التصنيفات
الكتب و المراجع الإسلامية

الفرق بين صلاتي الفجر والصبح

الفرق بين صلاتي الفجر والصبح


الونشريس

سؤال
في بلاد المغرب نطلق اسم "الفجر" على الركعتين اللتين نصليهما قبل فريضة الصبح، فهل تصح هذه التسمية ؟ وما هو الفرق بين صلاة الصبح وصلاة الفجر ؟

الإجابة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على مولانا رسول الله..

الأصل أن الصبح والفجر في الشرع اسمان لمسمى واحد، وهي الصلاة الأولى في اليوم، الصلاة الواجبة بعد طلوع الفجر الصادق، ويمتد وقتها إلى شروق الشمس. ووقتها المختار على أصح قولي أهل العلم أن تصلى بغلس. أي في الظلمة التي بين وقتها الأول وبين الإسفار. أما ما كان بين الإسفار وبين الشروق فهو وقتها الضروري، وإن صليت بعد الشروق فهو قضاء لا أداء.

فإسنادنا "الصلاة" إلى "الفجر" بقولنا "صلاة الفجر" لفظ يطلق على صلاة الفريضة الأولى في اليوم، وإليك الأدلة:

روى البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " فضل صلاة الجميع على صلاة الواحد خمس وعشرون درجة، وتجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الصبح. يقول أبو هريرة: "اقرؤوا إن شئتم:***64831; وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ***64830;" .فأجمع المفسرون أن المراد بقرآن الفجر في الآية هو القراءة في صلاة فريضة الفجر.

وروى عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أثقل صلاة على ال*****ين: (صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا).

روى مسلم عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا صَلَّى الْفَجْرَ جَلَسَ فِي مُصَلاهُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ حَسَنًا .

روى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: (كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الْجُمُعَةِ فِي صَلاةِ الْفَجْرِ ***64831; الم تَنْزِيلُ ***64830; السَّجْدَةَ، و***64831;هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ حِينٌ مِنْ الدَّهْرِ***64830.

وروى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلائِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلائِكَةٌ بِالنَّهَارِ وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلاةِ الْفَجْرِ وَصَلاةِ الْعَصْرِ ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ فَيَسْأَلُهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ : كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي ؟ فَيَقُولُونَ : تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ).

كما جاء الشرع بتسميتها "صلاة الصبح" :

رواه مسلم عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ قَالَ : دَخَلَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ الْمَسْجِدَ بَعْدَ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ فَقَعَدَ وَحْدَهُ فَقَعَدْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ : يَا ابْنَ أَخِي، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَمَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ) .

روى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا أَدْرَكَ أَحَدُكُمْ سَجْدَةً مِنْ صَلاةِ الْعَصْرِ قَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ فَلْيُتِمَّ صَلاتَهُ، وَإِذَا أَدْرَكَ سَجْدَةً مِنْ صَلاةِ الصُّبْحِ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ فَلْيُتِمَّ صَلاتَه) .

وهذه الفريضة لها سنة راتبة قبلية تسمى ب "ركعتي الفجر"، و"سنة الفجر" و"سنة الصبح". وبما أن حديثنا عن لفظ "الفجر" عينه، فقد وردت أحاديث بتسميتها ب "ركعتي الفجر" :

روى مالك والبخاري ومسلم واللفظ لمالك، عن عائشة قالت: (إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخفف ركعتي الفجر حتى إني لأقول: أَقرأَ بأم القرآن، أم لا ؟).

وروى مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ركعتي الفجر إذا سمع الأذان ويخففهما).

وروى مسلم عنها أيضا: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ركعتا الفجر خيرٌ من الدنيا وما فيها).

وروى البخاري تقول عائشة رضي الله عنها: (لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم على شيء من النوافل أشد تعهداً منه على ركعتي الفجر).

ووردت أحاديث تزيد كلمتي "ركعتي الفجر" بيانا، بأن المراد منها لا صلاة فريضة الصبح – أو الفجر – ، وإنما السنة القبلية التي قبل الفريضة:

روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: (… ويركع ركعتين قبل الفجر ثم يضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المنادي للصلاة)…

روى مسلم عن عائشة أنها قالت: (ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فى شىء من النوافل أسرع منه إلى الركعتين قبل الفجر). وروى عنها أيضا: (صلاتان ما تركهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فى بيتي قط سرا ولا علانية ركعتين قبل الفجر وركعتين بعد العصر).

روى أحمد وغيره عن عائشة: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الركعتين اللتين قبل الفجر فيخففهما حتى أقول هل قرأ فيهما بأم القرآن).

بوب النووي أحاديث ركعتي الفجر في مسلم، فقال: (باب استحباب ركعتى سنة الفجر والحث عليهما وتخفيفهما..)

نستخلص مما ذكرنا:

– إطلاقنا للفظ "صلاة الصبح" ينصرف إلى صلاة الفريضة،
– إطلاقنا للفظ "صلاة الفجر" ينصرف إلى صلاة الفريضة كذلك.
– إطلاقنا للفظ " ركتي الفجر" ينصرف إلى الركعتين اللتين بعد أذان الصبح وقبل صلاة الفريضة.

وعليه فإطلاق المغاربة لفظ "الفجر"على راتبة الصبح، عُرف موافق للشرع مستحسن، ونية صاحبها فصْل في المراد، وأما قصر اللفظ على الركعتين اللتين قبل الفريضة فقط، فهذا مجانب للصواب، وينبغي إيضاحه.

والله أعلم




رد: الفرق بين صلاتي الفجر والصبح

شكراااااااااااااااااااااااااااااا على موضوع




رد: الفرق بين صلاتي الفجر والصبح

بارك الله فيك




التصنيفات
الكتب و المراجع الإسلامية

أيها الظلمة رويدا فإن موعدكم الصبح أليس الصبح بقريب

أيها الظلمة .. رويدا .. فإن موعدكم الصبح أليس الصبح بقريب


الونشريس

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً ******* فالظلم آخره يفضي إلى الندم

تنام عيناك والمظلوم منتبه ******* يدعو عليك وعين الله لم تنم

والظلم مجاوزة الإنسان حده ، واستطالته بالجور على غيره ، وهو إحدى طبائع النفس البشرية ، تظهره القوة ، ويخفيه الضعف .

والظلم من شيم النفوس فإن تجد ******* ذا عفة فلعله لا يظلم

وقد حذر الإسلام من الظلم أشد التحذير ، وبين آثاره المشينة ، وعواقبه الوخيمة ، ونتائجه المدمرة ، على الفرد والمجتمع .

* فقال سبحانه وتعالى ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) [ الشعراء 227 ]

* وقال( إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) [ القصص 50 ]

* وقال عز وجل ( إنه لا يفلح الظالمون ) [ الأنعام 21 ]

* وقال تبارك وتعالى ( إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) [ الشورى 42 ]

* وقال( وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ) [ ابراهيم 42 ]

* وقال سبحانه وتعالى ( وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذْ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ) [ غافر 18 ]

* وعن أبي ذر الغفاري رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي ، وجعلته بينكم محرما ، فلا تظالموا …الحديث )

* وعن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (الظلم ظلمات يوم القيامة )

* وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( انصر أخاك ظالما أو مظلوما ، فقال رجل : يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوما أفرأيت إذا كان ظالما كيف أنصره ؟ قال تحجزه أو تمنعه من الظلم ،فإن ذلك نصره )

أما والله إن الظلم شؤم ******* وما زال الظلوم هو الملوم

إلى ديان يوم الدين نمضي ******* وعند الله تجتمع الخصوم

ستعلم في المعاد إذا التقينا ******* غداً عند المليك من الظلوم

ويقول الإمام الشافعي رحمه الله تعالى ( بئس الزاد إلى المعاد ، العدوان على العباد )

أما ميمون بن مهران فيقول( الظالم والمعين على الظلم والمحب له سواء )

أيها الظالم :

اعلم إن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب ، فإنه مهما كان ذليلاً ضعيفاً ، أو مهاناً وضيعاً ، فإن الله ناصره على من ظلمه ، ومؤيده على من اعتدى عليه ، فالله تبارك وتعالى يرفع دعوة المظلوم إليه فوق الغمام ويقول لها ( وعزتي وجلالي ، لأنصرنك ولو بعد حين ) ، والمظلوم لا ترد دعوته ، ولو كان كافرا أو فاجرا ، فإن كفره أو فجوره إنما هو على نفسه ، فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه ، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ثلاثة لا ترد دعوتهم الصائم حتى يفطر ، والإمام العادل ، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويفتح لها أبواب السماء ، ويقول الرب : وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين ) وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( دعوة المظلوم مستجابة وإن كان فاجرا ، ففجوره على نفسه ) وعن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( اتقوا دعوة المظلوم وإن كان كافرا ، فإنه ليس دونها حجاب)

وهذا تحذير شديد ، وإنذار ووعيد ، موجه من المصطفى صلى الله عليه وسلم للظالمين ، حيث يقول {( إن الله عز وجل يملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته ) ثم قرأ ( وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد)[ هود 102 ] }

ويقول أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه ( إياك ودعوات المظلوم ، فإنهن يصعدن إلى الله كأنهن شرارات من نار)

الظلم نار فلا تحقر صغيرته ******* لعل جذوة نار أحرقت بلدا

ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ( إن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة ، ولا يقيم الدولة الظالمة وإن كانت مؤمنة )

أيها المظلوم صبراً لا تهن ******* إن عين الله يقظى لا تنام

نم قرير العين واهنأ خاطراً ******* فعدل الله دائم بين الأنام

وإن أمهل الله يوماً ظالماً ******* فإن أخذه شديد ذي انتقام

أيها الظالم :

اعلم أن الظلم عند الله عز وجل يوم القيامة له دواوين ثلاثة :

ديوان لا يغفر الله منه شيئا وهو الشرك به ، فإن الله لا يغفر أن يشرك به . يقول عز وجل ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ) [ النساء 48 ] ويقول سبحانه وتعالى ( وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ) [ لقمان 13 ]

وديوان لا يترك الله تعالى منه شيئاً ، وهو ظلم العباد بعضهم بعضاً ، فإن الله تعالى يستوفيه كله ، فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلله منها فإنه ليس ثم دينار ولا درهم من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه)

وديوان لا يعبأ الله به ، وهو ظلم العبد نفسه بينه وبين ربه عز وجل ، فإن هذا الديوان أخف الدواوين ، وأسرعها محواً ، فإنه يمحى بالتوبة ، والاستغفار ، والحسنات الماحية ، والمصائب المكفرة ، ونحو ذلك فعن أنس بن مالك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( قال الله تبارك وتعالى يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة ) بخلاف ديوان الشرك فإنه لا يمحى إلا بالتوحيد ، وديوان المظالم ، لا يمحى إلا بالخروج منها إلى أربابها ، واستحلالهم منها ، ولما كان الشرك أعظم الدواوين الثلاثة عند الله عز وجل ، حرم الجنة على أهله ، فلا تدخل الجنة نفس مشركة ، وإنما يدخلها أهل التوحيد ، فإن التوحيد هو مفتاح بابها ، فمن لم يكن معه مفتاح ، لم يفتح له بابها .

أيها الظالم :

علمت مما سبق ، إن الظلم مرتعه وخيم ، وعاقبته أليمة ، وآثاره سيئة ، وقد بين الله سبحانه وتعالى في الكتاب العزيز ، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه عاقبة الظلمة فالله الله في نفسك التي بين جنبيك أحفظها في الدنيا من الآفات الخطيرة ومنها الظلم لتسعد في الآخرة وتنعم ، وترتاح في الدنيا وتغنم .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .