إليكم في هذا الموضوع بحثاً جاهزاً للطبع حول المظاهر العقلية في العصر الجاهلي، البحث مكون من مقدمة وفصل أول وفصل ثاني وخاتمة وفهرس .. مادة البحث من تجميعي
هذا هو الفهرس:
– الفصل الأول: الشعر الجاهلي وأغراضه
أسلوبه وأغراضه
من عجائب الشعر الجاهلي
أغراض الشعر
· الباب الأول: المدح
تعريفه
خصائصه
نماذج من قصائد المدح في العصر الجاهلي
· الباب الثاني: الهجاء
تعريفه
خصائصه
نماذج من قصائد الهجاء في العصر الجاهلي
· الباب الثالث: الفخر
تعريفه
· الباب الرابع: الحماسة
تعريفه
خصائصه
نماذج من شعر الحماسة في العصر الجاهلي
· الباب الخاس: الغزل
تعريفه
أنواعه
خصائصه
نماذج من شعر الغزل في العصر الجاهلي
· الباب السادس: الرثاء
تعريفه
خصائصه
نماذج من شعر الرثاء في العصر الجاهلي
· الباب السابع: الوصف
تعريفه
خصائصه
نماذج من شعر الوصف، الذم، الشكوى، الاعتذار والحكمة في العصر الجاهلي
– الفصل الثاني: النثر في العصر الجاهلي
من أظرف ما قيل في النثر الجاهلي:
· الباب الأول: الأمثال الجاهلية
تعريف المثل
خصائصه
نماذج من أمثال الجاهلية
· الباب الثاني: حكم الجاهلية
تعريف الحكمة
خصائصها
نماذج من حكم الجاهلية
· الباب الثالث: الخطابة في العصر الجاهلي
تعريف الخطابة
خصائصها
نماذج من خُطب الجاهلية
· الباب الرابع: الوصية، القصة
– الخاتمة
– الفهرس
اسم الملف | نوع الملف | حجم الملف | التحميل | مرات التحميل |
المظاهر العقلية في العصر الجاهلي.rar | 188.3 كيلوبايت | المشاهدات 23 |
http://www.mediafire.com/?k3j9lfflo5vjvhy
افضل بحث و جاااااااااااااهز
اريد ردودكم و ادعوا لنا يا اصدقائ
بحث جيد شكرا على المجهود أرجوا الاستفادة للجميع
لماذا كل هذه التحميلات و لا يوجد سوى رد واحد
ظ…ط¸ط§ظ‡ط± ط§ظ„طظٹط§ط© ط§ظ„ط¹ظ‚ظ„ظٹط© ط¹ظ†ط¯ ط§ظ„ط¹ط±ط¨ ظپط§ظ„ط¹طµط± ط§ظ„ط¬ط§ظ‡ظ„ظٹ.doc
افضل بحث و جاهههههههههههههههههههههز
مشكوووورة كان بحث رائع جدا ادخلو لتروه
شكرررررررررررررررررررررررااااااااااااااا
مشكورين على المجهودات
أنا عضوة و أضفت رد و لكن لم ارى المحتوى أرجو المساعدة
gracias mi amigos
جزاكم الله خيرا على هذا البحث
حياة العربالعقلية
أغراض الشعر الجاهلي
اسم الملف | نوع الملف | حجم الملف | التحميل | مرات التحميل |
مظاهر الحياة العرب في العصر الجاهلي.doc | 44.5 كيلوبايت | المشاهدات 221 |
شكراااااااااااااااااااااااااااااااا
اسم الملف | نوع الملف | حجم الملف | التحميل | مرات التحميل |
مظاهر الحياة العرب في العصر الجاهلي.doc | 44.5 كيلوبايت | المشاهدات 221 |
في اطار بحث اللغة العربية الدي يدور حول
إعداد فهرس للحياة العقلية في العصر الجاهلي
عمدت على تجميع بعض المحاولات من المنتديات العربية الشقيقة
نظرا لصعوبة هدا الأمر لدا البعض من الزملاء
على شكل مجموعة من الاقتراحات المفهرسة
اتمنى أن افيد الجميع بالملفات علما انها في ملف مضغوط لتجنب وضعها في الموضوع -أد سيصبح غير منسق –
تفضلوا بالتحميل
DOWNLOAD
————————–
http://www.filesin.com/8C4A2299752/download.html
التمنى أن اكون قد وفقت في افادتكم
ادا امكنكم ان تفيدونا بغيرها لا تبخلوا علينا
ENJOY
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اخواني و اخواتي هدا تحضير لدرس الطبيعة من خلال الشعر الجاهلي
الملف مضغوط و مرفوع على موقعين مختلفين
http://www.filesin.com/F75D5298677/download.html
اتمنى ان اكون افدتكم
ارجوا منكم الدعاء الي عن ظهر قلب لي و لوالدي
لا تحرمونا من ردودكم المشجعة
جزاك الله خيرا
هذا مااحتاجه
شكرااااااااااا لمرورك
اتمنى انك استفدتي
انتضروا مني تجميعة لمقالات حول المشروع الأول قريبا
كتشف معطيات النص:
1-ساعدت حياة العرب في الجاهلية الشعراء على رصد مظاهر الطبيعة كونها كانت قائمة على الترحال و الانتقال بحثا عن موارد العيش.
2-وصف زهير الاطلال ببغايا الوشم في عروق المعلم: شبه لبيد الاطلال بالكتب القديمة التي جدد كاتبها سطورها كما شبه الاطلال ببقايا وشم في عروق المعلم.
3-شبه الاعشى الصحراء ب ظهر الدرس يسكنها ليلا الجن لانها موحشة لا يقطع فلاوتها الا الابطال الشجعان.
4-الصورة التي تخيلها بن قيس لليل هيصورة البحر كأنها ربطت بامراس شديدة الفتل الى راس جبل فبقيت ثابتة هذا الوصف يدل على طول الليل و موقفه منه اما الخيم المغمورة بمياه المطر شبهها برؤوس مفصولة عن اعناقها تسبح في الماء.
5-الصورة التي رسمها الاعشى لالتماع البرق هي صورة الشعلة تومظ و تنطفئ او شرارة تبدو و تختفي اما السحاب ابكثيف فشبهه بالظلمات المتراكمة.
6-الموضوع هو البرق, اما وجه الاختلاف فالاعشى يصفه بشعلة تومظ و تختفي اما عبيد بن….فشبهه بالصبح في لمعانه.
7-الشعراء في العصر الجاهلي وصفو الطبيعة كئيبة حزينة كحزنهم و قساوتهم.
اناقش المعطيات:
-1ان التصوير لدى الجاهلين هو وصف ما تقع عليه أعينهم فهو يعكس قساوة حياتهم.
2-ان قساوة البادية ولدت فيهم الفتوة و روح المغامرة و الشجاعة و البطولة و المجازفة.
3-هذه القساوة لم تنل من افراحهم بل شجّعتهم على نظم الشعر اما آثارها فتظهر في الالفاظ التي يوظفونها وهي الغربية الخشنة الجافة الغليظة المناسبة للبيئة الصحراوية.
4-لان في الليل تتراكم الهموم..
5-الشعراء البوادي هم الذين ابدعوا في وصف الطبيعة لانّ صلاتهم بها اقرب و اقوى.
هذه بعض الملاحظات حول الدرس
_ استقرأ الكاتب منذ البداية حياة العربي وقدم أهم الملامح التي ميزتها ، مجتهدا في وضع القارئ في جو الموضوع ،مقدما صورة عن حياة العربي ، منتقلا في العرض إلى إعطاء أهم مظاهر الوصف للطبيعة في شعرهم
منتهيا إلى خلاصة تبين صفة الوصف عند الجاهليين.
_ وهكذا تكون أفكار النص متسلسلة وفق منهجية المقال مقدمة عرض وخاتمة.
_ وقد اجتهد الكاتب في ربط أفكار الموضوع بأدوات الربط المألوفة من حروف العطف وحروف التوكيد.وخاصة أثناء ربط ما تقدم بما تأخر
_غلب على النص الأسلوب الخبري لأن الكاتب في موضع إخبار وسرد لحقائق عن شعر الطبيعة في العصر الجاهلي.وقد حاول الكاتب تفسير كل المظاهر المتعلقة بشعر الوصف في العصر الجاهلي مقدما كل المعلومات المساعدة على تقديم صورة عن الموضوع معتمدا على أساليب الإقناع من أدلة وأمثلة ،مبتعدا عن التفاسير الذاتية ، وهذا ما يجعلنا نضع النص ضمن النمط التفسيري.
كان الجاهليون بارعين في وصف الطبيعة وذلك نظرا لاحتكاكهم بها ولان حياتهم قائمة على الترحال
فقد وصفوا مثلا الصحراء واتساعها والليل والمطر والسحاب والبرق والنجوم والكواكب …الخ
لذلك نجدهم يستمدون صورا فنية لوصفها من نفس بيئتهم الصحراوية فتاتي معبرة بصدق عن معيشتهم
واكبر دليل على دقة وصفهم لها ما تناولتموه في قصيدة ابن الابرص في وصف البرق والسحاب واكثار التشبيهات فيها بالحيوات
ولا تكاد تخلو الكثير من قصائد العرب في الجاهلية من وصف الطبية وقسوتها ومن بين الشعراء
امرئ القيس وعبيد والاعشى وطرفة ولبيد ..
المفردات الصعبة:
ينضب : ينتهي.. يزول
الوهاد : المنخفض في الارض.
الوجاد : المرتفع في الارض.
الامراص : الحبال.
الغضاريف : الشجعان.
تسح : تصبّ
العشراء : الابل في الحمل العاشر.
جزاك الله خيرا
شكراااااااا لمروركم الكريم
le fichier que vous recherchiez ne pourrait pas etre trouve, désole pour aucun derangement
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اقدم لكم
بحث جااااااااااااااهز حول مظاهر الحياة العقلية في العصر الجاهلي
للمستوى الدراسي الأولى ثانوي
تجد فيه كل ما ينقصك من معلومات 100/100
للتحميل
شكراااااااااااااااااااااااااااا
merci khouya allah yahmik
شكرا لكن رابط لايعمل
شكرا لكن الرابط ما نو شغال
من فضلكم ساعدوني اريد بحث اعداد فهرس حول مظاهر الحياة العقلية في العصر الجاهلي ضروريييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي ييييييييييييييييييي
ارجوك اخي اعطنا طريقة التحميل
شكرا جزيلاا لك اخــي بارك الله فيكــ
يا *****محب بلاده***** ارجوك الرابط لا يعمل وانا احتاجه اليوم ارجوك ساعدني
هذا البحث كامل دون البحث عنه من خلال الروايط وشكراَ
مظاهر الحياة العقلية في العصر الجاهلي
مقدمة :
لقد وجد في أطراف الجزيرة العربية في الجاهلية شئ من العلم، ففي اليمن كان هنالك شئ من العلم والفن وظهر ذلك في طرق إرواء الأرض وهندسة بناء القصور ، كما عُرف الطب والزراعة وبيطرة الدواب وإن لم يكن ذلك علي درجة كبيرة. وقد جائهم ذلك من الفرس والرومان والحبشة حيث كانت اليمن علي اتصال بتلك الأمم
ونجد أيضا في الحيرة العلوم والفنون وقد بنيت بها القصور كقصري الخور نق والسدير وجائهم ذلك من الفرس واليونان حيث كانت الصلة وثيقة بين الفرس وملوك الحيرة مما عمل علي نقل هذه العلوم والمعارف إلي الحيرة.
وفي الشام وُجدت أيضا بعض العلوم والفنون وقد وصلتهم من الرومان واليونان ولقد فتحت صلة الغساسنة ملوك الشام بالرومان طريق العلم إلي جزء من بلاد العرب
أما في أوساط الجزيرة حيث يقيم البدو فقد انعدم العلم اللهم إلا ما استفادة البدو من التجارب أو ما هدتهم إليه العقول أو ما جائهم فيصورة فردية من الأمم المجاورة كعلوم النجوم ومطالعها والطب حيث كانوا يداوا بعض الأمراض بالكي والنباتات الصحراوية وكذا الفراسة وعلم الأنساب والكهانة والعرافة وبيطرة الخيل والجمال والتاريخ وأعظم مظاهر الحياة العقلية عند العرب تلك اللغة التي وصلتنا بما تحمله في طياتها من أمثال وتجارب وحكم وشعر وأدب.
أخلاق العربي في الجاهلية:
لا شك أن أهل الجاهلية كانت فيهم دنايا ورذائل وأمور ينكرها العقل السليم ويأباها الوجدان، ولكن كانت فيهم من الأخلاق الفاضلة المحمودة ما يروع الإنسان ويفضى به إلى الدهشة والعجب، فمن تلك الأخلاق:
1 ـ الكرم: وكانوا يتبارون في ذلك ويفتخرون به، وقد استنفدوا فيه نصف أشعارهم بين ممتدح به ومُثْنٍ على غيره، كان الرجل يأتيه الضيف في شدة البرد والجوع وليس عنده من المال إلا ناقته التي هي حياته وحياة أسرته، فتأخذه هزة الكرم فيقوم إليها، فيذبحها لضيفه. ومن آثار كرمهم أنهم كانوا يتحملون الديات الهائلة والحمالات المدهشة، يكفون بذلك سفك الدماء، وضياع الإنسان، ويمتدحون بها مفتخرين على غيرهم من الرؤساء والسادات.
2 ـ الوفاء بالعهد: فقد كان العهد عندهم دينًا يتمسكون به، ويستهينون في سبيله قتل أولادهم، وتخريب ديارهم، وتكفي في معرفة ذلك قصة هانئ بن مسعود الشيباني، والسَّمَوْأل بن عاديا، وحاجب بن زرارة التميمي.
3 ـ عزة النفس والإباء عن قبول الخسف والضيم: وكان من نتائج هذا فرط الشجاعة وشدة الغيرة، وسرعة الانفعال، فكانوا لا يسمعون كلمة يشمون منها رائحة الذل والهوان إلا قاموا إلى السيف والسنان، وأثاروا الحروب العوان، وكانوا لا يبالون بتضحية أنفسهم في هذا السبيل.
4 ـ المضي في العزائم: فإذا عزموا على شيء يرون فيه المجد والافتخار، لا يصرفهم عنه صارف، بل كانوا يخاطرون بأنفسهم في سبيله.
5 ـ الحلم، والأناة، والتؤدة: كانوا يتمدحون بها إلا أنها كانت فيهم عزيزة الوجود؛ لفرط شجاعتهم وسرعة إقدامهم على القتال.
6 ـ السذاجة البدوية، وعدم التلوث بلوثات الحضارة ومكائدها: وكان من نتائجها الصدق والأمانة، والنفور عن الخداع والغدر.
حياة العرب الأجتماعية
ينقسم العرب إلى قسمين رئيسيين:
(أ) سكان البدو: وهم أغلب سكان الجزيرة،وعيشتهم قائمة على الإرتحال و التنقل وراء العشب و الماءومن ثم سكنوا الخيام المصنوعة من الوبر و الشعر والصوف،وقد أكثر الشعراء في وصفها و الوقوف أمام أطلالها (ما بقي من أحجار بعد رحيل سكانها) ،وأكثر طعام أهل البادية: الحليب و التمر،والإبل عماد حياتهم،يأكلون من لحومها،ويشربون من ألبانها،ويكتسبون من أوبارها،ويحملون عليها أثقالهم،ولقد قوموا بها الأشياء،وافتدوا بها أسراهم في الحروب: وقال فيها شعراؤهم القصائد الطويلة،كما كانوا يعنون بالخيل، فاستخدموها في الصيد و السباق والحروب،وكانت متاع المترفين،لذلك ورد فيها أقل مما ورد في الإبل.
(ب) أماسكان الحضر: فقد سكنوا المدن،وعاشوا في استقرار،واتخذوا الدور والقصور،وكانوا أقل شجاعة وأشد حبا للمال،وكان أهل اليمن أرسخ قدما في الحضارة،وقد نقل المؤرخون كثيرا من أحوالهم،في ثيابهم الفاخرة،وأطباق الذهب والفضة التي يأكلون فيها،وتزيين قصور أغنيائهم بأنواع الزينة،وقد أمدهم بذلك كثرة أموالهم عن طريق التجارة و الزراعة،وكانت (قريش) في مكة أكثر أهل الحجاز تحضرا،فقد أغنتهم التجارة ومن يأوي إليهم من الحجيج،فنعموا بما لم ينعم به غيرهم من سكان الحجاز.
حياة العرب الدينية:
تعددت الأديان بين العرب،وكان أكثرها انتشارا عبادة الأصنام و الأوثان،واتخذوا لها أسماء ورد ذكرها في القران الكريم،مثل: (اللات،والعزى،ومناة) وقد عظمها العرب وقدموا لها الذبائح،وتأثرت حياتهم بها،حتى جاء الإسلام فأزالها وأنقذهم من شرها وكان من العرب من عبدوا الشمس كما في بعض جهات اليمن ،ومن عبدوا القمر كما في كنانة،وقد انتشرت اليهودية في يثرب واليمن وانتشرت النصرانية في ربيعة و غسان و الحيرة ونجران،وهناك طائفة قليلة من العرب لم تؤمن بالأصنام ولا باليهودية ولا بالنصرانية و اتجهت إلى عبادة الله وحده وهؤلاء يسمون بالحنفاء وكان من بينهم زيد بن عمرو بن نفيل،وورقة بن نوفل وعثمان بن الحارث.وهكذا تعددت الأديان بين العرب،و اختلفت المذاهب حتى أشرق نور الإسلام فجمع بينهم،وأقام عقيدة التوحيد على أساس من عبادة الخالق وحده لا شريك له
الشعر في العصر الجاهلي:
يظل الشعر الجاهلي ثرياً، لا يمكن أنْ تحيط به دراسة، وينطوي الشعر الجاهلي على معضلات تعترض القاريء ، إذ يلتقي بنصوص أدبية، فيها قدر من الصعوبة والغموض، وتشتمل على قدر من الخصائص الفنية والجمالية التي لها أهميتها وقيمتها
ويمكن ردّ التطرف ضد العرب قبل الإسلام ، ونعتهم بالتوحش ، والجهل المطبق إلى ثلاثة أسباب :
الأول : دينيّ ، ويتضح من خلال الحرص على تبيان أثر الإسلام في المجتمع العربي ، وكأنّ الإسلام قد خلق هؤلاء الذين آمنوا خلقاً جديداً ،لم يكونوا قبله شيئاً يذكر
الثّاني: شعوبي، ومن المعلوم أن الشعوبية تنوء بكراهية العرب، فلم تتركْ عادة قبيحة ، إلا وألصقتْها بالعرب، إذ لم يرُق لهم كونُ العرب أمةً تسعى للمعرفة والخير) .
الثالث : المستشرقون ، وإذا كان بعضهم – ممن اتسم سلوكه بالموضوعية، والأمانة العلمية – قد أفاد مكتبة العصر الجاهلي الأدبية ، سواء أكان ذلك بالأبحاث ، أو تحقيق بعض دواوين الشعراء ، فإن دراسات بعضهم من أمثال مرجوليوث ،ورينان وأوليري ، ” قد أساؤوا إلى العرب وأدبهم وحضارتهم وعقليتهم ” إساءة متعمدة فقد صدروا – فيما كتبوا – عن روح عنصرية يبرأ منها العلم
صورة موهومة شائعة عن حياة العرب قبل الإسلام
شرّ ما تُصابُ به الشّعوبُ ، أن يتحرّى القائمون على ثقافتها مرضاة العوام، بكل ما يسخط الحق ، ويمسخ التاريخ.
يكتب الكاتبون كتباً ومقالات ، ويتحدث الواعظون في مجالسَ وندواتٍ، فلا يكون لهؤلاء ولا لأولئك حديثٌ أحبّ إليهم ، ولا أرضى لعواطفهم من أن يخلعوا على الأمة العربية في عصر ما قبل الإسلام كلّ ما يضع من أحساب العرب، ويغضّ من أقدارهم، ويرمي بهم في مطارح الرذيلة، وكأن الإسلام قد خلق الذين أيدوا رسول الله – صلى الله عليه وسلم- خلقاً جديداً ، لم يكونوا قبله شيئاً يذكر بفضل أو ينسب إلى كرم.
وحقيقة الأمر ” أن الإسلام لا يمكن أن يكون شجرة منبتة الأصل عن البيئة التي وجدت فيها، لا تمتّ بنسب إلى عقول العرب، وهذا يخالف طبيعة الأشياء").
ويكفي للدّلالة على خُلق القوم قبل الإسلام ، وعلى ما كانوا يتّصفون به من مُثُل عليا – ما قال الرسول- صلى الله عليه وسلم- لأبي بكر :” يا أبا بكر ، أيّةُ أخلاق في الجاهلية هذه ، ما أشرفها ! بها يدفع الله عزّ وجلّ بأس بعضهم عن بعض، وبها يتحاجزون فيما بينهم”. وإذا أسبغ الرسول الكريم على العرب في جاهليتهم هذا الشرفَ، وأثنى عليهم، فليس عجيباً أن يروى عن عمرَ بن الخطاب – رضي الله عنه- قولُه:” إني لأعلم متى تهلك العرب، إذا جاوزوا الجاهلية فلم يأخذوا بأخلاقها ، وأدركوا الإسلام فلم يَقُدْهُمُ الورع"
ولستُ أزعم أني سأفتح في هذا الكتاب فتوحاً في التاريخ والاجتماع، ولكني أرجو أن أكشف عن بعض الحقائق.
فقد غبر الناس في وهم عجيب ، وتصوّر أعجب منه للحياة السابقة للإسلام. فعندهم أن العرب قد جاءهم الإسلام ، وهم يعيشون عيش الجماعات البدائية ، التي تبرأ حياتها من النظام، فهم في فرقة أبداً ، وفي حروب لا تنقطع، وليست حروبهم في سبيل غاية سامية، وإنما هي غارات قبلية يشنها قويُّهم على ضعيفهم، وتقوم فيها القبيلة للقبيلة، والطائفة للطائفة في جماعة لا تربط فيها بين الناس إلا تلك الروابطُ الساذجةُ من القرابة أو النّسب، التي تقوم بين أعضاء الأسرة، وأن هذه الروابطَ هي التي تنتهي عندها كلّ العلاقات، وتتكيف على مقتضاها الفضائل والأخلاق.
وأول ما أحبّ أن أقولَه هو أن هذه الصورةَ ليستْ صحيحة، وأن هذا الوهمَ خاطئ، فالعرب يوم جاءهم الإسلام لم تكن تنزل من حياتهم تلك المنزلة الجسيمة هذه الدّواعي التافهة، والعرب لم يكونوا يومئذ جماعة بدائية، يعيش أهلها عيْش السّائمة ، لا تحكمهم فيما بينهم إلا تلك العلاقاتُ ،التي لا تسود الجماعاتِ إلا في الطّور الباكر من تاريخها.
وانك ليسقط عندك هذا الوهمُ، إذا أنت نظرت فوجدت أن هذه الأمة التي تُصور لنا هذا التصوير، هي نفسها التي تتحدث لغة تستطيع ، وأنت مطمئن تمام الاطمئنان، أن تضعها في مقدمة اللغات القديمة والحديثة كلها ، سلامة ،واكتمالاً، وجمالاً ، ووفاء ،وحيوية.
فهذه اللغة موزونة ، يعتمد اللفظ من ألفاظها على بنية موسيقية سليمة … وما كذلك تكون لغات الأمم، إذا كانت عند بداية تكونها الاجتماعي، وعلى عتبة التنبه العقلي والفكري. وإنما تكون عند هذه المرتبة لغة قوم بعد أن تدور في آفاق واسعة من التعبير عن الحاجات والمشاعر ، وتمتد إلى أعماق بعيدة من التحضر لا يمكن أن تتهيأ لأمة من الأمم، إذا كانت عند مطلع التكوين الاجتماعي والقومي. فاللغة العربية لا يمكن أن تكون لغةَ قوم كانت تلك حالهم قبل الإسلام مباشرة.
الجاهلية في اللغة والأصول :
الظاهر أن الجاهلية نسبة إلى الجاهل وهو من لفظ الجهل الذي هو ضد العلم والمعرفة، وهناك رأي يقول إنها ليست من الجهل الذي هو ضد العلم، ولكن من الجهل الذي هو السفه أي ضد الحلم، وهو شدة الأنفة والخفة والغضب.
والواقع أنه لا تعارض بين الاثنين؛ فإن العرب قد أطلقت الجهل على المعنيين كما أن بينهما صلات وروابط، إحداها معرفي والآخر أخلاقي.
وقد استخدمت النصوص الشرعية معنى ثالثًا لهذه اللفظة، بأن جعلت من الجاهلية مذهبًا وطريقة تضاد وتقابل منهج الحياة في الإسلام.
فمن الآيات التي وردت فيها هذه المادة بمعنى العلم قوله تعالى: “للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربًا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف” (البقرة: 273)، ومن الآيات التي وردت فيها بمعنى الطيش والسفه قوله تعالى: “إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليمًا حكيمًا” (النساء: 17).
ويلاحظ أن القرآن الكريم قد أورد مصطلح “الجاهلية” بالمعنى الثالث في سياقين:
الأول: يقابل بين النبوات وأتباعها وبين الجاهلين؛ فهي على المستوى الاعتقادي تتضمن موقفًا من الوحي والغيب بأسسه ومنطلقاته، يرتكز على تصور الخالق بشكل مادي مجسد تدركه الحواس.
الثاني: استخدم الجاهلية كمرجعية تقاس عليها الأشياء فثمة اعتقاد بالله سبحانه وتعالى له آثار سلوكية مختصة بالجاهلية يتباين بشكل كامل عن اعتقاد آخر له آثار سلوكية أخرى يختص بها الإسلام.
وبناء على ذلك، استخدمت لفظة الجاهلية كوصف للاعتقاد (آل عمران: 154، والحكم
أديان العرب في الجاهلية :
كانت لبلاد الحجاز أهميتها من الناحية الدينية، ففيها تلاقت جميع الأديان الوثنية وعبدة الكواكب والنار إلى جانب اليهودية والنصرانية، وقد كان بعض العرب يقدّسون الحيوان ويعبدونه لتحصيل البركة ويتسمّون بأسماء الحيوان، أو بأسماء طيور أو أسماء حيوانات مائية أو بأسماء نباتات أو بأسماء أجزاء من الأرض أو بأسماء حشرات، فهذه الأسماء تدل على تقديس العرب للحيوانات والنبات إلى جانب تفاؤلهم بها، كذلك كانوا يتعمدون تسمية أبنائهم بمكروه الأسماء وتسمية عبيدهم بمحبوب الأسماء، وكانت هذه التسميات تتسم بطابع الحياة التي كان يعيشها المجتمع العربي آنذاك.
ومن اللافت للانتباه أنّ العربي في تلك الحقبة كان يتجنب قتل بعض الحيوانات اعتقاداً منه أنه لو قتله جوزِيَ بقتله، بالإضافة إلى ذلك، فإنه كان يتفاءل ببعض الطيور كالحمام ويتشاءم من بعضها كالغراب، وأكثر من ذلك، فإنه كان يؤمن بوجود قوى خفية روحية مؤثرة في العالم والإنسان، وهذه تكمن في بعض الحيوانات والطيور والنبات والجماد وبعض مظاهر الطبيعة المحيطة به كالكواكب، الأمر الذي أدى به إلى أن يربط بين هذه الكائنات والموجودات وبين القوى الخفية.
ولكن هذه الحالة الاعتقادية ما لبثت أن تطورت ممثلة بالوثنية التي تجاوزت حدود المعقول، وأدت إلى عبادة قطع من الصخور التي كان يستحسن مظهرها وهيئتها، وهذا بدوره أدى إلى نسج الأساطير والقصص بالموجودات التي تحيط به، كالجبال والآبار والأشجار.
ولم يكن تقديسه لهذه المظاهر الطبيعية وعبادته لها باعتبارها تمثل أرباباً، ولكنه كان يشعر تجاهها بنوع من الإجلال والتقدير، وقد تنوّعت طرق تعاطيه معها، فتارة يقدسها، وأخرى يستقسم بها وثالثة يأكلها حين الجوع…
أ ـ عبدة الأصنام والأوثان:
كان العرب في الجاهلية يعبدون الأصنام والأوثان والأنصاب التي تحوّلت كما يبدو إلى أصنام، وكانت الأصنام على أشكال متنوعة، منها ما هو على صورة إنسان أو حيوان أو طير، ومن أشهرها (ود، وسواع، ويغوث، ويعوق، ونسرا، واللات والعزى، ومنآة، وهبل..).
ب ـ عبدة الكواكب والنار:
لم تقتصر الحياة الدينية في شبه الجزيرة العربية على عبادة الأصنام والأوثان، بل وجدت بعض الفئات الأخرى التي انصرفت إلى عبادة الكواكب والنجوم بأشكالها المتعددة كالشمس والقمر والزهرة وعطارد والثريا وغيرها..
وقد عرفت هذه الجماعة بالصابئة التي استمدّت أصولها الاعتقادية كما تدعي بالأخذ من محاسن ديانات العالم وإخراج القبيح منها قولاً وفعلاً، ولهذا سموا بـ”الصابئة”، وقد وجد إلى جانب هؤلاء عبدة النار “المجوسية”، وكانت قد عرفت هذه الديانة عن طريق الفرس في الحيرة واليمن، كما انتشرت الزندقة بين صفوف سكان شبه الجزيرة في الحيرة.
والزنادقة قوم أنكروا الخالق والبعث، ومنهم من أنكر الرسالة وأنكر بعث الأنبياء، وإلى جانب هذه النظرات الاعتقادية وعبادة الأوثان، نجد أنه كان للعرب آراء ومعتقدات خرافية، فمثلاً كانت لهم في الجاهلية مذاهب في النفوس، فمنهم من زعم أنّ النفس هي الدم وأن الروح هي الهواء، وزعمت طائفة أن النفس طائر ينبسط في جسم الإنسان فإذا مات لم يزل مطيفاً به في صورة طائر يصرخ على قبره مستوحشاً ويسمونه “إلهام” و”الواحدة”، كما أنهم كانوا يعتقدون بالوهميات كالغول وغير ذلك…
تأثيرات عرب الجاهلية :
قال المعترضون إنه بما أن محمداً كان قد عزم على إنقاذ العرب وتحريرهم من عبادة الأصنام وهدايتهم إلى عبادة الله، وبما أنه كان يعرف أنهم كانوا في زمن إبراهيم مؤمنين بوحدانية الله، وبما أنهم حافظوا على كثير من العادات والفروض بطريق التوارث عن آبائهم الأتقياء، فإنه لم يُلزِمهم أن يتركوها كلها، بل بذل الجهد في إصلاح ديانتهم، وإبقاء كل عادة قديمة رأى أنها موافقة ومناسبة. فقال: »ومن أحسن ديناً ممَّن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفاً واتخذ الله إبراهيم خليلاً« (سورة النساء 4: 125)، وقال: »قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين« (سورة آل عمران 3: 95)، وقال: »قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم ديناً قيماً ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين« (سورة الأنعام 6: 161). وبما أن محمداً ظن أن العرب حافظوا من عصر إبراهيم على جميع عاداتهم وفروضهم، ما عدا عبادة الأصنام والشِرك ووأد البنات والأطفال وما شاكل ذلك من العادات الكريهة، أبقى كثيراً من هذه العادات الدينية والأخلاقية في ديانته وحافظ عليها.
ومعروفٌ أن بعض قبائل جنوب بلاد العرب وشرقيها اختلطوا مع نسل حام بن نوح، وقال ابن هشام والطبري وغيرهما إن كثيرين من سكان جهات بلاد العرب الشمالية والغربية تناسلوا من سام بن نوح، وبعضهم تناسل من قحطان (يقطان)، وبعضهم تناسل من أولاد قطورة زوجة إبراهيم الثانية، وتناسل البعض الآخر (ومنهم قبيلة قريش) من إسماعيل بن إبراهيم. ولا ينكر أحد أن جميع القبائل التي تناسلت من ذرية سام كانوا يؤمنون بوحدانية الله. ولكن مع مرور العصور أخذوا الشرك وعبادة الأصنام من القبائل السورية وسكان الجهات المجاورة لهم، وأفسدوا ديانة أسلافهم، وفسدوا هم أنفسهم. ومع ذلك، لما نسيت جميع الأمم الأخرى (ما عدا اليهود) وحدانية الله، كان سكان الجهات الشمالية والغربية من شبه الجزيرة العربية متمسكين بالوحدانية تمسكاً راسخاً. والأرجح أن دخول عبادة الشمس والقمر والكواكب بين سكان تلك الجهات بدأ في عصر أيوب (أيوب 31: 26-28). وقال هيرودوت، أشهر مؤرخي اليونان (نحو 400 ق م) إن العرب سكان تلك الجهات كانوا يعبدون معبودين فقط، هما »أُرُتال« و»ألإلات« (تاريخ هيرودوت، كتاب 3 فصل . وقصد هيرودوت بالمعبود »أُرُتال« الله، فإن هذا هو اسمه الحقيقي. ومع أن هيرودوت زار بلاد العرب، إلا أنه كان أجنبياً، فلم يتيسَّر له ضبط هذا الاسم، فحرَّفه لجهله باللغة العربية وتهجئتها والنطق بها. ومن الأدلة القوية الدالة على أن هذه التسمية (أي الله) كانت مشهورة ومنتشرة بين العرب قبل زمن محمد، أنه كثيراً ما ذُكر اسم الله في سبع معلَّقات العرب (وهي تأليف مشاهير شعراء العرب قبل مولد محمد، أو على الأقل قبل بعثته) فقد ورد في ديوان النابغة ما نصه:
لهم شيمةٌ لم يعطها اللهُ غيرَهم من الجود والأحلام غير مَوَازِبِ
محلَّتهم ذاتُ الإلهِ ودينُهم قويمٌ فما يَرجون غيرَ العواقبِ
وأيضاً:
ألم ترَ أن اللهَ أعطاك سورةً ترى كل مَلِكٍ دونها يتذبذبُ
أنك شمسٌ والملوكُ كواكبٌ إذا طلعَت لم يبْدُ منهنَّ كوكبُ
وأيضاً:
ونحن لديه نسألُ اللهَ خُلْدَهُ يردُّ لنا مُلكاً وللأرض عامراً
ونحن نزجّي الخُلد إن فاز قِدْحُنا ونرهبُ قِدحَ الموتِ إن جاء قاهراً
وقال لبيد في ديوانه:
لعمرِك ما تدري الضوارب بالحصى ولا زاجراتُ الطيرِ ما اللهُ صانعُ
وقد كانت الكعبة من قديم الأيام أقدس مسجد عند جميع قبائل العرب. قال ثيودور الصقلي، أحد مؤرخي اليونان (نحو 60 ق م) إن العرب كانوا يعتبرون الكعبة في ذلك الوقت مسجداً مقدساً (تاريخ ثيودور الصقلي كتاب 3) وكان يطلق على هذا المقدس »بيت الله«. ويُستدل من دخول أداة التعريف على لفظ الجلالة أن العرب لم ينسوا عقيدة وحدانية الله، وأنه كان عندهم كثير من المعبودات، حتى أطلق عليهم القرآن بسببها اسم »المشركين« لأنهم أشركوا مع الله غيره من المعبودات وعبدوها، وظنوا أنها شريكة معه في الإكرام والعبادة. ولكنهم كانوا يقولون لا نعبد هذه المعبودات الثانوية كما نعبد الله الحي (الذي هو الله) بل بالعكس إنّا نعتبرهم شفعاء، ولنا الرجاء أن بشفاعتهم نستميل الله الحقيقي لإجابة طلباتنا. وقال الشهرستاني: »إن العرب كانوا يقولون الشفيع والوسيلة منّا إلى الله تعالى هم الأصنام المنصوبة، فيعبدون الأصنام التي هي الوسائل« (الملل والنحل ص 109). ومن الأدلة على أن عبَدة الأصنام كانوا يعتقدون بهذا، ما ورد في كتاب »المواهب اللدنية«: »قدِم نفرٌ من مهاجري الحبشة حين قرأ محمد »والنجم إذا هوى« (سورة النجم 53: 1) حتى بلغ »أفرأيتم اللات والعزى، ومناة الثالثة الأخرى« (53: 19 و20) ألقى الشيطان في أمنيته (أي في تلاوته) »تلك الغرانيق العُلى، وإن شفاعتهنَّ لتُرتجي« فلما ختم السورة سجد (ص) وسجد معه المشركون لتوهُّمهم أنه ذكر آلهتهم بخير. وفشى ذلك بالناس وأظهره الشيطان حتى بلغ أرض الحبشة، ومَن بها مِن المسلمين: عثمان بن مظعون وأصحابه، وتحدثوا أن أهل مكة قد أسلموا كلهم وصلوا معه (ص) وقد أمِن المسلمون بمكة، فأقبلوا سِراعاً من الحبشة«.
وذكر ابن إسحق، وابن هشام، والطبري وكثيرون غيرهم من مؤرخي الإسلام هذه الحكاية أيضاً، وأيدها يحيى، وجلال الدين، والبيضاوي في تفاسيرهم لسورة الحج 22: 52 »وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته، فينسخ الله ما يلقي الشيطان«. وقال الشهرستاني بخصوص مذاهب قدماء العرب وعاداتهم: »والعرب الجاهلية أصناف، فصنفٌ أنكروا الخالق والبعث وقالوا بالطبع المحيي والدهر المغني، كما أخبر عنهم التنزيل. وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا. وقوله: »وما يهلكنا إلا الدهر« (سورة الجاثية 45: 23). وصِنفٌ اعترفوا بالخالق وأنكروا البعث، وهم الذين أخبر الله عنهم بقوله: »أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس من خلق جديد« (سورة ق 50: 14). وصنفٌ عبدوا الأصنام وكانت أصنامهم مختصة بالقبائل، فكان وُدٌّ لكلب، وهو بدومة الجندل، وسُواع لهذيل، ويغوث لمَذْحَج ولقبائل من اليمن، ونسر لذي الكلاع بأرض حمير، ويَعوق لهمذان، واللات لثقيف بالطائف، والعُزَّى لقريش وبني كنانة، ومناة للأوس والخزرج، وهُبَل أعظم أصنامهم. وكان هُبل على ظهر الكعبة، وكان آساف ونائلة على الصَّفا والمروة. وكان منهم من يميل إلى اليهود، ومنهم من يميل إلى النصرانية، ومنهم من يميل إلى الصابئة، ويعتقد في أنواء المنازل اعتقاد المنجِّمين في الكواكب حتى لا يتحرك إلا بنوء من الأنواء، ويقول أمطرنا بنوء كذا. وكان منهم من يعبد الملائكة، ومنهم من يعبد الجن. وكانت علومهم علم الأنساب، والأنواء، والتواريخ، وتفسير الأحلام، وكان لأبي بكر الصديق فيها يدٌ طولى«.
وكانت الجاهلية تفعل أشياء جاءت شريعة الإسلام بها، فكانوا لا ينكحون الأمهات والبنات، وكان أقبح شيء عندهم الجمع بين الأختين، وكانوا يعيبون المتزوّج بامرأة أبيه ويسمونه »الضيزن«. وكانوا يحجّون البيت ويعتمرون ويحرمون ويطوفون ويسعون ويقفون المواقف كلها ويرمون الجمار، وكانوا يكسبون في كل ثلاثة أعوام شهراً، ويغتسلون من الجنابة. وكانوا يداومون على المضمضة والاستنشاق وفرق الرأس والسواك والاستنجاء وتقليم الأظافر ونتف الإبط وحلق العانة والختان، وكانوا يقطعون يد السارق اليمنى (من كتاب الملل والنحل للشهرستاني).
قال ابن إسحاق وابن هشام إن ذرية إسماعيل كانوا أولاً يعبدون الله الواحد ولا يشركون معه أحداً، ثم سقطوا في عبادة الأصنام. ومع ذلك فقد حافظوا على كثير من العادات والفروض التي كانت في أيام إبراهيم، فلم ينسوا أن الله كان أرفع من معبوداتهم، بل أنه هو الحاكم والمتسلط عليها جميعاً. الخاتمة :
لا يبدو أننا نسير على طريق سَويّ رغم ادعاء مرورنا بتاريخ عريض من الرقي والتحضّر بحكم انفتاحنا على حضارات عدة، ولكن يبدو أننا وقفنا على أعتابها فقط متفرّجين دون الاستفادة من مرورنا ذاك فنكصنا إلى مقولتنا الأثيرة “انصر أخاك ظالماً ومظلوماً” لنكرّس حياتنا من جديد لمفاهيم جاهلية في عصر لن يلتفت للوراء أبداً، فمضت كل الشعوب بما اكتسبت في مسيرتها وتأخرنا نحن رغم إرادتنا الكبيرة التي نراهن عليها، وعلى ما يمكن أن تحققه مفاهيم لازلنا نلوكها بتلذذ كالحرية واحترام الإنسان لأخيه الإنسان وعدم توزيع التهم على الآخرين دون حساب رغم كل الاختلافات.
إن أشد ما يؤلم هنا هو استنفار مثقف وشاعر ليستجدي أقلام أصدقائه ضد من يرى أنهم – ربما – اقتبسوا مفردتين أو ثلاثة من قصيدة له ضمنوها قصائد بأسمائهم رغم اختلاف الصورة والبناء والرؤية. وليس هذا بالمهم، فتاريخ الاقتباسات مليء بأكثر من هذا، ولكن المهم حقاً، أو ما ينبغي التوقف عنده أن هذه “الفزعة” كانت من الخطورة بحيث لم يحسب حسابها أصدقاء الشاعر حين نصّبوا من أنفسهم قضاة بعد أن أوجدوا التهمة ثم صاغوا حكمهم بتجريم هذا الشاعر وكل ما في أيديهم أرباع أدلة قد لا تصمد كثيراً بوجه أي تمحيص منصف، فقد غفلوا تماماً في غمرة “فزعتهم” أن مثل هذه الاتهامات والتقريرات المسبقة التمترس من النوع الذي يعاقب عليه القانون الجزائي في أي بلد في العالم إذا ما طالب الشاعر المتهم “جرّهم” إلى المحكمة بادعاء اتهامهم له بقائمة كبيرة من التهم مثل (سطى، سرق، لطش، لص، محتال، سارق).
إن مقولة الغابرين تلك أعمت بصر وبصيرة أصدقاء الشاعر فتخلوا عن مقولاتهم العظيمة في المبادئ والأخلاق والقيم العليا التي يتنافخون بها ضد التمترس و “الإخوانية”، وأثبت هؤلاء أن هذه الشعارات مجرد كلام ليل يمحوه الارتطام على صخرة الجاهلية. وهنا؛ هنا فقط، تختفي أقنعة وتظهر وجوهٌ على حقيقتها.
تاثيرات العرب في الجاهلية
أ ـ قال المعترضون إنه بما أن محمداً كان قد عزم على إنقاذ العرب وتحريرهم من عبادة الأصنام وهدايتهم إلى عبادة الله، وبما أنه كان يعرف أنهم كانوا في زمن إبراهيم مؤمنين بوحدانية الله، وبما أنهم حافظوا على كثير من العادات والفروض بطريق التوارث عن آبائهم الأتقياء، فإنه لم يُلزِمهم أن يتركوها كلها، بل بذل الجهد في إصلاح ديانتهم، وإبقاء كل عادة قديمة رأى أنها موافقة ومناسبة. فقال: »ومن أحسن ديناً ممَّن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفاً واتخذ الله إبراهيم خليلاً« (سورة النساء 4: 125)، وقال: »قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين« (سورة آل عمران 3: 95)، وقال: »قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم ديناً قيماً ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين« (سورة الأنعام 6: 161). وبما أن محمداً ظن أن العرب حافظوا من عصر إبراهيم على جميع عاداتهم وفروضهم، ما عدا عبادة الأصنام والشِرك ووأد البنات والأطفال وما شاكل ذلك من العادات الكريهة، أبقى كثيراً من هذه العادات الدينية والأخلاقية في ديانته وحافظ عليها.
ومعروفٌ أن بعض قبائل جنوب بلاد العرب وشرقيها اختلطوا مع نسل حام بن نوح، وقال ابن هشام والطبري وغيرهما إن كثيرين من سكان جهات بلاد العرب الشمالية والغربية تناسلوا من سام بن نوح، وبعضهم تناسل من قحطان (يقطان)، وبعضهم تناسل من أولاد قطورة زوجة إبراهيم الثانية، وتناسل البعض الآخر (ومنهم قبيلة قريش) من إسماعيل بن إبراهيم. ولا ينكر أحد أن جميع القبائل التي تناسلت من ذرية سام كانوا يؤمنون بوحدانية الله. ولكن مع مرور العصور أخذوا الشرك وعبادة الأصنام من القبائل السورية وسكان الجهات المجاورة لهم، وأفسدوا ديانة أسلافهم، وفسدوا هم أنفسهم. ومع ذلك، لما نسيت جميع الأمم الأخرى (ما عدا اليهود) وحدانية الله، كان سكان الجهات الشمالية والغربية من شبه الجزيرة العربية متمسكين بالوحدانية تمسكاً راسخاً. والأرجح أن دخول عبادة الشمس والقمر والكواكب بين سكان تلك الجهات بدأ في عصر أيوب (أيوب 31: 26-28). وقال هيرودوت، أشهر مؤرخي اليونان (نحو 400 ق م) إن العرب سكان تلك الجهات كانوا يعبدون معبودين فقط، هما »أُرُتال« و»ألإلات« (تاريخ هيرودوت، كتاب 3 فصل . وقصد هيرودوت بالمعبود »أُرُتال« الله، فإن هذا هو اسمه الحقيقي. ومع أن هيرودوت زار بلاد العرب، إلا أنه كان أجنبياً، فلم يتيسَّر له ضبط هذا الاسم، فحرَّفه لجهله باللغة العربية وتهجئتها والنطق بها. ومن الأدلة القوية الدالة على أن هذه التسمية (أي الله) كانت مشهورة ومنتشرة بين العرب قبل زمن محمد، أنه كثيراً ما ذُكر اسم الله في سبع معلَّقات العرب (وهي تأليف مشاهير شعراء العرب قبل مولد محمد، أو على الأقل قبل بعثته) فقد ورد في ديوان النابغة ما نصه:
لهم شيمةٌ لم يعطها اللهُ غيرَهم من الجود والأحلام غير مَوَازِبِ
محلَّتهم ذاتُ الإلهِ ودينُهم قويمٌ فما يَرجون غيرَ العواقبِ
وأيضاً:
ألم ترَ أن اللهَ أعطاك سورةً ترى كل مَلِكٍ دونها يتذبذبُ
أنك شمسٌ والملوكُ كواكبٌ إذا طلعَت لم يبْدُ منهنَّ كوكبُ
وأيضاً:
ونحن لديه نسألُ اللهَ خُلْدَهُ يردُّ لنا مُلكاً وللأرض عامراً
ونحن نزجّي الخُلد إن فاز قِدْحُنا ونرهبُ قِدحَ الموتِ إن جاء قاهراً
وقال لبيد في ديوانه:
لعمرِك ما تدري الضوارب بالحصى ولا زاجراتُ الطيرِ ما اللهُ صانعُ
الخاتمة :
لا يبدو أننا نسير على طريق سَويّ رغم ادعاء مرورنا بتاريخ عريض من الرقي والتحضّر بحكم انفتاحنا على حضارات عدة، ولكن يبدو أننا وقفنا على أعتابها فقط متفرّجين دون الاستفادة من مرورنا ذاك فنكصنا إلى مقولتنا الأثيرة “انصر أخاك ظالماً ومظلوماً” لنكرّس حياتنا من جديد لمفاهيم جاهلية في عصر لن يلتفت للوراء أبداً، فمضت كل الشعوب بما اكتسبت في مسيرتها وتأخرنا نحن رغم إرادتنا الكبيرة التي نراهن عليها، وعلى ما يمكن أن تحققه مفاهيم لازلنا نلوكها بتلذذ كالحرية واحترام الإنسان لأخيه الإنسان وعدم توزيع التهم على الآخرين دون حساب رغم كل الاختلافات.
إن أشد ما يؤلم هنا هو استنفار مثقف وشاعر ليستجدي أقلام أصدقائه ضد من يرى أنهم – ربما – اقتبسوا مفردتين أو ثلاثة من قصيدة له ضمنوها قصائد بأسمائهم رغم اختلاف الصورة والبناء والرؤية. وليس هذا بالمهم، فتاريخ الاقتباسات مليء بأكثر من هذا، ولكن المهم حقاً، أو ما ينبغي التوقف عنده أن هذه “الفزعة” كانت من الخطورة بحيث لم يحسب حسابها أصدقاء الشاعر حين نصّبوا من أنفسهم قضاة بعد أن أوجدوا التهمة ثم صاغوا حكمهم بتجريم هذا الشاعر وكل ما في أيديهم أرباع أدلة قد لا تصمد كثيراً بوجه أي تمحيص منصف، فقد غفلوا تماماً في غمرة “فزعتهم” أن مثل هذه الاتهامات والتقريرات المسبقة التمترس
من النوع الذي يعاقب عليه القانون الجزائي في أي بلد في العالم إذا ما طالب الشاعر المتهم “جرّهم” إلى المحكمة بادعاء اتهامهم له بقائمة كبيرة من التهم مثل (سطى، سرق، لطش، لص، محتال، سارق).
إن مقولة الغابرين تلك أعمت بصر وبصيرة أصدقاء الشاعر فتخلوا عن مقولاتهم العظيمة في المبادئ والأخلاق والقيم العليا التي يتنافخون بها ضد التمترس و “الإخوانية”، وأثبت هؤلاء أن هذه الشعارات مجرد كلام ليل يمحوه الارتطام على صخرة الجاهلية. وهنا؛ هنا فقط، تختفي أقنعة وتظهر وجوهٌ على حقيقتها.
لم أجد الوقت للتعديل عليه
و فضلت طرحه عليكم
بعد التعديل ساقوم بطرح الموضوع بعد مدة ليكون مرجع لهدا المشروع
———————————-
مشروع قديم للتحميل من هنا
————————————
المشروع الجديد من هنا
———————————-
شكرا على الموضوع القيم
اين هو البحث
موضوع جيد ومنتدى رائع جدا اتمنى الاستمرار هكذا
المقدمة
جزيرة العرب شحيحة المياه كثيرة الصحاري والجبال فلم يشتغل أهلها بالزراعة لجدب الأرض. والإنسان صنيعة الإقليم، فنشأ العرب على ما تقتضيه البلاد المجدبة من الارتزاق بالسائمة والترحال في طلب المرعى، فغلبت البداوة على الحضارة فيهم وانصرف أكثر همهم إلى تربية الماشية وهي قليلة بالنظر إلى احتياجاتهم فنشأ بينهم التنازع عليها وجرّهم التنازع إلى الغزو واضطرهم الغزو إلى الانتقال بخيامهم وأنعامهم من نجع إلى نجع ومن صقع إلى صقع ليلاً ونهاراً. وجوّهم صافٍ وسماؤهم واضحة فعولوا في الاهتداء إلى السبل على النجوم ومواقعها. واحتاجوا في مطاردة أعدائهم إلى استنباط الأدلة للكشف عن مخابئهم فاستنبطوا قيامة الأثر وألجأهم ذلك أيضاً إلى توقي حوادث الجو من المطر والأعاصير ونحوها فعنوا بالتنبؤ بحدوث الأمطار وهبوب الرياح قبل حدوثها وهو ما يعبرون عنه بالأنواء ومهاب الرياح. ودعاهم الغزو من الجهة الأخرى إلى العصبية لتأليف الأحزاب فعمدوا إلى الأنساب يترابطون بها، وحيث أقاموا في بادية صفا جوها وأشرقت سماؤها صفت أذهانهم وانصرفت قرائحهم إلى قرض الشعر يصفون به وقائعهم أو يبينون به أنسابهم أو يعبرون به عن عواطفهم، وقويت فيهم ملكة البلاغة فبرعوا في إلقاء الخطب على أن العرب لم يسلموا مما وقع فيه معاصروهم من الأمم العظمى من اعتقاد الكهانة والعرافة وزجر الطير وخط الرمل وتعبير الرؤيا، وقد سميناها علوماً بالقياس على ما يماثلها عند الأمم الأخرى في عصر العلم وإلا فالعرب لم يتعلموها في المدارس ولا قرأوها في الصحف ولا ألفوا فيها الكتب لأنهم كانوا أميين لا يقرأون ولا يكتبون وإنما هي معلومات تجمعت في ذاكرتهم بتوالي الأجيال بالاقتباس
أو الاستنباط وتنقلت في الأعقاب.
تعريف العصر الجاهلي
هي تلك الفترة التي سبقت بعثة النبي صلى الله عليه وسلم واستمرت قرابة قرن ونصف سمي بذلك لما شاع فيه من الجهل وليس المقصود بالجهل الذي هو ضد العلم بل هو الجهل الذي ضد الحلم .
تاريخ الجاهلية
لم يكن عند عرب الجاهلية تاريخ من قبيل ما نفهمه من هذه اللفظة اليوم ولكنهم كانوا يتناقلون أخباراً متفرقة بعضها حدث في بلادهم والبعض الآخر نقله إليهم الذين عاشروهم من الأمم الأخرى، فمن أمثال أخبارهم حروب القبائل المعروفة بـ(أيام العرب) وقصة سد مأرب واستيلاء أبي كرب تبان أسعد على اليمن وبعض من خلفه وملك ذي نواس وقصة أصحاب الأخدود وفتح الحبشة لليمن وقصة أصحاب الفيل وقدومهم للكعبة
علوم العرب :كان للجاهليين ثقافات وعلوم لكنها محدودة تتناسب مع بيئة الصحراء ومن أهمها :
1- الأدب وفصاحة القول وروعة الجواب :ولذلك تحداهم القرآن في أخص خصائصهم البلاغة.
2- الطب:فقد تداووا بالأعشاب والكي وربما أدخلوا العرافة والشعوذة وقد أبطل الإسلام الشعوذة وأقر الدواء.
3- القيافة : وهي نوعان:
قيافة أثر: وكانوا يستدلون بوقع القدم على صاحبها.
قيافة بشر: وكانوا يعرفون نسب الرجل من صورة وجهه وكانوا يستغلونها في حوادث الثأر والانتقام.
4 – علم الأنساب:وهو بمثابة علم التاريخ وكان في العرب نسابون يرجع الناس إليهم .
5 – الكهانة والعرافة : وهذان العلمان أبطلهما الإسلام وتوعد من أتى كاهناً أو عرافاً .
6 – النجوم والرياح والأنواء والسحب:وقد أنكر الإسلام التنجيم وهو ادعاء علم الغيب بطريق النجوم
*مظاهر الحياة الفكرية والعقلية عند العرب في العصر الجاهلي:
ا)اللغة:
اللغة العربية في العصر الجاهلي:
لا يختلف اثنان في أنّ اللغة العربية كانت معروفة في العصر الجاهلي , وأنّ لغتنا الجميلة كانت تشغل بال كثير من المفكرين والشعراء والخطباء , يلتمسون ودّها , وينظمون دررها , ويغترفون من نبع معانيها الثرّ أجمل القصائد . ومن يراجع معجم مفرداتها في ذلك العصر , يجدهُ من أغنى المعاجم من حيث وفرة الكلمات وكثرة التشبيه .ومن حسن الحظ أن يحفظ لنا التاريخ شيئاً غير يسير من آداب تلك الفترة وأشعارها , إضافةً إلى العديد من أشعارهم وخطبهم , وأمثالهم , وأخبار حروبهم ووقائعهم التي تحفظها لنا أُمهات الكتب من كتب الأدب القديمة . وبرغم وفرة ما وصل إلينا من أدب الجاهليين وشعرهم , إلا أن الضياع قد أتى على الكثير من آدابهم وأخبارهم , وخاصةً القديمة منها ويقول أبو عمرو بن العلاء : " ما انتهى إليكم مما قالته العرب إلا أقلّه , ولو جاءكم وافراً , لحاءكم علمٌ وشعرٌ كثير".ويقدّر الباحثون عمر الأدب المدوّن الذي وصل إلينا من الجاهليين بقرنين من الزمان قبل الإسلام
ب) الشعر:
الشعر في العصر الجاهلي:
الشعر عند العرب هو الأثر العظيم الذي حفظ لنا حياة العرب في جاهليتهم، وإذا كانت الأمم الأخرى تخلد مآثرها بالبنيان والحصون فإن العرب يعولون على الشعر في حفظ تلك المآثر ونقلها إلى الأجيال القادمة. فالشعر عند العرب له منزلة عظيمة تفوق منزلة تلك الأبنية. و مع اهتمام العرب العظيم بالشعر إلا أننا لم نقف على محاولاتهم الأولى، وإنما وجدنا شعراً متمل النمو مستقيم الوزن تام الأركان.
أسلوب الشعر الجاهلي:
وإذا أردنا أن نقف على أسلوب الشعر الجاهلي فلابد لنا من النظر في الألفاظ والتراكيب التي يتكون منها ذلك الشعر. فألفاظ الشعر الجاهلي قوية صلبة في مواقف الحروب والحماسة والمدح والفخر، لينة في مواقف الغزل، ومعظم ألفاظ الشعر الجاهلي يختارها الشاعر استجابة لطبعه دون انتقاء وفحص، ولكنها تأتي ملائمة للمعنى الذي تؤديه، والتراكيب التي تنتظم فيها الألفاظ تراكيب محكمة البناء متينة النسج متراصة الألفاظ، وخير شاهد على ذلك شعر النابغة الذبياني، وشعر زهير ابن أبي سلمى.وملامح الأسلوب العامة تتبين لنا بعد أن تعرفنا على الألفاظ والتراكيب، فهو أسلوب قوي متين تعتريه الغرابة أحياناً، وهو يسير مع طبيعة الشاعر وسجيته؛ فليس فيه تكلف أو صنعة، هذه هي الملامح العامة والصفات المميزة لأسلوب الشعر الجاهلي فهو يختلف عن أساليب الشعر في العصور الإسلامية المختلفة
أغراض الشعر الجاهلي:
أغراض الشعر الجاهلي هي الموضوعات التي نظم فيها شعراء الجاهلية شعرهم؛ فإذا كان قصد الشاعر وغرضه من الشعر الاعتزاز بنفسه أو قبيلته فشعره فخر، وإذا كان قصد الشاعر التعبير عن الإعجاب بشخص ما في كرمه أو شجاعته أو غير ذلك فشعره مدح، وإذا كان قصده وغرضه النيل من شخص ما وتحقيره فذلك الهجاء، وإذا كان الشاعر يهدف إلى إظهار الحزن والأسى فذلك الرثاء، وإذا حَلَّقَ الشاعر في الخيال فرسم صوراً بديعة فذلك الوصف، وإذا عَبَّر عن حديثه مع النساء فذلك الشعر هو الغزل، وإذا استعطف بشعره أميراً أو غيره فهو الاعتذار، وإذا نظر في الكون وحياة الناس فتلك الحكمة. وأغراض الشعر الجاهلي التي نريد بسط القول فيها هي: المدح، الهجاء، الرثاء، الفخر، الوصف، الغزل، الاعتذار، مع أن القصيدة العربية الواحدة تشمل عدداً من الأغراض سنشرحها بالتفصيل:
المدح:
يعتبر المدح من أهم الأغراض التي قال فيها شعراء الجاهلية شعرهم؛ ذلك أن الإعجاب بالممدوح والرغبة في العطاء تدفعان الشاعر إلى إتقان هذا الفن من القول، فيسعى الشاعر إلى قول الشعر الجيد الذي يتضمن الشكر والثناء، وقد يكون المديح وسيلة للكسب. والصفات التي يُمْدَحُ بها الممدوح هي: الكرم والشجاعة ومساعدة المحتاج والعفو عند المقدرة وحماية الجار، ومعظم شعراء الجاهلية قالوا شعراً في هذا الغرض، فهم يمدحون ملوك المناذرة في الحيرة أو ملوك الغساسنة بالشام ويأخذون عطاءهم وجوائزهم. وإذا رجعنا إلى دواوين الشعر الجاهلي وجدنا المدح يحتل نسبة عالية من هذه الدواوين، وهذا دليل على أنه الغرض المقدم على غيره عند الشعراء
الهجـاء:
سبيل الشاعر إلى غرض الهجاء وهدفه منه: تجريد المهجو من المُثًل العليا التي تتحلى بها القبيلة، فيجرد المهجو من الشجاعة فيجعله جباناً، ومن الكرم فيصفه بالبخل، ويلحق به كل صفة ذميمة من غدر وقعود عن الأخذ بالثأر بل إن الشاعر يسعى إلى أن يكون مهجوه ذليلاً بسبب هجائه، ويؤثر الهجاء في الأشخاص وفي القبائل على حد سواء فقبيلة باهلة ليست أقل من غيرها في الجاهلية ولكن الهجاء الذي تناقله الناس فيها كان له أثر عظيم وهذا هو السر الذي يجعل كرام القوم يخافون من الهجاء ويدفعون الأموال الطائلة للشعراء اتقاء لشرهم. وممن خاف من الهجاء الحارث بن ورقاء ألأسدي؛ فقد أخذ إبلاً لزهير ابن أبي سلمى الشاعر المشهور، وأسر راعي الإبل أيضاً فقال فيه زهير أبياتاً منها:
لَيَأتِيَنّـكَ منِّي منطق قذع باق كما دَنَّسَ القَبْـطِيَّة الوَدكُ
فاردُدْ يَسَاراً ولا تَعْنُفْ عَلَيْهِ وَلاَ تَمْعَكْ بِعِرْضِكَ إن الغَادِرَ المعِكُ
فلما سمع الحارث بن ورقاء الأبيات رد على زهير ما أخذ منه.
الرثاء :
هو إظهار الحزن والأسى والحرقة، وتبرز جودة الرثاء إِذا كان في ابن أو أخ أو أب؛ فرثاء دريد بن الصمة لأخيه عبد الله من أجود الرثاء، ورثاء الخنساء يعتبر من الرثاء المؤثر في النفوس،وقد تكون اللوعة بادية في الرثاء وإن لم يكن في قريب نجد ذلك في رثاء أوس بن حَجَر لفَضَالَة بن كَلَدة حيث يقول:
أيتها النفس احملي جزعا إن الذي تحذرين قد وقعا
إن الذي جَمَّعَ السَّمَاحةَ النجدة والحَزْمَ والقُوَى جُمَعَا
الألْمَعِيَّ الذي يَظُنُّ لَكَ الظّـ كان قد رأى وقدسمعا
ومن خلال تتبعنا لأبيات هذه القصيدة يتبين لنا أن الرثاء مدح للميت ونشر لفضائله؛ فأوس ذكر في أبياته أن فضالته يتصف بالسماحة والنجدة والحزم والذكاء والتدبير الحسن، وهذه من الصفات التي يمدح بها فضالة عندما كان حياً فالرثاء في الجاهلية تذكير للناس بما كان يتصف به ذلك الرجل الذي اختطفته يد المنون
الفخر والحماسة:
الفخر هو الاعتزار بالفضائل الحميدة التي يتحلى بها الشاعر أو تتحلى بها قبيلته، والصفات التي يفتخر بها الشعراء هي الشجاعة والكرم والنجدة ومساعدة المحتاج، والفخر يشمل جميع الفضائل. أما الحماسة فهي الافتخار بخوض المعارك والانتصارات في الحروب، فالحماسة تدخل في الفخر ولكن ليس كل فخر حماسة، فنجد الحماسة في أشعار عنترة العبسي وعمرو ابن كلثوم، وهذه الابيات مثال عن قصائد الفخر من شعر ربيعة بن مقروم:
وإِن تـسأَليـني فإني امرؤ أُهين اللئيم وأَحْبو الكريـما
وأبني المعـاليَ بالمـكرما تِ وأُرْضِى الخليلَ وأروى النَّديمَا
وَيَحْمَدُ بـذلي له مُعْتَـفٍ إذَا ذَمَّ من يَعْتفيـه اللِّئيمـَا
وأجزي القرُوض وفاءً بِهَا بِبُؤْسَى بئيسىَ ونُعـمى نَعيمَا
وقومي فإن أنت كَذَّبْتـني بقوليَ فاسـألْ بقـومي عَليـمَا
جمع ربيعة في هذه الأبيات معظم الصفات التي يفخر بها الشعراء؛ من الكرم والبذل لمن يستحق العطاء، ومن الوفاء بالوعود، ومن الانتساب إلى قوم كرام يهينون أموالهم في سبيل المجد، ولم ينص الحماسة بل جعل لها نصيباً من فخره فقومه بنو الحرب يعرفونها جيداً ويلبسون السلاح الملائم لها.
الغزل:
هو التحدث عن النساء ووصف ما يجده الشاعر حيالهن من شوق وهيام، وقد طغى هذا الغرض على الشعراء فأصبحوا يصدرون قصائدهم بالغزل لما فيه من تنشيط للشاعر واندفاعه في قول الشعر، ولما فيه من تنشيط للمستمع لذلك الشعر، ومن أجمل مطالع القصائد الغزلية قول المثقب العبدي:
أفاطِمُ قبْلَ بَينِكِ مَتَّعـيني ومَنْعُكِ مَا سَألتُ كأن تَبِيني
فَلَا تَعِدِي مَواعِدَ كاذباتٍ تَمرُّ بِهَا رِيَاحُ الصَّيفِ دُونِي
فَإنِّي لَوْ تُخَالِفُني شِمَالِي خِلاَفَكِ مَا وَصَلْتُ بِهَا يميْنِي
إذاً لَقَطَعْتُهَا ولَقُلْتُ بِيْني كَذَلكَ أحتوي مَنْ يحتويني
وغرض الغزل يستدعي أسلوباً ليناً رقيقاً ولا نجد ذلك إِلا عند القليل من الشعراء الجاهليين أهمهم امرؤ القيس. أما معظم شعراء في الجاهلية فأسلوبهم يتصف بالقوة والمتانة ولا يختلف عن أسلوب المدح أو غيره من الأغراض
الوصف:
الوصف من الأغراض التي برع فيها شعراء الجاهلية وهو يرد في معظم أشعارهم؛ فالشاعر الجاهلي يركب ناقته في أسفاره، فيصفها وصفاً دقيقاً، وهو يمر بالصحراء الواسعة فيصورها تصويراً بارعاً، يصف حرارتها قي القيظ وما فيها من السراب الخادع، ويصف برودتها في الشتاء، ويركب فرسه للنزهة أو للصيد فيصفه. وقد برع شعراء الجاهلية في وصف الفرس وإعداده للصيد، وقد صور الشعراء أيضاً المعارك التي تحدث بين كلاب الصيد وثيران الوحش وبقره وحمره وأتنه، ووصف الشعراء الليل، طوله ونجومه كما وصفوا الأمطار والبَرَدَ وشدة البرد وصفوا الرياض والطيور وقرنوا الغراب بالشؤم ولم يتركوا شيئاً تقع عليه أبصارهم إلا وقد أبدعوا في وصفه.وكان كل شعراء الجاهلية معروفين بالوصف . وهذه ابيات من قصيدة عنترة يصف ذباباً في روضة فيقول:
وخَلاَ الذُّبَابُ بِهَا فَلَيْسَ بِبَارِحٍ غَرِداًكَفِـعْلِ الشّـارِب المُتَرَنِّـم
هَزِجاً يَحُكُّ ذِرَاعَهُ بذرَاعِهِ قَدْحَ المُكِبِّ على الزّنادِ الأجْذَمِ
وغرض الوصف في العصر الجاهلي غرض ليس مقصوداً لذاته وإنما يأتي في عرض القصيدة ليتوصل الشاعر إلى غرضه الرئيس من المدح أو الهجاء أو الرثاء أو الفخر.
الاعتذار:
الاعتذار هو استعطاف المرغوب في عفو، حيث يبين الشاعر ندمه على ما بدر منه من تصرُّفٍ سابق. وتقديم العذر في عرض ملائم يقنع المُعْتَذَرَ إليه المرجو عفوه يدل على مهارة في القول وتفنن في الشعر. وزعيم الاعتذار في العصر الجاهلي هو النابغة الذبياني الذي قال أجود اعتذار قيل في ذلك العصر للنعمان بن المنذر ملك الحيرة،ومما خاطب به النعمان من ذلك الاعتذار قوله :
فَلاَ لَعَمْرُ الذي مَسّحْتُ كَعْبَتَهُ وما هُرِيقَ على الأنْصَاب من جسد
والمُؤمنِ العَئِذَاتِ الطّيْر يَمْسَحُهَا رُكْبَانُ مكةَ بين الغَيْـلِ والسّنَدِ
ما قُلْتُ من سَيء مِمّا اُتِيْتَ بِه إذاً فَلاَ رَفَعَـتْ سَوْطِـي إلَيَّ يَـدِي
الاعتذار من الأغراض الرئيسة ؛ لأن غرض الشاعر من قول الاعتذار هو الحصول على عفو ، فالاعتذار هدف يسعى إليه الشاعر وغرض الاعتذار من الأغراض الصعبة التي لا يجيد القول فيها إلا من أوتي زمام الشعر كالنابغة الذبياني
من اسماء ابرز شعراء الجاهليه
1. المهلهل:هوابو ليلى عدي بن ربيعه التغلبي.
2. الشنفري:هو ثابت بن اوس الازدي والشنفري لقب له لعظم شفتيه.
3. امرؤ القيس:هوامرؤ القيس بن حجر الكندي ولقبه الملك الضليل.
4. طرفه بن العبد:هو عمرو بن العبد البكري وطرفه لقب غلب عليه.
5. زهير: هو زهير بن ابي سلمى.
6. لبيد:هو ابو عقيل لبيد بن ربيعه العامري
7. عمرو بن كلثوم:هو عمروبن كلثوم بن مالك بن عتّاب التغلبي.
8. عنتره:هو عنتره بن شداد بن عمرو،وقيل بن شداد بن معاويه ابن قراد العبسي.
9. الحرث بن حلزه:هو ابو ظليم الحرث بن حلّزه بن مكروه بن يشكر البكري.
10. النابغه الذبياني:هو زياد بن معاويه بن ضباب.
11. الاعشى الاكبر:هو ميمون بن قيس بن جندل.
12. الخنساء:هي تماضر بنت عمرو بن الحرث بن الشريد من بني سليم مصادر الشعر الجاهلي :
المعلقات ، والمضليات ، والأصمعيات ، وحماسة أبي تمام ، ودواوين الشعراء الجاهليين ، وحماسة البحتري ، وحماسة إبن الشجري ، وكتب الأدب العامة ، وكتب النحو واللغة ومعاجم اللغة.
من شعراء الجاهلية:
أحيحة بن الجلاح، أوس بن حجر، أبو طالب، الحارث بن حلزة، امرؤ القيس، الأعشى، الشنفرى، المثقب العبدي، السموأل، الزير سالم، النابغة الذبياني، الأسود بن يعفر النهشلي، السليك بن عمرو، الحادرة، الخرنق بنت بدر،المسيب بن علس، المتلمس الضبعي، بشر بن أبي خازم ،ثابت بن جابر، حاتم الطائي، حاجب بن حبيب،زهير بن أبي سلمى، زهير بن جناب الكلبي، سلامة بن جندل، طرفة بن العبد، طفيل الغنوي، عمرو بن كلثوم، عنترة بن شداد، عبيد بن الأبرص، عدي بن زيد، عامر بن الطفيل، عروة بن الورد، علقمة الفحل، عمرو بن قميئة، عمرو بن مالك، قيس بن الخطيم، لبيد بن ربيعة العامري، لقيط بن يعمر الإيادي، هدبة بن الخشرم.
منزلة الشعر عند العرب:
فكانوا يثيرون بذلك غيرة أبنائهم على إتقان الشعر ويحرّضونهم على نظمه، لأن الشعراء كانوا حماة الأعراض وحفظة الآثار ونقلة الأخبار وربما فضلوا نبوغ الشاعر فيهم على نبوغ الفارس ولذلك كانوا إذا نبغ فيهم شاعر من قبيلة أتت القبائل الأخرى فهنأتها به وصنعت الأطعمة واجتمعت النسوة يلعبن بالمزاهر كما يصنعن في الأعراس وتتباشر الرجال والولدان. وقد بلغ من احترام العرب للشعر والشعراء أنهم عمدوا إلى سبع قصائد اختاروها من الشعر القديم وكتبوها بماء الذهب في القباطي (التيل المصري) بشكل الدرج الملتف وعلقوها في أستار الكعبة وهي المعلقات ولذلك يقال لها المذهبات أيضاً كمذهبة امرئ القيس ومذهبة زهير.
الخطابة في الجاهلية
الخطابة تحتاج إلى خيال وبلاغة ولذلك عددناها من قبيل الشعر أو هي شعر منثور وهو شعر منظوم وإن كان لكل منهما موقف. فالخطابة تحتاج إلى الحماسة ويغلب تأثيرها في أبناء عصر الفروسية وأصحاب النفوس الأبية طلاب الاستقلال والحرية مما لا يشترط في الشعر، أما العرب فقد قضى عليهم الإقليم بالحرية والحماسة وهم ذووا نفوس حساسة مثل سائر أهل الخيال الشعري فأصبح للبلاغة وقع شديد في نفوسهم فالعبارة البليغة قد تقعدهم أو تقيمهم بما تثيره في خواطرهم من النخوة.
مواضيع الخطب
وكان العرب يخطبون بعبارة بليغة فصيحة وهم أميون لا يقرأون ولا يكتبون وإنما كانت الخطابة فيهم قريحة مثل الشعر وكانوا يدربون فتيانهم عليها من حداثتهم لاحتياجهم إلى الخطباء في إيفاد الوفود مثل حاجتهم إلى الشعراء في حفظ الأنساب والدفاع عن الأعراض.
ومن هذا القبيل وفود القبائل على النبي (صلّى الله عليه وآله) بعد أن استتب له الأمر فقد جاءه من كل قبيلة وجهاؤها وخيرة بلغائها لاعتناق الإسلام أو للاستفهام أو غير ذلك ومن هذا القبيل وفود العرب على الخلفاء للتسليم والتهنئة.
الخطباء
وجملة القول أن الخطباء كانوا عديدين في النهضة الجاهلية كالشعراء والغالب فيهم أن يكونوا أمراء القبائل أو وجهاءها أو حكماءها، وكان لكل قبيلة خطيب أو غير خطيب كما كان لها شاعر أو غير شاعر.
ج) النثر:
ما هو النثر في العصر الجاهلي؟
النثر هو كلام اختيرت ألفاظه وانتقيت تراكيبه وأحسنت صياغة عباراته بحيث يؤثر في المستمع عن طريق جودة صنعته. فهو يختلف عن الكلام العادي الذي يتكلم به الناس في شؤونهم العادية. وأنواع النثر الجاهلي هي: الخطابات والأمثال والقصص وسجع الكهان. وسجع الكهان يتصف بقصر جمله وكثرة غريبه والتوازن في عباراته، ويحرص الكاهن على إخفاء كلامه بإتباع هذا الأسلوب. بالشرح المفصل
أنواع النثر:
الخطاب :
الخطابة كلام جيد المعاني متين الأسلوب مؤثر في من يستمع إليه، يخاطب به جمهور من الناس، بهدف استمالته إلى رأي معين، أو إقناعه بفكرة، أو إرشاده إلى طريق يسير فيه، أو منعه من الانحراف في ضلالة. والخطبة شائعة بين الناس في العصر الجاهلي؛ لأنهم يحتاجون إليها في حياتهم العامة وأكثر ما تقال في أماكن اجتماعاتهم مثل الأسواق أو اجتماعهم في الحرب. لا يتصدى للخطاب إلا من ملك زمام الفصاحة وكان ثابت الجنان، حاضر البديهة، ويمدح بجهارة الصوت.
الأمثال والحكم :
أبدع العرب في ضرب الأمثال والحكم في مختلف المواقف والأحداث فلا يخلو موقف من حياتنا إلا ونجد مثلا ضرب عليه، وحكمة اخذت من تجربة ما.فالأمثال والحكم أصدق شئ يتحدث عن أخلاق الأمة وتفكيرها و تقاليدها , وتصور المجتمع وحياته وشعوره أتم تصوير فهي مرآة للحياة الاجتماعية والعقلية والسياسية والدينية واللغوية , وهي أقوي دلالة من الشعر في ذلك لأنها لغة طائفة ممتازة. ولقيت شيوعا لخفتها وعمق ما فيها من حكمة وإصابتها للغرض المنشود, وصدق تمثيلها للحياة العامة ولأخلاق الشعوب , حيث قال النظام : يجتمع في المثل والحكمة أربعة لا تجتمع في غيرهما من الكلام إيجاز اللفظ وإصابة المعنى وحسن التشبيه وجودة الكتابة فهي نهاية البلاغة .
الحكمة:
والجودُ نَافِيَةٌ لِلْمـَالِ مُهْـلِكَةٌ والبُخْلُ بَاقٍ لأهْلِيْهِ ومَذْمُومُ
*وقد تأتي الحكمة في صورة نصيحة وإرشاد كما فعل المثقب العبدي في قصيدته التي أولها:
لا تَقُولَن إِذَا مـَا لَـمْ تُرِدْ ان تُتِمً الوَعْدَ في شيى نعم
حَسَنٌ قَوْلُ نَعَمْ من بَعْدِ لا وقبيح قول لا بعد نعم
والحكم في الجاهلية تعبر عن التمسك بالمثل العليا السائدة في المجتمع، فهي ترشد إلى الأخلاق الفاضلة التي ترفع من قدر الإنسان عندما يتمسك بها، والحكمة ليس لها مكان معين في القصيدة؛ فقد تأتي مبثوثة في القصيدة، وقد تأتي في أول القصيدة أو في آخرها.
بعض الأمثلة المشهورة في الجاهلية:
اترك الشريتركك.
رب ملوم لا ذنبله.
أدب المرء خير منذهبه.
خير الغنى القناعة و خير المالما نفع.
رب أخ لم تلده أمك(يضرب مثلالإعانة الرجل صاحبه كأنه أخوه من أبيه وأمه(
و هناك أمثال تنسب لأشخاص مثل:
أسخى من حاتم،أشجع من ربيعة ابنمكدم،أدهى من قيس بن زهير،أعز من كليب واثل
د)المعلقات:
المعلقات قصائد محكمة النسج جيدة المعنى اختيرت من بين القصائد الجاهلية؛ لتكون مثالاً يحتذى ونهجاً يتبع. وقد عرف الناس قدر المعلقات وقيمتها فقدموها على غيرها وجعلوا شعراءها أئمة للشعراء في العصر الجاهلي وما تلاه من عصور، وما زال المتذوقون للشعر يعترفون بتقدم شعراء المعلقات. ويعتري الغموض الطريقة التي اتبعت في اختيار المعلقات من بين أشعار العرب.وسميت بالمعلقات:
*تشبيهاً لها بعقود الدرّ التي تُعلّق على نحور النساء الحسناوات .
*وقيل لأنها كُتِبَت بماء الذّهب وعُلِّقَتْ على أستار الكعبة
*وقيل لأنها سريعة التعلّق في أذهان الناس فحفظوها ، وهذا الرأي هو الأصح
بعض الكتب التي دكرت الحياة العقلية عند العرب في العهد الجاهلي
1)- (ايام العرب في الجاهلية ) وهو لثلاثة مؤلفين:
1- محمد أحمد جاد المولى بك
2- علي محمد البجاوي
3- محمد أبو الفضل ابراهيم
منشورات المكتبة العصرية ( صيدا _ بيروت ) , والكتاب قديم جدا.
2)- كتاب معجم الأدباء من العصر الجاهلي حتى سنة 2022المؤلف كامل سلمان الجبوري
دار الكتب العلمية – بيروت -الطبعة الأولى 7 أجزاء
3)- تاريخ اللغة والآداب العربي تأليف: شارل بلا ترجمة، تحقيق: رفيق ابن وناس – صالح حيزم – الطيب العشاش الناشر: دار الغرب الإسلامي تاريخ النشر1 /1/1997م.
4)- منتهى الطلب الى تراث العرب " دراسات في التراث" تأليف: جمال الغيطاني الناشر: دار الشروق تاريخ النشر1/1/1997 م.
5)- دراسات في أدب ما قبل البعثة تأليف: جمال نجم العبيدي الناشر: دار شموع الثقافة تاريخ النشر1/12/2003م.
6)- تاريخ الادب العربى تأليف: كارل بروكلمان ترجمة، تحقيق: ترجمة عبد الحليم النجار ، الدكتور الناشر: دار المعارف تاريخ النشر30/12/1998م.
7)- تاريخ الادب العربي تأليف: هاشم ياغي، ابراهيم السعافين، صلاح جرار الناشر: جامعة القدس المفتوحة.
– العصر الجاهلي تأليف: شوقي ضيف الناشر: دار المعارف تاريخ النشر: 1/1/1996م.
9)- مصادر الشعر الجاهلي وقيمتها التاريخية تأليف: ناصر الدين الأسد الناشر: دار الجيل للطبع والنشر والتوزيع تاريخ النشر:1/1/199
الخاتمة
وجملة القول أن ما أسميناه علوم العرب قبل الإسلام يبلغ إلى بضعة عشر علماً فلما جاء الإسلام أهمل بعضها كالكهانة والعرافة والقيافة وبقي بعضها عند أهله ونشأ ما يقوم مقامه في عصر الحضارة كالنجوم والأنواء ومهاب الرياح والطب والخيل وارتقى الباقي واتسع عما كان في الجاهلية كالشعر والخطابة والبلاغة وكان الإسلام مساعداً على ارتقائها بالقرآن.
هذا المشروع الثاني في الادب العربي الذي عنوانه { مظاهر الحياة العقلية في العصر الجاهلي } .
تعريف العصرالجاهلي :
هي تلك الفترة التي سبقت بعثةمحمد صلى الله عليه وسلم واستمرت قرابة قرن ونصف من الزمان .
سمي بذلك لما شاع فيه من الجهلوليس المقصود بالجهل الذي هو ضد العلم بل هو الجهل الذي ضد الحلم .
كان للجاهليين ثقافات وعلوم لكنها محدودة تتناسب مع بيئة الصحراءوعقليةالأميين ومن أهمهامايلي :-
ولذلكتحداهم القرآن في أخص خصائصهم البلاغ
فقد تداووا بالأعشاب والكيوربما أدخلوا العرافة والشعوذة وقد أبطل الإسلام الشعوذة وأقرالدواء.
وهيقيافة أثر: وكانوا يستدلون بوقعالقدم على صاحبها
وقيافة بشر : وكانوايعرفوننسب الرجل من صورة وجهه وكانوايستغلونها في حوادث الثأروالانتقام.
وهذانالعلمان أبطلهما الإسلام وتوعد من أتىكاهناً أو عرافاً .
وقدأنكرالإسلام التنجيم وهو ادعاء علمالغيب بطريق النجوم.
الشنفري:هو ثابت بن اوس الازدي والشنفري لقب لهلعظمشفتيه.
امرؤ القيس:هوامرؤالقيس بن حجر الكندي ولقبه الملك الضليل.
زهير: هو زهير بن ابيسلمى.
عنتره:هو عنتره بن شداد بن عمرو،وقيل بن شداد بنمعاويهابن قرادالعبسي.
الحرث بنحلزه:هو ابو ظليم الحرث بن حلّزه بن مكروهبن يشكرالبكري.
الاعشى الاكبر:هو ميمون بن قيسبن جندل.
الخنساء:هي تماضر بنت عمرو بنالحرث بن الشريد من بنيسليم.
الحطيئه:هو جرولبناوس بن مالكالعبسي
المعلقات ، والمفضليات، والأصمعيات ، وحماسة أبي تمام ( الحماسات ) ، ودواوين الشعراء الجاهليين ، وحماسةالبحتري ، وحماسة ابن الشجري ، وكتب الأدب العامة ، وكتب النحو واللغة ومعاجم اللغة
.:خصائص الشعرالجاهلي
ـالخيال:هو أنّ اتّساع اُفق الصحراء قد يؤدّي إلىاتّساع خيال الشاعر الجاهلي
*ويطلق الأدب الجاهلي على أدب تلك الفترة التي سبقت الإسلام بنحو مائةوثلاثين عام قبل الهجرة.وقدشب هذا الأدب وترعرع في بلاد العرب، يستمد موضوعاتهومعانيه، ويستلهم نظراته وعواطفه من بيئتها الطبيعية والاجتماعية والفكرية، ويحددلنا بشعره ونثره فكرة صادقة عن تلك البيئة.مما يعين الدارس على فهم أدب ذلك العصر،واستنتاج خصائصه التي تميزه عن سائر العصور الأدبية التي جاءت بعده مع أن الكثيرمنه مجهول لضياع أثاره ولا نعرف عنه إلا القليل.
*اللغة العربية هي إحدى اللغات الساميةالتي نشأت عن أصل واحد، وهي الأشورية والعبرية والسريانية والحبشية)، وتقتصر اللغاتالعربية في كتابتها على الحروف دون الحركات، ويزيد حروفها عن اللغات الآرية مع كثرةالاشتقاق في صيغها وقد مرت اللغة العربية بأطوار غابت عنها مراحلها الأولى، ولكنمؤرخي العربية اتفقوا على أن للعرب منذ القديم لغتين:جنوبية أو قحطا نية، ولها حروفتخالف الحروف المعروفة،وشمالية أو عدنانية، وهي أحدث من لغة الجنوب وكل ما وصلنا منشعر جاهلي فهو بلغة الشمال،لأن الشعراء الذين وصلتنا أشعارهم إما من قبيلة ربيعةأومضر، وهما منا القبائل العدنانية،أو من قبائل يمنية رحلت إلى الشمال، كطيئ وكندةو تنوخ، وقد تقاربت اللغتان على مر الأيام بسبب الاتصال عن طريق الحروب والتجارةوالأسواق الأدبية كسوق عكاظ قرب الطائف،وذي المجاز و مجنة قرب مكة. وبذلك تغلبتاللغة العدنانية على القحطانية، وحين نزل القران الكريم بلغة قريش،تمت السيادة للغةالعدنانية، وأصبحت معروفة باللغة الفصحى. وقد كان لنزول القران بها اثر في رقيهاوحفظها وإثرائها بكمية هائلة من الألفاظ و التعبيرات و المعاني مما أعان على بسطنفوذها، واستمرار الارتقاء بها في المجالات العلمية والأدبية إلى عصرناالحالي.
*حياة العرب العقلية:
*العلم نتيجة الحضارة،وفي مثل الظروف الاجتماعية التي عاشهاالعرب، لا يكون علم منظم، ولا علماء يتوافرون على العلم، يدونون قواعده و يوضحونمناهجه إذ أن وسائل العيش لاتتوافر، ولذلك فإن كثيرا منهم لا يجدون من وقتهم مايمكنهم من التفرع للعلم،والبحث في نظرياته وقضاياه.
*وإذا كانت حياة العرب لم تساعدهم علىتحقيق تقدم في مجال الكتب والعمل المنظم، فهناك الطبيعة المفتوحة بين أيديهم،وتجارب الحياة العملية وما يهديهم إليه العقل الفطري، وهذا ما كان في الجاهلية، فقدعرفوا كثيرا من النجوم ومواقعها، والأنواء وأوقاتها، واهتدوا إلى نوع من الطبتوارثوه جيلا بعد جيل، وكان لهم سبق في علم الأنساب والفراسة،إلى جانب درايتهمالقيافة والكهانة، كما كانت لهم نظرات في الحياة. *أما الفلسفة بمفهومها العلميالمنظم، فلم يصل إليها العرب في جاهليتهم ، وإن كانت لهم خطرات فلسفية لا تتطلب إلاالتفات الذهن إلى معنى يتعلق بأصول الكون، من غير بحث منظم وتدليل وتفنيد، من مثلقول زهير:
رأيت المنايا خبط عشواء من تصب تمته ومنتخطئ يعمرفيهرم
*واكبر ما يتميز به العرب الذكاء وحضورا لبديهة وفصاحة القول لذلك كانأكبر مظاهر حياتهم الفكرية: لغتهم وشعرهم وخطبهم ووصاياهم وأمثالهم
إعداد فهرس للحياة العقلية في العصر الجاهلي
حل المشروع رقم"02" في مادة الأدب
منقول للفائدة
مقدمة عرض الفهرس / و هي مادة اضفناها مؤخرا منقولة من بعض المواقع للفائدة و دعما للعرض
مظاهر الحياةالعقلية في العصر الجاهلي
صار من الثابت بين الباحثين أن العصر الجاهلي لايشمل كل ما سبق الإسلام من حقب طوالٍ، ولكنه يقتصر على حقبة لا تزيد على القرنين منالزمان، وهي ما اصطلح الباحثون على تسميتها بالجاهلية الثانية، وفي تلك الحقبة ظهرهذا الإنتاج الغزير الناضج من الشعر والنثر، واكتملت للغة العربية خصائصها التيبرزت من خلال هذا النتاج الأدبي الوفير، كما استقرَّ أيضًا رسم حروفها الألفبائية. فما انتهى إلينا، إذن، من أدب جاهلي هو أدب الجاهلية الثانية، وهو ما نستطيع الحديثعنه ودراسة فنونه وخصائصه، أما أدب ما قبل هذه الحقبة التاريخية فهو أدب ما يسمىبالجاهلية الأولى، وهو أدب لم تتوافر نصوص منه، فالحديث عنه غير ممكن. ومن هنا فإنالأبحاث التي استقصت أولية الشعر العربي أو أولية اللغة العربية تقوم على مجردالحدس والتخمين، أو على نوع من الأخبار الوهمية والخرافات.
على أن اللغةالعربية التي سُجِّلت بها النصوص الأدبية في عصر الجاهلية الثانية هي واحدة منالأسرة السامية التي تشمل: 1- الأكادية والبابلية والآشورية. 2-الآرامية. 3- الكنعانية. 4- الحبشية. 5- ثم العربية بفرعيها: الشمالي والجنوبي.
وإذاكانت الأمية قد شاعت بين العرب، فإن هذا لا يعني قط انعدام القراءة والكتابة لديهم،فلقد انتشرت بينهم القراءة والكتابة بالقدر الذي يسمح لهم بتدوين معاملاتهم وآدابهموإذا كانت الذاكرة العربية التي تميزت بالقوة قد حفظت قدرًا كبيرًا من الأشعار، فإنالتدوين أيضًا كان مساندًا للرواية الشفوية.
أمّا طرح ابن سلام في كتابه طبقاتفحول الشعراء لقضية الانتحال فينبغي أن يؤخذ على أنه دليل على ما بذله الأقدمون منجهود لتنقية الشعر الجاهلي من التزييف، ووضع المعايير العلمية الدقيقة لضمان سلامةالشعر الجاهلي وتوثيقه.
الشعر الجاهلي. أما مراكز الشعر العربي في العصرالجاهلي، فإنه بالإضافة إلى الجزيرة العربية نفسها: نجدًا وحجازًا، فقد عاش الشعرالعربي وازدهر في إمارتين اثنتين هما: إمارة الغساسنة والمناذرة، وقد قامتا فيالأطراف الشمالية من شبه الجزيرة.
أما إمارة الغساسنة، فقد قامت في بلاد الشام،حيث اتخذ الرومان، ثم خلفاؤهم البيزنطيون من بعدهم، من الغساسنة حلفاء لهم ضدأعدائهم التقليديين من الفرس، وحلفائهم من المناذرة في العراق. وقد كان الغساسنةعربًا من الجنوب نزحوا إلى الشمال، وأقاموا إمارتهم العربية تلك في شرق الأردن،وكانوا قد تنصّروا في القرن الرابع الميلادي. وكانت إمارة الغساسنة على جانب كبيرمن الثراء والتحضّر، ومن أهم ملوكهم الحارث الأصغر، ثم ابناه من بعده النعمانوعمرو، والأخير هو الذي قصده النابغة الذبياني، كما قصد حسان بن ثابت النعمان بنالمنذر أيضًا ومدحه في قصائد شهيرة، منها قصيدته التي من أبياتها:
أولاد جَفْنةحول قبر أبيهمُ قبر ابن مارية الكريم المفضِلِ
وكما قامت إمارة الغساسنة فيالشام، فقد قامت إمارة المناذرة في العراق. وكما كان الغساسنة عربًا ذوي أصولٍيمنية، فكذلك كان المناذرة. ومثلما قصد شعراءُ الجزيرة أمراءَ الغساسنة، فكذلكقصدوا أمراءَ المناذرة، الذين كان من أشهرهم المنذر بن ماء السماء حوالي (514 – 554م)، وعمرو بن هند (554 – 569م) الذي ازدهرت الحركة الأدبية في أيّامه، وقد وفدعليه في الحيرة، حاضرة المناذرة، عمرو بن قميئة والمسيَّب بن عَلَس والحارث بنحِلِّزة وعمرو بن كلثوم.كما وفد النابغةُ الذبياني على أبي قابوس النعمان بن المنذرالرابع (580 – 602م)، ووفد عليه أيضًا أوس بن حجر والمنخل اليشكري ولبيد والمثقِّبالعبدي وحجْر بن خالد.
ولا شك أن طبيعة المنافسة السياسية بين المناذرةالتابعين لدولة فارس والغساسنة الموالين للبيزنطيين قد انعكست على الحياة الأدبيةعلى نحوٍ ليس بالقليل.
ازدهر الشعر العربي، إبان الجاهلية، ازدهارًا عظيمًاتمثل في هذا العدد الكبير من الشعراء الذين تزخر المصادر بأسمائهم وأشعارهم، إذنظموا في جاهليتهم الأخيرة قبل الإسلام كثيرًا من الشِّعر. ومع هذا فقد ضاع معظمهذا الشعر، على حد قول أبي عمرو بن العلاء : "ما انتهى إليكم مما قالته العرب إلاأقلُّه، ولو جاءكم وافرًا لجاءكم علمٌ وشعر كثير". وقد اشتهرت في الجاهلية بيوتكاملة بقول الشعر، فالنعمان بن بشير، مثلاً، كان أبوه وعمه شاعرين، وكذلك جده، ثمأولاده من بعده. وكعب بن مالك الصحابي الشاعر كان أبوه وعمه شاعرين، ثم أبناؤهوأحفاده، وكذلك كان أمرُ بيت أبي سُلمى، ومنه زهير وولداه كعب وبُجير، وأخوال كعبشعراء، ومنهم بشامةُ ابن الغدير. ثم هناك حسان بن ثابت الصحابي الشاعر، وقد تسلسلالشعر في بيته لبضعة أجيال.
عرف تاريخ الشعر العربي، في العصر الجاهلي، نساءًشواعر منهنَّ على سبيل المثال: الخنساء وخِرْنَق وكبشة أخت عمرو بن معْدي كَرِبوجليلة بنت مُرَّة امرأة كُليب الفارس المشهور، ولها في كليب مراثٍ من عيون الشعرالعربي، وقيسة بنت جابر امرأة حارثة بن بدر ولها أيضًا مراثٍ في زوجها، وأميمةامرأة ابن الدُّمَيْنة. وقد كان أبو نُواس الشاعر العباسي يروي لستين شاعرة منالعرب.
والناظر في المصادر العربية تهوله تلك الكثرة من الأشعار والشعراء خاصةإذا ضَمّ إليها ما جاء في كتب التاريخ والسير والمغازي والبلدان واللغة والنحووالتفسير، إذ تزخر كلها بكثير من أشعار الجاهليين بما يوحي أن الشعر كان غذاءحياتها، وأن هذه الأمة قد وهبت من الشاعرية الفذة ما يجعل المرء يتوهم أن كل فرد منرجالها ونسائها وعلمائها كان يقول الشعر. وتدلُّ هذه الكثرة من الشعر والشعراء علىأن الشاعرية كانت فطرة فيهم، ثم ساندت هذه الفطرة الشاعرة عواملُ أخرى منها تلكالطبيعة التي عاش العربي الأول كل دقائقها من جبال ووهادٍ ووديان وسماء ونجوموأمطار وسيول وكائنات. لقد كانت الطبيعة كتابًا مفتوحًا أمام بصر الشاعر العربيوبصيرته، ومن هنا استلهمها في أشعاره. ويضاف إلى الطبيعة تلك الحروب التي ألهبتمشاعره بحماسة موّارة، ثم حياة الإنسان العربي في بساطتها وفضائلها، وفي معاناتهوصراعاته ضد الجدب والخوف معًا. ومن ثم جاء هذا الشعر ممثلاً لحياة الجزيرة العربيةفي بيئاتها وأحوالها المختلفة، ولحياة الإنسان العربي في أخلاقه وطباعه وعاداتهوعقائده وبطولاته وأفكاره.
كانت للشاعر العربي في قبيلته منزلة رفيعة. كما كانترموز القبيلة العربية الأساسية ثلاثة، هي: القائد، والفارس والشاعر. وكان الشاعر فيالقبيلة لسانها الناطق والمدافع معًا. بل كان بيت الشعر أحيانًا يرفع من شأن قبيلة،كما يُحكى عن بني أنف الناقة الذين كانوا يعيَّرون بلقبهم، حتى كان الرجل منهميحتال على إخفاء لقبه، فما إن قال فيهم الحطيئة بيته الشهير:
قومٌ هم الأنفوالأذناب غيرُهُمُ ومن يُسوِّي بأنف الناقةِ الذَّنبا
حتى صاروا يباهون بلقبهمونسبهم.
يُعدُّ الشعر العربي الجاهلي سجلاً حقيقيًا للحياة العربية والعقلالعربي في ثقافاته وخبراته الحية والمتنوعة، وقد كان الشِّعر الجاهليّ النموذجوالمثال الذي يحتذيه اللاحقون احتذاءً حفظ على الأمة العربية أصالتها، ولكنه لميحُلْ قَطُّ دون محاولات التطور والتجديد في مختلف العصور. وصار الشعر العربيالجاهلي مع قرينه الإسلامي مصدرًا أساسيًا في حركة التأليف في العلوم العربيةوالإسلامية: لغةً ونحوًا وبلاغةً وتفسيرًا، كما انبثق عنه علم العروض والقوافي، وهوأوثق العلوم صلةً بالشعر، فضلاً عن كتب المختارات الشعرية على اختلاف مناهجها، ثمتلك الشروح التي أضاءت النصَّ الشعري أمام قارئه، وبددت عامل الغرابة اللغوية، وغذتالأذواق، بل وأبقت على قريحة الشاعرية العربية، على تباين في مستوى تلك القرائح: أفرادًا وأقاليم وعصورًا.
واشتهرت في الأدب الجاهلي قصائد عُرفت بالمعلقات هيمن النماذج الرّائعة في الأدب العربي.
الفهرس
تمهيد:
يراد بالعصر الجاهلي في الدراسة الادبية فترة محددة تقدر بقرن او قرن ونصف انتهت بظهور الاسلام.
الفصل الاول
الشعر الجاهلي:
الباب الاول: موطنه -الباب الثاني: منزلته –
الباب الثالث: اغراضه –
الغزل المدح الرثاء الفخر الهجاء الحكمة الوصف.ـ الخمرـ الزهد ـ الوقوف و التباكي على الاطلال ـ الاساطير و الخرافات.
الباب الرابع: خصائصه –
مقدمات رنائية منها البكاء على الاطلال تصوير
البيئة الجاهلية الصدق في التعبير كثرة التصوير.
الباب الخامس: شمولية الشعر الجاهلي –
شعراء الفرسان شعراء الصعاليك.
الباب السادس: قيمته –
قيمة فنية وقيمة تاريخية.
الباب السابع: المعلقات واصحا بها –
امرؤ القيس : هو امرؤ القيس بن حجر بن حارث بن عمرو ولد بنجد صاحب المعلقة رقم 1 والتي مطلعها:
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول فحومل.
طرفة بن العبد : هو عمرو بن العبد البكروطرفة لقب غلب عليه وهو صاحب المعلقة رقم 2 و التي مطلعها:
لخولة اطلال ببرقة ثهمد تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد.
زهير بن ابي سلمى: صاحب المعلقة رقم 3 والتي مطلعها:
امن ام اوفى دمنة لم تكلم بحومانة الدراج فالمتثلم
لبيد بن ابي ربيعة: هو ابو عقيل لبيد بن ربيعةالعامري صاحب المعلقة رقم 4 والتي مطلعها:
عفت الديارمحلهافمقامها بمنى نابد غونها فرجامه
عمرو ابن كلثوم : هو عمرو بن كلثوم بن مالك صاحب المعلقة رقم5 والتي مطلعها:
الا هبي بصحنك فاصبحينا ولا تبقي خمور الاندرينا.
عنترة بن شداد : هو عنترة بن شداد بن معاوية بن العبسي صاحب المعلقة رقم 6 والتي مطلعها:
هل غادر الشعراء من مردم ام هل عرفت الدار بعد توهم.
الحارث بن حلزة:هوابو ظليم الحرث بن حلزة بن مكرود صاحب المعلقة رقم 7والتي مطلعها:
ا ذنتنا بينهما اسماء رب ناو يميل منه النواء.
الاعشى ميمون: هوميمون بن قيس بن جندل صاحب المعلقة رقم8 والتي مطلعها:
ودع هريرة ان الركب مرتحل وهل تطيق وداعا ايها الرجل.
النابغة الذبياني: هوزياد بن معاوية بن ضباب صاحب المعلقة رقم9 والتي مطلعها:
يا دار مية بالعلياء فالسند اقوت وطال عليها سالف الابد.
عبيد بن الابرص: هو عبيد بن الابرص ابن عوف صاحب المعلقة رقم10 والتي مطلعها:
اقفرمن اهل ملحوب فالقطبيات فالذنوب
الباب الثامن: فنونه… القصصي و الغنائي
الفصل الثاني
النثر الجاهلي:
الباب الاول: التاريخ –
الباب الثاني: الخطابة –
الباب الثالث: المنافرات –
الباب الرابع: سجع الكهان –
الباب الخامس: الامثال والحكم –
الباب السادس: القصص –
الباب السابع: الرسائل –
الفصل الثالث
العلوم والمعرفة في العصر الجاهلي
الباب الاول : المعبودات –
الباب الثاني: تعليم الكتابة ومواطنها –
الباب الثالث: الفكر الفلسفي –
الباب الرابع: معرفة بالسماء والانواء –
الباب الخامس: العلاج بالعقاقير –
الباب السادس: الثقافة التارخية –
الباب السابع: الاساطير -الباب الثامن: التنجيم.ـ السحر والشعوذة –
الكهانة و العرافة و الزير.
الباب التاسع: علم الانساب –
الباب العاشر: خطرات و نظرات –
طرفة بن العبدوزهير بن ابي سلمى.
كتب تناولت المظاهر العقلية للحياة في الجاهلية
أنماط المديح في الشعر الجاهلي -دراسة فنية- لحسنة عبد السميع . الناشر عين للدراسات و البحوث الإنسانية و الاجتماعية
تاريخ النشر 2022 . طبعة 1.
أساليب الاستفهام في الشعر الجاهلي لحسني عبد الجليل يوسف .الناشر الأصلي دار المعالم الثقافية -السعودية- الناشر مؤسسة المختار
تاريخ النشر 2001 . طبعة 1.
فن الوصف في الشعر الجاهلي لعلي احمد الخطيب. الناشر الدار المصرية اللبنانية. تاريخ النشر 2022. طبعة 1.
شعر الرثاء في العصر الجاهلي لمصطفى عبد الشافي. الناشر الشركة المصرية العلمية للنشر-لونجمان- .تاريخ النشر 1995 .طبعة 1
المرجع تاريخ الأدب العربي للمؤلف .حنا الفاخوري
المكتبة البوليسية ، بيروت لبنان ، طبعة تاسعة 1978
المرجع مصادر الشعر العربي وقيمتها التاريخية .
المؤلف: د.ناصر الدين الأسد
دار المعارف بمصر الطبعة الرابعة 1969
مظهر الحياة العقلية العلوم كالطب والجغرافيا والفلك والأنساب
المرجع دروس ونصوص في قضايا الأدب الجاهلي
د.عفت الشرقاوي
دار النهضة العربية للنشر والطباعةبيروت1979
شكرا لك انه بحث الثاني طلبت منا الاستاذة انجازه سوف انقله من هنا يسر الله كل امورك انشاء الله
العفووووووووووووووووووووووووووووووو اختي
شكرا لك جـــــــزيـــــــــــــلا على الموضوع
أنا اديت فيه 20/17 اعلى نقطة
و هذا بفضلك و بفضل جهودك المبذولة بوركت
اعفووووووووووووو اختي
شكراااااااااااااااااااااا لك كثيرااااااااااااااااا جزاك الله خيراااااااااااااااااا
ربي يخليك لينا شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااا جزيلاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اا
شكرااااااااااااااااااااااااااااا جزيلا جعلها الله في ميزان حسناتك .
شكراااااااااااااا انقذتيني
ربي يعطيك ماتتمني