التصنيفات
الطلبة الجامعيين

احصائيات عدد الطلبة الجامعيين في الجزائر سنة 2022

احصائيات عدد الطلبة الجامعيين في الجزائر سنة 2022


الونشريس

مع انطلاق الموسم الجامعي الجديد تكون الجامعة الجزائرية قد تخطّت عتبة المليون ونصف مليون طالب جامعي، وهو رقم كبير لا تتجاوز عتبته في أوربا سوى ستة بلدان وهي ألمانيا وانجلترا وفرنسا وروسيا وإيطاليا وتركيا، وحطمت الجامعات العاصمية الثلاث رقما خياليا وهو 120 ألف طالب جامعي، وهي بذلك تتفوق بعدد طلبتها على عدد سكان دولة إيسلندا في شمال القارة الأوروبية، كما أن رقم عدد الطلبة في جامعتي قسنطينة منتوري والجامعة الإسلامية الأمير عبد القادر الذي تجاوز الثمانين ألف يفوق عدد سكان بعض الدول الأوروبية مثل أندورا التي لا يزيد عدد سكانها عن الستين ألف نسمة، مما يعني أن عدد الطلبة الجزائريين هو دولة قائمة بذاتها، وفي آخر تصريح له قال السيد رشيد حراوبية وزير التعليم العالي إن الوقت قد حان ليصبح لوهران ثلاث جامعات ونفس العدد للجزائر العاصمة ونفس العدد لولاية قسنطينة التي ستفتتح جامعتها الثالثة حسب الوزير في أفريل 2022، ولا تتوفر الجامعات الجزائرية إلا على 12 ألف دكتور أستاذ أي بمعدل دكتور واحد لأكثر من مئة طالب وطالبة.

وكما تطالب غالبية الدوائر والبلديات الجزائرية الارتقاء إلى مصاف ولايات فإن غالبية المراكز الجامعية بعد ضغط من طلبتها تحولت أيضا إلى جامعات، حيث يدرس هذا العدد المهول من الطلبة في ستين جامعة منها القليل فقط عبارة عن مراكز جامعية، أما البقية فهي جامعات قائمة بذاتها وطبعا ميزانية الخدمات الجامعية هي ميزانية دول كثيرة مجتمعة في العالم، حيث الجزائر في الوقت الحالي هي البلد الوحيد الذي يقدم الوجبات الجامعية وخدمات نقل الطلبة والإقامة بأسعار رمزية هي في حقيقتها مجانية .

.

عدد طلبة العاصمة أكبر من عدد سكان إيسلندا

وإذا كان عدد الطلبة في الجزائر يفوق عدد سكان سبعين دولة في كامل المعمورة وهي دول معترف بها ولها مقعد في الأمم المتحدة ومنها بلدان كبرى ومنها من حصلت على جائزة نوبل ومنها من شاركت في منافسات كأس العالم والألعاب الأولمبية وأحرزت الميداليات وحطمت الأرقام القياسية بتعداد سكاني أقل بكثير من تعداد الطلبة والطالبات في الجزائر الذي سيقارب المليون ونصف مليون في سبتمبر القادم 2022، فإن الأداء العلمي مازال بعيدا والإنتاج الفكري شبه معدوم مقارنة ببلدان تتواجد في وضعية علمية أحسن بعدد أقل من الطلبة والجامعات والإمكانيات المادية، ومنها دولة ماليزيا التي يقطنها 28 مليون نسمة والتي أصبحت جامعاتها مضرب مثل في كل دول العالم، ويدرس فيها الأمريكيون حيث بلغ عدد الطلبة الأجانب في ماليزيا مئة ألف طالب قدموا من 110 دولة يدفعون مبالغ ضخمة تذرّ على ماليزيا ثروة من العملة الصعبة رغم أن عدد الجامعات في ماليزيا لا يزيد عن 34 جامعة، أي نصف عدد الجامعات الجزائرية.

ومن المفارقات أن مملكة البحرين وهي إحدى أغنى دول العالم، أحصت 650 ألف نسمة كتعداد إجمالي للسكان أي نصف تعداد الطلبة الجزائريين وأقل من تعداد قاطني الإقامات الجامعية في الجزائر، وحتى قطر الإمارة التي بعثرت سياستها خارطة العالم العربي لا يزيد عدد سكانها عن نصف عدد الطلبة الجزائريين أي 600 ألف نسمة، ولا تتوقف الظاهرة على دول عربية وأمريكية وإفريقية وإنما تعمّ القارة الأوربية، حيث يبلغ تعداد سكان قبرص التي بلغ بطل كرتها ربع نهائي رابطة أبطال أوربا في نسختها الأخيرة أقل عن 750 ألف نسمة وهي دولة متوسطية تمتلك 10 آلاف طالب جامعي أي أقل من طلبة جامعات باتنة أو تلمسان أو بجاية، والمقارنة غير واردة مع طلبة الأقطاب الجامعية الجزائرية الكبرى مثل العاصمة ووهران وقسنطينة.

ويبلغ تعداد سكان مالطا 400 ألف نسمة وليكسومبورغ 440 ألف نسمة وإيسلندا 300 ألف نسمة وأندورا التي تقع بين إسبانيا وفرنسا 65 ألف نسمة واستونيا بذات تعداد الطلبة الجزائريين وحتى سلوفينيا التي واجهت الجزائر في المونديال الأخير وحرمتنا من بلوغ الدور الثاني بعد أن هزمتنا في أول لقاء بهدف نظيف لا يبتعد تعداد سكانها البالغ حاليا مليون و900 ألف نسمة كثيرا عن تعداد الطلبة الجزائريين، وطبعا سيتفوق عدد الطلبة الجزائريين على سكان سلوفينيا بعد عشر سنوات على أقصى تقدير، وتوجد في إفريقيا دول منها من تسجل نموا مهما مثل الغابون الذي يبلغ عدد سكانه نفس عدد طلبة الجزائر تقريبا مليون و400 ألف نسمة، وغامبيا التي أحصت أيضا مليون و400 ألف نسمة وإفريقيا الوسطى التي أقصت المنتخب الجزائري عن بلوغ كان 2022 .

.

جامعة تلمسان في المركز 6275 وجامعة القدس في المركز 70 ؟

ولا يتوقف هذا الكم المهول عند عدد الطلبة في الجزائر والميزانية الكبرى وإنما في المقاعد البيداغوجية والأسرّة وعدد المطاعم، حيث تعد الجزائر حاليا ستين جامعة في كل الولايات من دون استثناء، وفاق رقم الإقامات الجامعية خلال الدخول الجامعي 2022 ـ 2022 حسب السيد حراوبية 300 إقامة بينما لا يزيد عدد الإقامات الجامعية في المملكة المغربية عن عشر إقامات وهو ذات التعداد في تونس التي توفرها الدولة بصفة مؤقتة للطلبة والطالبات، حيث لا تزيد مدة إقامة الطالب في الحي الجامعي الذي توفره الدولة عن سنة واحدة، يجبر بعدها على البحث عن مكان للإيجار بإمكانياته الخاصة ولا تزيد بالنسبة للطالبات عن سنتين، وتكون الطالبة بعد ذلك مجبرة على البحث عن إقامة خارجية أيضا بإمكانياتها الخاصة، وطبعا لا مقارنة مع ما يحدث في الجزائر حيث هناك طلبة تقاعدوا في الإقامات الجامعية. وكشف مديرو إقامات عن وجود طلبة بلغ سنهم مرحلة الكهولة أي ما بعد الأربعين عاما ومازالوا يشغلون غرفا في الإقامات الجامعية بعد فترة دراسة وإعادة السنة والتنقل من شعبة إلى أخرى خلال قرابة 18 سنة من التعليم الأبيض ومنهم من يتقلد رتبة مناضل في الاتحادات الطلابية الكثيرة.

أما الحديث عن الميزانية التي تستنزفها هذه "الدولة التعليمية القائمة بذاتها" فهي ذات شجون بالتأكيد، خاصة أن الجامعة الجزائرية هي الوحيدة حاليا في العالم التي تقدم تعليما مجانيا وأيضا خدمات بالدينار الرمزي من الإطعام إلى الإيواء إلى النقل إلى بقية خدمات الأنترنت والترفيه بينما تبقى الميزانية الخاصة بالأبحاث دون المستوى، ويتم تحويلها حسب الأساتذة الجامعيين بطريقة فوضوية عبارة عن سفريات إلى الخارج بدعوى التكوين والمشاركة في الملتقيات، ويبقى المؤسف أن أحسن جامعة جزائرية وهي جامعة تلمسان تقبع في مرتبة فوق ستة آلاف وهي طعنة لهذه الدولة من جيوش الطلبة، فمثلا الكيان الصهيوني الذي يعتبر من قوى العالم علميا واحتلت جامعاته مراكز ضمن السبعين الأولى في الإنتاج العلمي وتكوين العلماء لا يزيد عدد الجامعات فيه عن سبع جامعات تضم 250 ألف طالب جامعي أي أقل من خُمس عدد الطلبة في الجزائر، وتعتبر الجامعة العبرية في القدس الشريف وجامعة بن غوريون ضمن أهم الجامعات في العالم ومنها من درس فيها طلبة أمريكيون يهود عادوا إلى الولايات المتحدة الأمريكية حصلوا على جائزة نوبل في مختلف العلوم.




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.