رصد علماء يعملون في القطب الشمالي، بداية ظاهرة علمية شديدة الخطورة، تتمثل في استمرار قطرات المطر داخل الغيوم فوق القطب، في المحافظة على طبيعتها السائلة، رغم أن موقعها ودرجات الحرارة المحيطة بها تفرض عليها التجمد.
وتعكف مجموعة من العلماء المتخصصين، من وحدة دراسة الغيوم القطبية، في مختبر أبحاث الأرض التابع لهيئة أبحاث الطقس والمحيط الأمريكية، على دارسة الظاهرة في مختبر قطبي يقع على بعد 685 ميلاً داخل القارة المتجمدة.
وقالت تانيل أوتيل رئيسة البعثة العلمية إن الهدف من الدراسة التأكد ما إذا كانت الظاهرة شاذة وفردية، أم أنها وليدة مشكلة الاحتباس الحراري.
ورجحت أوتيل السيناريو الثاني، مضيفة لوكالة الأسوشيتد برس، أن حالة سيلان قطرات المطر رصدت أيضاً في غيوم حول العالم، رغم وجودها في درجة حرارة 30 تحت الصفر.
أوتيل حذرت من عواقب الظاهرة على الطبيعة القطبية قائلة: "إن محافظة قطرات المطر في الغيوم على طبيعتها السائلة عوض تحولها إلى بلورات ثلجية، سيؤثر على الطريقة التي تتفاعل بها مع أرض القطب، كما ستؤثر على طبيعة عكس أو امتصاص طبقات الجو للإشعاعات التي تصطدم بها."
وتتمركز المجموعة العلمية الآن في منشأة يوريكا، الواقعة في مقاطعة نونا فوت، في أقصى الشمال الكندي، وهي مزودة بتقنيات وآلات حديثة تعمل بالليزر، لتعقب جزيئات طبقات الجو.
ويرصد العلماء حالات مشابهة منذ عقدين من الزمن، في محاولة منهم للتركيز على طبيعة تشكل طبقات سحب الغبار المضغوطة في قارة آسيا، لمعرفة ما إذا كان لها أي تأثير على الوضع فوق القطب.
العلماء حذروا من خطر تساقط الأمطار على القطب الشمالي، لأن من شأن ذلك تسريع ذوبان جليد القطب، لافتين في الوقت عينه إلى تقلص فترات الشتاء القطبي في القارة من عشرة أشهر إلى ستة.
الدكتورة أوتيل لخصت الأخطار البيئية المحدقة بكوكب الأرض بسبب التلوث بقولها: "علينا أن نعي أن كل الكربون الموجود في الفحم والنفط كان يوما ما في الجو، وكان الكوكب غير قابل للحياة، لكن النباتات تمكنت عبر مئات ألاف السنين من امتصاصه وتحويله، واليوم يعيد الإنسان إطلاق كل ذلك الغاز، خلال قرن واحد فقط."
سبحان الله