الصــــــراحة أو الصـــــدق هي شئ لطالما كان مرغوباً و محبوباً… فالإسلام و كل الأديان تحث الناس على الصدق.. و الصراحة هي جزء من هذه الخصلة الأخلاقية.
عن أبي الحوراء السعدي قال : قلت للحسن بن علي رضي الله عنه : ما حفظت من رسول الله ؟ قال : حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( دع ما يريبك إلى مالا يريبك ؛ فإن الصدق طمأنينة والكذب ريبة ). صحيح : رواه الترمذي وقال حسن صحيح . وأحمد والطيالسي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي وابن حبان
و لكن الصراحة هي سلاح ذو حدين… فالصراحة تكون مرغوبة مادام فيها مراعاة لمشاعر الآخرين.. و احترام لهم… ففي مقولة للعالم النفسي ميلر يقول "إنه ليس مهماً ما يُقال و إنما كيف يُقال" … فهناك شعرة بين الصراحة و الوقاحة
فعندما تكون صادقاً فإنك تكون محترماً لذاتك..
أي أنك تظهر اهتماماً حقيقياً في الإصلاح و هذا لا يعني أن تكون شرير و أنت تقوم بهذا الإصلاح.. كيف تكون شرير و وقح بأن تقوم بتدمير ثقة الآخرين بأنفسهم باستخدام أساليب استفزازية في نقدهم فيجب استخدام أسلوب اللياقة بدلاً من التعمد في تدمير نفسيات الآخرين.. فمن يتعرض للنقد بهذا الأسلوب هو الشخص الذي ينتقد الآخرين بنفس الأسلوب "ففاقد الشئ لا يعطيه"… فالوقح هو من لا يهتم بمشاعر الآخرين و لا يأخذ لياقة الانتقاد بعين الاعتبار.. فلذلك يجب ان يقال له دع انتقادك لنفسك!!
أن تكون لطيـــفاً و مهذباً.. فعند الإشارة إلى خطأ قام به شخصٌ ما.. عليك أن تحمل هاتين الصفتين.. فعليك أن لا تكون متوحشاً في الإشارة إلى ذلك الخطأ ولا تكن كهؤلاء الذين يدعون الكمال.. لانهم مصابون بالغرور فأعماهم و أصبحوا لا يرون الأخطاء الفادحة التي يرتكبونها بسبب تركيزهم على أخطاء الآخرين.. قد يقبل الخطأ و لكن لا تقبل تلك النبرات المغرورة فالإشارة إلى الخطأ وجب أن تكون بناءة و إلا فإنها تصبح مؤذية و ضارة و لا لزوم لها… لذلك يرجى من كل من ليس لديه ذرة لطف و أدب أن لا يشير إلى أخطاء الآخرين و أن لا يجعل غروره يعميه..
أن تكون "جديراً بالثقة" فإذا حصلت على هذه الثقة فإن الصدق أو الصراحة دائماً ما تلقى قبولاً و رواجاً منك… و هذا يعني أن لا تكون مجاملاً و مشخصا . تخلط المواضيع و تبحث في تصيد أخطاء الآخرين و تستمر في التلاعب بالكلمات لتنحاز عن الموضوع الأساسي و كل هذا لتبدو على حق و في موقف صحيح.. بينما يظهر ذلك اللف و الدوران و تفقد مصداقيتك و يتشكك الناس منك لأن أساليبك أصبحت واضحة و متفشية لا يختلف فيها اثنان معاً..
إذا كانت نيتك أن تجرح الآخرين بتصيد أخطاءهم فنقول لك
يا هذا فقد طفح الكيل منك و من أسلوبك المغرور المستفز سنعرض عنك و نتجاهلك فلا تجاوب مع من هدفهم هو تدمير شخصية الآخرين و تدمير نفسيتهم و ثقتهم بأنفسهم…
أما إذا كانت نيتك البناء… فنقول
و تذكر أن طريقة نقدك و أسلوبك و لغتك المستخدمة في إيصال نقدك هي ما سيعفى لك صراحتك مهما كانت قوية و صريحة
شكرا على الموضوع اختي الكريمة
طبعا ما في شيء احسن من الصراحة و الصدق
شكراااااااااا مرة ثانية
شكرا اختي الكريم لان بداية حياة سعيدة ونهايتا من اجل ان تكون سعيدة يجب توفير الصدق وصراحة
وما في شيء احسن من الصراحة والصدق
و نعم القول ندوش …هي أبجدية من أبجديات المنتدى و أحد ركائزه فلطالما كانت الصراحة و النقد البناء سمة من سمات تطور أي مدونة و نفس الشيء إذا ما طبق في حياتنا الشخصية
وحين يفقد الإنسان هذا الحب في بيئته ومجتمعه فإنه يعيش في جحيم وتعاسة وإن ملك الدنيا كلها؛
لذلك لم يكن غريبًا أن يأتي الرجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيقول:
"دلني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس".
صحيح أن رضا الله تعالى هو قصد المسلم وأمنيته، لكن ما التعارض بين السعي
في رضا الله تعالى والفوز بمحبة الناس؛ بل إننا على يقين أننا لن نفوز بمحبة الناس حقًّا إلا إذا أحبنا الله تعالى؛
لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن الله تعالى إذا أحب عبدًا وضع له القَبول في الأرض،
وإن أبغض عبدًا نفرت منه قلوب الناس.
إذا لا تعارض أبدًا بين إرضاء الله والأخذ بأسباب التودد والتحبب إلى الناس،
وأرجو أن تتأمل معي هذا الموقف العجيب من الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه حين
يأتي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فيسأله الدعاء لكن بماذا؟ أبمال وعيال؟ أبمنصب أو جاه؟
لا والله إنما قال: ادع الله أن يحببني وأمي إلى عباده المؤمنين ويحببهم إلينا،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم حبِّب عبيدك هذا وأمه إلى عبادك المؤمنين، وحبب إليهم المؤمنين".
إن حرص المسلم على التودد والتحبب إلى الناس لا ينبغي أن يكون لغرض دنيوي،
بل امتثالاً لشريعة الله التي أمرت بالتآخي والمحبة بين المسلمين،
ومن جانب آخر بدافع الحرص على فتح القلوب لقبول دعوة الحق، ولعل هذا المعنى العظيم هو ما تجلى
في حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه:
"ثلاث من كُنَّ فيه وجد بهن حلاوة الإيمان، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله..".
بل إنه لن يستكمل الإيمان إلا إذا كان حبه وبغضه لله، كما في الحديث: "من أحب لله وأبغض لله،
وأعطى لله، ومنع لله؛ فقد استكمل الإيمان".
البشاشة وحسن الخلق
ولا شك أن حسن الخلق ورقة الطبع من أعظم أسباب التودد إلى الناس، كما أن البشاشة
والتبسم عند اللقاء تزرع في القلوب محبة لا يعلم قدرها إلا الله، وقد جاء في وصف بعض الصحابة له
صلى الله عليه وسلم: "ما رأيت أحدًا أكثر تبسمًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم".
التواضع واللين والرفق
ومن أعظم أسباب التودد إلى الناس عند مخالطتهم التواضع لهم والسهولة معهم،
ومن نظر في سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وجده مثالاً رائعًا للتودد والتحبب إلى الناس بتواضعه
ورقته ولينه معهم وصدق الله العظيم الذي قال لنبيه صلى الله عليه وسلم :
(فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك) ( آل عمران 159)
فقد كان إذا لقيه أحد أصحابه فقام معه لم ينصرف حتى يكون الرجل هو الذي ينصرف عنه،
وإذا لقيه أحدٌ من أصحابه فتناول يده ناوله إياها، فلم ينزع يده من يد الرجل حتى يكون الآخر هو الذي ينزع يده،
وإذا لقي أحدًا فتناول أذنه ناوله إياها ثم لم ينزعها حتى يكون الرجل هو الذي يفرغ من كلامه وينتهي.
وكانت الجارية تستوقفه في الطريق فتحدثه، فما ينصرف حتى تفرغ هي وتنصرف، وكان يخدم نفسه،
ولا يضرب أمةً ولا خادمًا، وكان لا يمسح أن يُدفع عنه أحد، بل كل من أراد الوصول إليه ولقاءه تمكن من هذا.
وأرجو أن تتخيل معي كيف محبة الناس لرجل اجتمعت فيه هذه كل الصفات الطيبة؟!
الهدية من أسباب المحبة.
كذلك فإن من أهم أسباب المحبة والمودة التهادي بين الناس؛ فإن الناس قد جُبلوا على
محبة من يعطيهم، ولهذا ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تهادوا تحابوا".
إفشاء السلام:
كذلك فإن إفشاء السلام بين أبناء المجتمع من أسباب المودة..
إن التحبب إلى الناس يحتاج بعد توفيق الله إلى فقه في معاملتهم،
ولو عملنا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه:
"إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، ولكن يسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق". لكفانا.
* رباه أسألك حسن الخلق
*
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
امين يارب
اللهم اني اسالك حبك و حب من يحبك و حب عمل يقربني الى حبك
بارك الله فيك اخي على الموضوع
تحياتي
لقد حذفت موضوعك ووضعت مكانه هذه الكلمات لانبهك بانك بموضوعك هذا لست تحذرين بل بالعكس انت تنشري فيه بطريقة غير مباشرة ،وهذا ما لمسته من ردود الاعضاء،انهم يقولون بانهم لم يسمعوا بهذه الاغنية،لكنهم عرفوها من خلال موضوعك
ارجوا الانتباه لهذا الترويج
بصراحة ما نعرفهاش بصح الله يهدي المغني وكل من رددها
على كل شكرا حبيبتي العلمية
الله يهدي المغني
اااااااااااااااالهم امين
شكرا اختي
شكرا خولة انا لم اسمع بها ودي جا الغناء هاذ الايام بطلتوا كرهتوا
لم اسمعها من قبل
شكرااااا لك
شكرا خولة انا لم اسمع بها ودي جا الغناء هاذ الايام بطلتوا كرهتوا
|
انا نحب لغنا بصح مسمعتهاش مي كنت على النت لقيتها وقلك انشرها تاجر نشرتهالكم وحاولي تنشريها اخيتي منال
شكرا لكي منال
كيف تكون اسعد الناس
اذا سالت انسانا ما هي السعادة لوكان مريضا لقال السعادة اقوم معافى وا ن كان مديناقال السعادة ان يقضى ديني واسال الخائف عنها قال ان امن ومن لم يرزق بالاولاد قال سعادتي ان ارزق بالبنين والبنات لكن كل هذه افكار يرد عليها . ربما كل هذه النعم التي يراها سعادة تزول بعد الحصول عليها …اذن اين تكمن السعادة الحقيقية السعادة هي ان تكون موصولا بالله و تتقبل كل ما انت فيه من ابتلاء برضى كبير.هناك تكمن سعادتك في تقوى الله في عفوك في كرم اخلاقك في حبك للناس قال رسولنا الكريم من ادخل السرور على بيت من المسلمين ليس له جزاء الا الجنة
وارجو من الله عز و جل ان يسعدنا في الدنيا و الاخرة ا نشاء الله
فعلا ادخلت السرور الى قلبي molita شكررررا
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته..
كيف حال الأعزة الكرام؟؟
أعظم انسان في عيني هو الانسان الخارج من سلطان بطنه لا يشتهي ما لا يجد و لا يكثر اذا وجد لا يلوم أحدا على ما قد يكون العذر في مثله حتى يعلم ما اعتذره, لا يشكو الا الى من يجد عنده البرء و لا يصحب الا من يجد عنده النصيحة.
لا يتبرم و لا يتسخط و لا يتشهى و لا يتشكى و لا ينتقم و لا يغفل عن العدو و لا يخص نفسه دون اخوانه بشيء من اهتمامه بحيلته و قوته .
و كل هذا هو عبارة عن جزء قلييييل أمام عظمة رسول الله صلى الله عليه و سلم.
1.من هو أعظم انسان في عينك؟؟
2.هل تحب أن تكون مثله؟؟؟
في حفظ الرحمن
تحياتي
لونشريم ثقتي.
الرسول شمعة الامة انا بحبو لا موبس بحبو انا بهواه
شكرا على المرور الطيب
لاتجعل مشاعرك ارضا يداسعليها
بل هى سماء يصبوا الجميعلرضاها!
فعزة نفسك ابية زينتها تقواها
ماأتى اليوم وسوقتها لمذلة .الا لمن خلقها وسواها.
وهانت عليهم نفسهم فكانوا حسراها
فهى على اناس اهون وحطت رحاها
ما أخضعنا الجبين ولا سجدنا
..الا لسبحانه وحده رافع سماها
صـــدا مـــــن غـــيـــر صــــــوت.
جلاد سجان وشبع موت
دموعه حبرا اسود على ورق توت
صرخة مكتومة من بئر غدر مالها صوت
ماتشفع ولاتخرج من الحجر غير السكوت
غدا غدا ستمطر
وستنبت الارض روض غير التوت
غدا امل بحاضر احلى
لاسياف أو جلادون شبعوا موت…
الشجر اخضر والماء ندى يسيل نبعه ننتظر منه صوت
قرأته أعجبتني كلماته فنقلته شكرا لصاحبه أو صاحبته
سلمتي نور من الدنيا ورحاها
وزادك الله رفعتاً في سماها
وأعزك بالعقل والروح بناها
سلمت يداك التى الله هداها ……
اشكرك على هذا الأختيار الجميل والأجمل فيه
اذا هانت عليك النفس
فهى على اناس اهون وحطت رحاها
ما أخضعنا الجبين ولا سجدنا
..الا لسبحانه وحده رافع سماها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سلمتي نور من الدنيا ورحاها
وزادك الله رفعتاً في سماها وأعزك بالعقل والروح بناها سلمت يداك التى الله هداها …… اشكرك على هذا الأختيار الجميل والأجمل فيه
اذا هانت عليك النفس
فهى على اناس اهون وحطت رحاها ما أخضعنا الجبين ولا سجدنا ..الا لسبحانه وحده رافع سماها |
العفو أخي صيام
أنا من يجب شكرك على مرورك الرائع
القسوة تأتي من أقرب الناس ::
إذا بحثت عن قلبك ولم تجده
وبحثت عن مشاعرك ولم تجدها
وبحثت عن أحلامك ولم تجدها
واكتشفت أن السارق هو أقرب الناس اليك
فلا تستغرب
لا تستغرب ..!!
إذا ماتت أحاسيسك أمام عينيك
وماتت أمانيك أمام عينيك
ولفظت حياتك انفاسها أمام عينيك
واكتشفت أن القاتل هو أقرب الناس اليك
فلا تستغرب
لا تستغرب ..!!
إذا حكموا عليك بالشنق حياً
وبالضياع حياً
وبالموت حياً
واكتشفت أن القاضي هو أقرب الناس اليك
فلا تستغرب
لا تستغرب ..!!
إذا تحدثوا بالسوء عنك
ورموك بما ليس فيك من الصغائر والكبائر
واتهموك بما لم ترتكب من الجرائم
واكتشفت أن الظالم هو أقرب الناس اليك
فلا تستغرب
لا تستغرب ..!!
إذا استغلوا ثقتك بهم
وملئوا ظهرك بخناااجر الغدر
وافقدوك ثقتك بنفسك وبالأخرين
واكتشفت أن الخائن هو أقرب الناس اليك
فلا تستغرب
لا تستغرب ..!!
إذا دمروك داخلياً
واقتلعوا ورودك الحمراء
وعاثوا بالخراب في بساتين عمرك
واكتشفت أن المدمر هو أقرب الناس اليك
فلا تستغرب
إذا علموك الكراهيه بعد الحب
والقسوة بعد الحنان
والغدر بعد الوفاء
واكتشفت أن المعلم هو أقرب الناس اليك
فلا تستغرب
لا تستغرب ..!!
إذا اصبحت علكة مهترئه تحت اسنان الأخرين
ولقمة سائغه في افواههم
وحديثاً دسماً في مجالسهم
واكتشفت أن الفاعل هو أقرب الناس اليك
فلا تستغرب………….
مـــــــــــــع هذا العالم الغريب
سلام
جزاك الله خيرا شكرا لك
مشكورة على المشاركة اختي الكريمة
شكرا موضوع رائع
نور الموضوع بتواجدكم
شكرااااااااااااااا
هذا صحيح فمن تجربتي اكتشفت ذلك واستغربت
لكن الان هذا ليس بامر غريب عندي
شكرا لكي اختي
لن استغرب ابدا فقد عانيت من هذه القسوة من اختي واي اخت اختي التوأم هل تصدقون ان بسببها وصلت الى الموت .
اريد ان اسألكم هل الحب حرام في هذا الزمن ام ماذا ام انه لا يحق لمثلنا اناو شاب احببنا بعضنا لدرجة الجنون واختي تريد ان تفرقنا لماذا لا ادري ؟
بسببها عرف ابي امي . لكن لحسن الحظ امي تقبلت الامر قليلا وتسترت علي امام ابي بشرط ان ابقى مجتهدة في دراستي .
اتصدقون وجدت في امي ولم اجد في توأمي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
شيء محزن
لن استغرب ابدا فقد فقدت ثقتي بأقرب الناس الي
hanaشكرااا على المرورالطيب
sali لا تستغرب عندما تاتي القسوة من اقرب الناس (توامك!!!!) اي زمن هـــــــــــــــذا
benkihoul شكرا على المرور العطر
فلا تستغرب من زمن لا ندري اين سنتهي به وبنا المطاف؟!
كلمات الى
يقول الله تعالى :
{ … وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم
: " الدال على الخير كفاعله "
بارك الله فيك ياا نورهان والله موضوع جميـــــــــــــــــــــــــــــــــــــل
هنيئـًا له .. هنيئـًا له .. ثم هنيئـًا لمن اتصـف بهــذه الصفـة !!
قال رسـول الله صلى الله عليه وسلم ( ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصدقة والصلاة " أي درجة الصيام النافلة وصدقة نافلة والصلاة النافلة " ، فقال أبو الدرداء : قلنا بلى يا رسول الله ، قال : إصلاح ذات البين ) ..
إن الإصلاح بين الناس عبادة عظيمة .. يحبها الله سبحانه وتعالى ..
فالمصلـح هو ذلك الذي يبذل جهده وماله ويبذل جاهه ليصلح بين المتخاصمين .. قلبه من أحسن الناس قلوباً .. نفسه تحب الخير .. تشتاق إليه .. يبذل ماله .. ووقته .. ويقع في حرج مع هـذا ومع الآخر .. ويحمل هموم إخوانه ليصلح بينهما ..
كم بيت كاد أن يتهدّم .. بسبب خلاف سهل بين الزوج وزوجه .. وكاد الطلاق .. فإذا بهذا المصلح بكلمة طيبة .. ونصيحة غالية .. ومال مبذول .. يعيد المياه إلى مجاريها .. ويصلح بينهما ..
كم من قطيعة كادت أن تكون بين أخوين .. أو صديقين .. أو قريبين .. بسبب زلة أو هفوة .. وإذا بهذا المصلح يرقّع خرق الفتنة ويصلح بينهما ..
كم عصم الله بالمصلحين من دماء وأموال .. وفتن شيطانية .. كادت أن تشتعل لولا فضل الله ثم المصلحين ..
فهنيئـاً عبـاد الله لمـن وفقـه الله للإصلاح بين متخاصمين أو زوجين أو جارين أو صديقين أو شريكين أو طائفتين .. هنيئاً له .. هنيئاً له .. ثم هنيئاً له ..
قال نبيكم صلى الله عليه وسلم ( ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصدقة والصلاة " أي درجة الصيام النافلة وصدقة نافلة والصلاة النافلة " ، فقال أبو الدرداء : قلنا بلى يا رسول الله ، قال : إصلاح ذات البين )
تأمل لهذا الحديث عبد الله " إصلاح ذات البين وفساد ذات البيـن هي الحارقة " ..
أحبتي في الله ..
إن ديننا دين عظيم .. يتشوّف إلى الصلح .. ويسعى له .. وينادي إليه .. ويحبّب لعباده درجته .. فأخبر سبحانه أن الصلح خير قال تعالى " فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما والصلح خير "
قال أنس رضي الله عنه ( من أصلح بين اثنين أعطـاه الله بكل كلمة عتق رقبة ) .. وقال الأوزاعي : ما خطوة أحب إلى الله عز وجل من خطوة من إصلاح ذات البين ومن أصلح بين اثنين كتب الله له براءة من النار ..
عباد الله ..
أجاز الإسلام أيضاً الكذب للإصلاح بين أهل الخصومة فقـال عليه الصلاة والسلام " ليس الكـذّّاب الذي يصلح بين الناس ويقول وينمي خيراً " .. قال ابن بابويه " إن الله أحب الكذب في الإصلاح وأبغض الصدق في الإفساد " فتنبهوا لذلك ..
عباد الله ..
إن الخلاف أمر طبيعي .. ولا يسلم منه أحد من البشر .. خيرة البشر حصل بينهم الخلاف فكيف بغيرهم !!
فقد يكون بينك وبين أخيك .. أو ابن عمك أو أحد أقاربك .. أو زوجك .. أو صديقك شي من الخلاف فهذا أمر طبيعي فلا تنزعج له .. قال تعالى " ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك "
هـاهم أهل قباء .. صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم .. الذين أنزل الله فيهم قوله " فيهم رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين " .. هؤلاء القوم حصل بينهم خلاف .. حتى رمز بعضهم بعضاً بالحجارة .. فذهب إليهم النبي ليصلح بينهم !!
وهذا أبـو بكر وعمر حصل بينهما شي من الخلاف .. فليس العيب الخلاف أو الخطأ .. ولكن العيب هو الاستمرار والاستسلام للأخطاء !!
فعلينا عباد الله أن نتحرّر من ذلك بالصلح والمصافحة والمصالحة .. والتنازل والمحبة .. والأخوة حتى تعود المياه إلى مجاريها ..
قال نبيك صلى الله عليه وسلم .. وتأمل لهذا الحديث " تُفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس فيُغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء .. فيقال : انظروا هذين حتى يصطلحا .. انظروا هذين حتى يصطلحا .. انظروا هذين حتى يصطلحا "
فاتق الله عبد الله .. واصطلح مع أخيك .. وارجع إليه حتى تعود المياه إلى مجاريها ..
عباد الله ..
البدار .. البدر .. سارع إلى أن تصلح مع إخوانك وأقاربك .. البعض هداهم الله قد يؤخر .. فإذا توفى الله أحد إخوانه أو أحد أقاربه .. وقف عند قبره يبكي ويندم .. وهذا البكاء لا ينفع عباد الله !!
رأيت مرة رجلاً يبكي عند قبر .. فسألت عنه قال : هذا قبر أخي .. فقلت أدعُ الله له ..
فقال : فلما كان أخي حياً كنت في قطيعة معه في مدة تزيد على 10 سنوات .. لا أزوره ولا أسلم عليه أيام العيد لا أحضر لأمازحه .. وبعد الموت يأتي ويبكي على قبره .. وماذا ينفع البكـاء !!
أحبتي في الله ..
قد يقول قائل : أريد أن أذهب إلى فلان لأصلح معه لكن أخشى أن يردني أولا يستقبلني أو لا يعرف قدر مجيئي إليه !
نبيك صلى الله عليه وسلم يقول لك اذهب إليه ولو طردك .. ولو تكلم عليك .. اذهب إليه المرة الأولى .. والثانية .. والثالثة .. وسارع إليه بالهدية .. ابتسم في وجهه .. تلطّف معه ..
يقول نبيك ( وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً ) .. فأنت إذا عفوت زادك لله عزا .. وإذا أصلحت زادك الله عزا .. وإن طردك ولم يفتح لك الباب رجعت فإن هذه أمنية يتمناها سلف الأمة !! .. إنها دليل على طهارة القلب وزكاته .. قال تعالى " وإن قيل لكم ارجعوا فرجعوا هو أزكى لكم " .. فتنبّـه لذلك عبد الله ..
عبد الله ..
إن البعض قد يهتم بالإصلاح .. ويريد أن يصلح .. لكن يبقى عليه قضية من حوله من المؤثرات .. من بعض أقاربه .. أو بعض أصدقائه .. أو بعض أهل السوء .. الذين يسعون ويمشون بالنميمة ..
فإذا أردت أن تصلح .. قالوا أأنت مجنون ؟ أصابك الخور ؟ ..
فانتــبه من ذلك النمام .. الذي إذا أردت أن تصلح .. اجتهد هو أن يبعدك عن إخوانك !! .. قال تعالى " ولا تطع كل حلاف مهين ، هماز مشاء بنميم ، مناع للخير معتد أثيم ، عتل بعد ذلك زنيم "
فهو يمشي بالنميمة لا خير فيه .. ولا أصل له .. ولا أرض يركن إليها .. إنما هو شر في شر يقوم بعمل الشيطان " إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء " ..
فتأمل لذلك عبد الله .. انتبه من هؤلاء .. ولا تلتفت إليه .. وانظر إليه نظرة احتقار وسخرية وقل أنت لا خير فيك أريد الصلح وأنت تريد الشر ماذا تريد ؟ ثم بعد ذلك اطرده من مجلسك ولا يكن له حظ معك ..
عبد الله .. جرّب الصلح هذا اليوم .. اتصل .. على ما بينك وبينه خصومة .. وتلطّف معه .. لعل هذا الاتصال أن يكون سبباً بعد رحمة الله لمغفرة ذنوبك .. " ألا تحبون أن يغفر الله لكم " ..
اذهب إليه .. إن أناس ذهبوا لكي يجلسوا مع أولئك الخصوم لمدة ربع ساعة أو نصف ساعة .. فصار مجلسهم مجلس خير !! .. فجلسوا معهم الساعات الطوال .. حتى أن بعضهم يقول : والله كنت أتمنى أن أنام معه تلك الليلة من شــدة الفرح والأنس والألفة والمحبة ..يقول من سنوات لم أكلمه .. ثم بعد ذلك رجع إليه ..
جرّب عبد الله .. ولا تجعل للشيطان مدخلاً إليك ..
أحبتي في الله ..
وعلى المصلح أن يتأدب بآداب الإصلاح ومن أعظمها :
1 ـ أن يخلص النية لله فلا يبتغي بصلحه مالاً أو جاهاً أو رياء أو سمعة وإنما يقصد بعمله وجه الله " ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً " .
2 ـ وعليه أيضا أن يتحرّى العدل ليحذر كل الحذر من الظلم " فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين " .
3 ـ ليكن صلحك مبنياً على علم شرعي وحبذا أن تشاور العلماء في ذلك وأن تدرس القضية من جميع جوانبها وأن تسع كلام كل واحد منهما ..
4 ـ لا تتعجل في حكمك وتريّث الأمر فالعجلة قد يُفسد فيها المصلح أكثر مما أصلح !!
5 ـ عليك أن تختار الوقت المناسب للصلح بين المتخاصمين بمعنى أنك لا تأتي للإصلاح حتى تبرد القضية ويخف حدة النزاع وينطفئ نار الغضب ثم بعد ذلك تصلح بينهما .
6 ـ والأهم أيضا التلطّف في العبارة فتقول : يا أبا فلان أنت معروف بكذا وكذا وتذكر محامده ومحاسن أعماله ويجوز لك التوسع في الكلام ولو كنت كاذباً ثم تحذّره من فساد ذات البين وأنها هي الحارقة تحرق الدين .. فالعداوة والبغضاء لا خير فيها والنبي عليه الصلاة والسلام قال " لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث فيعرض هذا ويعرض هذا " ثم قال عليه السلام " وخيرهما الذي يبدأ بالسلام " .
واجبنا تجاه المصلح
علينا أحبتي في الله إذا أتانا المصلح .. الذي يريد الإصلاح .. أن نفتح له أبوابنا وقلوبنا وأن ندعو له وأن نقول له : جزاك الله عنا خيرا .. ثم بعد ذلك نكون سهلين في يده .. نكـون ليّنين في يده .. وإذا طلب منا طلباً أو طلب منا أن نتنازل عن شي فعلينا أن نُقبل إلى ذلك ..
عبد الله .. عباد الله .. تذكروا الموت .. كم من ميّت الآن في قبره وضعه أحب الناس في قبره !! .. وقد كان بينه وبين ذلك خصومة فإذا ما تذكر موته وإذا ما تذكر تلك الحياة التي بينهما ندم ثم لا ينفع الندم !!
فاتقوا الله عباد الله .. وأصلحوا ذات بينكم .. ابتعدوا عن الدنيا كلها .. لماذا تهجر أخوانك عبد الله ؟ .. أللأجل مال أو من أجل قطعة أرض أو من أجل أمور دنيويـة لا خير فيها !!
تنبّه لذلك عبد الله .. وعليك أن تُرجع المياه إلى مجاريها .. وأن تصلح بين إخوانك وبين أحبابك .. فما هو الخير الذي في الحياة بعد عبادة الله .. إذا هجر الإنسان إخوانه وأحبابه وأحب الناس إليه .. فتنبهوا لذلك عباد الله ..
الهم طهر قلوبنا من الغل والحسد والغش .. اللهم طهر قلوبنا من الغل والحسد والغش .. اللهم أصلح بيننا وبين أقاربنا .. اللهم أصلح بيننا وبين أحبابنا .. اللهم اجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر برحمتك يا أرحم الراحمين .. منقول
الولاء والبراء: أصل عظيم من أهم أصول العقيدة الإسلامية المميزة لأتباعها، من أجلها أهلك الله المكذبين، وأنجى الموحدين، من أجلها أغرق الله ولد نوح لما كفر بالله، وأنقذ أهله من الطوفان لما آمنوا، من أجل الولاء والبراء تبرأ إبراهيم -عليه السلام- من أبيه وقومه، وهاجر إلى ربه، ومن أجله قاتل الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم- آباءهم وأبناءهم وإخوانهم وعشيرتهم لما كفروا، وتبرأوا منهم، من أجل الولاء والبراء قامت سوق الجنة والنار.
عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار)) [متفق عليه].
الولاء والبراء في الإسلام: معناه ومفهومه أن توالي من أجل الله تعالى وتعادي من أجله، تحب في الله، وتبغض فيه، فالحب في الله والبغض في الله من أوثق عرى الإيمان، وهو أصل عظيم من أصول العقيدة والإيمان، يجب على العبد المسلم مراعاته، وبناءُ علاقاته مع الناس عليه، فقد روى الإمام أحمد عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((إن أوثق عرى الإيمان أن تحب في الله وتبغض في الله)) ولقد أكثر الله -سبحانه وتعالى- من ذكر الولاء والبراء في كتابه الكريم تبييناً لأهميته ومكانته في حياة المسلمين، قال الله تعالى: {لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ} [(28) سورة آل عمران] قال أهل التفسير: "نهى الله عباده المؤمنين أن يوالوا الكافرين كقرابةٍ بينهم أو صداقة قبل الإسلام أو غير ذلك من الأسباب التي يُتصادق بها ويُتعايش"، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [(51) سورة المائدة] قال حذيفة -رضي الله عنه-: "ليتق أحدكم أن يكون يهودياً أو نصرانياً وهو لا يشعر، فإن الله يقول: {وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} [(51) سورة المائدة].
نعم عباد الله: كيف يدّعي رجل محبة رسول الله وهو يحب أعدائه الذين ظاهروا الشياطين على عداوتهم واتخذوهم أولياء من دون الله.
أتحب أعداء الحبيب وتدّعي *** حباً له ما ذاك في إمكانِ
وكذا تعادي جاهداً أحبابه *** أين المحبةُ يا أخا الشيطانِ؟
شرط المحبة أن توافق من تـ *** حبُّ على محبته بلا عصيانِ
فإذا ادّعيت له المحبة مع خلافك *** ما يحب فأنت ذو بهتانِ
أيها المسلمون: إن عقيدتنا تحرم علينا موالاة الكافرين والمشركين واليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا، ولو كانوا عرباً، ولو كانوا من أقرب الناس نسباً وتوجب العقيدة علينا البراءة منهم والبعد عنهم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إَنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [(23) سورة التوبة] قال الله تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} [(22) سورة المجادلة] فقد نفى الله -سبحانه وتعالى- الإيمان عمّن هذا شأنه، ولو كانت مودته ومحبته ومناصحته لأبيه وأخيه وابنه ونحوهم من أقربائه فضلاً عن غيرهم مما يدل على عظم الأمر وخطورته، وأن الواقع فيه قد يخرج من الإيمان إلى الكفر بمقدار ما قام به من ولاءٍ ومحبةٍ لهم.
ومن أصول أهل السنة: أن من لم يكفر الكافرين أو يشك في كفرهم أو يتبرأ منهم فقد كفر، ولقد عاتب الله بعض المؤمنين لموالاتهم ونصحهم للمشركين، ذكر ابن إسحاق في السيرة عن عروة بن الزبير -رضي الله عنه- قال: "لما أجمع الرسول -صلى الله عليه وسلم- المسير إلى مكة لفتحها أخفى الأمر، فكتب حاطب بن أبي بلتعة كتاباً إلى أهلها يخبرهم بالذي أجمع عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الأمر في السير إليهم ثم أعطاه امرأة من مزينة مولاةً لبني عبد المطلب، وجعل لها جُعلاً على أن تبلّغه المشركين فجعلته في رأسها، ثم فتلت عليه شعرها، وخرجت به، وأتى رسول الله الخبر من الله بما صنع حاطب، فبعث علياً والزبير، وقال لهما: "أدركا امرأة قد كتب معها حاطب كتاباً إلى مكة يحذّرهم ما قد أجمعنا لهم من أمرنا"، فخرجا حتى أدركا المرأة بالحليفة فاستنزلاها واستخرجا الكتاب من عقاصها، فأتيا به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فدعا حاطباً وقال له: ((يا حاطب ما حملك على ما صنعت؟)) قال: يا رسول الله، أما والله إني لمؤمن بالله وبرسوله، ما غيّرت ولا بدّلت، ولكني كنت امرأ ليس لي في القوم من أهل وعشيرة، وكان لي بين أظهرهم ولدٌ وأهلٌ أخشى عليهم فصانعتهم من أجلهم، فقال عمر -رضي الله عنه-: "دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق"، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((ما يدريك يا عمر لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم)) فأنزل الله تعالى قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ} [(1) سورة الممتحنة] روى الإمام أحمد والترمذي وحسنه عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: "لما كان يوم بدر والتقوا فهزم الله المشركين فقُتل منهم سبعون رجلاً وأُسر منهم سبعون، فاستشار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبا بكر وعمر وعلياً، فقال أبو بكر: يا نبي الله، هؤلاء بنو العم والعشيرة والإخوان، فأنا أرى أن تأخذ منهم الفداء فيكون ما أخذنا منهم قوة لنا على الكفار، وعسى الله أن يهديهم فيكونون لنا عضداً" فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((ما ترى يا ابن الخطاب؟)) فقال: "والله ما أرى ما رأى أبو بكر، ولكني أرى أن تمكنني من فلان -قريب لعمر- فأضرب عنقه، وتمكن علياً من عقيل فيضرب عنقه، وتمكن حمزة من أخيه فيضرب عنقه، حتى يعلم الله أنه ليس في قلوبنا هوادة للمشركين، هؤلاء صناديدهم وأئمتهم وقادتهم، فهوى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما قال أبو بكر، ولم يهو ما قال عمر، فأخذ منهم الفداء، فلما كان من الغد قال عمر: غدوتُ إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فإذا هو قاعد وأبو بكر وإذا هما يبكيان، فقلت: يا رسول الله أخبرني ماذا يبكيك أنت وصاحبك فإن وجدت بكاءً بكيت، وإن لم أجد بكاءً تباكيت لبكائكما؟ فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((الذي عرض عليّ أصحابك من الفداء، ولقد عُرض عليّ عذابكم أدنى من هذه الشجرة -لشجرة قريبة- وأنزل الله تعالى: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ} [(67) سورة الأنفال] إلى قوله: {لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [(68) سورة الأنفال] أي من الفداء، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إن كان ليمسنا في خلاف ابن الخطاب عذاب عظيم، ولو نزل عذاب ما أُفلت إلا عمر)).
فأين هذا مما يفعله كثير من المسلمين من موالاة أعداء الأمة، والسعي في مصالحهم؟! بل ومحاربة أبناء جلدته من المسلمين؟!..لقد ضيع فئام من المسلمين هذا الأصل العظيم مع شديد الأسف، وجهِلوا مفهومه، واتخذوا الكفار واليهود والنصارى أولياء، إخواناً وأصدقاء، ناهيكم عباد الله عما يقع في مجتمعات المسلمين من تضييع أسس هذا الجانب العقدي والتفريط فيه، فتجد من يوالي المنافقين العلمانيين ويبادلهم المحبة بحجّة داحضة وهي إن أردنا إلا إحساناً وتوفيقاً.
أين الولاء والبراء مما عليه كثير من المسلمين لا سيما أبناؤهم من التشبه بالكفرة والملحدين في لباسهم وميوعتهم وكلامهم وأخلاقهم؟! مما يؤكد على الحب لهم، وهذا يورث نوعاً من التبعية لهم، فمن تشبه بقوم فهم منهم.
أين الولاء والبراء ممن يُعينهم ويُناصرهم على المسلمين بأيّ وسيلة كانت، بل ويمدحهم ويذب عنهم؟ وهذا من أسباب الردة ونواقض الإسلام عياذاً بالله.
أين الولاء والبراء ممن يستعين بهم من دون المؤمنين، ويثق بهم ويوليهم المناصب التي فيها أسرار المسلمين ويتخذهم بطانة ومستشارين؟ وقد قال الله -سبحانه وتعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ} [(118) سورة آل عمران].
أين الولاء والبراء أيها لمسلمون ممن يستقدمون الكفرة إلى بلاد المسلمين ويجعلونهم عمالاً وسائقين ومربين في البيوت ويتركون المسلمين المحتاجين دون عملٍ أو صناعة؟.
أين الولاء والبراء ممن يشاركونهم في أعيادهم ومناسباتهم وتهنئتهم بها ويمدحونهم ويشيدون بما هم عليه من مدنية وحضارة ويُعجبون بأخلاقهم ومهاراتهم دون نظرٍ إلى عقائدهم الباطلة ودينهم الفاسد؟!.
أين الولاء والبراء عمّن يخاطبهم بألفاظ الاحترام والتبجيل، وقد نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك بقوله: ((لا تقولوا للمنافق: يا سيد، فإنه إن يَكُ سيداً فقد أسخطتم ربكم -عز وجل-)) [رواه البخاري].
أيها المسلمون: إن الولاء والبراء أسٌ من أسس العقيدة المهمة التي لن يسلم لأحد دينه إلا بالمحافظة عليه، فإن اليهود والنصارى والذين أشركوا يدبورن ضد المسلمين الخطط، ويحيكون لهم المؤامرات مهما كانت ثقة المسلمين بهم، وصدق الله العظيم حيث يقول: {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ} [(120) سورة البقرة].
دخل عمر بن الخطاب على قاضيه أبي موسى الأشعري فسأله عن كاتبه فقال: لي كاتب نصراني، فقال: قاتلك الله، أما سمعت قول الله -عز وجل-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [(51) سورة المائدة] ألا اتخذت كاتباً حنيفاً؟ قال: يا أمير المؤمنين، لي كتابته وله دينه، فقال عمر: "ألا لا تكرموهم وقد أهانهم الله، ولا تُعزّوهم وقد أذلهم الله، ولا تدنوهم وقد أقصاهم الله" روى مسلم في صحيحه والإمام أحمد واللفظ له عن عروة عن عائشة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرج إلى بدر فتبعه رجل من المشركين فلحقه عند الجمرة فقال: إني أردت أن أتبعك وأصيب معك قال: ((تؤمن بالله -عز وجل- ورسوله؟)) قال: ((لا)) قال: ((ارجع فلن نستعين بمشرك)) قال: ثم لحقه عند الشجرة ففرح بذاك أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكان له قوة وجلد فقال: جئت لأتبعك وأصيب معك، قال: ((تؤمن بالله ورسوله؟)) قال: لا، قال: ((ارجع فلن أستعين بمشرك)) قال: ثم لحقه حين ظهر على البيداء فقال له مثل ذلك، قال: ((تؤمن بالله ورسوله؟)) قال: نعم، قال: ((فخرج به)).
إن الناس في الولاء والبراء على أقسام ثلاثة:
أولهم: من تجب محبته محبة خالصة لله تعالى لا معاداة فيها وهم المؤمنون من الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وعلى رأسهم نبينا -صلى الله عليه وسلم- وصحابته من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان.
وثانيها: من يبغض ويعادى بغضاً ومعاداةً خالصين لله تعالى لا محبة فيهما ولا موالاة معهما، وهم الكفار والمنافقون والمشركون على اختلاف أجناسهم وشعوبهم، ويلحق بهؤلاء من يظهر معاداته للدين من العلمانيين والحداثيين وأذنابهم من المنافقين.
وثالثها : من يحب من وجه ويبغض من وجه، فتجتمع فيه المحبة والعداوة، وهؤلاء هم العصاة من المؤمنين، يحبون على قدر ما فيهم من الإيمان، ويُبغضون لما فيهم من المعصية التي لم تبلغ درجة الكفر والشرك، وهذه المحبة لهم تقتضي مناصحتهم والإنكار عليهم، فلا يجوز السكوت على معاصيهم، بل ينكر عليهم ويؤمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.
ألا فاتقوا الله عباد الله، وصلوا وسلموا على من أمركم الله تعالى بالصلاة والسلام عليه في قوله -عز من قائل-: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [(56) سورة الأحزاب] وقال -صلى الله عليه وسلم-: ((من صلى عليّ صلاةً واحدة صلى الله عليه بها عشراً))..سبحانك اللهم و بحمدك أشهد ألا اله الا أنت أستغفرك و أتوب اليك.