التصنيفات
القرآن الكريم و السنّة النبويّة الشريفة

فبذلك فليفرحوا

فبذلك فليفرحوا(2)


الونشريس

فبذلك فليفرحوا
(2)

فقد أورد الإمام البخاري في صحيحه والإمام مسلم في صحيحه في كتاب الزهد والرقائق عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن ثلاثة في بني إسرائيل أبرص وأقرع وأعمى بدا لله أن يبتليهم فبعث إليهم ملكاً فأتى الأبرص فقال: أي شيء أحب إليك ؟
قال: لون حسن وجلد حسن قد قذرني الناس
قال: فمسحه فذهب عنه فأعطي لوناً حسناً وجلداً حسناً
فقال: أي المال أحب إليك؟
قال :الإبل
فأعطي ناقة عشراء فقال :يبارك لك فيها
وأتى الأقرع فقال: أي شيء أحب إليك؟
قال :شعر حسن ويذهب عني هذا قد قذرني الناس
قال فمسحه فذهب وأعطي شعراً حسناً
قال :فأي المال أحب إليك؟
قال البقر :قال فأعطاه بقرة حاملاً وقال يبارك لك فيها
وأتى الأعمى فقال: أي شيء أحب إليك ؟
قال يرد الله إليَّ بصري فأبصر به الناس
قال: فمسحه فرد الله إليه بصره
قال فأي المال أحب إليك؟
قال: الغنم فأعطاه شاة والداً فأنتج هذان وولد هذا فكان لهذا واد من إبل ولهذا واد من بقر ولهذا واد من الغنم0
ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته فقال : رجل مسكين تقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ اليوم إلا بالله ثم بك أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال بعيراً أتبلغ عليه في سفري0
فقال له : إن الحقوق كثيرة
فقال له: كأني أعرفك ألم تكن أبرص يقذرك الناس فقيراً فأعطاك الله
فقال : لقد ورثت لكابر عن كابر
فقال :إن كنت كاذباً فصيرك الله إلى ما كنت0
وأتى الأقرع في صورته وهيئته فقال له مثل ما قال لهذا فردَّ عليه مثل ما ردَّ عليه هذا فقال: إن كنت كاذباً فصيرك الله إلى ما كنت
وأتى الأعمى في صورته فقال : رجل مسكين وابن سبيل وتقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ اليوم إلا بالله ثم بك أسألك بالذي ردّ عليك بصرك شاة أتبلغ بها في سفري0
فقال :قد كنت أعمىفردَّ الله بصري وفقيراً فقد أغناني فخذ ما شئت فوالله لا أجهدك اليوم بشيء أخذته لله
فقال: أمسك مالك فإنما ابتليتم فقد رضي الله عنك وسخط على صاحبيك0
لقد علمنا الله تعالى أن نشكره على نعمه وبيَّن لنا نتيجة الشكر فقال سبحانه متحدثاً عن الإنسان الشاكر لرب العالمين على نعمة الإيمان : (أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ) (الأحقاف:16)
والإنسان المؤمن يقول : اللهم كما أنعمت عليَّ ووفقتني للإيمان وفقني لأن أعمل صالحاً ترضاه أي : عملاً خالصاً لوجهك وفق ما شرعت على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا ما يرضاه الله تعالى 0
وهذا العمل الصالح يرفع إلى الله ؛ وإذا عُرِض عليه سبحانه رضيه الله تعالى بدليل قوله : ( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) (فاطر: من الآية10) ويحسن بالمؤمن أن يدعو بهذا الدعاء وراء كل صلاة 0
وإذا جال بخاطر إنسان : ماذا يعطي الإيمان للإنسان من مكرمات حتى صار مِنَّة وفضلاً كبيراً ؟
يقول الشيخ الإمام عبد الله سراج الدين إجابة على هذا الخاطر : إعلم أيها الإنسان أنك ما آمنت بالله تعالى إلا لما أنزل الله تعالى على قلبك نوراً من عنده ، وأشرق له قلبك فآمنت كما قال سبحانه : ( مَثَلُ نُورِهِ) أي : في قلب المؤمن (كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ)(النور: من الآية35) ولما أعطاك سبحانه الإيمان فقد تمسكت بالعروة الوثقى وصار بينك وبين الله تعالى صلة قوية محكمة ؛ وهي العروة الوثقى التي طرفها بيد الله وطرفها الآخر بيدك قال جلَّ شأنه : (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا)(البقرة: من الآية256) والعروة الوثقى هي : لا إله إلا الله محمد رسول الله 0

بقلم :
الكاتب السوري
فؤاد الدقس
المصدر جريدة عقيدتي




رد: فبذلك فليفرحوا(2)

أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ) (الأحقاف:16)

بارك الله فيك وجزاك كل خير يارب




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.