إذا كانت الأسرة هي الخلية الأساسية للمجتمع و ثمرة لنظام الزواج ، فما هو الدور الأساسي الذي يجب إن تلعبه في الحياة الاجتماعية ؟ و إذا كانت الحياة الزوجية معرضة لعوائق و مشاكل فكيف السبيل إلى مواجهتهـــا ؟
الأسرة هي كل جماعة من الناس يعيشون معا في إطار مؤسسة الزواج ، و القرابــــــــة و هذا التعريف له بعد طبيعيا و بعدا حضاريا في نفس الوقت ، لأن الزواج ليس مؤسسة فقط بل قبل ذلك هو علاقة جسدية و روحية طبيعية ، و القرابة تتسع لتشمل الروابط الاجتماعية و القيم الحضارية .
الوظيفة البيولوجية / تتمثل في الإنجاب المحافظة على النوع . و الأسرة مؤسسة شرعية تحارب الإنجاب غير الشرعي الذي لا يخدم المجتمع
كذلك المعاشرة الزوجية تبنى على إشباع الرغبات الجنسية فهذه سنة الحياة الطبيعية القائمة على الفطرة .إعتبر البيولوجيون هذه الوظيفة من المقومات الأساسية للأسرة .بدونها تنتهي الأسرة بالانحلال و الزوال من الوجود . اذن لا يمكن للمجتمع أن يستمر في الوجود الا من خلال إنجاب الأطفال ورعايتهم و حمايتهم ، والعلاقة الزوجية تحددها الدوافع الغريزية ومبدأ التكاثر الذي يحفظ به النوع الإنساني ،
الوظيفة الاقتصادية / الأسرة مؤسسة اقتصادية صغيرة تنتج و تستهلك و تدخر الفائض من أجل توفير الغذاء و الملبس و المأوى و كل ضروريات الحياة لأفرادها ، و هذا بفضل الأجرة التي يقتنيها رب البيت من وظيفته الخارجية ، لذلك أصبح العمل من الشروط الأساسية للزواج ، و بناء الأسرة
الوظيفة النفسية / للأسرة روابط نفسية تتجلى في صور الحب و الحنان و التآلف ، و الاهتمام المتبادل ، و هذه الوظيفة تعد بمثابة الحبل القوي الذي يشد أفراد الأسرة بعضهم الى بعض . و من خلال العلاقة الأولية المبكرة بين الأم و الطفل ، يحصل الطفل على حاجته في الرعاية و الأمن ، فتتحول فيه المراة من أم بيولوجية إلى أم بالمعنى السيكولوجي
الوظيفة الاجتماعية / الأسرة هي الخلية الاولى في بناء المجتمع اذا صلحت صلح المجتمع ، و إذا فسدت فسد المجتمع . و هنا تكمن مهامها الاجتماعية في تربية النشأ على المبادئ الاجتماعية و القيم الحضارية، ومكارم الأخلاق و بذلك فهي تساعد الفرد على الاندماج في المجتمع حسب ما تمليه العادات و التقاليد و القوانين .هكذا تعمل الأسرة من اجل ان يبقى الفرد وفيا للمجتمع الذي ينتمي إليه ، و ينمو داخله نمو سويا . و قد اعتبر الفيلسوف الألماني هيجل Heggelأن نهاية الأسرة هو الانحلال ليتحول أعضاؤها أفرادا في المجتمــــع
تحديات الأسرة / تواجه الأسرة مشاكل قد تؤدي الى تفككها ، و يعود السبب الى انحراف افرادها وتخليهم عن واجباتهم في الرعاية و الحماية و توفير ضروريات الحياة ، و هذا ما يفسح المجال الى نشوب الأزمات و تراكمها ، و ينتهي الامر بالطلاق أو الهجر . للطلاق أو الهجر أسباب اقتصادية و اجتماعية و نفسية و أخلاقية ، غير ان هذه العوائق يمكن تجاوزها بتوثيق العلاقة بين الزوجين على أساس المحبة والإخلاص و المودة ، و حل الخلافات و المشاكل بالتفاهم و الحوار المتبادل وتقديم المصلحة العامة للأسرة على المصلحة الشخصية الضيقة ، فالأسرة كيان موحد ،و منظومة ثقافية ، و رابطة خلقية و علاقة روحية تقوم على قيم سامية قبل ان تكون مجرد علاقة جنسية ضيقة .و من اجل تغطية العجز الاقتصادي خرجت المرأة الى العمل لتساعد الرجل على تحقيق الاكتفاء الذاتـي ، بهذه الكيفية تحافظ الأسرة على كيانها و وحدتها وتساهم في بناء المجتمع و الحضارة
السؤال المشكل / هل الأسرة مجرد رابطة بيولوجيــــة ؟ ج-ف
شكراا لك وبارك الله فيك
شكرااااااااااااااااا
جزاك الله خيرا