التصنيفات
مادة الإجتماعيات في التعليم المتوسط

بحث حول الحركة الوطنية

بحث حول الحركة الوطنية


الونشريس

مقدمـــــــــــــــــــــة
منذ دخول الاستعمار الفرنسي للجزائرو
هو يحاول القضاء على هوية الشعبالجزائري

و مقومات شخصيته بشتى الوسائل والطرق، لكن
الشعب الجزائري كان دائما يرفض هذه السيطرة و يقاوم هذه السياسة
القمعية، ففي بداية الأمر كانت المقاومات الشعبية و التي لم تتجاوز
المناطقالقبلية و لم تتوسع عبر التراب الوطني و رغم تصديها للاستعمار
إلا أنها فشلت فيذلك، ليأخذ النضال بعد ذلك طابعا سياسيا بظهور أحزاب
سياسية كانت تنشط و تطالببحقوقها في الاستقلال و غيرها من الحقوق
بطرق سلمية، و التي كانت تعرض للحل وسجن الزعماء و نفيهم، لكن و بعد
مجازر الثامن مايو تأكد الشعب الجزائري و القادةالسياسيون بأن فرنسا لا
تنفع معها سياسة اللين، و من ثم تغيرت طريقة المطالبةبالحقوق إلى
العمل الثوري، و حدثت تغييرات داخل الأحزاب و حتى خلافات و لا سيما
داخل حزب الشعب.

ففيما تمثلت الحركة الوطنية 1945ـ1954،
وما أثرها على المجتمع الجزائري ؟

الحركةالوطنية:
1945-1954
المطلب الأول: مجازر 08 ماي 1945
الجزائر و كأي دولة مستعمرة أقحمت
جبرا في الحرب العالمية الثانية إلى جانبفرنسا،
و التي وعدت الشعب الجزائري بإعطائهالاستقلال
عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، و فعلا انهزمت ألمانيا و احتفل
العالم بأسره بهذا الحدث العظيم، و أراد الشعب الجزائري أن يذكر فرنسا
بوعودها للجزائريين و ذلك بخروجهم في مختلف المدن و القرى الجزائرية
مظاهرات سلمية مرددين أناشيد الحرية و الاستقلال مطالبين بحقوقهم وبإطلاق
سراح مصالي الحاج، لكن الجيش الفرنسي قابلهم بمجازر إبادية مثلما
استعمل النازيون أو أشد، راح ضحيتها أكثر من 45 ألف شهيد و ألاف
المعتقلين،والتي كان العالم بأسره شاهدا على فظاعة هذهالمجازر.
دوافع فرنسا منالمجزرة:
1- ترهيب الشعب الجزائري حتى لايعاود
المطالبة بحقوقه
2- التخلص من عقدة الهزيمة التيتعرضت لها
فرنسا من قبل الألمان
3- القضاء على الجهود التي تقوم بهاالحركة
الوطنية
4- فرض قوتها و سلطتها و جعل الجزائرعبرة
لباقي مستعمراتها.
النتائج السياسية للمجزرة على الحركةالوطنية:
1- حل الأحزاب السياسية و اعتقالزعمائها
2- نمو الوعي القومي لدى الشعب واقتناع
القادة بأن ما أخذ بالقوة لا يسترجع إلابالقوة
3- إعادة النظر في طريقة النضال، وتحول أرائه
السياسية من التفاوض إلى البحث عن القيام بالثورةالمسلحة.
بعد المجازر التي ارتكبتها فرنسا فيحق
الشعب الجزائري، أصدرت حكومة باريس مرسوم في 16 مارس 1946، يقضي بالعفو
الشامل على المعتقلين و السماح بعودة النشاط السياسي هادفة بذلك إلى :
1- امتصاص غضب الشعب من جراءالحوادث
2- تلميع صورتها لدى الرأي العامالعالمي
تغطية للمجازر الوحشية
و بذلك أعيدت الخارطة السياسية منجديد و كان
العملكالتالي:

المطلب الثاني/ الاتجاه الديمقراطيللبيان
الجزائري)الاتحادي)09/08/1946:
ترأسه فرحات عباس، و يهدف إلى الثورة
بالقانون، حيث استغل فرحات عباس غياب مصالي الحاج و الذي نفته فرنسا من
23أفريل1945 إلى غاية 20جوان1946 كان ينظم للانتخابات محاولة منه في
التنسيق بين الأحزاب الوطنية و يقدم لفرنسا قائمة موحدة، و لكن تجري
الرياحبما لا تشتهي السفن حيث خرج المناضلون في مظاهرات 8ماي1945 و كان
فرحات عباس منالمعتقلين، وبعد عودته من السجن تأكد أن أنصار حزب الشعب من
كان وراء الإعدادللمظاهرات، فمن ثم كون حزبه الجديد المذكور سابقا، بعد
أن تأكدت فرنسا من أنه لاينوي الانفصال عن فرنسا سمح له بالمشاركة في
الانتخابات وحاز على 11مقعد من أصل 13، لكن فرحات عباس أصيب بخيبة أمل
جراء صدور قانون الاصلاحات لسنة1947 و الذيلم يتضمن أيا منطالب حزبه و
كذا توالي تزوير الانتخابات مما زرع اليقين عندفرحات عباس بأن فرنسا لن
تتغير، حيث انضم متلأخرا لصفوف جيش التحرير الوطني.
2- الحزب الشيوعي(الاجتماعي): ترأسهعمر أزقان، و
بقي يطالب بالاندماج معفرنسا

المطلب الثالث/جمعية العلماءالمسلمين
الجزائريين(الإصلاحي: (
ترأسه البشير الإبراهيمي، و عادتالجمعية إلى
نشاطاتها الإصلاحية ببناء المدارس، و تقوية النشاط التعليميالتربوي
الديني، و إرسال البعثات إلى المشرق العربي كما وجهت الجمعية نداء منخلال
جريدة البصائر سنة 1947 و الذي يهدف إلى وحدة الجزائريين خارج الأحزابو
بقيت الجمعية تنادي بنفسالأهداف.

المطلب الرابع/حزب الشعب( الاستقلالي):
ترأسه مصالي الحاج، و انتقل عملالحزب من
النضال إلى رفع الحس الثوري و تحديدمواقف
وله هدف واضح و هو الاستقلال و مؤازاةالعمل
الثوري بالعمل السياسي، و تعتبر سنة 1946 سنة تحول بالنسبة لحزب الشعب،
حيث كانت دعوة مصالي الحاج للانتخابات التشريعية للبرلمان الفرنسي المزعوم
إجراؤها في 10نوفمبر1946، جزء من خطته الرامية إلى فضح الاستعمار عنطريق
المنتخبين الذين سيصلون إلى المجلس الوطني الفرنسي، و حصل على خمس
مقاعد، و عليه تغيير اسم الحزب ليصبح بعد ذلك حركة انتصار الحريات
الديمقراطية ليكون كواجهة فقط يعمل خلفها حزب الشعب و يعمل بطريقة شرعيةو
قانونية.
مؤتمر14/15 فيفري 1947:
في هذا التاريخ عقد أعضاء حزب الشعبمؤتمرا و
توصلوا إلى:
1- الإبقاء على حزب الشعب في إطارهالقديم و
توسيع القاعدة سرا
2- متابعة حركة انتصار الحرياتالديمقراطية
نشاطها علنية بالمظهر الشرعي القانوني و بشكلرسمي
3- إنشاء منظمة عسكرية سرية أسندتمهامها إلى
المناضل محمد بلوزداد للإعداد العملي للثورةالمسلحة.
شروط العضوية في المنظمة السرية :
1- الأقدمية فيالحزب
2- الإيمان بضرورة قيام الثورةالمسلحة
3- أن يكون العضو حسن السلوك و غيرمعروف لدى
السلطات الاستعمارية
4- أن يتسم بالروح الوطنية و الوعيالسياسي
5- أداء القسم
مبادئ المنظمةالسرية:
1- تجنيد أحسن الكفاءات
2- تدريب الجنود و تزويدهم بثقافةعسكرية
نظرية و تطبيقية
3- جمع السلاح و إعداد المخابئلتجميعه
4- تحضير مراكز لصنع الذخيرة والمتفجرات
كالجبال و الغابات
5- غرس النظام و الصرامة فيالمناضلين
6- إنشاء شبكات داعمةللاستخبارات
7- العمل بأسماء مستعارة و الفصل بينالأفواج و
السرية في العمل
حيث تم اكتشاف أمر هذه المنظمةسنة1950 من طرف
الاستعمار الفرنسي و تم اعتقال جلأعضائها.
تزوير الانتخابات: جاء دستورالإصلاحات
20سبتمبر1947 ، كنتيجة سياسية لمجازر الثامن ماي و الذي كان معارضلمصالح
الجزائريين تماما، و حاول قادة الأحزاب تشكيل اتحاد وطني يضم جميع
الأحزاب للدخول في انتخابات جانفي 1948 و كان وراءه مصالي الحاج حيث كان
يود أن يتفق الجميع على مبدأ واحد و هو مجلس نيابي جزائري ذو سيادة تامة،
وتمت الانتخابات و بتزوير من الحاكم العام الفرنسي الذي تم تعيينه في
11فيفري1948، حيث و عشية الانتخابات تم تعيين مرشحين من طرف فرنسا، و كذا
قامت "باعتقال معظم الشخصيات التي رشحتها حركة انتصار الحريات
الديمقراطية،فقد ألقت الشرطة على 32 من مجموع 59 مرشح…و أصدرت المحاكم
الفرنسية عليهمأحكاما لمدة 80 شهرا و دفع غرامات لا تقل عن 700,000فرنك،
كما قامت الإدارةالفرنسية بمنع الجرائد عن الصدور و عدم السماح بتوزيع
البيانات عن العملياتالانتخابية".(1) حيث أحرزت الحركة على 9مقاعد فقط
لكنها واصلتنضالها.

المطلب الخامس/أزمة حزب حركةالانتصار للحريات
الديمقراطية:
إن الحركة تعرضت لأزمة داخلية حادةأدت إلى زعزعة
الحركة و انقسامها ونشوب الخلافات بين أعضائها، نذكر هذه الأسبابفي
النقاط التالية:
1- الأزمة البربرية: كان رئيس اللجنةالفيدرالية
رشيد علي يحي من القبائل الكبرى، و أراد مع عمر ولد حمودة و واعليبناي
بناء حركة بربرية شعبية داخل الحزب حيث كانوا يرفضون فكرة أن الجزائر
عربية و إسلامية، و في شهر أفريل 1949 تم حل اللجنة الفيدرالية بفرنسا،
حيثتم عزل رشيد علي يحي من رئاسته لجريدة النجم الجزائري بفرنسا و التي
من خلالهاكان ينشر آراءه للتنكر للغة العربية و الاسلام، حيث تم إبعاد
القادة البربريونمن اللجنة المركزية من طرف قادة حركة الانتصار و الحريات
الديمقراطية، ما عدىالسيد ايت احمد الذي أبقاه مصالي الحاج، و في
ديسمبر1949 تم إعادة تشكيلفيدرالية الحزب بفرنسا من ثلاثة أعضاء يتكلمون
القبائلية، و هم راجف بلقاسم،سعدي صادقن و شوقي مصطفاوي، حيث تم القضاء
على جميع معارضين مصاليالحاج.
2- قضية الأمين دباغين: كان هذاالأخير كان من
المؤيدين للعمل العسكري و الذي كان يراه مصالي لم يحن وقته بعد،حيث تم
إبعاده من الحزب في 2 ديسمبر1949، بحجة أنه لم يدفع المكافأة التي كان
يحصل عليها بصفته نائب في البرلمانالفرنسي، لكن
السبب الرئيس لإبعاده هو وجود أنصار البربرية اللذين نكروا فكرةاللغة
العربية، كما اتهموا مصالي الحاج بالديكتاتورية و لم يدافع عنه الأمين
دباغين، حيث كان يرى كريم بلقاسم ان هذه النزاعات البربرية لا تخدم مبادئ
الحزب و لا مصلحة الوطن، و ما أن انتهت سنة 1949 حتى فقدت العناصر
البربريةنفوذها داخل الحزب.
3- اكتشاف أمر المنظمة السرية: بعدوفاة محمد
بالوزداد بفرنسا بسبب المرض، تم استخلافه بالمناضل أيت أحمد الذي كانيدعو
للكفاح المسلح خوفا من اكتشاف فرنسا للمنظمة في أي لحظة، حيث عرفت
المنظمة عملي ناجحة جدا ألا و هي الاستيلاء على 3.170.000 فرنك فرنسي من
بريد وهران حيث قام بهذه العملية المناضلون بختي جلول، أيت أحمد، أحمد بن
بلة، سويداني بوجمعة، بالحاج بوشعيب و محمد خيضر الذي كان عضوا منتخبافي
البرلمان الفرنسي، حيث قرر المكتب السياسي للحزب بقيادة لحول حسينتسليم
محمد خيضر نفسه للسلطات الفرنسية ، حتى لا يتم حل الحزب، لكن محمد خيضر
رفض و أيضا مصالي الحاج و لاذ بالفرار إلى مصر بمساعدة عبد الله فيلاليو
محمد يزيد، و القي القبض على 363 عضو من بين 2000، مما إلى مواصلة العمل
فيسرية للتخلص من الزعامة الفردية و تأييد العملالجماعي.
4- جري مصالي وراء الانتخابات وتمسكهبالنضال
السياسي بدل الاستعدادللثورة
5- ظهور تيارين متضادين أحدهما يحبذالعمل المسلح
و الأخر تحبذ العملالسياسي
6- تحالف أعضاء حركة الانتصارللحريات مع الأحزاب
الأخرى (حزب البيان و جمعية العلماء المسلمين): من شهر جانفيإلى مارس
كانت تجرى اتصالات بينالاحزاب ، حيث طلب من مصالي التخلي عن الاعداد
للعمل الثوري و الاكتفاء بالعمل السياسي مما يقتضي حل حزب الشعب الذييعمل
سرا و عدم القيام بالعنف ضد فرنسا و ذلك من أجل انتخابات التي ستجرى في
17جوان 1951 ، و لكنه رفض و كلفه ذلك إنهيار اللجنة المركزية لحزبه و
إنسحاب عمراني و مصطفاوي شنتوف و شرشالي، وفي 05/08/1951 و في غياب مصالي
الحاج، قررت اللجنة المركزية للحزب بالاتفاق مع جمعية العلماء المسلمينو
الحزب الشيوعي و الإتجاه الديمقراطي للبيان الجزائري بتشكيل جبهة
مشتركة.
7- اعتقال مصالي الحاج 1952 ونفيهإلى الخارج.
و على إثر هذه الأحداث نظم مناضلوا
الحركة في 4/5/6أفريل1953، مؤتمرا شب فيه خلاف بين المؤتمرين بل و أبعدمن
ذلك تم تبادل التهم بين الطرفين باستغلال المناصب الحزبية العليا و
التخلي عن مبادئ الحركة، مما أدى إلى حدوث انشقاق بينهم و ظهور ثلاث
تيارات:
1- المصاليون(أتباع مصالي الحاج): ويرون في
مصالي الأب الروحي ذو الصلاحيات المطلقة في إعطاء الأوامر والقرارات.
2- أعضاء اللجنة المركزية: و برئاسةيوسف بن خدة،
فهؤلاء الأعضاء يرون أنه من الواجب الاستشارة الجماعية في اتخاذ
القرارات.
3- ظهور فئة جديدة محايدة(أعضاءالمنظمة الخاصة):
لم ينضموا لا إلى المصاليون و لا إلىالمركزيون.
و عليه عقد كل من الأطراف مؤتمراتخاصة:
1- مؤتمر الأحاديون عقد في 23مارس1954: أعلنوا عن
إنشاء اللجنة الثورية للوحدة و العمل بقيادة محمد بوضياف،حاولوا حل
الصراعات الداخلية بين الأطراف المتنازعة لكن دون جدوى، و من قرارات
المؤتمر:
"1-1 المحافظة على وحدة الحزب منخلال عقد مؤتمر
موسع و ديمقراطي للحزب و ذلك لضمان الإلتحام الداخلي و الخروجبقيادة
ثورية.
1-2 دعوة المناضلين إلى التزامالحياد و عدم
الانضمام إلى أي فريق". (1)

2- مؤتمر المركزيون عقد في أفريل 1954(الجزائر): و
قرروا فيه:
"2-1 حرمان أنصار مصالي الحاج مناستعمال الوسائل
المادية و المعنوية و منعهم من قيام أي نشاط سياسي، و إعطاءتعليمات في
الحزب أن لا يدفعوا اشتراكاتهم حتى يحرم مصالي الحاج من الدعمالمالي
الذي يعتبر ضروريا للقيام بأي نشاطسياسي.
2-2 إعطاء عطل مدفوعة الأجر مقدمالجميع
المسؤولين البارزين في الحزب و حثهم على عدم القيام بأي نشاط يخدم
المصاليون". (2)

3- مؤتمر المصاليون عقد في 14-16جويلية
1954(بلجيكا): بدعوى من مصاليالحاج
و أعلنوا فيه حل اللجنة المركزية،قيادة مصالي
الحاج للحركة مدى الحياة، و من نتائجالمؤتمر:
"2-1 العمل على إعادة الأعضاءالمفصولين من الحزب
2-2 حرمان أعضاء اللجنة المركزية وأعضاء اللجنة
الثورية للعمل من المشاركة فيالحزب
2-3 استعادة أموال الحزب المخبأة عندأعضاء
اللجنة المركزية
2-4 مساندة نضال الشعب التونسي والشعب المغربي
2-5 إتنهاج سياسة العمل الثوري التيتضمنتها
وثائق حزب الشعبالجزائري".(1)

اللجنة الثورية للوحدة والعمل:
لما نشبت الخلافات داخل حركة انتصار
الحريات الديمقراطية، رأى الأحاديون أن المبادئ التي سعت إليها و ناضلتمن
أجلها و نادت بها الحركة باتت مهددة بالتلاشي، ولعدم قدرتهم على حل
النزاع الحاصل شكلوا اللجنة الثورية للوحدة و العمل، و المشكلة منالأعضاء
التاليين:
"- من الحياديين: محمد بوضياف(مسؤولفي فيدرالية
الحزب بفرنا)، مصطفى بن بولعيد(عضو اللجنة المركزيةللحزب).
من المركزيين: بشير دخلي(عضواللجنة المركزية و
مسؤول التنظيم في الحزب)، رمضان بوشبوبة (عضو اللجنة المركزيةو المراقب
العام للتنظيم فيالحزب)".(2)
وذلك للإعداد للثورة المسلحة، و فيجويلية1954
عقدت جماعة 22 مؤتمرا يحث قرروا الابتعاد عن كل الخلافات و العمل منأجل
الكفاح المسلح للقيام بالثورة، و تم تشكيل لجنة الست 6 المكونة من(محمد
بوضياف، مصطفى بن بولعيد، ديدوش مراد، العربي بن مهيدي، رابح بطاط، كريم
بلقاسم)، و في 10أكتوبر1954، اجتمع الأعضاء الستة لتحديد موعد انطلاق
الثورة و تغير اسم اللجنة ليصبح حزب جبهة التحرير الوطني،ليختار الفاتحمن
نوفمبر1954 لانطلاق الثورة و اختير هذا اليوم موازاتا مع احتفالات
القواتالفرنسية بعيد المسيح.

المطلب السادس/الحركة الوطنية والتحرر العربي:

في 1949جويلية نظم مصالي في باريسمظاهرات
تضامنا مع سوريا..
حرب1948 و قيام الكيان الصهيوني وهزيمة
العرب، كان عاملا قويا دفع بقادة و مناضلين حركة انتصار الحريات
الديمقراطية و جمعية العلماء المسلمين بالتنسيق مع البلدان العربية و جلب
الجامعة العربية، لتهتم بقضايا المغرب العربي و الجزائرخاصة.
باريس 1946، عند زيارة الأمينالعام لجامعة
الدول العربية عزام باشا، أعلن أن شعوب شمال إفريقيا شعوب عربية و
الجامعة تطالب من أجلها ما تطالب بهجميع الشعوب المستعمرة و هي الحريةو
الحق في تقرير المصير.
جانفي 1947:شكل المغاربة جبهةللدفاع عن
شمال إفريقيا مكتب المغرب العربي، برعاية الجامعة العربية، و مثلالجزائر
الشاذلي المكي.
جانفي 1948 تم تشكيل لجنة تحريرالمغرب
العربي و مثل الجزائر محمدخيضر.
توجه جمعية العلماء المسلمين علىتوطيد
الروابط الإنسانية و الثقافية بين الجزائر و العالم العربي الإسلامي و
خاصة المغرب و تونس لقرب المساحة الجغرافية فكانت وجهة لطلبة العلمبجامعة
الزيتونة والقرويين

المطلب السابع/اثر الحركة الوطنيةعلى المجتمع
الجزائري و على مسارالثورة:
ثقافيا:
كان لجمعية العلماء المسلمينالجزائريين الأثر
البارز في نشر الدين الإسلام و مبادئه السمحة، و تعليم اللغةالعربية
الأثر الواضح في توعية النشء و انتشال بعض أحضان الجهل و كما قالالبشير
الإبراهيمي:"إن الشعب الجزائري مؤلف من عشرة ملايين و زيادة، كلهم عرب
أصلاء و كلهم مسلمون متصلبون، و الاستعمار الفرنسي عامل على مسخهم و
إخراجهم من عروبتهم و إسلامهم،
و لولا خصال فطرية في التصلب والاعتزاز
بجنسيتهم و دينهم و شرقيتهم ولولا جمعية العلماء
و جهادها عشرة سنين في التمهيد وعشرين سنة في
العمل ، لبلغ الاستعمار منهم ما أراد و لو ضاعوا لكان ضياعهممصيبة على
المجموعة العربية لأنه نقص في رأس مالها من الرجال المتشددين في
عروبتهم"، و عليه هيأت الجمعية الشعب للقيام بالثورة و ذلك بتحريره من
قيودالجهل و تنوير العقول بالعلم والمعرفة.
اجتماعيا:
لم تكن للحركة الوطنية أثارااجتماعية واضحة
فالأوضاع التي أوجدها الاستعمار الفرنسي من الفقر و الأمراض وسلب الأراضي
كانت نفسها التي عاشها الشعب الجزائري أثناء الحركة الوطنية، و إنما
ازدياد الوعي القومي و الثوري لدى الشعب و أن سياسة اللين لم تعد تنفع مع
فرنسا و أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة
سياسيا:
الأثر جد قوي من الجانب السياسي حيثبدا جليا في
وعي القادة السياسيين و تغيير الإستراتيجية من المفاوضات السياسةإلى
العمل الثوري، حيث أن انطلاقة الفاتح من نوفمبر كان سببها نضال الحركة
الوطنية و لاسيما حزب الشعب الذي انبثقت منه المنظمة الخاصة.

خاتمـــــة

بالرغم من أن المقاومات السياسية لم
تنجح في إخراج المستعمر الفرنسي من الجزائر كغيرها من المقاوماتالشعبية،
إلا أنها كانت استمرارية لجهود متواصلة قام بها مناضلي و أبطال الحركة
الوطنية و لاسيما في حزب الشعب، و بالرغم من الأزمة التي مر بها إلا أن
مبدأ الاستقلال و رفض الاستعمار كان يسير في عروق كل مناضل، و رغم الفقرو
الأمية التي كان يعاني منها الشعب الجزائري إلا أنه تولد لديه الوعي
للمطالبة بحقوقه، و أن ما سلب منه بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة، مما أدى
بالتحام الشعب مع مناضلي الحركة الوطنية و كانت نتيجة هذا التعاون الثورة
المسلحة و التي ولدت من رحم حزب الشعب، إذ أنه كان له الأثر البارز في
تاريخ الثورة المسلحة و تاريخ الجزائرعامة.




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.