عععععععااااااااججججججججللللللللللل
كثيرون هم الذين يطمحون بالسلام، بلْ ويعملون لمقاومة ظاهرة الحرب والإحتراب والنـزاع المسلح في العلاقات البشرية والدولية، ويحلمون بتحقيق المجتمع الإنساني الذي يسوده السلم والسلام والإخاء والمحبة.
مؤسسات ومنظمات رسمية، وغير رسمية، دولية، محلية، إقليمية تصبو لإحلال السلام، وفضّ النـزاعات بالطرق السلمية.
لكن النتائج ميدانياً محدودة، وما أدل على ذلك مِن موجة الإرهاب التي كادت تفرض شبحها على كل شيء، وفي كل مكان.
لماذا!؟
والحال أن العنف ليس بجديد، فهو قديم قدم الإنسان، والعالم، والكلُّ يعرف قصة قابيل الذي قتلَ أخاه هابيل والحوار الذي دار بينهما:
***64831;لئن بَسَطتَ إليَّ يدكَ لِتقتُلني ما أنا بباسطٍ يَديَ إليكَ لأقتُلَكَ إنّي أخافُ اللهَ ربَّ العالمينَ***64830;.
فظاهرة العنف قديمة جداً، ويجب أن تكون قد عولجت لأهوالها ومخاطرها وتداعياتها، ولذلك فلا يمكنني أن أتصور جورج سوريل هو أول مَنْ كتبَ في الغرب عن العنف في كتابه: تأملات حول العنف، ربما الأخير مِن الأوائل الذين عادوا إلى البحث في العنف.
وطالما بحثت عن جواب لتعثر الجهود على طريق التعايش ونبذ العنف والإرهاب لإقرار السلام وإحلاله حتى وجدته بين دفتي هذا الكتاب:
كتاب "لسِّلم والسلام" للمجدد الثاني السيد محمد الشيرازي الراحل (رحمة الله عليه).
فما هو سرّ هذا التعثر يا ترى!؟
المجدد (ر) يتناول في بحث فقهي إستدلالي مستوعب للعنف أنواعه:
· العنف النفساني: الذي يرتبط بذات الإنسان المادية، وغير المادية، كالتفكير، والجسد و…
· العنف الغيري: الذي يرتبط بإنتهاك حقوق الآخر، أو الآخرين، أو حرياتهم، أو ممتلكاتهم.
· العنف السياسي: الذي يستخدم القوة للإستيلاء على السلطة، أو الإنعطاف بها.
· العنف الفردي والعنف الجماعي كعنف الدولة أو المعارضة أو الحزب.
· العنف الفكري، والعنف العملي.
· العنف الإقتصادي.
· العنف الإجتماعي.
· العنف العسكري.
· العنف الإعلامي.
ويخلص (ر) إلى:
ضرورة معالجة العنف بكلِّ أنواعه، بصورة متوازية، وفي إطار متكامل، وحرمة اللجوء إلى العنف بأشكاله: النفسانية، الغيرية، السياسية، العسكرية و…، فمثلاً عن اللاعنف الإقتصادي يقول:
(يلزم مراعاة قانون السلم في البرنامج الإقتصادي للدولة، فمنع التجارة الحرة، وفرض الجمارك مِن مصاديق العنف الإقتصادي، وهكذا مصادرة الأموال، أو أكل أموال الناس بالباطل، أو تشريع القوانين التي تحدّ مِن الحريات الإقتصادية كالضرائب، أو الحريات الفردية كالسفر…)
وهكذا الأمر بالنسبة للأمور الإجتماعية كالأسرة والزواج والطلاق، أو الحريات الإجتماعية والسياسية المشروعة، فيرى تقييدها مِن العنف.
وبالنسبة للمعارضة – وكمثال – فيما يرتبط بخروقات الدولة لإطار السلم في المجال الإقتصادي يقول (ر):
(يلزم فضح الظالمين الذين لا يلتزمون بقانون السلم والسلام الإقتصادي الإسلامي، وينسبون عملهم إلى الإسلام سواء كانوا على شكل دول أو جماعات، ولكن الفضح أيضاً يجب أن يكون سلمياً).
أما عن تعريف العنف فإنه (ر) ينتقد التعريف السائد الذي ينص على أن العنف هو الإستخدام غير المشروع، أو على الأقل غير الشرعي للقوة، فلا يرى جواز القانون، أو مبررات المشروعية كافيةً لإستخدام القوة، بل يضيف على ذلك فيما يخص إستخدام القوة العسكرية، شروطاً منها:
· إستخدام القوة إنما يجوز وللدفاع فقط.
· إستخدام القوة إضطراراً وكضرورة قصوى، والضرورات تقدر بقدرها، أي إستخدام محدود إضطراري ودفاعي فقط.
· إستخدام القوة العسكرية في ميدان الحرب فقط، بقوله (ر):
( المحاربُ فإنما يُحارَب في ميدان الحرب فقط، وبعد توفر الشروط الكاملة للجهاد المذكورة في كتاب فقه الجهاد).
وعليه فالشرعية الوضعية أو المشروعية مِن نوعها التي يُتكل عليها في الحروب حالياً لا تبرر إستخدام القوة، بلْ لابد أن يكون الإستخدام دفاعياً محدوداً إضطرارياً – كالعملية الجراحية – وفي ساحة القتال والمعركة وبالشروط والأخلاقيات التي رسمها الإسلام، ثم يعود (ر) ليؤكد:
(الأصل كان عند الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته الطاهرين (عليهم السلام) السلم والسلام، والآيات التي تتحدث عن هذا المعنى كثيرة جداً، والروايات أكثر، فمِن الأحاديث قول الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم):
(لزوال الدنيا جميعاً أهون مِن دم يُسفك بغير حق)).
وليس هذا فحسب، ومع كل ذلك التحديد لإستخدام القوة يؤكد إلى حاجة الحرب إلى إجازة مجلس الفقهاء (مراجع الأمة) بالتعاون والإستشارة مع الخبراء والأكاديميين والأخصائيين.
ثم يتعرض سماحته (ر) إلى الفرق بين النظرية الإسلامية والغربية في مفهوم القوة، إمتلاكها وإستخداماتها، فيضيف:
(الطريق إلى السلام هو السلام، وبوجود قوة كافية للحفاظ عليه، أما العنف، والعنف المضاد، فهي حلقات متسلسلة لا تنتهي).
ويرى مِن الخطورة بمكان تصور مفهوم للقوة يجعلها محصوراً في القوة العسكرية، مؤكداً على أن القوة تشمل جميع الجوانب، الثقافية، الإعلامية، السياسية، الدبلوماسية، الإقتصادية والإجتماعية إضافة إلى العسكرية.
كما يتناول (ر) الفرق بين السلام، والإستسلام، وإعداد عناصر القوة، ويقول عن مفهوم ***64831;ترهبون***64830; تعني الردع بإمتلاك القوة في قوله تعالى:
***64831;وأعدوا لهم ما استطعتم مِن قوة ورباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم***64830;.
ويضيف:
(فالإغداق على التسلح للتفوق في هذا النوع مِن القوة دون غيره قد يُعجّل القضاء على تلك الدولة، فيلزم التوازن في إمتلاك القوى، فإن إمتلاك القوة إنما شُرِّعَ لردع العدوان والحدِّ مِن الحروب وإراقة الدماء، أما إذا صار سبباً للعدوان فإنه يكون ناقضاً لهدف التشريع).
ويتوجه بخطابه في الكتاب إلى المسلمين قائلاً:
(على المسلمين وحركاتهم إتخاذ سياسة اللين والسلم بعيداً عن العنف مطلقاً).
فلكل شيء ثمن، وهكذا السلام، وعلينا أن نتعلم مِن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته الطاهرين (عليهم السلام) في تطبيق السلم والسلام، فإنه كان الأصل عندهم، وفي جميع مجالات الحياة.
وبذلك فإمام الشيرازي الراحل (ر) يُجرِّد العنفَ بأنواعه مِن شرعيته، أو مشروعيته:
القوة العسكرية لوحدها لا تُمثلّ إقتداراً أو تفوقاً، بلْ لابد للإقتدار أيضاً مِن القوة الإقتصادية والثقافية والإعلامية والإجتماعية والدبلوماسية و…، وإمتلاك القوة العسكرية شُرِّعَ للرّدع لا للإستخدام، فلا يجوز إستخدام القوة العسكرية إلا إستخداماً دفاعياً، ومحدوداً، وإضطرارياً، وبقدر ضرورة الضرورة، وفي ساحة المعركة فقط، وبعد إستنفاذ كلَّ السُبل والوسائل المتاحة الأخرى، وبعد توافر جميع الشروط المذكورة في فقه الجهاد، وفي إطار الأخلاقيات الإنسانية والعادلة التي رسمها الإسلامُ، وبإستجازة مِن مجلس الفقهاء المراجع، بالتعاون مع الخبراء والأكاديميين والأخصائيين، كما أن ممارسة العنف لا تنحصر في العمليات العسكرية، أو الإرهابية، بل منع التجارة الحرة العادلة، أو مصادرة الأموال، أو تقييد الحريات الفردية، أو الإقتصادية، أو الإجتماعية، أو السياسية، أو الإعلامية – مثلاً- أيضاً مِن العنف، فيجب نبذ العنف بكل أشكاله وأنواعه، وعلى المسلمين إنتهاج سياسة اللين والسِّلم وبعيداً عن العنف مطلقاً تأسياً بالرسول الأكرم وأهل بيته (عليهم الصلاة والسلام).
وبذلك فيكون (ر) قد حدّدَ أفضل سبيل لردع العنف والإرهاب وبناء عالم ينعمُ بالرفاه والسلام والإستقرار.
مع جزيل الشكر من موقع معهد الامام الشيرازي الدولي للدراسات ـ واشنطن
فقه السلم والسلام
كاد أن يكون العالم اليوم في أمس الحاجة من أي فترة أو حقبة تاريخية مر بها إلى ثقافة السلم والسلام سواء على مستوى الفكر والتصور أو على مستوى الواقع والسلوك والتطبيق .
حيث وكما في كل يوم , لا يسمع الواحد منا غير أخبار القتل الفردي والجماعي وحملات الإبادة والنفي والتشريد والحروب والصراعات وما يرافقها من عمليات هدم وتخريب والتي يروح ضحيتها الآلاف من الأطفال والنساء والشباب والشيوخ بأعداد لا تعرف بالضبط فليس مهم ذلك مادام مادته المحترقة الإنسان .
وزاد ذلك بؤساً أن رجعت إلى واجهة هذه الجاهلية الإنسانية أنواع من القتل كانت شائعة في أزمان غابرة لها ظروفها الخاصة والتي لا يمكن أن تمر على الواحد منا هذه الأيام بيسر وأدنى مقبولية ان لم يكن صدمة عنيفة تذهل العقل وتؤنب الضمير ألا وهي ذبح الإنسان وقطع رأسه ببرودة غريبة للأعصاب , والأفظع منه أن يكون تحت عنوان رسالة الإسلام الذي لم يأت نبيها كما سائر الأنبياء إلا لخير هذا العالم والإنسان .
ومن هنا تتجلى أهمية هذا الكتاب الفريد ببحثه ومادته واشاراته وهذا ما عبر عنه العديد من الباحثين في الفكر الإسلامي والإنساني , فكتاب " السلم والسلام " لسماحة الإمام الشيرازي الراحل ( قدس سره الشريف ) يشير إلى أصل الإسلام والأديان في السلام ونبذ العنف في صناعة الإنسان والمجتمع وأيضاً قيام الدولة والأمة والحضارة وفي نفس الوقت يكشف الكتاب عن حقيقة في غاية الأهمية هي أن الإسلام يرفض رفضاَ تاماً وقاطعاً ونهائياً ما يجري اليوم من مشاهدات دامية تخجل منها ضمائر الإنسانيين وتأنف منها عقول وقلوب الأحرار في العالم , تلك المشاهدات الأليمة التي تجري في كل يوم بل وكل ساعة على أرض العراق أرض الرسالات السماوية والقيم التي نادت من أجل حفظ الدماء واحترام حق الإنسان في الوجود والحياة .
كتاب " السلم والسلام " لسماحة الإمام الشيرازي الراحل إطلالة مهمة وخطوة فاعلة على طريق بناء العالم الجديد الذي يشرق بإضاءات المحبة والخير والحق والجمال والسلام , وحري بالقارئ اللبيب الذي همه انقاذ الانسان والعالم من هذا الوضع اللاسلمي والبعيد عن جادة الرفاه والأمن والازدهار
السلام في الإسلام
مسألة: استعملت كلمة السلم والسلام في الإسلام كتاباً وسنة في موارد كثيرة منها:
السلام من الأسماء الحسنى
إن (السلام) من أسماء اللـه الحسنى، قال تعالى: (هُوَ اللـه الّذِي لاَ إِلـه إِلاّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشّهَادَةِ هُوَ الرّحْمـَنُ الرّحِيمُ ( هُوَ اللـه الّذِي لاَ إِلـه إِلاّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدّوسُ السّلاَمُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبّارُ الْمُتَكَبّرُ سُبْحَانَ اللـه عَمّا يُشْرِكُونَ ( هُوَ اللـه الْخَالِقُ الْبَارِىءُ الْمُصَوّرُ لـه الأسْمَآءُ الْحُسْنَىَ يُسَبّحُ لـه مَا فِي السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ.
لأن اللـه عزوجل خالق السلم والسلام، ويضمن ذلك للناس بما شرعه من مبادئ، وبما رسمه من خطط ومناهج، وبمن بعثهم من أنبياء وأوصيائهم (عليهم السلام)، وبما أنزلـه من كتب، فهو تعالى مصدر السلم والسلام، والخير والفضيلة.
قال الإمام الباقر (عليه السلام): «إن السلام اسم من أسماء اللـه عزوجل».
السلام في سورة القدر
ويظهر من الآية المباركة في سورة القدر أن اللـه تعالى يقدر(السلام) في كل شيء ولكل شخص، وإنما الإنسان نفسه هو الذي يحرّف السلام عن مجراه الطبيعي بسوء اختياره، أو بني نوعه، أو بعض عوامل الطبيعة مما هي خاضعة لقانون الأسباب والمسببات.
قال سبحانه: (إِنّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ( وَمَآ أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مّنْ أَلْفِ شَهْرٍ( تَنَزّلُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبّهِم مّن كُلّ أَمْرٍ( سَلاَمٌ هِيَ حَتّىَ مَطْلَعِ الْفَجْرِ).
فإن الملائكة في ليلة القدر يأتون بمقدّرات العباد وبكل ما يكون في السنة المقبلة، إلى خليفة اللـه في الأرض (عليه السلام) وحجته على عباده، غائباً مستوراً أو ظاهراً مشهوداً، ويكون ذلك سلاماً في كل أمر، سواء كان السلام فردياً أم اجتماعياً، وسواء كان في المال (السلام الاقتصادي) أم في الأسرة كسلام الزوج والزوجة، وسلام الآباء والأولاد، أم في الصحة بدنيا أو نفسياً، أم غير ذلك.
إلى غيرها من الآيات الشريفة والروايات الكثيرة التي وردت بلفظ السلم والسلام وسائر المشتقات منهما.
مصدر كلمة الإسلام واشتقاقها
ثم إن لفظ (الإسلام) مأخوذ من مادة السلم والسلام، وذلك كتناسب الحكم والموضوع، لأن السلام والإسلام يلتقيان في توفير الطمأنينة والأمن والسكينة والتقدم، كما قال سبحانه: (الّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنّ الْقُلُوبُ).
خاتم الأنبياء (صلى الله عليه وآله وسلم) حامل لواء السلام
وحامل هذه الرسالة خاتم الأنبياء محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) هو حامل راية السلم والسلام، لأنه يحمل إلى البشرية الهدى والنور، والخير والرشاد، والرحمة والرأفة. وهو يحدث عن نفسه فيقول: »إنما أنا رحمة مهداة«، ويحدث القرآن عن رسالته فيقول: (وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاّ رَحْمَةً لّلْعَالَمِينَ، وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): »إن اللـه بعثني هدى ورحمة للعالمين…« فإن الرحمة والسلم والسلام جاء بها الإسلام للناس كافة.
وكثرة تكرار لفظ السلام على هذا النحو، مع إحاطته بالجو الديني النفسي، من شأنه أن يوقظ الحواس جميعها، ويوجه الأفكار والأنظار إلى المبدأ السلمي العظيم.
السلام تحية الإسلام
كما إن الإسلام جعل (السلام) شعاراً لـه واختاره تحية للمسلمين، حيث إن المسلم إذا التقى بمسلم قال: (سلام عليكم) أو ما أشبه ذلك من الصيغ المذكورة في باب السلام وأحكامه.
وتحية اللـه للمؤمنين تحية سلام: (تَحِيّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلاَمٌ.
وتحية الملائكة للبشر في الآخرة سلام: (وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مّن كُلّ بَابٍ ( سَلاَمٌ عَلَيْكُم).
وتحية المؤمنين بعضهم لبعض في الجنة هي سلام: {لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ تَأْثِيماً ( إِلاّ قِيلاً سَلاَماً سَلاَماً}.
الصلاة تنتهي بالسلام
وفي آخر كل صلاة يذكر المصلي لفظ (السلام) ثلاث مرات، فتبدأ الصلاة بتكبيرة الإحرام وتنتهي بالسلام، حيث نقول: (السلام عليك أيها النبي ورحمة اللـه وبركاته) وهو سلام على القائد الأعلى.
كما نقول بعد ذلك: (السلام علينا وعلى عباد اللـه الصالحين) وهو سلام على المجموعة الصالحة من العباد.
و(السلام عليكم ورحمة اللـه وبركاته) وهو سلام على جميع من ينطبق عليه الخطاب.
الجنة دار السلام
ومن أسماء الجنة (دار السلام) كما في الآية المباركة: (لَهُمْ دَارُ السّلاَمِ عِندَ رَبّهِمْ، فإنها مستقر الصالحين.
وأهل الجنة لا يسمعون من القول ولا يتحدثون بلغة غير لغة السلام:
(لاّ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً إِلاّ سَلاَماً).
وحتى جوابهم رداً على الجاهلين هو السلام: (وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُواْ سَلاَماً.
المعنى الشمولي للسلم والسلام
مسألة: للسلم والسلام معنى شمولي على ما سيأتي.
ولكن كثرة استخدام كلمة (السلام) في وسائل الإعلام مقرونة بالمسائل السياسية لعلها توحي بأنه من مصطلحاتها ومفرداتها، والصحيح أنه مصطلح عام فلا يقتصر استعمالـه في المجال السياسي فحسب، بل لـه علاقة في كل مجالات العلم والمعرفة، ولـه دور في مختلف الحياة الإنسانية، إذ ما من أمر يتعلق بشؤون الإنسان إلا وللسلام علاقة فيه.
كما أن السلم والسلام لا يختص في المعنى بما يقابل الحرب، نعم كثيراً ما يراد منه المفهوم المقابل للحرب.
السلام بالمعنى الأعم
والبحث في هذا الكتاب لا يقتصر على هذا البعد، وإنما السلم والسلام الذي ندعو إليه هو معنى واسع متشعّب الأطراف، من مصاديقه (اللاعنف) وفي مختلف الميادين السياسية والإعلامية والاقتصادية والاجتماعية والعائلية والعسكرية وغيرها.
لا السلم بمعناه الضيّق في مقابل الحرب أو العنف فقط، وقولـه سبحانه: (يَـا أيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السّلْمِ كَآفّةً وَلاَ تَتّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشّيْطَان ظاهر في ما ذكرناه أيضاً، وذلك لأنه كما يقول البلاغيون: حذف المتعلق يفيد العموم، فلم يقل سلماً في الدعوة أو سلماً في المصادمة أو سلماً في التطبيق أو سلماً في التنفيذ أو غير ذلك من الوجوه المقيدة. مضافا إلى مكانة أل وما ذكر في علم الأصول من دلالتها.
اتمنى ان تعجبك المواضيع
وشكرا
ادعوا لاباءنا بالرحمة
ولجميع المسلمين والمسلمات
اللهم ما ارحم امواتنا .
(ادعوا لاباءنا بالرحمة ولجميع المسلمين والمسلمات اللهم ما ارحم امواتنا .)آمين يا رب العالمين
الله يسترك يا أخي
مرة ثانية شكرا