تعد ظاهرة التصحر من المشاكل الهامة وذات الآثار السلبية لعدد كبير من دول العالم .وخاصة تلك الواقعة تحت ضر وف مناخية أو شبة جافة أو حتى شبة رطبة وقد ظهرت أهميةهذه المشكلة مؤخرا خاصة في العقدين الأخيرين بشكل كبير وذلك للتأثير السلبي الذيخلقته على كافة الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية و البيئية .
وعلى الرغم من قدمظاهرة التصحر ألا انه في الفترة الأخيرة تفاقمت إلى الحد التي أصبحت هذه المشكلةتهدد مساحات كبيرة جدا وأعداد هائلة من البشر بالجوع والتشرد والقحل .
تعريفالتصحر :
يعرف التصحر بأنة تدهور الأرض في المناطق الجافة وشبة الجافة وشبةالرطبة الناتجة عن عوامل مختلفة منها التغيرات المناخية والنشاطات البشرية.
الهدف من هذا البحث هو معالجة مشكلة التصحر وإلقاء الضوء على أبعاد هذه المشكلةوأسبابها ودور التخطيط في وضع الحلول المناسبة لوقف انتشارها
وكذلك نشر الوعيالبيئي بخطورة هذه المشكلة التى تضع العالم على حافة الجوع في الوقت الذي يسعى فيهلتحقيق الآمن الغذائي
حالات التصحر :
تختلف حالات التصحر ودرجة خطورته منمنطقة لأخرى تبعا لاختلاف نوعية العلاقة بين البيئية الطبيعية من ناحية وبينالإنسان .
وهناك أربع درجات أو فئات لحالات التصحر حسب تصنيف الأمم المتحدةللتصحر
أ-تصحر خفيف :
وهو حدوث تلف أو تدمير طفيف جدا في الغطاء النباتيوالتربة ولا يؤثر على القدرة البيولوجية للبيئة
ب-تصحر معتدل :
وهو تلفبدرجة متوسطة للغطاء النباتي وتكوين كثبان رملية صغيرة أو
أخاديد صغيرة فيالتربة وكذلك تملح للتربة مما يقلل الإنتاج بنسبة
10-15 %
ج- تصحر شديد جدا :
وهو انتشار الحشائش والشجيرات غير المرغوبة في المرعى على حساب الأنواعالمرغوبة والمستحبة وكذلك بزيادة نشاط التعرية مما يؤثر على الغطاء النباتي وتقللمن الإنتاج بنسبة 50%.
د-تصحر شديد جدا :
وهو تكوين كثبان رملية كبيرةعارية ونشطة وتكوين العديد من الأخاديد والأودية وتملح التربة ويؤدى إلى تدهورالتربة وهو الأخطر في أنواع التصحر .
العوامل التي تسهم في التصحر :
هناكالعديد من العوامل المؤثرة والتي تسبب التصحر وهذه العوامل متداخلة مع بعضها البعضمن هذه العوامل :
1- العوامل الطبيعية: وهى التي تحدث بدون تدخل الإنسان
2- المناخ :
مثل قلة الأمطار بصفة عامة وتكرار الجفاف والتباين في كمية الهطولالسنوي للإمطار وتوزيعها وارتفاع درجة الحرارة .
3- أسباب ناتج عن النشاطالإنساني : وهذه الأسباب يمكن أن تعود ألي آلاتي :
زيادة عدد السكان وبالتاليزيادة الاستهلاك وكذلك التطور العمراني والاقتصادي مما دفع الإنسان إلى زيادةاستغلال الموارد الطبيعية إلى حد الإسراف وينتج عنه الآتي :
تدهور الغطاءالنباتي للمراعى :
يحدث التدهور بسب الرعي الجائز وقطع الأشجار والشجيراتالمرغوبة وتدمير الغابات بهدف إنتاج الأخشاب والصناعات الخشبية الأخرى .
فالإفراط الرعوي يعنى أن يحمل المرعى عددا أو أنواع من الحيوانات لا تتفق معطاقة المرعى و بالتالي يحدث تدمير سريع للغطاء النباتي في هذه المناطق وما يصاحبهمن تعرية للتربة وضعف القدرة البيئية على التعويض النباتي ومن المعروف أن الكثرةالحيوانية في هذه المناطق محصلة طبيعية لما يسيطر عليه أصحاب المواشي من تقاليدومفاهيم خاطئة تدعوهم بالاهتمام الكثرة العددية دون اعتبار لأي عوامل أو نتائج أخرىمما يضاعف من حجم المشكلة فيجب الآخذ في الاعتبار حساب حمولة المرعى حتى لا يحدثتصحر لهذا المرعى وكذلك انتشار الحشائش والنباتات الغير مرغوبة أو المستساغة فيالمرعى محل النباتات والأعشاب المستساغة .
تدهور التربة الزراعية :
تتعرضالتربة الزراعية الخصبة وخاصة حول المدن إلى الزحف العمراني مما يترتب على ذلكخسارة مساحات كبيرة منها وهذا الزحف يأخذ أشكالا متعددة منها أبنية سكنية منشئاتصناعية أيضا بالإضافة إلى ذلك فان عمليات المرعى غير المرشدة أدت إلى خسارة مساحاتواسعة في كثير من المناطق الزراعية المروية وأيضا العامل الاجتماعي ويمكن إجمالالتدهور أو التصحر حسب ضر وف المنطقة المعنية إلى الأتي :
1-تدهور بفعل الرياح
2- تدهور بفعل المياه
3ـ تدهور فيزيائي .
4 ـ تدهور كيميائي.
5ـتدهور حيوي .
الضغط الزراعي : ويقصد به تكثيف الاستخدام الزراعي أو تحميلالتربة بما يفوق قدرتها البيولوجية خاصة وان التوسع في الزراعة المطرية كثيرا مايكون على حساب ارض المرعى .
ومن ثم يتقهقر الرعاة نحو مناطق اقل رطوبة أفقرمرعى . وتتقدم الزراعة نحو ارض المرعى وهى مناطق هشة اقل رطوبة بالنسبة لاحتياجاتالمرعى .
وتكون النتيجة في النهاية حدوث تدهور وخلل سريع في التوازن البيئي فيكل من ارض المرعى وارض الزراعة معا وإشاعة التصحر فيهما .
العلاقة بين الإفراطالرعوي والضغط الزراعي وانتشار ظاهرة التصحر :
يلاحظ إن تدمير الغطاء النباتييؤدي إلى زيادة مساحة السطوح العاكسة للإشعاع الشمسي مما يؤدي إلى حدوث ظاهرةالالبيدو , وبالتالي تؤثر على زيادة حرارة الأرض , وتناقص الأمطار .
لذا فانإزالة الغطاء النباتي بفعل الرعي الجائر يتسبب في تفكك التربة وبالتالي تعريتهاوزيادة سرعة الرياح وانسياب الماء على سطح الأرض وتقل المياه الجوفية وتقل خصوبةالتربة .
استنزاف المياه في الري :
إن الإفراط وسوء استغلال المواردالبيئية وخاصة الحيوية منها في المناطق الجافة وشبه الجافة وشبه الرطبة هي من أهمأسباب التصحر .فكثرة الري باستمرار يؤدي إلى تملح التربة وتغدقها وبالتالي يتدهورإنتاجها وقد يصل الآمر إلى أن تصبح التربة ميته , وهو اخطر مراحل التصحر وبالتالييصعب استصلاحها .
مكافحة التصحر :
تتم بعدة أمور من أهمها :
1 ـ تنظيمالرعي و إدارة الرعي والتخفيف من الرعي الجائر وتنمية المرعى عن طريق :
اـالمسيجات : وذلك لحماية المواقع المتدهورة والتخفيف من الرعي الجائر .
ب ـ نشروتوزيع مياه الأمطار على أراضى المرعى بعمل العقوم الترابية الكنتورية
ج ـزراعة أراضي المرعى : وذلك بزراعة الأراضي المتدهورة ببذور بعض النباتات الرعويةوالتي تؤمن مناطق متشابهة بيئيا مع المناطق المراد زراعتها أو إنمائها .
2 ـتنظيم عملية الرعي على جميع أراضي المرعى : وذلك بضبط حركة الحيوانات داخل المرعىزمانيا ومكانيا عن طريق :
1 ـ تقسيم أراضي المرعى إلى مناطق ذات دورات رعويةحيث يرعى في منطقة وتحمى منطقة أخرى .
2 ـ تنظيم حركة انطلاق الحيوانات إلىالمرعى وذلك لتجنب الرعي المبكر الذي يقضي على النباتات قبل اكتمال نموها .
3 ـمحاولة إيقاف وتثبيت الكثبان الرملية وذلك بعدة طرق منها :
أ ـ الطرقالميكانيكية :
وذلك بإنشاء حواجز عمودية على اتجاه الرياح ومن هذه الطرق :
1 ـ الحواجز النباتية : فهناك العديد من النباتات التي لها القدرة على تثبيتالرمال .
فالتشجير هو الأفضل في عملية التثبيت , ولكن لابد من اختيار الأنواعالنباتية المناسبة من حيث الطول والتفرع وقوة الجذور ومقاومة الضر وف البيئيةالقاسية .
2 ـ الحواجز الصلبة : وهذه باستخدام الحواجز الساترة من الجدران أوجذوع الأشجار القوية والمتشابكة مع بعضها البعض .
ب ـ الطرق الكيميائية :
مثل مشتقات النفط وتكون على شكل رذاذ يلتصق بالتربة السطحية ولكن لهذه الطريقةلها أخطار مثل تلوث التربة والمياه والتأثير على النباتات .
3 ـ صيانة المواردالمائية وحمايتها :
وذلك بحسن استغلال هذه الموارد وترشيد استخدامها واستخدامالطرق الحديثة في الري .
4 ـ تطوير القدرات البشرية : وذلك باستخدامالتكنولوجيا الحديثة وتدريب المختصين عليها , خاصة فيما يتعلق بمكافحة التصحر مثلنظام الاستشعار عن بعد والتصوير الجوي وتحديد تواجد المياه الجوفية في باطن الأرض .
5 ـ إيجاد جمعيات ومراكز بحوث متخصصة في مجال مكافحة التصحر وتمويل المشاريعوالأبحاث ذات العلاقة .
6 ـ نشر الوعي البيئي بين المواطنين خاصة المزارعين وأصحاب المواشي والرعاة
شكرا على الموضوع