… أتعرف ماهي حقيقة الحياه!!….
مالفرق بين العذاب الناجم عن السير حافياً لمدة طويلة حتي
تتشقق القدم وتدمي وبين الألم النابع من لبس حذاء ضيق وأنيق
لسهرة رقص ممتعة ؟
كلاهما واحد فالألم لن يفرق بين هذه القدم وتلك !!
والدنيا .سراب
أنت تسير في الصحراء وقد شارف بك العطش علي الهلاك
وهناك عند الأفق البعيد بحيرة عذبة وظل
حينها تسرع في المسير حتي إذا وصلت إلي الأفق
اكتشفت أنك أمام سراب كبير
وحقيقة الدنيا أنها زينة .. ضوء يسطع من لافتة ثم ينطفئ
النور فجأة ولا تعرف متي ينطفئ
ما أشد تعاسة الذين ينامون ولا يحلمون بالحقيقة
وما أشد بؤس الذين يعيشون ويموتون دون أن تتوهج أرواحهم
بحمل هذا السر الإلهي المقدس
كل الناس في الدنيا يبحثون عن البقاء بحده الأدني في الأمن
وحده الأقصي في السعادة
ولا فرق بين الأغنياء والفقراء في بحثهم عن الأمن والسعادة
فلا المال يشبع سلام الروح ولا انعدامه يشبعه
وأي أمن تحلم به إذا كانت الحرب تندلع داخل روحك ؟
في النهاية كلنا في التراب وإلي التراب
أنا وأنت أبناء التراب
أين يجد ابن التراب الأمن ؟
لا المال يمنحه ولا الجاه يوفره ولا السلطان يضمنه
حين يسجد الإنسان ويندفع الدم في رأسه حتي لا يعود يحس برأسه
الأمن لا ينبع إلا من شئ واحد له طبيعته المجهولة
السجود
حين يسجد الإنسان ويندفع الدم في رأسه حتي لا يعود يحس برأسه
حين يتحول من جسد إلي غيبة عن الجسد
حين يمثل حضور الجلال غير المرئي فيضيع وجود التراب المادي
عندئذ فقط يتحقق الأمن
..
..
..
..
..
ولهذا يطيل الأذكياء سجودهم لله