التصنيفات
المرأة المسلمة

الحجاب بين الموضة والألتزام الديني.

الحجاب .. بين الموضة والألتزام الديني.


الونشريس

الحجاب .. بين الموضة والألتزام الديني

(كريمة) فتاة جزائرية تقيم في هولندا ترتدي الحجاب بألوان زاهية مع بنطال جينز لا يتناسب مع رغبتها في الحشمة وميل أهلها، في أن ترتدي زيًا اسلاميًا، وحين سألها كاتب المقال عن التناقض بين رغبة في ارتداء الشال والميل الى ارتداء جينز ضيق، يظهر إلتواءات الجسد ويغري الناظر، لم تملك كريمة جوابًا منطقيًا لما يحدث سوى انها مسلمة ويتوجب عليها ارتداء الحجاب. تقول كريمة ليس ثمة ما يمنع من ارتداء الجينز.

وترتدي فتيات مسلمات سروال الجينز الضيق، الى جانب الحجاب في اناقة مزجت بين ‏الثقافة الاوربية والتقليد الاسلامي.‏

على ان الامر ليس في ارتداء الجينز والبنطال الضيق، بقدر ما يتعلق بانتشار موضة يصر بعضهم على تسميتها بالحجاب، لا تعني بالاصول الشرعية لارتدائه بقدر ماهي رغبة في التعبير عن الذات ( المسلمة ) في مجتمع غربي، بحسب الباحث الاجتماعي العراقي كريم اللامي.

واذا كان المطلوب هو ان ترتدي المراة المسلمة زيا لا يصف مفاتن الجسد و يستر الجسم، فإن الحجاب العصري يشذ عن القاعدة في احايين كثيرة، واصبح وسيلة من وسائل عرض مفاتن المراة وجماليتها حتى عاد الحجاب يصمم باشكال والوان مثيرة للانتباه وجاذبة للنظر وملامسة للاحاسيس، بل اصبح مرادفا لادوات التجميل الاخرى في ما يأخذه من وقت ومن تكلفة، ولم تعد تتحقق شروط الحجاب في ألا يكون لافتا للنظر أو مثيرا للفتنة، فإذا تحققت هذه الشروط جاز للمرأة المسلمة أن ترتديه وتخرج به.

وفي مدن عربية وغربية، فتيات يرتدين حجابًا، مع ملابس تبعث على جلب النظر اكثر مما تبعث على غض الطرف، واصبحت موضة الحجاب الاكثر حضورا في الشارع العربي، بينما ترى الحجاب في أوروبا وسيلة من وسائل الجذب، فثمة فتيات مسلمات غربيات لا يعبآن بالشروط الشرعية، وأصبح الهدف من الحجاب وسيلة للتعريف بالشخصية، وللتميز عن الاخرين، حتى اصبح بالامكان التعرف إلى هوية الفتاة من حجابها الذي يختلف باختلاف شكله والوانه، فهناك الحجاب المغربي، والتركي، والعراقي (الشيعي ).

على ان (الموضة) السائدة في الغرب، حيث ان اغلب الفتيات المسلمات يرتدين الحجاب مع الجينز الضيق، وهي ظاهرة يستاء منها امام مسجد ايندهوفن، في حديثه الى كاتب المقال قائلا .. ثمة من يسيء الى الحجاب، لكنه اضاف .. يجب ان ننتبه، فثمة من يرتدي الحجاب لاسباب اجتماعية فحسب كما هي الحال في تركيا مثلا، فالفتاة التركية ترتدي الحجاب في بعض الاحيان بسبب العرق الاجتماعي في قرى تركيا ومدنها.

وتفضل (هيفاء ) وهي فتاة عراقية ارتداء الحجاب في الشارع لان ذلك يعرفها بهويتها، لكنها في ذات الوقت ترتدي جينزا يظهر (تاتو) على مؤخرتها.

تقول هيفاء.. انا ارتدي حجابا لانه ( موضة )، فاغلب الفتيات المسلمات في المدرسة يرتدين الحجاب مع الجينز، وحين قال كاتب المقال إن الامر يبعث على التناقض اجابت… انا فتاة مسلمة وغطاء الراس تعبير عن شخصيتي هذه، لكني افضل ارتداء الجينز الضيق لاني اشعر بالسعادة هكذا.

لكن سميرة احمد وهي زميلة لها وترتدي حجابا يفي بالاصول الشرعية، مع ( تنورة ) طويلة، ترى ان حجاب هيفاء لا يمت الى الاسلام بشيء، تضيف .. فتيات مراهقات يعبرن عن ذاتهن كما يحلو لهن وليس كما ينبغي على الفتاتة المسلمة، تضيف سميرة .. في نهاية دوام المدرسة ترى بعينيك كيف يتصرفن فتيات يدعين ارتداء الحجاب والالتزام بتعاليم الشريعة، فكثير منهن يرتبط بعلاقات غرام مع فتيات مسلمين وغير مسلمين، على الرغم من ( الحجاب ).

وبالفعل فان الحجاب اصبح موضة وليس دلالة على الالتزام بالشريعة.

يقول امام مسجد ايندهوفن .. المشكلة ان البعض يصنف كل من ترتدي غطاء الراس على انها ( مسلمة ملتزمة )، ويضيف .. لايجوز للمرأة ان تكشف وجهها وكفيها أخذًا من قول الله تعالى وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا )(النور 31) حيث فسر جمهور العلماء من الصحابة ومن بعدهم الزينة الظاهرة بالوجه والكفين وأخذًا من قوله تعالى وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ )(النور 31)، ويضيف الامام .. الخمار هو غطاء الرأس، والجيب هو فتحة الصدر من القميص.

وبعيدا عن العامل الديني فان الحجاب اصبح وسيلة من وسائل اكمال أناقة المرأة، وصار يؤدي دوراً في إبراز جمال المرأة وابراز مفاتنها، وبحسب الدكتور أحمد السامح في مقال له في جريدة (الرأي) الكويتية فان الحجاب تعدى شكله التقليدي ودوره الديني في اقتصاره على تغطية الشعر، حيث تحوّل الى موضة تتباهى بها النساء خصوصاً الشابات.

ويرى السامح ان هناك منافسة في التفنّن في طريقة وضع الحجاب واختيار خاماته وألوانه التي تتماشى مع الملابس وشخصية المرأة في ظل ابتكار مسابقات خاصة بالمحجبات على غرار مسابقة «ملكة جمال الحجاب» التي أطلقتها الدانمارك أخيراً وساهمت في زيادة الإقبال على تلك التصاميم.

تقول شيماء احمد وهي فتاة مغربية جميلة .. منذ بلغت الثامنة ‏عشرة والتحقت بالجامعة لاحظت انني اثير اهتمام الزملاء ‏مع الاسف الشديد حين ارتدي بنطال الجينز الضيق، وماكنت ارتديه لولا ‏الحاجة العملية له لاني ادرس المسرح الذي يتطلب الكثير من الحركات ‏والعمل الشاق حيث الملابس العملية ملائمة اكثر، لكن مايحزن في الامر – ‏تقول شيماء – ان هذا البنطال سبب لها مشاكل عديدة منذ اللحظة التي تم ‏اختيارها فيها خلال مسابقة اجمل فتاة في الجامعة، وحين اعتلت خشبة ‏المسرح فوجئت ان لجنة التحكيم اختارتها لانها ذات قوام رشيق لاسيما خلفيتها ‏التي بدت متناسقة مع قوامها، حيث ابرز بنطال الجينز مفاتنها امام الجمهور، ومن جراء ذلك اضطرت الى ان تخلع حجابها في مكان الدراسة لكنها تعود لترتديه في البيت والشارع.

صعب الارتداء.. سهل النزع
ولعل في قصة شيماء ما يبعث على السؤال وراء السر في الانتشار غير ‏الطبيعي للقماش الازرق في الوطن العربي والعالم مقترنا بحجاب (غير اسلامي) ان صح التعبير، ولعلها صراحة فجة ان ‏تفصح فتاة عن ان سبب ارتدائها الجينز هو لاظهار جمال مؤخرتها التي ترى ‏انها لغة الجمال المشتركة في الغرب هذه الايام، لكنها مضطربة في المقابل الى ارتداء (الحجاب) للتعبير عن شرقيتها ومعتقدها.

لكن مايبعث على الغرابة ان فتيات هولنديات تحولن الى الاسلام صرن اكثر التزاما بالحجاب من مسلمات في الاصل، وترتدي ليكا باول وهي فتاة هولندية شقراء نقابا وقفازا بعد زواجها من شاب جزائري.

جينز اسلامي
ويرتدي جيل متفتح من فتيات مسلمات من تركيا وافغانستان ودول ‏عربية سروال الجينز الضيق، الى جانب الحجاب في اناقة مزجت بين ‏الثقافة الاوربية والتقليد الاسلامي.‏

وترى فاطمة اوزل وهي فتاة تركية محجبة ان الجينز بنطال عملي ‏للنساء العاملات، على رغم ان البعض يستخدمه لابراز المفاتن.‏

بينما ترى سلمي بن علي وهي تونسية ان ارتدال السروال الازرق ‏يساعد على ظهور المراة البدينة في قوام رشيق، وارتدائه مع الحجاب يبعث تناسقا واحساسا بالسعادة.

وترتدي سلمى حلمي وهي فتاة مصرية تقيم في ايندهوفن بهولندا حجابا انيقا مع بنطال جينز، حيث قالت ان الحجاب مع الجينز ليس ‏تناقضا ابدا، فالمسالة تتلخص في البحث عن الاناقة بعيدا عن الاثارة.‏

الجينز والارداف
وتعترف كاميليا مراد انها تختار بنطال الجينز المثير، فعملها في ‏ملهى ليلي يتطلب منها ابراز المفاتن لكن عملها لايتعدى اكثر من ‏ذلك، وتتبع في ازياءها المثيرة فلسفة التلميح لا التصريح.‏

تقول كاميليا… أنني ارتدي مايسر العين ويثير الرجل، لاني تشعر ‏بسعادة غامرة حين أكسب اهتمام الرجل، لكنها لا تسمح بما هو ابعد ‏من ذلك.‏

وفي حياتها اليومية ترتدي غطاء الراس كتقليد اجتماعي وليس فرضا دينيا، وتضيف .. انا ارتدي الجينز الضيق من الردفين واضع حزامًا ‏عريضًا يلتف حول بطني، لكني ارفض الازياء المبتذلة الخليعة.

لكن مايلفت النظر في تشكيلات الجينز الحديثة هو تركيز المصمم على ‏جانب الاثارة، فقد اكتسحت الاسواق سروايل مزودة بقطع اسفنجية ومطاطية الغرض منها اظهار خلفية ‏اصطناعية كبيرة للفتاة التي ترتدي الجينز حيث يبدو قصيرا من ‏الاعلى لظهار اكبر قدر ممكن من ظهر الفتاة السفلي ومؤخرتها،ولاتجد فتيات مسلمات في ارتدائه ضيرا مع غطاء الراس كما تثول سلمى بن محمد وهي تونسية تقيم في بلجيكا.

ويرى الشيخ لطيف مسعد وهو امام جامع في هولندا ان لبس الجينز ‏غير محبذ لانه من الاقمشة الخشنة التي تسبب احتكاك الارداف ‏وصفيحتي المؤخرة مما يعد نوعا من الاثارة الجنسية، واردائه مع غطاء الراس لايمثل مظهرا اسلاميا.

‏ويضيف… الجينز مثير للمرأه واذا كان الجسم كبيرا فيحتك مع ‏سحاب الجينز أو ازراره من الداخل خصوصا اذا كان ضيق.‏

الجينز .. ثقة الانوثة
تقول سلوى .. اشعر بثقة في جسدي حين يلامسه الجينز وارى ان ‏قوامي مثل جسد سمكة تسبح في ماء، انه شعور بالرشاقة والرياضة لكني في المقابل احافظ على شرقيتي بارتداء غطاء الرأس.

وفي مصر والمغرب، كما في لبنان تصنع بناطيل الجينز للمحجبات ‏والسافرات على حد سواء، وفي الوقت الحاضر فان المفضل هو ‏المقياس الضيق الذي يتسع عند القدمين، وعلى رغم ارتدائها غطاء الراس فان سوزان مالك وهي فتاة لبنانية تستخدم نوع خاص ‏من الزيت الذي يدلك به الجسم لادخال البنطال، في حين تستخدم ‏فتيات اخريات البنطال الجينز المطاطي الذي يتشكل ‏وفق منعطفات الجسد الانثوي.‏

وفي الجامعات اللبنانية ‎تلمح العين كتل اللون الازرق تتماوج كالبحر، ‏وهن الطالبات اللواتي يفضلن ارتداء القماش السمائي مع غطاء الراس، وبين بنطلون لوويست والجينز الميني والسترش المطاطي الضيق ‏وبين دعوات التحريم تحتار لمياء فضل وهي فتاة جامعية محجبة، ‏بين هذا واذاك بعد ان سمعت زملاء لها يرون ان الاسلام يحرم التشبه ‏بملابس الغرب وثقافته.‏

‏لكن ليث محمد وهو صاحب محل يبيع الملابس يرى ان النساء في ‏الوقت الحاضر يفضلن الجينز (المتدلي) والذي يظهر جزءًا كبيرًا من ‏اسفل المؤخرة، ويضيف .. هناك ايضا (السترتش) الضيق ‏والخفيف،ويقول انه مرغوب عند المحجبات والسافرات على حد سواء.




رد: الحجاب .. بين الموضة والألتزام الديني.

والله الموضوع مثير للاهتمام




التصنيفات
علم الإجتماع

طلب نظريات علم اجتماع الديني

طلب نظريات علم اجتماع الديني


الونشريس

السلام عليكم.
انا اطلب منكم نظريات علم اجتماع الديني
بسرعة……..من فضلكم.
الامتحانات على الابواب.
اريد اي نظرية او عنصر
المهم بسرعة.




رد: طلب نظريات علم اجتماع الديني

السلام عليكم و رحمة لله و بركاته

جاري البحث عن طلبك




رد: طلب نظريات علم اجتماع الديني

الونشريس اقتباس الونشريس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة salah1997
السلام عليكم.
انا اطلب منكم نظريات علم اجتماع الديني
بسرعة……..من فضلكم.
الامتحانات على الابواب.
اريد اي نظرية او عنصر
المهم بسرعة.
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

تفضل أخي هذا ما استطعت ايجاده بخصوص طلبك في هذا الرابط:

http://www.ouarsenis.com/vb/showthre…792#post243792

بالتوفيق




رد: طلب نظريات علم اجتماع الديني

شكرا………على جهودك
ا>ا وجدت نظريات اخرى
ارجوك اظيفها بسرعة.
وشكرا……….
على جهودك القوية




التصنيفات
اللغة العربية للسنة الرابعة متوسط

تحضير درس التسامح الديني في حضارتنا للسنة الثالثة 3 متوسط

تحضير درس التسامح الديني في حضارتنا للسنة الثالثة 3 متوسط


الونشريس

محتوى النص :
– قصة الحضارة تبدا منذ عرف الانسان
– مميزات حضارة عن اخرى من حيث قوة الاسس والخي العميم وتاثيرها على الشعوب
– خصائص الحضارة العربية الاسلامية
– التسامح الديني من ابرزالحضارة الاسلامية
– التسامح في ديننا يعني العدالة . الرحمة . الانسانية
مغازي النص :
– لكل حضارة اسس تقوم عليها
– الدين الاسلامي هو اساس الحضارة العربية الاسلامية
نوع النص : نثري , ادبي
نمط النص : اخباري

تحضير أخر

ـ العنوان : التسامح الديني في حضارتنا
ـ المرجع : من روائع حضارتنا للكاتب مصطفى السباعي
ـ نوع النص: مقالة
ـ طبيعة النص: دينية
ـ نمط النص: إخباري

ـ موضوع النص:
يتحدث النص عن أهم خصائص الحضارة العربية الإسلامية: التسامح الديني وأثره في حياة الإنسانية .

ـ محتوى ا لنص الأفكار الأساسية الجزئية:
ـ تبيان الكاتب عوامل خلود الحضارات الإنسانية .
ـ تبيان الكاتب خصائص الحضارة العربية الإسلامية .
ـ إعجاب المنصفين من الناس بالحضارة العربية الإسلامية .

ـ أهمية النص المغزى العام للنص :
الحضارة العربية الإسلامية أفضل حضارة عرفها البشر لأنها كانت عالمية الرسالة، إنسانية النزعة، مقامة على أسس قوية أهمها التسامح الديني والعدالة والرحمة…




رد: تحضير درس التسامح الديني في حضارتنا

لكي تكتمل فرحتي بالمشاركة لانها اول مشاركة لي في المنتدى فارجو الرد




رد: تحضير درس التسامح الديني في حضارتنا

الونشريس




رد: تحضير درس التسامح الديني في حضارتنا

شكراااااااااااااااااا




رد: تحضير درس التسامح الديني في حضارتنا

ولكن هذا غير كافي




رد: تحضير درس التسامح الديني في حضارتنا

الونشريس




رد: تحضير درس التسامح الديني في حضارتنا

mrcciii




التصنيفات
اللغة العربية وادابها للشعب الأدبية

مذكرة النص التواصلي : التسامح الديني مطلب إنساني

مذكرة النص التواصلي : التسامح الديني مطلب إنساني


الونشريس

مذكرة النص التواصلي : التسامح الديني مطلب إنساني
التحميل
http://www.ouarsenis.com/up//view.php?file=3cf44f2d4c




التصنيفات
الكتب و المراجع الإسلامية

التسامح الديني

التسامح الديني


الونشريس

المقدمة

لقد تعرض الإسلام والمسلمون في السنوات الأخيرة لحملة ظالمة من الافتراءات والمزاعم التي أرادت أن تلصق بالإسلام تهم التعصب والإرهاب، وترويع الآمنين، ورفض الآخرين، وغير ذلك من دعاوى لا اصل لها في الإسلام ولا سند لها من العلم ولا من الواقع التاريخي.
فالحضارة الإسلامية التي انطلقت من تعاليم الإسلام منذ أربعة عشر قرناً من الزمان قد ضربت أروع الأمثلة في التسامح والتعايش الإيجابي بين الأمم والشعوب من مختلف الحضارات والثقافات والأديان والأجناس. ولا تزال هذه التعاليم الإسلامية حية وقادرة على صقل عقل الأمة وتوجيه سلوكها وتعاملها مع كل البشر في كل زمان ومكان.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ما هو التسامح؟

قبول اختلاف الآخرين – سواء في الدين أم العرق أم السياسة – أو عدم منع الآخرين من أن يكونوا آخرين أو إكراههم على التخلي عن أخرتهم.
والتسامح tolerance يعني الاستعداد لاتخاذ الموقف المتسامح. وهو لا يمكن أن يُعَدَّ فضيلة إلا عندما يمكن للمرء ألا يكون متسامحاً. فهو قريب من مفهوم "العفو". والقول المعروف "العفو عند المقدرة من شيم الكرام" يشير إلى المقدرة على العفو. وليس في استطاعتنا أن نتحدث عن موقف متسامح في حال شخص يضطر، وهو مضطهد وفي موقف ضعيف، أن يتحمل الآخرين. وهذا الشخص الذي يتحمل الظلم فإنه، في حال الضرورة ووفقاً للعرف الديمقراطي، له الحق في المعارضة والحق في الدفاع عن نفسه في وجه الاضطهاد والتميز. ولذلك فالتسامح حين يوجد هو، بالحديث العام، موقف الناس الذين هم في المراكز القوية، بمن فيهم السياسيون الحكوميون، نحو الناس الذين هم في مواقع أقل قوة؛ ولكنه يمكن أن يكون كذلك موقف الأكثرية السائدة من الأقلِّية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أهمية التسامح

ويكتسب التسامح أهمية خاصة إذا كان للناس ذوي القناعات الدينية والإيديولوجية والسياسية المختلفة أن يعيشوا معاً في مجتمع ديمقراطي تعدُّدي. وإذا كان التطور يعني، فيما يعنيه، الانتقال من البسيط إلى المركب ومن الأحادي إلى التعدُّدي، وإذا كان العصر الحديث يشهد – ولاسيما في أوروبا – بروز مجتمعات متعدِّدة الثقافات إلى مدى يتزايد باطراد، يتحقَّق فيه خلال فترة طويلة تنوُّعٌ في الفوارق الدينية والمذهبية، فإن ذلك يجعل فضيلة التسامح ضرورية إلى أقصى الحدود
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

موقف الإسلام من التسامح

أن الإسلام يتخذ التسامح فيها مكان الصدارة، ليس على مستوى المبادئ فحسب وإنما على مستوى التطبيق العملي الذي يشهد به التاريخ.
فالإسلام قد نص على التسامح مع مختلف الأديان وجاء في الآية 69 من سورة المائدة: "إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلا خوف عليهم ولا هم يخزنون." وهذا يعني أن الذين آمنوا (أي المسلمين) والذين هادوا (أي اليهود) وكذلك المسيحيين والصابئة، وباختصار: كل الذين يؤمنون بالله ويعملون ما هو صالح، لا يُخشى من أن يعذَّبوا في الآخرة أو أن يُحرَموا من النعيم. أليس في ذلك دليل على أن الإسلام يتجاوز في تسامحه طوائف المسلمين إلى بقية الأديان؟ وعندما كان الأمويون يحكمون الأندلس تسامحوا مع الجماعات اليهودية والمسيحية وشهد عصرهم، باعتراف الكتاب الغربيين أنفسهم، ازدهاراً لا يضاهى للثقافات الثلاث.

لا ننفي التعصب وعدم التسامح عن تاريخ المسلمين نفياً مطلقاً، ولكن لأشير إلى أن التسامح موجود في صلب العقيدة الإسلامية وأن المسيحيين في ماضيهم لم يكونوا متسامحين على النحو الذي يتصوره بعضهم. فكما يقول المفكر المعروف إيرفنغ فتشر: "إن لشعوب النصرانية كل مسوغ في أن تكون خجلة من عدم تسامحها الديني والإيديولوجي في العصور السالفة. ويقيناً ليس لهم الحق في أن يشيروا بإصبع الاستهجان إلى الآخرين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قواعد وأسس التسامح

1- لقد رسَّخ الإسلام تحت عنوان التسامح أشياءَ كثيرة، فلقد رسَّخ في قلوب المسلمين أنَّ الديانات السماوية تستقي من مَعينٍ واحد، من أجل التسامح، فقال : ( شرع لكم منَ الدِّين ما وصَّى به نوحا ًوالذي أوحينا إليك وما وصَّينا به إبراهيم وموسى وعيسى أنْ أقيموا الدِّين ولا تتفرقوا فيه ) .

2- رسَّخ الإسلام من أجل التسامح في قلوب المسلمين أنَّ الأنبياء اخوة، لا تفاضلَ بينهم مِنْ حيث الرسالة، ومن حيث الإيمان بهم، فقال القرآن الكريم : ( قولوا آمنَّا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وأسحق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتيَ النبيين مِنْ قبلهم لا نفرِّق بين أحدٍ منهم ونحن له مسلمون ) . لا نفرِّق بين أحدٍ منهم، لا نفرِّق على الإطلاق، فالكلُّ في نظرنا أنبياء، ونحن له مسلمون .

3- لقد رسَّخ الإسلام تحت قنطرة التسامح أنْ لا إكراه في الدين، فالعقيدة ينبغي أنْ يستقبلها القلب والعقل بشكلٍ واضح، وبشكل جليٍّ :
( لا إكراه في الدِّين قد تبيَّنَ الرُّشد منَ الغَيِّ فمَنْ يكفر بالطاغوت ويؤمنْ بالله فقد استمسكَ بالعروة الوثقى لا انفصام لها ) .

4- لقد رسَّخ الإسلام من أجل التسامح أنَّ أمكنة العبادات على اختلافها محترمةٌ في نظر المسلمين، فها هو القرآن يقول : ( ولولا دفعُ الله الناسَ بعضهم ببعض لهدِّمتْ صوامعُ وبِـيَعٌ وصلواتٌ ومساجدُ يذكَر فيها اسـم الله كثيرا ً ) .
5- لقد رسَّخ الإسلام من أجل التسامح أنَّ هؤلاء المسلمين ينبغي أنْ ينظروا إلى غيرهم على أنَّهم بشر، يجادلونهم بالتي هي أحسن ، فقال القرآن الكريم : ( ولا تجادلوا أهلَ الكتاب إلا بالتي هي أحسن ) . وإذا ما اقتضى الأمر الشَّتم، فإيَّاكم والشَّتم : ( ولا تـَسـبُّـوا الذين يَـدْعون مِنْ دون الله ، فـيـسبُّوا الله عَدْوا ً بغير علم ) .
6- لقد رسَّخ الإسلام في قلوب المسلمين من أجل التسامح البِرَّ لهم، وحُسْنَ الضيافة لهم، فها هو القرآن يقول للمسلمين : ( وطعام الذين أوتوا الكتابَ حلٌّ لكم وطعامكم حلٌّ لهم ) .

7- لقد رسَّخ الإسلام في قلوب المسلمين أنْ لا عداوة بين المسلمين وبين غيرهم، لمجرَّد كونِهم غير مسلمين، وتركَ الأمر ليوم القيامة، اللهمَّ إلا إذا اعتدى هؤلاء على المسلمين، إلا إذا وقف هؤلاء في طريق دعوة المسلمين حجرَ عثرة، عند ذلك قال القرآن الكريم : ( وقالت اليهود ليست النَّصارى على شيءٍ، وقالت النَّصارى ليست اليهود على شيءٍ، وهم يتلون الكتاب، كذلك قال الذين لا يعلمون مثلَ قولهم فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون ) . لقد رسَّخ الإسلام في قلوب المسلمين كلَّ هذه الأسس ليحدِّد التسامح

المطلوب مِنْ إنسانٍ يعيش على وجه هذه البسيطة، وليمارس هذا التسامح ممارسةً رائعة، تنبثق من إنسانٍ استلم سدَّة الحياة، وعاش ليؤكِّد للناس إنسانيته الرائعة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تطبيقات على التسامح في الإسلام

– إنَّ المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم استقبل وفد نصارى الحبشة، وأكرمهم بنفسه وقال : " إنَّهم كانوا لأصحابنا مكرمين، فأحبُّ أنْ أكرمهم بنفسي " .

– استقبل النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم وفد نصارى نجران، وسمح لهم بإقامة الصلاة في مسجده .

– استقبل النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم هديةً من المقوقس في مصر، وهي الجارية التي أنجبت
إبراهيمَ ولد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ، ثمَّ وقف فقال : " استوصوا بالقـبـط خيرا ً، فإنَّ لي فيهم نسبا ً وصهرا ً "
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التسامح في حياة النبي

إذا ما أردتم مثالاً للتسامح في حياة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم فسلوا ذلكم الرجل المشرك مُطعِم بن عدي، الذي قدَّم مساعدة للنبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم يوم دخل النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم في حِماه، حينما عاد من الطائف، دخل في حماه إلى مكة،ثمَّ ذهبت الأيام، وتوالت، وإذ بمطعم يموت كافرا ً، أما وأنَّه قدَّم خدمة للنبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم فقد وقف حسان الشاعر المسلم رضي الله عنه، فرثاه فقال قصيدته التي أوَّلها :
فلو أنَّ دهرا ً أخلدَ مجدَه اليوم واحدا ً لأخلدَ الدَّهرُ مجدَه اليوم مطعما ً
فبكى النبي صلى الله عليه وآله وسلم .




رد: التسامح الديني

الونشريس