الوسم: التكويني

– سبق أن تعرفنا في الدروس السابقة على الشاعر أبي تمام والمتنبي والبحتري، فمن يعطينا لمحة مختصرة عن حياتهم؟ وعن الموضوعات التي تناولناها في نصوصهم؟

– بم اشتهر كل من أبي تمام والمتنبي والبحتري؟ مثل لما تقول؟
1.أبو تمــام: فقد برز في ظرف مميز وهو: حركة الترجمة الواسعة لعلوم الأوائل من اليونان والفرس والهند، فتشبع بكل هذه العلوم والثقافات حتى أكمل عقله، واتسع خياله، ورسم لنفسه مذهبا خاصا به وهو: تجويد المعاني وتسهيل العبارة، استكثر الحكم في شعره واستدل على الأمور بالأدلة العقلية والمنطقية، وأفرط في استخدام المحسنات البديعية والصور البيانية .
– كقوله في النص الذي درسته (فتح عمورية):
السيف أصدق إنباء من الكتــــب في حده الحد بين الجد واللعـــب
بيض الصفائح لا سود الصحائف في متونهن جلاء الشك والريب
-كما تعمق الاعتزال وعلم الكلام والفلسفة وما يتصل بها من منطق فقيل عن شعره: إنما يعجب به أصحاب الفلسفة .

2.المتنبــــــي: لا يختلف اثنان في أن المتنبي بلغ مرتبة عظيمة في الشعر
شغل الناس قديما وحديثا .
– فالمطلع على شعره يستشف معاني الطموح والتعالي وبلوغ المراتب العليا،
فهو يستهل أغلب قصائده بمطلع حكمي، يعظم ويفتخر ويتعالى إلى المراتب
العليا كقوله في مدح سيف الدولة :

على قدر أهل العزم تأتي العزائم * وتأتي على قدر الكرام المكــارم
وتعظم في عين الصغير صغارها * وتصغر في عين العظيم العظائم

-ولقد حظي في شعره بالحكم والأمثال، واختص بالإبداع في وصف مواقف القتال وذاك أنه إذا خاض في وصف معركة كان لسانه أمضى من نصالها، وأشجع من أبطالها مثل قوله:

أتــــــوك يجــــرون الحديــــد كأنمــــا ســروا بجيــاد مـا لهـن قوائـــم
خميس بشرق الأرض والغرب زحفـه وفـي أذن الجـوزاء منـه زمـازم

ومن قوله في الحكمة :
الـــرأي قبــــل شجاعـــة الشجعـــان هــو أول وهـي المحــل الثانـي
-وفي هذا تقول المستشرقة الألمانية زغريد هونكة في كتابها
" شمس العرب تسطع على الغرب" : " بأن العرب في صدر الإسلام سلوا سيوف الغزوات ففتحوا العالم وفي العصر العباسي سلوا سيوف العقل فكان أستاذهم".

3.البحتري: يقول القدماء: لم يأت بعد أبي نواس من هو أشعر من البحتري، ولا بعد البحتري من هو أطبع منه في الشعر، ولا أبعد منه في الخيال الشعري.
– نشأ في البادية فابتعد في شعره عن مذاهب الحضريين وتعمقهم وفلسفتهم،
فكان شعره بديع المعنى، حسن الديباجة، صقيل اللفظ، سلس الأسلوب، لذلك اعتبر الشاعر الحقيقي. ولقد كان تلميذا وفيا لأبي تمام الذي أخذ بيده في مسيرته الشعرية ولم يرض عن إقحام الشعراء المنطق والتعقيد المعنوي في الشعر فقال:

كلفتمونــــــــا حـــــــدود منطقكــــــم والشعر يغني عن صدقــه كذبـه

-وهو بذلك يرد ويعارض أستاذه أبا تمام ويثبت في الوقت نفسه فهمه للشعر وحقيقته .

-وهذا ما لخصه ابن الأثير في قوله: " وأما أبو عبادة البحتري فإنه أحسن في سبك اللفظ على المعنى، وأراد أن يشعر فغنى وقد حاز طرفي الرقة والجزالة على الاطلاق".
-وكي نقف على شاعرية البحتري وعلى عاطفته المتدفقة يكفي أن نقرأ قصيدته في وصف إيوان كسرى والتي يقول فيها:
صنت نفســي عمــا يـدنس نفســي وترفعت عن جدا كـــل جبــــــس
وتماسكت حين زعزعنـــي الدهـــــ ــــر التماسا منه لتعسي ونكســـي

– بماذا انفرد البحتري عن بقية الشعراء؟
v البحتري قامت شاعريته على جمال الديباجة، وبراعة الوصف، فلم يحفل بالأدلة المنطقية، ولم يهتم بالحكمة ولا بعمق المعنى، فجاء شعره مطبوعا رقيقا عذبا، ووصفه حافل بالتشخيص يساعده في ذلك خيال صاف يأتي بالصور النادرة المعبرة عن الانفعال العاطفي .
v البحتري بارع في وصف الطبيعة والعمران .
v ظل على الأصالة البدوية رغم إقامته في أحضان الحضارة العباسية .
v أجمع النقاد على تشبيه شعره في جماله بـ" سلاسل الذهب" لما فيه من تماسك وانسجام.
v قال فيه ابن رشيق القيرواني:" أن البحتري شيخ الصناعة الشعرية ".

نص الموضوع:
قيل: " أبو تمام و البحتري حكيمان أما الشاعر فالبحتري".
المطلوب:
حرر مقالا تناقش فيه هذا القول مستشهدا بنماذج شعرية مما تحفظ، و معتمدا على النمط التفسيري الحجاجي.

الوحدة التعلمية :

ينتج المتعلم نصا سردبا