التصنيفات
المواضيع العامة

إليك علاج العجب يا طالب العلم

إليك علاج العجب يا طالب العلم


الونشريس

علاج العجب:
قال الشافعي رحمه الله:

إذا أنت خفت على عملك العجب, فانظر:
رضا من تطلب,
وفي أي ثواب ترغب,
ومن أي عقاب ترهب,
وأي عافية تشكر,
وأي بلاء تذكر.
فإنك إذا تفكرت في واحدة من هذه الخصال, صغر في عينك عملك.
اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل،وجنبنا العجب و الرياء و حبوط العمل

امين يا رب




رد: إليك علاج العجب يا طالب العلم

جزاك ربي خيرا اختي …….شكرا لك مواضيعك مميزة فعلا دمت كدلك …




رد: إليك علاج العجب يا طالب العلم

وردك اميز merci bcp




رد: إليك علاج العجب يا طالب العلم

فووور اختي ايمان . . . مرسي على الموضوع الراااائع . . . دمت مبدعة .




التصنيفات
الأخبار و الأحداث الهامة

ديماس بالعلم الجزائري والفلسطيني في حفلة بالمغرب

ديماس بالعلم الجزائري والفلسطيني في حفلة بالمغرب


الونشريس

ألهبت نجمة الراب الفرنسية ديامس سهرة أول أمس قاعة الأطلس بباب الوادي، وأخرجت جمهورها عن السيطرة بترديدها المستمر لعبارة " وان تو تري فيفا لالجيري" وارتدائها لبذلة رياضية تحمل الألوان الوطنية وخمارا أبيضا ثم التحافها العلم الجزائري وثنائها عن شجاعة الشعب الجزائري وانتصاراته…مراهقون حوّلوا مقاعد القاعة إلى أرضية وشيوخ وعجائز سجلوا حضورهم غناء ورقصا.

  • "مساء الخير يا جزائر ويا أبناء الجزائر..هل كل شيء على ما يرام؟..الوقت يمر ونحن نكبر وكل شيء يتغيّر ولكن القلب والمبادئ هل يتغيران؟..إنه أحسن وأجمل حفل في حياتي..وان تو تري فيفا لالجيري".بهذه العبارات الحماسية أطلقت ديامس حفلها، الذي نظمه الديوان الوطني للثقافة والإعلام، بقاعة الأطلس، التي كانت امتلأت عن آخرها، فاكتظ المكان بجمهور غفير يحفظ أغانيها عن ظهر قلب ويردد ألحانها وتساؤلاتها وحركاتها بكل انسجام وتناسق.مراهقون قدموا من كل مكان وهمهم الوحيد لقاء نجمتهم المفضلة ديامس، التي اختارت أخيرا الإسلام والاحتشام، يصرخون ويتأقلمون مع مواضيع الأغاني التي تباينت بين الاجتماعي والسياسي. وكعادتها أمتعت ميلاني جيورجياد، المعروفة فنيا باسم ديامس، الحضور بحركاتها المرفوقة بموسيقى صاخبة ورقصات الهيب هوب، وأدت كل أغاني ألبومها الأخير "آس أو آس" الذي صدر في الـ 16 نوفمبر الماضي والمتمثلة في "ميلاني" و"طفل الصحراء" و"في الظلام" و"الوردة"
  • و"شرف شعب" و"غبار" و"لي لي" و"رأس أمي" و"الأرض تنتظر" و"لو كان الأخير"، إضافة إلى أغاني ألبوماتها السابقة التي أرجعت الجمهور إلى فترة ما قبل دخول ميلاني الإسلام حين كانت تعيش معاناة حقيقية أثرت على كلمات أغانيها فجاءت متمردة وجريئة في أحيان كثيرة.
  • وعمدت ديامس إلى التمثيل على الخشبة، فكانت السهرة أقرب إلى الـ "شو" منها إلى الحفل، حيث استعانت بممثلين أحدهما ارتدى بذلة "سبيدر مان" والثاني لباسا ملكيا، في محاولة لتجسيد رمزية الأغنية من خلال حوار خفيف بين الثلاثة، وختم العرض بقولها: "فرنسا التي أريدها جميلة..فرنسا الاحترام. لأن فرنسا اليوم لم يعد فيها لا سلم ولا أمان"، قبل أن تضيف: "يا شباب الجزائر لا تكونوا مثل شباب فرنسا المستهتر، وإذا بقيت في أذهانكم أسئلة عالقة فسأجيب عليها في كتابي الذي سيصدر قريبا".ومزجت ديامس وفرقتها موسيقى الهيب هوب بالموسيقى الإفريقية في أغنيتي "على نبضات قلب" و"عن طريق الحب".. هي راقصة وعازفة بيانو وتحفظ بعض الكلمات باللهجة الجزائرية ومتمردة على الواقع في فرنسا..بدت من خلال ما قدمت من أغان ومن خلال تفاعلها المستمر مع الجمهور أنها تغيّرت ولم تعد تلك المراهقة الناقمة، إنما المرأة الناضجة التي تخاطب الإنسانية في مضامين ألبومها الجديد.
  • واختارت ديامس قبيل إسدال الستار ارتداء بذلة رياضية حمراء مرفوقة بالكوفية الفلسطينية وهي الخطوة التي أعادت الجمهور إلى البداية فتضاعفت حماسته وظل محافظا على ريتم الحفل إلى آخر فقرة فيه.




رد: ديماس بالعلم الجزائري والفلسطيني في حفلة بالمغرب

جميل اختي …… رانيا




رد: ديماس بالعلم الجزائري والفلسطيني في حفلة بالمغرب

الي مافهمتوش دخولك با اسم وتتكلم با سم الزويتني فعلا جريء يا اخي




رد: ديماس بالعلم الجزائري والفلسطيني في حفلة بالمغرب

شكرا على مروركما
رغم أن ديماس من أم فرنسية وأب يوناني ولقد ولدت بأثينا الا انها مسلمة ومتحجبة




رد: ديماس بالعلم الجزائري والفلسطيني في حفلة بالمغرب

هي مثال المراة الغربية السلمة




رد: ديماس بالعلم الجزائري والفلسطيني في حفلة بالمغرب

والله غير تحير البنات في الغرب بيعلنوا اسلامهم ويرتدوا الحجاب وبنات العرب ينسلخوا من جلدتهم ويقلدوا الغرب ويتخلوا عن مبادئهم
شكرا لك اختي رانيا على الموضوع تقبلي مروري




رد: ديماس بالعلم الجزائري والفلسطيني في حفلة بالمغرب

صحيح بصراحة حسب تصريحاتها هي تعشق الجزائر وقالت انها تتمنى لو كانت جزائرية وفي حفل المغرب ظلت حاملة العلم الجزائري




رد: ديماس بالعلم الجزائري والفلسطيني في حفلة بالمغرب

معك حق أختي شمس العرب هذه كارثة حقيقية تحولنا الى غربيين التقليد الأعمى

في استطلاع وجدته انه من كل البلدان التي تقلد الغرب الجزائر




رد: ديماس بالعلم الجزائري والفلسطيني في حفلة بالمغرب

ربنا يهدينا نشالله للطريق المستقيم




رد: ديماس بالعلم الجزائري والفلسطيني في حفلة بالمغرب

ان شاء الله أختي شمس العرب




التصنيفات
البحوث المدرسية

بحث حول قصة العلم الجزائري

بحث حول قصة العلم الجزائري


الونشريس

بحث يحكي قصة العلم الجزائري

التحميل من الملفات المرفقة


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
قصة العلم الجزائري.doc‏  23.5 كيلوبايت المشاهدات 262


التصنيفات
النقاش الجاد و الحوار الهادف

العلم والقلم و الحلم ولكن الظلم لكم الاختيار

العلم والقلم و الحلم ولكن الظلم لكم الاختيار


الونشريس

العِلْم

كلمة لو حققنا معناها عشنا بها نور الحياة و تحضر العقول
ومصادقة الجد والاجتهاد .. ومحاربة الخمول

لأخذنا منه مزيداً من الثواب
وأعطينا قليلاً من العقاب

العلم لغة المتعلم وسمة المتكلم ..
أصوله التعامل الحسن .. ودماثة الخلق

العلم كنز الأرض .. و مطر على الأرض
لتنبت الزهور والثمار عليها

قال الله تعالى : ( وقل ربي زدني علماً )

القَلَم

احساس كائن من البشر ………….
إما ( رجل ) شمس أو ( أنثى ) قمر

جسر التواصل ……………
احساس متواصل بين طرفين
كاتب وقارئ ………………

فالكاتب ذكاؤه .. وسر نجاحه
جمع أدوات جذب القارئ …

بفن مبتكر ………
وأسلوب متمكن مهيمن مسيطر

يشمل طقوس متنوعة ……………
في بوح الحرف .. من دائرة الجوف
باختلاف الاتجاهات الفكرية .. النفسيات .. العواطف

يقال أنه :
( كلما عاش الإنسان مساحة كبيرة من المعاناة كلما زادت درجة إبداعه )

ويقال أيضا :
( كل ابداع له ضريبة نجاحه )

الحُلم

تأمل من شعور يخطو في طريق طويل بلا نهاية
يُرسم على أرض الخيال

لربما يتحول إلى واقع يلمس فيه حلمه المنشود
وربما يصبح سراباً ينفذ من باب الخيال بظله بكل هدوء

ونحن من نجعل أحلامنا جميلة ..
ومصطلح سراب الأحلام هو قاتل لجمال الأحلام

فنعيش أحلامنا ونتخيلها ونزرع الأمل فيها
ليغذيها فتنو وتكبر ………. وإن لم تتحقق

فيكفي عشنا معها أملاً كنور يسكنها …..
وليس يأساً كظلامٍ يحتلها فتصبح سراباً

الظلْم

طريق مليء بالأشواك ..
ليدمي كل من يمشي عليه

شعور الظالم وإحساسه ينسكب …………….
على أرض الظلم والجور والجبروت والقسوة

فهو كائن متبلد انسحبت منه مشاعر الإنسانية
وجادلته معاني الرحمة الخصبة ……………

فأصبح عدواً ظالماً لنفسه ومن حوله
فيسكن على أرض جدباء ……….

هو والظلم والأرض الجدباء …………..
أصدقاء ثلاثة لا يتفارقون كالجسد الواحد

قال صلى الله عليه و سلم : ( الظلم ظلمات يوم القيامة )

:: :: :: همسة :: :: ::

العلم + القلم + الحلم = نور للإنسان يهتدي به في طريق الحياة
فيسكن في أرض خصبة مليئة بالنبات والزهور وتغريد الطيور

الظلم = كلمة وحيدة وتعني وحدة الإنسان وظلمته وكآبته وخسارته
فيسكن في أرض جدباء .. لياليها سوداء ..
وحده تصاحبه جبال الذنوب و السيئات في أيامٍ غبراء ..

…تحياتي…




رد: العلم والقلم و الحلم ولكن الظلم لكم الاختيار

العلم + القلم + الحلم = نور للإنسان يهتدي به في طريق الحياة
فيسكن في أرض خصبة مليئة بالنبات والزهور وتغريد الطيور

الظلم = كلمة وحيدة وتعني وحدة الإنسان وظلمته وكآبته وخسارته
فيسكن في أرض جدباء .. لياليها سوداء ..
وحده تصاحبه جبال الذنوب و السيئات في أيامٍ غبراء ..

شكرا لك وبارك الله فيك




التصنيفات
العلوم الإقتصادية

ملتقى طلاب العلم التجارية

ملتقى طلاب العلم التجارية


الونشريس

اعطوني امتحان في جباية المؤسسة و ميزانية المؤسسة بلييييييييييز




التصنيفات
البحوث المدرسية

بحث حول يوم العلم 16 أفريل

بحث حول يوم العلم 16 أفريل


الونشريس

يصادف يوم العلم 16 أفريل بالجزائر ذكرى وفاة الشيخ العلامة الإمام عبد الحميد بن باديس رائد الثورة الثقافية و المعرفية في الجزائر و تخليدا لحياته التي افناها في الدفاع عن مكتسبات الوطن المادية و المعنوية تحيي الجزائر ذكرى وفاة الشيخ يوم 16 أفريل و في هذا البحث سنتطرق ان شاء الله بالتفصيل للحياة الشخصية و النضالية للشيخ

هو العلاّمة الإمام عبدالحميد بن باديس(18891940 م) من رجالات الإصلاح في الجزائر و مؤسس جمعية العلماء المسلمين بالجزائر
رائد النهضة الجزائرية، وأحد رجالات الجزائر الصامدة وعظمائها.
الحمدلله الذي علم بالقلم علم الإنسان مالم يعلم ، أحمده سبحانه وأشكره على ما أولانا من كثير الهبات والنعم ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له عظيم الرحمة شديد النقم ، وأشهد أن محمداً عبدا لله ورسوله أوتي جوامع الكَلِمْ فبلغ عن ربه شريعته بأفصح لسان وهدى وعلم فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم .أما بعد:

جدير بنا أن نذكر عبد الحميد بن باديس كلما أظلنا يوم 16 أفريل[نيسان]، فلقد كان رحمه الله أمة وحده، وقد وهب حياته في خدمة الجزائر وكرس حياته في العلم والمعرفة وبإتصالاته بكبار العلماء ،عاملاً على نشر العربية والإسلام وجميع مقومات الشخصية الجزائرية، ولقي في سبيل ذلك جفاء الأقربين، وحرب الأبعدين، فما كلَّ ولا ملَّ ولا استسلم حتى فارق الحياة. لذلك أرى من واجب الوفاء تجديد ذكراه وتقديم لمحات من حياته للجيل الصاعد المعتز بالعروبة والإسلام عساه أن يتخذ من حياة هذا الرجل العظيم مثال احتذاء ومنار اقتداء.

ولادته ونشأته:

هو عبد الحميد بن محمد المصطفى بن المكي بن محمد كحول بن الحاج علي النوري بن محمد بن محمد بن عبد الرحمان بن بركات بن عبد الرحمان بن باديس الصنهاجي. ولد بمدينة قسنطينة عاصمة الشرق الجزائري يوم الأربعاء 11 ربيع الثاني 1307 هـ الموافق لـ 4 ديسمبر1889 م على الساعة الرابعة بعد الظهر، وسجل يوم الخميس 12 ربيع الثاني 1307 هـ الموافق لـ 5 ديسمبر 1889 م في سجلات الحالة المدنية التي أصبحت منظمة وفي أرقى صورة بالنسبة لذلك العهد كون الفرنسيين أتموا ضبطها سنة 1886 م. نشأ ابن باديس في بيئة علمية، فقد حفظ القرآن وهو ابن ثلاث عشرة سنة، ثم تتلمذ على الشيخ أحمد أبو حمدان الونيسي، فكان من أوائل الشيوخ الذين كان لهم أثر طيب في اتجاهه الـديـنـي، ولا ينسى ابن باديس أبداً وصية هذا الشيخ له: "اقرأ العلم للعلم لا للوظيفة"، بل أخذ عليه عهداً ألا يقرب الوظائف الحكومية عند فرنسا. وقد عرف دائماً بدفاعه عن مطالب السكان المسلمين في قسنطينة. عبد الحميد ابن باديس ظاهرة عرفها التاريخ وعرفتها الجزائر،وهكذا ترعرع في أسرة لها تالد من علم وفضل يشهد به تاريخ الجزائر من عهد المعز بن باديس الصنهاجي إلى العهد العثماني، حيث كان أبو العباس أحميدة بن باديس من أشهر قضاة قسنطينة وأفاضل علمائها، غير أن العصور المظلمة قضت على ما كانت تتمتع به هذه الأسرة وغيرها من الأسر الجزائرية من علم ومجد وبطولة ورجولة، وكمنت تلك الخصائص والميزات إلى أن تجلت في عبد الحميد فكان همزة وصل ربطَ الأواخر بالأوائل، وجدد أمجاد الجزائر وأزال عنها غبار الخمول والنسيان.

تعلمه:

حفظ القرآن على الشيخ محمد بن الماداسي، وتلقى مبادئ العلوم على الشيخ حمدان الونيسي بجامع سيدي محمد بن النجار بقسنطينة وقد أخذ عليه عهداً بأن لا يعمل عملاً للحكومة ولا ينخرط في وظائفها، ووفى عبد الحميد بهذا العهد وأخذه على بعض تلامذته الذين توسم فيهم خدمة الصالح العام.

هجرته في طلب العلم:

هاجر شيخه حمدان إلى الحجاز فتاقت نفس عبد الحميد إلى جامع الزيتونة فذهب إليه سنة 1908 فتلقى العلم على علمائه حتى أحرز على شهادة التطويع في العلوم ، وهي من أكبر الشهادات العلمية في ذلك العهد، وكان من شيوخه الذين لهم أثر في توجيهه العلمي الشيخ محمد النخلي رحمه الله ، والشيخ الطاهر بن عاشور حفظه الله.

سفره إلى الشرق:

ما كاد يستقر بقسنطينة بعد عودته من تونس سنة 1912 حتى تحركت في نفسه دواعي التشوق إلى البقاع المقدسة، فحج واعتمر وجدد العهد بشيخه حمدان وزوده هذا برسالة إلى الشيخ محمد بخيت أحد علماء عصره في مصر، فاتصل به وبكبار الشيوخ، ورجع من هنالك بإجازات وأسانيد.

مباشرته للتدريس:

عاد إلى قسنطينة ورابط بمسجد سيدي قموش يقضي بياض يومه في تعليم الشبان مبادئ العلوم والإسلام الصحيح، ويوجههم التوجيه الحسن. وعند إقبال الليل يلتفت إلى الكهول والشيوخ الملتفين حوله بالجامع الأخضر يدعوهم إلى الله على بصيرة ويذكرهم بأيام الله. فكانت مجالس دروسه كثيرة الزحام، تخرجت عليه طبقة من العلماء والأدباء امتازوا بعمق التفكير وصدق التعبير فكانوا بحق رواد النهضة الجزائرية في العلم والأدب والوطنية.

اشتغاله بالصحافة:

كان من مؤسسي جريدة النجاح، ثم تخلى عنها، وأسس سنة 1925 جريدة المنتقِد، وتولى رئاسة تحريرها وأسند إدارتها للشهيد أحمد بوشمال، وكان من كتابها الشيخ مبارك الميلي، والشيخ الطيب العقبي، رحمهما الله، وقد نشرت في عددها السادس مقالاً للميلي تحت عنوان «العقل الجزائري في خطر»، كما نشرت في عددها الثامن قصيدة للعقبي تحت عنوان «إلى الدين الخالص» ومثل هذه القصيدة وذلك المقال يعد جراءة كبرى في ذلك العهد لتناولهما العادات المألوفة بالنقد والتجريح. وسارت على خطتها حتى عُطلت بقرار بعدما برز منها ثمانية عشر عدداً؛ فأصدر بعد ذلك جريدة الشهاب على خطة المنتقد ومباديه، فلاقت في سبيل ذلك ما لاقت من العناء والصعوبات قلم تلن قناتها لغامز، وتحالفت قوى الرجعية وكل هامز لامز على عبد الحميد حتى أصبح مهدداً في حياته.

محاولة اغتياله:

ففي سنة 1927 بينما هو متوجه إلى سكنه بعد خروجه من درس التفسير ليلاً، إذا بأحد الجناة يحاول اغتياله، فاستغاث الشيخ فألقى الناس القبض على الجاني قبل إتمام الجريمة، فهنأ الشعراء الشيخَ بالنجاة، وما زلت أذكر طالعَ قصيدة محمد العيد:

حمتْكَ يدُ المولى وكنتَ بها أولى * فيا لك من شيخ حمته يدُ المولى

مكانة الشهاب:

للشهاب مكانة مرموقة في الشمال الإفريقي ، فما زلتُ أذكر أن الشيخ مصطفى بن شعبان بتونس رحمه الله كان يكتب في جريدة الشهاب ويعمل على نشرها كان يكتب فيها من المغرب الأقصى ويعمل على نشرها الأستاذ علال الفاسي والفقيه غازي وغيرهم من شباب الأمس وشيوخ اليوم، وأذكر أن مما نشرتْه الشهاب إذ ذاك الشاب السيد علال قصيدة طالعها:

أبعد مرور الخمس عشرة ألعبُ

وذلك في سنة 1927، وقد استحالت الشهاب من جريدة أسبوعية إلى مجلة شهرية فكانت سجلاً لتاريخ الجزائر العلمي والسياسي في عصر الانبعاث أو في الفترة التي كانت بين الحربي الحرب الكبرى والحرب الأخيرة ، وكان يحرر فيها فصل : (في المجتمع الجزائري) أحمد توفيق المدني عالباً ويحرر فصل : (الشهر السياسي) دائماً، ويحرر عبد الحميد القسم الديني والقسم العلمي من المجلة وأهمها مجالس التذكير التي تسعى وزارة الأوقاف حالياً في جمعها ونشرها كما تولت طبع ونشر مجموعة دروسه في علم التوحيد على الطريقة السلفية.

عبد الحميد ونادي الترقي:

في سنة 1927 أسس السادةُ الحاج مماد المنصالي ، محمود بن ونيش ، عمر الموهوب ، أحمد توفيق المدني ، وبعض الإخوان نادي الترقي ، فكان النادي ملتقى النخبة المفكرة سواء من كان منهم مقيماً بالعاصمة أو من كان وافداً عليها من الخارج. وكانت تلقى فيه المحاضرات والمسامرات ، وتقام فيه الحفلات ، فكان عبد الحميد كلما جاء إلى الجزائر يحاضر فيه أو يسامر أو يجمتع فيه بالشباب الناهض المتوثب من طلبة العلم والمفكرين ، فكان النادي بذرة صالحة للنهضة الجزائرية.

ولقد تكونت لجنة تحضيرية فيه انبثقت عنها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ، وكان كاتب اللجنة الشيخ أحمد توفيق المدني ورئيسها السيد عمر إسماعيل رحمه الله.

عبد الحميد رئيس جمعية العلماء:

تأسست جمعية العلماء بعد الاحتفال بمضي قرن على احتلال الجزائر فكان ذلك رداً عملياً على المحتفلين الذين كانت أصواتهم تردد الجزائر فرنسية وكان شعار العلماء المصلحين "الإسلام ديننا ، العربية لغتنا ، الجزائر وطننا" ، وقد ظهر هذا الشعار أول ما ظهر مكتوباً على كتاب الجزائر للشيخ أحمد توفيق ، ثم تناولته الألسنة والأقلام ولقن للتلامذة في المدارس وذلك سنة 1931، وفي 5 ماي [أيار] من هذه السنة اجتمع علماء القطرالجزائري بنادي الترقي فأسسوا جمعية العلماء وأسندوا رئاستها إلى عبد الحميد بن باديس بإجماع ، وكان غائباً حيث لم يحضر معهم في اليوم الأول ولا في اليوم الثاني ، وفي اليوم الثالث جاء إلى الاجتماع وألقى كلمة جاء فيها:

"إخواني ، إنني قد تخلفت عن جمعكم العظيم اليوم الأول والثاني فحرمت خيراً كثيراً، وتحملت إثماً كبيراً، ولعلكم تعذرونني لما لحقت في اليوم الثالث، وأذكر لحضراتكم ما تعلمونه من قصة أبي خيثمة الأنصاري لما تخلف عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في غزوة تبوك ثم لحقه فقال الناس هذا راكب يرفعه الإل ويضعه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : كن أبا خيثمة ، فقالوا: هو أبو خيثمة ، فاعتذر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقبل عذره ودعا له بخير . ومثلكم من كان له في رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة." هكذا كان يستلهم أقواله وأفعاله من السنة النبوية.

وألقى خطاباً آخر في ذلك الاجتماع عندما باشر مهام الرئاسة ، هذا نصه:

"الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. إخواني، إنني ما كنت أعد نفسي أهلاً للرئاسة لو كنتُ حاضراً يوم الاجتماع الأول ، فكيف تخطر لي بالبال وأنا غائب ؟ لكنكم بتواضعكم وسلامة صدوركم وسمو أنظاركم جئتم بخلاف اعتقادي في الأمرين فانتخبتموني للرئاسة.

إخواني ، كنت أعد نفسي ملكاً للجزائر أما اليوم فقد زدتم في عنقي ملكية أخرى ، فاللهَ أسأل أن يقدرني على القيام بالحق الواجب.

إخواني إنني أراكم في علمكم واستقامة تفكيركم لم تنتخبوني لشخصي، وإنما أردتم أن تشيروا بانتخابي إلى وصفين عرف بهما أخوكم الضعيف هذا: الأول إنني قَصَرْتُ وقتي على التعليم فلا شغل لي سواه فأردتم أن ترمزوا إلى تكريم التعليم اظهاراً لمقصد من أعظم مقاصد الجمعية وحثاً لجميع الأعضاء على العناية به كل بجهده ، الثاني: أن هذا العبد له فكرة معروفة ، وهو لن يحيد عنها ولكنها يبلغها بالتي هي أحسن ، فمن قبلها فهو أخ في الله ، ومن ردها فهو أخ في الله، فالأخوّة في الله فوق ما يقبل وما يرد ، فأردتم أن ترمزوا بانتخابي إلى هذا الأصل ، وهو أن الاختلاف في الشيء الخاص لا يمس روح الأخوة في الأمر العام."

هذا مبدأ عبد الحميد في الحياة. فالرجل قرآني ورباني استمد هذا من قول الله تعالى : (ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلتم بالتي هي أحسن). وهذه الطريقة كان يسلكها مع جميع الناس سواء أكانوا من تلامذته ومريديه ، أم من خصوم فكرته ومناوئيه، ورغم هذا فلم تمضِ سنة على تأسيس جمعية العلماء حتى دخلت في معارك حامية مع أذناب الاستعمار ومع أصحاب البدع والخرافات، وأخذت تؤسس المدارس الابتدائية لتعليم الدين واللغة، وترسل وفود الوعاظ يجولون المدن والقرى، وكان عبد الحميد أسس بقسنطينة مدرسة التربية والتعليم وجعل لها فروعاً في القطاع القسنطيني وكاد التعليم يعم المداشر والقرى ، فأوجست الحكومة الفرنسية خيفة في نفسها فعطلت غالبية المدارس، وزجت ببعض المعلمين في السجون وحاكمتهم محاكمة المجرمين، فكان عبد الحميد يشجع أبناءه المعلمين على المقاومة ويثير حماس الجماهير، ويحتج على هذه المعاملة.

طريقته في الاحتجاج على الحكومة:

له في الاحتجاج طريقتان: الأولى باسمه رئيس جمعية العلماء وهي الاحتجاجات التي لا تخرج عن دائرة القانون ، الثانية باسمه الخاص وهي الاحتجاجات اللاذعة التي يصف فيها الاستعمار بكل نقيصة، ويفضح فيها مكائده ويكشف مخازيه. وسألناه مرة لماذا هذه التفرقة في الاحتجاجات؟ فقال: الاحتجاجات التي أمضيها باسم جمعية العلماء أحافظ فيها على الجمعية، والاحتجاجات التي أمضيها باسمي لا أحافظ فيها على شخصي. ولمح إلى هذا في خطاب ألقاه في 27سبتامبر [أيلول] 1936 إثر اجتماع الجمعية العامة حيث قال:

"إن هذا العبد الضعيف يقدم بلسان العجز الشكر لأعضاء الإدارة إخوانه أن قدموه للرئاسة وجددوا له ثقتهم به هذا مع علمه بعبء الرئاسة الثقيل وما يلزم لها من التضحية التي هي أول شروط الرئاسة. ولقد قال الهذلي:

فإن رئاسة الأقوام فاعلم * لها صعداء مطلعها طويل

وإن هذا العبد الضعيف لثقته في الله وقوته بالله واعتزازه بقومه واعتماده بعد الله على إخوانه لمستعد لهذه الصعداء وإن طال مطلعها وطال." ثم قال: "إن ميدان العمل في هذه الجمعية لميدان واسع وهنالك للعمل ميادين أخرى لا أدخلها باسمها. ولكن (إن كان فيها منفعة) أدخلها باسمي إن كان عند قومي قيمة لاسمي، وأرجو أن يعينني الله عليها. أيها الإخوان! إن على كل رئيس حقاً وقد قال الأحنف بن قيس:

إن على كل رئيس حقاً * أن يخضب الصعداء أو تندقا

والصعداء هي الرمح يريد أنها تخضب بالدماء أو تنكسر وتندق في يده أثناء محاربته الأعداء. ولكن صعدتنا نحن التي نخضبها هي القلم (وخضايه الحبر) ولكنه لا يندق هذاالقلم حتى تندق أمامه جبال من الباطل.

وإن من الحق أن نتأدب بالأدب النبوي ومنه أن لا نتمنى لقاء العدو فإذا لقيناهم فلنصبر والله معنا.

عبد الحميد بن باديس والمؤتمر الإسلامي:

تهاتف كثير من رجال السياسة على الاندماج ورأوا أنه الطريقة الوحيدة التي تصل بها الجزائر إلى حقوقها المسلوبة ، ومن بين هؤلاء نواب يرون أن لا حق لأحد أن يتكلم في السياسة الجزائرية سواهم وان لهم البت في مصير الأمة، والأمة غائبة عن الميدان، فنشر عبد الحميد أراء له في السياسة الجزائرية في جريدة (لادفانس) "الدفاع" التي كان يصدرها الأستاذ العمودي رحمه الله باللسان الفرنسي وذلك في عدد 2جانفي [كانون الثاني] 1936، وكان من تلك الآراء عقد مؤتمر إسلامي جزائري لأن المرجع في مسائل الأمة هو الأمة، والواسطة لذلك هي المؤتمرات ، فبقيت الفكرة تتردد في النوادي حتى فازت الجبهة الشعبية بفرنسا في تلك الانتخابات فتأسس المؤتمر الإسلامي الجزائري يوم 7 جوان [حزيران] سنة 1936 وكان غالبية من به من دعاة الاندماج وأنصار مشروع بلوم فيوليت.وقرر العلماء أن يشارك فيه الشيوخ عبد الحميد بن باديس، الطيب العقبي، البشير الإبراهيمي، محمد خير الدين وغيرهم من العلماء باسمهم الخاص، وقد كان لمشاركة العلماء أثر فعال في تعطيل الاندماج وإبراز الذاتية الإسلامية العربية الجزائرية، حيث جاء في مطالب المؤتمر ما يلي:

– المحافظة على الحالة الشخصية الإسلامية مع إصلاح هيئة المحاكم الشرعية بصفة حقيقية ومطابقة لروح القانون الإسلامي.
– فصل الدولة عن الدولة بصفة تامة وتنفيذ هذا القانون حسب مفهومه ومنطوقه.
– إرجاع سائر المعاهد الدينية إلى الجماعة الإسلامية تتصرف فيها بواسطة جمعيات دينية مؤسسة تأسيساً صحيحاً.
– إلغاء كل ما اتخذ ضد اللغة العربية من وسائل استثنائية وإلغاء اعتبارها لغة أجنبية.

حينئذ علم دعاة الاندماج أنهم أخِذوا على غرة، وأن هذه المطالب التي قدمها العلماء وأيدها الشعب قد أفسدت عليهم تدبيرهم. وقالوا: العلماء يجهلون السياسة فما معنى مشاركتهم فيها؟ إنهم لرجعيون وو.. فأجابهم الأستاذ الإبراهيمي حفظه الله إذا ذاك على صفحات الشهاب، وكان مما قاله لهم:

"فويحكم.. إن العلماء الذين تعنون من الأمة في الواقع والحقيقة في حال أنكم لا تعدون منها إلا على الزعم والدعوى، وأن العلماء يمثلون الوصف الذي ما كانت الأمة أمة إلا به وهو الإسلام ولسانه. وأن مطالب الأمة التي رفعت صوتها بها في المؤتمر ترجع إلى أصول أربعة: الدين والسياسة والاجتماع والاقتصاد ، وأن لكل مطلب من هذه المطالب فروعاً متشابكة وأن كل أصل من هذه الأصول يحتاج إلى بحوث ودراسات تفتقر إلى كفايات واختصاصات، وإذا كان في نواب الأمة ومفكريها من فيه الكفاءة والمؤهلات لدراسة المطالب السياسية ووصل مقدماتها بنتائجها وإعطاء رأي ناضج فيها، أو كان في فلاحينا وتجارنا من نعتمد عليه وعلى رأيه في المطالب الاقتصادية مثلا، فمن للمطالب الدينية وما يتبعها من اللغة العربية غير العلماء؟"

وفد المؤتمر إلى باريس:

شكل المؤتمر وفداً إلى فرنسا لتقديم المطالب إلى الحكومة الفرنسية، وكان عبد الحميد من أعضاء الوفد. ذهب الوفد يوم 18 جوليت (تموز) 1936 وشرح القضية في النوادي السياسية واتصل بالوزراء ورؤساء الأحزاب، وصارحه م. دالادي وزير الحربية إذ ذاك أنه لا يمكنه أن يوافق على إعطاء المسلمين الجزائريين النيابة في البرلمان مع محافظتهم على الشريعة الإسلامية في الحقوق الشخصية، وقال لهم إن فرنسا معها مدافع، فقال له عبد الحميد: والجزائر معها الله. فقفل الوفد إلى الجزائر وهو بين اليأس والرجاء، بل هو إلى اليأس أقرب. وكتب عبد الحميد مقالاً في الشهاب وصف فيه تلك المقابلات ختمه بقول الشاعر:

إذا أنت لم تنصف أخاك وجدته * على طرف الهجران إن كان يعقل

ويركب هذا السيف من أن تضيمه * إذا لم يكن عن شفرة السيف مزجل

– الحرية الكاملة في تعلم اللغة العربية. وبهذا أخفق المؤتمر الإسلامي، ومرجع إخفاقه إلى مشاركة العلماء فيه، فلجنة قسنطينة طلبت من عبد الحميد أن يضع لها من المطالب ما لا ينافي الإسلام فوضع مطالب منها: "المساواة في الحقوق السياسية مع المحافظة على جميع الذاتية، وهذا الذي أقره المؤتمر بإجماع، وبه سقطت جميع المشاريع "الأبروجيات" كما قال عبد الحميد رحمه الله.

شبح الحرب الأخيرة، وأثره في نفس عبد الحميد:

في سنة 1937 تكاثفت السحب في سماء السياسة العالمية فظن الناسُ أنهم من الحرب قاب قوسين أو أدنى، فبعثت جمعية الميعاد الخيري (هيئة متكونة من الأغوات والقياد) وبعثت جماعة اتحاد الزوايا وغيرها من الهيئات برقية ولاء وتأييد للحكومة الفرنسية، وشذت جمعية العلماء عن ذلك فكبر ذاك على الإفرنسيين، فأوعزوا إلى من يعد العلماء ويمنيهم ويرغب منهم إرسال برقية ولاء ليُظهر المسلمون الجزائريون مظهر اتحاد ووفاق في موالاة فرنسا، وخاطبوا في ذلك الشيخ الطيب العقبي رحمه الله فعرض القضية على الشيخ عبد الحميد فقال سينعقد الاجتماع العام للجمعية في هذه الأيام، وطبعاً يتقدم ذلك اجتماع المجلس الإدراي، وسأضع هذا الاقتراح في اجتماعه ليقول الأعضاء الإداريون كلمتهم.

وفي الاجتماع الإداري طرح عبد الحميد القضية بهدوء وطلب من الأعضاء إبداء آرائهم فكانت غالبية الآراء ضد كتابة البرقية واستصوب العقبي إرسالها وقال الحرب على الأبواب وإرسال البرقية يخفف من حدة الفرنسيين فتسلم مدارسنا ونوادينا ومشاريعنا الخيرية، ونبقى على اتصال بأمتنا ولو في زمن الحرب، وأخذ يدافع عن نظريته، فعارضه كثير من الأعضاء، وعبد الحميد معتصم بالسكوت. ولما طالت المناقشة طلب عبد الحميد من الأعضاء التصويت برفع الأيدي، فكانت النتيجة أربعة أصوات منهم العقبي يقولون بإرسالها، واثني عشر يقولون بعدم إرسالها، واحتفظ عبد الحميد بصوته، ولما انتهت المناقشة حمد الله وأثنى عليه، وكان مما قاله:

"لو كانت أغلبيتكم تؤيد إرسال البرقية ما كنتم ترونني في مجلسكم هذا بعد اليوم." وانتقلت القضية من الاجتماع الإداري الخاص بالأعضاء الإداريين إلى الاجتماع العام الذي تحضره الجماهير، فقال عبد الحميد على رؤوس الملأ: "أقول صراحة –واجتماعنا هذا لا يخلو من جواسيس رسميين أو غير رسميين- إني لن أمضي البرقية ولن أرسلها ولو قطعوا رأسي، وماذا تستطيع فرنسا أن تعمل؟ إن لنا حياتين حياة مادية وحياة أدبية روحية، فتستطيع القضاء على حياتنا المادية بقتلنا ونفينا وسجننا وتشريدنا، ولن تستطيع القضاء على عقيدتنا وسمعتنا وشرفنا فتحشرنا في زمرة المتملقين، إننا قررنا السكوت."

نتج عن هذه الحادثة استعفاء الشيخ الطيب العقبي من العضوية الإدارية لجمعية العلماء. وقال المسؤولون الفرنسيون ما معنى السكوت؟ السكوت دعوة صارخة إلى عدم التأييد، وقال الخصوم: هل أصبح العلماء دولة فهم محائدون؟ وغير ذلك من عبارات التهكم والتحريش. فاشتدت معاكستهم للجمعية وحربهم لها حتى اندلعت الحرب الثانية، وبعد أسبوعين من اندلاعها فرضت الإدارة الإقامة الجبرية على الحميد في قسنطينة ومنعوه من مغادرتها.

تفكيره في الثورة:

أيامَ اشتعال الحرب اجتمعتُ به لآخر مرة بنادي الترقي وكان حاضر الاجتماع تلميذه الشيخ محمد بن الصادق الملياني ليس غير، وبعدما تحادثنا معه في مواضيع خاصة وعامة انتفض رحمه الله وقال: "هل لكم أن تعاهدوني؟" فقال له الشيخ محمد الملياني: "لا أستطيع قبل أن أعرف" ثم توجه إلي وقال: "وأنت؟" فقلت: "إذا كان على شيء أنت فيه معي فإني أعاهدك"، قال: "طبعاً أنا لا أكلف غيري بما لا أكلف به نفسي". فمددتُ يدي وصافحته وقلت: إني أعاهدك ولكن على ماذا؟ قال: "إني سأعلن الثورة على فرنسا عندما تشهر عليها إيطاليا الحرب". ثم افترقنا ولم يعد بعدها إلى الجزائر. وهكذا كانت نيته. ولست أدري كيف تكون الحالة لو عاش فينا إلى ذلك الحين.

طريقته في العمل:

يطوف ببعض أنحاء الجزائر للوعظ والتذكير وتفقد الرفقاء وتوجيههم كل أسبوع. والنظام الذي كان يسير عليه هو: أن دروسه تبتدئ صباح السبت وتنتهي مساء الأربعاء، وفي ذلك المساء يغادر قسنطينة وما يعود إليها إلا صباح السبت حيث يستأنف التدريس، فتارة يقضي يومي عطلة الأسبوع بالجزائر، وتارة بتلمسان وتارة ببسكرة أو غيرها من البلدان. فكانت أيام الأسبوع بالنسبة إليه أيام عمل لا تخلو من مفيد أو جديد، بالإضافة إلى ما يقوم به من مشاركة أعضاء جمعية العلماء في تحرير الجريدة التي تصدرها الجمعية بلسانها.

صموده وثباته إلى أن مات:

حاول الفرنسيون أيام الحرب أخْذ مدرسة التربية والتعليم وإحلال اللغة الفرنسية فيها محل اللغة العربية، فقال لهم: لا أسمح بهذا حتى أموت دونه. فحاولوا الحصول منه على كلمة يشم منها رائحة تأييد في حربهم مع الألمان فما استطاعوا، حتى أسلم الروح لباريها يوم 16 أفريل [نيسان] 1940 أثر مرض لازم فيه الفراش اياماً معدودات، وحامت الأقاويل حول موته، فمن قائل مات مسموماً ومن قائل أنه مات موتة طبيعية –ولا يعلم الحقيقة إلا الله- وذلك شأن الناس عند موت كل عظيم.

في جامع الزيتونة

في عام 1908 م قرر ابن باديس -وهو الشاب المتعطش للعلم- أن يبدأ رحلته العلمية الأولى إلى تونس، وفى رحاب جامع الزيتونة الذي كان مقراً كبيراً للعلم والعلماء يُشبه في ذلك الأزهر في مصر. وفي الزيتونة تفتحت آفاقه، وعبّ من العلم عبًّا، والتقى بالعلماء الذين كان لهم تأثير كبير في شخصيته وتوجهاته، مثل الشيخ محمد النخلي الذي غرس في عقل ابن باديس غرسة الإصلاح وعدم تقليد الشيوخ، وأبــان لــه عـــن المنهج الصحيح في فهم القرآن. كما أثار فيه الشيخ محمد الطاهر بن عاشور حب العربية وتذوّق جمالها ، ويرجع الفضل للشيخ البشير صفر في الاهتمام بالتاريخ ومشكلات المسلمين المعاصرة وكيفية التخلص من الاستعمار الغربي وآثاره.

تخـرج الشيخ من الزيتونة عام 1912 م وبقي عاماً آخر للتدريس حسب ما تقتضيه تقاليد هذه الجامعة، وعندما رجع إلى الجزائر شرع على الفور بإلقاء دروس في الجامع الكبير في قسنطينة، ولكن خصوم الإصلاح تحركوا لمنعه، فقرر القيام برحلة ثانية لزيارة أقطار المشرق العربي.

في المدينة النبوية

بعد أداء فريضة الحج مكث الشيخ ابن باديس في المدينة المنورة ثلاثة أشهر، ألقى خلالها دروساً في المسجد النبوي، والتقى بشيخه السابق أبو حمدان الونيسي وتعرف على رفيق دربه ونضاله فيما بعد الشيخ البشير الإبراهيمي. وكان هذا التعارف من أنعم اللقاءات وأبركها، فقد تحادثا طويلاً عن طرق الإصلاح في الجزائر واتفقا على خطة واضحة في ذلك. وفي المدينة اقترح عليه شيخه الونيسي الإقامة والهجرة الدائمة، ولكن الشيخ حسين أحمد الهندي المقيم في المدينة أشار عليه بالرجوع للجزائر لحاجتها إليه. زار ابن باديس بعد مغادرته الحجاز بلاد الشام ومصر واجتمع برجال العلم والأدب وأعلام الدعوة السلفية، وزار الأزهر واتصل بالشيخ بخيت المطيعي حاملاً له رسالة من الشيخ الونيسي.

العودة إلى الجزائر

وصل ابن باديس إلى الجزائر عام 1913 م واستقر في مدينة قسنطينة، وشرع في العمل التربوي الذي صمم عليه، فبدأ بدروس للصغار ثم للكبار، وكان المسجد هو المركز الرئيسي لنشاطه، ثم تبلورت لديه فكرة تأسيس جمعية العلماء المسلمين، واهتماماته كثيرة لا يكتفي أو يقنع بوجهة واحدة، فاتجه إلى الصحافة، وأصدر جريدة المنتقد عام 1925 م وأغلقت بعد العدد الثامن عشر؛ فأصدر جريدة الشهاب الأسبوعية، التي بث فيها آراءه في الإصلاح، واستمرت كجريدة حتى عام 1929 م ثم تحولت إلى مجلة شهرية علمية، وكان شعارها: "لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح بها أولها"، وتوقفت المجلة في شهر شعبان 1328 هـ (أيلول عام 1939 م) بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية، وحتى لا يكتب فيها أي شيء تريده الإدارة الفرنسية تأييداً لها، وفي سنة 1936 م دعا إلى مؤتمر إسلامي يضم التنظيمات السياسية كافة من أجل دراسة قضية الجزائر، وقد وجه دعوته من خلال جريدة لاديفانس التي تصدر بالفرنسية، واستجابت أكثر التنظيمات السياسية لدعوته وكذلك بعض الشخصيات المستقلة، وأسفر المؤتمر عن المطالبة ببعض الحقوق للجزائر، وتشكيل وفد سافر إلى فرنسا لعرض هذه المطالب وكان من ضمن هذا الوفد ابن باديس والإبراهيمي والطيب العقبي ممثلين لجمعية العلماء، ولكن فرنسا لم تستجب لأي مطلب وفشلت مهمة الوفد.

العوامل المؤثرة في شخصية ابن باديس

لا شك أن البيئة الأولى لها أثر كبير في تكوين شخصية الإنسان، وفي بلد كالجزائر عندما يتفتح ذهن المسلم على معاناته من فرنسا، وعن معاناته من الجهل والاستسلام للبدع-فسيكون هذا من أقوى البواعث لأصحاب الهمم وذوي الإحساس المرهف على القلق الذي لا يهدأ حتى يحقق لدينه ولأمته ما يعتبره واجباً عليه، وكان ابن باديس من هذا النوع. وإن بروز شخصية كابن باديس من بيئة ثرية ذات وجاهة لَهو دليل على إحساسه الكبير تجاه الظلم والظالمين، وكان بإمكانه أن يكون موظفاً كبيراً ويعيش هادئاً مرتاح البال ولكنه اختار طريق المصلحين.

وتأتي البيئة العلمية التي صقلت شخصيته وهذبت مناحيه والفضل الأكبر يعود إلى الفترة الزيتونية ورحلته الثانية إلى الحجاز والشام حيث تعرف على المفكرين والعلماء الذين تأثروا بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وما دعا إليه من نقاء العقيدة وصفائها. وكان لمجلة المنار التي يصدرها الشيخ رشيد رضا أثر قوي في النظر لمشكلات المسلمين المعاصرة والحلول المطروحة.

ومما شجع ابن باديس وأمضى عزيمته وجود هذه العصبة المؤمنة حوله-وقد وصفهم هو بالأسود الكبار-من العلماء والدعاة أمثال الإبراهيمي والتبسي والعقبي والميلي. وقد عملوا معه في انسجام قلّ أن يوجد مثله في الهيئات الأخرى.

آثار ابن باديس

شخصية ابن باديس شخصية غنية ثرية و من الصعوبة في حيز ضيق من الكتابة الإلمام بكل أبعادها و آثارها ؛ فهو مجدد و مصلح يدعو إلى نهضة المسلمين و يعلم كيف تكون النهضة. يقول:

إنما ينهض المسلمون بمقتضيات إيمانهم بالله و رسوله إذا كانت لهم قوّة ، و إذا كانت لهم جماعة منظّمة تفكّر و تدبّر و تتشاور و تتآثر ، و تنهض لجلب المصلحة و لدفع المضرّة ، متساندة في العمل عن فكر و عزيمة.

الشّيخ عبد الحميد ابن باديس (يسارا) و الشّيخ الطيّب العقبي ( يمينا)

وهو عالم مفسّر ، فسّر القرآن الكريم كلّه خلال خمس و عشرين سنة في دروسه اليومية كما شرح موطأ مالك خلال هذه الفترة ، و هو سياسي يكتب في المجلات و الجرائد التي أصدرها عن واقع المسلمين و خاصة في الجزائر و يهاجم فرنسا و أساليبها الاستعمارية و يشرح أصول السياسة الإسلامية ، و قبل كل هذا هو المربي الذي أخذ على عاتقه تربية الأجيال في المدارس والمساجد، فأنشأ المدارس واهتم بها، بل كانت من أهم أعماله ، و هو الذي يتولى تسيير شؤون جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ، و يسهر على إدارة مجلة الشهاب ويتفقد القاعدة الشعبية باتصالاته المستمرة. إن آثار ابن باديس آثار عملية قبل أن تكون نظرية في كتاب أو مؤلَّف ، و الأجيال التي رباها كانت وقود معركة تحرير الجزائر ، و قليل من المصلحين في العصر الحديث من أتيحت لهم فرص التطبيق العملي لمبادئهم كما أتيحت لابن باديس ؛ فرشيد رضا كان يحلم بمدرسة للدعاة ، و لكن حلمه لم يتحقق ، و نظرية ابن باديس في التربية أنها لا بد أن تبدأ من الفرد ، فإصلاح الفرد هو الأساس .

و طريقته في التربية هي توعية هذا النشء بالفكرة الصحيحة كما ذكر الشّيخ الإبراهيمي عن اتفاقهما في المدينة: "كانت الطريقة التي اتفقنا عليها سنة 1913 في تربية النشء هي ألا نتوسع له في العلم و إنما نربيه على فكرة صحيحة"

و ينتقد ابن باديس مناهج التعليم التي كانت سائدة حين تلقيه العلم و التي كانت تهتم بالفروع و الألفاظ – فيقول: "و اقتصرنا على قراءة الفروع الفقهية، مجردة بلا نظر ، جافة بلا حكمة ، وراء أسوار من الألفاظ المختصرة ، تفني الأعمار قبل الوصول إليها" المصدر السابق ص141. أما إنتاجه العلمي فهو ما جمع بعد من مقالاته في "الشهاب" و غيرها و من دروسه في التّفسير و الحديث




رد: بحث حول يوم العلم 16 أفريل

السلام عليكم ورحمة الله تعالى بركاته
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا




رد: بحث حول يوم العلم 16 أفريل

شكرا جزيلا
بالرك الله فيك يا أخي الكريم




رد: بحث حول يوم العلم 16 أفريل

شكرااااااااااااااااااا
هل تقدر ديرها في مجلة




رد: بحث حول يوم العلم 16 أفريل

الونشريس اقتباس الونشريس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عضو جزائري
السلام عليكم ورحمة الله تعالى بركاته

بارك الله فيكم وجزاكم خيرا

ما شاء الله




التصنيفات
أدعية و أذكار

انشر العلم وانت نائم

انشر العلم وانت نائم


الونشريس

موقع, العلم, انشر, ********, حتى, twitter, على, وأنت, نائم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما ..

أخواني الكرام .. منهاج من قول الحبيب صلى الله عليه وسلم ( من دلَّ على خير، فله أجر فاعله) ..

حبيت أقدم لكم أروع تطبيقين على الفيس بوك .. وجزى الله القائمين عليها خير الجزاء

فحقا ما قاموا به شيء يعجز اللسان عن وصفه

تخيل يا راعاك الله وانت نائم حسابك يعمل ويقوم بنشر الخير من الآيات وتفسيرها وأحاديث للرسول صلى الله عليه وسلم ..

وتخيل أطال الله بعمرك على طاعته بعد موتك بأن حسابك لا يزال ينشر الخير والعلم النافع وتأتيتك حسنات ذلك وأنت في قبرك ..

فلا تحرم نفسك من هذا الأجر وتذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الونشريس( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له))

نبدأ على بركه الله ..

[COLOR=o****][التطبيق الأول – آيات][/COLOR]

الونشريس
وهو تطبيق رائع يقوم بنشر الآيات وتفسيرها تلقائي على حسابك دون تدخل منك

::رابط التطبيق ::

اضغط هنا

بعد الدخول على الموقع نحد على يمين الصفحة أختيار مواقع النشر التي تريد أن يقوم التطبيق بنشر الايات وتفسيرها بها ويمكنك أختيار ******** أو twitter أو الاثنين معاً

الونشريس

ثم عند اختيار موقع التواصل الذي ترغب به اضغط على تسجيل الدخول ثم تابع الخطوات وعند الانتهاء من الاشتراك سوف يظهر بأن حالة الحساب مفعل كما في الصورة :

الونشريس

وبعد الانتهاء سوف يقوم التطبيق بنشر الآيات وتفسيرها دون تدخل منك ، وتخيل كم من الحسنات والأجر العظيم سوف تجني ..

[التطبيق الثاني – وذكر]

الونشريس

وهو تطبيق يقوم بمشاركة الاذكار والاحاديث المكتوبة اوالمقاطع الدينية القصيرة كاَيات القران وقصار السور في صورة حالة علي الفيسبوك او كتغريده علي تويتر يراها كل اصدقائك ومتابعينك

:: رابط التطبيق::

اضغط هنا

[التطبيق الثالث – نداء الخير]

الونشريس

يقوم التطبيق بتذكير المستخدمين من وقت لآخر بإرسال الأذكار و التسابيح
و سنن الرسول صلى الله عليه و سلم
وكذلك العديد من الموضوعات دينيه تهم المسلمين في شتى بقاع الأرض

:: رابط التطبيق ::

اضغط هنا

وفي الختام أتمنى من الجميع نشر هذه التطبيقات إلى كل أصحابهم ولا يبخلوا عليهم بالأجر ، فكل إنسان منا يتمنى أن يضع شيئا يشهد له في مماته بالخير ويكون سبب في زيادة حسناته ..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته




التصنيفات
النقاش الجاد و الحوار الهادف

تعلم فخير زاد الحياة الدنيا العلم

تعلم فخير زاد الحياة الدنيا العلم


الونشريس

الحياة واحدة فخيركم من عرف ربه وإتقاه وعرف حقه
والإبتسامة حق لك وواجب عليك
واعلم انك مزيج من تراب وماء وأنه لابد ان تعود يوما إلى اصلك
واعلم ان الحياة أخذ وعطاء وليس بمقدور أي شخص أن يعيش بمعزل عن غيره
واعلم أنك خير مخلوقات الأرض وأنك في نفس الوقت أول من تحاسب
فاجعل حياتك مدرسة ودروس لتكون ممر لأخرة هي المستقر




رد: تعلم فخير زاد الحياة الدنيا العلم

** **الدنيا مسالة حسابية خذ من اليوم عبرة ومن الامس خبرة **
** العلم نور الحياة فبلعلم تزدهر الامم**
بارك الله فيك اخي تومي على الموضوع
تمنياتي لك مزيدا من النجاح
الونشريس




التصنيفات
الأدب واللغة العربية

فضل العلم والحث عليه**العلاّمة الحافظ الحكمي

فضل العلم والحث عليه**العلاّمة الحافظ الحكمي -رحمه الله-


الونشريس

– فضل العلم والحث عليه قال العلاّمة الحافظ الحكمي -رحمه الله- :
العِلمُ أغلى و أحلـى مـا له استمَـعتْ * أُذْنٌ و أعْـربَ عنـه ناطقٌ بِفمِ
العلمُ غايتُه القصْوى و رتبـته العليــاء * فاسْـعَوْا إليه يا أولي الهِمَــمِ
العلم أشـرفُ مطلـوبٍ و طالبـُــه * للهِ أكرمُ مَنْ يَمْشِي عَـلى قـدَمِ
العلـمُ نــورٌ مبينٌ يسـتضـيء به * أهلُ السعادة و الجهّال في الظُلَـمِ
العلـم أعْلَى حياةً للعباد كــمــا * أهـلُ الجهـالةِ أمـواتٌ بجهلهمِ
لاسَمْع لا عَقْل بل لا يُبْصِرونَ وفِي السْـ * سَعِيـرِ مُعْتَـرِفٌ كُلٌّ بِذَنْبِهِمِ
فالجَهْلُ أَصْــلُ ضَلَالِ الخَلْـقِ قاطِبـَةً * وأصْـلُ شَقْوَتِهِمْ طُرًّا وظلمهم
والعِلْمُ أصْــلُ هُداهُـمْ مَعْ سَعـادَتِهِمْ * فلا يَضِلُّ ولا يَشْقى ذَوُو الحِكَمِ
والخَوفُ بالجهْـلِ والحُـزْنُ الطـويلُ بِهِ * وعَن أُولِي العِلْمِ مَنْفِيَّانِ فَاعْتَصِمِ

الـعِلْــمُ واللهِ مِــيـراثُ النُّبُـوَّةِ لا * ميراثَ يُشْبِهُهُ طوبَى لِمُقْتـَسِمِ
لأنَّهُ إرْثُ حَـــقٍّ دائِــم أبَــدًا * وما سِــواهُ إلى الإِفْنَاءِ والعَـدَمِ

العلم يا صَـاحِ يَسْتغفِـرْ لصـاحبِـه * أهلُ السماواتِ و الأرْضِين من لَمَمِ
كذاك تَستَـغفـرُ الحيتــانُ في لجَُـجٍ * من البحـارِ له في الضوءِ و الظُلمِ
و إنَّ أجنـحـةَ الأمْـلاَكِ تبسُطـهـا * لِطالبيــه رضًـا منهم بِصُنعهمِ
و السالكــون طريقَ العلمِ يَسلُكُهُـم * إلى الجِـنَـانِ بَـارِئُ النّـسَـمِ
والسَّامِعُ العِلْمَ والوَاعِـي لِيَحْفَـظَـهُ * مؤدِّيــا ناشِـرًا إيَّـاهُ في الأمَمِ
فيــَا نَضَـارَتَهُ إذْ كــاَنَ مُتَّصِفًـا * بِذا بِدَعْــوَةِ خَيْـرِ الخَلْقِ كُلِّهِمِ
كفاكَ في فضْـلِ العِلْـمِ أنْ رُفِعـوا * مِـنْ أجْلِهِ درجـاتٍ فـوْقَ غيْـرِهِمِ

و كان فضْل أبِينَا في القديمِ عَلَى الـ * أمـلاكِ بالعِـلْم مِـنْ تَعْلِيـمِ ربّهـمِ
كذاكَ يوسُفُ لَمْ تَظْهَرْ فَضِيلَتُهُ * لِلعالَمينَ بِغَيْرِ العِلْمِ والْحِكَمِ
وما اتِّباعُ كَليمِ اللهِ لِلْخَضِرِ الْـ * مَعْروفِ إلا لعِلْمٍ عَنْهُ مُنْبَهِمِ
مَعْ فَضْلِهِ بِرِسالاتِ الإلَهِ لَهُ * وَمَوْعِدٍ وسَماعٍ مِنْهُ لِلْكَلِمِ
وقَدَّمَ المصْطفى بالعِلْمِ حامِلَهُ * أعْظِمْ بِذلِكَ تَقْدِيمًا لِذِي قِدَمِ
كفَاهُمُو أنْ غَدَوْا لِلْوَحْيِ أوْعِيَةً * وأضْحَتِ الآيُ مِنْهُ فِي صُدورِهِمِ
وخصَّهُمْ ربُّنا بَصَرًا بِخَشْيَتِهِ * وعَقْلُ أمْثالِهِ فِي أصْدَقِ الكَلِمِ
ومَعْ شَهادَتِهِ جاءَتْ شَهادَتُهُمْ * حَيْثُ اسْتَجابُوا وأهْلُ الجَهْلِ في صَمَمِ
ويَشْهدُونَ عَلى أهْلِ الجَهالَةِ بالْ * مَوْلَى إذا اجتَمَعُوا فِي يَوْمِ حَشْرِهِمِ
والعَالِمُونَ عَلى العِبادِ فَضْلُهُمُو * كالبَدْرِ فَضْلا عَلى الدُّرِّيِّ فَاغْتَنِمِ
هُمُ الهُداةُ إلى أهْدَى السَّبيلِ وأهْـ * لُ الجَهْلِ عنْ هَدْيِهِمْ ضَلُّوا لِجَهْلِهِمِ
وفَضْلُهُمْ جاءَ في نصِّ الكِتابِ وفِي الْـ * حَديثِ أشْهَرُ مِنْ نارٍ عَلى عَلَمِ

[«حاشية روضة العقلاء» ابن حبان: (47)]




التصنيفات
البحوث المدرسية

بحث حول العلم مفهومه ، اهميته وفروعه

بحث حول العلم مفهومه ، اهميته وفروعه


الونشريس


تعريف العلم

العلم هو مجموعة و منظومة من المعارف المتجانسةو المتناسقة التي يعتمد في الحصول عليها على المنهج علمي دون غيره، أو مجموعة المفاهيم المتكاملة والمترابطة التي نبحث عنها و نتوصل إليها بواسطة البحث العلمي.

تعريفات أخرى للعلم

1) تعريف لالاند: (العلم يطلق على مجموعة من المعارف والأبحاث التى توصلت إلى درجة كافية من الوحدة والضبط و الشمول بحيث تفضي إلى نتائج متناسقة فلا تتدخل في ذلك أذواق الدارسين و إنما ثمة موضوعية تؤيدها مناهج محددة للتحقق من صحتها).

2) تعريف جون ديوي: (العلم هو كل دراسة منظمة قائمة على منهج واضح مستندة إلى الموضعية يمكن أن نسميها علما سواء أفضت بنا إلى قوانين أو أدت بنا إلى قواعد عامة تقريبية).

3) تعريف الأخضر زكور: (العلم هو كل معرفة نظرية أو عملية موحدة و منظمة لميدان معين من لظاهرات الوجود و فق منهج معين وأدى إلى حقائق مطلقة أو نسبية قابلة للتكرار).

4) تعريف الأخضر زكور: (العلم هو كل ما اكتسب بملاحظة جادة وتجربة موضوعية من حقائق أو قوانين أو قواعد لسلوك الظاهرات الكونية من حيث حدوثها وتكرارها متعلقة بجوانبها النظرية و العملية لميدان معين و بمنهج معين معترف به ومتفق عليه عند أهل ذلك الاختصاص).

5) تعريف الأخضر زكور: (العلم هو نسق من المعارف المكتسبة النظرية و العملية المضبوطة الدقيقة التي تعبر عن العلاقات بين الموجودات لميدان معين والقابلة للتكرار و الإثبات بمنهج معين ذات صدق مطلق أو نسبي).

أهمية العلم

للعلم تأثير كبير على عالمنا. العلم يؤمن أساس التقنية الجديدة مثل الالات والمواد والتكنولوجيا ومصادر الطاقة والمعدات التي تسهل حياتنا وأعمالنا. ان العلم له دور كبير في اختراع و صنع السفن و القطارات والطائرات والسيارات وأقمار افصطناعيةوالكمبيوترات والإذاعة والتلفاز التي كان لها تأثير في الحياة الإنسانية. و من خلال العلم إكتشفنا الطاقة الشمسية والنووية والنفطية.

وتطور الإنتاج الزراعي لما إكتشف العلماء النباتات المختلفة والأسمدة أكثر إنتاجا و كفاءة. وساعد العلم في الطب كثيرا مثل اختراع المضادات الحيوية والأدوية لعلاج الأمراض المعدية. وطور العلم أدوات التشريح و الأعضاء مثل الرئة والكلية والقلب.

فروع العلم

يمكن تقسيم العلم إلى أربع مجموعات رئيسية:

1- الرياضيات والمنطق

2- العلوم الطبيعية

3- علوم الحياة

4- العلوم الاجتماعية

5- الفروع الأخرى:

علم الوراثة

علم الأحياء الجزيئية

علم البيئة

علم التصنيف

العلوم الاجتماعية

علم الإنسان

علم الاقتصاد

علم السياسة

علم النفس

علم الاجتماع

كيف يعمل العلماء

يلجأ العلماء إلى هذه الطرق خلال قيامهم بالاختراعات:

1- مشاهدات الطبيعة:

هي أقدم الأساليب العلمية.حيث درس المصريون والبابليون حركات الأقمار و النجوم و الأجرام السماوية، واستطاعو معرفة موعد الفصول، وأحسن الأوقات لزرع المحاصيل وجمعها.

2- تصنيف المعلومات:

تقسيم المعلومات عن العلاقات بين المشاهدات والجقائق. ففي القرن 19، أوجد الكيميائي دمتري مندليف، جدول العناصر الدوري. وعلى الجدول قسم العناصر المتشابهة في أماكن متشابهة و منتظمة، ودلت الفراغات في الجدول على المواد المجهولة والتي لم تعرف بعد.

3- استعمال المنطق:

في القرن 19، فهم العالم ولهلم وين العلاقة بين نسبة الحرارة والطاقة التي توجدها المواد الساخنة إن كانت سائلة أوصلبة. واكتشف أن حاصل ضرب درجة حرارة المادة المسخنة بالطول الموجي للإشعاع ينتج الرقم نفسه. واستخدم المنطق ليكتشف أن هذا الرقم ثابت.

4- إجراء التجارب:

إن الرازي وابن الهيثم وجاليليو من أوائل العلماء الذين أكتشفوا أن التجريب العلمي يساعد في الكشف عنظواهر و قوانين الطبيعة.

5- صياغة الفرضية:

واكتشاف الكوكب نبتون في الفرن 19 عن طريق الصياغة فرضية، إذ لاحظ العلماء الفلكيون أن الكوكب أورانوس، الذي عد أبعد الكواكب، لم يكن دوما في الموقع نفسه دائما. واكتشف العلماء أن تغير مكان أورانوس نتيجة لقوة جذب من كوكب اخر، واكتشف العلماء في النهاية أنه كوكب نبتون.

6- التعبير عن النتائج رياضيا:

اكتشف نيوتن في القرن 17، معادلة رياضية للجاذبية وضحت الكثير من أنواع الحركة على الكرة الأرضية وعلى مدى الكون.

يعتبر العلم عنصر اساسي في حياتنا البشرية فلولا العلم لما تطورنا ولما عرفنا ولما أصبحنا متقدمين ومتطورين، فقد علم الله الإنسان مالم يعلم، فبالعلم يمكننا تفسير الأمور والأحداث والإبتكار، فالعلم بإختصار اساس كل شيء في الحياة، ويعتبر العلم أيضا سلاح الإنسان فمنه قد يصل الإنسان الى عظمة الخالق غير انه يتميز الانسان عن غيره من المخلوقات بعقله الواعي والذي يمكنه أن يتعلم ويصل الى حقائق ووقائع من الكون.

فبالعلم يتطور الدماغ والعقل البشري ويمكنه التمييز بذلك بين الحق والباطل وبين الصواب والخطأ فبالعلم يمكن ان يقوم الانسان بأعمال لا يمكن ان يتوقعها فعلينا الدراسة دائما والبحث للحصول على العلم والمعلومات التي قد نحتاجها في حياتنا.

خلاصة

ان العلم هو سلاحنا اليوم وهو بحر يغوص فيه العالمون و العلم يجعل العالم جنة جميلة و باسمة ضاحكة تتلألأ بمظاهر الازدهار وتطور الحضارة، العلم يجعل الفرد حكيما حليما مثقفا عالما قويا مدركا متيقنا بأمور الحياة وفي ظلال العلم تنمو شخصية الإنسان ويرتفع شأنه ويحس بانسانيته