ما هي السيناريوهات التي يمكن أن تحدث للأسطول؟ هل ستقصف إسرائيل القافلة؟ أم أنها ستكتفي باعتقال المشاركين فيها، وهل سنتمكن من دخول ميناء غزة؟ وفي حالة اقتحام السفينة ما الذي سنفعله؟ هل سنتواجه مع الإسرائيليين؟ وإن تم اعتقالنا ماذا سنفعل؟ لكن لماذا القلق فنحن لسنا أحسن من إخواننا الذين استشهدوا في غزة وفلسطين؟ نسأل الله أن يتوفانا مع الشهداء. هذا أهم ما كان يتفوه به أغلبية المشاركين في الأسطول. ”الخبر” عاشت مع هؤلاء وتتبعت حياتهم في السفينة لحظة بلحظة قبل دخول الأسطول خط النار.
لم يكن قرار تحديد ساعة إبحار الأسطول باتجاه شواطئ غزة من قبل هيئة تسيير القافلة بالأمر السهل بالنظر لضخامة العملية، لأن الأمر لا يتعلق بباخرة واحدة وإنما يتعلق بأسطول كامل مكوّن من تسع سفن ومن أزيد من 700شخص قدموا من مختلف أنحاء العالم. والتنسيق بين الجميع ليس بالأمر الهين رغم مشاركة 6 منظمات دولية في العملية. ذلك ما أدى إلى تأجيل موعد انطلاق القافلة بخمسة أيام كاملة، فبعد أن كان مقررا انطلاقها يوم الأحد الفارط، فقد تأجّل إلى غاية ليلة الخميس إلى الجمعة.
القافلة تتحرك باتجاه الميناء تحت هتافات ”غزة تركيا أوموزوموزا”
كانت الأجواء مؤثرة جدا ساعة استعداد خروج القافلة من القاعة المتعددة الرياضات بمدينة أنطاليا التركية، حيث تجمعت كل الوفود هناك وأعطيت التوجيهات لكل المشاركين وألقيت خطابات حماسية من قبل رؤساء الوفود ورددت شعارات مؤيدة لغزة وفلسطين وكان شعار ”غزة تركيا أوموزوموزا” الأكثر ترديدا حتى من قبل الوفود العربية التي حفظته، والمقصود به غزة تركيا اليد في اليد. وأدت الوفود صلاة العصر جماعة وكانت القاعة مملوءة بالعائلات التركية، خصوصا بالنساء اللائي جئن لتوديع أبنائهن المشاركين في القافلة والبالغ عددهم 450 شخص. فكانت أجواء الوداع مؤثرة توحي للجميع وكأن هؤلاء سوف لن يعودوا إلى أهلهم، فكانت أغلبية النساء تبكين. وقد رافقت القافلة التي كانت تتكون من عشرات الحافلات المئات من السيارات كانت جميعها مزينة بالرايات الفلسطينية والتركية.
وعندما وصلت الوفود الدولية المشاركة في الأسطول إلى الميناء، فقد فوجئت بالطريقة التفاعلية والمؤثرة جدا التي استقبلت بها أيضا من الأتراك، حيث اصطف مئات الأشخاص أمام المدخل الرئيسي للميناء، كان جميعهم يهتف بالتكبير والتسبيح، و لم تغادر تلك العائلات التي حضرت إلى الميناء لتوديع القافلة حتى ركب الجميع في السفينة وهم لم يتوقفوا دقيقة عن ترديد شعارات نصرة فلسطين والتهليل والتكبير، وهي أجواء تأثر لها الجميع. ونفس الحماس عاشته أيضا كل الوفود داخل السفينة التي كانت تقل أكثر من 700 شخص جاؤوا من حوالي 60 دولة من العالم من بينهم مسلمين ومسيحيين ويهود وحتى ملحدين. وقد قضى المسلمون ليلتهم الأولى على ظهر السفينة في القيام والتسبيح والدعاء.
فكانت الأجواء جد أخوية بين كل المشاركين بعد أن وحدت القضية جميع الوفود وكسرت كل الحواجز بين الحضور، بحيث تساوى فيها البرلماني والدكتور والسياسي وعالم الدين ورجل الأعمال والمواطن البسيط، فلم تعد بين هؤلاء أية بروتوكولات، والجميع متواضع داخل السفينة، مما صنع أجواء مميزة جدا. ولا حديث لهؤلاء خلال اليوم الأول سوى عن السيناريوهات المحتملة للرحلة والطريقة التي ستتعامل بها إسرائيل مع الأسطول، إلا أن إصرار الجميع على النجاح في المهمة والوصول إلى غزة جعلهم لا يبالون بأي خطر قد يواجههم بما فيه احتمال قصف السفينة أو اعتقالهم جميعا.
بالمقابل كان الجميع يتتبع الأخبار دقيقة بدقيقة وأي خبر جديد يصدر ويكون على علاقة بالأسطول، فإنه ينتشر بسرعة البرق بين أفراد مختلف الوفود ويترجم للغات الثلاث الانجليزية والتركية والعربية، لكن ما تجدر الإشارة إليه هنا أنه مهما كانت طبيعة الخبر حتى وإن كان تهديد إسرائيلي بقصف الباخرة، فإنها كانت تستقبل ببرودة تامة من الجميع لأن إسرائيل، كما يقول هؤلاء، لم تعد تخيفنا بل بالعكس هي التي من المفروض أن تخاف وليس نحن حتى وإن قامت بتهيئة العديد من الخيم بميناء أشدود لاعتقال المشاركين في الأسطول، كما قالت.
رئيس الحركة الإسلامية لعرب 48 رائد صلاح يجيّش الحاضرين في موعظة الجمعة
صادف اليوم الأول من الرحلة يوم جمعة، فقد أمّ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية لعرب 48 المصلين وألقى بعدها موعظة قال فيها أن هذا الأسطول سيلد في المستقبل أساطيل أخرى أعظم، ما دامت إسرائيل تواصل فرض حصارها على غزة. كما دعا حكام العرب إلى التحرك لدعم إخوانهم في فلسطين ويتحملون مسؤولية أكبر وهم يتفرجون على أبناء غزة وهم يموتون يوميا جراء الحصار الإسرائيلي. وقد خصص الجميع هذا اليوم للصلاة والدعاء وقراءة القرآن والتسبيح، فأين وليت وجهك فإنك تشاهد أشخاصا يصلون أو يتذاكرون.
وفي الساعة السادسة مساء من نفس اليوم، عقد ممثلو كل الوفود اجتماعا تمت فيه تزكية رئيس هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان التركية بولانت اليدريم رئيسا للأسطول وقد فوضوه صلاحية اتخاذ القرار بمشورتهم، كما تم في هذا الاجتماع تعيين الدكتور محمد البلتاجي، عضو مجلس الشعب المصري، ممثلا للوفود العربية المشاركة في القافلة المنتمون إلى 12دولة. ناقشوا فيه جميع السيناريوهات وكيفية اتخاذ القرارات الحاسمة في السفينة بعد أن دخل الأسطول مرحلة حرجة. وفي المساء توقفت السفينة بشمال قبرص بعرض البحر لانتظار تجميع الأسطول للانطلاق في قافلة واحدة، حيث التحقت ثلاث سفن تباعا بسفينة الركاب. وبعد أداء صلاة العشاء قام الجميع بالتهجد والدعاء لفترة طويلة من الليل.
فرغم تلك الأجواء، كان الوفد الجزائري يسترق بعض اللحظات ليجلس جلسة جزائرية وأحيانا كان ينضم إلينا التونسي الوحيد في القافلة وهو صحفي في قناة ”الحوار” لارتشاف كأس من الشاي، الذي كان يحضّر على الطريقة الجزائرية ولتبادل الحديث والترويح على النفس قليلا، بترديد النشيد الوطني. تلك الأجواء كانت تجلب فضول العديد من المصورين فيقومون بتصوير تلك الأجواء الحماسية التي يصنعها أعضاء وفدنا.
هذا وقد تم تسجيل، في اليوم الأول من الرحلة، 20 حالة مرض تمت معالجتهم جميعا من قبل الفريق الطبي العامل في عيادة الباخرة والمشكل من 12طبيبا بين مختص وجراح.
وفي اليوم الثالث قضته السفينة متوقفة في عرض البحر تنتظر التحاق بقية الأسطول، وبينما كان الجميع ينتظر، عقد رئيس الأسطول بولانت اليدريم ندوة صحفية بعد الظهر أكد فيها أنه من المستحيل تسليم السفينة للإسرائيليين حتى وإن تم اقتحامها بالقوة. مشيرا أن قيادة الأسطول تخبئ مفاجأة لإسرائيل في حال استعمالها القوة ضد الأسطول لم يعلن عن طبيعتها. ووجه بالمناسبة نداء للحكومة بأن لا ترتكب حماقات اقتحام الأسطول لأنه أسطول إنساني.
وفي حدود الساعة الخامسة إلا ربع مساء وصلت سفينة الحملة الأوروبية قادمة من قبرص واستقبلت بالتكبير من قبل المتضامنين الذين كانوا على متن السفينة التركية.
يا قوم… فيلم الرسالة في السفينة
”يا قوم قوموا إلى الصلاة… الصلاة خير من النوم”. إن الطريقة التي كان يلقي بها علينا أحد اليمنيين في فجر كل يوم تخيّل لك وأنك تعيش في الأزمان الغابرة والتي لم نكن نشاهدها إلا في الأفلام الدينية، فلا يكلّ اليمني ولا يملّ من ترديد هذه الكلمات ”يا قوم من لم يصل يقوم للصلاة فلا نهزم إسرائيل إلا بالصلاة… يا قوم اسمعوا وعوا…”. كان البعض ينزعج من كلام اليمني والبعض يضحك من طريقة إلقائه تلك الكلمات التي سوف لن ينساها أحد.
اليوم الرابع… ساعات قبل الوصول إلى خط النار
استيقظ أصحاب السفينة أمس باكرا استعدادا للإبحار باتجاه غزة والذي كان بعد الظهر بعد توقف في عرض البحر دام 24ساعة لاستكمال مسافة 18 ساعة من السير للوصول إلى المياه الإقليمية لغزة، أين ستكون المواجهة بين الأسطول والقوات الإسرائيلية بعد أن التحقت باخرة البرلمانيين الأوروبيين من قبرص. ومن المنتظر أن يصل الأسطول إلى غزة زوال يوم الاثنين في حال ما إذا لم تغر القوات الإسرائيلية على الأسطول ليلا. وأخذت قيادة السفينة احتياطاتها لهذا الاحتمال أو احتمالات أخرى كلجوء الإسرائيليين إلى تعطيل السفينة التي تقل المشاركين في البحر، بعد أن تمكنت من تعطيل سفينتين من الأسطول، لذا قضت القيادة ليلة السبت إلى الأحد في حالة الطوارئ ، حيث كثفت عملية الرقابة في السفينة استنجدت من خلالها بالعديد من أعضاء الوفود للقيام بدوريات حتى في المياه، خوفا من تسلل الإسرائيليين تحت الماء لتعطيل محركات السفن.
شكرا لكي يا اختي الكريييييييييييييييييييييييييييييييييممممممممممممم ممممممممممةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةة
بارك الله فيك اختي على الموضوع
شكرااااااااااااااااااااا لكيييييييييي اختييييييي
الكريييمة على الرد