فقد كان له تأثيره الواسع عبر التاريخ في نشوء الفلسفات والأفكار والمناهج المختلفة، لكنه لم يعد في عصرنا الحالي كذلك، حيث لا يجوز الاستناد إلى التأمل في الوصول إلى الحقائق العلمية سواء في العلوم الطبيعية أو الإنسانية، لأن حقائق العلم تحتاج إلى التجارب التي تثبتها، والى البحوث الميدانية القائمة على الوقائع والأرقام . غير أن هذا القول، لا يقلل من أهمية التأمل الفلسفي والإبداعي في شيء، فهذا التأمل هو الذي ساق الفلاسفة والمفكرين إلى وضع أسس المنطق والتفكير السليم والمنهج العلمي في حل المشاكل، وهذه الأسس والمناهج هي التي قادت إلى الاكتشافات والاختراعات العلمية، والى التقدم في نتائج الأبحاث والدراسات الإنسانية . كما أن التأمل هو الذي يؤدي إلى فهم المشاكل ووضع الفرضيات وتصور الحلول واستخدام الخيال، على نحو يسهم بفاعلية في التطور العلمي والتكنولوجي وفي الإبداع في شتى العلوم .
صحيح أن الإبداع يظهر أحيانا على شكل ومضة، حتى يبدو وكأنه وليد اللحظة، لكنه في غالبه يكون نتيجة تأمل فيه استغراق طويل، احتضن اللاوعي بعده الفكرة والأسئلة التي تدور حولها، ثم أخرج للوعي الحاضر ذلك الإبداع بشكل فكرة لمعت في الذهن في برهة، فظهرت كأنها بنت أوانها . يضاف إلى ذلك أن للتأمل الفلسفي أهمية بالنسبة للمبدعين على صعيد الأدب والفكر والثقافة لأنه يساعدهم على فهم الواقع والربط بين العناصر والوصول للمقدمات والبحث عن النتائج، والتعبير عن ذلك كله بأسلوب مبدع وفكر مقنع .
في عصرنا الحالي، قلت علاقة الإنسان بذاته وتراجعت علاقته بالمعاني الجليلة والأفكار السامية، بسبب الوقت الذي يستغرقه العمل، والأوقات التي تحتلها متابعة التلفاز والانترنت، ناهيك عن الضجيج، وسرعة الأحداث والوقائع، وتوالي التغيرات، وتعدد المنبهات والمثيرات، وكل ذلك يقلل من الوقت المتاح للإنسان لمجالسة نفسه والتفكر في صحة مساره وحياته واستخلاص العبر من ماضيه واستشراف مستقبله والبحث عن الحكمة والسكينة وراحة البال، وفي ضوء ذلك يغدو التأمل بكل أنواعه ومفاهيمه أكثر ضرورة وأهمية، وأكثر فاعلية في تحقيق الطمأنينة النفسية والصفاء الذهني والإبداع الفكري .
المقدمة: يعتبر التفكير من العمليات الأساسية للرقي الحضاري والثقافي للإنسان إلا أن التفكير في جميع الحالات لا ينشأ من فراغ إذ لا بد من حافز يحركه خاصة في ممارسة فعل التفلسف وهذا الحافز يتمظهر لنا في طرح التساؤل الذي نسعى فيه دائما إلى الإجابة عليه ولكن المشكلة المطروحة مالفرق بين السؤال الفلسفي والسؤال العلمي ؟ وما وجه الاختلاف بين المشكلة والإشكالية ؟
التحليل :
1/ أوجه التشابه : يلاحظ بعد التأمل الفلسفي لكلا المصطلحين المشكلة والإشكالية أن هناك نقاط تشابه ؛ وأول نقطة إنها خاصية إنسانية من صنع الإنسان وحده دون غيره من الكائنات كما أن الهدف منهما دائما هو الوصول إلى الحقائق المعرفية ، ننطلق في كل منهما من السؤال للبحث عن الجواب مستخدمين فيهما مبادئ العقل وقواعد المنطق مثل : مبدأ الهوية – مبدأ عدم التناقض – مبدأ الثالث المرفوع – مبدأ السببيةــ بالإضافة أن كلاهما يستند إلى خاصية التدرج في الوصول إلى أحكام أي ننطلق من المقدمات وصولا إلى نتائج . هذا من جهة ومن جهة أخرى كلاهما يحمل مفارقات
2/أوجه الاختلاف : وجود نقاط التشابه يستدعي بالضرورة وجود مواطن الاختلاف إذ أن المشكلة يصل فيها البحث إلى حل سواء استغرق وقتا طويلا أو قصيرا بحسب التقنية والوسائل المستعملة مثال ذلك – تفسير حادثة عدم ارتفاع الماء في المضخات الفارغة إلى أكثر من 10.33 متر المقولة الأرسطية ترى أن الطبيعة تخشى الفراغ بينما الإشكالية فهي المعضلة التي يصعب فيها إزالة اللبس من حولها إذ لا يمكن أن تصل فيها إلى حل نهائي بحيث تكون نسبة الصدق بين النقيضين متساوية وبالتالي يصعب الآخذ بإحداهما مثل الإشكالية التالية : هل الإنسان مخير أم مقيد ؟ بالإضافة أن المشكلة تثير فينا الدهشة والحيرة والتي تدفعنا إلى البحث والتقصي أما الإشكالية تثير فينا الشعور والإحراج و القلق لكونها لا يمكن أن نصل لحل نهائي و بالتالي تضعنا أمام موقف لا مدخل ولا مخرج منه كما أن نطاق السؤال الفلسفي أي مجال المو ضوعات التي تشغل به الفلسفة لا تهمه كثيرا الظواهر الجزئية و الحقائق القريبة لأن هذا من قبيل عالم الحسيات ،وما هو من هذا القبيل يدخل في دائرة اهتمامات العلماء و إنما ما يهم هو طرح القضايا الفكرية التي تتجاوز الحسيات نحو العمليات حيث ينصب البحث علي حقيقة الحقائق وأصل الأصول ومبدأ المبادئ الذي يفسر كل ما يجري في الطبيعة و ما وراء الطبيعة –الميتافيزيقا – و بالتالي فالمشكل الفلسفي ليس مشكلا ذا طابع حسي و عملي ليس فقط لدى العلماء في مختلف التخصصات بل لدى جميع الناس في حياتهم المعيشية و مثال ذالك أصل الوجود من أعلى الألوهية إلى أدني موجود و منه السؤال الفلسفي شامل بينما السؤال العلمي خاص فقط بالعلماء
3/أوجه التداخل : يعد هذا التحليل الفلسفي في بيان أوجه التشابه و الاختلاف يمكن تحديد نسبة و نوع العلاقة بينهما فالمشكلة لا ترادف الإشكالية و إنما العلاقة بينهما هي علاقة المجموعة بعناصرها فالإشكالية هي المعضلة الفلسفية التي تترامى حدودها و تتسع أكثر و تتطاوى تحتها المشكلات الجزئية بحيث هذه الأخيرة مجال بحثها في الفلسفة أقل اتساعا من الإشكالية حتى أننا نضع على رأس كل قضية فلسفية سؤالا جوهريا يقوم مقام الإشكالية ثم يفصل السؤال الجوهري هذا إلى عدد من الأسئلة الجزئية تقوم مقام المشكلات و مثال ذلك الإشكالية الكبرى هل في الفلسفة يصل البحث إلى نهايته التي تتضمن هاتين المشكلتين الجزئيتين (هل يصح القول بأن لكل سؤال جواب ؟) و (متى يثير فينا السؤال الدهشة و الإحراج ؟)و بالتالي المشكلة تساعد على الاقتراب من الإشكالية
الخاتمة :تعد المشكلة هي ذلك النوع من التساؤل الذي يثير المفارقات المنطقية فيهز عقولنا و يحيرها و يدفعنا إلى البحث عن الحل المناسب أما الاشكالية هي ذلك النمط من التساؤل الذي يتغلغل في أعماق الإنسان فيقحم بلحمه و دمه إلى أن هذا لا يمنع من وجود تداخل منطقي بينهما و منه نستنتج أن الإشكالية تحتوي المشكلات .
التحميل
http://www.ouarsenis.com/up//view.php?file=4197da621d
منهجية مقاربة السؤال الفلسفي
مقــدمة:تأطير السؤال ضمن المفهوم الذي يعالجه، وضمن المجزوءة التي ينتمي إليها، ثم طرح الإشكال الذي يريد السؤال معالجته.
عـــرض:
خطوة التحليل
-الإشارة للمفاهيم المكونة للسؤال بشرحها.
-الإشارة للأطروحات المتضمنة في السؤال بإزالة الطابع الإستفهامي له بغية طرح فرضيات للإجابة.
-شرح هذه الفرضيات التي تم الحصول عليها ضمن السؤال بتوظيف تقنية التوسع في الفكرة.
-الإشارة للبنية الحجاجية لهذه الأطروحات(الفرضيات)
خطوة المناقشة:
-إبراز قيمة الأطروحات،نقاط قوتها وضعفها(المناقشة الداخلية) -إستحضار الأطروحات الفلسفية المؤيدة أو المعارضة لتصور الأطروحات.(المناقشة الخارجية).
-إبراز الموقف الشخصي دون تماهي مع المواقف الفلسفية السابقة.
خـــاتمة:
-تركيب عام بمثابة خلاصة لما تم الإنتهاء إليه. -طرح سؤال إشكالي مفتوح بمثابة إنفتاح على إمكانات فكرية جديدة.
منهجية مقاربة النص الفلسفي
مقـدمــة: تأطير النص ضمن المفهوم الذي يعالجه، وضمن المجزوءة التي ينتمي إليها، ثم طرح الإشكال الذي يريد النص معالجته.
عـــرض:
خطوة التحليل
-الإشارة للمفاهيم الأساسية للنص بشرحها.
-الإشارة للأفكار الأساسية للنص،بشكل مسترسل.
-الإشارة لأطروحة النص.
-الإشارة للبنية الحجاجية للنص.
خطوة المناقشة:
-إبراز قيمة النص،نقاط قوته وضعفه(المناقشة الداخلية)
-إستحضار الأطروحات الفلسفية المؤيدة أو المعارضة لتصور النص.(المناقشة الخارجية).
-إبراز الموقف الشخصي دون تماهي مع المواقف الفلسفية السابقة.
خـــاتمة:
-تركيب عام بمثابة خلاصة لما تم الإنتهاء إليه.
-طرح سؤال إشكالي مفتوح بمثابة إنفتاح على إمكانات فكرية جديدة.
منهجية مقاربة القولة الفلسفية
مقدمة:تأطير القولة ضمن المفهوم الذي تعالجها، وضمن المجزوءة التي تنتمي إليها، ثم طرح الإشكال الذي تريد القولة معالجته.
عرض:
خطوة التحليل
-الإشارة للمفاهيم المكونة للقولة بشرحها.
-الإشارة للأطروحة المتضمنة في القولة.
-شرح هذه الأطروحة بتوظيف تقنية التوسع في الفكرة.
-الإشارة للبنية الحجاجية لهذه الأطروحة.
خطوة المناقشة:
-إبراز قيمة الأطروحة،نقاط قوتها وضعفها(المناقشة الداخلية)
-إستحضار الأطروحات الفلسفية المؤيدة أو المعارضة لتصور القولة.(المناقشة الخارجية).
-إبراز الموقف الشخصي دون تماهي مع المواقف الفلسفية السابقة.
خاتمة:
-تركيب عام بمثابة خلاصة لما تم الإنتهاء إليه.
-طرح سؤال إشكالي مفتوح بمثابة إنفتاح على إمكانات فكرية جديدة.
يقال ان الاسئلة العلمية وصفية والاسئلة الفلسفية تفسيرية؟ ما رايك؟
مقدمة:
يتميز الانسان بقدرته على فهم نفسه وفهم مايحيط به ، نظرا الا امتلاكه العقل والذي قال عنه ديكارت "انه اعدل الاشياء توزعا بين الناس" والواقع ان تفاعل العقل مع ذاته ومع الواقع انتج الكثير من المعارف والتى تعود في اصلها الى مجموعة التساؤلات العلمية والفلسفة والمشكلة المطروحة ما العلاقة بين السؤال العلمي والفلسفي؟
التحليل:
محاولة حل الاشكالية: الاختلاف بين السؤال العلمي والفلسفي يتميز بمجموعة من العناصر والتى نذكر منها ان الاسئلة العلمية وصفية والاسئلة الفلسفية تفسيرية ويبحث السؤال العلمي عن العلل مباشرة لذلك نجد التخصصات العلمية كثيرة كل تخصص يهتم بجانب ما، اما الاسئلة الفلسفية عميقة وتبحث عن العلل الاولى للوجود لذلك قال افلاطون (الفلسفة هي البحث عن العلل الاولى للوجود )وايضا السؤال الفلسفي سؤال ميتافيزيقي (ما وراء الطبيعة) ويعالج قضية غيبية ومجردة على عكس السؤال العلمي فمجالها الطبيعة وكذلك السؤال الفلسفي مفتوح وليس له اجابة محددة اما السؤال العلمي مغلق وله اجابة محددة وكذلك السؤال الفلسفي يحتاج الى منهج تاملي اما السؤال العلمي فهو يحتاج الى منهج تجريبي والتحليل المخبري والوسائل لذلك قال برغسون"العلم يقوم على التحليل اما الفلسفة فتقوم على التامل العقل" ولكن هنالك اوجه تشابه تكمن فيي القواسم المشتركة بين السؤال العلمي و الفلسفي كثيرة فكلاهما يطرح مشكلة والمشكلةمن الناحية اللغوية هي الامر الغامض الملتبس فيه اما اصطلاحا فهي القضية المجردة التى تحتاج الى حل وتامل وتعتبر مشكلة اصل الوجود او مشكلة فلسفية طرحها الفيلسوف طاليس واذا تعمقنا اكثر نجد ان كلاهما يحتاج و يستلزم التفكير والتامل كما عرفه علماء النفس مجموعة من العمليات العقلية حيث يستخدم الانسان ذاكرته وخياله وذكائه
ان العلاقة بين السؤال العلمي والفلسفي علاقة عميقة هي علاقة تضمن ذلك ان العلوم المختلفة انبثقت من الفلسفة لذلك قيل الفلسفة ام العلوم ومن الامثلة التوضيحة الحديث عن اصل الكون في القديم.اما اليوم فهو تخصص يسمى علم الفلك لذلك قال غوبلو"لقد عملت الفلسفة على تلوين سائر العلوم فغذتها في حجرها حتى تكاملت وتحررت".
قارن بين السؤال العلمي والسؤال الفلسفي؟
طرح المشكلة: مما لا شك فيه أن المعرفة لا تحصل حقيقة إلا بوجود عقل يفكر , و علامة التفكير أنه يتساءل حول ما يشغله كإنسان من قضايا كالحرية ، و كذلك حول ما يحيط به من ظواهر الطبيعة . و بذلك نكون أمام نمطين من الأسئلة : السؤال الفلسفي ذو الطبيعة العقليةو السؤال العلمي ذو الطبيعة الحسية . مما يدفعناللتساؤل عن طبيعة العلاقة بينهما ؟رغم اختلاف طبيعتهما .
التحليل:
أوجه الاختلاف: 1 من حيث طبيعة الموضوع , السؤال العلمي مجاله الحسي المادي (فيزيقا)
أما السؤال الفلسفي فمجاله المعقول (الميتافزيقا)
2_من حيث التخصص… مثلا السؤال العلمي محدود وجزئي (التخصص) لأنه يتعلق بظاهرة معينة .(سقوط الأجسام)
السؤال الفلسفي كلي شامل لأنه يتعلق بقضية عامة (الحرية مثلا)
السؤال العلمي يستعمل التقدير الكمي (لغة الرياضيات) مثل ماهي قوة الجاذبية ؟
السؤال الفلسفي يستعمل لغة خاصة (الألفاظ الفلسفية كمفهوم الحد و مفهوم الاستقراء ..)
3_ المنهج….السؤال العلمي منهجه تجريبي استقرائي .
أما السؤال الفلسفي فمنهجه عقلي تأملي .
4_ الهدف….السؤال العلمي يهدف إلى الوصول إلى نتائج دقيقة تصاغ في شكل قوانين .
أما السؤال الفلسفي فيهدف الوصول إلى حقائق و تصورات غالبا ما تكونمتباينة بتباين المواقف وتعدد المذاهب
5_المبادئ…..السؤال العلمي ينطلق من التسليم بالمبادئ قبل التجربة مثل مبدأ السببية و الحتمية
بينما السؤال الفلسفي ينطلق من التسليم بمبادئ و مسلمات بعد البحث مثل مسلمات الذهب العقلي و المذهب التجريبي .
*أوجه الاتفاق….. كلاهما سبيل المعرفة و يساهم في المنتوج الثقافي و الحضاري . و أنهما ينبعان من الشخص الذي يتمتع بالحس الإشكالي .
و بذلك كلاهما يثير الفضول ويدفعا إلى البحث نتيجة الحرج والحيرة الناتجة عن الشعور بوجود مشكلة .
و بذلك تكون صيغته كلاهما استفهامية . مثل تساؤل نيوتن حول سقوط الأجسام و تساؤل ديكارت عن أساس المعرفة .
كلاهما ينفرد بموضوع ومنهج و هدف تفرضه طبيعة الموضوع .
كلاهما يعتمد على مهارات مكتسبة لتأسيس المعرفة .
* مواطن التداخل : السؤال العلمي نشأ في رحم السؤال الفلسفي لأن هذا الأخير هو الذي عبر عن حيرة الإنسان تجاه الوجود و مصيره بعد الموت و بعدها انشغل بالظواهر الطبيعية و كيفية حدوثها .أي أن الحيرة الفلسفية تولدت عنها الحيرة العلمية . حيث يقول أوغست كونت أن الفكر البشري مر بثلاث مراحل الرحلة اللاهوتية ثم المرحلة الميتافيزيقية ثم المرحلة العلمية .
إذن السؤال الفلسفي يخدم السؤال العلمي
والسؤال العلمي بدوره ينتهي إلى قضايا قد تثير تساؤلات فلسفية مثل التساؤل عن تفسير النشاط الحيوي هل يكون على أساس الآلية(الحتمية) أو الغائية ؟ إذن السؤال العلمي يخدم السؤال الفلسفي .
فطبيعة العلاقة بينهما علاقة تداخل وتكامل وتلاحم.
الخاتمة : حل المشكل : رغم ما يوحي به مظهر الاختلاف من تباين قد يجعل البعض يتسرع في الحكم على العلاقة بينهما ، فقد تبين لنا بعد التحليل أن كل من السؤالين لهما علاقة وظيفية فعالة وخدمة متبادلة دوما لا تنقطع فهناك تواصل مفتوح لا نهائي بينهما.
.
بارك الله تعالى فيك و جزاك الله خيرا
-ا- المقدمة/ طرحالمشكلة.
مما لا شك فيه أن المعرفة لا تحصل حقيقة إلا بوجود عقل يفكر , و علامة التفكير أنه يتساءل حول ما يشغلـه كإنسان من قضايا كالحرية ، و كذلك حول ما يحيط به من ظواهر الطبيعة . و بذلك نكون أمام نمطين من الأسئلة : السؤال الفلسفي ذو الطبيعة العقلية و السؤال العلمي ذو الطبيعة الحسية . فما الفرق بينهما ،وما طبيعة العلاقة التي تربطهمـــا ؟
1 من حيث طبيعة الموضوع : السؤال العلمي مجاله حسي مادي –كدراسة الظواهر الفيزيائية والكيميائية ، هل الهيدروجين غاز يشتعل ؟ أما السؤال الفلسفي فمجاله المعقول الميتافيزيقا ظواهر معنوية لا ترى بالعين ، وإنما تدرك بالعقل هل الإنسان حر أم مقيد ؟
2_ من حيث التخصص : مثلا السؤال العلمي محدود وجزئي لأنه يتعلق بظاهرة معينة .(سقوط الأجسام ،التفاعلات الكيماوية ، انقسام الخلايا : السؤال الفلسفي كلي شامل لأنه يتعلق بقضية عامة (الحرية، الأخلاق ..) الفلسفة هي البحث عن العلل الاولى للوجود
3 من حيث التحليل : السؤال العلمي يستعمل التقدير الكمي (لغة الرياضيات) مثل ماهي قوة الجاذبيـة ؟أما السؤال الفلسفي يستعمل التعبير اللفظي
4 من حيث لمنهج : لسؤال العلمي منهجه تجريبي استقرائي الملاحظة ثم الفرضية ثم التجربة المخبرية ، . أما السؤال الفلسفي فمنهجه عقلي تأملي .ضبط التصور ثم طرح الإشكال ثم الموقف مع الحجج
5 من حيث الهدف : السؤال العلمي يهدف إلى الوصول إلى نتائج دقيقة تصاغ في شكل قوانيــن .ث=ك.ج ،سر=م/ز
أما السؤال الفلسفي فيهدف الوصول إلى حقائق و تصورات غالبا ما تكون متباينة بتباين المواقف وتعدد المذاهب
يحدد ألان جورانفيل A.Juraville طبيعة السؤال الفلسفي و خصوصياته في ما يلي:
ا) إن السؤال الفلسفي سؤال قصدي، لأنه يروم بناء معرفة تتسم بالشمولية والإطلاقية
ب) إن السؤال الفلسفي يتضمن شكا قبليا في الجواب، على اعتبار أن ليست هناك معرفة جاهزة ونهائية.
ج) إن السؤال الفلسفي يوجه بالخصوص إلى أولئك الذين يعتقدون امتلاك الحقيقة(سلوك سقراط مثلاا لذي يجعل الناس يشكون في معارفهم ، ليظهر لهم دونية معرفتهم. فالفلسفة فكر يجند نفسه ضد الوثوقية و الدوغمائية
د) إن السؤال الفلسفي تساؤل، باعتباره سؤالا يتضمن في الواقع سلسلة متدرجة من الأسئلة: فكل سؤال يستدعي سؤالا آخر؛ وكل سؤال هو بداية لتساؤل جديد (كارل ياسبرس)K.Jaspers. ان السؤال في الفلسفة أهم من الجواب ،وينبغي على كل جواب أن ينقلب الى سؤال جديد )
5_ المبادئ…..السؤال العلمي ينطلق من التسليم بالمبادئ قبل التجربة مثل مبدأ السببية و الحتمية بينما السؤال الفلسفي ينطلق من التسليم بمبادئ و مسلمات بعد البحث مثل مسلمات المذهب العقلي و المذهب التجريبي .
**أوجه الاتفاق** ….. كلاهما سبيل المعرفة و يساهم في المنتوج الثقافي و الحضاري . و أنهما ينبعان من الشخص الذي يتمتع بالحس الإشكالي .
و بذلك كلاهما يثير الفضول ويدفعا إلى البحث نتيجة الحرج والحيرة الناتجة عن الشعور بوجود مشكلـــــــة .
و بذلك تكون صيغته كلاهما استفهامية . مثل تساؤل نيوتن حول سقوط الأجسام و تساؤل ديكارت عن أساس المعرفة .
كلاهما ينفرد بموضوع ومنهج و هدف تفرضه طبيعة الموضوع
كلاهما يعتمد على مهارات مكتسبة لتأسيس المعرفة .
**مواطن التداخل**:
السؤال العلمي نشأ في رحم السؤال الفلسفي لأن هذا الأخير هو الذي عبر عن حيرة الإنسان تجاه الوجود و مصيره بعد الموت و بعدها انشغل بالظواهر الطبيعية و كيفية حدوثها .أي أن الحيرة الفلسفية تولدت عنها الحيرة العلمية . حيث يقول أوغست كونت أن الفكر البشري مر بثلاث مراحل الرحلة اللاهوتية ثم المرحلة الميتافيزيقية ثم المرحلة العلمية .
إذن السؤال الفلسفي يخدم السؤال العلمي
والسؤال العلمي بدوره ينتهي إلى قضايا قد تثير تساؤلات فلسفية ، خاصة عندما يعجز العلماء عن إيجاد تفسير دقيق وواضح لبعض الظواهر فطبيعة العلاقة بينهما علاقة تداخل وتكامل وتلاحم .
الخاتمة : حل المشكل**
رغم ما يوحي به مظهر الاختلاف من تباين قد يجعل البعض يتسرع في الحكم على العلاقة بينهما ، فقد تبين لنا بعد التحليل أن كل من السؤالين لهما علاقة وظيفية فعالة وخدمة متبادلة دوما لا تنقطع فهناك تواصل مفتوح لا نهائي بينهمــــــــا.
ج-ف
جازاك الله كل خير استاذ
لقد افدتنا فعلا بهذه المقالات
شكرا جزيلا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقالة مقارنة بين السؤال الفسفي و السؤال العلمي
قارن بين السؤال الفلسفي والسؤال العلمي؟
طرح المشكلة:إنه ومما لا شك فيه أن معرفة حقيقة هذا الوجود لن يتأتى دون مد عقل يفكر، إنه السؤال الذي يدفع نفسه من الانسان المريد الراغب في البحث عن حقائق هذا العالم المبهم في كثير من جوانبه، وبدون السؤال لن تتولد الحقائق أبدا عن ذلك العالم. ومادام السؤال وجد مع وجود عقل الانسان.وبما أن مجالات الحياة متعددة فإن الاسئلة ستكون متعددة، هذا مايجعل السؤال يتفرع الى قسمين رئيسيين هما، السؤال الفلسفي والسؤال العلمي،و لهذا كله نتساءل: مالفرق بين السؤال الفلسفي والسؤال العلمي؟أو ماعلاقة السؤال الفلسفي بالسؤال العلمي؟.
محاولة حل المشكلة:1-أوجه الاختلاف:-إن السؤال العلمي يهتم بعالم ملموس(عالم الطبيعة)، أما السؤال الفلسفي فإنه يهتم بعالم الماورائيات(عالم ما وراء الطبيعة) .-إن دراسة السؤال العلمي تستوجب التخصصات الجزئية أما السؤال الفلسفي فدراسته متعددة المجالات في البحث.-إن السؤال العلمي يستعمل الفروض وحسابات رياضية أما السؤال الفلسفي فإنه يستخدم لغة الألفاظ.- إن السؤال العلمي يستعمل المنهج التجريبي الاستقرائي الذي يقوم على المشاهدة والتجربة،أما السؤال الفلسفي فإنه يستعمل المنهج الاستنباطي الذي يتم بالعمل لابالخرافة ولا الأسطورة.2- أوجه الاتفاق:-كلاهما سبيلان للمعرفة.-كلاهما يثيران الفضول ويدفعان بالمتعلم إلى البحث.-كلا منهما يطرح على شكل إستفهام.-كلاهما لديهما موضوع ومنهج وهدف مرجو من عملية البحث.- كلاهما يستعملان مهارات مكتسبة.
3.طبيعة العلاقة بينهما:إن العلاقة بين السؤال العلمي والسؤال الفلسفي هي علاقة تداخل متلاحم ومتماسك،بحيث أن السؤال الفلسفي يخدم السؤال العلمي وهذا الأخير يخدم الاول.
حل المشكلة:إن السؤال العلمي والسؤال الفلسفي لهما علاقة وظيفية فعالة وخدمة متبادلة دوما بلا انقطاع،بل هناك تواصل لا نهائي بينهما
مقالة مقارنة بين المشكلة والاشكالية
قارن بين المشكلة والإشكالية:
طرح المشكلة:إن الإنسان يواجه تجاه وجوده غموض وجهل نهائي أمام صعوبات وعوائق جمة، ليس الإنسان بمعناه العام، بل الإنسان بمعناه الخاص لدى الفلاسفة والعلماء والمفكرين الذين يعانون بعقولهم وبكل كيانهم هذا الوجود،فهناك من الأمور تعتبر مشكلات وهناك أمور تعتبر إشكاليات و السؤال الذي يطرح نفسه: مالعلاقة بين المشكلة والاشكالية؟ أو بعبارة أخرى، ما الفرق الموجود بين المشكلة والاشكالية؟
محاولة حل المشكلة:1- بيان أوجه الاختلاف:-إن المشكلة عبارة عن تساؤل مؤقت يستدرك جوابا مقنعا،أما الاشكالية فإنها عبارة عن طرح تساؤل دائم يعاني القضايا الصعبة في هذا الوجود والإجابة تكون غير مقنعة.-إن المشكلة قضية جزئية في هذا الوجود، أما الاشكالية فهي قضية كلية عامة.-إن المشكلة تمثل غيض الوجود من الاشكالية التي تعتبر فيض الوجود.-إن المشكلة هي عبارة عن فرع من أصل الأم وهي الاشكالية.-إن المشكلة اضطراب لدى الانسان من زاوية الاحراج.-إن المشكلة مجالها ضيق مغلق، أما الاشكالية فهي واسعة مفتوحة على هذا الوجود.2-أوجه الاتفاق:-كلاهما يبحثان عن الحقيقة.-كلاهما نابعان من القلق والاثارة تجاه ظاهرة م.-كلاهما يطرح بطريقة استفهامية.-كلاهما ناتجان من الارادة والحافز تجاه عوائق ما.- كلاهما آليتان غامضتان ومبهمتان.
3.طبيعة العلاقة بينهما: إن المشكلة هي جزء من الاشكالية التي تعتبر الكل، وكما مثل بعض المفكرين الاشكالية بأنها عبارة عن مظلة تتسع لكل المشكلات كمشكلة الأخلاق والمنطق والميتافيزيقيا والطبيعة، إذن هنالك تداخل وطيد الصلة بينهما.
حل المشكلة:إن العلاقة بين المشكلة والاشكالية كعلاقة الانسان بالحياة، فهما تعمق الانسان في فهم هذا الوجود، فإنه يجد نفسه في لامتناهي من الغموض تجاه الظواهر المطروحة في هذا الوجود.
aachkerkem
السؤال الفلسفي…..تافه…مضيعة للوقت وممل
السؤال العلمي….نافع….مثقف وممتع
merci bpq pour cze sujet
السؤال العلمي والسؤال الفلسفي .
الطريقة التي نتبعها هي طريقة المقارنة
-i طرح المشكلة.
مما لا شك فيه أن المعرفة لا تحصل حقيقة إلا بوجود عقل يفكر , و علامة التفكير أنه يتساءل حول ما يشغله كإنسان من قضايا كالحرية ، و كذلك حول ما يحيط به من ظواهر الطبيعة . و بذلك نكون أمام نمطين من الأسئلة : السؤال الفلسفي ذو الطبيعة العقلية و السؤال العلمي ذو الطبيعة الحسية . مما يدفعنا للتساؤل عن طبيعة العلاقة بينهما ؟رغم اختلاف طبيعتهما .
i i- التحليل
* أوجه الاختلاف.
ــ 1 من حيث طبيعة الموضوع , السؤال العلمي مجاله الحسي المادي (فيزيقا)
أما السؤال الفلسفي فمجاله المعقول (الميتافزيقا)
2_من حيث التخصص… مثلا السؤال العلمي محدود وجزئي (التخصص) لأنه يتعلق بظاهرة معينة .(سقوط الأجسام)
السؤال الفلسفي كلي شامل لأنه يتعلق بقضية عامة (الحرية مثلا)
السؤال العلمي يستعمل التقدير الكمي (لغة الرياضيات) مثل ماهي قوة الجاذبية ؟
السؤال الفلسفي يستعمل لغة خاصة (الألفاظ الفلسفية كمفهوم الحد و مفهوم الاستقراء ..)
3_ المنهج….السؤال العلمي منهجه تجريبي استقرائي .
أما السؤال الفلسفي فمنهجه عقلي تأملي .
4_ الهدف….السؤال العلمي يهدف إلى الوصول إلى نتائج دقيقة تصاغ في شكل قوانين .
أما السؤال الفلسفي فيهدف الوصول إلى حقائق و تصورات غالبا ما تكون متباينة بتباين المواقف وتعدد المذاهب
5_المبادئ…..السؤال العلمي ينطلق من التسليم بالمبادئ قبل التجربة مثل مبدأ السببية و الحتمية
بينما السؤال الفلسفي ينطلق من التسليم بمبادئ و مسلمات بعد البحث مثل مسلمات الذهب العقلي و المذهب التجريبي .
*أوجه الاتفاق ….. كلاهما سبيل المعرفة و يساهم في المنتوج الثقافي و الحضاري . و أنهما ينبعان من الشخص الذي يتمتع بالحس الإشكالي .
و بذلك كلاهما يثير الفضول ويدفعا إلى البحث نتيجة الحرج والحيرة الناتجة عن الشعور بوجود مشكلة .
و بذلك تكون صيغته كلاهما استفهامية . مثل تساؤل نيوتن حول سقوط الأجسام و تساؤل ديكارت عن أساس المعرفة .
كلاهما ينفرد بموضوع ومنهج و هدف تفرضه طبيعة الموضوع .
كلاهما يعتمد على مهارات مكتسبة لتأسيس المعرفة .
* مواطن التداخل :
السؤال العلمي نشأ في رحم السؤال الفلسفي لأن هذا الأخير هو الذي عبر عن حيرة الإنسان تجاه الوجود و مصيره بعد الموت و بعدها انشغل بالظواهر الطبيعية و كيفية حدوثها .أي أن الحيرة الفلسفية تولدت عنها الحيرة العلمية . حيث يقول أوغست كونت أن الفكر البشري مر بثلاث مراحل الرحلة اللاهوتية ثم المرحلة الميتافيزيقية ثم المرحلة العلمية .
إذن السؤال الفلسفي يخدم السؤال العلمي
والسؤال العلمي بدوره ينتهي إلى قضايا قد تثير تساؤلات فلسفية مثل التساؤل عن تفسير النشاط الحيوي هل يكون على أساس الآلية(الحتمية) أو الغائية ؟ إذن السؤال العلمي يخدم السؤال الفلسفي .
فطبيعة العلاقة بينهما علاقة تداخل وتكامل وتلاحم .
iii – لخاتمة : حل المشكل
رغم ما يوحي به مظهر الاختلاف من تباين قد يجعل البعض يتسرع في الحكم على العلاقة بينهما ، فقد تبين لنا بعد التحليل أن كل من السؤالين لهما علاقة وظيفية فعالة وخدمة متبادلة دوما لا تنقطع فهناك تواصل مفتوح لا نهائي بينهما.
السلام
الكتاب يباع في المكتبات
أفتح الملف إذا أدرت المزيد