إذا كنت ترى في غيرك جمالا دوما و كان أكثر شيء يهمك هو البحث عن الصورة الجمالية التي تزرع المحبة ، و تشجعهم قدما دوما بعيدا عن تلك المشاحنات القاهرة، النقائص ، الخلل، و العيوب التي تحبط الآخرين و تربك المبدعين و تشنق الماهرين و تخنق رقبة المتطلعين و المتفوقين ونكون بذلك نقتلهم برصاصة الجيفة من أول مرة ، لأننا لا نتعلم أبدا من أنه يجب علينا أن نعتنق ثقافة التشجيع للمهارة و التحفيز للابداع و التنوير للتطلع و الإقبال لزرع روح العطاء و التقديم ، و نساهم في خراب نكون نحن أول أسبابه ، أشبه لو أننا نجهض جنينـا كان مقبلا على حياة وسط المجتمع ، لأن الإبداع و العطاء الذي تضفيه جهود الساهرين قد يكون سببا في تنوير العديد و يروي عطش العطشان و يسد حاجيات اللهفان و لكن بصراحة إن ما يعيشه كل شخص فينا الآن و هو كسر جرّة الجمال حتى لو كانت على صواب ما دام لم يقف على عتبتها ولم يكن المساهم الأول ، فليس الإبداع المقدم المكتنز يكون بذوقك أو برأيك فلا يشترط أن تكون قناعاتنا بخير و آراؤنا على صواب فلماذا إذن نرفض دائما أن يعطي غيرنا مساهمات تكون منا أرقى مستوى و مجهودا ، و على رأي الشاعر كن جميلا ترى الوجود جميلا ، هي مسالمة من نوع آخر لا بسلاح ولا ببندقية ولا بدرع بالعكس ، فهناك من الناس من مرّ بوضع خسوف و كسوف ، خسف ابداعه و كسف ميوله ، وقتل تطلعه ، فيتمنى كل الناس في حزبه و يضع المقياس على نفسه التي انهزمت و تناثرت و هذا لا يعقل و الناس فيما يعشقون مذاهب ، فجميل أن نهدي سلامنا لبعضنا ، تحية حارة ليست بالأيادي و لكنها بالرضى لما ينفقه أولئك الساهرون و المتميزون و سلاما عميقا لكل نتيجة تشجمت عن تظافر جهود عتيدة ، فليس الاشكالية أن لا تمتلك إبداعا أو تكون مستثنى من دائرة التألق و العطاء و المساهمة بل الأعظم من ذلك أن تحذف كل إبداع و تعتنق مبدأ الرفص و الكراهية و الجرم لكل ما ينضج في الساحة البارزة لكل مجهود شخصي يحتاج منا التشجيع و المبادرة و التقبل و الطموح.
السلام عليكم
ما اروع فصاحة لسانك
و ما اجمل موضوعك احسنت الاختيار
بارك الله فيك و جزاك كل خير
و الله الموفق