والمبادئ تحرك الأشخاص والشعوب كالعدلوالحريةوالمساواة بحيث ترتقي إلى درجة أن تصبح مرجعية ثقافية لتلك الشعوب لتكون سنداً قانونياً تستقي منه الدول الأنظمة والقوانين.[1] وهي السجايا والطباع والأحوال الباطنة التي تُدرك بالبصيرة والغريزة ، وبالعكس يمكن اعتبار الخلق الحسن من أعمال القلوب وصفاته . وأعمال القلوب تختص بعمل القلب بينما الخلق يكون قلبياً ويكون في الظاهر.
ويعتبر الدين بشكل عام سندا للأخلاق، والأخلاق هي دراسة، حيث يقيم السلوك الإنساني على ضوء القواعد الأخلاقية التي تضع معايير للسلوك، يضعها الإنسان لنفسه أو يعتبرها التزامات وواجبات تتم بداخلها أعماله أو هي محاولة لإزالة البعد المعنوي لعلم الأخلاق، وجعله عنصرا مكيفا، أي أن الأخلاق هي محاولة التطبيق العلمي، والواقعي للمعاني التي يديرها علم الأخلاق بصفة نظرية، ومجردة". والكلمة الإنكليزية للأخلاق «Ethic» مستخلصة من الجدار اليوناني «***7972;***952;***949;***945;» (إيثيه) أي «عادة». وتكون الأخلاق طقما من المعتقدات، أو المثاليات الموجهة، والتي تتخلل الفرد أو مجموعة من الناس في المجتمع.
قوة الاخلاق
الأخلاق.. مشترك إنساني عام من القيم والفضائل التي جبل الله الناس عليها، فأصناف البشرية كلها تعترف بالمعاني الفاضلة والأخلاق العالية، وأصول هذه الأخلاق قدر متفق عليه، بل هناك فلسفة خاصة للأخلاق والفضائل في كل أمة وتراث وعصر وثقافة، فالصدق والكرم والوفاء والعدل والصبر والتسامح معانٍ محمودة في كل القيم الإنسانية، وفي مقابل ذلك معانٍ مذمومة فيها: كالكذب والظلم والزور والعقوق والبخل وغيرها.
وهذا معنى أصالة الأخلاق وعظمتها وقوتها وسيادتها الفعلية على منظومة القيم الإنسانية، وذلك معنى فطرية الأخلاق، فالفطرة فيها أصول الأخلاق التي يحتاجها الإنسان، حتى إن الجاهلية الأولى كان العرب فيها يمتدحون مكارم الأخلاق، ويعدونها دليلاً على عقل الرجل وسيادته، فكانوا يمدحون الصدق والأمانة والكرم والشجاعة وغيرها،
ولو قرأت في تراث كل أمة فستجد عندها قدراً معروفاً من أصول الأخلاق لا تختلف فيه لبقاء الفطرة في عناصرها، وذلك معنى حديث الصحيحين: « كل مولود يولد على الفطرة »، ولقد جاءت الرسالات السماوية لتذكي المعاني الفطرية، وتؤكد القيم المشتركة بين بني الإنسان، وتزيدها وضوحاً، وتحث الناس على فعلها، وتعدهم بالأجر والثواب، وتحذرهم من تركها بالوعيد والعقاب،
وجاءت أيضا هذه الشرائع السماوية لتضع الأطر المحددة لتطبيقات هذه الأخلاق، وبهذا نفهم قول النبي صلى الله عليه وسلم: « إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق » أخرجه أحمد ، فكأن المعنى والله أعلم أن صالح الأخلاق موجودة في الفطرة فجاء البيان النبوي ليتممها، فبذلك تكتمل للإنسان أخلاقه الفطرية، مع الأخلاق المكتسبة التي يتعلمها من الشرائع السماوية.
والأخلاق من تزكية النفوس، فحقيقة الأخلاق في داخل النفس، وإنما السلوك العملي تعبير مباشر عن ذلك، ونتيجة له، ولذلك إذا كان القلب فاسداً لا يستطيع الإنسان أن يستمر في التظاهر والمجادلة بالأخلاق السطحية، فبعض الناس قد يتكلفون الأخلاق، لكن ذلك لن يدوم إن لم يكن ذلك نابعاً من اعتراف داخلي بقيمة هذه الأخلاق وحب لها، ومثل ذلك الخلق المؤقت، يعني أن في النفس ضعفاً أخلاقياً تنكشف النفس فيه لأدنى امتحان، يقول الحسن البصري: "ما أخفى رجل شيئا إلا ظهر على فلتات لسانه وقسمات وجهه" .
والشاعر الجاهلي زهير بن أبي سلمى يقرر هذا المعنى، فيقول:
ومهما تكن عند امرئ من خليقة *** وإن خالها تخفى على الناس تعلم
فالأخلاق القوية الحقيقية وعاء يستوعب حياة الإنسان كلها، فتتبين الأخلاق القوية بالدأب والصبر والمداومة وإتمام الخلق، يقول أبو حامد الغزالي: "إن أخلاق الإنسان الحقيقية هي أخلاقه بالمنـزل" . أي: لمداومته على حسن الخلق والتلطف حتى في بيته.
وعند الإنجليز مثل يقول:"إن الملِكَ لن يكون ملكاً في كل وقت". أي أنه في بيته ومكانه الخاص سيبدو بسيطاً ضعيفاً، ربما يستفزه أي شيء، وربما يتشاجر لأجل أتفه قضية.
وقوة الأخلاق تبدو حين نختلف، وهناك من يستخدم أخلاق القوة للضرب تحت الحزام كما يقولون، واستخدام نقاط الضعف والفجور في الخصومة، فيطيح بكل القيم الأخلاقية لأدنى اختلاف، وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن من آية المنافق أنه « إذا خاصم فجر »، لكن قوة الأخلاق في العفو والعفة عن نقاط الضعف، وقول الحق حتى على النفس { يَا اَيُّهَا الَّذِينَ امَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى اَنْفُسِكُمْ } [النساء:135] .
وقوة الأخلاق تبدو أيضاً عند الانشغال الشديد والفراغ، فيفقد الإنسان هدوءه وتتوتر أعصابه، فيظهر أولو العزم من أصحاب الأخلاق رابطي الجأش، فلا يقولون إلا خيراً، كما كان يفعل نبينا صلى الله عليه وسلم حين يجر أحد الأعراب رداءه فيظهر الأثر على صفحة عنقه، أو يتكلم عليه أحد المنافقين، أو يطالبه بدين أحد اليهود، ولقد أجمل القرآن وصف خلقه فقال: { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم } [القلم:4] .
وإننا نجد اليوم كثيرين يتحدثون عن الأخلاق، وقد يلقون برامج ومحاضرات ودورات، ويكتبون كتباً، لكن حين تنظر إلى الممارسات تجد بعداً عن هذا التنظير، أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يكن هناك فجوة بين ما يدعو إليه وبين ما يفعله.
وقوة الأخلاق هي أيضا القوة الخلقية الداخلية في صفاء النفس وصدقها، وهذا معنى عظيم من معاني الأخلاق، ولا يتحدث عنه أصحاب فلسفة الأخلاق؛ لأنه شيء لا يقاس إلا بميزان الصدق وصلاح الضمير.. هل رأى أحد يوماً وجهاً يشعّ بالأخلاق، بالبسمة، وبأبعد من ذلك.. بالصدق؟
إنه وجه النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا عبد الله بن سلام -وكان يهودياً- يقول: "لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة انجفل الناس إليه، فكنت فيمن جاءه، فلما رأيت وجهه واستبنته علمت أن وجهه ليس بوجه كذاب" أخرجه الترمذي وابن ماجه .
وقوة الأخلاق هي في الحكمة ووضع الأمور في مواضعها، ولذلك أقول: إن فقه الموازنات من أهم وأعظم الأنواع الفقهية التي يحتاج إليها الناس كلهم جميعاً، والأخذ بالأهم، وعدم تضخيم شيء على حساب آخر، مما يبعث جوا من الأخطاء والممارسات البعيدة عن الشرع، وإن استظلت بظلاله، ولذلك يقول الله عز وجل: { الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ اَحْسَنَه } [الزمر:18]، فلم يقل: "حسنه"، وقال: { فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا } [الأعراف:154].
وقوة الأخلاق في العدل وترك الظلم، وإشاعة ذلك في حقل العلم والمعرفة، وحقل التجارة والصناعة، وحقل السياسة، وحقل السلوك والتعامل الاجتماعي، وكل الحقول الأخرى. كل ذلك لن يحصل إلا بالمجاهدة: { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا } [العنكبوت:69]، والمحاسبة: { وَلَا اُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَة } [القيامة:2]، ودعم الجوانب الفطرية في الإنسان وتوجيهها لخلق الخير والبر.
هذه هي القوة الحقيقية: قوة الأخلاق. أما القوة الموهومة: أخلاق القوة فهي مهترئة سريعة الزوال، وإذا صار الإنسان قوياً فتسلط على الناس واستطال عليهم وظلمهم فإنه في داخله وفي حقيقته ضعيف، لا يثق حتى بنفسه، وإن بدا للناس عكس ذلك، وإذا قوي الإنسان وأصبحت له شوكة وسلطة كان ذلك امتحاناً عسيراً لقوته الحقيقية، قوة أخلاقه، وأما العاجز الذي لا يستبد فذلك ضعف عند الله وعند الناس.
إن قوة الأخلاق تغلب أخلاق القوة، وإن سخط الناس أو رضوا؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: « ليس الشديد بالصرعة، وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب » قال ذلك تصحيحاً للمفاهيم المشوهة المشوشة عند الناس حول القوة. فليس القوي الذي يقاتل ويصارع، وإنما القوي الذي يملك نفسه عند القتال والصراع، ويخالق الناس بخلق حسن.
موضوع عن الاخلاق
قال تعالي " وانك لعلي خلق عظيم " : وهذه شهادة من الله بانه اكمل الأخلاق وأتمها وأرفعها
قال تعالي " لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر" وفي هذه الاية حث من الله لعباده للاقتداء برسوله الذي كمله خلقا وشرفه اصلا ورفعه منزلة وقدرا ولذوي الاخلاق الفاضلة منزلة عالية ففي الحديث الصحيح " اكمل المؤمنين أحسنهم أخلاقا " وان من أحبكم الي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسانكم أخلاقا"
وهذه نماذج من الاخلاق المحمدية فلننظر اليها ونحث النفس علي التشابه والتحلي الصادق بها
الكرم المحمدي
كان الكرم المحمدي مضرب الأمثال وكان صلي الله عليه وسلم لايرد سائلا الا ويعطيه ، فقد سأله رجل حله كان يلبسها فدخل بيته فخلعها ثم خرج بها في يده وأعطاه اياه
عن ابن عباس رضي الله عنه قال : كان رسول الله (ص) أجود الناس وأجود ما يكون في شهر رمضان حين يتلقاه جبريل فيدارسه القرآن فرسول الله (ص) أجود من بالخير من الريح المرسلة
وهذه امثلة لجوده وكرمه
– أعطي العباس رضي الله عنه من الذهب مالا يطيق حمله
– أعطي معوذ بن عفراء ملئ كفه حليا وذهبا لما جاءه بهدية من رطب وقثاء
– جاءه رجلا فساله فقال ما عندي شئ ولكن اشتري ما تحتاجه علس حسابي وان أسدده اليك ان شاء الله فاذا جاءنا شئ قضيناه
والحبيب هو اجود الناس كرم وعطاء وهو القائل : ما من يوم يصبح العباد فيه الا وملكان بنزلان يقول: " أحدهما اللهم اعط منفقا خلقا " ، ويقول الأخر "اللهم أعط ممسكا تلفا "
ويقول ايضا يقول الله تعالي : ابن ادم أنفق أنفق عليك
الحلم المحمدي
وهو ضبط النفس حتي لا يظهر منها ما يكره قولا أو فعلا عند الغضب وهذه الأحداث تدل علي حلمه
-لما شجت وجنتاه وكسرت رباعيته ودخل المنفر في راسه (ص) يوم احد قال : " اللهم اغفر لقومي انهم لا يعلمون "
– لما جذبه الاعرابي بردائه جذبة شديدة حتي أثرت في صفحة عنقه (ص) وقال : أاحمل لي بعيري هذين من مال الله الذي عندك فانك لا تحمل لي من مالك ومال ابيك ،حمل عيه (ص) وقال : "المال مال الله وانا عبده ويقاد منك يا اعرابي ما فعلت بي فقال الاعرابي لا فقال النبي (ص) لم ،قال لانك لا تكافئ السيئة بالسيئة فضحك (ص) وامر ان يحمل له علي بعير شعير ،وعلي اخر تمر
– جاءه زيد بن سعنه أحد اخبار اليهود يتقاضي دين له علي النبي (ص) فجذب النبي من ثوبه وقال بصوت مغلظ : " انكم با بني عبد المطلب مطل فانتهره عمر وشدد له في القول والنبي (ص) يبتسم وقال انا وهو كنا الي غير هذا احوج منك با عمر تأمرني بحسن القضاء وتأمر بحسن التقاضي وقال (ص) لقد " بقي من أجله ثلاث " وأمر عمر أن يقضيه ماله ويزيد عشرين صاعا لما روعه وكان ذلك سبب اسلامه
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : ما رايت (ص) منتصرا من مظلمه ظلما قط ، مالم تكن حرمه من محارم الله ، وما ضرب بيده شيئا قط الا ان يجاهد في سبيل الله ، وما ضرب خادما قط ولا امرأة
العفو المحمدي
وقد أمر الله به رسوله الكريم ففي سورة الأعراف في قوله تعالي " خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين"
وعندما سأل (ص) جبريل عن هذه الأيه فقال له ان الله يأمرك ان تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك
وهذه الأمثله دليل علي ذلك :-
عن عائشة رضي الله عنها قالت : " ما خير رسول الله (ص) بين امرين الا اختار أيسرهما ما لم يكن اثما فان كان اثما كان ابعد الناس عنه وما انتقم (ص)لنفسه الا ان تنتهك حرمة الله تعالي فينتقم لله بها "
– تصدي له غورث ابن حارث ليفتك به (ص) حيث كان يجلس تحت شجرة وحده قائلا وأصحابه كذلك ولم ينتبه (ص) الا وغورث قائم علي رأسه والسيف في يده وقال : " من يمنعك مني فقال (ص) الله" ، فسقط السيف من يد غورث فأخذه النبي (ص) وقال من يمنعك فقال غورث : "كن خير آخذ فتركه وعف عنه "
– عندما دخل المسجد الحرام يوم الفتح وكان أهالي قريش ينتظرون جكم رسول الله فقال يا معشر قريش ما تظنون اني فاعل بكم قالوا اخ كريم وابن اخ كريم فقال (ص) اذهبوا فأنتم الطلقاء فعفا عنهم
– سحره لبيد بن الأعصم اليهودي ونزل الوحي بذلك وعف عنه (ص)
– عندما تأمر المنافقون عليه ليقتلوه وهو في عودته من تبوك للمدينه فعفي عنهم وقال : "لا يتحدث ان محمدا يقتل أصحابه"
– عندما جاء رجل يريد قتله وعندما اكتشف امره اضطرب الرجل من شدة الخوف وقال له (ص) لاتراع لا تراع ولو اردت قتلي وعفا عنه صلي الله عليه
الشجاعة المحمدية
كان (ص) أشجع الناس علي الاطلاق وأدلة ذلك تكليف الله تعالي له ان يقاتل وحده في سورة النساء :"فقاتل في سبيل الله لا تكلف الا نفسك وحرض المؤمنين " وأدلة شجاعته عديدة ومنها
-في أحد حيث فر الكماه والأبطال وقف (ص) وحده يدعو للقتال حتي التف حوله أصحابه وقاتلوا معه
– في حنين انهزم أصحابه وفر رجاله لصعوبة مواجهة العدو نتيجة الكمائن التي نصبها وبقي وحده(ص) في ميدان الفتال وهو علي بغلته يقول انا النبي لا كذب انا ابن عبد المطلب وما زال في المعركة وهو يقول : " الي عباد الله الي عباد الله " ،حتي فاء أصحابه اليه وعادوا الكره علي العدو فهزموه
-ومن ضمن شجاعته موقفه من تعنت سهيل بن عمرو وهو يملي وثيقة صلح الحديبية اذا تنازل (ص)عن كلمة باسم الله الي باسمك اللهم وعن كلمة محمد رسول الله الي كلمة محمد ابن عبد الله وغضب اصحابه من ذلك وهو صابر وثابت فكانت بعد ايام فتحا مبينا فصلي الله عيه وسلم كان المثل الاعلي في الشجاعة وبعد النظر واصالة الراي واصابته
الصبر المحمدي
وقد امر الله رسوله الكريم بالصبر في قوله تعالي "فاصبر كما صبر اولوا العزم من الرسل " (الاحقاف 35)
وفي قوله تعالي : "يا أيها الذين امنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون" (آل عمران 200)
وفي قوله تعالي :" واصبر وما صبرك الا بالله " (النمل 127)
وقد صبر رسول الله صبر دام استمر ثلاث وعشرين سنة ولم يتخلي عن دعوته حتي بلغ الرسالة وعن صبره صبر (ص) علي اذي قريش فقد ضربوه والقوا سلي الجزور علي ظهره وحاصروه ثلاث سنوات وحكموا عليه بالا عدام وبعثوا رجالهم لتنفيذه ولكن الله سلمه وعصمه
صبره عام الحزن حيث ماتت زوجته الحنون السيدة خديجة ومات عمه المدافع عنه ابو طالب
صبره في كافة حروبه فلم يهزم ولم ينهزم ولم يمل حتي خاض حروبا عدة
صبره علي تأمر اليهود عليه بالمدينة ونحزيبهم الاحزاب لحربه والقضاء عليه وعلي دعوته
العدل المحمدي
تحكيم قريش له في وضع الحجر الاسود بعد خلاف شديد بينهم كان يفضي بهم الي الاقتتال فحكم (ص) ان يوضع الحجر في ثوب وتأخذ كل قبيلة بطرف ثم أخذ الحجر بيديه ووضعه في مكان من جدار البيت فحكم فعدل صلي الله عليه وسلم
التواضع المحمدي
اخبر (ص) أنه قد خير بين أن يكون نبيا ملكا ،أو نبيا عبدا ، فاختار (ص) ان يكون نبيا عبدا وأخبر ان الله تعالي كافأه علي اختياره العبودية بان يكون سيد ولد آدم ،وأول من تنشق عنه الأرض ،وأول شافع ،فاختياره العبودية علي الملوكية أكبر مظهر من مظاهر التواضع المحمدي
– حدث ابو امامة رضي الله عنه قال :خرج علينا (ص) متوكئا علي عصا فقمنا له ،فقال "لا تقوموا كما تقوم الأعاجم يعظم بعضها بعضا وقال: " انما انا عبد ،آكل كما ياكل العبد ،واجلس كما يجلس العبد " ، وكان (ص) يعود المساكين ،ويجالس الفقراء ، ويجيب دعوة العبد، ويجلس بين اصحابه مختلطا بهم ، حيث انتهي به المجلس جلس وكان يدعي الي خبز الشعير والاهالة السنخة فيجيب وهو القائل : "لا تطروني كما أطرت النصاري ابن مريم ،وانما انا عبد ، فقولوا عبد الله ورسوله "
– ومنتهي تواضعه عندما دخل مكة ودخلها ظافرا منتصرا دخل راكبا علي ناقته و لحيته الشريفة تكاد تمس قائم رحله تواضعا لله عزوجل
– دخل عليه رجلا فاصابته من هيبته رعدة فقال له : "هون علي نفسك ،فاني لست ملكا ، وانما أنا ابن امرأة من قريش كانت تاكل القديد"
– حدث ابو هريرة رضي الله عنه فقال: دخلت السوق مع النبي (ص) فاشتري سراويل وقال للوازن "زن والرجح" فوثب الوازن الي يد النبي (ص) يقبلها فجذب يده وقال: " هذا ما تفعله الاعاجم بملوكها ، ولست بملك ، انما انا رجل منكم " ثم أخذ السراويل ،فذهبت لاحملها ،فقال :
"صاحب الشئ أحق بشيئه ان يحمله "
– ما أخبر به بعض نسائه وتحدثن وهو انه (ص) يكون في بيته في مهنة اهله فكان يحلب شاته ، ويرقع ثوبه، ويخصف نعله ، ويخدم نفسه ، ويعقل البعير ، ويعلف ناطحه وياكل مع الخادم ويحمل بضاعته في السوق وكل هذه المظاهر تدل علي مدي تواضعه صلي الله عليه وسلم
الحياء المحمدي
كان (ص) اشد حياء من البكر في خدرها وكان اذا كره شيئا عرف ذلك من وجهه وكان (ص) من شدة حيائه لا يثبت بصره في وجه احد ويكني عما اضطره الكلام اليه مما يكره ولا يصرح به
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : " لم يكن رسول الله فاحشا ولا متفحشا ولا ساخبا في الأسواق ولا يجزي السيئة بالسيئة ولكن يعفو ويصفح
وعن قول عائشة رضي الله عنها : " كان النبي (ص) اذا بلغه عن أحد ما يكره لم يقل ما بال فلان يقول كذا وكذا ، ولكن يقول " ما بال أقوام يصنعون أو يقولون كذا "
عن انس ابن مالك رضي الله عنه قال : " دخل رجل علي النبي (ص) به أثر صفرة فلم يقل له شيئا وكان لا يواجه أحد بمكروه فلم خرج قال لو قلتم له يغسل هذا اي أثر الصفرة في الثوب
وقد جعله الله تعالي اسوة المؤمنين فقال تعالي: " لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة " (الاحزاب :21 )
الرحمة المحمدية
أرسل الله نبيه (ص) رحيم لسائر الخلق فقال تعالي : " وما ارسلناك الا رحمة للعالمين "( الانبياء :107) ورحمة خاصة فقال تعالي :" بالمؤمنين رؤف رحيم" (التوبة 128) –
الرحمة العامة :
لما كذبه قومه اتاه جبريل وقال له " ان الله تعالي قد سمع قول قومك اليك وما ردوا عليك وقد أمر ملك الجبال لتامره بما شئت فيهم فقال له ملك الجبال ان شئت اطبق عليهم الاخشبين فقال (ص) " لا بل ارجو الله ان يخرج من اصلابهم من يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئا " فهذا من مظاهر الرحمة
– ركبت عائشة رضي الله عنها جملا وكان فيه صعوبة فاخذت تردده اي تذهب به وتجئ تروضه فاتعبته فقال لها رسول الله (ص) عليك بالرفق يا عائشة وهذا مظهر من مظاهر الرحمة العامة التي شملت الحيوان
– وقوله (ص) دخلت امرأة النار في هرة حبستها ،ختي ماتت فلا هي اطعمتها حين حبستها ،ولا تركتها تاكل من خشاش الأرض
الرحمة الخاصة
قوله (ص) لولا ان اشق علي امتي لامرتهم بالسواك مع كل صلاة "
-قوله (ص) " لا يبلغني أحد منكم عن أحد من اصحابي شئ فاني احب ان اخرج اليكم وأنا سليم الصدر
الوفاء المحمدي
كان (ص) مضرب المثل في الوفاء فهو سيد الأوفياء والأولياء والأوصياء والأنبياء من بني آدم
– عن عبدالله بن ابي الحمساء قال بايعت النبي (ص) ببيع فبل ان يبعث وبقيت له بقية فوعدته ان اتيه بها في مكانه فنسيت ،ثم تذكرت بعد ثلالثة ، فجئت فاذا هو في مكانه ،فقال : "يا فتي لقد شققت علي انا ههنا منذ ثلاث انتظرك "
– عن انس ابن مالك قال : " كان النبي اذا اتي بهدية قال : " اذهبوا بها الي بيت فلانة فانها كانت صديقة لخديجة ، انها كانت تحب خديجة " اي وفاء هذا يا حبيب الله انه كان يكرم أحباء خديجة حتي بعد وفاتها
– وحدثت عائشة رضي الله عنها فقالت : " ما غرت من امرأة ما غرت من خديجة ، لما كنت اسمعه يذكرها ، وان يذبح الشاه فيهديها الي خلائلها ،واستاذنت عليه اختها فارتاح لها ، ودخلت عليه امرأة فاحسن السؤال عنها فلما خرجت ،قال " انها كانت تاتينا ايام خديجة ، وان حسن العهد من الايمان
صلته لرحمه
قوله (ص) في ابي العاص بن امية وكان مشركا ظالما قبل اسلامه وعندما اسلم أحسن خلقه فقال فيه وهو مشرك " ان آل ابي فلان ليسوا باوليائي غير ان لهم رحما سأصلها "
– قال ابو الطفيل : " رأيت النبي (ص) وانا غلام ، قد بسط رداءه لامرأة فجلست عليه ،فقلت من هذه قلوا أمه التي ارضعته
– صلاته بأمامة بنت زينب ابنته رضي الله عنها اذا كان يحملها علي عاتقه وهو يصلي ،فاذا سجد وضعها ،واذا قام حملها علي عاتقه فهذا من مظاهر صلة الرحم
– كان (ص) يبعث الي ثويبة مولاة ابي لهب مرضعته بكسوة ،فلما ماتت سأل " من بقي من قرابتها " فقيل لا أحد ، ولو قيل بقي فلانه او فلان لوصلهما قياما بواجب صلة الارحام فصلي الله عليك وسلم يا حبيبي يا رسول الله
جمعها لكم : بن فتاشة H
قوة الاخلاق
الف شكر لك اخي
صح الاخلاق كلمة صغيرة معناها كبير وقليل لي يقدر كلمة اخلاق
عادت شبه عنوان في زماننا ماشي با القيمة نتاحها
جزاك الله خيرا
شكرا لك حمادة موضوع مميز ورائع
دمت متالقا
سلام