التصنيفات
تفسير الأحلام

أفتونى فى رؤياى

أفتونى فى رؤياى


الونشريس

تفسير الاحلام له شروط كثيرة ومصيبة المصائب لو فسر احد الحلم بغير علم فقد وقع التفسير لان الاحلام كما قال الحبيب معلقة برجل طائر فإن فسرت وقعت ولذا ينصح العلماء بعدم عرض اى حلم الا على مؤمن لانه لو فسره اى احد فأول تفسير يقع

فالرؤية كما قال الحبيب [قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (الرُّؤْيَا عَلَى رِجْلِ طَائِرٍ مَا لَمْ تُعَبَّرْ فَإِذَا عُبِّرَتْ وَقَعَتْ قَالَ وَأَحْسِبُهُ قَالَ وَلَا تَقُصَّهَا إِلَّا عَلَى وَادٍّ أَوْ ذِي رَأْيٍ]

فقد توافق الرؤيا الأقدار إذا كانت رؤيا صالحة وقد تكون حلماً من الشيطان وقد تكون من النفس أضغاث أحلام فالرؤيا ثلاثة أنواع :- فمنها أضغاث أحلام يعنى الذي أراه في النهار أراه في الليل فلا تكون هذه رؤيا وتوجد رؤيا تسمى رؤيا تحزين من الشيطان ويأتي بها ليحزنني أما الرؤيا الصالحة فمن الله عز وجل فالرؤيا الصالحة قد توافق الأقدار كما قد يرى بعض الأبرار أنه سيحج إلى بيت الله الحرام ويحج ويرى بعض الصالحين أنه سيموت يوم كذا وفى ساعة كذا ويحدث

لكن الرؤيا تحتاج إلى معبر فليس أي إنسان يعبر الرؤيا بل الذي يعبر الرؤيا لا بد أن يكون عنده شئ من وراثة علم سيدنا يوسف مثل سيدنا محمد بن سيرين لما رأى في المنام سيدنا يوسف عليه السلام أعطاه لسانه وأمره أن يضعه في فمه فقام وقد علم علم تأويل الأحلام وعلم تأويل الأحلام يحتاج أيضا إلى نور لأنه قد تكون الرؤيا واحدة لكن بالنور الذي عنده يكشف الاثنان

[color="darko****green"]فقد جاءه الاثنان مع بعضهما فأما الأول فقال له : لقد رأيت أنني أؤذن في المنام والثاني أيضا قال له لقد رأيت أنني أؤذن في المنام هل يوجد فرق بين رؤيا الاثنين ؟ لا لكنه عندما قال له الأول أنني رأيت في المنام أنني أؤذن الإشارة التي جاءت له من الملا الأعلى ( وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً ) فقـال له إنك ستحج إلى بيت الله الحرام أما الثاني فوقت ما قال له جاءته الإشارة من الملكوت الأعلى(أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ) فقال له ستسرق وتقطع يدك وقد حدث ذلك رغم أن الرؤيا هي نفس الرؤيا لكن التأويل جاء كما قال ربنا (إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ) لم يقل ( إن كنتم للرؤيا تُعبَرون ) فإنه ليس تعبير إنما عبور لأن الرؤية آية من عالم الملكوت فصاحب تأويل الرؤيا الحقي يراها في حقيقتها فيؤولها كما رآها في عالم الملكوت فلا يخمن ويقول تأويلها كذا تعبر (إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ) [/color]

فعندما تنظر إلى الرؤيا الخاصة بسيدنا يوسف التي عبرها فالرجل قال له(إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ) فرأى سبعة وسبعة وسبعة وسبعة أليس كذلك ؟ ففسر الرؤيا فانظروا التفسير ( قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ) هؤلاء السبع سنين سيكون فيهم الخبز فحتى تحفظوا المحصول اتركوه في سنبله وسيأتي بعد هذا(ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ) هذه الرؤيا انظروا إلى ما جاء به من الملا الأعـلى (ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ )من أين هذا العام ؟ هل الرؤيا فيها غير السبعة والسبعة ؟ هـل فيها العام الخامس عشر هذا ؟ من أين جاء به ؟ جاء بالرؤيا من منبعها ومن مصدرها (إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ)

ذهب الإمام أبو حنيفة إلى ابن سيرين وقال له يا سيدي لقد استيقظت فزعاً من نومي فقـال له لماذا ؟ قال رأيت أنني قد دخلت قبر حضرة النبي ووجدت أنه كله عظم وأنا أجمع هذا العظم وأضعه في مكتل فقال له إنك ستجمع حديث رسول الله وقـد كان ذلك

ســـمات المعــبر : –

فالرؤيا تحتاج إلى المُعبر والذي يعبرها لا بد وأن يكون رجلا من الصالحين الآخذين قسطا من علوم سيدنا يوسف عليه السلام في تأويل الرؤيا وهذه الأمور كانت موجودة أيضا أيـام سيدنا رسـول الله فـكان علم تأويل الرؤيا لسيدنا أبـو بكـر وكان النبي يقص الرؤيا وسيدنا أبو بكر يؤول وهو موجود صلوات الله وسلامه عليه وليست رؤيا واحدة بل رؤيات كثيرة كان يراها رسول الله ويؤولها سيدنا أبو بكر

فمرة قال الحبيب : أنا رأيت أن نفرا من أصحابي وقفوا على بئر فأمسك أحدهم بالدلو ونزع نزعا ضعيفا والثاني أمسك بالدلو ونزع نزعاً روى الناس كلهم ما تأويلها يـا أبا بكر ؟ فقال له الذي يتولى بعدك لن يعيش كثيراً والذي يأتي بعده هو الذي ستستقر الدولة على يديه وقد كان ذلك ومن هذه رؤيات كثيرة

دسائـــس الرؤيـــــــا : -لكن الذي نحذر منه المريدين ألا يقفوا عند الرؤية لأنها أول شئ من المبشرات الصالحات والنبي لما تكلم عن الرؤيا وروت ذلك عنه السيدة رضي الله عنها وأرضاها قال ( أول ما بُدئ به من الوحي الرؤيا الصادقة فكان لا يرى شيئاً إلا ورآه كفلق الصبح ( والرؤيا ما قدرها يا رسول ؟ ) قال : جزء من ست وأربعين جزءاً من النبوة )إذا توافرت فيك هذه الشروط فأنت من المُعبرين وان لم تتوافر فيك هذه الشروط فأنت لست من المُعبرين فهذه هبة ومنة من الله يهبها لمن يشاء




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.