وتمر الايام ومع مرورها تكشف لنا فيم يفكر الحكام العرب ، الذين لا تظهر شجاعتهم الا مع شعوبهم التي لطالما استعبدوها ونكلوا بها. فبعد الذي فعله مبارك في شعبه وقبله زين العابدين في بني وطنه ، هاهو العقيد الليبي يكشف عن وجهه الآخر ، فطيلة فترة حكمه التي دامت اكثر من 42 سنة أظهر الود للعرب قبل التحول لإفريقيا مدعيا انه ملك ملوك افريقيا قائلا"طز في أمريكا" ويبرز نفسه على أنه حامي العروبة ومحرر فلسطين ، لكن ولما كانت الخديعة لاتطول انكشف أمر الرجل الذي غرس في أطفال وطنه الايدز كيف لا وهو من وصف آباءهم بالمقملين والجرذان،بعد أن دخل الى بيت الطاعة الامريكي عقب إعدام صدام في يوم النحر وتحولت طز اليه بدل أمريكا.
وهذا علي عبدالله صالح يقوم بعمل غير صالح فيكذب "عيناني " في وجه شعبه ،حيث يصبح على خبر ويمسي على آخر ، ورغم اعتيادنا على نفاق الرؤساءء واخلافهم للوعود وعرقلتهم مصالح شعوبهم الا أن صالح خرج عن القاعدة بكذبه جهارا نهارا على الشعب اليمني ونجا هو الآخر ببدنه وكاد الموت أن يكون اليه أقرب.
حاكم عربي آخر فضحته الاحداث وهو أسد سوريا الذي لطالما تحدث عن المقاومة واعتبر من دول الممانعة حفاظا على عرشه الذي ورثه عن أبيه الذي ارتكب مجازر حماة في الجملوكية السورية ، لكن الرجل الذي كان يتشدق دوما بالمقاومة لم يحرك ساكنا و الجولان السورية محتلة من طرف اسرائيل الى حد كتابتي لهذه الأحرف. لكنه أظهر نخوته في شعبه الذي نزح الى تركيا بعد مجازر ميليشيات الاسد التي دمرت كل شيء في المدن السورية فأصبحت لاترى إلا مساكنهم ،وهي خاوية لايسكنها الا زبانية الاسد . لقد ادعى النظام السوري سابقا أن لاأحد قادر على تسيير سوريا خارج عائلة الاسد فورث بشار العرش عن أبيه ولسان حالهم يقول أن الله تعالى خلق عائلة الأسد لتحكم سوريا فقط.
ومجرد نظرة على ماوقع في هذه العينة من البلاد العربية ينبئنا بأن مصير الحكام العرب واحد كما أن تصرفاتهم ضد شعوبهم واحدة. لنستلهم الدرس من تركيا على جميع الأصعدة . وأتذكر في هذا المقام لما انتهت عهدة الرئيس التركي السابق سليمان ديميرال الانتخابية أعرب عن تمديد عهدته لإكمال اصلاحاته- كما يفعل رؤساؤنا- غير ان البرلمان التركي صوت ضد مشروع التمديد ولسان حاله يقول: إن أرحام التركيات اللواتي أنجبن ديميرال قادرة على انجاب من هو أفضل آلاف المرات من ديميرال ، والحقيقة أن أردوغان حقق مالم يستطع أحد تحقيقه في تركيا من انجازات ، لقد ضاعف معدل النمو 4 مرات .
ولمن يتشدق بفترة حكم بوتفليقة التي دامت 13سنة نقول بأن أرحام الجزائريات قادرة على انجاب الاحسن ولكن هل ستمنح لهم الفرصة كما منحت لأردوغان؟؟؟؟ أليست هناك يد خفية تقصي النزهاء من الرجال كااحمد بن بيتور وعلي بن محمد على سبيل المثال لاالحصر….
مجرد رأي مهدي 179