التصنيفات
القرآن الكريم و السنّة النبويّة الشريفة

عشرون وصية لآداب الحوار لكم يا رواد المنتدى

عشرون وصية لآداب الحوار .. لكم يا رواد المنتدى


الونشريس

عشرون وصية لآداب الحوار .. لكم يا رواد المنتدى

عشرون وصية لآداب الحوار ..

لا تترك المنتدى من أجل حوار دار بينك وبين أخيك ، ولا يضيق صدرك :
هذه عشرون وصية لآداب الحوار ، إذا أخذت بها نجحت في حوارك مع الآخرين :
(1) لا تدخل ـ دائماً ـ مع أحد في حوار ، لا فائدة منه .
(2) قبل كل شيء استفد من إخوانك ، وأفدهم بما عندك من العلم . ولا تفرح بزلتهم وخطأهم ، سدد وصوب لهم بالتي هي أحسن .
لا يُزهدنك في أخٍ لك *** أن تراه زَلَّ زلَّهْ
مَامِنْ أخٍ لك لا يُعاب *** ولو حرصت الحرص كلهْ
(3) إذا حاورت فاذكر ما عندك من العلم في المسألة التي دار فيها الحوار والتي تدين الله بها .
(4) إذا ذكر لك أحد الإخوة في المسألة شيئاً مفيداً لا تعلمه فخذه وعض عليه بالنواجذ ، وإياك أن تتركه ولا تقبله .
(5) إن عرض عليك شيئ يخالف ما عندك ، فلا تتعجل برده ، خذه وتأمل القول فيه والحجة والدليل ، فلعل ما ذكر لك أصوب مما عندك من القول والعلم .
(6) لا تعتقد القول في المسألة من أول وهلة وقبل البحث فيها ، ولكن ابحث وناقش ثم إذا تبين لك الحق والصواب فاعتقده .
جاء في عيون الأخبار لابن عبد البر ـ رحمه الله ـ (1/ 6) من قول ابن عباس : ( ولا يُنْقِصُ فضلَ ذي فضلٍ فضلُ غيره عليه ) .
قال تعالى : ( يُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ ) [هود 3] .انتهى .
(7) لا تأخذ حق غيرك ، ولا يضرك أن يفهم غيرك المسألة ويصل إليك خيرها وفائدتها .
قال ابن عباس :
( ولا يعاب أحدٌ على ترك حقه ، إنما المعيب من يطلب ماليس له ، وكل صواب نافع وليس كل خطأ ضاراً . انتهت القضية إلى داود وسليمان فلم يُفَهَّمْها داود وفُهِّمْها سليمان ولم يضرَّ داود ) .
عيون الأخبار (1/6) .
(8) التزام الأدب والأخلاق ، واحترام قول الآخرين مادام الحوار حول فهم النص وأقوال أهل العلم . . لأن بعض المُحاورين لديه من البراعة في تزويق الألفاظ وزخرفتها ما يوهم بأنه يُورد دليلاً . وواقع الحال أنه إعادة للدعوى بلفظ مُغاير ، وهذا تحايل لإطالة النقاش من غير فائدة . فلا تناقش .
(9) المطلوب في النقاش هو : التجرُّد ، ، والصدق ، وقصد الحق ، والبعد عن التعصب ، والالتزام بآداب الحوار .
إذا لم يكن عون من الله للفتى *** فأول ما يقضي عليه اجتهاده
قال مالك بن دينار : قولوا لمن لم يكن صادقاً : لا تتعب .
ذكره ابن الجوزي في تلبيس ابليس ص (152) .
(10)كثير من الحوارات غير المنتجة مردُّها إلى عدم التكافؤ بين المتحاورين ، ولقد قال الشافعي رحمه الله : ( ما جادلت عالماً إلا وغلبته ، وما جادلني جاهل إلا غلبني ! ) . وهذا القول من الشافعي ـ رحمه الله ـ يشير إلى الحوار العقيم ؛ الذي يجري بين غير المتكافئين .
(11) الأصل إدراك أن الرأي الفكري نسبيُّ الدلالة على الصواب أو الخطأ ، والذي لا يجوز عليهم الخطأ هم الأنبياء ـ عليهم السلام ـ فيما يبلغون عن ربهم ـ سبحانه وتعالى ـ وما عدا ذلك فيندرج تحت المقولة المشهورة : ( رأيي صواب يحتمل الخطأ ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب ) .
(12) وبناء عليه ؛ فليس من شروط الحوار الناجح أن ينتهي أحد الطرفين إلى قول الطرف الآخر . فإن تحقق هذا واتفقا على رأي واحد فنعم المقصود ، وهو منتهى الغاية . وإن لم يكن فالحوار ناجح . إذا توصل المتحاوران بقناعة إلى قبول كلٍ منها الآخر ، واحترم كل منهما ما عند الآخر مما يسوغ لكل واحد منهما التمسك به ما دام أنه في دائرة الخلاف السائغ . وما تقدم من حديث عن غاية الحوار يزيد هذا الأصل إيضاحاً .
(13) يكون الحوار فاشلاً إذا انتهى إلى نزاع وقطيعة ، وتدابر ومكايدة ، وتجهيل وتخطئة ، وتحقير وتسفيه ، وتبديع وتفسيق ، واتهامات وإلزامات للأقوال لا طائل تحتها .
(14) وقد تُفْحِم الخصم ولكنك لا تقنعه ، وقد تُسْكِته بحجة ولكنك لا تكسب تسليمه وإذعانه ، وأسلوب التحدي يمنع التسليم ، ولو وُجِدَت القناعة العقلية .
(15) الحرص على القلوب واستلال السخائم أهم وأولى عند المنصف العاقل من استكثار الأعداء واستكفاء الإناء .
(16) كسب القلوب مقدم على كسب المواقف .
(17) هناك بعض الحالات الاستثنائية التي يسوغ فيها اللجوء إلى الإفحام وإسكات الطرف الآخر ؛ وذلك فيما إذا استطال وتجاوز الحد ، وطغى وظلم وعادى الحق ، وكابر مكابرة بيِّنة ، وفي مثل هذا جاءت الآية الكريمة :
( وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ )[العنكبوت: 46] .
( لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِم ) [النساء : 148]
ففي حالات الظلم والبغي والتجاوز ، قد يُسمح بالهجوم الحادّ المركز على الخصم وإحراجه ، وتسفيه رأيه ؛ لأنه يمثل الباطل ، وحَسَنٌ أن يرى الناس الباطل مهزوماً مدحوراً .
قال ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ في نونيته :
واصدعْ بما قال الرسولُ ولا تخفْ *** من قِلَّةِ الأنصارِ والأعوانِ
فاللهُ ناصِرُ جنده وكتابه *** واللهُ كافٍ عبده بأمانِ
(18) التأكد على الاحترام المتبادل من الأطراف ، وإعطاء كل ذي حق حقه ، والاعتراف بمنزلته ومقامه ، فيخاطب بالعبارات اللائقة ، والألقاب المستحقة ، والأساليب المهذبة .
* تبادل الاحترام يقود إلى قبول الحق ، والبعد عن الهوى ، والانتصار للنفس . أما انتقاص الرجال وتجهيلها فأمر مَعيب مُحرّم .
(19) فحص النفس عند الحوار مطلوب ، ويكون بهذه الأسئلة :
* هل ثمَّت مصلحة ظاهرة تُرجى من هذا الحوار وهذه المشاركة . ؟
* هل يقصد تحقيق الشهوة أو اشباع الشهوة في الحوار والمشاركة . ؟
* وهل يتوخَّى أن يتمخض هذا الحوار والجدل عن نزاع وفتنة ، وفتح أبواب من هذه الألوان حقهَّا أن تسدّ .؟
* هل القصد من الحوار احتقار الآخرين والعلو عليهم ؟
إلى غير ذلك من الأسئلة الدقيقة لفحص النفس ومقصودها ، والإنسان على نفسه بصيرة ، ولو ألقى معاذيره .
(20) من الخطأ البيِّن في هذا الباب أن تظن أنّ الحق لا يغار عليه إلا أنت ، ولا يحبه إلا أنت ، ولا يدافع عنه إلا أنت ، ولا يتبناه إلا أنت ، ولا يخلص له إلا أنت .
أسأل الله تعالى أن يرزق الجميع العلم النافع والعمل الصالح .




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.