فجأة ومن دون سابق إنذار، قررت سويسرا أن تنضم الى هذا الجدل وأن ترتقي به الى مستوى التعديل الدستوري الذي يطلبه الشعب السويسري بغالبيته الساحقة، في استفتاء عام يستكمل التقليد الشائع لدى السويسريين أكثر من أي شعب آخر في العالم، باللجوء الى الاستفتاءات عندما يصطدمون بأي معضلة سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، ويحظر بناء المزيد من المآذن على الأراضي السويسرية، وبالتالي الحد من الأذان الذي يطلقه المسلمون السويسريون الذين يمثلون نحو ستة في المئة من مجموع السكان البالغ سبعة ملايين ونصف مليون نسمة.
هو سبب إضافي للتوتر وربما الاضطراب بين العالم الإسلامي والغرب المسيحي، يأتي من مكان غير متوقع أبدا، ليضع الجانبين تحت رحمة متشددين ومتطرفين يرون في المئذنة تحدياً وفي الأذان تهديداً، ويعتبرون أن انتشار الإسلام في أوروبا فتح جديد أو غزو متأخر، يتخفى بقناع ديني، ليستكمل حروباً وصراعات سياسية تدور على أكثر من جبهة إسلامية، أو لينقل تلك الحروب الى جبهات خلفية جديدة.
نتيجة الاستفتاء السويسري المفاجئة كشفت عن عمق الخوف من الإسلام لدى ما يقارب ثلثي السويسريين، الذين ما إن أتيحت لهم الفرصة للتعبير عن رأيهم الحقيقي حتى كذبوا استطلاعات الرأي السابقة التي كانت ترجح أن يقتصر تأييد الحظر على نحو 35 بالمئة من الناخبين، ورفضوا نداءات حكومتهم وسياسييهم المعتدلين والمنفتحين، وقرروا الإنصات الى تحذيرات «حزب الشعب» اليميني المتطرف من مغبة ارتفاع المزيد من «الصواريخ» الإسلامية في سماء سويسرا ومن مغبة تردد المزيد من أصوات المؤذنين في المدن والقرى السويسرية.. حيث هناك حوالى 110 مساجد، أربعة منها فقط ترفع الأذان، أما البقية فإنها تخضع للتقاليد أو تلتزم بأوامر المجالس المحلية وتكتفي برفع الأذان داخل المسجد فقط، كما هي الحال في معظم البلدان الأوروبية.
الأرجح أن القرار السويسري الجديد لن يثير احتجاجات شبيهة بتلك التي أثارتها الرسوم الدنماركية قبل أعوام، ولن يستدرج فتاوى إسلامية ضد حزب الشعب أو قادته، لكنه يضع سويسرا في مواجهة غير مبررة وغير مفهومة مع العالم الإسلامي الذي يتوزع بين السير خلف الإرهاب المعروف وبين الحذر من كل ما هو غربي وبين النظر الى بلد الحياد والتعددية باعتباره نموذجا فذا يطمح مسلمون كثيرون الى استلهامه في بلدانهم المضطربة.. كما يضعها في صدام مع مسلميها الذين يعبرون عن رغبة في الاندماج بالمجتمع السويسري، تفوق رغبة بقية المسلمين الأوروبيين، الذين خرج منهم إرهابيون أكثر مما خرج من ديار الإسلام.
هي نكسة للتجربة السويسرية الفريدة التي استفاد منها المسلمون على اختلاف اتجاهاتهم.
كثير ماكنا نتوهم أن الشعب السويسري شعب حيادي . ومشت تلك الحكاية على كل الناس فأصبح من المسلمات عندنا . سويسرا البلد الذي لايظلم فيه أحد .حكاية عرفناها منذ الصغر اصبحت بديهية .
لكن من هو هذا الشعب اذا كان يهوديا أو نصرانيا فلماذا نغمض العين على قول ربنا عز وجل (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) قد يرضى الشعب السويسري على كل الاديان فهل يرضى على الاسلام والمسلمين .
فان قلت نعم فأقول فقد كذبت ربنا فاذا قلت لا فأقول اتفقنا .
المهم لقد ذابت فكرة الشعب السويسري شعب غير معاد .
لاتتوهم مرة أخرى عزيزي فاعلم أن كل غير مسلم فهو حامل البغض والكره لك شئت أم أبيت تلك سنة الحياة.