التصنيفات
علم النفس وعلوم التربية

الوسائل المفيدة للحياة السعيدة

الوسائل المفيدة للحياة السعيدة


الونشريس

الوسائل المفيدة للحياة السعيدة

الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي

الحمد لله الذي له الحمد كله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم.
أما بعد: فإن راحة القلب، وطمأنينته وسروره وزوال همومه وغمومه، هو المطلب لكل أحد، وبه تحصل الحياة الطيبة، ويتم السرور والابتهاج، ولذلك أسباب دينية، وأسباب طبيعية، وأسباب عملية، ولا يمكن اجتماعها كلها إلا للمؤمنين، وأما من سواهم، فإنها وإن حصلت لهم من وجه وسبب يجاهد عقلاؤهم عليه، فاتتهم من وجوه أنفع وأثبت وأحسن حالاً ومآلاً.
ولكني سأذكر برسالتي هذه ما يحضرني من الأسباب لهذا المطلب الأعلى، الذي يسعى له كل أحد.
فمنهم من أصاب كثيراً منها فعاش عيشة هنيئة، وحيى حياة طيبة، ومنهم من أخفق فيها كلها فعاش عيشة الشقاء، وحيي حياة التعساء. ومنهم من هو بين بين، بحسب ما وفق له. والله الموفق المستعان به على كل خير، وعلى دفع كل شر.

فصــــل

أعظم الأسباب لذلك وأصلها وأسها هو الإيمان والعمل الصالح، قال تعالى: (من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) سورة النحل: آية 97..
فأخبر تعالى ووعد من جمع بين الإيمان والعمل الصالح، بالحياة الطيبة في هذه الدار، وبالجزاء الحسن في هذه الدار وفي دار القرار.
وسبب ذلك واضح، فإن المؤمنين بالله الإيمان الصحيح، المثمر للعمل الصالح المصلح للقلوب والأخلاق والدنيا والآخرة، معهم أصول وأسس يتلقون فيها جميع ما يرد عليهم من أسباب السرور والابتهاج، وأسباب القلق والهم والأحزان.
يتلقون المحاب والمسار بقبول لها، وشكر عليها، واستعمال لها فيما ينفع، فإذا استعملوها على هذا الوجه. أحدث لهم من الابتهاج بها، والطمع في بقائها وبركتها، ورجاء ثواب الشاكرين، أموراً عظيمة تفوق بخيراتها وبركاتها هذه المسرات التي هذه ثمراتها.
ويتلقون المكاره والمضار والهم والغم بالمقاومة لما يمكنهم مقاومته، وتخفيف ما يمكنهم تخفيفه، والصبر الجميل لما ليس لهم منه بد، وبذلك يحصل لهم من آثار المكاره من المقاومات النافعة، والتجارب والقوة، ومن الصبر واحتساب الأجر والثواب أمور عظيمة تضمحل معها المكاره، وتحل محلها المسار والآمال الطيبة، والطمع في فضل الله وثوابه، كما عبر النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا في الحديث الصحيح أنه قال: (عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن) (رواه مسلم.).

فأخبر صلى الله عليه وسلم أن المؤمن يتضاعف غنمه وخيره وثمرات أعماله في كل ما يطرقه من السرور والمكاره. لهذا تجد اثنين تطرقهما نائبة من نوائب الخير أو الشر فيتفاوتان تفاوتاً عظيماً في تلقيها، وذلك بحسب تفاوتهما في الإيمان والعمل الصالح. هذا الموصوف بهذين الوصفين يتلقى الخير والشر بما ذكرناه من الشكر والصبر وما يتبعهما، فيحدث له السرور والابتهاج، وزوال الهم والغم، والقلق، وضيق الصدر، وشقاء الحياة وتتم له الحياة الطيبة في هذه الدار. والآخر يتلقى المحاب بأشرٍ وبطرٍ وطغيان. فتنحرف أخلاقه ويتلقاها كما تتلقاها البهائم بجشع وهلع، ومع ذلك فإنه غير مستريح القلب، بل مشتته من جهات عديدة، مشتت من جهة خوفه من زوال محبوباته، ومن كثرة المعارضات الناشئة عنها غالباً، ومن جهة أن النفوس لا تقف عند حد بل لا تزال متشوقة لأمور أخرى، قد تحصل وقد لا تحصل، وإن حصلت على الفرض والتقدير فهو أيضاً قلق من الجهات المذكورة ويتلقى المكاره بقلق وجزع وخوف وضجر، فلا تسأل عن ما يحدث له من شقاء الحياة، ومن الأمراض الفكرية والعصبية، ومن الخوف الذي قد يصل به إلى أسوأ الحالات وأفظع المزعجات، لأنه لا يرجو ثواباً. ولا صبر عنده يسليه ويهون عليه.

وكل هذا مشاهد بالتجربة، ومثل واحد من هذا النوع، إذا تدبرته ونزلته على أحوال الناس، رأيت الفرق العظيم بين المؤمن العامل بمقتضى إيمانه، وبين من لم يكن كذلك، وهو أن الدين يحث غاية الحث على القناعة برزق الله، وبما آتى العباد من فضله وكرمه المتنوع.

فالمؤمن إذا ابتلي بمرض أو فقر، أو نحوه من الأعراض التي كل أحد عرضة لها، فإنه – بإيمانه وبما عنده من القناعة والرضى بما قسم الله له – يكون قرير العين، لا يتطلب بقلبه أمراً لم يقدر له، ينظر إلى من هو دونه، ولا ينظر إلى من هو فوقه، وربما زادت بهجته وسروره وراحته على من هو متحصل على جميع المطالب الدنيوية، إذا لم يؤت القناعة.
كما تجد هذا الذي ليس عنده عمل بمقتضى الإيمان، إذا ابتلي بشيء من الفقر، أو فقد بعض المطالب الدنيوية، تجده في غاية التعاسة والشقاء.
ومثل آخر: إذا حدثت أسباب الخوف، وألمت بالإنسان المزعجات، تجد صحيح الإيمان ثابت القلب، مطمئن النفس، متمكناً من تدبيره وتسييره لهذا الأمر الذي دهمه بما في وسعه من فكر وقول وعمل، قد وطن نفسه لهذا المزعج الملم، وهذه أحوال تريح الإنسان وتثبت فؤاده.
كما تجد فاقد الإيمان بعكس هذه الحال إذا وقعت المخاوف انزعج لها ضميره، وتوترت أعصابه، وتشتت أفكاره وداخله الخوف والرعب، واجتمع عليه الخوف الخارجي، والقلق الباطني الذي لا يمكن التعبير عن كنهه، وهذا النوع من الناس إن لم يحصل لهم بعض الأسباب الطبيعية التي تحتاج إلى تمرين كثير انهارت قواهم وتوترت أعصابهم، وذلك لفقد الإيمان الذي يحمل على الصبر، خصوصاً في المحال الحرجة، والأحوال المحزنة المزعجة.

فالبر والفاجر، والمؤمن والكافر يشتركان في جلب الشجاعة الاكتسابية، وفي الغريزة التي تلطف المخاوف وتهونها، ولكن يتميز المؤمن بقوة إيمانه وصبره وتوكله على الله واعتماده عليه، واحتسابه لثوابه ـ أموراً تزداد بها شجاعته، وتخفف عنه وطأة الخوف، وتهون عليه المصاعب، كما قال تعالى: (إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله مالا يرجون) (سورة النساء: آية 104). ويحصل لهم من معونة الله ومعينه الخاص ومدده ما يبعثر المخاوف. وقال تعالى" (واصبروا إن الله مع الصابرين) (سورة الأنفال: آية 46).

ومن الأسباب التي تزيل الهم والغم والقلق، الإحسان إلى الخلق بالقول والفعل، وأنواع المعروف، وكلها خير وإحسان، وبها يدفع الله عن البر والفاجر الهموم والغموم بحسبها، ولكن للمؤمن منها أكمل الحظ والنصيب، ويتميز بأن إحسانه صادر عن إخلاص واحتساب لثوابــه
فيهون الله عليه بذل المعروف لما يرجوه من الخير، ويدفع عنه المكاره بإخلاصه واحتسابه، قال تعالى: (لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً) (سورة النساء: آية 114).
فأخبر تعالى أن هذه الأمور كلها خير ممن صدرت منه. والخير يجلب الخير، ويدفع الشر. وأن المؤمن المحتسب يؤتيه الله أجراً عظيماً ومن جملة الأجر العظيم: زوال الهم والغم والأكدار ونحوها.

فصـــل
ومن أسباب دفع القلق الناشئ عن توتر الأعصاب، واشتغال القلب ببعض المكدرات: الاشتغال بعمل من الأعمال أو علم من العلوم النافعة. فإنها تلهي القلب عن اشتغاله بذلك الأمر الذي أقلقه. وربما نسي بسبب ذلك الأسباب التي أوجبت له الهم والغم، ففرحت نفسه، وازداد نشاطه، وهذا السبب أيضاً مشترك بين المؤمن وغيره. ولكن المؤمن يمتاز بإيمانه وإخلاصه واحتسابه في اشتغاله بذلك العلم الذي يتعلمه أو يعلمه، وبعمل الخير الذي يعمله، إن كان عبادة فهو عبادة، وإن كان شغلاً دنيوياً أو عادةً أصحبها النية الصالحة. وقصد الاستعانة بذلك على طاعة الله، فلذلك أثره الفعال في دفع الهم والغموم والأحزان، فكم من إنسان ابتلي بالقلق وملازمة الأكدار، فحلت به الأمراض المتنوعة، فصار دواؤه الناجع (نسيانه السبب الذي كدره وأقلقه، واشتغاله بعمل من مهماته).

وينبغي أن يكون الشغل الذي يشتغل فيه مما تأنس به النفس وتشتاقه، فإن هذا أدعى لحصول هذا المقصود النافع، والله أعلم.

ومما يدفع به الهم والقلق اجتماع الفكر كله على الاهتمام بعمل اليوم الحاضر، وقطعه عن الاهتمام في الوقت المستقبل، وعن الحزن على الوقت الماضي، ولهذا استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من الهم والحزن، (في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم)، فلا ينفع الحزن على الأمور الماضية التي لا يمكن ردها ولا استدراكها وقد يضر الهم الذي يحدث بسبب الخوف من المستقبل، فعلى العبد أن يكون ابن يومه، يجمع جده واجتهاده في إصلاح يومه ووقته الحاضر، فإن جمع القلب على ذلك يوجب تكميل الأعمال، ويتسلى به العبد عن الهم والحزن. والنبي صلى الله عليه وسلم إذا دعا بدعاء أو أرشد أمته إلى دعاء فإنما يحث مع الاستعانة بالله والطمع في فضله على الجد والاجتهاد في التحقق لحصول ما يدعو بحصوله. والتخلي عما كان يدعو لدفعه لأن الدعاء مقارن للعمل، فالعبد يجتهد فيما ينفعه في الدين والدنيا، ويسأل ربه نجاح مقصده. ويستعينه على ذلك، كما قال صلى الله عليه وسلم (احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإذا أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت كذا كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان) (رواه مسلم.)، فجمع صلى الله عليه وسلم بين الأمر بالحرص على الأمور النافعة في كل حال. والاستعانة بالله وعدم الانقياد للعجز الذي هو الكسل الضار وبين الاستسلام للأمور الماضية النافذة، ومشاهدة قضاء الله وقدره.

وجعل الأمور قسمين: قسماً يمكن العبد السعي في تحصيله أو تحصيل ما يمكن منه، أو دفعه أو تخفيفه فهذا يبدي فيه العبد مجهوده ويستعين بمعبوده. وقسماً لا يمكن فيه ذلك، فهذا يطمئن له العبد ويرضى ويسلم، ولا ريب أن مراعاة هذا الأصل سبب للسرور وزوال الهم والغم.

فصـــل
ومن أكبر الأسباب لانشراح الصدر وطمأنينته (الإكثار من ذكر الله) فإن لذلك تأثيراً عجيباً في انشراح الصدر وطمأنينته، وزوال همه وغمه، قال تعالى: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) (سورة الرعد: آية 28) فلذكر الله أثر عظيم في حصول هذا المطلوب لخاصيته، ولما يرجوه العبد من ثوابه وأجره.
وكذلك التحدث بنعم الله الظاهرة والباطنة، فإن معرفتها والتحدث بها يدفع الله به الهم والغم، ويحث العبد على الشكر الذي هو أرفع المراتب وأعلاها حتى ولو كان العبد في حالة فقر أو مرض أو غيرهما من أنواع البلايا. فإنه إذا قابل بين نعم الله عليه – التي لا يحصى لها عد ولا حساب – وبين ما أصابه من مكروه، لم يكن للمكروه إلى النعم نسبة.

بل المكروه والمصائب إذا ابتلى الله بها العبد، وأدى فيها وظيفة الصبر والرضى والتسليم، هانت وطأتها، وخفت مؤنتها، وكان تأميل العبد لأجرها وثوابها والتعبد لله بالقيام بوظيفة الصبر والرضى، يدع الأشياء المرة حلوة فتنسيه حلاوةُ أجرها مرارة صبرها.

ومن أنفع الأشياء في هذا الموضع استعمال ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح حيث قال: (انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم) (رواه البخاري) فإن العبد إذا نصب بين عينيه هذا الملحظ الجليل رآه يفوق جمعاً كثيراً من الخلق في العافية وتوابعها، وفي الرزق وتوابعه مهما بلغت به الحال، فيزول قلقه وهمه وغمه، ويزداد سروره واغتباطه بنعم الله التي فاق فيها غيره ممن هو دونه فيها.

وكلما طال تأمل العبد بنعم الله الظاهرة والباطنة، الدينية والدنيوية، رأى ربه قد أعطاه خيراً ودفع عنه شروراً متعددة، ولا شك أن هذا يدفع الهموم والغموم، ويوجب الفرح والسرور.

فصـــل
ومن الأسباب الموجبة للسرور وزوال الهم والغم السعي في إزالة الأسباب الجالبة للهموم وفي تحصيل الأسباب الجالبة للسرور وذلك بنسيان ما مضى عليه من المكاره التي لا يمكنه ردها، ومعرفته أن اشتغال فكره فيها من باب العبث والمحال، وأن ذلك حمق وجنون، فيجاهد قلبه عن التفكر فيها وكذلك يجاهد قلبه عن قلقه لما يستقبله، مما يتوهمه من فقر أو خوف أو غيرهما من المكاره التي يتخيلها في مستقبل حياته. فيعلم أن الأمور المستقبلة مجهول ما يقع فيها من خير وشر وآمال وآلام، وأنها بيد العزيز الحكيم، ليس بيد العباد منها شيء إلا السعي في تحصيل خيراتها، ودفع مضراتها، ويعلم العبد أنه إذا صرف فكره عن قلقه من أجل مستقبل أمره، واتكل على ربه في إصلاحه، واطمأن إليه في ذلك، إذا فعل ذلك اطمأن قلبه وصلحت أحواله، وزال عنه همه وقلقه.
ومن أنفع ما يكون في ملاحظة مستقبل الأمور استعمال هذا الدعاء الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو به: (اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، والموت راحة لي من كل شر) (رواه مسلم.). وكذلك قوله: (اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عينْ وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت) (رواه أبو داود بإسناد صحيح). فإذا لهج العبد بهذا الدعاء الذي فيه صلاح مستقبله الديني والدنيوي بقلب حاضر، ونية صادقة، مع اجتهاده فيما يحقق ذلك، حقق الله له ما دعاه ورجاه وعمل له، وانقلب همه فرحاً وسروراً.

فصـــل
ومن أنفع الأسباب لزوال القلق والهموم إذا حصل على العبد شئ من النكبات، أن يسعى في تخفيفها بأن يقّدِر أسوأ الاحتمالات التي ينتهي إليها الأمر، ويوطن على ذلك نفسه، فإذا فعل ذلك فليسع إلى تخفيف ما يمكن تخفيفه بحسب الإمكان، فبهذا التوطين وبهذا السعي النافع، تزول همومه وغمومه، ويكون بذل ذلك السعي في جلب المنافع، وفد دفع المضار الميسورة للعبد.

فإذا حلت به أسباب الخوف، وأسباب الأسقام، وأسباب الفقر والعدم لما يحبه من المحبوبات المتنوعة، فليتلق ذلك بطمأنينة وتوطين للنفس عليها، بل على أشد ما يمكن منها، فإن توطين النفس على احتمال المكاره، يهونها ويزيل شدتها، وخصوصاً إذا أشغل نفسه بمدافعتها بحسب مقدوره، فيجتمع في حقه توطين النفس مع السعي النافع الذي يشغل عن الاهتمام بالمصائب، ويجاهد نفسه على تجديد قوة المقاومة للمكاره، مع اعتماده في ذلك على الله وحسن الثقة به ولا ريب أن لهذه الأمور فائدتها العظمى في حصول السرور وانشراح الصدور، مع ما يؤمله العبد من الثواب العاجل والآجل، وهذا مشاهد مجرب، ووقائعه ممن جربه كثيرة جداً.

فصـــل
ومن أعظم العلاجات لأمراض القلب العصبية، بل وأيضاً للأمراض البدنية: قوة القلب وعدم انزعاجه وانفعاله للأوهام والخيالات التي تجلبها الأفكار السيئة. والغضب والتشوش من الأسباب المؤلمة ومن توقع حدوث المكاره وزوال المحاب، أوقعه ذلك في الهموم والغموم والأمراض القلبية والبدنية، والانهيار العصبي الذي له آثاره السيئة التي قد شاهد الناس مضارها الكثيرة.

ومتى اعتمد القلب على الله، وتوكل عليه، ولم يستسلم للأوهام ولا ملكته الخيالات السيئة، ووثق بالله وطمع في فضله، اندفعت عنه بذلك الهموم والغموم، وزالت عنه كثير من الأسقام البدنية والقلبية، وحصل للقلب من القوة والانشراح والسرور ما لا يمكن التعبير عنه، فكم ملئت المستشفيات من مرضى الأوهام والخيالات الفاسدة، وكم أثَّرت هذه الأمور على قلوب كثيرين من الأقوياء، فضلاً عن الضعفاء، وكم أدت إلى الحمق والجنون، والمعافى من عافاه الله ووفقه لجهاد نفسه لتحصيل الأسباب النافعة المقوية للقلب، الدافعة لقلقه، قال تعالى: (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) (سورة الطلاق: آية 3) أي كافيه جميع ما يهمه من أمر دينه ودنياه.

فالمتوكل على الله قوي القلب لا تؤثر فيه الأوهام، ولا تزعجه الحوادث لعلمه أن ذلك من ضعف النفس، ومن الخور والخوف الذي لا حقيقة له، ويعلم مع ذلك أن الله قد تكفل لمن توكل عليه بالكفاية التامة، فيثق بالله ويطمئن لوعده، فيزول همه وقلقه، ويتبدل عسره يسراً، وترحه فرحاً (الترح: الحزن)، وخوفه أمناً، فنسأله تعالى العافية وأن يتفضل علينا بقوة القلب وثباته، وبالتوكل الكامل الذي تكفل الله لأهله بكل خير، ودفع كل مكروه وضير(الضير: الضرر).

فصـــل

وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها خلقاً آخر) (رواه مسلم)، فائدتان عظيمتان:
إحداهما: الإرشاد إلى معاملة الزوجة والقريب والصاحب والمعامل، وكل من بينك وبينه علاقة واتصال، وأنه ينبغي أن توطن نفسك على أنه لا بد أن يكون فيه عيب أو نقص أو أمر تكرهه، فإذا وجدت ذلك، فقارن بين هذا وبين ما يجب عليك أو ينبغي لك من قوة الاتصال والإبقاء على المحبة، بتذكر ما فيه من المحاسن، والمقاصد الخاصة والعامة، وبهذا الإغضاء عن المساوئ وملاحظة المحاسن، تدوم الصحبة والاتصال وتتم الراحة وتحصل لك.

الفائدة الثانية: وهي زوال الهم والقلق، وبقاء الصفاء، والمداومة على القيام بالحقوق الواجبة والمستحبة: وحصول الراحة بين الطرفين، ومن لم يسترشد بهذا الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم – بل عكس القضية فلحظ المساوئ، وعمي عن المحاسن-، فلابد أن يقلق، ولابد أن يتكدر ما بينه وبين من يتصل به من المحبة، ويتقطع كثير من الحقوق التي على كلٍ منهما المحافظة عليها.

وكثير من الناس ذوي الهمم العالية يوطنون أنفسهم عند وقوع الكوارث والمزعجات على الصبر والطمأنينة. لكن عند الأمور التافهة البسيطة يقلقون، ويتكدر الصفاء، والسبب في هذا أنهم وطنوا نفوسهم عند الأمور الكبار، وتركوها عند الأمور الصغار فضرتهم وأثرت في راحتهم، فالحازم يوطن نفسه على الأمور القليلة والكبيرة ويسأل الله الإعانة عليها، وأن لا يكله إلى نفسه طرفة عين، فعند ذلك يسهل عليه الصغير، كما سهل عليه الكبير. ويبقى مطمئن النفس ساكن القلب مستريحاً.

فصـــل
العاقل يعلم أن حياته الصحيحة حياة السعادة والطمأنينة وأنها قصيرة جداً، فلا ينبغي له أن يقصرها بالهم والاسترسال مع الأكدار فإن ذلك ضد الحياة الصحيحة، فيشح بحياته أن يذهب كثير منها نهباً للهموم والأكدار، ولا فرق في هذا بين البر والفاجر، ولكن المؤمن له من التحقق بهذا الوصف الحظ الأوفر، والنصيب النافع العاجل والآجل.

وينبغي أيضاً إذا أصابه مكروه أو خاف منه أن يقارن بين بقية النعم الحاصلة له دينية أو دنيوية، وبين ما أصابه من مكروه فعند المقارنة يتضح كثرة ما هو فيه من النعم، واضمحلال ما أصابه من المكاره.

وكذلك يقارن بين ما يخافه من حدوث ضرر عليه، وبين الاحتمالات الكثيرة في السلامة منها فلا يدع الاحتمال الضعيف يغلب الاحتمالات الكثيرة القوية وبذلك يزول همه وخوفه، ويقدر أعظم ما يكون من الاحتمالات التي يمكن أن تصيبه، فيوطن نفسه لحدوثها إن حدثت، ويسعى في دفع ما لم يقع منها وفي رفع ما وقع أو تخفيفه.
ومن الأمور النافعة أن تعرف أن أذية الناس لك وخصوصاً في الأقوال السيئة، لا تضرك بل تضرهم، إلا إن أشغلت نفسك في الاهتمام بها، وسوغت لها أن تملك مشاعرك، فعند ذلك تضرك كما ضرتهم، فإن أنت لم تضع لها بالاً لم تضرك شيئاً.
واعلم أن حياتك تبع لأفكارك، فإن كانت أفكاراً فيما يعود عليك نفعه في دين أو دنيا فحياتك طيبة سعيدة. وإلا فالأمر بالعكس.
ومن أنفع الأمور لطرد الهم أن توطن نفسك على أن لا تطلب الشكر إلا من الله، فإذا أحسنت إلى من له حق عليك أو من ليس له حق، فاعلم أن هذا معاملة منك مع الله. فلا تبال بشكر من أنعمت عليه، كما قال تعالى في حق خواص خلقه: (إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكوراً) (سورة الإنسان: آية 9).

ويتأكد هذا في معاملة الأهل والأولاد ومن قوة اتصالك بهم فمتى وطنت نفسك على إلقاء الشر عنهم، فقد أرحت واسترحت، ومن دواعي الراحة أخذ الفضائل والعمل عليها بحسب الداعي النفسي دون التكلف الذي يقلقك، وتعود على أدراجك خائباً من حصول الفضيلة، حيث سلكت الطريق الملتوي، وهذا من الحكمة، وأن تتخذ من الأمور الكَدِرَة أموراً صافية حلوة وبذلك يزيد صفاء اللذات، وتزول الأكدار.

اجعل الأمور النافعة نصب عينيك واعمل على تحقيقها، ولا تلتفت إلى الأمور الضارة لتلهو بذلك عن الأسباب الجالبة للهم والحزن واستعن بالراحة وإجماع النفس على الأعمال المهمة.
ومن الأمور النافعة حسم الأعمال في الحال، والتفرغ في المستقبل لأن الأعمال إذا لم تحسم اجتمع عليك بقية الأعمال السابقة، وانضافت إليها الأعمال اللاحقة، فتشتد وطأتها، فإذا حسمت كل شيء بوقته أتيت الأمور المستقبلة بقوة تفكير وقوة عمل.
وينبغي أن تتخير من الأعمال النافعة الأهم فالأهم، وميز بين ما تميل نفسك إليه وتشتد رغبتك فيه، فإن ضده يحدث السآمة والملل والكدر، واستعن على ذلك بالفكر الصحيح والمشاورة، فما ندم من استشار، وادرس ما تريد فعله درساً دقيقاً، فإذا تحققت المصلحة وعزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين.

والحمد لله رب العالمين.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

أمين العلم منقول




رد: الوسائل المفيدة للحياة السعيدة

شكرا بارك الله فيك




رد: الوسائل المفيدة للحياة السعيدة

بارك الله فيك وغفر الله لنا ولك في هذه الأيام المباركة.




التصنيفات
النقاش التربوي و التعليمي

الوسائل البيداغوجية

الوسائل البيداغوجية


الونشريس

بسم الله الرحمن الرحيـــم
السلام عليـــكم ورحمة الله تعالى وبركاتـــهـ

الوسائل البيداغوجيـــة
نسمي الوسائل البيداغوجية مجموعة الوسائل المادية والمعنويــــة التي تساهـــل في عملية التدرس وإلقاء الدرس وكذا الوسائل التعليمية المستعملة في شتى المستوياتـــ
سواءاً كانت هذه الوسائــل مادية كالصبورة والعارض الضوئي {data show} أو الملسقاتـ وحتى المجسمات وغيرها من وسائل يمكن القول عليها ملموسة تقرب إلى الطالبـــ المفهوم الحقيقي للمعلومة المدروسة
أو يمكن أن تكون معنوية بطريقة التدريس والتعليم كال:
* الإيماءات : ويقصد بها إيماءات الرأس وحركة اليدين وتعبيرات الجسم بالموافقة أو العكس
* التحرك في غرفة الصف بإستمرار
* استخدام تعبيرات لفظية منوعة وحسب كل حالة وكل طالبـــ
* الصمت : ويقصد به الصمت الذي يتخلل عرض المعلم لموضوع معين
* تنويع الحواس والحركاتــ لليدين.

والله أعلـــــم
تحيتي وتقديـــــري
كريـــم




التصنيفات
النقاش التربوي و التعليمي

-أهمية الوسائل التعليمية.

-أهمية الوسائل التعليمية.


الونشريس

الوسائل التعليمية

-ما هي الوسيلة التعليمية
– أهمية الوسيلةالتعليمية
-خصائص وشروط الوسيلة التعليمية الجيدة
-الثمار التربويةلاستعمال الوسيلة التعليمية
-المعلم : الأداة التعليمية الأساسية
-نصائحعامة في تربية وتأهيل المصابين بالتوحد

ما هي الوسيلةالتعليمية

الوسيلة التعليمية
هي أجهزة وأدوات ومواد ، يستخدمها المربيلتحسين وتسهيل عملية التعليم
والتعلم وتقصير مدتها ، وتوضح المعاني وتشرح الأفكاروتدرب التلاميذ على
المهارات وغرس العادات الحسنة في نفوسهم وعرض القيم دون أنيعتمد المربي
على الألفاظ والرموز والأرقام وذلك للوصول إلى الهدف بسرعة وقوةوبتكلفة
أقل .
ولقد أظهرت البحوث التربوية التي أجريت في بلاد مختلفة ان
الوسائلالتعليمية هي وسائل مساعدة على تدريس المواد الدراسية المختلفة ،
وأنها يمكن انتساعد على تعلم أفضل للدارسين على اختلاف مستوياتهم العقلية
وأعمارهم الزمنية ،وتوفر الجهد في التدريس فتخفف العبء عن كاهل المدرس .
كما يمكنها ان تساهم إسهاماتعديدة في رفع مستوى التعليم في أي مرحلة من
المراحل التعليمية إذا توفرت الإمكاناتالمادية والبشرية . وقد تدرج المربون في تنمية الوسائل السمعية ، البصرية ، ووسائلالمساعدة ،والوسائل التعليمية ، ووسائل الاتصال التعليمية .

أهمية الوسائل التعليمية

إن استخدام الوسائل التعليمية بطريقةفعالة يساعد على حل اكثر المشكلات ويحقق للعملية التعليمية عائدا كبيرا وقد أثبتتالبحوث أهمية الإمكانيات التي توفرها الوسائل التعليمية للمدرسة ومدى فعاليتها فيعملية التعليم إذ أنها :
أولا : تساهم في تعلم أعداد كبيرة في المتعلمين فيصفوف مزدحمة :
فالوسائل التعليمية تساعد على حل مشكلة تعليم هذه الأعدادالمتزايدة من التلامذة فبواسطة هذه الوسائل (الوسائل السمعية والبصرية مثلا) يستطيعالدارسون الحصول على تعليم أفضل وبذلك نضمن تكافؤ الفرص للتلاميذ.
ثانيا : تثيرانتباه التلاميذ نحو الدروس وتزيد من إقبالهم على الدراسة
فالوسائل التعليميةبطبيعتها مشوقة ن إذا ما توفرت فيها العناصر المطلوبة لأن المادة التعليمية
تقدم منخلالها بأسلوب جديد مختلف عن الطريقة اللفظية التقليدية ، فقد يكون
في عرض نماذج أوأفلام قصيرة ، أو مجموعة صور متعلقة بالدرس ، يثير اهتمام
التلاميذ إلى الدرسومتابعتهم له.
ثالثا : تساعد الوسيلة التعليمية على زيادة سرعة العملية التربوية
إن استخدام الوسائل
يوفر قدرا غير قليل من وقت المعلم ، فعرض وسيلة كالخريطة أوصورة للتلميذ
يتيح فرصة للحصول على قدر معين من الخبرة التي لا يستطيعون الحصولعليها في
المدة نفسها لو اعتمد المعلم على الشرح اللفظي وحده .
رابعا : تعالجمشكلة الفروق الفردية بين التلاميذ
فقد يستطيع المعلم عن طريق الوسائل
تقديممثيرات متعددة بطرق وأساليب مختلفة تؤدي إلى استثارات وجذب التلاميذ
من مختلفالقدرات والخبرات والمواهب وكما يستطيع المدرس ان يعني بحاجات
تلاميذه كل حسب ميوله .
خامسا : توفر الوسائل التعليمية تنوعا مرغوبا في الخبرات التعليمية
وهذاما يحبب التلاميذ بالموقف التعليمي ، ويضع أمامهم مصادر متنوعة للمعلومات تتناسب معوقدرتهم على التعلم .

خصائص وشروط الوسيلة التعليميةالجيدة

1) أن تكون الوسيلة مثيرة للانتباه والاهتمام ، وأن تراعى فيإعدادها و إنتاجها أسس التعلم ، ومطابقتها للواقع قدر المستطاع .
2) أن تكونمحققة للأهداف التربوية .
3) ان تكون جزء لا ينفصل عن المنهج .
4) أن تكونمراعية لخصائص التلاميذ ومناسبة لعمرهم الزمني والعقلي .
5) أن تكون مناسبة معالوقت والجهد الذي يتطلبه استخدامها من حيث الحصول عليها والاستعداد وكيفيةاستخدامها .
6) أن تتسم بالبساطة والوضوح وعدم التعقيد .
7) أن تتناسب منحيث الجودة والمساحة مع عدد التلاميذ في الصف وأن تعرض في وقت مناسب كي لا تفقدعنصر الإثارة فيها .
يفضل أن تصنع من المواد الأولية المتوفرة حالياً ذاتالتكاليف القليلة .
9) أن تحدد المدة الزمنية اللازمة لعرضها والعمل عليهالتتناسب مع المتلقين .
10) أن تكون متقنة وجيدة التصميم من حيث تسلسل عناصرهاوأفكارها وانتقالها
من هدف تعليمي إلى آخر، مع التركيز على النقاط الأساسية فيالدرس .

والوسائل التعليمية المستخدمة مع الفئات الخاصة هي على النحوالتالي:-1- الوسائل المستخدمة في الإعاقة السمعية .
2- الوسائل المستخدمةفي الإعاقة البصرية .
3- الوسائل المستخدمة في الإعاقة الحركية .
4- الوسائلالمستخدمة في الإعاقة العقلية .

الثمار التربوية لاستعمالالأدوات التعليمية :
o تنمي في المعلمين حب الاستطلاع وتخلق في نفوسهمرغبة في التحصيل والمثابرة على التعلم بشوق ونشاط .
o توسع مجال الحواس وإمكاناتها فتسهل على المتعلمين التفاعل مع البيئة التي يطالعونها أو يدرسونهاوالكون الذي يعيشون فيه .
o تتيح للطالب الفرص الجيدة لإدراك الحقائق العلميةوالاستفادة من خبرتهم
وتعيينهم على القيام بتجارب ذات علاقة بواقع حياتهم ومعيشتهمأثناء التعلم
بطريقة مبسطة .
o تقوي العلاقة بين المعلم والمتعلم، فتزيد منإيجابية المتعلم واستجابته للتوجيهات والحقائق المجردة
o تخلق حيوية مستمرة فيجو غرفة الصف مما يساعد المعلم على الوصول بسهولة إلي الأهداف التي رسمها لدرسه .
o تثبت المادة الجديدة في ذهن المتعلم لمدة طويلة فيستعيدها عند الحاجة لتطويرخبراته بسهولة وبسرعة .
o تدفع المتعلم إلي التعلم بالعمل وهو خير طريق للتعلمالصحيح .
o تحرر المعلم من دوره التقليدي وتزيد من فعاليته .

المعلم : الوسيلة التعليمية الأساسية
هل أنت معلم لأطفال ذوواحتياجات خاصة ؟
هل أخذت الوقت اللازم للتفكير في سبب عملك مع هذه الفئة منالناس ؟
هل تشعر أن هذا العمل مناسب لنمط حياتك ؟
سوف يكون كذلك اذا شعرتيوماً بالمشاركة الوجدانية والشفقة ، والتقمص
العاطفي، والاهتمام، الرغبة العميقةفي مساعدة الآخرين ، وتتصف بالصحوة
والإبداع في تنويع الأنشطة التعليمية
. فهذايعنى أنك على الطريق الصحيح لـ " تقبل الذات " وعندما تتقبل ذاتك
سوف تتقبل أى كانومهما كانت حالته وسوف تكسبك هذه الصفات الثقة بالنفس
لاكتساب مهارات وخبرات اكثروالبحث الدائم عن سبل تحسين الجوانب الشخصية
والمهنية .

ومن أبرز الصفات التي يجب أن يتحلى بها المعلمون ذو الفاعلية :
o الخبرة والمعرفة
أن المعلمين ذوى الفاعلية يتصفون بالخبرةوالمهارة في طريقتهم لإعداد الطفل
، والخصوصية وإدارة السلوك ، والوسائل والطرقالتعليمية، الإرشاد ، العلاج
والتعامل مع الأهل كما أنهم يدركون حدود معرفتهمومهاراتهم ولا شك أن لديهم
الوعي الكافي للبحث في توسعة هذه الجوانب.
o الضبطالانفعالي
ان المعلمين من ذوى الفاعلية يدركون ويتحكمون في انفعالاتهم . حيثأنهم
يتكيفون مع القلق الذي يصاحب الأعمال الصعبة ، والضغط النفسي ،
المواقفالجديدة او التلاميذ الجدد والتعامل مع الاهل علاوة على ذلك
يتدربون على كيفيةالتغلب على انفعالاتهم السلبية التي قد تظهر أثناء
التعامل مع الآخرين .
o الشفقة
أن المعلمين ذوى الفاعلية يتصفون بالشفقة والتقمص العاطفي . ويقومون
بمشاركة الأهل والتوصل معهم وخاصة أولئك الذين يعانون من الألم ، والحزن
،او الإحباط فانهم يمتلكون القلب الفاهم ويستطيعون التواصل من خلال فهمهم
ورغبتهمبتقديم المساعدة ، ويظهرون اهتمامهم العميق حول الوالدين ، والطفل
، والمشكلة أنالمعلم الفعال يميز ما بين العاطفة والمشاركة الوجدانية
فالمعلمين الذين يتصفونبالخبرة الثابتة إلي درجة التمادي في الناحية
العاطفية والشفقة قد لا يكونوامناسبين للعمل مع الأطفال ذوى الاحتياجات
الخاصة .
o الصبر والتقبل
أنالمعلمين ذى الفاعلية يمتازون بالصبر مع أنفسهم والمعلمين الآخرين ومع
أولياءالأمور . ويدركون تماماً بأن الجميع يمكن أن يرتكب أخطاء . ويفهمون
بأن الجديةوالطبيعة المزمنة لخاصية الطفل تجعل من المحال أن يكون هناك
حلولاً فورية . فتقبلالمعلمين لأولياء الأمور على أنهم مساعدين أساسيين في
العملية التربوية من الأمورالمهمة لضمان مشاركة الأهل الإيجابية.
وبالمقابل ايضاً يحتاج أولياء الأمور إليالصبر وان يتعلموا بأن مساعدة
الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة ليست بالأمر السهل وأنالمعلمين يواجهون
الكثير من العقبات والتحديات الحقيقية في قدراتهم لعمل أي تغيير .
علاوة على ذلك يتقبل المعلمون ذوو الفاعلية وأولياء الأمر بعضهم البعض كما
همعليه بكل ما يتصفون به من جوانب القوة والضعف ، ومرتبة الكمال والنقص
وكما أنهميتقبلون الإنسان من جميع الجنسيات والألوان ، والعقائد ،
والإعاقات .
o الصراحة
واقصد بها هنا الصراحة بين المعلم وولى الأمر وبالعكس .
فالمعلمون مدينونلأولياء الأمور بجميع أحكامهم وأغلب صراحتهم ، والتى
تتضمن حقيقة الإجابات الممتنعة، لهذا عدم الصراحة يؤخر عملية الضبط لدى
الاهل ، لا سيما وأن المعلمين الحساسينيبدون الحقيقة بلطف واهتمام وليس
بطريقة فظة ووحشية تحت شعار الصراحة ، فالأهليريدون التعرف على حالات تقدم
أطفالهم الحقيقية ، مهما كانت مؤلمة ، وأنهم لايريدون سماع عبارات مثل :
لا تقلق أو لا تهتم … أو سوف يكون على ما يرام " بينمايفهمون أن الحقيقة
غير ذلك تماما .
ويستفيد الأهل من الصراحة عندما يتفاهمون معالآخرين فيما يخصهم او يخص
طفلهم ، يتحملون المسؤولية في جعل المعلم على درايةعندما لا يفهمون الخطط
المتبعة مع ولدهم، أو عندما لا يوافقون على العلاج المقترح ،أو حتى عند
افتقارهم للوقت والجهد الذي يسعون اليه من خلال المشاركة .

نصائح عامة في تربية وتأهيل الأطفال المصابين بالتوحد

قبلالبدء برسم الخطوط العامة للخطة الفردية يجب على المدرسين وأولياء
الأمور معرفةواكتشاف التصرفات والاهتمامات التى ينجذب اليها الطفل ، فاذا
ما كان الطفل يبدياهتماماً خاصاً بلعبة معينة ، أو شخص معين ، فذلك يفسح
المجال أمامنا لتوظيف ذلكالاهتمام لحفز الطفل للقيام بما نريد .
يجب أن تحضر قائمة بتلك الاهتمامات وسوفأذكر بعض الأمور المهمة التي يجب معرفتها:
o التحفيز والتعزيز الغير مناسب
يجب أللا نشجع الطفل على سلوك معين ، إذا ما كان حدوث ذلك السلوك فيما بعد
يؤديإلي اشكالات اجتماعية مثلاً ( عندما ندرب الطفل على المصافحة باليد ،
يجب تشجيعهعلى المصافحة إذا بادر أحد بمد يده، وليس بأن يكون المبادر بذلك
، بخاصة إذا ما كانالشخص غريبا وقد لا يقدر الوضع وربما هذا التصرف يزعج
الآخرين ويفسد علاقات الولدبمحيطه .
o التحفيز والتعزيز المناسب
إن مكافأة الطفل لحفزه على تكرارتصرفه في المستقبل ، وفي الوقت المناسب له
دور أساسي في بناء مسلكية الطفل أما إذااستمرينا بتكرار تقديم تلك
المكافأة دون الحاجة الى ذلك ، فيمكن أن نؤدي إلي سلوكغير مقبول .
ملاحظة : يجب أن يراعى ذوق الطفل عند تقديم الحوافز المأكولة ويجبتنويعها ومن الأفضل الابتعاد عن السكريات .
o وضع الطفل في جو مريح : –
يجبأن تكون قاعة التدريب مرتبة وجذابة وممتعة على أن لا تجعل منها مثارا
للدهشةوالالتهاء . يستحسن وجود مواد أولية للعمل اليدوي من أجل دفع الولد
إلي اكتشافمزايا الأشياء بيديه
o عرض منتجات الأولاد :-
إن عرض منتجات الأطفال علىجدران قاعة الدرس او على لوحات خاصة في باحة
المدرسة يعتبر من الحوافز القويةومبعثا لسرور الولد وافتخاره .
o ضبط النفس : –
على ولي الأمر والمدرسالمحافظة على الهدوء مهما حصل . عادة تكون ردة الفعل
عنيفة عند الطفل إذا ما جوبهبالصراخ . أن المرح في تلك الظروف أفضل بكثير
– دون مكافأة طبعا .
o الحرصالزائد : –
يجب ان يفسح المجال للطفل بأن يعمل بحرية في مختلف النشاطاتالمدرسية ولكن
بإشراف غير مباشر . وذلك من شأنه أن يزوده بالثقة بالنفس وتحملالمسؤولية
وذلك مع الحرص الزائد ومراعاة شروط السلامة.
o التوجيه السهل والموجز :-
يجب أن تكون التعليمات المعطاة للطفل واضحة وعملية ، وان تكون بلغة
بسيطةوموجزة وسهلة الفهم وتصف مقاييس السلوك المستهدف بدقة ، أن أداء
الولد للسلوكالمستهدف يعتمد بشكل رئيسي على التوجيهات الدقيقة .
o إبداء الرفق والحنان : –
أن التوجه إلى الطفل برفق وإبداء المحبة نحوه كإنسان كامل مهما كانت
إعاقتهيعتبر عاملا مهما في تعاون الولد ,. إن دفء العلاقة بين المدرس
والطفل تجعل الطفلأكثر حيوية وأكثر اهتماما بأداء العمل المطلوب . يجب
تجنب التمادي في الاحتضانوالتقبيل لأن ذلك له مضاعفات غير مرغوب فيها في
مرحلة الصبا والرجولة و علينا أن لاندلل المعاق دلالاً زائداً .
o عدم التبذير في المواد : –
مراعاة عدمالتبذير في المواد واستعمال المواد المستهلكة ليست ذات قيمة
مادية ولكن يمكن أنيكون لها قيمة تربوية . كاستعمال أوراق الجرائد
المستعملة لتدريب الأطفال علىتمزيق الورق باليدين أو قصه بالمقص واستعمال
العلب الفارغة وغيرها .
o محاكاةالأطفال في كل مناسبة : – ينصح
باستعمال اللغة المناسبة ، والأصوات للتعبير عنالشعور مع الأطفال و خاصة
مع الأطفال اللذين لا ينطقون جيداً . وأن التكلم مع الطفلبوتيرة واحدة
يمكن أن يشد اهتمامه .
o اختيار المهارات المفيدة : –ليس
هناكمن جدوى في إنشاء أبراج من المكعبات ، بل من الأفضل وضع هذه المكعبات
بالتسلسل ،تدريب الطفل على إدخالها بثغرات مناسبة لحجمها وشكلها ، وذلك
يمهد لتمكينه من إدخاليده في كم القميص وساقه في فتحة السروال .
o تدريب أولياء الأمور أو المشرفالمباشر : –
ضرورة تعميم المناهج بين البيت المدرسة وتوحيدها وذلك عن طريقالتنسيق المباشر وتدريب أولياء الأمور أو المشرف على الولد في البيت .
o مراعاةشروط التغذية :-
من المهم تزويد الأطفال بالطعام والشراب المغذيين بدلاً منإغراقهم بالمواد
عديمة الفائدة ، أن تقديم الحلويات والمرطبات الغازية و الأيس كريملا يزود
الطفل بغذاء مفيد . ويستحسن عدم تقديم هذه المواد كحوافز . من
الأفضلاستبدالها بالفواكه الطازجة او عصير الفواكه .
o تحمل المسؤولية :-
يكتسبالطفل مهما كانت إعاقته نوعاً من المسؤولية إذا ما دربناه على تحملها
كألفاظ علىنظافة الغرفة في البيت أو العناية الذاتية ونظافة طاولة الطعام
في المدرسة .
o توضيح الهدف عملياً : –
عند شرح كيفية القيام بعمل ما ، علينا إطلاعالطفل على الهدف من القيام
بذلك مثلاً : يجب أن تعرف كيفية تعدل الحرارة الماء فيالمغسلة لكي لا تحرق
يديك ووجهك عند غسلهما ، هيا نقم بذلك هيا …
o التمثيل :- إن تأدية الأدوار والتمثيل تعتبر من أنجح الوسائل
التربوية لحفز الطفل إليتمثيل دوره الحقيقي في الحياة ومن المهم جداً
تدريب الصغار على القيام بأدوارمختلفة من القصص الشعبية والأساطير ، كما
يمكن أن يتدبروا على تأدية دور البوليسوالأب والبطل والنجار والرسام
والطبيب ، والطباخ والمدرس والخادم وقبطان الطائرةونشرح له دور كل فرد
وواجباته تجاه المجتمع. إن وجود مسرح دمى مهم جداً وذلك لماله من تأثير
كبير في مزاج الصغار ورغباتهم .

o إهمال التصرفاتالسيئة :- علينا قدر المستطاع عدم إعطاء أي اهتمام ، حين يقدم الطفل بسلوك شاذ
مثلاً : إذا ما اعتاد الطفل الثرثرة الزائدة ، نستطيع أن نخفف ذلك بعدم
إعارتهأي اهتمام حين يقوم بذلك لئلا نحفز الطفل على تكرار ذلك .
o الإبعاد :-
يبعد الطفل المشاغب عن الصف أو قاعة الدرس ويوضع بمعزل عن الجميع لفترة قصيرةمن الزمن على شرط إعلام الطفل عن أسباب إبعاده .
o ليكن المدرس مثلاً فيتصرفاته :-
إن الأطفال عادة ما يرغبون في تقليد أستاذهم ، فعلى المدرس أن يملكالسلوك
المقبول ، خلال قيامه بالأكل بالكلام ، بالمشي بالحركات حتى بمظهره
الخارجيوبعض الأطفال تروق لهم رؤية المدرس المثالي ، فيميلون إلي احترامه
والانصياعلأوامره
كيفية وضع الأهداف في كل مرحلة تدريبية :-
يجب أن نكون واقعيينبرسم الأهداف المطلوب الوصول إليها خلال كل مرحلة من
مراحل التدريب ، فلا نضعأهدافا بعيدة المنال أو تستلزم مستوى أرفع بكثير
من كفاءات الطفل مما يؤدي إلي خيبةالأمل للمدرس والطفل معا .
o التعليم تدريجياً : –
يجب ان تجري برمجةموضوعية ، تطورياً . ويجب اعتماد رزنامة لتطور الكفاءات
الفردية يمكن استشارةاختصاصي في التطور لاستيضاح سلم الأولويات التطويري
والتعرف على درجات التطورالتدريجي ومراحله . بوضع البرنامج بحيث يتمكن
الطفل من النجاح بالخطوة المرسومةلينتقل للتدريب على الخطوة الأصعب .
o المرونة في تنفيذ البرامج : –
يجبمراعاة الأمور التي يمكن أن تطرأ خلال التطبيق العملي لبرنامج معين
مثلاً : إذاما أقدم الطفل على سحب صحن رفيقه خلال الوجبة يمكن إيقافه
فوراً والشروع بتدريبهعلى التفرقة بين طعامي وطعامك (( مالي ومالك )) حتى
لو اضطررت إلي تأجيل النشاطالذي كان من المقرر عمله بعد الوجبة إلي ان
ننتهي من إيضاح تلك المعلومة ، وكثيراًما نضطر إلى وضع البرنامج جانباً
إلي فترة وجيزة لنتعامل مع تصرف سيئ وطارئ .
أن الظروف الطبيعية هي أفضل الظروف لتعليم الأطفال التصرف المناسب أما الظروفالاصطناعية فتكون غالبا أقل مساعدة على ذلك .
o توظيف الخبرات السابقة للولد : –
إن البحث والسؤال عن الخبرات السابقة التي من الممكن أن يكون قد اكتسبها
الطفلفي البيت أو من مدرس آخر يجعل البرنامج أكثر فائدة وأفضل متعة الطفل
، ويمكن الحصولعلى معلومات عن طبيعة الخبرات السابقة من التقارير المدرسية
أو البيتية .
o عرضالمهارة المراد تعلمها :-
على المدرب أن يشرح التصرف المطلوب القيام بهبالتفصيل وعرضه عملياً على الولد .
o الاستجابة الفورية :-
بإظهار نتيجةسلوك الطفل فوراً بعد انتهائه من إنجازه وذلك بمكافئته فوراً
بعد محاولة القيامبعمل معين بنجاح . وإذا ما لم يقم الطفل بإنجاز العمل
المطلوب أو أنجزه خطأ ، يجبإيقافه من متابعة المحاولة و إبلاغهم عدم الرضا
عما يقوم به وذلك بأي وسيلة يفهمبها ثم نقوم بعرض السلوك أو العمل أمام
الطفل .
o الحماسة : –
يجب إظهارالحماسة عند قيام الطفل بإحراز أي تقدم بما تتطلب منه من سلوك
وان يبدو أحياناًتقدماً بسيطاً بالنسبة للمدرس هو خطوة جبارة بالنسبة
للطفل .
o التصحيح : –
إذا ما قام الطفل بتصرف سيئ(خلال اللعب) يجب عدم التعنيف أو الصراخ عليه ،
بليجب نهيه عما يقوم به وتوصيل الطريقة المثلى للعب ويمكن أن تكون باللعب
معه .
o المظهر الخارجي : –
علينا تدريب الطفل على حسن المظهر الخارجي ، بحيثيبدو طبيعيا قدر الإمكان
وإذا ما كان مظهره وتصرفاته شاذة، ربما جعلته موضعاًللاستهزاء والسخرية
خاصة من الأطفال .
o البرمجة الفردية الخاصة : –
منالمهم أن نأخذ بعين الاعتبار ، الفروق الفردية والمزايا المختلفة لكل
طفل عن غيره ،يجب ان نرسم خطة فردية مناسبة لإمكانيات كل طفل بشكل منفرد .

o مراعاة مبادئالسلامة : –
عند تدريب الطفل علينا الانتباه إلي احتمال حدوث أذى من جراءالتدريب وذلك
بعدم وضع أشياء حادة بين يدي الطفل أو استعمال مواد أولية ممكن أنتكون
سامة إذا قام الطفل بتذوقها خلال العمل اليدوي .
o تعليمات تطبيقية :-
علينا تزويد الطفل بالمعلومات المتعلقة باستعمال المواد التي يراها
أوبالتصرفات المناسبة في الوقت المناسب . كغسيل اليدين لدى الخروج من
الحمام ، ويجبافتعال المواقف والتدرب عليها خلال ساعات التدريب . وعند
التدرب على استعمالالمعلقة والشوكة مثلاً ، يمكن دعوة ضيوف من الصفوف
الأخرى ، وتطبيق التدريباتعملياً .
o التقليد :-
يطلب من الطفل تقليد المدرس في حركاته لإتمام وظيفةما ، ليكافأ الطفل إذا ما نجح في تقليد المدرس تدريجياً .
مثلاً : كأن يطلب منالولد تقليد المدرس في غسل اليدين وتنشيفها .
o استعمال المرايا لتعليم النطق :-
إن استعمال المرايا فكرة لا بأس بها لرؤية الحركات التي يؤديها الطفل
ليعرفماذا وكيف يعمل . إن المرايا تعد أداة أساسية في حصة تعليم النطق ،
حيث يشاهد الطفلتفاصيل الحركات العضلية ويقارنها مع ما ينتج عنها من
أصوات.
o مراعاة الخصوصيات : –
يجب أن نراعي خصوصيات المعاق فنسمح له بتمضية بعض الوقت وحيداً وعند تدريبهعلى التبول أو التبرز يجب مراعاة الخصوصية .
o الاختلاط مع الأطفال العاديين :-
من الأفضل أن يتم اختلاط الأطفال المصابين بالتوحد مع الأطفال العاديين من وقتللأخر.




رد: -أهمية الوسائل التعليمية.

الوسائل التعليمية
مفهومها ـ فوائدها ـ أنواعها

توطئة : ـ
تختلف مسميات الوسائل التعليمية من مستعمل لأخر ، فأحيانا تسمى وسائل إيضاح ، لأنها تهدف إلى توضيح المعلومات ، وتسمى أحيانا أخرى الوسائل
السمعية والبصرية ، لن بعضها يعتمد على السماع كالمذياع ، والتسجيلات
الصوتية ، والمحاضرات . . . إلخ ، وبعضها يعتمد على حاسة البصر كالأفلام
الصامتة ، والصور الفوتوغرافية وغيرها ، وبعضها يستمل الحاستين كالأفلام
الناطقة ، والتلفاز .
غير أن الوسائل التعليمية بأنواعها المختلفة لا تغني عن المدرس ، أو تحل حله ، فهي عبارة عن وسيلة معينة للمدرس تساعده على أداء مهمته التعليمية
، بل إنها كثيرا ما تزيد من أعبائه ، غذ لا بد له من اختيارها بعناية
فائقة ، وتقديمها في الوقت التعليمي المناسب ، والعمل على وصل الخبرات
التي يقدمها المعلم نفسه ، والتي تعالجها الوسيلة المختارة ، وبذلك تغدو
رسالته أكثر فاعلية ، وأعمق تأثيرا .
مفهوم الوسيلة التعليمية : ـ
يمكن القول إن الوسيلة التعليمية
: هي كل أداة يستخدمها المعلم لتحسين عملية التعلم والتعليم ، وتوضيح
المعاني والأفكار ، أو التدريب على المهارات ، أو تعويد التلاميذ على
العادات الصالحة ، أو تنمية الاتجاهات ، وغرس القيم المرغوب فيها ، دون أن
يعتمد المعلم أساسا على الألفاظ والرموز والأرقام .
وهي باختصار جميع الوسائط التي يستخدمها المعلم في الموقف التعليمي لتوصيل
الحقائق ، أو الأفكار ، أو المعاني للتلاميذ لجعل درسه أكثر إثارة وتشويقا
، ولجعل الخبر التربوية خبرة حية ، وهادفة ، ومباشرة في نفس الوقت .
دور الوسائل التعليمية في عملية التعليم والتعلم : ـ
يقصد بعملية التعليم توصيل المعرفة إلى المتعلم ، وخلق الدوافع ، وإيجاد
الرغبة لديه للبحث والتنقيب ، والعمل للوصول إلى المعرفة ، وهذا يقتضي
وجود طريقة ، أو أسلوب يوصله إلى هدفه . لذلك لا يخفى على الممارس لعملية
التعليم والتعلم ما تنطوي عليه الوسائل التعليمية من أهمية كبرى في توفير الخبرات الحسية التي يصعب تحقيقها في الظروف الطبيعية للخبرة التعليمية ، وكذلك في تخطي العوائق التي تعترض عملية الإيضاح إذا ما اعتمد على الواقع نفسه .
وتنبع أهمية الوسيلة التعليمية ، وتتحدد أغراضها التي تؤديها في المتعلم من طبيعة الأهداف التي يتم اختيار الوسيلة لتحقيقها من المادة التعليمية التي يراد للطلاب تعلمها ، ثم من مستويات نمو المتعلمين الإدراكية ، فالوسائل التعليمية التي يتم اختيارها للمراحل التعليمية الدنيا تختلف إلى حد ما عن الوسائل التي نختارها للصفوف العليا ، أو المراحل التعليمية المتقدمة ، كالمرحلة المتوسطة والثانوية .
ويمكن حصر دور الوسائل التعليمية وأهميتها في الآتي : ـ
1 ـ تقليل الجهد ، واختصار الوقت من المتعلم والمعلم .
2 ـ تتغلب على اللفظية وعيوبها .
3 ـ تساعد في نقل المعرفة ، وتوضيح الجوانب المبهمة ، وتثبيت عملية الإدراك .
4 ـ تثير اهتمام وانتباه الدارسين ، وتنمي فيهم دقة الملاحظة .
5 ـ تثبت المعلومات ، وتزيد من حفظ الطالب ، وتضاعف استيعابه .
6 ـ تنمي الاستمرار في الفكر .
7 ـ تقوّم معلومات الطالب ، وتقيس مدى ما استوعبه من الدري .
8 ـ تسهل عملية التعليم على المدرس ، والتعلم على الطالب .
9 ـ تعلم بمفردها كالتلفاز ، والرحلات ، والمتاحف . . . إلخ .
10 ـ توضيح بعض المفاهيم المعينة للتعليم .
11 ـ تساعد على إبراز الفروق الفردية بين الطلاب في المجالات اللغوية المختلفة ، وبخاصة في مجال التغيير الشفوي .
12 ـ تساعد الطلاب على التزود بالمعلومات العلمية ، وبألفاظ الحضارة الحديثة الدالة عليها .
13 ـ تتيح للمتعلمين فرصا متعددة من فرص المتعة ، وتحقيق الذات .
14 ـ تساعد على إبقاء الخبرة التعليمية حية لأطول فترة ممكنة مع التلاميذ .
15 ـ تعلم المهارات ، وتنمي الاتجاهات ، وتربي الذوق ، وتعدل السلوك .

شروط اختيار الوسائل التعليمية ، أو إعدادها : ـ

لكي تؤدي الوسائل العلمية الغرض الذي وجدت من أجله في عملية التعلم ، وبشكل فاعل ، لا بد من مراعاة الشروط التالية : ـ
1 ـ أن تتناسب الوسيلة مع الأهداف التي سيتم تحقيقها من الدرس .
2 ـ دقة المادة العلمية ومناسبتها للدرس .
3 ـ أن تناسب الطلاب من حيث خبراتهم السابقة .
4 ـ ينبغي ألا تحتوي الوسيلة على معلومات خاطئة ، أو قديمة ، أو ناقصة ،
أو متحيزة ، أو مشوهة ، أو هازلة ، وإنما يجب أن تساعد على تكوين صورة
كلية واقعية سليمة صادقة حديثة أمينة متزنة .
5 ـ أن تعبر تعبيرا صادقا عن الرسالة التي يرغب المعلم توصيلها إلى المتعلمين .
6 ـ أن يكون للوسيلة موضوع واحد محدد ، ومتجانس ، ومنسجم مع موضوع الدرس ، ليسهل على الدارسين إدراكه وتتبعه .
7 ـ أن يتناسب حجمها ، أو مساحتها مع عدد طلاب الصف .
8 ـ أن تساعد على اتباع الطريقة العلمية في التفكير ، والدقة والملاحظة .
9 ـ توافر المواد الخام اللازمة لصنعها ، مع رخص تكاليفها .
10 ـ أن تناسب ما يبذل في استعمالها من جهد ، ووقت ، ومال ، وكذا في حال إعدادها محليا ، يجب أن يراعى فيها نفس الشرط .
11 ـ أن تتناسب ومدارك الدارسين ، بحيث يسل الاستفادة منها .
12 ـ أن يكون استعمالها ممكنا وسهلا .
13 ـ أن يشترك المدرس والطلاب في اختيار الوسيلة الجيدة التي تحقق الغرض ، وفيما يتعلق بإعدادها يراعى الآتي :
أ ـ اختبار الوسيلة قبل استعمالها للتأكد من صلاحيتها .
ب ـ إعداد المكان المناسب الذي ستستعمل فيه ، بحيث يتمكن كل دارس أن يسمع ، ويرى بوضوح تامين .
ج ـ تهيئة أذهان الدارسين إلى ما ينبغي ملاحظته ، أو إلى المعارف التي
يدور حولها موضوع الدرس ، وذلك بإثارة بعض الأسئلة ذات الصلة به ، لإبراز
النقاط المهمة التي تجيب الوسيلة عليها .

بعض القواعد العامة في استخدام الوسائل وفوائدها : ـ
يتفق التربويون وخبراء الوسائل التعليمية بعد أن عرفت قيمتها ، والعائد التربوي منها بأنها ضرورة من ضرورات التعلم ، وأدواته لا يمكن الاستغناء عنها ، لهذا رصدت السلطات التعليمية لها ميزانيات ضخمة لشرائها ، أو لإنتاجها ، أو لعرضها وبيعها .
غير أن المشكلة تكمن في عالمنا العربي أن كثيرا من المعلمين لا يستعينون بها بالقدر الكافي لسباب منها :
1 ـ أن هؤلاء المعلمين لم يتدربوا عليها وهم طلاب في مراحل التعليم العام
، ولا هم في مراحل الدراسة في كليات التربية ، ودور المعلمين .
2 ـ أن بعضهم لا يؤمن بفائدتها ، وجدواها ، ويعتبر استخدامها مضيعة للوقت ، والجهد ، وأن الطلاب لن يستفيدوا منها شيئا .
3 ـ والبعض يخشى تحمل مسؤوليتها خوفا من أن تكسر ، أو تحرق ، أو تتلف ، فيكلف بالتعويض عنها .
ورغم الأسباب السابقة ، وغيرها لا يوجد مطلقا ما يبرر عدم استخدامها ،
والاستفادة منها ، ومما تتيحه من فرص عظيمة لمواقف تربوية يستفيد منها
الطلاب ، ويبقى أثرها معهم لسنوات طويلة . لذلك ينبغي على المعلم عند
استعمال الوسائل التعليمية مراعاة التالي : ـ
1 ـ قبل استخدام الوسيلة التعليمية
8لى المعلم أن يحضر درسه الذي سيقوم بتدريسه ، ثم يحدد نوع الوسيلة التي
يمكن أن تفيد فيه ، ومن ثم لم يجد صعوبة في تجهيزها ، واستخدامها .
2 ـ ينبغي على المعلم إلا يستخدم أكثر من وسيلة في الدرس الواحد ، ضمانا
لتركيز الطلاب عليها من جانب ، ولحسن استخدامها من جانب آخر .
3 ـ ينبغي ألا يكون استخدام الوسيلة التعليمية
هو الأساس في الدرس ، إذ هو جزء مكمل له ، لهذا يجب التنبه لعنصر الوقت
الذي ستستغرقه ، خاصة وأن بعض الطلاب قد يطلبون من المعلم الاستمرار في
الاستمتاع بها مما يضع جزءا كبيرا من الفائدة التي استخدمت من أجلها .
4 ـ على المعلم أن يخبر طلابه عن الوسيلة التي سيستخدمها أمامهم ن وعن
الهدف منها ، ذلك قبل أن يبدأ الدرس ، حتى لا ينصرف جزء من تفكيرهم في
تأملها ، في الوقت الذي يكون فيه منشغلا في شرح الدرس .
5 ـ إذا كان المعلم سيستخدم جهازا دقيقا كوسيلة من وسائل التعلم ، عليه أن
يختبره قبل أن يدخل به حجرة الدراسة ، وأن يتأكد من سلامته ، حتى لا يفاجأ
بأي موقف غير متوقع أمام الطلاب ، مما قد يسبب له حرجا .
6 ـ ينبغي ألا يترك المعلم حجرة الدراسة أثناء عمل الآلة ، حتى لا تتعرض
هي أو ما في داخلها من صور أو أفلام ـ إذا كانت جهاز عرض علوي ـ أو جهاز
عرض أفلام " فيديو " ـ للتلف ، أو أن يخلق عرض الشريط جوا عاما من عدم
الاهتمام بالموقف التعليمي ، واحترامه ، بذلك يصبح الفلم أداة ضارة تساعد
على تكوين عادات ، واتجاهات غير مرغوب فيها .
7 ـ يحسن أن يستعين المعلم ببعض الطلاب لتشغيل الوسيلة التي أحضرها لهم ،
ذلك لاكتساب الخبرة من ناحية ، ولجعلهم يشعرون أنهم مشاركون في أنشطة الصف
من ناحية أخرى .

فوائد الوسائل التعليمية : ـ
للوسائل التعليمية إذا أحسن استخدامها فوائد كثيرة منه :
1 ـ تقدم للتلاميذ أساسا ماديا للإدراك الحسي ، ومن ثم تقلل من استخدامهم لألفاظ لا يفهمون معناها .
2 ـ تثير اهتمامهم كثيرا .
3 ـ تجعل ما يتعلمونه باقي الأثر .
4 ـ تقدم خبرات واقعية تدعو التلاميذ إلى النشاط الذاتي .
5 ـ تنمي فيهم استمرارية التفكير ، كما هو الحال عند استخدام الصور المتحركة ، والتمثيليات ، والرحلات .
6 ـ تسهم في نمو المعاني ن ومن ثم في تنمية الثروة اللغوية عند التلاميذ .
7 ـ تقدم خبرات لا يمكن الحصول عليها عن طريق أدوات أخرى ، وتسهم في جعل ما يتعلمه التلاميذ أكثر كفاية وعمقا وتنوعا .

أنواع الوسائل التعليمية : ـ
يصنف خبراء الوسائل التعليمية ، والتربويون الذين يهتمون بها ، وبآثارها على الحواس الخمس عند الدارسين بالمجموعات التالية : ـ
المجموعة الأولى : الوسائل البصرية مثل :
1 ـ الصور المعتمة ، والشرائح ، والأفلام الثابتة .
2 ـ الأفلام المتحركة والثابتة .
3 ـ السبورة .
4 ـ الخرائط .
5 ـ الكرة الأرضية .
6 ـ اللوحات والبطاقات .
7 ـ الرسوم البيانية .
8 ـ النماذج والعينات .
9 ـ المعارض والمتاحف .

المجموعة الثانية : الوسائل السمعية :
وتضم الأدوات التي تعتمد علة حاسة السمع وتشمل : ـ
1 ـ الإذاعة المدرسية الداخلية .
2 ـ المذياع " الراديو " .
3 ـ الحاكي " الجرامفون " .
4 ـ أجهزة التسجيل الصوتي .

المجموعة الثالثة : الوسائل السمعية البصرية : ـ
وتضم الأدوات والمواد التي تعتمد على حاستي السمع والبصر معا وتحوي الآتي :
1 ـ الأفلام المتحركة والناطقة .
2 ـ الأفلام الثابتة ، والمصحوبة بتسجيلات صوتية .
3 ـ مسرح العرائس .
4 ـ التلفاز .
5 ـ جهاز عرض الأفلام " الفيديو " .

المجموعة الرابعة وتتمثل في : ـ
الرحلات التعليمية .
2 ـ المعرض التعليمية .
3 ـ المتاحف المدرسية .
وسوف نتحدث باختصار عن بعضها بغد أن نختارها عشوائيا ، لا عن طريق
المفاضلة ، إذ إن جميعها يتم استخدامه حسب الحاجة إليه ، ولا يمكن
الاستغناء عنه ، أو التقليل من أهميته

أولا الرحلات التعليمية : ـ
تعد الرحلات التعليمية من أقوى الوسائل التعليمية
تأثيرا في حياة الطلاب ، فهي تنقلهم من جو الأسلوب الرمزي المجرد إلى
مشاهدة الحقائق على طبيعتها ، فتقوي فيهم عملية الإدراك ، وتبث عناصرها
فيهم بشكل يعجز عنه الكلام والشرح . كما أن في الرحلات تغييرا للجو
المدرسي من حيث الانطلاق والمرح اللذان يسيطران على جوها ، ومما يصادفه
الطالب من أمور جديدة في الرحلة ، كالاعتماد على النفس ، ومساعدة غيره من
الطلاب الأمر الذي ينمي شخصيته ويخلق عنده الشعور بالمسؤولية .
ويمكن تعريف الرحلة المدرسية التعليمية بأنها : خروج الطلاب من المدرسة بشكل جماعي منظم لتحقيق هدف تعليمي مرتبط بالمنهج الدراسي المقرر ، ومخطط له من قبل .
ومن خلال التعريف السابق نلخص أن الرحلة التعليمية
يجب أن تبنى على هدف تعليمي وتحقق أبعاده المختلفة ، وهي بذلك تختلف عن
الرحلة المدرسية التي يقصد بها الترويح والسمر واللهو البريء .
وللإفادة التعليمية المرجوة من الرحلات التعليمية
يجب مراعاة أن تستهدف كل رحلة غرضا محددا يربطها بالمناهج الدراسية ، كما
هو واضح من التعريف السابق ، على أن يكون رائدها تحقيق الدراسة العلمية
للبيئة ، وأن توضع لها النظم الدقيقة الكفيلة بالإفادة التعليمية القصوى لكل مشترك .
وغالبا ما تكون الرحلات التعليمية موجهة إلى الأماكن التالية : ـ
المصانع ، المؤسسات الحكومية والأهلية ، المعارض التعليمية
أو الصناعية أو الزراعية ، معارض التقنية الحديثة " الحاسوب " والأجهزة
الطبية ، الموانئ والمطارات ، مراكز التدريب المهني ، المزارع ، المناجم ،
المتاحف ، الأماكن الأثرية ، وغيرها .

ثانيا ـ المعارض التعليمية : تعد المعارض التعليمية من الوسائل الجيدة في نقل المعرفة لعدد كبير من المتعلمين ، لهذا فإنها تشكل دافعا للخلق والابتكار في إنتاج الكثير من الوسائل التعليمية ، وجمع العديد منها لإبراز النشاط المدرسي . وتشمل المعارض التعليمية كل ما يمكن عرضه لتوصيل أفكار ، ومعلومات معينة إلى المشاهد ، وتتدرج محتوياتها من أبسط أنواع الوسائل ، والمصورات ، والنماذج ، إلى أكثرها تعقيدا كالشرائح والأفلام .




رد: -أهمية الوسائل التعليمية.

أنواع المعارض : ـ
هناك عدة أنواع من المعارض التعليمية التي يمكن إقامتها على مستويات مختلفة ، بحيث يحقق كل منها العرض الذي أعد من أجله ، ومن هذه المعارض الآتي :
1 ـ معرض الصف الدراسي :
وهو ما يشترك في إعداده طلاب صف دراسي معين ، حيث يقوم الطلاب وتحت إشراف رائد الصف بجمع كثير من الوسائل التعليمية
المختلفة ، التي قاموا بإعدادها من مواد البيئة المحيطة بهم ، كالخرائط
والمجسمات ، وما يرسمونه من لوحات وتصميمات ، أو شراء بعضها ، أو جلبها من
بيوتهم باعتبارها ممتلكات خاصة كالسيوف والخناجر والمصنوعات اليدوية من
خسف النخيل ، أو الصوف ، وغيرها ، ثم تعرض تلك الوسائل
داخل حجرة الدراسة ، وتقوم بقية الصفوف الأخرى بزيارة المعرض والاطلاع على
محتوياته ، ثم بعد ذلك يقوم المعرض من قبل لجنة مختصة من داخل المدرسة ،
وتختار بعض الوسائل المتميزة للمشاركة بها في معرض المدرسة ، ويعتبر هذا النوع من المعارض بمثابة تسجيل لنشاط طلبة الصف .
2 ـ المعرض المدرسي :
يضم الإنتاج الكلي من الوسائل التعليمية التي تم اختيارها من معارض الصفوف مضافا إليه ما ترى المدرسة أهمية في عرضه ، ويضم أيضا المعروضات التي يقوم أعضاء جمعيات النشاط التربوي بالمدرسة بصنعها ، وإعدادها للمعرض العام للمدرسة .
3 ـ المعرض العام بالمنطقة التعليمية :
يتكون المعرض من مجموع الوسائل التعليمية
، واللوحات الفنية والمجسمات المتميزة التي تم اختيارها من المعارض
المدرسية بوساطة لجنة مختصة بتقويم المعرض ، مشكلة من بعض المشرفين
التربويين للوسائل التعليمية
، ومشرفي التربية الفنية ، وغيرهم من مشرفي المواد الدراسية الأخرى ،
ويخصص عادة لكل مدرسة مشاركة في المعرض ركن خاص بها لعرض منتجاتها ،
وغالبا ما يقام هذا المعرض في إحدى القاعات الخاصة بالمنطقة التعليمية ، على ألا تزيد مدة العرض على عشرة أيام .
4 ـ المعرض العام على مستوى الدولة :
يشتمل هذا المعرض على مجموعات من إنتاج المناطق التعليمية المختلفة التي يتم اختيارها بعناية ، ويستمر عرضها لمدة لا تتجاوز خمسة عشر يوما .
ويمكن لهذه المعارض أن تحقق كثيرا من الفوائد التربوية التي يمكن إجمالها في الآتي :
1 ـ توصيل الأفكار التعليمية لعدد كبير من الدارسين والمهتمين بها في وقت قصير .
2 ـ إبراز مناشط المدارس ، إذ يبعث فيها المعرض التنافس الشريف للخلق والإبداع والابتكار في إنتاج الوسائل التعليمية .
3 ـ تبادل الخبرات التعليمية بين المدار للوصول إلى مستويات جيدة في إنتاج الوسائل التعليمية .
4 ـ دراسة الموضوعات المختلفة عن طريق المعروضات التي تضمها تلك المعارض .

ثالثا ـ اللوحات التعليمية ، أو التوضيحية :
تضم هذه اللوحات كلا من الآتي : ـ
1 ـ لوحة الطباشير " السبورة " .
2 ـ اللوحة الوبرية " لوحة الفنيلا "
3 ـ لوحة الجيوب .
4 ـ اللوحة المغناطيسية .
5 ـ اللوحة الكهربائية .
6 ـ لوحة المعلومات " اللوحة الإخبارية " .
وسنتحدث في عجالة عن الأنواع الثلاثة الأول لأهميتها ، وكثرة استعمالها .

أولا ـ لوح الطباشير ، أو ما يعرف بالسبورة :
تعتبر السبورة من أقدم الوسائل التعليمية المستعملة في حقل التعليم ، وهي قاسم مشترك في جميع الدروس ، وكل الصفوف ، والمدارس ، وتعد أكثر الوسائل التعليمية
انتشارا ، وتوافرا واستعمالا . ويعود السبب في انتشارها إلى سهولة
استعمالها من قبل المعلم والمتعلم ، إضافة إلى مرونتها عند الاستعمال . إذ
يمكن تسخيرها لجميع المواد الدراسية من علوم ولغات ورياضيا واجتماعيات
وغيرها . ناهيك عن قلة تكاليفها ، وإزالة ما يكتب عليها بسهولة .
وقد تطورت سبورة الطباشير في كثير من المدارس الحديثة ، والنموذجية ، حيث
استخدمت فيها ألواح من الخشب الأبيض المغطى بطبقة مصقولة تعرف بـ :
الفورمايكا " تسمح بالكتابة عليها بالألوان الزيتية الملونة ، والتي يتم
إزالتها بسهولة .
أنواعها : ـ
1 ـ اللون الثابت على أحد جدران الصف الدراسي ، وكان قديما من الإسمنت
الناعم المدهون بالطلاء الأسود أو الأخضر الغامق . أما اليوم فأكثره من
الخشب المدهون أيضا بالطلاء الأخضر ، والمثبت على أحد جدران الصف ،
ويستخدم في الكتابة عليه الطباشير بألوانه المختلفة ، وقد يكون من الخشب
المكسو بطبقة مصقولة كما ذكرنا .
2 ـ اللوح ذو الوجهين : ـ
وهو لوح نقال يتكون من واجهتين خشبيتين مثبت من الوسط على حامل ، ويستفاد
منه في الحجرات الدراسية ، وقاعات المحاضرات ، والملاعب ، وأفنية المدارس
.
3 ـ اللوح المتحرك مع الحامل ، ولكنه بوجه واحد .
4 ـ اللوح المنزلق : ـ
يتكون من عدة قطع مثبتة على جدار تنزلق بوساطة بكرات إلى الأعلى ، والأسفل ، إما باليد ، أو الكهرباء .
5 ـ اللوح ذو الستارة : ـ
غالبا ما يكون من النوع الثابت ، وغطي بستارة متحركة تشبه في شكلها ستائر
النوافذ العادية ، وباستعماله يسهل إعداد مواد تعليمية ، أو رسومات ، أو
أسئلة في وقت مسبق من بدء الحصة ، وإظهارها تدريجيا ، أو دفعة واحد أمام
الطلبة .
6 ـ اللوح المغناطيسي : ـ
يتكون من واجهة حديدية ، ويمكن أن يكون من النوعين الثابت والمتحرك ، ومن
ميزته سهولة تثبيت بعض المواد المكتوبة كالحروف ، والكلمات ، أو بعض
الرسومات ، أو المجسمات الصغيرة بوساطة قطع مغناطيسية .
7 ـ سبورة الخرائط الصماء : ـ
هي السبورة التي ترسم عليها الخرائط عادة باللون الأحمر الزيتي ، بحيث يمكن الكتابة عليها ثم مسحها دون الخريطة .

شروط استخدام السبورة : ـ
1 ـ ألا يملأ المدرس السبورة بالكتابة ، بل يجب تنسيق الكتابة عليها بخط واضح ، وأن يقسم السبورة حسب ما يدون عليها من معلومات .
2 ـ أن يترك جزءا من الجانب الأيسر للسبورة لكتابة المصطلحات الجديدة ، أو رسم شكل
تخطيطي ، أو ما إلى ذلك .
3 ـ أن يخصص جزءا من الجانب الأيمن لكتابية البيانات المطلوبة عن الصف
الذي يشغله بالدرس ، كاليوم ، والتاريخ ، واسم المادة والحضور ، والغياب .

4 ـ يحسن استخدام الأدوات الهندسية في الرسم عليها .
5 ـ أن يحافظ على تنظيمها في نهاية كل حصة ، ويمحو ما كتب عليها بمجرد الاستغناء عنه .
6 ـ الاختصار في الكتابة عليها قدر الإمكان ، حتى لا تتشتت أذهان الطلاب
بكثرة ما كتب عليها ، وعدم تنظيمه ، وتداخله مع بعضه البعض .

فوائد ومجالات استخدامها : ـ 1

ـ نسخ مواد غير موجودة في الكتاب المدرسي ، أو كتابة المواد التي تلزم أثناء مناقشة الدرس .
2 ـ ضرورة الكتابة عليها خاصة في المرحلة الابتدائية ، لتجنب إملاء
التلاميذ ، ولضمان إملائهم مواد صحيحة خالية من الأخطاء اللغوية .
3 ـ إبراز المواد المهمة ، كالكلمات الجديدة ، أو الصعبة في دروس اللغات ،
أو القواعد الإملائية ، أو النحوية ، أو الأفكار الرئيسة في دروس القراءة
، والنصوص الأدبية ، والعناصر الأساس في موضوعات التعبير الشفوي ،
والتحريري وغيرها .
4 ـ كتابة أسئلة الاختبارات .
5 ـ حل التمارين لكثير من المواد الدراسية ، كالقواعد ، والعلوم ، والرياضيات ، والكيمياء والفيزياء .
6 ـ يرسم عليها المعلم بعض الخرائط التوضيحية ، والرسوم الهندسية .

ثالثا ـ اللوحة الوبرية ( لوحة الفنيلا ) : ـ
لوحة عادية ذات حجم مناسب ، تصنع من خشب " الأبلكاش " ، أو الكرتون السميك
، وتغطى بقطعة من قماش " الفنيلا " وبرية الوجهين ، وتستعمل معها عناصر
توضيحية من صور ، أو رسومات ، أو أحرف ، أو أشكال ، أو أي مادة سطحية
خفيفة .
ويراعى في قطعة القماش التي يغطى بها اللوح الخشبي ، أو الكرتون أن تكون
قاتمة اللون قليلة الاتساخ ، وأنسب الألوان اللون الرمادي، أو الخضر
الغامق . كما ويجب الاهتمام بمساحة اللوحة حتى يكون استعمالها بمواد بمواد
ذات قياس معقول يستطيع مشاهدتها جميع تلاميذ الصف ، وانسب قياس لها 100 ×
70 سم ، وإلى جانب اللوح والقماش نحتاج إلى دبابيس طبعة ، وخيط أضابير .
أشكال اللوحة الوبرية :
للوحة الوبرية أشكال مختلفة كل منها يستعمل حسب الحاجة إليه ، ومن هذه الأشكال :
اللوحة العادية ، واللوحة على شكل كيس ، واللوحة على شكل إضبارة ، واللوحة على شكل حقيبة .

تجهيز اللوحة الوبرية العادية :
يتم تجهيز اللوحة الوبرية العادية على النحو التالي :
1 ـ نقوم بثقب الأبلكاش ، أو الكرتون السميك من أحد أطرافه الأربعة بغرض تعليقه عند الاستعمال ، ثم نثبت به خيط الأضابير .
2 ـ نبدأ شد قطعة قماش الفنيلا على اللوح ، وتثبيتها من جميع الأطراف بوساطة الدبابيس ، وبذلك تكون اللوحة جاهزة للاستعمال .
والأساس في استعمال اللوحة الوبرية بمختلف أنواعها مبني على التصاق سطحين
من الفنيلا حال استعمالها ، وذلك لوجود الوبر على كل منها ، كما يمكن أن
يلصق عليها
الزجاج ، والإسفنج .

مجالات استخدام اللوحة الوبرية :
يمكن استخدام اللوحة الوبرية في تعليم ، أو إيضاح كثير من مواد التدريس ، كاللغات ، والاجتماعيات ، والعلوم ، والرياضيات . . . إلخ
ويوصي خبراء الوسائل التعليمية ، والتربويون عند استخدام اللوحة الوبرية بما يلي :
1 ـ استعمال اللوحة لفكرة واحده ، وتجنب ازدحامها بالمعلومات .
2 ـ مراعاة حجم ما يعرض عليها من صور ، ورسومات ، وكلمات ، بحيث يسهل مشاهدتها من قبل كافة تلاميذ الصف .
3 ـ تثبيت اللوحة في مكان جيد الإنارة ن كما ينبغي أن تتناسب ارتفاعا وانخفاضا مع أعمار التلاميذ .
4 ـ إعداد المواد وتصنيفها قبل تثبيتها على اللوحة .
5 ـ حفظ موادها داخل علب كرتون ن أو ملفات حسب موضوعاتها ، حتى يسهل تناولها عند الحاجة .

مزايا اللوحة الوبرية :
1 ـ 1 ـ يمكن تحضير عناصرها مسبقا ن مما يوفر وقت المعلم ، كما يمكن استخدامها مرارا .
2 ـ يتم تحريك البيانات عليها بسهولة ، لتكوين أفكار جديدة ، وليتمكن التلاميذ من التدريب عليها .
3 ـ تساعد في تثبيت المعلومات ، وتنشيط عملية التعلم .
4 ـ تجلب انتباه التلاميذ ، وتشوقهم إلى الدرس .
5 ت لا تزدحم اللوحة بالبيانات جميعها ، طالما يمكن تغيير البيانات ، أو المعلومات بسهولة .

لوحة الجيوب : ـ
تماثل لوحة الجيوب اللوحة الوبرية في استعمالها ، إلا أنها تختلف عنها من
حيث إن البطاقات والصور والرسوم لا تثبت عليها بوساطة الالتصاق ، وإنما
تنزلق عليها في ممرات أفقيه تشبه الجيوب ، وهذه من أهم ميزاتها ، إذ إنها
تتيح للمعلم وضع البيانات ، وترتيبها في سرعة وسهولة ، وحسب الاحتياجات
الفعلية للدرس .

طريقة إعدادها : ـ
تعتبر طريقة إعداد لوحة الجيوب من السهولة بمكان ، إذا توافرت المواد التالية : ـ
1 ـ طبق ( فرخ ) ورق برستول مقاس 100 ×70 سم .
2 ـ لوح من الأبلكاش ، أو الكرتون " المقوى " المضغوط نفس المقاس .
3 ـ دبابيس دباسة ، أو دبابيس طبعة .
4 ـ خيط تعليق .
5 ـ شريط عريض من الورق المصمغ .
ويتم إعدادها على الشكل التالي : ـ
1 ـ يقسم المعلم طبق الورق إلى أقسام متوازنة مستخدما القلم الرصاص حسب الترتيب الآتي : ـ
13 سم ، ثم 4 سم على التوالي حتى نهاية الطبق ، ويبقى الجزء العلوي بارتفاع 15 سم .
2 ـ يثني المعلم الورق حسب المقاسات التي سطرها ويثبتها بالدباسة .
3 ـ يثبت الطبق المثنى على لوح الأبلكاش ، أو الكرتون بوساطة دبابيس الطبعة ، أو دبابيس الدباسة .
4 ـ يمكن إحاطة اللوح بشريط من الورق المصمغ حتى يثبَّت طبق الورق تماما على اللوح أو الكرتون .
5 ـ يثقب اللوح ، أو الكرتون مع الطبق من الأعلى لوضع خيط الإضبارة كعلاقة لها .

مجالات استخدامها : ـ
تستخدم لوحة الجيوب عادة في تعليم اللغات ، والحساب ، والقراءة العربية ،
لتلاميذ المرحلة الابتدائية ، ولا سيما الصفوف الدنيا ، حيث يستطيع المعلم
كتابة كل ما يريده من كلمات ، أو حروف ، أو أرقام ، وكل ما يريد رسمه من
صور على بطاقات ذات مقاسات مناسبة لارتفاع الجيوب ، وبحيث تظهر المادة
المكتوبة على البطاقة عند وضعها في الجيب . كما يمكن استخدامها في أغراض
كثيرة داخل المدرسة ، والمكتبة المدرسية ، وغرف المدرسين ، والإدارة ،
وذلك باستعمالها كصندوق بريد ، أو حافظة كتب ، ومجلات ، أو تصنيف بطاقات
المكتبة ن وغيرها .

وفيما يلي وصف للبطاقات التي يمكن استعمالها في لوحة الجيوب :
1 ـ بطاقات تحمل صورة تحتها كلمة ن أو جملة ، وتستخدم في تعليم تلاميذ الصف الأول الابتدائي على القراءة .
2 ـ بطاقات تحمل تفسيرا للمفردات الجديدة ، أو الصعبة الواردة في الدرس .
3 ـ بطاقات تحمل سؤلا يجيب عليه التلميذ بعد القراءة الصامتة .
4 ـ بطاقات تحتوي على اختيار إجابات من متعدد .
5 ـ بطاقات تحمل تدريبا لغويا يراد من التلاميذ حله .
6 ـ بطاقات متسلسلة تحتوي على مشاهد من قصة رويت للتلاميذ .
7 ـ بطاقات تحمل أسئلة متسلسلة ، تكوّن إجاباتها قصة كاملة عرفها التلاميذ ، أو استمعوا إليها .
8 ـ بطاقات توظف فيها الأنماط اللغوية الجميلة الواردة في الدرس ضمن جمل ن ومواقف تعبيرية جديدة .
9 ـ بطاقات تعالج قضيا إملائية .
10 ـ بطاقات المطابقة بين : ـ
الكلمة والصورة الدالة عليها .
الجملة والصورة الدالة عليها .
الكلمة ، وعكس معناها " تضادها " .
الكلمة ومرادفها .
أهمية الوسائل التعليمية ودورها في الفعل التربويالتعليمي
مدخل:

إن الكيفية التي سننجز بها درسا، يفترض، ديداكتيكيا، أن ننطلق من أهداف
محددة وكفايات محددة، لاختيار وهيكلة المحتويات، وأن نستعمل طرائق وأنشطة
تقود إلى بلوغ هذه الأهداف. إلا أنها تفرض أيضا أن نختار ونوظف وسائل
وتقنيات وأدوات، تساعد على تحقيق أهداف دروسنا.
فما هي أهمية هذه الوسائل في العملية التعليمية
التعلمية، في إطار الديداكتيك العام، ضمن المنهاج الدراسي؟ وكيف تطورت عبر
التاريخ قديما وحديثا؟ للإجابة عن هذين السؤالين، نقدم مجموعة مختارة من
الشهادات تبين ذلك:
1. لقد نادى إيراموس Eramus (ق 15م) الهولندي: " أن يألف المتعلم الأشياء
والحيوانات بطرائق غير السابقة، التي تعتمد على الحفظ والتسميع ". وكان
ينادي بتعلم المرء اللغات، لا عن طريق تعلم القواعد، ولكن عن طريق
المحادثة واستعمال الأساليب.
2. كتب كومنيوس John Amos Cominius (ق 17) التشكوسلوفاكي، يقول: " يجب أن
يوضع كل شيء أمام الحواس طالما كان ذلك ممكنا. ولتبدأ المعرفة دائما من
الحواس".
3. لقد زعزع جان جاك روسو Jacque Rousseau Jean (ق 18) الفرنسي، عقائد
كثيرة، كانت سائدة عن التعليم وغيره، ودعا إلى تعليم كل ما يمكن تعليمه عن
طريق الملاحظة المباشرة للأشياء المادية والظواهر الطبيعية، بدلا من
استخدام الكلمات وحدها. يقول مثلا: " لماذا لا تبدأ بأن تعرض على
المتعلمين الشيء نفسه، لكي تمكنهم أن يعرفوا على الأقل ما نتحدث عنه".
4. لقد أكد بيستلوتزي Pestalozie (ق19) السويسري: " أن الكلمات لا تعدو
كونها رموزا، وأنها خالية من المعنى ما لم تصحبها خبرات واقعية. ويجب أن
تبدأ الخبرات بإدراك الأشياء المادية وبأداء الأعمال المادية والانغماس في
الانفعالات الواقعية ".
5. كان يعتقد هاربرت J. F. Herbert (ق 19) الألماني: " أن الخبرة تبدأ
بالإدراك الحسي للأشياء ". وكان يقول: " إن نمو المدركات لا يتم إلا عن
طريق ربط المدرك الجديد بالمدرك القديم".
6. أما فروبل F. Frobel (ق 19) الألماني، فقد نظم أفكار هاربرت وبلورها، وأكد أهمية اللعب في رياض الأطفال، وأقر على: " أن يحتوي منهج المدرسة على نشاط تطبيقي يناسب أعمار المتعلمين ". وأكد عن أهمية الرحلات وملاحظة الطبيعة ملاحظة مباشرة، واستخدام الأشياء والأجهزة في نمو الفهم.
7. ترى المدرسة التقدمية (1920/ 1930)، في فلسفتها، أن الهدف الرئيسي
للتعليم هو الفهم والتعبير، بعد أن كانت المدرسة الأكاديمية ترى أن
التعليم تذكر وتعرف وتصنيف. والمنهج السائد في المدرسة التقدمية هو منهج
النشاط القائم على مراكز اهتمام المتعلمين، كدراسة موضوعات يطلبونها هم،
بعد أن كان منهج المدرسة الأكاديمية قائما على المواد النظامية، كقواعد
اللغة والتاريخ والرياضيات. واهتمت المدرسة التقدمية، لتحقيق أهدافها،
بعدد من الوسائل السمعية البصرية، كالزيارات والرحلات، وكذا المسح والمعسكرات والمناقشات.
8. تهدف فلسفة مدرسة البيئة المحلية أو مدرسة المجتمع، ابتداء من سنة
1940، إلى تحسين الظروف التي تحيط بالمدرسة عن طريق تعليم المتعلمين
السيطرة على الظواهر المحيطة بهم، وتنمية النزعات البنائية فيهم. والمنهج
السائد في هذه المدرسة هو منهج النشاط القائم على مواقف الحياة
الاجتماعية.
9. ربما كانت أقوى دفعة لاستعمال الوسائل التعليمية، هي تلك التي حدثت أثناء الحرب العالمية الثانية، عندما نجح إعداد الملايين من الجنود الأمريكيين، باستعمال الوسائل التعليمية، وبخاصة، الصور المتحركة والنماذج والمصورات.
10. تطور الاختراعات وتنوع الوسائل التعليمية، مما أدى إلى وفرة الوسائل التعليمية وتنوعها، وصار من الممكن إنتاج كميات منها لا يستهان بها. واليوم، أصبح لزاما على المدرس أن يستخدم الوسائل التعليمية بكثرة وكفاية متزايدين.
I- مفهوم الوسائل التعليمية
ليست الوسائل
التعليمية، كما يعتقد البعض، مساعدة على الشرح فحسب، إنها جزء لا يتجزأ من
العملية التعليمية، أي من المنهاج الدراسي. لذا من الخطأ تسميتها " وسائل
الإيضاح " كما هو شائع في جل الأوساط التعليمية عندنا.
يقصد بالوسائل التعليمية جميع أنواع الوسائط التي تستخدم في العملية التعليمية التعلمية لتسهيل اكتساب المفاهيم والمعارف والمهارات وخلق المناخ الملائم لتنمية المواقف والاتجاهات وغرس القيم.
فالوسائل التعليمية
هي كل ما يعين المدرس على تطوير منهجية عمله والزيادة في مردوديته
التربوية، وكل ما يعين المتعلمين على إثراء خبراتهم وعقلنة أساليب تعلمهم،
وهي تضم: الكتب المدرسية والسبورات بأنواعها والنماذج والعينات والمجسمات
والخرائط الحائطية والشرائح (الشفافات) وأجهزة الإسقاط الخلفي وأجهزة
الإبيسكوب والأفلام والراديو والتلفاز وأشرطة الكاسيت وأشرطة الفيديو
والحاسوب… كما يمكن اعتبار تجهيزات حجرة الدرس والحديقة المدرسية
والبيئة المحلية من الوسائل التعليمية.
ومن الضروري أن ترتبط الوسائل التعليمية ارتباطا وثيقا بالمنهاج الدراسي وتتكامل معه، بحيث تصبح إحدى مكوناته الأساسية.
ولقد ساهم التطور التقني والتكنولوجي المعاصر في دعم اتجاه استخدام الوسائل التعليمية بشكل عام. وهو ما أصبح يعرف في العالم اليوم بتكنولوجيا التعليم.
II- الأهداف العامة للوسائل التعليمية:
نختار من الأهداف العامة للوسائل التعليمية ما يلي:
1. تقدم للمتعلمين أساسا ماديا للتفكير الإدراكي الحسي و تقلل من استخدام ألفاظ لا يفهمونها.
2. تعمل على جذب وتركيز انتباه المتعلمين، وذلك لما تضفيه على الدرس من حيوية وواقعية.
3. تثير اهتمام المتعلمين وتشوقهم وتحثهم على الإقبال على الدرس بشغف.
4. تقدم خبرات واقعية تدعو المتعلمين إلى النشاط الذاتي وتضاعف من فاعليتهم وإيجابيتهم.
5. تنمي في المتعلمين القدرة على الاستمرار في التفكير.
6. تساهم في نمو المعاني، ومن ثمة، في نمو الثروة اللفظية.
7. تساهم في جودة التدريس بتوفير الوقت والجهد وزيادة الوضوح.
8. تجعل ما يتعلمونه من معارف ومهارات باقي الأثر.
9. تساهم في تخطي حدود الزمان والمكان.
10.. تزيد في ترابط الأفكار والخبرات.
11. تساهم في ربط المدرسة بالحياة.
وعلى أساس هذه الأهداف، فإن إدماج الوسائل والأدوات التعليمية، ينطلق من مباديء أساسية جديدة في التعليم، وهي:
* إن الوسائل التي نختارها تلائم المحيط السوسيو ثقافي للمتعلمين.
* هذه الوسائل متعددة الاستعمال، تمكننا من التبليغ والتلقين، مثلما تمكننا من التحليل والتركيب…
* إنها وسائل، يجب أن تكون متمركزة حول المتعلم. فهو الذي يجب أن يستعملها
أو يقترحها أو ينتجها. وليست مجرد تحفة ينظر إليها من بعيد.
فالوسائل التعليمية إذن ليست مجرد أدوات، بل أنها ذات وظيفة ثلاثية الأبعاد، حيث تؤثر على سلوك المدرس وعلى سلوك المتعلم وعلى أهداف الدرس.
III- أنواع الوسائل التعليمية وتصنيفها:
لقد تطورت الوسائل التعليمية
تطورا كبيرا في وقتنا الحاضر. وقد رتبها إدجار ديل Edgard Dal العالم
والمربي الأمريكي، طبقا للخبرات التي يمر بها المتعلم، على شكل هرم، يحتوي
على عشر طبقاتالونشريس مرتبة بحسب أهميتها وفعاليتها في عملية التعليم والتعلم ويسمى هرم الخبرة، ويمكن تجسيده فيما يلي:
ا. خبرة مجردة (مجردات):
1. الرموز اللفظية،
2. الرموز البصرية.
ب. خبرة مصورة (مشاهدات):
1. الصور الثابتة والتسجيلات الصوتية والراديو،
2. الصور المتحركة، الأفلام، التلفزيون، الفديو،
3. الصور المتحركة، الأفلام، التلفزيون، الفديو،
4. المعارض والمتاحف،
5. الزيارات والرحلات الميدانية،
6. التوضيحات العملية.
ج. خبرة مباشرة (ممارسات):
1. الخبرات الممثلة،
2. الخبرات المعدلة،
3. الخبرات المباشرة الهادفة.
وقد قسم آل ياسين محمد حسين، الوسائل التعليمية إلى نوعين رئيسيين:
1. الوسائل النظرية أو اللفظية (غير البصرية). وتتضمن الوصف، ضرب الأمثال، القصص وسرد الأحداث التاريخية، التشبيه والقياس…
2. الوسائل
الإيضاحية البصرية. وتدعى بالوسائل المحسوسة أو الملموسة، ومن طبيعتها،
مساعدة الحواس الخمس في تقوية المدركات، وجعل التعلم أكثر إتقانا. وتتضمن
الصور الفوتوغرافية وغيرها، والخرائط والرسوم والخطوط البيانية، ولوحات
الإعلانات، وكذا المختبرات والتجارب العلمية واستخدام الأجهزة والأشياء
والنماذج؛ من حيوانات ونباتات وحبوب وأحجار ومعادن وغيرها.

الونشريس




رد: -أهمية الوسائل التعليمية.

اختيار الوسائل التعليمية:

إذا قلنا سابقا، أن الوسائل التعليمية
ليست مجرد أدوات، بل أنها ذات وظيفة ثلاثية الأبعاد (سبق تحديدها أعلاه).
من هنا، يمكن أن نقول: إن المدرسين مدعوون إلى اختيار وسائل وأدوات تلائم
الأهداف التي حددوها. ولكن ما هي معايير هذا الاختيار؟
لقد وضع جيرلاش و إيلي Gerlache et Ely معايير لاختيار الوسائل التعليمية كالتالي:
1. الملاءمة: هل الوسائل المنتقاة تلائم المهام المراد إنجازها؟
2. درجة الصعوبة: هل يمكن للمتعلمين استعمال هذه الوسائل بسهولة؟
3. التكلفة: هل ثمن الوسائل والأدوات يعادل النتائج المحصل عليها؟
4. متوفرة: هل هذه الوسائل متوفرة حين نحتاج إليها؟
5. القيمة التقنية: هل الوسائل صالحة تقنيا من حيث وضوح الرؤية أو السماع أو غيرها؟
إن هذه المعايير لاختيار الوسائل التعليمية تحتاج إلى مجموعة من الشروط التي تتحقق انطلاقا من لحظة الإدماج ونمط الاستعمال، من خلال الوظيفة التي ستؤديها الوسائل
في سياق الأهداف المخصصة للحصة. هنا يمكن أن نقول: إن الاختيار لا يتم وفق
الإمكانات المتوفرة فقط، وإنما يراعى في الاختيار الأهداف المحددة من قبل،
طبيعة ونوعية المضمون ومستوى المتعلمين الإدراكي، من أجل تحقيق التواصل
المنشود. كما أن مشكل اختيار الوسيلة التعليمية يفترض موقفا جديدا من المدرس وفهما جديدا للدور المنوط به تفاديا للعشوائية.
على هذا الأساس، يمكن تحديد شروط اختيار الوسائل التعليمية بشكل إجرائي فيما يلي:
1. للتشويق والإيثار motivation.
2. للتحسيس sensibilisation.
3. للإخبار information.
4. للتوضيح illustration.
5. للملاحظة observation.
6. للتأكد verification.
7. للتجريب experimentation.
8. للاستدلال demonstration.
9. للاستنتاج أو لتركيب المفاهيم syntheses- conclusion.
10. للتقويم evaluation.
V- قواعد استخدام الوسائل التعليمية:
هناك مجموعة من القواعد العامة التي يجذر بالمدرسين مراعاتها عند استخدام الوسائل التعليمية. وهذه القواعد هي:
1. تحديد الهدف: يجب أن يكون الهدف واضحا في ذهن المدرس، وأن يعرف الدور
الذي ستؤديه الوسيلة في العملية التعليمية؛ فقد تستعمل الوسيلة الوحيدة
لأكثر من هدف وفي أكثر من مادة. وعلى ذلك، فقد يستخدم المدرس الوسيلة التعليمية لإثارة المتعلمين أو لتقديم مادة تعليمية أو لشرحها شرحا تفصيليا أو لتلخيصها أو للمراجعة أو للمقارنة والربط أو الاختبار، وهكذا.
2. تجربة الوسيلة واختيارها: لكي تكون فرص اختبار المدرس للوسائل التعليمية كبيرة لابد من أن يتعرف على ما يهمه من الوسائل
المتوفرة، والتي يجب التفكير فيها من قبل. ولكي يحكم المدرس حكما دقيقا
على صلاحية الوسيلة وفعاليتها، لابد من قيامه بدراستها وتجربتها قبل
استخدامها في الدرس. ومهما اعترضت المدرس صعوبات، تحول دون ذلك، فإن معرفة
تفاصيل الوسيلة التي ينوي استخدامها أمر واجب لا محل للعذر فيه.
3. الاستعداد: إن الاستعداد لاستخدام الوسيلة لا يقل أهمية عن استخدامها الفعلي، بل أنه قد ييسر عملية الاستخدام. وهذا الاستعداد يختلف من وسيلة إلى أخرى، ومن مرحلة تعليمية إلى أخرى.
4. استخدام الوسيلة في الموعد المناسب: تستخدم الوسيلة في اللحظة
السيكولوجية المواتية، أي عندما يتهيأ المتعلمون بتقبلها، بحيث تتلاءم مع
باقي خطوات الدرس. بذلك يكون استخدام الوسيلة وظيفيا، لا لمجرد اللهو
والتسلية. وهذا يتطلب أن تكون الوسيلة معدة عندما يأتي دورها في الدرس.
5. استخدام الوسيلة في المكان المناسب: يرتبط استخدام الوسيلة في اللحظة
السيكولوجية باستخدامها في المكان المناسب. إنه المكان الذي يسمح بتسلسل
الأفكار وحسن تقديم الدرس واستفادة المتعلمين.
6. تماسك الخبرات: من المفيد أن يقوم المتعلمون بالإسهام الإيجابي في
الدرس أثناء استخدام الوسيلة، إذ أن ذلك يتيح لهم فرص التعبير عما في
نفوسهم، واستجلاء الغامض عنهم، والربط بين الخبرات التي يمرون بها. إذ لا
معنى لتدريس درس بخبرات مبعثرة متناثرة. إنما من المستحب أن يساعد المدرس
تلامذته على أن يكون تفكيرهم متصلا متماسكا مترابطا.
7. المتابعة: لا ينتهي استخدام الوسيلة بانتهاء عرضها، إنما يلزم التأكد
من استفادة المتعلمين منها وفهمهم محتوياتها بدقة وربطهم، من خلالها، بما
سبق عرضه في الدرس من خبرات وحسن الاستنتاج واستقامة التفكير.
8. تكرار استخدام الوسيلة: يمكن تكرار استخدام الوسيلة في حالة احتمال
استفادتهم أكثر لو استخدمت مرة أخرى. فقد يكون من المناسب أن تعرض الوسيلة
مرة واحدة أو مرتين أو تعرض مرة ثم تستخدم وسيلة أخرى تكميلية. والمهم هو
أن يتحاشى المدرس التكرار لغرض التكرار ذاته.
9. التنويع: أن يتحاشى المدرس استخدام نوع واحد من الوسائل
بكثرة واستمرار، حتى لا يدعو لسأم المتعلمين ونفورهم، وألا يحشو الدرس
الواحد بعدد كبير من الوسائل، مما لا يتحمله وقت الدرس وأذهان المتعلمين.
10. طبيعية الوسيلة: ألا تعوض الصور والنماذج الجامدة ما يمكن الحصول عليه
حقيقيا أو حيا أو طريا أو طبيعيا، كالزيارات الميدانية أو النباتات
والحيوانات وأعضاؤها، أو عينات من الصخور والمعادن والعظام والنقود
والحبوب… يقول بهذا الصدد المربي الأمريكي سيغان: " لا تعلم في الداخل
ما يمكن تعلمه في الخارج، ولا تعلم في الكتب ما يمكن تعلمه في الطبيعة،
ولا تعلم أشياء بواسطة الطبيعة الجامدة (رسوم) ما تستطيع معاينته حيا في
الطبيعة ".
11. سهولة الوسيلة: أن لا تكون معقدة الاستعمال.
12. الوضوح: أن تكون واضحة تتلاءم والمضمون المراد تبليغه.
VI- كيفية استعمال الوسائل التعليمية أو ديداكتيكية استعمال الوسائل التعليمية
هناك أهداف متعددة لاستعمال الوسائل التعليمية، تختلف باختلافها. إلا أننا نريد أن نركز في هذا المجال على الأهداف والوظائف المشتركة بين كل الوسائل والأدوات، إذ أنها يمكن أن توظف لهذا الجانب و ذاك. وعلى هذا الأساس، يمكن أن تستعمل لما يلي:
1. التعرف على معطيات معينة: كأن تقدم للمتعلم مجموعة من الأحجار وتطلب منه أن يميز تلك التي تشمل على خصائص معينة، درسها سابقا.
2. التسمية: تهدف الوسيلة هنا إلى تسمية عناصر أو أشياء، كأسماء العظام في هيكل عظمي بشري أو أسماء المدن في خريطة بلد معين.
3. الوصف: وصف عناصر أو بنيات أو أجزاء… مثل توظيف رسم بياني في وصف معطيات أو توظيف مجهر لإظهار عناصر ظاهرة طبيعية.
4. الترتيب: توظف الوسائل والأدوات لترتيب معطيات أو تنظيمها في أقسام معينة، كاستعمال جدول لتصنيف كلمات تنتمي إلى حقل معين.
5. التحليل: هو استعمال الأدوات قصد عزل عناصر من إطار كلي أو تمييزها أو تحديدها، كاستعمال أدوات لعزل ظاهرة كيميائية.
6. التركيب: وهو استعمال أدوات ووسائل من أجل تركيب أو مزج معطيات أو أشياء، كالأدوات الموظفة لتركيب ومزج عناصر كيميائية.
7. المهارات الحركية: الوسائل
والأدوات هنا، مستعملة في حد ذاتها، من أجل تطوير مهارات حركية لدى
المتعلم. وفي هذه الحالة، فإن الأداة أو الوسيلة هي المقصودة بالتدريس،
كأدوات الرياضة مثلا.
إذا تأملنا هذه الاستعمالات في مجال إدماج الوسائل
التعليمية، نجد أن الأهداف المقترحة للدرس توحي مباشرة بنوعية أهداف الدرس
المراد بلوغها، بحيث أن المدرس يمكنه أن يربط بين الهدف من الدرس والهدف
من استعمال الوسيلة أو الأداة. لذا، فتبليغ معارف أو اكتسابها كأهداف لدرس
معين، يفترض اختيارا واستعمالا معينا للوسائل التي ينبغي أن تنسجم ونوعية
الأهداف المراد تحقيقها لدى المتعلم.
أ- من يستعمل الوسائل والأدوات التعليمية؟
إن مس – ألة تحديد الوسائل والأدوات التعليمية واستعمالها، تختلف باختلاف العلاقة البيداغوجية بين المدرس والمتعلمين.
1. ففي الطريقة الإلقائية، يشكل المدرس وسطا بين الوسائل
والمتعلم، حيث يقدم المدرس المعطيات جاهزة مستعملا صورا توضيحية، يكتفي
المتعلمون برؤيتها دون أن يساهموا في إنتاج التجربة أو استعمال الأداة
(درس يتعلق بالطريقة التي تتغذى بها حشرات معينة: المدرس هنا، وضع رسوما
لحشرات ثم كتب أمام كل رسم نوع المواد التي تتغذى بها هذه الحشرات).
2. أما في الطريقة الفعالة (الحوارية والعمل الجماعي والبحث والمهام)
فالمتعلمون هم الذين أثاروا المشكلة بأنفسهم، وهم الذين أنجزوا التجربة
وبحثوا عن أدوات تساعدهم على إنجازها.
ب – متى تستعمل الوسائل التعليمية؟ أو ما هي الكثافة التي تستعمل بها الوسائل؟
إن كثافة استعمال الوسائل والأدوات التعليمية، تلائم الجوانب التالية:
1. وسائل سائدة: تسيطر على الدرس من أوله إلى آخره، بحيث أنها هي المحور الذي يتم إنجاز الدرس بواسطتها.
2. وسائل معززة: وهي ليست محورية في الدرس، بل هي وسيلة نستند إليها للفهم أو التطبيق أو التحليل، في مقطع من مقاطع الدرس.
3. وسائل مكررة: وهي وسائل نستعين بها لتكرار بعض العناصر من الدرس. إنها
تأتي عند نهاية مقطع لإعادته أو تكراره. فقد يستعمل مدرس نصا مساعدا
لإنجاز درسه. هذا النص المساعد يمكن أن نستعمله للمعرفة والفهم والتطبيق
على القاعدة (وسيلة سائدة)، مثلما يمكن أن نستعمله في مقطع الفهم لشرح
معطيات معينة (وسيلة معززة). ويمكن أن نستعمله بعد نهاية الدرس، من أجل
شرح وتوضيح معطيات سابقة، نريد تكرارها(وسيلة مكررة).
وأخيرا، تتوقف الاستفادة من الوسائل التعليمية على تمكن المدرس من تقنيات ديداكتيكية الوسائل التعليمية
وأسلوبه الواعي في استخدامها، وكذا على مدى إشراك المتعلمين في ذلك. فدور
المدرس يتمثل في تهيئة المناخ المناسب للتعليم والتعلم وتحديد الهدف من
استخدام الوسيلة. ولكي يتحقق المدرس من أن الوسيلة كانت ناجعة، يجب أن
تعقب عملية استخدامها فترة للتقويم، يتأكد من خلالها أن الأهداف التي
حددها قد تحققت، وأن الوسائل التي اختارها تتناسب مع هذه الأهداف.

cdabcd
المراجع:
– تحليل العملية التعليمية. محمد الدريج. منشورات مجلة الدراسات النفسية التربوية. 1983.
– المبادئ الأساسية في طرق التدريس العامة. آل ياسين محمد حسين. بغداد. 1974.
– الوسائل التعليمية. إبراهيم مطاع. مكتبة النهضة المصرية، القاهرة. 1979.
– وسائل وتيكنولوجية التعليم. محمد زياد حمدان. دار التربية الحديثة. 1980.
– الوسائل التعليمية. مرجع عملي. وزارة التربية الوطنية. مطبعة المعارف الجديدة، الرباط. 1988.
– الوسائل التعليمية، إعدادها وطرق استخدامها. بشير عبد الرحيم الكلوب. دار إحياء العلوم، بيروت. 1989.
– التيكنولوجيا في عملية التعلم والتعليم. بشير عبد الرحيم الكلوب. دار الشروق للنشر والتوزيع، الأردن. 1993.
– المدخل إلى تيكنولوجية التعليم. أحمد حامد منصور. دار الكتب المصرية. 1992.
– Téchnologie éducative et audiovisuelle. DECAIGNY,T. Ed. Labor, Bruxelles.
– Les fondements de l’action didactique. DE CORTE ET COLL. traduit du
néerlandais par V. V. CULSEN, Paris. Ed. Universitaires. 1990

أهمية الوسائل التعليمية

قبل أن نتحدث عن أهمية الوسائل التعليمية علينا أن نتعرف على أهداف تكنولوجيا التعليم ، لأن الوسائل التعليمية ما هي إلا عنصر بسيط جداً من عناصر تكنولوجيا التعليم .. إن أهداف تكنولوجيا التعليم تكاد تنحصر في الهدفين التاليين : وهما

الهدف الأول

التعرف على المشكلات التعليمية المعاصرة وإيجاد الحلول المناسبة لها .

الهدف الثاني

تحسين العملية التعليمية .

ومن قراءتنا لتلك الأهداف السامية التي تسعى إلى تحقيقها تكنولوجيا التعليم فإن من السهل التعرف على أهمية الوسائل التعليمية ، فالوسائل التعليمية باعتبارها عنصر من عناصر تكنولوجيا التعليم فإنها تقدم خدمات من أجل تحقيق الهدفين السابقين ومن النقاط الدالة على أهمية الوسائل التعليمية ما يلي : –

1 – بناء وتجسيد المفاهيم والقيم المجردة : فالرموز اللفظية التي يتم
تلقينها للطلاب من قبل المعلم تعتبر لهم مفاهيم مجردة لا معنى لها وبعيدة
عن الواقع والمحسوس ، وعن طريق توظيف الوسائل التعليمية نستطيع التغلب على ذلك العيب وذلك من خلال تأثير الوسيلة التعليمية
على حاسة أخرى من حواس الطالب – مثال ( معلم يشرح لطلابه عن حدود المملكة
العربية السعودية باستخدام الرموز اللفظية فقط ، ففي هذه الحالة تعتبر
المعلومات مجردة للطلاب ولا شيء محسوس بالنسبة لهم يوضح تلك الحدود
وطبيعتها ، ولكن من خلال عرض المعلم لهم مثلاً خارطة مع شرحه اللفظي فإن
الوسيلة التعليمية
( الخارطة في هذه الحالة ) قد أثرت على حاسة البصر كحاسة أخرى معاونة مع
حاسة السمع وبالتالي نقول أن الخارطة قامت ببناء المفهوم للطلاب عن واقع
تلك الحدود وتوضيح معالمها ) .

2 – زيادة انتباه الطلاب وقطع رتابة المواقف التعليمية
: إن ما هو معروف لدى علماء النفس التربويين أن التعلم يمر بثلاث مراحل
ففي المرحلة الأولى يكون الانتباه وفي المرحلة الثانية يكون الإدراك وفي
المرحلة الثالثة يكون الفهم ، وكلما زاد الانتباه زاد الإدراك بالتالي
يزيد الفهم لدى الطالب ، والوسيلة التعليمية
تساعد المعلم في أن يكون موقفه التعليمي الذي هو بصدده أكثر إثارة وأكثر
تشويقاً يؤدي إلى زيادة انتباه الطلاب ويقطع حدة الموقف التعليمي ويمنع
شرود ذهن المتعلم .

3 – تقليص الفروق الفردية : عندما لا يستخدم المعلم الوسيلة التعليمية
ويعتمد فقط على الرموز اللفظية في شرحه فإن بعض الطلاب يجد صعوبة في
مسايرة المعلم أثناء الشرح وبالتالي فإن الفروق بين الطلاب ستزداد لأن
منهم من يستطيع المتابعة والفهم والبعض الآخر منهم لا يستطيع المتابعة وعن
طريق استخدام الوسيلة التعليمية
فإنها تساعدنا على تقليص تلك الفروق الفردية بين الطلاب وسيرتفع معدل فهم
كل طالب منهم إلى درجة معقولة وبدرجة أفضل لو قارنا ذلك بدون استخدام
الوسيلة التعليمية .

4 – توفير إمكانية تعلم الظواهر الخطرة والنادرة .

5 – التغلب على البعدين الزماني والمكاني .

6 – تنمية الرغبة والاهتمام لتعلم المادة التعليمية .

7 – تقديم حلول لمشكلات التعليم المعاصر : .

8 – توفير الجهد والوقت .

9 – المساعدة على تذكر المعلومات وإدراكها خصوصاً عند استخدام السمع والبصر .
اود ان اتحدث اليوم عن اهمية هذه الوسائل ودورها الفعال في عملية التعليم لما لها من فوائد ايجابيةففي البدايةمامعنى هذه الوسائل
هي عبارة عن ادوات تعين الدارس على اكتساب الخبرات والمهارات والمفاهيم
والمعلومات وتوضيحها بحيث تثير الحواس لدى المتعلم وتساهم في اكسابه
الخبرات وتبسيط الرسالة التعليمية وتقديمها بصورة مشوقة او هي تركيبة تضم كلا من المادة التعليمية او المحتوى او الجهاز الذي يتم من خلاله عرض المعلومات اما عن انواع هذه الوسائل
فهي نوعين 1 وسائل تحتاج الى الالات لعرضها مثل الحاسوب والتلفاز والراديو
ووسائل الاعلام2 وسائل لا تحتاج الى الالات لعرضها مثل سبورة الصف مجلة
الحائط النماذج والعينات والصوروغيرها فهذه الوسائل اما ان تكون وسائل سمعية وبصرية مثل التلفاز او سمعية مثل الراديو او بصرية فقط مثل النماذج والعينات اما عن اهمية هذه الوسائل وفؤائدها هي كما يلي1تعمل هذه الوسائل
على زيادة المشاركة والدافعية لدى الطلبة2تساهم في مواجهة الفروق الفردية
لدى الطلبةلانها مناسبة لجميع المستويات بغض النظر عن قدراتهم3تساهم في
معالجة المشكلات المعاصرة التي تنشا عن1 تزايد اعداد الطلبة المتزايدة في
الصفوف2 التزايد الهائل في المعلومات والمعارف3 قلة عدد المعلمين المختصين
في موضوعات معينة4قلة عدد المعلمين المؤهلين تربويا4 تساعد المعلم في
تنويع اساليبه في التدريس مما يؤدي الى اثارة الطلبة 5 يصبح المعلم اكثر
نشاطا وفاعلية في الدرس6تساعد المعلم في ضبط الصف من خلال مشاركتهم
وانتباهم للدرس7تساعد في معالجة الاغراق في اللفظية8تقدم خبرات حسية
وواقعية ملموسة للطلبة9تساعد الطلبة في ادراك المعلومات وتبسيطها10تساعد
المعلم في الاعداد الجيد والتحضير 11تعمل على اختصار الوقت والجهد كل من
المعلم والمتعلم12تقوي العلاقة بين كل من المعلم والمتعلم13تساعد على
زيادة الحصيلة والثروة اللغوية لدى الطلبة14تساعد المتعلم على تسلسل
الافكار وترابطها15تعود الطلبة على دقة الانتباه والملاحظة16تساعد الطلبة
على ضبط النفس والذات وتوجيها نحو السلوك الافضل والسوي المرغوب
فيه17تساعد الطلبة على ممارسة التفكير كالتخيل والاستنتاج والتحليل
والتعليل والتفسير والتنبؤ18تربط الطالب بالبئيةربطا وثيقا19تعتبر الوسيلة
التعليمية بمثابة اداة للمعلم تعينه في التدرسي فهي مكملة له وليست نيابة عنه20تستخدم الوسيلة في كافة المراحل التعليمية المختلفة اما بالنسبة الى مسمياتها فلها اكثر من اسم ولكنها نفس المعنى وهي االوسائل المعينةبمعينات التدريس الوسائل
السمعية البصريةالوسائل الايضاحيةوالوسائل الاثرائية والوسائل التكنولوجية
والوسائل المتفاعلةوالوسائط التعليميةولهذا حتى يكون المعلم اكثر نجاحا في
التدريس فلا بد له ان يستخدم الوسيلة التعليمية
المناسبة التي تناسب اعمار الطلبة ومراحلهم النمائية وقدراتهم
العقليةوالتي تمنح البهجة والسرور للطلبة وان تكون اكثر امنا وسلامة واكثر
بساطة وسهولة في استخدامها واقل كلفة في ثمنها واكثر تواجدا في البيئة
المحيطة فعلى المعلم ان يلجأ الى استخدام الوسيلة خاصة في المواد والمنهاج
الصعبة ومن اشهر الوسائل التعليمية
استخداما وشيوعا هي السبورةفقد اقترح التربويون ان يكون لونها اخضرا وليس
اسودا وذلك للاسباب الامنية والتربوية وهي1 لان اللون الاسود يعتم غرفة
الصف2لان الاسود يذكر الاطفال بالليل وما يعتريه من سواد وخوف3 يذكر
المعلمين بالذكريات السودة والمحزنة في حياتهم4لان الون الاسود يرهق شبكية
العين5ولان اللون الاخضر يعني الراحة والاطمئنان6 لان الاخضر لون محبوب
على لون الطبيعة7 لان اللون الاخضر لون يشرح النفس ويداوي القلب اما اهمية
السبورة في العملية التربوية هي1 ان سهلة الصنع2 يمكن استخدامها على كافة
المراحل التعليمية3يمكن استخدامها كل من المعلم والمتعلم على سواء4قليلة
الثمن والتكلفة5سهلة التنظيف وازالة الاخطاء بسهولة واعادة المعلومات من
جديد .

هذا اهم ما يكتب عن الوسائل التعليمية
في عملية التعليم والتعلم راجيا من الله أني قد أفدتكم و قد انال اعجابكم
واخر كلامي ان الحمد لله رب العالمين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

الونشريس

مـنـقــول للإفـــادة




رد: -أهمية الوسائل التعليمية.

هل يمكن اعتماد هذا الموضوع لانجاز مذكرة نهاية التربص لاساتذة التعليم الثانوي اختصاص ادب عربي ؟




رد: -أهمية الوسائل التعليمية.

يمكن الاستعانة به.




رد: -أهمية الوسائل التعليمية.

شكرا على الموضوع القيم والتنظيم المحكم،بارك الله فيك وجزاك خيرا




التصنيفات
النقاش التربوي و التعليمي

-أهمية الوسائل التعليمية.

أسباب تميز التعليم في دولةاليابان !


الونشريس

الونشريس

أسباب تميز التعليم في اليابان

يدور حاليا جدل كبير في اليابان حول نوع من النظم التعليمية يسمى "التعليم بالحشو" وهو عبارة عن برامج ودورات تعقدها مراكز تعليمية ومدارس خاصة وتعتمد على تكديس أكبر قدر ممكن من المعلومات في عقل الطالب قبل دخوله إلى الامتحانات النهائية المؤهلة للالتحاق بالمرحلة الثانوية والجامعية وتخدم هذه المدارس قرابة 36 ألف طالب في المرحلة الابتدائية في حوالى 84 موقعا داخل البلاد وكانت هذه النوعية من المدارس قد ظهرت لأول مرة في اليابان منذ اربعة عقود تقريبا. وظلت مدارس "بالحشو" تؤدي مهامها دون ان يلتفت احد إلى الدور الخطيرالذي تلعبه في الثورة التعليمية التي تشهدها اليابان حاليا.
ويعكف الخبراءالتربويون والباحثون على دراسة أثر تلك المدراس بعد دخولها كافة المراحل التعليمية.
نظامها ومنهجها
في أي فصل من فصول مدارس الحشو المنتشرة بشكل خاص في العاصمة اليابانية طوكيو يجلس 82 طالبا في فصل واحد ويقضون 72 ساعة في تعلم طريقة الكتابة باللغة اليابانية "طريقة معقدة للغاية حيث تزيد الأحرف المستخدمة فيها عن200 حرف، حيث يمثل كل حرف كلمة أو مفهوماً أو معنى أو صوتاً محدداً" ويحتوي كتاب النصوص الخاص بتلك المادة وهو مصمم خصيصا لنظام التعليم بالحشو على تدريبات صعبة تجعل الطالب في حالة اجتيازها أكثر مهارة من أقرانه في المدارس النظامية.
على سبيل المثال يطلب المدرس من الطالب قراءة النصوص التي يحتوي بعضها على أحرف صعبة لم يسبق له أن رآها من قبل ورغم صعوبة الجرعة وتطلبها لانتباه وتركيز شديدين يسارع الطلاب الجالسون في مقدمة الصف إلى رفع إيديهم والمبادرة بتقديم الأجوبة التي يطرحها المعلم في حين لا يتوقف البعض الآخر عن إلقاء النكات والقفشات التي تنشر في الفصل جوا من المرح والاستثارة. اما المدرسون العاملون في تلك المدارس فإنهم يتلقون دورات تدريبية لمدة عام يتدربون فيها على أساليب ومناهج التعليم بطريقة الحشو ولعل أبرز ما يتدربون عليه، كيفية شد انتباه الطالب من خلال توظيف لغة الجسد وإيماءته للسيطرة على الطلاب وشد انتباههم . وداخل الفصول يعيش الطلاب جوا من الحياة والمرح ويرتفع لديهم الاستعداد للمشاركة في الإجابة على الأسئلة التي لا يتوقف المعلم عن طرحها وبعد انتهاء فترة الراحة التي يتناولون فيها الغداء يعود الطلاب إلى الحصة الثانية في المادة التي يدرسونها وذلك قبل العودة إلى المنزل وقضاء قرابة 12 ساعة في يوم دراسي كامل مشحون ومكثف.
قلق الآباء
يقول رئيس مدرسة "نيكنوكين" ميكيو تاكاجاي والتي تعد المدرسة الرائدة في مجال التعليم بالحشو: لاحظنا زيادة في أعداد الطلاب نتيجة للمخاوف التي تنتاب الآباء من الإصلاحات الجذرية التي تجريها الحكومة على التعليم من وقت لآخر فالآباء الذين يشعرون بعدم الاستقرار في تعليم أطفالهم يحاولون دائما إيجاد حل ما لدعم تعليمهم ونرى من جانبنا انه من الضروري سد هذه الحاجة.
في الوقت نفسه لم تشهد اختبارات القبول التي تؤهل الطلاب للالتحاق بالمدارس الثانوية والمعاهد العليا أي تغييرات تتناسب ورياح التغيير التي تهب على المراحل التعليمية الأخرى وهناك قلق متزايد لدى الآباء ورجال الأعمال والباحثين التربويين من ان يتعرض نظام التعليم في اليابان للتدهور من حيث جودته وقيمته ومستوياته إذا ما وصل الأمر حد التغييرات العشوائية غير المدروسة. وتقول الإحصاءات انه من المتوقع ان يزداد استعداد الآباء للإنفاق بصورة أكبر على الخدمات التعليمية التي تقدمها المؤسسات الخاصة سعيا وراء تحصيل نوعية أفضل من التعليم وتشهد مدارس التعليم بالحشو ازدهارا اقتصاديا ورواجا تجاريا رغم انه لايرقى لمستوى الازدهار الذي شهدته في عقود الثمانينيات من القرن الماضي "زاد عدد مدارس الحشو عن 50 ألف مدرسة في ذلك الوقت" الا أن التقديرات الحاليةتقول إن إجمالي الاستثمارات في تلك الصناعة وصل إلى 12 مليار دولار.
مع أم ضد
ومع كل، تتنوع الآراء بشأن قيمة هذا النوع من التعليم. كثيرون وخصوصا الآباء يرون أنه صار جزءا لا يتجزأ من الحياة الاجتماعية والتعليمية اليابانية ولعل السبب في انتشار تلك المدارس أن حملاتها التسويقية تلعب على وتر المخاوف التي تنتاب الآباء من المستقبل التعليمي لآبنائهم وبالذات من ناحية المناهج المطبقة في المدارس الرسمية التي يرون انها لا تحقق المستوى المرجو الذي يؤهل الطالب للالتحاق بالجامعة أو اكتساب المهارات والمعارف التي يزيد الطلب عليها في أسواق العمل.
على الطرف المقابل يرى جناح المنتقدين أن هذه المدارس تتسبب في العديد من المشاكل النفسية للطلاب منها زيادة الضغوط النفسية والعصبية بسبب كثرة الامتحانات التي يخوضها الطالب أسبوعيا وارتفاع معدلات الانتحار لدى الطلاب في حالة الفشل فضلا عن ارتفاع موجات العنف في المدارس الثانوية كل هذ إضافة إلى أنها تقوض الدور الحيوي الذي تلعبه المدارس النظامية الرسمية، كما ترى وزارة التعليم اليابانية ان مدارس التعليم بالحشو تمثل تهديدا خطيرا للنظام التعليمي الرسمي في البلاد الامر الذي دفع المسؤولين في السنوات الأخيرة إلى محاولة الحد من أعدادها أو التخلص منها برمتها ولكن طبقا للقوانين الاقتصادية والتجارية وباعتبارها من المؤسسات الخاصة تطرح كبرى هذه المدارس اسهمها في سوق البورصات اليابانية ومن ثم فإنها لا تخضع بأي شكل من الأشكال لقوانين التعليم أو القواعد التي يضعها مسؤولو التعليم لكن رغم حدة الانتقادات التي توجه إليها من وقت لآخر اعترفت وزارة التعليم مؤخرا بالدور الحيوي الذي تلعبه تلك المدارس في تحقيق انجازات أكاديمية عالية للطلاب اليابانيين.
خوف من المستقبل
رغم ازدهار مدارس التعليم بالحشو ورواجها على المستوى التجاري يشعررئيس أكبر مدرسة خاصة في اليابان بالقلق من عدم قدرة تلك المدارس مستقبلا على مواكبة التطورات الجذرية التي يمر بها النظام التعليمي الرسمي في اليابان ويقول "تاكاجي" رئيس مدرسة "نيكنوكين" : "الأمر لا يخلو من التحدي عندما نحاول تلبية الاحتياجات الفردية للطلاب لكننا لا نعمل بمبدأ مطاعم الوجبات السريعة حيث كلما زاد الزبائن كان أفضل فهناك اعتبارات اخرى أكثر جدية وأهمية من مجرد الكسب المادي السريع".
أولا : المرحلة الإبتدائية والمتوسطة

تعد في اليابان من التعليم الأساسي

ويتعلم الأطفال في المرحلة الابتدائية المواد الأساسية الضرورية للحياة اليومية في المجتمع مثل اللغة اليابانية القومية والحساب والعلوم والمواد الاجتماعية والتربية البدنية والتدبير المنزلي. وغالبًا ما يقوم مدرس واحد في هذه المرحلة بتدريس المواد الدراسية كلها ما عدا التخصصية منها إلى حد ما مثل الفنون اليدوية والموسيقى والتدبير المنزلي. وفي المرحلة المتوسطة يتلقون تعليمهم ليكونوا مؤسسين وفاعلين في المجتمع والدولة، فيتهيؤون ليختاروا طريقهم في المستقبل حيث يتعلمون المهارات والمعارف الأساسية ليتمكنوا من إدراك واستيعاب الأعمال والوظائف المختلفة الضرورية في المجتمع، ويكون تدريس المواد الدراسية في هذه المرحلة تبعًا للتخصص أي كل مدرس حسب مادة تخصصه.

ثانبا : المرحلة الثانوية

تعتبر من التعليم المتوسط الإلزامي

أما بالنسبة للمرحلة الثانوية، فيتقدم إليها خريجو التعليم المتوسط الإلزامي وذلك بعد اجتياز اختبارات القبول لإحدى المدارس الثانوية التي يرغب التلميذ في الالتحاق بها.
وفي هذه المرحلة يتعلم الطلاب المهارات والمواد الدراسية والمعلومات المختلفة التي تُمكنهم من خدمة المجتمع وتأدية الدور والرسالة التي يجب تقديمها للمجتمع والدولة، مثل المقررات الدراسية في الزراعة والتجارة والإنتاج الحيواني وصيد الأسماك، والصناعة التي تنقسم بدورها إلى مواد دراسية أخرى مثل الآلات والهندسة الكهربائية والكيمياء والهندسة المدنية والعمارة وعلم المعادن إلى آخره. وهذه المدارس غالبًا إما مدارس حكومية تنشئها وتمولها الحكومة المركزية وإما مدارس محلية تنشئها المقاطعة أو المدينة أو القرية، وإما مدارس أهلية.

المرحلة الجامعية
تتميز هذه المرحلة بأنها

هيئة أبحاث وليست هيئة تعليمية

أما بالنسبة للجامعات فيتقدم إليها خريجو الثانوية بعد اجتياز اختبارات القبول للجامعة التي يريد الطالب الالتحاق بها وليس على أساس نتيجة الثانوية العامة كما هي الحال عند التقدم إلى المرحلة الثانوية بعد انتهاء المرحلة المتوسطة. وتقوم الجامعات بتطوير قدرات الطلاب التطبيقية والمعارف والتربية الأخلاقية أيضًا، حيث يتلقى الطلاب المعارف المختلفة ويقومون أيضًا بالأبحاث المتنوعة لأن الجامعة هيئة أبحاث وليست هيئة تعليمية فقط. ومدة الدراسة بالجامعة أربع سنوات ولكن كلاً من كليتي الطب وطب الأسنان لمدة ست سنوات.

مرحلة الدراسات العليا :

أما الدراسات العليا، فهي سنتان لمرحلة الماجستير، وثلاث لمرحلة الدكتوراه (لا توجد مرحلة ماجستير لكلية الطب والأسنان ولكن مرحلة دكتوراه فقط لمدة 4 سنوات)، وهذه الجامعات معظمها وطنية تنشئها وتديرها الحكومة أو تنشئها المقاطعة، أو جامعات أهلية وهي تمثل العدد الأكبر من الجامعات في اليابان. وتحظى الجامعات الوطنية على عكس الكثير من الدول بمكانة عالية مرموقة ويطمح إليها معظم الطلاب، وهي تقدم تعليمًا جيدًا بل ربما أفضل وبمصروفات دراسية أقل، وتكون كذلك فرص التحاق خريجيها بالمناصب العليا أكبر من نظيرتها الأهلية.

مدارس أخرى

ويوجد بخلاف هذه المدارس والجامعات السالفة الذكر مدارس أخرى أبرزها
– المدارس الثانوية المتخصصة لمدة خمس سنوات بعد المدرسة المتوسطة
– ومدارس لذوي الاحتياجات الخاصة
– ومدارس مهنية لتعليم الحرف والصناعات
– ومدارس إعداد المعلمين وكليات متوسطة لمدة سنتين

ملامح وخصائص نظام التعليم الياباني:

– المركزية واللامركزية في التعليم.
– روح الجماعة والعمل الجماعي والنظام والمسؤولية.
– الجد والاجتهاد أهم من الموهبة والذكاء.
– الكم المعرفي وثقل العبء الدراسي.
– الحماس الشديد من الطلاب وأولياء الأمور للتعليم وارتفاع المكانة المرموقة للمعلم.

المركزية واللامركزية في التعليم:

تتميز اليابان بشكل عام بمركزية التعليم، أو نستطيع القول أن نظام تعليمها يغلب عليه طابع المركزية. ومن إيجابيات هذا المبدأ في التعليم توفير المساواة في التعليم ونوعيته لمختلف فئات الشعب على مستوى الدولة بغض النظر عن المقاطعة أو المحافظة التي وُلد فيها التلميذ أو الطالب، وبذلك يتم تزويد كل طفل بأساس معرفي واحد سواء كان في شمال اليابان أو جنوبها أو وسطها وبغض النظر عن الحالة الاقتصادية لهذه المنطقة، حيث تُقرر وزارة التعليم اليابانية الإطار العام للمقررات الدراسية في المواد كافة بل ويُفصَّل محتوى ومنهج كل مادة وعدد ساعات تدريسها، وبذلك يتم ضمان تدريس منهج واحد لكل فرد في الشعب في أي مدرسة وفي الوقت المحدد له. وعادة لا توجد اختلافات جوهرية تذكر بين المدارس في مختلف مناطق اليابان وكلها تتمتع بمستوى متجانس عال مع التفاوت في نوع التفوق فقط.
والوزارة مسؤولة عن التخطيط لتطوير العملية التعليمية على مستوى اليابان، كما تقوم بإدارة العديد من المؤسسات التربوية بما فيها الجامعات والكليات المتوسطة والفنية.
ومن المعروف أن المدارس في اليابان هي التي قامت بغرس المعرفة التي ساعدت اليابان على التحول من دولة إقطاعية إلى دولة حديثة بعد عصر «ميْجى Meiji» (1868 – 1912م)، وكذلك تحول اليابان من دولة مُنْهكة تتلقى المساعدات بعد الحرب العالمية الثانية إلى دولة اقتصادية كبرى تُقدم المساعدات لمختلف الدول النامية في العالم.

ولكن في الحقيقية
لا يعني ذلك أن مركزية التعليم مطلقة في اليابان فهناك قسط أيضًا من اللامركزية حيث يوجد في كل مقاطعة من مقاطعات اليابان مجلس تعليم خاص بها، ويعتبر السلطة المسؤولة عن التعليم وإدارته وتنفيذه في هذه المقاطعة.

مجلس التعليم

ويتكون مجلس التعليم من خمسة أعضاء يعيّنهم رئيس المقاطعة أو المحافظ بموافقة مجلس الحكم المحلي الذي يتم تعيين أعضائه بما فيهم رئيس المقاطعة من قِبَل سكان المقاطعة.
ويقوم هذا المجلس باختيار الكتب المناسبة لمقاطعته من بين الكتب المقررة التي عادة ما يقوم القطاع الخاص بطباعتها، ولكن بالطبع بعد الحصول على موافقة من وزارة التعليم عليها.
ويقوم هذا المجلس أيضًا بإدارة شؤون العاملين بما في ذلك تعيين ونقل المعلمين من مدرسة لأخرى، كما يقوم بالإشراف على مؤسسات التعليم الإقليمية وتقديم النصح لها.

روح الجماعة والعمل الجماعي والنظام والمسؤولية

يركز النظام الياباني للتعليم على تنمية الشعور بالجماعة والمسؤولية لدى التلاميذ والطلاب تجاه المجتمع بادئًا بالبيئة المدرسية المحيطة بهم، مثل
المحافظة على المباني الدراسية والأدوات التعليمية والأثاث المدرسي وغير ذلك. فمن المعروف عن المدارس اليابانية المحافظة على نظافة المدرسة

فأول شيء يُدهش زائر المدرسة اليابانية، وجود أحذية رياضية خفيفة عند مدخل المبنى المدرسي مرتبة في خزانة أو أرفف خشبية يحمل كل حذاء اسم صاحبه، حيث يجب أن يخلع التلاميذ أحذيتهم العادية وارتداء هذه الأحذية الخفيفة النظيفة داخل مبنى المدرسة. وهذه العادة موجودة في معظم المدارس الابتدائية والمتوسطة وكثير من المدارس الثانوية أيضًا.

ومن الشائع في المدارس اليابانية

أن يقوم التلميذ عند نهاية اليوم الدراسي بكنس وتنظيف القاعات الدراسية بل وكنس ومسح الممرات بقطع قماش مبللة. بل والأكثر من ذلك غسل دورات المياه وجمع أوراق الشجر المتساقط في فناء المدرسة وكذلك القمامة إذا وجدت!. وكثيرًا ما ينضم إليهم المدرسون في أوقات معينة لإجراء نظافة عامة سواء للمدرسة أو للأماكن العامة أيضًا مثل الحدائق العامة والشواطئ في العطلة الصيفية، وذلك بدون الشعور بالضِعة سواء من التلاميذ أو المعلمين. بالإضافة إلى ذلك يقوم الأطفال بتقديم الطعام للحيوانات أو الطيور التي تقوم المدرسة بتربيتها حيث إنه لا توجد شخصية «الحارس» أو «الفراش»

عمال نظافة

في المدارس اليابانية ولا يوجد عمال نظافةولذا يأخذ التلاميذ والطلاب والمعلمون على عاتقهم تنظيف المدرسة وتجميل مظهرها الداخلي والخارجي، بل يمتد هذا النشاط إلى البيئة المحيطة بالمدرسة أيضًا وذلك بتعاون الجميع وفي أوقات منتظمة ومحددة.
ويتضح أوج هذه المسؤولية وروح الجماعة والتعاون والاعتماد على النفس عند تناول وجبة الطعام في المدرسة.

المقصف المدرسي
لا يوجد مقاصف في المدارس اليابانية، ولكن يوجد مطبخ به أستاذة تغذية وعدد من الطاهيات حيث يتناول التلاميذ وجبات مطهية طازجة تُطهى يوميًا بالمدرسة. ويقوم التلاميذ بتقسيم أنفسهم إلى مجموعات إحداها تقوم بتهيئة القاعة الدراسية لتناول الطعام، وثانية مثلاً تقوم بإحضار الطعام من المطبخ، وثالثة تقوم بتوزيع هذا الطعام على التلاميذ بعد ارتداء قبعات وأقنعة وملابس خاصة لذلك. وهذا بلا شك يؤكد الإحساس بالمسؤولية وروح الجماعة والاعتماد على النفس والانتماء إلى المدرسة والمجتمع، كما يوفر من ناحية أخرى ميزانية كان يُفترض أن تُرصد لهذه الخدمات.

داخل الفصل الدراسي

داخل الفصل الدراسي تتجلى هذه الروح أيضًا ليس فقط في مجموعات العمل الخاصة بالطعام والنظافة، بل في المجموعات الدراسية التي يقوم بتكوينها المدرس عندما يطلب من التلاميذ أو الطلاب الإجابة عن بعض الأسئلة أو حل مسألة مثلاً في الرياضيات أو إنجاز بعض الأعمال أو الأنشطة للفصل، وبعد المشاورات الجماعية بينهم يعلن واحد من هذه المجموعة باسمها الانتهاء من هذه المهمة. على أن يعاد تشكيل هذه المجموعات من فترة لأخرى أو حسب ما تحتاج الضرورة من وقت لآخر حتى لا تتكون أحزاب أو تكتلات داخل الفصل. وهذا النظام لايعوّد التلاميذ الروح الجماعية فحسب، بل القيادة التي

تتجلى أيضًا في تعيين شخصية مراقب الفصل أو رائده والذي يقوم في وقت غياب المدرس بتهيئة الفصل وتنظيمه وحل مشكلاته بما فيها مشاكل التلاميذ بين بعضهم بعضًا.

ثم أخيرًا في نهاية اليوم الدراسي

يقوم التلاميذ بعقد جلسة جماعية حيث يجتمعون ويسألون أنفسهم فيما إذا كانوا قد أتموا عملهم اليوم على أكمل وجه أم لا ؟
أم أن هناك قصورًا فيما قاموا به من أعمال ؟
أو هل كانت هناك مشاكل ما ؟
وبلا شك إن هذه الطريقة في التعليم تستهدف روح الجماعة وتحمُّل المسؤولية والالتزام والقيادة، كما تشكل أيضًا قوة نفسية رادعة لكبح جماح السلوكيات الاجتماعية غير اللائقة تجاه المجتمع والغير.




رد: -أهمية الوسائل التعليمية.

سبحان الله وبحمده.




التصنيفات
الأساتذة المتربصين

الوسائل التعليمية أهدافها فوائدها )

الوسائل التعليمية ( تعريفها – أهدافها – أنواعها – فوائدها )


الونشريس

الوسائل التعليميه ( تعريفها – أهدافها – أنواعها – فوائدها)

الوسائل التعليمية

بسم الله الرحمن الرحيم

ترتكز المدرسة القديمة بطرقها وأساليبها التعليمية على أن المعلم هو المصدر الأول للمعرفة والعامل الفعال الأساسي لعملية التعلم وبهذا تكون أهملت دور المتعلم كلياً . كما أكدت المدرسة القديمة من خلال المنهج والمقررات الدراسية على تكثيف المعلومات النظرية وتوصيلها للمتعلم عن طريق الحفظ دون الاهتمام بالنظرية الحديثة للتعلم والتي تعتمد على الفهم والإدراك .

بينما نجد المدرسة الحديثة ركزت بشكل أساسي على استخدام المتعلم لجميع حواسه كأدوات للتعلم ، تتصل بما حوله من مؤثرات وتنقلها إلى العقل الذي يقوم بتحليلها وتصنيفها على شكل معارف وخبرات يستوعبها ويدركها ليستخدمها في مواجهة ما يقابله من مواقف حياتية جديدة .. كما رفعت المدرسة الحديثة من قدر المعلم بأن جعلت منه موجهاً ومشرفاً ينظم عملية التعليم والتعلم في ضوء استخدام وظيفي للطرق والأساليب الحديثة والتي تعتمد على المشاهدة والاستقراء والعمل وتنمية الميول والاتجاهات .
وعن طريق المشاهدة والعمل واستخدام المتعلم لجميع حواسه يكتشف المتعلم الحقائق العلمية حيث يقوم العقل بتصنيفها لاستخلاص القوانين منها للوصول إلى الخبرات الحسية وإدراك وفهم الحقائق العلمية المطلوبة .
ويمكن البرهنة على ذلك عن طريق وضع طالب في موقفين:

الأول : يستذكر الطالب دروسه بالقراءة بعينه فقط .

الثاني : يستذكر الطالب دروسه بالقراءة بعينه ، وبصوت عال بلسانه ويكتب ويلخص ما يقرأ بيده .

سيكون الفرق واضح جداً في نتيجة الاستذكار بين الموقفين.

إن الطريقة العلمية لا تفصل بين الهدف والوسيلة :

فالهدف يحدد الوسيلة المناسبة … والوسيلة الجيدة تساعد على تحقيق الهدف وذلك من حيث كون الوسيلة محتوى تعليمي يشمل واقع المعرفة ومرتكزاً للأسلوب التعليمي .

ومع ذلك على المعلم أن يدرك بأن أهمية الوسيلة لا تكمن في الوسيلة بحد ذاتها بل بمقدار ما تحققه هذه الوسيلة من أهداف سلوكية محددة ضمن نظام متكامل يضعه المعلم لتحقيق الأهداف العامة والخاصة للدرس .

تعريف الوسيلة التعليمية :

هي مجموعة المواد والأدوات التي لا تعتمد على استخدام الألفاظ وحدها وإنما تعتمد على استخدام الخبرات الحسية المباشرة وغير المباشرة ، حتى يستخدم الطالب حواسه المختلفة من بصر وسمع ولمس وشم وتذوق .

الوسائل التعليمية : ( هي أجهـزة وأدوات ومواد يستخـدمهـا المعلـم لتحسـين عملية التعليـم والتعلـم )

وقد تعددت مسميات الوسائل التعليمية والتي منها : [ وسائل الإيضاح ، الوسائل البصرية ، الوسائل السمعية ، الوسائل المعنية ، وأحدث تسمية لها " تكنولوجيا التعليم " التي تعني علم تطبيق المعرفة في الأغراض العلمية بطريقة منظمة ]

والوسائل التعليمية : ليست كما قد يتوهم البعض على أنها شيئاً إضافياً يساعد على الشرح والتوضيح فقط أو أنها أعدت لتجميل حائط الفصل ، بل هي جزء لا يتجزأ من عملية التعلم التي يجب أن تشترك فيها الأيدي والحواس لتكون ناجحة ملائمة لفطرة الطفل.
وخير الوسائل هو ما كان من الواقع ، من بيئة الطفل ، ولكن يتعذر في كثير من الأحيان وجود مثل هذه الأشياء فيستعاض عنها بما يماثلها ، وفي هذا مجال واسع للابتكار والإبداع في تصميم وصنع الوسيلة التعليمية .

فوائد الوسيلة التعليمية :

1) توفر خبرات حسية كأساس للتفكير السليم .

2) تزيد من اهتمام الطلاب وتدفعهم للتعلم الذاتي .

3) تقلل من معدل النسيان عند الطلاب .

4) تسهم في توضيح المعاني بطريقة مشوقة .

5) توفر للطلاب خبرات يتعذر مشاهدتها في الواقع .

دورالوسائل التعليمية في تحسين عملية التعلم :

يمكن للوسائل التعليمية أن تلعب دوراً هاماً في النظام التعليمي إذا استخدمت وفق معايير نظامية علمية صحيحة ، إلا أن هذا الدور عند بعض المعلمين لا يتعـدى الاستخـدام التقليد لبعض الوسـائل دون التأثير في عملية التعلم نظراً لافتقاد هذا الاستخدام للأسلوب النظامي الصحيح .

ويتمثل الدور الذي تلعبهالوسائل التعليمية في عملية التعليم
والتعلم بما يلي :

1) إثراء التعليم: تلعب الوسائل التعليمية دوراً جوهرياً في إثراء التعليم من خلال إضافة أبعاد ومؤثرات خاصة وبرامج متميزة تساعد في
توسيع خبرات المتعلم وتيسير بناء المفاهيم وتأصيل العلوم والمعارف في ذهن المتلقي .

2) استثارة اهتمام التلميذ وإشباع حاجاته للتعلم : يكتسب التلميذ من خلال الوسائل التعليمية المختلفة بعض الخبرات التي تثير اهتمامه وتحقق أهدافه . وكلما كانت الخبرات التعليمية التي يمر بها المتعلم أقرب إلى الواقعية أصبح لها معناً ملموساً وثيق الصلة بالأهداف التي يسعى التلميذ إلى تحقيقها والرغبات التي يتوق إلى إشباعها .

3) تساعد على زيادة خبرة التلميذ مما يجعله أكثر استعداداً للتعلم .
4) تساعد الوسائل التعليمية على اشتراك جميع حواس المتعلم ، ويترتب على ذلك بقاء أثر التعليم في نفس المتعلم

القواعد التي يجب مراعاتها عند استخدام الوسيلة : ــ

أ) تحديد الهدف من استخدام الوسيلة .

ب) التمهيد لاستخدام الوسيلة .

ج) تناسب الوسيلة مع مستوى إدراك الطلاب .

د) تجربة الوسيلة قبل عرضها على الطلاب .

ه) التأكد من رؤية جميع التلاميذ للوسيلة خلال عرضها .

و) التأكد من تفاعل جميع الطلاب مع الوسيلة .

ز) إتاحة الفرصة للطلاب للمشاركة في استخدام الوسيلة .

ح) عدم التطويل في عرض الوسيلة تجنباً للملل .

ط) عدم الإيجاز المخل في عرض الوسيلة .

ي) عدم ازدحام الدرس بعدد كبير من الوسائل .

ك)عدم إبقاء الوسيلة أمام التلاميذ بعد الانتهاء من استخدامها تجنباً لانصرافهم عن متابعة ما تبقى من الشرح .
ل)الإجابة على أية استفسارات ضرورية للمتعلم حول الوسيلة .

أساسيات في استخدامالوسائل التعليمية :

1 ) تحديد الأهداف التعليمية التي تحققها الوسيلة بدقة :
وهذا يتطلب معرفة جيدة بطريقة صياغة الأهداف بشكل دقيق قابل للقياس ، ومعرفة أيضا بمستويات الأهداف : المعرفي ، والوجداني ، والحركي …

2 ) معرفة خصائص الفئة المستهدفة ومراعاتها :
يجب أن تتناسب الوسيلة المستخدمة مع مستوى التلاميذ العمري والذكائي والمعرفي ، وتفي بحاجاتهم حتى نضمن الاستخدام الفعال للوسيلة .

3 ) تهيئة أذهان التلاميذ لاستقبال محتوى الوسيلة :
عن طريق طرح بعض الأسئلة التي تدور حول محتوى الوسيلة ، ومحاولة تحديد مشكلة معينة تساعد الوسيلة على حلها .

4) تقويم الوسيلة :
ويتضمن التقويم النتائج التي ترتبت على استخدام الوسيلة مع الأهداف التي أعدت من اجلها . ويكون التقويم عادة بقياس تحصيل التلاميذ بعد استخدام الوسيلة ، أو بمعرفة اتجاهات التلاميذ وميولهم ومهاراتهم ومدى قدرة الوسيلة على خلق جو للعملية التربوية .

5) متابعة الوسيلة :
والمتابعة تتضمن ألوان النشاط التي يمكن أن يمارسها التلميذ بعد استخدام الوسيلة لأحداث مزيد من التفاعل بين التلاميذ .

أنواعالوسائل التعليمية :

1) الوسائل البصرية : وهي الوسائل التي تعتمد على حاسة البصر فقط ومنها الأشياء والعينات والنماذج والشرائح والرسوم والملصقات ومجلات الحائط والرحلات والمعارض والخرائط والأفلام الثابتة والصامتة والمتحركة ……. الخ

2) الوسائل السمعية : وهي الوسائل التي تعتمد على حاسة السمع فقط ومنها الإذاعة والتسجيلات الصوتية .

3) الوسائل السمعية البصرية : وهي الوسائل التي تعتمد على حاستي السمع والبصر معاً ومنها أفلام الصور المتحركة والناطقة والبرامج التعليمية بالتلفاز والدروس المعدة باستخدام الحاسوب .




التصنيفات
القرآن الكريم و السنّة النبويّة الشريفة

الوسائل الشرعيه لطرد الشيطان

الوسائل الشرعيه لطرد الشيطان


الونشريس

الوسائل الشرعيه لطرد الشيطان

الحمدلله وحده , والصلاة والسلام على من لانبي بعده , أما بعد …..
فمن الوسائل الشرعيه التي يطرد بها المسلم الشيطان ويهزمه ويدحره ما يلي :

1_ الايمان بالله عز وجل .

2_ الاخلاص لله عز وجل وترك الرياء .

3_ التباع النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وترك الابتداع

4_ المحافظه على الصلاة ومواقيتها , والمحافظه على الخشوع والمحافظه على صلاة الجماعه

5_ الاكثار من النوافل بعد اتمام الفرائض

6_ كثرة الصيام فان الصيام يضعف الشيطان جدا

7_ الاكثار من النوافل

8_ تقوى الله عز وجل

9_ كثره ذكر الله تعالى فالذكر من افضل الوسائل لطرد الشيطان

10_ التوية الى الله تعالى ومحاسبة النفس

11_ الدعاء والاستغاثة بالله عز وجل

12_ الاستعاذه بالله من شر الشيطان الرجيم ومن مواطن الاستعاذه في الصلاة وعند قراءة القراّن وعند الغضب وفي الصباح والمساء و عند نزول المنزل وعند الشك في شيء من قواعد الدين وعند الجماع وعند النوم وعن الرؤيا السيئه

13_ قراءة القراّن وبخاصة سورة البقرة

14_ قراءة اية الكرسي عند النوم

15_ الوضوء عند الغضب فان الشيطان خلق من نار والماء يطفيء النار

16_ كثرة الاستغفار والحوقلة وهي قول : * لاحول ولاقوة الا بالله *

17_ تطهير البيوت وحفظها من المعازف والاجراس والكلاب والصور والتماثيل وسائر الملاهي والمنكرات

18_ تحصين الاهل والاولاد والمداومة على رقيتهم بالرقيه الشرعيه

19_ غض البصر فان المرأه تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان

20_ عدم الخلوة بالمرأة الاجنبية حتى لايكون الشيطان ثالثهما

21_ تعمد مخالفة الشيطان ومن صور ذلك : الاكل باليمين فأن الشيطان يأكل بشماله استحباب القيلوله وهي النوم بعد الظهر قليلا فأن الشيطان لا يقيل , ترك التبذير فأن المبذرين اخوان الشياطين . والتأني في الامور فأن العجلة من الشيطان رد التثاؤب ما استطاع فأن التثاؤب من الشيطان

22_ ترك السفر وحيدا فأن الراكب شيطان والراكبان شيطانان والثلاثه ركب

23_ التسميه عند كل عمل وهي قول * بسم الله * فأن الشيطان يتصاغر عند التسميه حتى يكون كالذبابه

24_قول : * لا اله الا الله وحده لاشريك له , له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير * في اليوم (( 100)) مره فأنها حرز من الشيطان سائر اليوم

25_ صلاة الفجر في وقتها فأن من صلى الفجر فهو في ذمة الله

26_ ترك الالتفات في الصلاة فأن الالتفات في الصلاة من الشيطان




رد: الوسائل الشرعيه لطرد الشيطان

موضوع في القمة جعله الله في ميزان حسناتك

وجزاك الله به خير الجزاء وخير الثواب




رد: الوسائل الشرعيه لطرد الشيطان

والله اسعدني مرورك اخي
بارك الله فيك
نورت الموضوع




رد: الوسائل الشرعيه لطرد الشيطان

براك الله فيك هبة موضوع في القمية
الونشريس




رد: الوسائل الشرعيه لطرد الشيطان

اشكرك اخي على المرور
جزاكم الله خيرا




التصنيفات
العقيدة الإسلامية و الإيمان

اهم الوسائل لكسب الحسنات

اهم الوسائل لكسب الحسنات


الونشريس

بسم الله الرحمن الرحيم،الحمدلله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين،امابعد:فمن نعم الله على خلقه أن شرع لهم أعمالا وأقوالا من أتى بها حصل له الفضل والأجر والثواب, وفي هذه الرسالة جملة من هذه الأبواب التي ينبغي للمسلم أن يكثر منها ليزداد رصيده من الحسنات ويثقل ميزانه, والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
(1) الإخلاص:
قال الله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [البينة : 5].

(2) تجريد التوبة لله تعالى:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه» [رواه مسلم],
وقال: «إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر» [رواه الترمذي].

(3) العمرة:
قال صلى الله عليه وسلم: «العمرة في رمضان تعدل حجة, أو حجة معي» [رواه البخاري ومسلم].

(4) قراءة القرآن وتلاوته:
قال صلى الله عليه وسلم: «اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه» [رواه مسلم].

(5) ذكر الله تعالى:
قال صلى الله عليه وسلم: «ألا أنبئكم بخير أعمالكم, وأزكاها عند مليككم, وأرفعها في درجاتكم, وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة, وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟» قالوا: "بلى"، قال: «ذكر الله تعالى» [رواه الترمذي].

(6) الاستغفار:
قال صلى الله عليه وسلم: «من لزم الاستغفار جعل الله له من كل همّ فرجاً, ومن كل ضيق مخرجاً, ورزقه من حيث لا يحتسب» [رواه أبوداود والنسائي].
(7) الدعاء بين الأذان والإقامة:
قال صلى الله عليه وسلم: «الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد» [رواه أبو داود والترمذي]. وزاد: قالوا: "فما نقول يا رسول الله؟" قال: «سلوا الله العفو والعافية».

(8) المحافظة على صلاة الفجر والعصر:
قال صلى الله عليه وسلم: «من صلى البردين دخل الجنة» [رواه البخاري].

(9) المحافظة على صلاة الجمعة:
قال صلى الله عليه وسلم: «الصلوات الخمس, والجمعة إلى الجمعة, ورمضان إلى رمضان, مكفرات ما بينهم إذا اجتنبت الكبائر» [رواه مسلم].

(10) تحري ساعة الإجابة يوم الجمعة:
قال صلى الله عليه وسلم: «فيها ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه» [رواه البخاري ومسلم].

(11) قراءة سورة الكهف يوم الجمعة:
قال صلى الله عليه وسلم: «من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين» [رواه النسائي والحاكم].
(12) المحافظة على السنن الرتبة:
قال صلى الله عليه وسلم: «ما من عبد مسلم يصلي لله تعالى كل يوم اثنتي عشرة ركعة تطوعاً غير الفريضة إلا بنى الله له بيتاً في الجنة» [رواه مسلم].

(13) التطوع في البيت:
قال صلى الله عليه وسلم: «اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم, ولا تتخذوها قبوراً» [رواه البخاري].
(14) صلاة المرأة في بيتها:
قال صلى الله عليه وسلم: «لا تمنعوا نساءكم المساجد, وبيوتهن خير لهن» [رواه أبو داود].

(15) بر الوالدين وطاعتهما:
قال صلى الله عليه وسلم: «رغم أنفه, ثم رغم أنفه, ثم رغم أنفه» قيل: "من يا رسول الله؟" قال: «من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كليهما, ثم لم يدخل الجنة» [رواه مسلم].

(16) طاعة المرأة لزوجها:
قال صلى الله عليه وسلم: «إذا صلت المرأة خمسها, وصامت شهرها وحصنت فرجها, وأطاعت بعلها, – أي زوجها ـ دخلت من أي أبواب الجنة شاءت» [رواه ابن حبان].

(17) صلة الأرحام وإن قطعوه:
قال صلى الله عليه وسلم: «الرحم معلقة بالعرش تقول: "من وصلني وصله الله, ومن قطعني قطعه الله"» [رواه البخاري

(18) القيام بزيارة المرضى في المستشفيات وتشجيعهم وحثهم على الصبر والاحتساب:
مع إهدائهم مجموعة من الهدايا الدعوية المفيدة.

وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.وساكمل لكم بقية الوسائل حول هذا الموصوع ان ساء الله في يوم لاحق.ادعوا لي بالعلم النافع جزاكم الله خيرا.




رد: اهم الوسائل لكسب الحسنات

السلام عليكم
الله ينعم عليكم مشكورووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووووووووووووووون




التصنيفات
الأمومة و الطفولة

تدليك الرضع من أهم الوسائل التى تساعد على تدعيم الاتصال اللفظى

تدليك الرضع من أهم الوسائل التى تساعد على تدعيم الاتصال اللفظى


الونشريس

الونشريس

خلال السنوات الأخيرة، حظى التدليك بشعبية كبيرة بكافة أشكاله وأنواعه سواء التايلندى أو الصينى أو السويدى، ولم يعد التدليك قاصرا على الاسترخاء، حيث ظهرت له فوائد أخرى نتعرف عليها خلال السطور التالية:

تدليك الرضع من أهم الوسائل التى تساعد على تدعيم الاتصال اللفظى بين الوالدين والطفل، هذا ما أكدته أنيس كافيستان من الجمعية الفرنسية لتدليك الرضع، كل ما عليك أن تضع يديك على جلد طفلك لتكتسب المزيد من الثقة فى نفسك وتطوير حدسك لتتعرف على طفلك عن قرب.

أما بالنسبة للطفل، مجرد أن تضعى يديك الدافئة على جسده، يبدأ فى التعرف على حدود جسده، بعد أن ظل لفترات طويلة مجرد امتداد لجسد أمه، فتلك اللمسة البسيطة لطفلك تعطيه الإحساس والشعور بأنه موجود.

"تدليك الأطفال يوثق الارتباط بين الطفل ووالديه"، هذا ما أكدته الأبحاث العلمية، والتى أشارت إلى أنه يقلل من التوتر والقلق ويساعد على تنظيم وتحسين نوم الرضع، ويحسن من النمو النفسى والبدنى، ويحفز الجهاز الهضمى ويخفف الألم.

على جانب آخر، أكدت بعض الدراسات التى أجريت فى أوغندا، أن الأطفال الذين يتعرضون للتدليك يسيرون فى عمر أقل، أى أنهم يتطورون من الناحية النفسية والبدنية بشكل أسرع.
منقول




رد: تدليك الرضع من أهم الوسائل التى تساعد على تدعيم الاتصال اللفظى

الونشريس




التصنيفات
الأمومة و الطفولة

الوسائل المعينة على تحبيب الطلاب لحلقات القرآن

الوسائل المعينة على تحبيب الطلاب لحلقات القرآن


الونشريس

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين, والصلاة والسلام على رسوله الأمين, وعلى آله وصحبه الغر الميامين, وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.. أما بعد:

سنبين في هذه السطور وسائل ينبغي للمربي سواءً كان أباً أو أُمَّاً أو مدرساً أن يتحلى بها ليعين الولد على الالتزام والانتظام في حلقات تحفيظ القرآن, بل لابد من تكاتف وتعاون الأبوين مع المدرس؛ بحيث يؤدي ذلك إلى حب الطفل لكتاب الله تعالى, والاستفادة من التحاقه بحلقة التحفيظ في جوانب متعددة علمياً وثقافياً واجتماعياً, فيتربى بسببها فلَذةُ الكبد تربية حسنة تعود بالنفع عليه وعلى والديه في الدنيا والآخرة, ونجاح هذا المشروع يتأتى باتخاذ وسائل معينة على ذلك, وإلا ستكون حلقة التحفيظ بالنسبة للطالب مجرد عمل روتيني يؤدي به إلى الملل والسآمة وعدم الاستفادة العلمية والعملية المنشودة, ولبيان الوسائل المعينة على ارتقاء الطالب.

نقول مستعينين بالله:

يمكن إلحاق الولد بحلقة قرآنية في مركز للتحفيظ ما بين بلوغه سن السابعة إلى العاشرة, ويتم اختيار مركز التحفيظ بعناية بحيث يكون موقعه قريباً من البيت، كما يكون نظيفاً جيد التهوية، جميل المظهر؛ حتى يُقبل عليه الطفل بحب ورضا، مع متابعة المحفِّظ لنتأكد من أن أسلوبه في التلقين والتحفيظ بحيث يكون أسلوباً تربوياً، أو على الأقل ليس بضار من الناحية التربوية.

كما ينبغي أن نمدح الطفل ونُثني على سلوكه كلما تعامل مع المصحف بالشكل الذي يليق به. وفي هذه المرحلة يمكن أن نشجِّعه بأن تكون هدية نجاحه أو تصرُّفه بسلوك طيب هي مصحفٌ ناطقٌ للأطفال يسمح له بتكرار كل آية مرة على الأقل بعد القارئ، أو أشرطة صوتية للمصحف المعلِّم كاملاً، أو قرص كمبيوتر يحوي المصحف مرتلاً، وبه إمكانية التحفيظ.

كما يمكن في هذه المرحلة أن نسمع معه بعض الأناشيد المشجعة على حفظ كتاب الله, والتي يسهُل عليه حفظها، كما نشجعه على أن يمنحها -مسجلة على شريط- كهدايا لأصحابه في الحلقة القرآنية، أو جيرانه أو أقاربه, ومن الضروري أن نجعل للطفل كرامة ومنقبة بسبب ما يحفظه من القرآن, كأن يقول له الأب: "لولا أنك تحفظ القرآن لعاقبتُك", كما ينبغي أن نشرح له أهمية القرآن الكريم للمسلم والعالَم، وكيف كانت البشرية تعيش قبل نزوله على النبي -صلى الله عليه وسلم- ولابد أن يظل دور القُدوة مستمراً مع الطفل من جانب المدرس والوالدين، فإذا تردد على سمعه من والديه أو مدرسِه عبارات قرآنية مثل: {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [سورة الفاتحة:2]، {حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [سورة آل عمران: 172]، {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء} [سورة الجمعة: 4]، {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ***64831;***1634;***64830; وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [سورة الطلاق: 2-3]، {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ} [سورة يوسف: 18]، {وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ} [سورة غافر: 44]، {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ} [سورة يوسف: 86]، {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [سورة الطلاق: 3]، {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ***64831;***1640;***1640;***64830; إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [سورة الشعراء: 88-89]. فإن الطفل سيرددها دون أن يعلم معناها، ولكنها مع مرور الوقت ستصبح مفهومة لديه، وليس هذا فحسب، وإنما ستكون له نبراساً يضيء له ظلام حياته، ومنهاجاً يعينه على ما يصادفه من مصاعب ومشكلات.

وينبغي أن نستخدم معه رواية قصص القرآن, فنروي له في هذه المرحلة -مثلاً- قصة الخلق منذ آدم، وقابيل وهابيل، ثم قصة نوح, وقصة زكريا ويحي, وقصة مريم وعيسى -عليهم السلام- وهاروت وماروت وأصحاب القرية، وأصحاب الكهف، وأصحاب الجنة.

فإذا بلغ العام الحادي عشر حتى الثالث عشر, فإنه في هذه المرحلة تتسع دائرته الاجتماعية ويزداد حِرصاً على تكوين علاقات اجتماعية، كما يزداد ارتباطاً بأصحابه وزملائه, ويمكن استغلال ذلك في توسيع حلقة التحفيظ التي هو عضو فيها بإلحاقه -وأصحابه إن أمكن- بحلقة تعليم أحكام التجويد، مع تشجيعه ومكافأته بشتى الطرق المادية والمعنوية، ومنها تعريفه بفضل تعلُّم القرآن وتجويده، بذكر الأحاديث الشريفة نحو قوله -عليه الصلاة والسلام-: «أَهْلُ الْقُرْآنِ هُمْ أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ» (1)، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: «الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَانِ» (2)، وحديث: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ» (3)، وحديث: «يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ» (4)، وغيرها. ويمكن أن نعرِّفه ذلك بطريقة غير مباشره بحيث ندعو أصحابه المفضَّلين إلى المنزل، ونسألهم عدة أسئلة نعرف أنهم يعرفون إجابتها، ثم نسأل عن فضل تعلُّم القرآن وتجويده، فإن لم يعرفوا أقمنا بينهم مسابقة لمن يعثر على أكبر قدر من الأحاديث والآيات حول ذلك، مع توجيههم للاستعانة بمكتبة المدرسة أو أقرب مكتبة عامة، أو نعطيهم مما لدينا من كتب ومراجع, فإذا وصلوا إلى المعلومة بأنفسهم كان ذلك أشد تأثيراً في نفوسهم، وأيسر إيصالاً للمعلومة إلى قلوبهم قبل عقولهم, كما يمكن أن نضع لهم لوحة أو سبورة يمكن أن يكتب عليها الأولاد أحاديث شريفة عن فضل القرآن الكريم، بحيث يتسابقون في البحث عنها، ووضعها على هذه اللوحة، بمعدل حديث كل أسبوع، ليرونه كلما مروا بها فيحفظونه، ويتناقشون مع الأم أو الأب حول معناه، وبعد ذلك تكون هناك جائزة لمن وضع أكبر عدد من هذه الأحاديث, وينبغي في هذه المرحلة أن نستمر في رواية قصص القرآن له، أو إهداءه أشرطة فيديو، أو أقراص مضغوطة، بها تسجيل مصوَّر لهذه القصص, ومما يناسب الطفل في هذه المرحلة من قصص القرآن, قصة بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- وجهاده في سبيل الله، وقصة موسى -عليه السلام- وبني إسرائيل، والأرض المقدسة، وقصة ذي القرنين ويأجوج ومأجوج، وأصحاب الأخدود، وطالوت وداود وجالوت, فإذا ما بلغ سن الرابعة عشر، حتى السادسة عشر ففي هذه المرحلة يمكننا أن نناقشه حول فكرة هل يمكن أن يكون القرآن كلام بشر!!، وأن نشجعه على أن يبحث عن المعلومات بنفسه، ويتعاون مع أصحابه في عمل أبحاث حول إعجاز القرآن في شتى المجالات، وأن يتبادل معهم الأبحاث لتعم الفائدة بينهم،كما يمكن تشجيعهم جميعاً على نشر هذه الأبحاث عبر البريد الإلكتروني، وفي المنتديات المختلفة، ويا حبذا لو كانوا يتقنون اللغات الأجنبية، فعندئذٍ يمكنهم أن يترجموها إلى هذه اللغات وينشروها أيضا ًعلى شبكة الإنترنت, ومما يشجعهم على ذلك أن نحيطهم علماً بالأجر الذي سيحصلون عليه بسبب ما يفعلونه إن كانت النية خالصة لله تعالى..

كل هذه -بعون الله- وسائل تجعل مركز التحفيظ شعلة مضيئة محببة لدى الطالب, ولا يفوتنا مع كل ماسبق من أمور تربوية وعلمية وتشجيعية, لا يفوتنا مسألة الترفيه والرحلات والمسابقات العامة والرياضية وغيرها, وبشكل دوري -أيضاً- فهذا مما يزيل الملل والفتور لدى الطالب وحتى لدى المدرس, نسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا, ونسأله أن يوفقنا لتربية أبنائنا ومن تحت أيدينا التربية الإسلامية النافعة, وسبحان الله وبحمده, سبحان الله العظيم, وصلى الله على نبينا محمد, وعلى آله وصحبه وسلم, والحمد لله رب العالمين (5).

___________________________________________

(1) رواه ابن ماجه -211- (1/250) وأحمد -11831- (24/377) وصححه الألباني غي تحقيق سنن ابن ماجة برقم (215).

(2) رواه البخاري -4556- (15/267) ومسلم -1329- (4/219).

(3) رواه البخاري -4639- (15/439).

(4) رواه مسلم -1078- (3/428).

(5) الموضوع مستفاد بتصرف من كتيب بعنوان: (كيف نُعين أطفالنا على حب القرآن الكريم؟ لـ(د.أماني زكريا الرمادي).

موقع إمام المسجد