التصنيفات
قضايا المرأة و الأسرة و الطفل

الصداقة بعد الزواج

الصداقة بعد الزواج


الونشريس

يقال إن الرجل أكثر وفاء لأصدقائه وتشبثا بهم حتى بعد الزواج، على العكس من المرأة التي تعمد، وبمجرد ارتباطها برجل وتطلقيها لحياة العزوبية، الى تجاهل صديقاتها وترتيبهن في آخر قائمة أولوياتها.

بل يصل الأمر في الكثير من الأحيان إلى إخراجهن نهائيا من حياتها، أحيانا بطريقة هادئة، وأحيانا بطريقة مباشرة وجارحة، يكون لها وقع الصدمة على الصديقات المقربات اللواتي طالما كن رفيقات وكاتمات أسرار، تقاسمن لسنوات الأفراح والأحزان.

فلماذا يحصل هذا التحول بمجرد أن ترتبط إحداهن برجل وتتزوج، من دون أي اكتراث لعمق تلك الصداقة التي كانت في يوم ما أقوى من علاقة الأخوة؟، هل الأمر له علاقة بالتركيبة النفسية للمرأة، أم له أبعاد اجتماعية مبررة؟.

تقول موظفة بإحدى الوزارات، إن صديقتها الوحيدة قطعت علاقتها بها عن طريق رسالة بالبريد الالكتروني أخبرتها فيها ببساطة بإنهاء هذه العلاقة، متحججة بسوء تفاهم بسيط حصل بينهما.

وتضيف أنها لم تستوعب لحد الآن ما حصل رغم مرور أشهر على الحادثة، وأنها بسبب شعورها بالصدمة، اعتقدت في البداية أنها مزحة ثقيلة من صديقتها، خصوصا أن سبب الشقاق كان واهيا ولا يستحق ردة فعل بهذه القسوة.

لكن بعد مرور أيام معدودة على حادثة الرسالة، يتناهى إليها أن صديقتها عقدت قرانها على شاب وتستعد لإقامة حفل زفاف، بعده ستسافر للعيش معه في مدينة مراكش.

وهنا تأكدت، كما قالت، إن زواج صديقتها هو السبب الحقيقي في إنهاء علاقة الصداقة التي كانت تجمع بينهما.

وأوضحت ، أن علاقة الصداقة التي كانت تجمعهما كانت قوية، إلى درجة أنها تحولت الى علاقة متينة تجمع بين أسرتيهما معا، لذلك لم تكن تتوقع ان تنتهي بهذه السهولة، تقول: «ما حز في نفسي، هو أني كنت اعتبرها بمثابة أختي، ولطالما وقفت بجانبها في حل مشاكل أسرية ومادية، وكانت مطلعة على كل تفاصيل حياتي، لكنها للأسف، لم تراع كل هذا، لا لسبب سوى أنها تزوجت».

ولحد الآن تطرح الفتاة على نفسها عدة أسئلة من هول الصدمة وعدم منطقية الوضع: «هل تعتقد أن صداقتي بها ستهدد حياتها الجديدة ؟، لا ادري».

ولا تختلف حكاية فتاة اخرى عن حكاية الموظفة فبمجرد زواج صديقتها، بدأت تشعر أنها أصبحت تعاملها بطريقة مختلفة عن السابق، بالرغم من ان صداقتهن تعود الى أيام الدراسة.

فقد أصبحت حذرة وتتحدث بتحفظ شديد، على غير عادتها، إذ كانت من قبل فتاة اجتماعية منفتحة وتتحدث بتلقائية وحماس مع الجميع.

وتضيف أنها كانت تزورها في بيتها من حين لآخر للاطمئنان عليها واسترجاع ذكريات الماضي، إلا ان الصديقة المتزوجة لم تبادلها الزيارة ولو مرة واحدة، رغم إصرارها على دعوتها لزيارتها في منزل أسرتها كما كانت تفعل من قبل.

وهكذا فهمت بعد مدة، بان صديقتها لا ترحب بصداقتها كثيرا، ففضلت الانسحاب بهدوء، والخروج من حياتها، حتى لا تجد نفسها في موقف لا تحسد عليه. وبالفعل كما توقعت، فإن الصديقة لم تكلف نفسها يوما عناء الاتصال بها، ولو بالهاتف للاطمئنان عليها والسؤال عن سبب انقطاعها المفاجئ عن زيارتها، وكأنها تخلصت من عبء ثقيل بأقل الخسائر.

أما الثالثة فتقول إن علاقتها بصديقاتها المتزوجات انقطعت تدريجيا وبشكل تلقائي، ولم تشعر بأي صدمة جراء ذلك، لأنها تدرك بأن عمر الصداقات بين الفتيات قصير للغاية، ينتهي إما بانتهاء سنوات الدراسة، أو بعد الزواج.

وأشارت إلى أنها لا تعرف سبب الفتور الذي يحصل في هذا النوع من العلاقات، وتعتقد انه مسار طبيعي، بعكس ما يحصل في الصداقات التي تجمع بين الرجال، التي قد تمتد من الطفولة او سنوات المراهقة والدراسة إلى ما بعد الزواج وحتى سن متأخرة من العمر.
فهل التخلي عن الصداقات بمجرد الزواج يعتبر قلة وفاء وأنانية، أم هو سلوك طبيعي له ما يبرره ؟ .. يجيب الدكتور عبد الكريم بلحاج، الاختصاصي في علم النفس الاجتماعي، عن هذا السؤال بقوله إن هذه الحالات موجودة، وتحصل بالخصوص في بداية فترة الزواج، حيث تتفرغ المرأة لحياتها الجديدة، لكن قد تجد في نفسها الحنين الى استرجاع تلك الصداقات في ما بعد.

ويؤكد احد المختصين أن الفتور في علاقات الصداقة قد لا يحدث من منطلق سوء النية دائما، بل بسبب عدم إيجاد الوقت الكافي للتفرغ لها في ظل تراكم المسؤوليات على المرأة، لان الحياة الزوجية تفرض نمطا آخر من الحياة يختلف عن أيام العزوبية.

وأضاف: «إلى وجود مخلفات النظرة التقليدية للمرأة في الأذهان، أي تلك الفتاة التي تخرج من بيت أبيها الى بيت زوجها ولا تربطها بالعالم الخارجي أي صلة، حيث ما زالت هناك ذهنية اجتماعية تحرص على استمرار هذه الصورة، على اعتبار ان العلاقات الاجتماعية لا يمكن ان تكون سوى مصدر إزعاج وتشويش وتهديد للحياة الزوجية».

ويشرح ان المرأة تتخلص من صديقاتها العازبات بالخصوص، لأن نظرتها إليهن يشوبها بعض الارتياب، سواء بسبب الخوف منهن على زوجها، او اتقاء لبعض السلوكيات التي قد تصدر منهن كالغيرة او الحسد. أما المتزوجات فلا تجدن أي مشكلة في الاحتفاظ بصداقتهن.

كما يفسر «قطع المرأة علاقاتها ببعض الصديقات، الى نقطة أخرى هي ان تلك العلاقات لا تكون مبنية على الصدق والثقة الكاملة، بل هي مجرد علاقات هشة أساسا، يسهل التخلص منها في أي وقت ولأي سبب، ويمثل الزواج فرصة مناسبة للهروب منها.

أما إذا كانت العلاقات متينة فهي لا تتأثر، ولهذا من الخطأ تعميم هذا السلوك على جميع المتزوجات، لأن العديدات منهن يحتفظن بصداقاتهن ويعتبرنها مرجعا أساسيا لتبادل الأفكار والنصائح، خصوصا أن هذه العلاقات تكون مفيدة من الناحيتين النفسية والاجتماعية، كون الإنسان اجتماعيا بطبعه، ولا يمكن ان يعيش منعزلا عن الناس، وكأنه في جزيرة مقطوعة».

ننتظر وجهات نظركم حول الموضوع ولكم فائق مودتي

مقدماً




رد: الصداقة بعد الزواج

السلام عليكم ورحمة الله
بعد مرور تقريبا عام كامل على موضوع مفيد كهذا والله أخجل من نفسي كيف لم أنتبه له حتى الآن
فعلا كندا اشتقنا لمواضيعك الرائعة والهادفة والنابعة من صلب الواقع
وفعلا كل الأمثلة التي وضعتها حقيقة
هناك من تخاف من غيرة صديقاتها وتظن أنها وجدت رجلا ولا كل الرجال فتتخلى عن كل شيء لكن بعد أن تصدم حقيقة ستصدم فهو ليس إلا رجلا كالباقي وهي من أخطأت بتفكيرها لأن من ارتبطت به بشر ككل البشر لذا ماكان عليها التصرف ولا التفكير بتلك الطريقة الخاطئة
وهناك من تبتعد لأن زوجها لن يترك لها فرصة وكأنها ليست انسان أو شخص وله كيانه يريد أن يمحي كل ماضيها ويصيغها كما يريد وطبعا هذا أناني وهي تخطئ إذا لم تعرف كيف تفهمه بأنها تحتاج لماضيها وطبعا يوم تضيق من تصرفاته تخسره وتكون قد خسرت كل ماضيها
وهناك علاقات لا تسمى صداقات وانما مجرد معرفة مبنية على مصلحة مشتركة تنتهي بمجرد وجود مصلحة أخرى وطبعا ينضر غير لي كان على نياتو
البشر أنواع وأشكال وكل واحد وطريقتو في العيش وفي هذه الحياة وكل واحد يجد نفسه على حق والكل على باطل




رد: الصداقة بعد الزواج

الحب الحقيقي يا اختي ياتي فعلا بعد الزواج ولكن المراهقة افسدت كل شيء

المراهقون لا يستعرفون بان هذا الكلام صحيح




رد: الصداقة بعد الزواج

الونشريس

الونشريس




رد: الصداقة بعد الزواج

مشكورة على طرح مواضيع مثل هذه ربما انها تفطن المراهقين الذين يتابعون المسلسلات التركية

هذا كله تمثيل لاجاعي من تطبيقه




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.