التصنيفات
طب الصيدلة Pharmaco

مسميات المخدرات

مسميات المخدرات


الونشريس

مسميات المخدرات

كثير من مسميات أدويةالمخدرات يرتكز على أصل لهذه التسمية – تماما كما هو الحال في كثير من أسماء الأشخاص وغير الأشخاص – وانه من المفيد جدا أن يدرك الشخص أصل تسمية الأشياء وخصوصا تلك التي ضمن مهنته أو اختصاصه ، فقد يسمى الدواء مثلا بناء على مناسبة حدثت في ذلك الوقت ، أو نسبة الى مصدره ، أو نسبة إلى الشخص الذي اكتشفه ، أو أن يشتق اسم الدواء من معتقدات اجتماعية ، وغيرها . والأمثلة التالية توضح هذا المعنى .
1- الأفيون ( opium ) .
الأفيون ( opium ) مشتقة من اللغة الاغريقية القديمة ( opion ) ومعناها العصير ويستخرج الأفيون من محافظ نبات الخشخاشPapaver somniferum ) ) غير الناضجة المعروف في بلاد ما بين النهرين وبلاد فارس ومصر وآسيا الوسطى ثم انتشر فيما بعد الى الهند والصين ، ولم يعرف في بلاد الغرب الا في القرن الخامس عشر وذلك في انكلترا نظرا لعلاقتها مع الهند . والأصل في اسم النبات أنه مشتق من الكلمات الإغريقية القديمة ، فكلمة ( papaver ) تعني ( poppy ) وهي محافظ الخشخاش ، وكلمة ( somniferum ) تعني جلب النوم .

2 – دواء مورفين ( Morphine ) .
تمكن الصيدلاني الألماني سيرتيرنر ( Serturner ) عام 1803 م من عزل المادة الفعالة في خام الأفيون وهو المورفين المسؤول عن معظم الآثار الفسيولوجية والنفسية المترتبة على استخدام الأفيون بأي صورة من الصور . وكلمة مورفين جاءت نسبة إلى اله الأحلام عند الإغريق والذي يعرف باسم ( مورفيس ) ( Morpheus ) . وتبلغ فاعلية المورفين عشرة أضعاف فاعلية الأفيون . وكان استخدام المورفين شائعا ومباحا قبل أن يتم التعرف على خصائصه الادمانية ، وفي أواسط القرن التاسع عشر بدأ باستعمال المورفين كحقن تخت الجلد ، ثم استخدم عن طريق الحقن في الوريد مباشرة لتخفيف حدة الآلام ، وخصوصا في الولايات المتحدة الأمريكية خلال الحرب الأهلية التي بدأت سنة 1861م – أواخر 1864م ، لمواجهة احتياجات العمليات الجراحية أثناء الحرب ، ولعلاج الدوسنتاريا ( الزحار ) وحالات الإسهال الشديدة . ويمثل عام 1853م نقطة تحول هامة في تاريخ استخدام المورفين عندما استحدث العالم الكسندر وود ( Alexander Wood ) في نفس العام طريقة الحقن تحت الجلد أدى ذلك إلى زيادة في تأثير المورفين ، وكانت زوجة هذا العالم هي أولى ضحايا حقن المورفين تحت الجلد ، فقد توفيت بسبب أخذها جرعة عالية من المورفين .

3- دواء هيروين ( Heroine )
كلمة هيروين مشتقة من كلمة لاتينية تعني البطولة ، باعتبار أن تحضيره كان أمرا بطوليا لان الأطباء عندما عرفوا أن المورفين يسبب الإدمان لذلك جدّ بعضهم لاكتشاف مشتق جديد للمورفين ، فكان الهيروين . والهيروين مادة شبه مصنعة ( semisynynthetic )من المورفين ، تم الحصول عليها في لندن عام 1874 م على يد العالم ( رايت ) ( C.B. Wright ) ، عن طريق غلي المورفين مع حمض الأستيل- الخل – ( Acetic acid ) لعدة ساعات . وقد عرف بثنائي أستيل المورفين ( diacetylmorphine ) الى أن أطلقت عليه الشركة الدوائية المشهورة (باير ) ( Bayer ) سنة 1898م اسم هيروين كمركب جديد يفيد المدمنين على المورفين وكبديل له في معالجة السعال وغيرها مما أدى الى تسميته بدواء الربGod’s own medicine )(.
الفعل الدوائي للهيروين هو نفس عمل المورفين ، ذلك أن الهيروين يتحول في جسم الإنسان إلى مورفين خلال دقائق معدودة ، وللهيروين فاعلية سريعة لتخفيف الألم ، والنتائج هي نشوة ومرح في المزاج وشعور بالسلام والارتياح والطمأنينة لأن الدواء يزيل عناء البيئة داخليا وخارجيا على السواء . ويعتبر هذا من أهم الأسباب التي تجعل الإدمان على الهيروين أقوى منه على أية أدوية أخرى غير مشروعة ، والهيروين أقوى من المورفين في تسكين الألم بثلاثة أضعاف وأقوى من الأفيون بثلاثين مرة . وهو يستخدم في معالجة إزالة الألم وكمهدئ وموقف للسعال ومقاوم للإسهال ، كما أنه يستخدم في معالجة مرضى السرطان .إلا أنه لم يعد للهيروين أي استخدام طبي نظرا لسرعة الإدمان عليه . ومن أسمائه المتداولة بين المدمنين نذكر منها : حجارة هونج كونج ، الهيروين الصيني ، لؤلؤة التنين الأبيض ، واحة الأحلام ، وغيرها .

4- القنب الهندي – الحشيش –
– القنب كلمة لاتينية معناها ضوضاء، وقد سمي الحشيش بهذا الاسم لأن متعاطيه يحدث ضوضاء بعد وصول المادة المخدرة إلى ذروة مفعولها. ومن المادة الفعالة في نبات القنب هذا يصنع الحشيش، ومعناه في اللغة العربية "العشب" أو النبات البري، ويرى بعض الباحثين أن كلمة حشيش مشتقة من الكلمة العبرية "شيش" التي تعني الفرح، انطلاقاً مما يشعر به المتعاطي من نشوة وفرح عند تعاطيه الحشيش. عرفت الشعوب القديمة الحشيش وصنعوا من أليافه أمتن الحبال والأقمشة واستخدموا بذوره ( القنبز ) غذاء للطيور ، وأسماه الصينيون واهب السعادة .
وأطلق عليه الهندوس اسم مخفف الأحزان ، وفي القرن السابع قبل الميلاد استعمله الآشوريون في حفلاتهم الدينية وسموه نبتة "كونوبو"، واشتق العالم النباتي ليناوس سنة 1753م من هذه التسمية كلمة "كنابيس" Cannabis.
وكان الكهنة الهنود يعتبرون الكنابيس (القنب – الحشيش) من أصل إلهي لما له من تأثير كبير واستخدموه في طقوسهم وحفلاتهم الدينية، وورد ذكره في أساطيرهم القديمة ووصفوه بأنه أحب شراب إلى الإله "أندرا"، ولا يزال يستخدم هذا النبات في معابد الهندوس والسيخ في الهند ونيبال ومعابد أتباع شيتا في الأعياد المقدسة حتى الآن.

وقد عرف العالم الإسلامي الحشيش في القرن الحادي عشر الميلادي، حيث استعمله قائد القرامطة في آسيا الوسطى حسن بن صباح، وكان يقدمه مكافأة لأفراد مجموعته البارزين، وقد عرف منذ ذلك الوقت باسم الحشيش، وعرفت هذه الفرقة بالحشاشين.

أما أوروبا فعرفت الحشيش في القرن السابع عشر عن طريق حركة الاستشراق التي ركزت في كتاباتها على الهند وفارس والعالم العربي، ونقل نابليون بونابرت وجنوده بعد فشل حملتهم على مصر في القرن التاسع عشر هذا المخدر إلى أوروبا. وكانت معرفة الولايات المتحدة الأميركية به في بدايات القرن العشرين، حيث نقله إليها العمال المكسيكيون الذين وفدوا إلى العمل داخل الولايات المتحدة.

5 – كحول :
الخمرة – في اللغة العربية – هي كل مسكر مخامر للعقل مغط عليه ، وخمر الشيء بمعنى ستره . وهناك لفظ الغول الذي يطلق على الخمرة ، وسبب هذه التسمية هو أن الكحول يغتال العقل ، ويطلق عليه الكحول ( alcohol ) في اللغة الإنجليزية . ويقصد بالكحول الكحول الايثيلي أو الايثانول ( ethyl alcohol , ethanol ) ، وينتج من تخمر المواد السكرية والنشوية ، وقد عرفت المشروبات الكحولية منذ فجر التاريخ عندما شرب الإنسان نقيع الفواكه والأوراق النباتية في المياه الراكدة ، وعندما أدخل الكيميائين العرب عملية التقطير إلى أوروبا في العصور الوسطى ، ظن العاملون بالكيمياء هناك أن الكحول هو إكسير الحياة الذي يفتشون عنه . إن التنوع في تصنيع المشروبات الكحولية المختلفة يمكن الحصول عليه باستعمال مصادر سكرية مختلفة للتخمير ، بقصد الحصول على العنصر الأساسي والفعال فيها وهو الايثانول الناتج من تخمبر السكر مع حويصلات الخميرة أو البكتيريا . فمثلا ، تصنع البيرة من حبوب الشعير ، والنبيذ يخمّر من العنب أو التوت ، والوسكي يصنع من الحبوب مثل الذرة ، وغيرها . ولكن الخميرة أو البكتيريا التي تحول السكر إلى كحول لا تستطيع إنتاج كميات كبيرة ، لأنها تموت كلما زاد تركيز الكحول عن نسبة محددة ، بمعنى أن هناك سقفا بيولوجيا لانتاج الكحول عن طريق مثل هذه الكائنات الدقيقة . فمثلا ،تركيز الكحول في البيرة ( 5 ) % ، وفي النبيذ ( 12 % ) . إلا أن التطور في تقنيات التقطير أدت إلى إمكانية الحصول على تراكيز مرتفعة من الكحول قد تصل الى حد الايثانول النقي تقريبا . وقد أوجدت عملية التقطير هذه مشروبات كحولية قوية مثل الويسكي ، والجن ، والفودكا وغيرها .

6 – أدوية مجموعة الباربيتيوريت ( Barbiturates )

هذه الأدوية مشتقة من حمض الباربيتيوريك ( barbituric acid ) الذي تم تصنيعه عام 1862 م أكتشفها ألفرد باير ( A. Bayer ) ويقال بأن هذه التسمية جاءت تيمنا باسم القديسة باربارا ( Sajnt Barbara ) ، حيث تم تحضير هذه الحمض في عيد ميلادها في 4 / 9 / 1862 م . وأول ما عزل من هذا الحمض هو الباربيتون ( barbitone ) ودخل في الاستخدام السريري عام 1903م ، وبعد تسع سنوات تم تكوين فينوباربيتون ( phenobarbitone ) ، وتوالت بعد ذلك المئات من هذه المجموعة . ويرى أهل الاختصاص أن الباربيتيوريت تمثل خطرا حقيقيا في عالم المواد النفسية ، لكنها استمرت فترة طويلة لا تستثير من الاهتمام ما يكفي للاقلال من أخطارها ان لم يكن لتحاشيها . ويستشهدون على ذلك بأن هناك مقالا نشره الدكتور ولكوكس ( Dr. Willcox ) في عام 1913م عن الأخطار المميتة لدواء الباربيتون الذي بدا استعماله سريريا عام 1903م ، ولكن أحدا لم يلتفت إليه إلا في الخمسينات عندما نشرت مجلة لانست ( Lancent ) المشهورة في افتتاحيتها بأن الباربيتيوريت مواد نفسية لها القدرة على إحداث إدمان حقيقي ، وان استعمالها ينطوي على مخاطر لا تلقى من الحذر ما تستحقه . وفي الوقت نفسه نشرت " المجلة الطبية البريطانية " في الافتتاحية بأن الباربيتيوريت تحتوي على كل خصائص المواد المحدثة للإدمان .
7 – القات

القات شجرة دائمة الخضرة ، يصل ارتفاعها الى حوالي سبعة أمتار ولكن السكان يقلمون أغصانها لتظل قليلة الارتفاع ليسهل عليهم قطف أوراقها الخضراء الداكنة ، وشجرة القات لا بذور لها ولا زهر ولا ثمر . تنمو على سطح مرتفعات بعض المناطق مثل أثيوبيا واليمن وكينيا وأوغندة وزائير وتنزانيا ، وغيرها . إلا إنها توجد بكثرة في اليمن وشرق أفريقيا وبخاصة أثيوبيا والصومال . ومن الصعب تحديد سبب تسمية القات بهذا الاسم ، الا أن هناك رأي يشير الى أن كلمتي القات والقهوة مأخوذتان من الكلمة ( قهفا ) وهي اسم مدينة في الحبشة ، وجمع القات و القهوة معا لان كلا النبتتين تحتاجان إلى ظروف مناخية متشابهة ، إلا إن شجرة القات أكثر ربحا إضافة إلى أنها لا تحتاج إلى رعاية في الزراعة ، كما أنها تعطي ثمارها بعد ( 3 ) سنوات ثم تستمر في إعطاء الثمار طوال السنة . أما شجرة البن فتحتاج إلى رعاية زراعية ، وتعطي ثمارها بعد ( 6 ) سنوات ، فضلا عما تحتاجه من تكلفة في الحصاد وتعرية الثمار .

والجزء المستخدم من النبتة هو الأوراق – واسم النبتة هو ( catha edulis forsk ) – ذات رائحة عطرية مميزة ، وذات مذاق عطري حلو وقابض . وتظل الأوراق طازجة لمدة تقرب من أربعة أيام ثم تتحول من اللون الأخضر الى الأصفر حيث تفقد قدرا من فاعليتها . وأول ما أسماها باسمها العلمي ووصفها وصفا دقيقا هو العالم السويدي بير فورسكال ( Per Forsskal ) الذي توفي في اليمن سنة 1763 م .
8 – التبغ أو الدخان ( الطباق )
يقال بأن كلمة تبغ مشتقة من كلمة تباغو وهي اسم جزيرة من جزر أنتيل في المكسيك في أمريكا الشمالية .
وقيل أنه عندما وصل المستكشفون الأوروبيون الى الأراضي الأمريكية ( عدا المناطق الشمالية حيث موطن الأسكيمو أو النهاية الجنوبية ) وجدوا المستوطنين هناك يستعملون التبغ بشتى الطرق ، فقد لاحظ رجال كولومبوس الذين وصلوا إلى كوبا عام 1492 م الناس هناك من رجال ونساء يستنشقون الدخان من لفائف يصنعونها من أوراق التبغ على شكل مخروطي وكانوا يطلقون على هذه اللفائف اسم توباكوس ( tobacos ) وهي الشكل الابتدائي للسيجارة المعروفة حاليا . والنبات الذي تصنع منه هذه اللفائف هو نبات النيكوتيانه التبغية ( nicotiana tabacum )، في حين أن المستكشفون البريطانيون والفرنسيون والأسبان الذين غزوا الجزء الشرقي من أمريكا الشمالية وجدوا الأهالي هناك يدخنون التبغ بأداة الغليون – البايب ( pipe ) ، والنبات الذين يدخنونه هو نبات نيكوتيانه رستيكا ( nicotina rustica ).
وتعرف عليها سفير اسبانيا في البرتغال جان نيكوت ( Jean Nicot ) عام 1530م ، وزرعها في حديقته واستعمل أوراقها في معالجة الألم النصفي من الرأس ( الشقيقة ) ، وأرسلها كذلك الى ملكة فرنسا آنذاك كاترين دو ميديسس ( Catherin de Medicis ) لعلاج الشقيقة الذي أصابها فوجدت فيه علاجا مناسبا، وكان يستخدم بشكل منقوع عن طريق الفم أو بشكل تحاميل شرجية وأدى هذا الاستخدام الى كثير من الوفيات لم يستطع أحد أن يفسرها في ذلك الحين.وعند فصل المادة الفعالة في التبغ أطلق عليها نيكوتين نسبة الى السفير الفرنسي في البرتغال جان نيكوت.

الصيدلاني راتب الحنيطي




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.