إنّ من يحرص ويثابر على تكرار مراجعة حفظه للقرآن الكريم، لا يلبث أن يصل إلى مرحلة لا يسعه معها التّفريط بتعاهد كلام الله عزّ وجلّ، لم؟
***8233;***8233;لأنه ينال بفضل الله وتوفيقه الحسنيين:***8233;
***9728;-تثبيته***8233;
***9728;- والشّعور بحلاوة مناجاة الله عزّ وجلّ بترديد كلامه العظيم***8233;***8233;
فلم تَعُد المسألة لديه مسألة خوف من التّفلت أو النّسيان وحسب،
بل ها هي جلسات تثبيته تزدان بالأنس والشّوق للإقبال على ربِّه والتّقرب من خالقه منزل الكتاب،
الذي أعانه على حفظه في صدره، فلطالما ردّد على ظهر قلبه صفات الملك سبحانه:
***8233;{ِإنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [الإسراء : 1]،
***8233;{ِإِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ} [هود : 90]،
{فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة : 186]
فالتّثبيت سبب لبلوغ الحافظ درجة الإحسان عند مراجعة القرآن؛
حيث يردّده حافظه وكأنّه يرى مولاه جلّ وعلا، وهو سبحانه –لا ريب- يراه ويسمع ترتيله،
فيُورثه ذلك خشية واطمئانًا وخضوعًا لبارئه الحميد المجيد،
لا شكّ أنّ في ذلك غنيمة وأيّ غنيمة! لا يصل إليها إلا من صدق الله في الطّلب،
وجدّ العزم في اتخاذ السبب.***8233;
نسأل الله من فضله.
منقول