راعى الاسلام في التربية الجسمية اتباع القواعد الصحية في الأكل وكذا
النوم ايضا وقد بينها الرسول صلى الله عليه وسلم في أحاديثه وأولها
التيامن في كل أمر لقول عائشة رضي
الله عنها : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه التيامن في شأنه كله : في طهوره وترجله وتنعله ) البخاري ومسلم.
المسلم
ينظر الى الطعام والشراب باعتبارهما وسيلتين إلى غيرهما لا غاية مقصودة
لذاتها فهو يأكل ويشرب من اجل المحافظة على سلامة بدنه الذي به يمكنه ان
يعبد الله تعالى
تلك العبادة التي تؤهله لكرامة الدار الآخرة
وسعادتها فليس هو يأكل ويشرب لذات الأكل والشرب وشهوتهما فلذا هو لو لم
يجع لم يأكل ولو لم يعطش لم يشرب وقد ورد عنه صلى الله عليه
وسلم قوله : ((نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا فلا نشبع ))
ومن
توجيهات الرسول صلى الله عليه وسلم _في هذا المجال : ألا يعيب المرء طعاما
وإن كرهه ، وأن يمدحه إذا دعي إليه ومن القواعد الصحية والتي سبق بها
الإسلام علماء الطب في
وضعية الجسم عند تناول الطعام والتي سنذكرها مع الآداب الشرعية والتي ينبغي للمسلم أن يلتزم في مأكله وفي مشربه .
آداب ما قبل الأكل :
1-
أن يستطيب طعامه وشرابه بأن يعدهما من الحلال الطيب الخالي من شوائب
الحرام والشبه لقوله تعالى : (ياأيها الذين امنوا كلوا من طيبات ما
رزقناكم) البقرة
والطيب هو الحلال الذي ليس بمستقذر ولا مستخبث
2- أن ينوى بأكله وشربه التقوية على عبادة الله تعالى ليثاب على ما أكله وشربه
فالمباح يصير بحسن النية طاعة يثاب عليها المسلم
أن يغسل يديه قبل الأكل إن كان بهما أذى ،أو لم يتأكد من نظافتهما
3- أن يضع طعامه على سفرة فوق الأرض لا على مائدة ، إذ هذا أقرب إلى التواضع
ولقول أنس رضي الله عنه : ( ما أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم على
خوان ، ولا في سكرجة ) رواه البخاري.
4- أن يجلس متواضعا بأن يجثو على ركبتيه ، ويجلس على ظهر قدميه ، أو ينصب
رجله اليمنى ويجلس على اليسرى ،
كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس ولقوله عليه الصلاة والسلام :
(لا آكل متكئا إنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد ، وأجلس كما يجلس العبد ) رواه البخاري)
كما روى أنه ( ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل متكئا قط ) رواه أبو داوود وابن ماجة
(
جاء في كتاب الإعجاز العلمي في السنة لأجل أن يكون وضع الجهاز الهضمي في
أتم استعداد لاستقبال وجبة الطعام ولأجل قدوم أكبر كمية ممكنة من الدم
كافية للجهاز الهضمي ، كان
وجوب الجلوس وثني الساقين تحت الجسم لحصر
الدم في منطقة الجهاز الهضمي ، مع جعل الساق اليسرى مثنية واليمنى مرتكزة
على القدم ، لجعل منطقة المعدة حرة طليقة ومساحتها
الخارجية بعيدة عن
أي ضغط مسلط باتجاهها من الجهة الخارجية . كما يجب الامتناع عن الحركة
والسير أثناء الطعام لمنع ذهاب الدم إلى الجهاز العضلي في وقت يكون فيه
الجهاز
الهضمي في أمس الحاجة إليه ، الأمر الذي يجعل الإنسان يحس
بالرقود الفكري و الخمول ، كما يحس بالانحلال العضلي والارتخاء الجسمي
العام وهذا الوضع من أشكال الجلوس أمر به و
طبقه الرسول صلى الله
عليه وسلم . وهو أصح وأسلم في حالة الجلوس على الأرض من استعمال الكراسي
حول مائدة الطعام . أما تناول الطعام في وضع الإتكاء فإنه يسبب تشنج
واضطراب
تقلصات البلعوم ، فلا يستطيع الإنسان ( بلع ) اللقمة بارتياح
ولذة كما انه يحدث ارتخاء في عضلات البطن ،فلا تستقبل المعدة الطعام بصورة
صحية ؛لان المعدة في وضعها الصحيح تكون
في حالة انتصاب الجسم
وارتكازه على الأرض ،وتوازنه الطبيعي دون لجوئه إلى ارتكازه الجانبي في
حالة الإتكاء. ولقد ثبت علميا أن سير الطعام عبر المريء واستقبال المعدة
له في
حالة انتصاب الجسم جلوسا يساعد على عمليات الهضم في سهولة ويسر
بخلاف الأمر عند الإتكاء أو الوقوف أو السير أثناء الأكل وما شابه ذلك .
5-
أن يرضى بالموجود من الطعام ، وان لا يعيبه ، وإن أعجبه أكل وإن لم يعجبه
تركه ، لحديث أبي هريرة رضي الله عنه: ( ما عاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم طعاما قط إن اشتهاه أكل ،وان
كرهه ترك )رواه أبو داود
6- أن يأكل مع غيره من ضيف أو أهل أو ولد ،أو خادم لخبر اجتمعوا على طعامكم يبارك لكم فيه ) أبو داود والترمذي .
_ آداب الأكل :
1-
أن يبدأه ب ، لقوله عليه الصلاة والسلام : ( إذا أكل أحدكم فليذكر
اسم الله تعالى ، فإن نسى أن يذكر اسم الله تعالى في أوله فليقل : بسم
الله أوله وآخره ) أبو داود والترمذي .
2- أن يختمه بحمد لله
تعالى لقوله عليه السلام : (من أكل طعاما وقال الحمد لله الذي أطعمني
ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه ) البخاري ومسلم .
3-
أن يأكل بثلاثة أصابع من يده اليمنى ، وأن يصغر اللقمة ويجيد المضغ ، وأن
يأكل مما يليه لا من وسط القصعة لقوله عليه الصلاة والسلام لعمر بن سلمة
(يا غلام سم الله وكل بيمينك ، وكل مما يليك )
وقوله صلى الله عليه وسلم : ( البركة تنزل وسط الطعام فكلوا من حافتيه ولا تأكلوا من وسطه ) متفق عليه .
4-أن
يلعق الصحفة وأصابعه قبل مسحها بالمنديل ، أو غسلها بالماء لقول الرسول
صلى الله عليه وسلم : ( إذا أكل أحدكم طعاما فلا يمسح أصابعه حتى يلعقها،
أو يلعقها ) رواه أبو داود
والترمذي ولقول جابر _ رضي الله عنه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أمر بلعق الأصابع والصحفة ، وقال إنكم لا
تدرون في أي طعامكم البركة ) رواه مسلم
5_ إذا سقط منه شيء مما
يأكل أزال عنه الأذى وأكله ، لقوله عليه الصلاة والسلام : (إذا سقطت لقمة
أحدكم فليأخذها وليمط (ينح) عنها الأذى وليأكلها ،ولا يدعها للشيطان
6
_ أن لا ينفخ في الطعام الحار ، وأن لا يطعمه حتى يبرد ، وأن لا ينفخ في
الماء حال الشرب ، وليتنفس خارج الإناء ثلاثا ، أبو عبيدة عن جابر بن زيد
قال بلغني أن أبا سعيد الخدري دخل
على مروان بن الحكم فقال له مروان
هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن التنفس في الشراب فقال أبو
سعيد : نعم ؛ فقيل له : ( يا رسول الله إني لا أروى عن نفس واحد فقال فأبن
القدح عن فيك ثم تنفس ) فقال الرجل: فإني أرى القذى قال : فاهرقه (قال
الربيع ) قال أبو عبيدة وكذلك في الطعام لا ينفخ فيه وإن كان حارا فليبرده
) رواه الربيع بن حبيب في مسنده ج2ص118 ؛
فيمنع التنفس في الشراب
ويستحب التنفس خارجه ثلاثا وأن يعطي الأيمن فالأيمن ، ويكره الشرب من فم
القربة ، ويقاس عليه الشرب من فم الزجاجة أو ما يحفظ الماء في الثلاجة .
7_
أن يتجنب الشبع المفرط لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (ما ملأ آدمي وعاء
شرا من بطنه بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه ، فإن لم يفعل فثلث للطعام ،
وثلث للشراب ، وثلث للتنفس ) رواه أحمد وابن ماجة .
8 _ أن لا
يبدأ بتناول الطعام أو الشراب ، وفي المجلس من هو أولى منه بالتقديم لكبر
السن ، أو زيادة فضل ، لأن ذلك مخل بالآداب ، معرض صاحبه لوصف الجشع
المذموم قال بعضهم :
وإن مدت الأيدي إلى الزاد لم أكن … بأعجلهم إذ أجشع القوم أعجل
9
_ أن لا يحوج رفيقه أو مضيفه إلى أن يقول له : كل ، ويلح عليه ، بل عليه
أن يأكل في أدب كفايته من الطعام من غير حياء أو تكلف للحياء ، إذ في ذلك
إحراج لرفيقه أو مضيفه كما فيه نوع من
الرياء والرياء حرام .
10- أن يرفق برفيقه في الأكل فلا يحاول أن يأكل أكثر منه،ولا سيما إذا كان الطعام قليلا ،لأنه في ذلك يكون آكلا لحق غيره
11-
أن لا ينظر إلى الرفقاء أثناء الأكل، وان لا يراقبهم فيستحون منه بل عليه
أن يغض بصره عن الأكلة حوله ، وان لا يتطلع إليهم إذ ذلك يؤذيهم ،كما قد
يسبب له بغض احدهم فيأثم
لذلك .
12- أن لا يفعل ما يستقذره
الناس عادة فلا ينفض يده في القصعة ،ولا يدنى رأسه منها عند الأكل
والتناول لئلا يسقط من فمه شيء فيقع فيها ،كما إذا اخذ بأسنانه شيئا من
الخبز لا
يغمس باقيه في القصعة ،كما عليه أن لا يتكلم بالألفاظ
الدالة على القاذورات والأوساخ ، إذ ربما تأذى بذلك أحد الرفقاء ، وأذية
المسلم محرمة .
13- أن يكون أكله مع الفقير قائما على إيثاره ،
ومع الإخوان قائما على الانبساط والمداعبة المرحة ، ومع ذوي الرتب
والهيئات على الأدب والاحترام.
_آداب ما بعد الأكل
1- يمسك عن الأكل قبل الشبع إقتداء بالرسول عليه السلام وحتى لا يقع في التخمة
المهلكة والبطنة المذهبة للفطنة .
2- أن يلعق يده ثم يمسحها ، أو يغسلها ، وغسلها أولى وأحسن .
3- أن يلتقط ما تساقط من طعامه أثناء الأكل لما ورد من الترغيب في ذلك لأنه من
باب الشكر للنعمة .
4- أن يخلل أسنانه ويتمضمض تطييبا لفمه ، إذ به يذكر الله تعالى ويخاطب الإخوان
كما أن نظافة الأسنان قد تبقي على سلامة الأسنان.
5- أن يحمد الله تعالى عقب أكله أو شربه ، وأن يقول إذا شرب لبنا : اللهم بارك لنا
فيما رزقتنا وزدنا منه .
اللهم ارزقنا طعاما شهيا وشرابا هنيئا إنك أنت الجواد الكريم الرؤوف الرحيم .
منقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــول للفائـــــــــــــــــــدة
صدق ررسول الله و ما ينطق على الهوى
ان قارنا بين ما قيل في اداب الاكل مما ورد عن الرسول الكريم و الدراسات العليمية وجدنا كل شيء صحيح
مشككورة اختي الغالية جزاك الله خيرا
بعض المعلومات لم اكن اعرفها لكن الحمد لله استفدت الان
بارك الله فيك
وعلى النصائح المفيدة من رسولنا الكريم عليه أفضل الصلوات وأزكى التسليم
صــــــــــلوآت ربي و سلآمه عليه …هو سيد المتوآضعين ….
بارك الله فيكم و جزاكم خيرا…