التصنيفات
علم النفس وعلوم التربية

الوقوع في الفخ مقال رائع من فيلسوف العصر

الوقوع في الفخ مقال رائع من فيلسوف العصر


الونشريس

الوقوع في الفخ

كل فتاة تحب ان يقال أنها حلوة و ساحرة و فاتنة و ملكة جمال و السؤال هو: ما الجمال؟!! هل الجمال هو البودرة و الاحمر و الكريم و الروج و الكحل؟ هل لون الشعر… و طول الشعر و شكل التسريحة… و مقاس الصدر… و محيط الوسط… و خرطة الرجلين… و استدارة الردفين؟ هل الجمال فستان و باروكة و بوستيش و شنطة و جزمة و نظارة؟ المرأة يخيل لها ذلك… كل تفكير المرأة في شكلها… في مقاساتها الخارجية … في اللون و ال***ة التي ترسمها حول العينين و الحاجة و الشفة.
يخيل لها أن الجمال يمكن رسمه على الوجه و يمكن تفصيله بالتحزيق و التقميط و المكواه و المشط. و تنسى أن كل هاذا طلاء و دهان… و انه سوف يذوب ساعة ان تضع رأسها تحت الحنفية و سوف تتحول الى وجه باياتشو بعد أول موجة من العرق… و أنها بعد مشوار في الحر سوف تتحول الى امرأة اخرى. لأن كل ما صنعته كان ديكور من الخارج… كل ما فعلته كان سلسلة متقنة من الأكاذيب… و عملية رائعة من التفليق اشترك فيها العطار و الصيدلي و الخردواتي.

و هو تفليق يمكن ان يكتب له الدوام… حتى الجسم و مقاساته كذبة كبيرة أخرى سرعان ما تفتضح من أول حمل فيتحول الغزال الى حصان بلدية، و خصر الى خصر سيدة قشطة. و الوجه الجميل و التقاطيع الدقيقة الحلوة هي نوع من الجمال يفقد ثأتريره مه التعود و المعاشرة. و هاذا حكم الحمال الخارجي مصيره وجر رجل… منحة سخيفة من الطبيعة للمرأة لتصطاد بها رجلا… نوع من خداع البصر …

فادا تم المراد و وقع الصيد السمين في الفخ و عفد العفد ووقع المأون و انتقلت العروسة المزخرفة الى العش الموعود و مضى شهر و شهران… بدأ الديكور يفع و بدأ الطلاء يسقط و الدهان يتشقق و بدأت تظهر النفس التي وراؤ الزواق و الطلاء… ساعتها يبدو الجمال الحقيقي ادا كان هناك جمال حقيقي … و الجمال الحقيقي هو جمال الشخصية ، و حلاوة السجايا… و طهارة الروح.النفس الفياضة بالرحمة و المودة و الحنان و الامومة .. هي النفس الجميلة. النفس العفيفة و العفة درجات… عفة اللسان و عفة اليد و عفة القلب و عفة الخيال… و كلها درجات جمال. و الخلق الطيب الحميد. و الطبع الصبور الحليم المتسامح. و الفطرة الصريحة البسيطة. و الروح الشفيفة الحساسة. كل هذه ملامح الجمال الحقيقي.

أي قيمة لوجه جميل و طبع قاس خوان مراوغ خبيث، و اي قيمة لماقاسات الوسط و الصدر… و القلب مشحون بالطمع و الدناءة. و اي قيمة للشفاه المرجان و اللسان يقطر بالسم و القطران، و اي قيمة للساق الجميلة خرط المخرطة التي تمد لك بشلوت و الذراع الفاتنة التي تمد لك بقبقاب. و اي قيمة لباروكة لا يوجد تحتها عقل، و اي قيمة لنهد نافر خصصته صاحبته لارصاع العشاق لا ارضاع الاطفال و أرداف تزيين للنزوا و فم فاتن لا بنطق الا الكذب.
اد أردت ان تحكم على جمال امرأة لا تنظر اليها بعينيك و انما انظر اليها بعقلك لترى ماذا يختفي وراء الديكور. و حذار ان تنظر اليها بعاطفتك او غريزتك و الا فانك سوف تفقد عقلك من اول نظرة تم يخيل اليك انك أمام فينوس الخارجة من زبد البحر. و في ضباب الحواس و صخب الاثارة تستحيل الرؤية و تتحول حدائق الحيوان الى جنات مغرمين و ملامح القردة الى تقاطيع الملائكة. المرأة كتاب عليك أن تقرأه بعقلك اولا و تتصفحه دون النظر الى غلافه… قبل ان تحكم على مصمونه. ذوق الناقد و ليس ذوق العاشق هو الذي سوف يذلك.
و لذلك تحرص المرأة بذكائها على أن تحولك الى عاشق اولا حتى تفقد عقلك فلا ترة الحقيقة. و أغلب الرجال لا يرون الحقيقة الا بعد فوات الأوان. و الذين يرون الحقيقة يتحولون يتحولون الى فلاسفة فيعشقون الحقيقة لذاتها و ينسون المرأة… و يؤلفون الكتب في دراسة الجمال و فلسفة الجمال و ينسون حكاية المراة الجميلة. و حتى هاذا الفسلسوف لا تعدم المرأة وسيلة لضحك عليه فتقابله كل يوم و تحت ابطها كتاب. لقد وضعت الروج المناسب للرجل المناسب.

من كتاب “الشيطان يحكم” للكاتب و فيلسوف العصر محمود مصطفى. الصور من تنسيقي

صح فطوركم




رد: الوقوع في الفخ مقال رائع من فيلسوف العصر

11 مشاهدة بدون اي رد اين انتم يا اهل المعرفة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟