التصنيفات
الكتب و المراجع الإسلامية

من أسباب السعادة في الدنيا والآخرة

من أسباب السعادة في الدنيا والآخرة


الونشريس

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم الدين أما بعد:
فإن اتباع النبي صلى الله عليه وسلم فيها سعادة الدارين ذلك أن الله جل جلاله بعث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بالهدى والنور,فمن اتبعه نجى ومن خالفه هلك قال تعالى :
)) قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ))
(آل عمران31)
وأما من عصاه فقد توعده الله تعالى بالفتنة والعماية فقد قال تعالى : ((فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )) (النور 63)
وقد نصح النبي صلى الله عليه وسلم لأمته حق النصيحة وبين لهم ما فيه نجاتهم وسعادتهم مما يقربهم إلى ربهم ويخلصهم من الفتن .
فعن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: "وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظه وجلت منها القلوب, وذرفت منها العيون ,فقلنا :يارسول الله ! كأنها موعظة مودع ,فأوصنا .قال ((أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة ,وإن تأمر عليكم عبدٌ ,وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً ,فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ, وإياكم ومحدثات الأمور ,فإن كل بدعه ضلالة)) .(رواه أبو داود) وقال الترمذي حديث حسن صحيح. وقوله (عضوا عليها بالنواجذ) أي:اجتهدوا على السنة والزومها ,واحرصوا عليها كما يلزم العاض على الشيء بنواجذه ,خوفاً من ذهابه وتفلته وعن ابن مسعودٍ رضي الله عنه قال (( الاقتصاد في السنة أحسن من الاجتهاد في البدعة )) صحيح الترغيب ( رقم41 ) فالواجب على المسلم إذا من الله عليه بالاستقامة أن يحافظ عليها ,وأن لايشدد على نفسه ,وأن يصحب الأخيار ,ويبتعد عن الأشرار ,فالمسلم مأمور بالثبات على الحق والحذر من الغلو والجفاء,فلا يغلو ويبتدع ويشدد,ولا يجفو ويقصر ويرتكب المعاصي .
إخواني ..فلنتأمل ونتدبر قوله تعالى: ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدً ) ((البقره143)) إن مقتضى كون هذه الأمة وسطاً أن يكون هناك طرفان ,طرفٌ يغلوا وطرف يجفو وكلاهما مذموم ,وثالث وسط وهم الخيار الذين اتبعوا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وأصحابه . روي البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أنسٍ ابنِ مالكٍ رضي الله عنه قال : (( جاء ثلاثة رهط أي:ثلاثة أفراد إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم فلما أخبروا كأنهم تقالوها أي :عدُوها قليله وقالوا أين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم وقد غُفر له ماتقدَم من ذنبه وماتأخر؟ قال أحدهم:أما أنا فأُصلي الليل أبداً,وقال الآخر:وأنا أصوم الدهر أبداً ولا أفطر وقال الآخر :وأنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم فقالأنتم الذي قلتم كذا وكذا؟ أما واللهِ إني لأخشاكم لله وأتقاكم له لكني أصوم وأفطر,وأصلي وأرقد,وأتزوج النساء ,فمن رغب عن سنتي فليس مني )) وبهذا الحوار المفيد والجواب الكافي من الرسول صلى الله عليه وسلم كان الإقتناع من أولئك الرهط بالإتباع لا بالابتداع واحذر أخي رعاك الله من مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم .قال تعالى( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا )) (النساء115)
وعن جابر رضي الله تعالى عنه قال : ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرت, عيناه وعلا صوته, واشتد غضبه ,وكأنه منذر جيش ,يقول صبحكم ومساكم .ويقول (بُعِثْتُ أنا والساعه كهاتين) ويقرن بين إصبعيه السبابه والوسطى ويقول:
(أما بعد,فإن خير الحديث كتاب الله ,وخير الهدي هدي محمد,وشر الأمور محدثاتها ,وكل بدعةٍ ضلاله) والنبي صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الذي روتْه عائشة رضي الله عنها من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) رواه مسلم .
أمرنا أي:ديننا .فكل عباده لم تكن على سنة نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم فهي مردودة على صاحبها .. وهل يعرف الدين إلا عن طريقه صلى الله عليه وسلم ؟ فالخير بما جاء به صلى الله عليه وسلم وكل مدعٍ حب الله تعالى لا يكون صادقا ً حتى يتبع النبي صلى الله عليه وسلم قال تعالى : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) (آل عمران31) .. فكل إنسان يحب الله تعالى ، ويسعى إلى مايرضيه ويجتنب ما يبغضه .. فالآية الكريمة ترشده إلى إتباع النبي صلى الله عليه وسلم والتمسك بالكتاب والسنة الصحيحة قولا ً وعملا ً واعتقادا ً .. على فهم السلف الصالح ، قال عليه الصلاة والسلام : (( تركت فيكم شيئين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما : كتاب الله وسنتي )) أخرجه البيهقي وصححه الألباني
قال الفضيل بن عياض في قوله تعالى : (( لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا )) (الملك2) .. أخلصه وأصوبه ، قالوا : يا ابا علي ما أخلصه وأصوبه ؟ قال : (( العمل إذا كان خالصا ً ، ولم يكن صوابا ً لم يقبل ، إذا كان صوابا ً ولم يكن خالصا ً لم يقبل حتى يكون خالصا ً صوابا ً ، والخالص أن يكون لله تعالى ، والصواب أن يكون على السنة ( فتاوى ابن تيمية 173 ) ..
تَرْجُ النَّجَاةَ وَلمْ تسْلك مَسالِكَها
إنَّ السَّفِينَة لا تجَرْي عَلى اليَبِسِ
وكل إنسان يدعي حب الله تعالى ، ولكن الشأن كل الشأن أن يحبك الله ، وهذا لا يحصل إلا بالإتباع ..
اللهم احيينا على سنة نبيينا محمدا ً صلى الله عليه وسلم ، وأمتنا على ملته واحشرنا في زمرتـه .. وصلى الله على نبيينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما ً كثيرا ً ..




رد: من أسباب السعادة في الدنيا والآخرة

بارك الله لك و فيك زادك الله علما




رد: من أسباب السعادة في الدنيا والآخرة

شكرا بارك الله فيك




رد: من أسباب السعادة في الدنيا والآخرة

شكرا جزيلا على الموضوع ربي يحفظك أختي روبي




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.