شكرا لك اختي ناديا علة هذا العمل
شكرا لك اختي ناديا على هذا العمل
لا شكر على ما استطيع تقديمه ،اتمنى استفادة الجميع
قد تختلف مقاييس ومعايير كل شخص عن الآخر ولكن ما يجمع هذه الفئة هي المعايير المرتفعة للنفس والتي كلها ترتبط بمقدار الجهد المبذول للحصول على نتيجة ما، وتجدر الإشارة هنا إلى فروق تختلف بين من يسعى نحو الكمال أو نحو التفوق فمن يسعى نحو التفوق يعمل على مواجهة التحديات ومن ثم يحتفل بالإنجازات، أما الساعي نحو الكمال فيتهرب من التحديات ويحتفل بالنجاح لأنه لم يقع بدائرة الفشل المؤقتة، لذا يفقد الهدف نكهته الحقيقية،ولا بد أن ندرك حقيقة أن السعي للكمال يقود حتما إلى متاعب نفسية وربما يسيطر عليه الإحساس بالإحباط وانعدام القيمة في حال كانت المنافسة شديدة لأنه لا يقبل بالفشل أو أن يكون في المركز الثاني.
لأنه غير متصالح مع الفشل فهو فريسة القلق ولوم النفس المستمر، ولأنه يضع معايير شخصية عالية فهو متوتر ومضطرب ويكون شديد الانتقاد لنفسه ومحاسبتها،فاقدا للمشاركة الإنسانية والاجتماعية والتواصل والتفاعل مع الرفاق والتفاعل معهم واكتساب ثقتهم، يميل سريعا إلى الانسحاب من المواجهة والبدء في مكان آخر لا يواجه فيه ذكرى الفشل، ولا شك أن هناك نوعا من الشعور بالحرمان بداخل كل من يسعى للحصول على الكمال في المدرسة أو العمل، ويتمثل هذا الحرمان في عدم الاستمتاع بالوقت واللعب وممازحة الأصدقاء والخروج معهم، فهو لابد أن يكون في مركز الصورة ويحيط به إطار لا يمكن اختراقه ولا يجد نفسه إلا داخل هذا الإطار الذي ما أن يكون خارجه حتى يشعر بالضياع والتخبط وعدم الشعور بالأمان .
ويذكر المعالج النفسي الألماني «نيلس شيبتزر» هذا التعليق على هذه الفئة (إذا شعر هؤلاء أن أداءهم سيئ في أحد المجالات فإنهم يقللون من قيمة شخصيتهم وذواتهم إلى حد كبير ويشعرون بأنهم فشلوا فشلا ذريعا في الحياة). وتضيف الباحثة من جامعة «لا ندو» التستوير غلايشي (أن سعي هذه الفئة نحو الكمال ووضع المعايير العالية يصبح أمر شاقا للغاية على النفس إذا لم يتم الوفاء بها ولو لمرة واحدة لأنهم لا يتمكنون من التعامل معها، ويصبح الأمر شبه مستحيل أن يحققوا أهدافهم بل ويكونون عرضة لمشاعر الفشل والإحباط أكثر من غيرهم).
كمعلمين ربما يسعدنا وجود نماذج من الطلاب والطالبات ممن يسعون نحو الكمال، ولكن..! كتربويين سنجد أننا أمام مشكلة حقيقية تكمن في عنوان كبير اسمه (عدم التكيف الاجتماعي) ويندرج تحت هذه العناوين عناوين فرعية كثيرة منها : عدم تقبل الواقع، ضعف الثقة بالنفس، القلق النفسي، الرهاب الاجتماعي، الانسحاب والعزلة، فقدان الأمن النفسي وغيرها..
في البداية لا بد أن نتسلح كمعلمين بالصبر والمثابرة، ولابد أن نعرف مسبقا أننا لا نملك العصا السحرية، وأن مواجهة أي مشكلات سلوكية يتطلب جهدا ووقتا طويلا فلا نتوقع النجاح من التجربة الأولى وخاصة في مثل هذه القضية، وهاهي بعض التوجيهات التي يمكن أن تساعد المعلم أو المعلمة في التعامل مع هذه المشكلة:
– لا بد من إيجاد مناخ من الدعم والتشجيع وتبنٍ يعتمد على التعاطف والصبر مع الطلاب والطالبات حتى لا يتكون لديهم شعور بالخوف من ردود أفعال المعلمين تجاه أخطائهم، ومن المهم أن نذكر لهم أن تحسين الأداء وتدريب النفس على العمل هي أهم من الوصول للدرجة المثالية في العمل.
– يجب ألا يتعرض الطالب أو الطالبة للخذلان، من يشعر منهم أنه مثالي النزعة سيشعر بالإحباط في حال تم انتقاده، وسيقلل من رغبته في خوض المغامرة لذا من المهم أن تكون أساليب التعامل معه محايدة ولا توجه بشكل مباشر إلى أدائه.
– من المهم أن نساعد الطلاب على تحقيق النجاح من خلال تكليفهم بعمل يتخلله التحدي، ولكن الأهم أن نكون متيقنين أنهم قادرون على تحقيقه وليس صعبا عليهم بحيث يثير قلقهم ويوترهم ويفقدهم الثقة بأنفسهم، ومن المهم أن نتعلم أساليب مدح الجهد المبذول دون السقوط في فخ مدحه على الأداء المثالي الكامل فقط.
– برر لطلابك أن ارتكاب الأخطاء أثناء العمل أمر طبيعي ومتوقع وأن الخطأ جزء من التعلم ولا يدل على نقص في قدرات الفرد، وأن أكثر الباحثين فشلوا وأخطؤوا عدة مرات قبل أن ينجزوا مهماتهم. ومن الجميل أن نسرد للطلاب قصصا تشير إلى ذلك عن شخصيات عالمية مخترعة ومبتكرة تعرضت في حياتها للتهميش والفشل قبل تحقيق أهدافهم.
– من المهم أن نوضح للطلاب والطالبات سلبيات الاتجاه للبحث عن الكمال، مثل أن هذا يسبب تأخيرا في العمل واستهلاك الوقت والورق في الإعادة، وقد يفوت الأمر عليهم الاستمتاع بفرص متاحة أخرى.
– من المهم مساعدة الطلاب والطالبات على التخطيط لأهدافهم وأن تكون أهدافا واقعية، وأن نشير إلى تقدمهم من خلال مقارنة أبحاث سابقة لهم بآخر بحث قدموه مثلا لنجعل الطالب يشعر بشكل ملموس أثر التقدم الذي أحرزه.
– تحدثوا إلى طلابكم حول أن لا تقلقهم نظرة الآخرين نحوهم حين يفشلون لأن توقعاتهم تقول أن هناك من سينظر لهم على أنهم تافهون وفاشلون وعاجزون وأنهم سيصبحون مجالا للتندر والسخرية، واجعلهم ينظرون إلى أمور سامية مثل شرف العمل والمشاركة والمحاولة.
– حين تكلف هذه النوعية من الطلاب بأمر معين كن قريبا منه في البدايات فهو يحتاج كثيرا إلى دفعة للانطلاق لأنه غالبا متردد ويأخذ وقتا أطول من غيره للبدء.
– شجعوا طلابكم على المشاركة والمناقشة،وخاصة هذه الفئة التي يحيط بها الخجل دائما والتردد، ومن المهم جدا ألا تتسبب كمعلم في إحراجه أو التضييق عليه، وحاول أن تلقي عليه أسئلة سهلة يستطيع الإجابة عليها، ومن الممكن أن تشجعه بعبارة يود سماعها مثل أن تقول له لقد كان سؤالي صعبا وخفت ألا أجد من يجيب عليه لأن ذلك سيقوي من شعوره بالثقة بنفسه ويدفعه للمشاركة أكثر.
– من المهم للمعلمين والمعلمات التقليل من شأن درجات التقييم وأنها يجب ألا تكون شاغلهم الوحيد، وإنما التركيز يكون على المشاركة الفعالة وتحديد الأجزاء الإبداعية التي أتقنوها والالتزام بالوقت المحدد مع التوعية المستمرة بكيفية الارتقاء مستقبلا في متطلبات أخرى.
– من الجيد لهذه النوعية من الطلاب أن يتشاركوا في عمل جماعي مشترك يتناول فيه كل طالب محورا على حدة وأن يكون هناك وقت مخصص لاجتماعهم وترتيب محاورهم في عمل موحد حتى لا يكون التميز محصورا في طالب واحد وإنما في مجموعة، ويكون الشكر موجها للمجموعة حتى يتعلم الطالب أهمية الجماعة في حياته والمشاركة ويتعلم فن التعامل والتواصل مع الآخرين واحترام حقهم في الإنجاز.
من مجلة المعرفة