( تأملات رقمية في السرعة و المسافة ) ..::
:. إن حادثة الإسراء والمعراج منعطف كبير ومهم في سيرة المجتبى صلى الله عليه وسلم .. رحلة المعراج فريدة بل ويتيمة في تاريخ البشر فلم ولن تتكرر والله أعلم .. رحلة جمعت أفضل البشر مع أفضل الملائكة ليعرج به إلى أين ؟ وأي طريق سلكوا ؟ وأي وسيلة ركبوا ؟ وأي سرعة بلغوا ؟
****
:. قصة المعراج قصة عجيبة غريبة مخيفة وفي نظري أغرب ما روي من السيرة النبوية الشريفة .. قصة معجزة وخارقة لنواميس الكون قاطبة .. ربطت الأرض بالسماء والأحياء بالأموات والقريب بالبعيد والإنسان بالملائكة والحاضر بالماضي والحاضر بالمستقبل بل ربطت بين الدنيا والآخرة .. المعراج لم يحدث لأحد من قبله صلى الله عليه وسلم وفقاً للنقل وربما لن تحدث لأحد من بعده .. بل ولم يزعم أو يتجاسر أحد من الدجالين أنه عرج به كما عُرج بمحمد عليه الصلاة والسلام .. [COLOR=darko****green]المعراج حادثة فريدة غريبة في زمانها ومكانها وشخوصها وفصولها حتى دفعت قريشاً للكذب دون تردد .. بل وحتى لو حصلت في عصرنا هذا عصر النانو والذرة لكذب بها أكثر أهل الأرض إلا من فتح الله عليه {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس} .. رحلة المعراج بأي سرعة تمت؟ وأي مسافة قطعت؟ سؤالان محيران، قال تعالى {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} فدعونا نتفكر ونتأمل ونتدبر جانباً من جوانب القصة هي السرعة والمسافة.
*****
:. لنضرب مثالاً يجسد الفكرة .. المسافة المستقيمة بين مكة المكرمة والقدس الشريف حوالي 1200كم ، ولنفترض جدلاً أنها فقط 1000كم .. سيقطعها الإنسان راجلاً في 200 ساعة متواصلة تقريباً بسرعة 5 كم/ساعة .. بينما تقطعها الدراجة الهوائية في 50 ساعة بسرعة 20 كم/ساعة .. بينما تقطعها السيارة بعشر ساعات فقط بسرعة 100كم/ساعة ويقطعها القطار السريع في 3.3 ساعة بسرعة 300 كم/ساعة .. بينما الطائرة تقطعها بساعة واحدة عندما تكون سرعتها 1000 كم/ساعة .. بينما طائرة الميراج على ـ سبيل المثال ـ تقطعها في 50 دقيقة بسرعة الصوت 1200كم/ساعة .. وفي سرعة دخول مكوك الفضاء إلى الأرض (26000 كم/ساعة) تُقطع المسافة بين مكة والقدس بـدقيقتين فقط .. وبأعلى سرعة اخترعها الإنسان وهي سرعة سفينة الفضاء وتبلغ (54400 كم/ساعة) تستغرق الرحلة بين المدينتين فقط دقيقة واحدة!.
*****
[/COLOR]
المكوك الفضائي وهو يعرج ليغادر الغلاف الجوي
******
:. وأخيراً لندع السرعة التقليدية ونحسب وفقاً لأسرع سرعة عرفها الإنسان إنها سرعة الضوء Lightspeed وتعادل 1079252848كم/ساعة وتقطع المسافة بين المدينتين في 0.00006 جزء من الثانية أي أسرع من لمح البصر فسبحان الذي بيده ملكوت السموات والأرض .. وعندها ندرك ماهية سرعة الضوء، ودعونا نستخدم تلك السرعة الرهيبة والتي (لو) استخدمها الإنسان جدلاً للسفر من مكة إلى نيويورك والمسافة بينهما [COLOR=darko****green]10000كم بسرعة الضوء لقطعها فقط بـ 0.[COLOR=darko****green]00006 جزء من الثانية أي أسرع من لمح البصر … بينما لو استخدمت السرعة نفسها للسفر إلى القمر ومعدل بعده عن الأرض حوالي 381,706 كم لقطعت المسافة بـ 0.02 أي بثانيتين تقريباً.[/COLOR]
*****
الخط يوضح سرعة الضوء من الأرض إلى القمر وتستغرق حوالي ثانيتين.
:. ولو سافر الإنسان بسرعة الضوء إلى الشمس التي تبعد عن الأرض بمتوسط 149,600,000كم لاستغرقت الرحلة 8 دقائق فقط .. بينما الرحلة بين كوكب الأرض وأبعد كوكب في المجموعة الشمسية بلوتو (5,900,000,000 كم) على السرعة نفسها تستغرق 5 ساعات تقريباً .. فلك أن تتخيل تلك المسافة البينية الهائلة بين كوكبي الأرض وبلوتو لدرجة أن السرعة التي ستقلك من مكة إلى نيويورك (سرعة الضوء) تستغرق معها لمح البصر بينما بين الكوكبين خمس ساعات {أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا} .. ولك أن تتخيل ضعفنا وحجمنا نحن سكان الأرض فلو سافر الإنسان بسرعة سفينة الفضاء كما أسلفنا وتبلغ (54,400 كم/ساعة) لاستغرقت الرحلة بين الكوكبين 108,455 ساعة أي 4,519 يوما أي 12 سنة تقريباً للوصول إلى كوكب بلوتو!! {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.
*****
:. دعونا نسافر خارج النظام الشمسي إلى أقرب نجم إلينا وهو نجم ألفا قنطورس Alpha Centauriحيث يبعد حوالي 4.24 سنة ضوئية، ونلاحظ أننا استخدمنا السنة الضوئية كوحدة قياس بدلاً من الكيلومتر وذلك لصعوبة استخدام الوحدة التقليدية لقياس المسافات بين النجوم وذلك لبعد المسافات بيننا وبين النجوم .. و إذا أردنا أن نعبّرعن المسافة بيننا وبين نجم الفاقنطورس بالكيلومتر فإن المسافة تعادل 40110400000000000000كم أي أكثر من 40 ترليون كم (أي 40 مليون مليون مليون كم!!!!) {فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ}.
*****
:. ونجم ألفاقنطورس مغمور وغير مشهور وغير مرئي بالعين المجردة لأنه من القدر الحادي عشر .. لذا دعونا نقيس المسافة بيننا وبين نجم لامع مشهور نجم الشعرى اليمانيةSirius {وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى} حيث تصل المسافة بيننا وبينه إلى 8.6 سنة ضوئية .. بمعنى آخر نحتاج للسفر إلى هذا النجم بسرعة الضوء الفائقة 8.6 سنة لنصل إلى نجم قريب منا بعده بالكيلومتر 81356000000000000000 كم أي حوالي 81 ترليون كم {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} .. جدلاً لو سافر الإنسان لهذا النجم بسرعة المكوك الفضائي لاحتاج إلى حوالي 171 ألف سنة لبلوغ الشعرى اليمانية !!!!! فأي مسافة هذه؟ وأي بعد هذا؟ وأي نظام يحيطنا؟ وأي سماء تظلنا؟ فسبحان {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} والله أكبر.
*****
نجم الفاقنطورس كما يشاهد عبر التلسكوب نجم الشعرى اليمانية ألمع نجم في السماء
:. لنترك نجم الشعرى اليمانية لأنه نجم قريب! وسنضرب مثلاً بعنقود الثريا المشهور Pleiades حيث يبعد عن الأرض 440 سنة ضوئية .. والكل شاهد نجم الثريا معلقة بالسماء وزينة، ولكن ليس كلنا يدرك أن ما نشاهده من الضوء فيها عمره 440 سنة أي شع قبل 440 سنة وأستمر مسافراً بسرعة الضوء إلى الأفاق حتى وصل إلى أبصارنا ليقطع مسافة4,159,872,177,331,200 كم أي 4159 ترليون كم ، فسبحان من له {مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
*****
تحذير
أخي و أختي القارئة … إذا شرقت وشككت بهذه الأرقام حول المسافات والأبعاد والأحجام للسماء الدنيا، وخالجتك الظنون أن ما سلف مبالغ فيه وربما مخالف للواقع … ننصحك ألا تكمل قرأة المقال فحتماً لن يُسعفك عقلك وخيالك للتدبر في خلق الله {فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ وَمَا لا تُبْصِرُونَ}.
****
:. لنقفز وندع نجوم مجرتنا مجرة التبانة Milky way (وهي بالملايين أنظر الشكل) ونرى أقرب المجرات لنا وهي مجرة المرأة المسلسلةAndromeda Galaxyالمجرة الوحيدة المشاهدة بالعين المجردة، وتبعد عن نظامنا الشمسي حوالي 2.5 مليون سنة ضوئية، بعبارة أخرى أنت تشاهد حدثاً في الماضي البعيد، حدث قبل 2.5 مليون سنة وسار بسرعة الضوء ليقطع مسافة قدرها 23,635,637,371,200,000,000 كم أي 23 كوانتليون.
[/COLOR]
عنقود الثريا مجرة التبانة كما تخيلها العلماء بناءاً على معطيات رقمية راديوية.
:. وهذه المسافة التي يطيش العقل لها لا تمثل إلا جارة قريبة لمجرتنا فكيف إذا تحدثنا عن مجرات تبعد عنا بليون سنة ضوئية كما اكتشفها مرصد The Gemini South Telescope في شيلي حيث يستغرق الضوء مسافراً من تلك المجرة حتى يصل إلينا بليون سنة ليقطع مسافة 9,454,240,512,000,000,000,000 كم أي حوالي ***تليون ونصف سبحانه { وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ}.
مجرة المرأة المسلسلة عبر التلسكوب
يشير السهم لموقع أبعد مجرة عرفها الإنسان حتى الآن
:. فسبحان من له {مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} فهذه الأبعاد الفلكية لا تمثل إلا جانباً من المسافات البينية بيننا وبين المجرات التي تعج بها السماء الدنيا حيث يقدر علماء الفلك عددها حوالي 100 بليون مجرة تسبح في بحر (السماء الدنيا) قال تعالى {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ} هذه السماء الدنيا فكيف بالسماء الثانية وما فوقها، هذا جانب ومن جانب آخر السماء تنتفخ وتتسع منذ خلقت {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ}.
*****
:. ومزيداً في الإيضاح لمن ضاقت به الأرقام والأحجام والمسافات فعجز أن يتصورها وحتى أن يتخيلها .. لنفترض أن المسافة بين كوكب الأرض والقمر (381,706 كم) تعادل (جدلاً) المسافة بين عينيك اليمنى واليسرى (10 سم) فإن المسافة بيننا وبين الشمس ستصبح 39م ، والمسافة بيننا وبين كوكب بلوتو 1.5كم، [COLOR=darko****green]بينما بيننا وبين اقرب نجم إلينا 10508192169كم [COLOR=darko****green]فما بالك بما هو أبعد من ذلك؟[/COLOR]
*****
:. وعود على بدء قصة المعراج العجيبة بأي سرعة حدثت؟؟ .. تدبر معي الإعجاز الإلهي في ضوء ما سلف .. فلوكانت رحلة المعراج بأقصى سرعة عرفها البشر وهي سرعة الضوء لاستغرقت رحلة المعراج 440 سنة لبلوغ نجم الثريا فقط ! … فإن أرادو زيارة مجرة المرأة المسلسة لاستغرقت الرحلة 2.5 مليون سنة ليبلغوها!! … فكيف إذا سافروا إلى أبعد ما يبصرون عبر التلسكوبات من مجرات بعيدة لاحتاج الأمر إلى بليون سنة!! … فكيف إذا سافروا إلى ما لايبصرون! {فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ وَمَا لا تُبْصِرُونَ} .. والعلم والعلماء لا يعلمون حدود وأطراف السماء الدنيا فضلاً عن غيرها وبالتالي لا يعلمون عن بعد السماء الثانية كيف هو؟ .. فإذا العلماء وقفوا حائرين مما أبصروه في آفاقهم الدنيوية فكيف الحال في ما لم يبصروه في السماء الثانية وما فوقها … أي بُعد نتحدث عنه؟ وأي سنين يحتاجه الضوء ليصل إلينا وفي ذلك يقول الحق تبارك وتعالى {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ}.
*****
:. السؤال الكبير الذي يكمن فيه التفكر والتدبر والتأمل في خلق الله عز وجل بأي سرعة صلى الله عليه وسلم عُرج به؟ حتى تجاوز السماء الدنيا بأقمارها وكواكبها ونجومها ومجراتها وسدمها وما نعلم وما لا نعلم من خلق الله فيها ! بأي سرعة مذهلة معجزة اختصرت بلايين السنين في لحظات كلمح البصر وإذا به صلى الله عليه وسلم عند أبيه آدم عليه السلام في السماء الدنيا! وبلمح البصر وإذا المصطفى في السماء الثانية عند أخيه عيسى ويحي عليهم السلام .. ولحظات ليقطع السماء الثانية إلى الثالثة عند أخية يوسف عليه السلام! وهكذا حتى وصل إلى السماء السابعة عند أبيه إبراهيم عليهما السلام.
*****
[/COLOR]
:. الله أكبر .. وصل الحبيب عليه الصلاة والسلام إلى نقطة كونية لم يبلغها بشر من قبله، وسار بسرعات وقطع مسافات لا تستوعبها العقول البشرية ولا حتى الآلية … فلا يصلح معها وحدة قياس مسافة ولا سرعة والأمر كله بيد الله .. الله أكبر بأي سرعة عُرج بحبيبنا صلى الله عليه وسلم؟ .. فلا سرعة الضوء تجدي ولا سرعة تباعد المجرات عن بعضها يغني، ولكنها سرعة من يقول للشئ كن فيكون ، إنها سرعة من يدبر الأمر في السموات والأرض، إنها سرعة تتوقف كل النواميس الطبيعية أمامها وتتلاشى كل المعادلات الرياضية حيالها! .. بأي سرعة عُرج بحبيبنا صلى الله عليه وسلم؟ .. إنها سرعة {وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ}.. ثم لما بلغ المصطفى صلى الله عليه وسلم السماء السابعة واطلع على البيت المعمور في السماء السابعة أُذن له أن يرقى ويصعد إلى مكان قُصر عليه وحده دون جبريل {لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا} .. خرج عن حدود ونطاق الكون الدنيوي المحكوم بنواميس دنيوية خرج إلى عالم آخر لم يطّلع عليه أحد من البشر قاطبة .. فإلى أين وصل؟ وإلى أي ارتفاع بلغ؟ وماذا حدث؟ تلك قصة قد خلت من قبلها قصص ولكن ليس لمثلها قصة.
وعلى دروب العلم نلتقي فنستقي ونرتقي.
د. عبدالله المسند
موضوع رائع جدا
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
لا اله الا الله محمد رسول الله
شكرا لك على الموضوع والمعلومات
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم
شكرا جزيلا لك ، من افضل ما ثبت به ربنا فؤاد سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم
عن مالك بن صعصعة – رضي الله عنه – أن نبي الله حدثه عن ليلة أُسري به قال : (( بينما أنا في الحطيم )) – وربما قال في الحجر – (( مضطجعاً إذ أتاني آت فقدّ )) – قال : وسمعته يقول : (( فشق مابين هذه إلى هذه )) .
فقلت ( أحد الرواة ) للجارود ، وهو إلى جنبي ما يعني به ؟ قال : من ثُغرة نحره إلى شعرته – وسمعته يقول من قصه إلى شعرته – (( فاستخرج قلبي ، ثم أُتيت بطست من ذهب مملوءة إيماناً ، فغسل قلبي ، ثم حُشي ثم أعيد ، ثم أتيت بدابة دون البغل وفوق الحمار أبيض )) – فقال له الجارود : هو البراق يا أبا حمزة ؟ قال أنس : نعم – (( يضع خطوة عند أقصى طرفه ، فحُملتُ عليه ، فانطلق بي جبريل حتى أتى السماء الدنيا ، فاستفتح . فقيل : من هذا ؟ قال : جبريل قيل : ومن معك ؟ قال : محمد قيل : وقد أُرسل إليه ؟ قال : نعم ، قيل :مرحباً به فنعم المجيء جاء ، ففتح ، فلما خلصت فإذا فيها آدم ،
فقال : هذا أبوك آدم فسلم عليه ، فسلمت عليه ، فرد السلام ثم قال : مرحباً بالابن الصالح ، والنبي الصالح . ثم صعد بي حتى أتى السماء الثانية فاستفتح قيل : من هذا ؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ قال : محمد قيل : وقد أُرسل إليه ؟ قال : نعم قيل : مرحباً به ، فنعم المجيء جاء ، ففتح فلما خصلت إذا يحيى وعيسى وهما ابنا خالة قال : هذا يحيى وعيسى فسلم عليهما ، فسلمت ، فردا ثم قالا: مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح . ثم صعد بي إلى السماء الثالثة فاستفتح قيل : من هذا ؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ قال : محمد قيل : وقد أُرسل إليه ؟ قال : نعم قيل : مرحباً به ، فنعم المجئ جاء ففتح ، فلما خلصت إذا يوسف ، قال : هذا يوسف فسلم عليه ، فسلمت عليه ، فردّ ثم قال : مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح . ثم صعد بي حتى أتى السماء الرابعة فاستفتح قيل : من هذا ؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ قال : محمد ، قيل : أوقد أُرسل إليه ؟ قال : نعم ، قيل : مرحباً به فنعم المجيء جاء ففتح ، فلما خلصت فإذا إدريس ، قال : هذا إدريس فسلم عليه ، فسلمت عليه فردّ ، ثم قال : مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح .
ثم صعد بي حتى أتى السماء الخامسة فاستفتح ، قيل : من هذا ؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ قال : محمد قيل : أوقد أُُرسل إليه ؟ قال : نعم ، قيل : مرحباً به ، فنعم المجيء جاء ، فلما خلصت فإذا هارون قال : هذا هارون فسلم عليه ، فسلمت ، فردّ ثم قال : مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح .
ثم صعد بي حتى أتى السماء السادسة فاستفتح قيل : من هذا ؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ قال : محمد ، قيل : وقد أُرسل إليه ؟ قال : نعم قال : مرحباً به ، فنعم المجيء جاء ، فلما خلصت فإذا موسى ، قال : هذا موسى فسلم عليه ، فسلمت عليه ، فردّ ثم قال : مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح ، فلما تجاوزت بكى ، قيل : ما يُبكيك ؟ قال : أبكي لأن غلاماً بُعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر ممن يدخلها من أمتي .
ثم صعد بي إلى السماء السابعة ، فاستفتح جبريل ، قيل : من هذا ؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ قال : محمد ، قيل : وقد بُعث إليه ؟ قال : نعم ، قال : مرحباً به ، ونعم المجيء جاء فلما خلصت فإذا إبراهيم قال : هذا أبوك ، فسلم عليه قال : فسلمت عليه ، فردّ السلام ، ثم قال : مرحباً بالأبن الصالح ، والنبي الصالح .
ثم رُفعت لي سدرة المنتهى ، فإذا نَبَقُها مثل قلال هجر وإذا ورقها مثل آذان الفيلة قال : هذه سدرة المنتهى وإذا أربعة أنهار : نهران باطنان ، ونهران ظاهران . فقلت : ما هذا يا جبريل ؟ قال : أما الباطنان فنهران في الجنة ، وأما الظاهران فالنيل والفرات ، ثم رُفع لي البيت المعمور ، ثم أُتيت بإناء من خمر ، وإناء من لبن ، وإناء من عسل ، فأخذت اللبن فقال : هي الفطرة التي أنت عليها وأمتك ثم فُرضت علي الصلاة خمسين صلاة كل يوم ، فرجعت فمررت على موسى ، فقال : بم أُمرت ؟ قال : أمرت بخمسين صلاة كل يوم . قال : إن أمتك لا تستطيع خمسين صلاة كل يوم وإني والله قد جربت الناس قبلك ، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة ، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك ، فرجعت ، فوضع عني عشراً ، فرجعت إلى موسى فقال مثله ، فرجعت فوضع عني عشراً ، فرجعت إلى موسى فقال مثله ، فرجعت إلى موسى فقال مثله ، فرجعت فأمرت بعشر صلوات كل يوم ، فرجعت فقال مثله ، فرجعت فأُمرت بخمس صلوات كل يوم ، فرجعت إلى موسى ، فقال : ثم أمرت ؟ قلت : أمرت بخمس صلوات كل يوم ، قال : إن أمتك لا تستطيع خمس صلوات كل يوم ، وإني قد جربت الناس قبلك ، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة ، فأرجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك قال : سألت ربي حتى استحييت ولكن أرضى وأسلّم قال : فلما جاوزت نادى مُناد : أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي )) .
وهذه المعجزة تشتمل على مجموعة من المعجزات :
منها أن سقف بيته انشق كما في بعض الروايات
ومنها قطع المسافة التي تقطع في آلاف الأعوام في أقل من ساعة زمن
ومنها خضوع البراق له وعدم نفوره منه
ومنها خرق السموات
وهذا خلافاً للمنكرين الذين يقولون إن السموات لا تقبل الخرق . وهذا يرد عليه بأنكم تؤمنون بنزول جبريل – عليه السلام – وصعوده ، فما المانع أن يصعد محمد معه مرة .
ومنها ما رآه في أثناء هذه الرحلة من عذاب العصاة ، ونعيم الطائعين
ومنها الكلام مع رب العالمين – سبحانه –
ومنها اللقاء بالأنبياء والصلاة لهم والحديث معهم
ومنها الكلام مع بعض الملائكة كملك الموت
ومنها رؤية في ما في العالم العلوي .
صحيح : رواه البخاري كتاب مناقب الأنصار باب المعراج رقم (3885).
ومما ينبغي الإشارة إليه هنا أن رواية هذا الحديث الذي معنا جاءت موجزة أحيانا ، ومشكلة أحيانا أخرى . فالإيجاز جاء في عدم وصف الإسراء ، ولذلك بوّب الإمام البخاري على هذا الباب باب المعراج ، وأيضاً ذكر في هذا الحديث أنه كان يُخفف في كل مرة عشر صلوات خلافاً لما هو غالب على الروايات من ذكر خمس صلوات . والإشكال جاء : من ذكر الشرب من اللبن وعدم الشرب من الخمر ، والماء بعد النزول من السموات خلافاً لما هو معروف من شرب اللبن قبل بدء العروج إلى السموات السبع .
11- وضع بيت المقدس أمامه وهو بمكة
ومن المعجزات التي تتعلق بالإسراء والمعراج أن قريشاً سألته عن وصف بيت المقدس وعن عدد أبوابه . فجلّى الله له بيت المقدس حتى وضعه أمامه فأخبرهم عما يريدون لم يخطئ في حرف واحد يقول رسول الله : (( لما كذبني قريش قمت في الحجر فجلىّ الله لي بيت المقدس فطفقت أخبرهم عن آياته ، وأنا أنظر إليه ))
]حديث صحيح : رواه البخاري في مناقب الأنصار باب حديث الإسراء رقم (3886) ورواه مسلم في الإيمان باب ذكر المسيح ابن مريم – عليهما السلام – ، ورواه احمد (1/309).[
12- إخباره عن عير لقريش
ومن المعجزات المتعلقة بالإسراء والمعراج :
قالت قريش يوم الإسراء لرسول الله : هل مررت بإبل لنا في مكان كذا وكذا ؟ قال : (( نعم والله ، قد وجدتهم قد أضلوا بعيراً لهم في طلبه ، ومررت بإبل بني فلان انكسرت لهم ناقة حمراء )) قالوا : فأخبرنا عن عدتها وما فيها من الرعاء . قال : كنت عن عدتها مشغولاً ، فقام . فأتى الإبل فعدها وعلم ما فيها من الرعاء ثم أتى قريشاً ، فقال : (( هي كذا وكذا ، وفيها من الرعاء فلان وفلان )) فكان كما قال .
وفي رواية البيهقي : قلنا يا رسول الله : كيف أُسريّ بك ؟ قال : …… وفيه فقال : (( إن من آية ما أقول لكم أني مررت بعير لكم في مكان كذا وكذا ، وقد أضلوا بعيراً لهم ، فجمعه فلان ، وإن مسيرهم ينزلون بكذا وكذا . ويأتونكم يوم كذا وكذا يقدمهم جمل آدم عليه مسح أسود وغرارتان سوداوان )) فلما كان ذلك اليوم ، أشرف الناس ينظرون حتى كان قريباً من نصف النهار حتى أقبلت العير ، يقدمهم ذلك الجمل الذي وصفه رسول الله . ]رواه البيهقي وقال : إسناده صحيح ] .
وفي رواية أخرى : أُسري بالنبي إلى بيت المقدس ، ثم جاء من ليلته ، فحدثهم بمسيره ، وبعلامة بيت المقدس وبعيرهم ، فقال ناس : نحن لا نصدق محمداً بما يقول ، فارتدوا كفاراً ، فضرب الله أعناقهم مع أبي جهل .
]رواه احمد (1/374) ، وقال ابن كثير في التفسير (3/15) : إسناده صحيـح .[
*****
مشاهد الإسراء والمعراج
*******
عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله علية وسلم " أتيت بالبرُاق وهو دابة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل يضع حافزه عند منتهى طرفه قال : فركبته حتى أتيت بيت المقدس فربطته بالحلقة التى يربط بها الأنبياء قال : ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم خرجت فجاءني جبريل علية الصلاة والسلام بإناء من خمر وإناء من لبن فأخترت اللبن فقال جبريل علية السلام : أخترت الفطرة " ( والحلقة : المراد بها هو باب بيت المقدس )
وروى أئمة الحديث تفاصيل هذه الوقعة فقال أبن القيم
******************************
أسرى برسول الله صلى الله علية وسلم بجسده على الصحيح من المسجد الحرام إلى بيت المقدس راكباً على البراق صحبه جبريل عليهما الصلاة والسلام فنزل هناك وصلى بالأنبياء إماماً وربط البراق بحلقة باب المسجد
• ثم عرُج به تلك الليلة من بيت المقدس إلى السماء الدنيا فأستفتح له جبريل ففتح له فرأى هنالك آدم أبا البشر فسلم عليه فرحب به ورد عليه السلام وأقر بنبوته وأراه الله أرواح السعداء عن يمينه وأرواح الأشقياء عن يساره
• ثم عرُج به الى السماء الثانية فأستفتح له فرأى فيها يحيى بن زكريا وعيسى أبن مريم فلقيهما وسلم عليهما فردا عليه ورحبا به وأقرا بنبوته
• ثم عُرج به الى السماء الثالثة فرأى فيها يوسف فسلم عليه فرد عليه السلام ورحب به وأقر بنبوته
• ثم عُرج به الى السماء الرابعة فرأى فيها إدريس فسلم عليه فرد عليه السلام ورحب به وأقر بنبوته
• ثم عُرج به الى السماء الخامسة فرأى فيها هارون بن عمران فسلم عليه فرد عليه السلام ورحب به وأقر بنبوته
• ثم عُرج به الى السماء السادسة فلقى موسى بن عمران فسلم عليه فرد عليه السلام ورحب به وأقر بنبوته
• ثم عُرج به الى السماء السابعة فلقى فيها إبراهيم علية السلام فسلم عليه فرد عليه السلام ورحب به وأقر بنبوته
• ثم رُفع إلى سدرة المنتهى فإذا نبقها مثل قلاَل هَجَر وإذا ورقها مثل آذان الفيلة ثم غشيها فراش من ذهب ونور وألوان فتغيرت فما أحد من خلق الله يستطيع أن يصفها من حسنها ثم رفع له البيت المعمور وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون ثم أُُدخل الجنة فإذا فيها حبائل اللؤلؤ و ترابها المسك وعُرج به حتى ظهر ( أرتفع ) لمستوى يُسمع فيه صريف الأقلام
• ثم عُرج إلى الجبار جل جلاله فدنا منه حتى كان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى وفرض عليه خمسين صلاة فرجع حتى مّر على موسى فقال له : بم أمرك ربك ؟ قال بخمسين صلاة قال : إن أمتك لا تطيق ذلك ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك فالتفت إلى جبريل كأنه يستشيره فى ذلك فأشار : أن نعم إن شئت فعلا به جبريل حتى أتى الجبار تبارك وتعالى فوضع عنه عشراً ثم نزل حتى مر بموسى فأخبره فقال أرجع إلى ربك فاسأله التخفيف فلم يزل يتردد بين موسى وبين الله عز وجل حتى جعلها خمساً ولما قال موسى أرجع واسأل التخفيف قال " قد استحيت من ربى ولكنى أرضَى وأسلم " فلما بعد نادى مناد : قد أمضيت فريضتى وخففت عن عبادى
هل رأى النبى صلى الله علية وسلم رّبهُ عز وجل
***********
اختلف الصحابة هل رأى النبى صلى الله علية وسلم رّبهُ عز وجل تلك الليلة أم لا ؟ فصح عن ابن عباس أنه رأى رّبهُ وصح عنه أنه : رآه بفؤاده
وعن عائشة وأبن مسعود إنكار ذلك وقالاً إن قوله ( ولقد رآه نزلة أخرى ، عند سدرة المنتهى ) النجم 13 :14
أنما هو جبريل وصح عن أبى ذر أنه سأله : هل رأيت ربك ؟ فقال " نور أنى أراه " أى حال بينى وبين رؤيته النور كما قال فى لفظ أخر " رأيت نوراً "
وقد حكى عثمان بن سعيد الدرامى أتفاق الصحابة على أنه لم يره
وقد رأى النبى صلى الله علية وسلم فى هذه الرحلة أموراً عديدة منها
***********************
• عُرض عليه صلى الله علية وسلم اللبن والخمر فأختار اللبن فقيل : هُديت الفطرة أو أحببت الفطرة أما إنك لو أخذت الخمر غوت أمتك
• رأى صلى الله علية وسلم أربعة أنهار يخرجن من أصل سدرة المنتهى نهران ظاهران ونهران باطنان فالظاهران هما النيل والفرات والباطنان نهران فى الجنة
• رأى صلى الله علية وسلم مالكاً خازن النار وهو لا يضحك وليس على وجه بِشر و بشاشة وكذلك رأى الجنة والنار
• رأى صلى الله علية وسلم أكلة أموال اليتامى ظلماً لهم مشافر كمشافر الإبل يقذفون فى أفواههم قطعاً من نار كالأفهار فتخرج من أدبارهم
• رأى صلى الله علية وسلم أكلة الربا لهم بطون كبيرة لا يقدرون لأجلها أن يتحولوا من أماكنهم ويمر بهم آل فرعون حين يعرضون على النار فيطأونهم
• رأى صلى الله علية وسلم الزناة بين أيديهم لحم سمين طيب إلى جنبه لحم غث منتن يأكلون من الغث المنتن ويتركون الطيب السمين
• رأى صلى الله علية وسلم النساء اللاتى يدخلن على الرجال من ليس من أولادهم رأهن معلقات بثديهن
• رأى صلى الله علية وسلم عيراً من أهل مكة فى الإياب والذهاب وقد دلهم على بعير نَدً لهم ، وشُرب ماءهم من إناء مغطى لهم وهم نائمون ثم ترك الإناء مغطى وقد صار ذلك دليلاً على صدق دعواه فى صباح ليلة الإسراء
الله عز وجل يُجلى بيت المقدس للنبى صلى الله علية وسلم
****************
قال ابن القيم : فلما أصبح رسول الله صلى الله علية وسلم فى قومه أخبرعم أراه الله عز وجل من أياته الكبرى فأشتد تكذيبهم له وأذاهم وضراوتهم عليه وسألوه أن يصف لهم بيت المقدس فجلاه الله له حتى عاينه فطفق يخبرهم عن آياته ولا يستطيعون أن يردوا عليه شيئاً وأخبرهم عن عيرهم مسراه ورجوعه وأخبرهم عن وقت قدومها وأخبرهم عن البعير الذى يقدمها وكان الأمر كما قال فلم يزدهم ذلك إلا نفوراً وأبى الظالمون إلا كُفوراً
ويقال أن أبا بكر سُمى صديقاً من حادثة الإسراء والمعراج لان النبى صلى الله علية وسلم قال ليلة أسرى به لجبريل عليه السلام إن قومى لا يصدقونى فقال له : يصدقك أبو بكر وهو الصديق
حمل المبادىء الإدارية من سورة الإسراء – الكهف – مريم حوالي 80 صفحة قلم / هناء عبد الرحيم يماني
الحمد له الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله , والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي أرسله الله بالهدى ودين الحق وعلى آله وصحبه وسلم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . وبعد .
لقد اقتضت حاجة الإنسان المشاركة مع أخيه الإنسان في العمل سوية لسد حاجاتهم المختلفة , كما اقتضت ضرورة التنسيق بين جهودهم للوصول إلى الأهداف التي يرومون لتحقيقها , ويرى ( زويلف : 17 ) بأنه يمكن القول " أن الإدارة أمر حتمي في أي مجتمع إنساني ولكل أنواع التنظيمات والجماعات مهما اختلفت أشكالها . فالجهد الجماعي لا يتم إلا بها ولا يتحقق التعاون الكامل بين الأفراد إلا من خلالها , ولا يتم تلبية حاجات الأفراد إلا بواسطتها " .
لقد كثرت وتعددت تعريفات الإدارة , ويعرفها ( مصطفى والنابة : 9 ) على أنها " عملية تنظيم تتكامل فيها الجهود لتنظيم الموارد البشرية والمادية نحو هدف معين أو هدف مشترك " , ويذكر ( سالم وآخرون : 15 ) تعريف آخر للإدارة عرفه كيمبول على النحو التالي " تشتمل الإدارة على جميع الواجبات والوظائف ذات العلاقة بإنشاء المشروع وتمويله وسياساته الرئيسية وتوفير كل المعدات اللازمة ووضع الإطار التنظيمي العام الذي سيعمل ضمنه واختيار موظفيه الرئيسيين " . فالإدارة وفقا لهذا التعريف تشمل خمس عناصر مهمة هي ( التمويل ورسم السياسات والتنظيم وتوفير المعدات واختيار الأفراد ) .
إن الإسلام منهج متكامل ونظام شامل للحياة الإنسانية دينيا ودنيويا , فهو دين الله تعالى الذي أوحى بتعاليمه السمحاء إلى الرسول محمد –صلى الله عليه وسلم- وكلفه بتبليغه للناس كافة ودعوتهم إليه من خلال القرآن الكريم .
إن المنهج الإسلامي يقدم مفهوما للإدارة يتصف بالشمولية والإطلاق بعيدا عن الانحصار المعرفي في إزاء التعامل مع المفهوم المجرد للإدارة , إن كلمة الفكر الإداري الإسلامي كما عرفها د. حمدي عبد الهادي تعني " الآراء و المبادىء والنظريات التي سادت حقل الإدارة , ودراسة وممارسة عب العصور والأزمنة , ويعتب فكرا إسلاميا ما يصدر من هذه الآراء والمبادىء والنظريات وذلك بالاستناد إلى توجيهات القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة " ( الضحيان : 59 ) .
ومما سبق نستطيع تعريف النظرية الإسلامية على أنها " مجموعة من التصورات والمفاهيم والأفكار والأحكام والقيم والأهداف ذات الحد الأقصى من التجريد والعمومية المرتبطة بإعداد الإنسان المسلم حسب الأصول الإسلامية وتسويغها وتقويمها اعتبارا من أسسها ومناهجها وأساليب تحقيقها وتنفيذها " (الشلعوط : 73 ) .
ومن ثم نجد أن النظرية اإسلامية ترتكز على النقاط التالية : ( الشلعوط : 74 )
1.مستمدة في أساسها من القرآن الكريم والسنة .
2.تتصف بالشمولية .
3.تشتمل على نظرية المنهج والمعرفة والأساليب والوسائل والإدارة وهي بهذا تختلف عن النظريات الوضعية الأخرى .
4.تعمل على توجيه السلوك الإنساني وقيمه .
5.تعتمد على التفاعل ما بين النظرية والممارسة العملية فالإسلام دين عمل وجهاد .
ونجد أن مصادر الفكر الإداري في الإسلام مستمدة من عدة مصادر وهي ( القرآن الكريم , السنة النبوية الشريفة , الإجماع , القياس ) .
وهذا العمل سوف يتخصص في إبراز الجوانب الإدارية التي تضمنتها بعض أجزاء القرآن الكريم , وهذا يوجب علي إعطاء فكرة عن القرآن الكريم , القرآن الكريم كما يرى ( الشلعوط : 81 ) هو كلام الله سبحانه وتعالى أوحى به إلى سيدنا محمد –صلى الله عليه وسلم- وآياته دستور شامل لتنظيم حياة البشر الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعسكرية , وقد تكفل الله سبحانه وتعالى بحفظه يقول تعالى { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } (الحجر : 9) , ويرى ابن عباس رضي الله عنهما بأن القرآن الكريم هو الكتاب المنزل على محمد – صلى الله عليه وسلم – فصار له كالعلم ويرى الزركشي بأن القرآن الكريم هو الوحي المنزل على محمد للبيان والإعجاز ( العبدلي : 16 ) .
لقد ذكر ( العلي : 112 ) في كتابه ( الإدارة في الإسلام ) أهم خصائص الإدارة كما تستند إلى منهجية القرآن الكريم , وهي :-
1.إدارة ذات كفاءة وجدارة وأخلاق .
2.إدارة شورية .
3.إدارة تهتم بالحاجات النفسية والروحية والمادية للإنسان .
4.إدارة ذات مسئولية رعوية وسلطة مطاعة .
5.إدارة ذات رقابة ذاتية .
لقد نزل القرآن الكريم على النبي – صلى الله عليه وسلم – وتلقاه عنه الناس جيلا بعد جيل وزمانا عقب زمان إلى أن وصل إلينا كما نزل متواترا لا شك فيه ولا اختلاف , وكان لبعض آياته أسباب دعت إلى نزولها وهو ما يطلق عليه ( سبب النزول ) , وحيث أن هذا العمل سوف يتناول أسباب النزول للأجزاء المطلوبة كان لزاما علي أن أبين للقارىء تعريف ( سبب النزول ) , كما ذكر ( البلوط : 9 – 10 ) في تعريفه لسبب النول بأن السبب في اللغة : كل شيء يتوصل به إلى غيره فكل شيء يتوصل به إلى غيره هو سبب , وفي الاصطلاح : وقوع حادثة في زمن النبي – صلى الله عليه وسلم – أو توجيه سؤال إليه وإنزال الله آية أو آيات بيانا لتلك الحادثة أو جوابا عن ذلك السؤال , وعلى هذا التعريف يكون سبب نزول القرآن الكريم مشتملا على أمرين , هما:-
1.حدوث حادثة فينزل القرآن الكريم بشأنها .
2.أن يُسأل النبي – صلى الله عليه وسلم – عن شيء فينزل القرآن الكريم لبيان ما سئل عنه .
وهذا العمل سوف يهدف إلى إبراز الجوانب الإدارية في القسم الأول من الجزء الخامس عشر 15 ويشمل ( سورة الإسراء : 1 – 96 ) والقسم الأول من الجزء السادس عشر 16 ويشمل ( سورة الكهف : 75 – 110 ) و ( سورة مريم : 1 – 95 ) , عن طريق إبراز الجوانب التالية :-
1.أسباب نزول آيات الجزء – إن وجدت – .
2.الهدف من الآيات .
3.استخراج الوظائف الإدارية التي تضمنتها الآيات .
4.استخراج المبادىء الإدارية التي تضمنتها الآيات .
5.استخراج الوثائق المذكورة في الآيات .
6.اكتشاف المدارس الفكرية التي ذكرتها الآيات .
7.اكتشاف النظريات الإدارية التي ذكرتها الآيات .
8.اكتشاف أنواع العلاقة بين الرئيس والمرؤوس الموجود في الآيات .
9.استنباط المبادىء والقيم الإسلامية بشكل عام وما تضمنته النظرية الإسلامية بشكل خاص .
هذا بالإضافة إلى بعض المتفرقات الإدارية التي يمكن استنباطها من الآيات .
وما سبق يدعونا قبل الشروع في بدء العمل أن نأخذ فكرة مبسطة عن السور التي بين أيدينا وهي سورة ( الإسراء / الكهف / مريم ) على النحو التالي :-
اسم الملف | نوع الملف | حجم الملف | التحميل | مرات التحميل |
المبادىء الإدارية من سورة الإسراء – الكهف – مريم.doc | 579.5 كيلوبايت | المشاهدات 18 |
مشكور اخي بارك الله فيك وجعلها في ميزان حسناتك
اسم الملف | نوع الملف | حجم الملف | التحميل | مرات التحميل |
المبادىء الإدارية من سورة الإسراء – الكهف – مريم.doc | 579.5 كيلوبايت | المشاهدات 18 |
العفو اخي العزيز مشكور على الرد
اسم الملف | نوع الملف | حجم الملف | التحميل | مرات التحميل |
المبادىء الإدارية من سورة الإسراء – الكهف – مريم.doc | 579.5 كيلوبايت | المشاهدات 18 |
شكرا جزيلا على المعلومات المفيدة
شكرا جزيلا
ربما يتساءل بعض المسلمين لسماعهم كلام بعض المشككين لماذا أمر الله حبيبه ومصطفاه أن ينتقل من البيت الحرام بمكة – وهو أول بيت أوجده في كون الله وأعلى حرم جعله الله لعبادته في هذه الحياة – إلى بيت المقدس قِبْلَة الأنبياء والمرسلين السابقين؟وهذا كلام لا مِرْية ولا شك فيه لأن الذي أخبر بذلك هو الله في كتابه الذي لا يتغير ولا يتبدل بحفظ الله له حيث قال جلّ شأنه وتبارك اسمه ولا إله غيره {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}كان إسراؤه من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى لحكم تعالت عن العدّ وتناهت عن الإحصاء والحدّ لا يحصيها في جملتها إلا الواحد الأحد الفرد، الصمد لكن لابد لنا من ذكر بعضها تأنيساً للقلوب وتثقيفاً للعقول وتطميناً لنا أجمعين لنعلم أن الله أعلم بما ينفعنا ويصلحنا أجمعين في الدين والدنيا والآخرة فمن جُملة ذلك أن هذا كان إعلاناً لجميع البشرية بحضور جميع الأنبياء والمرسلين أن هذا الدين المتين الذي أنزله الله على أمير الأنبياء والمرسلين هو امتداد لرسالات السماء ووحي الله لعباده من الأنبياء والمرسلين وهم جميعاً يدعون إلى مكارم الأخلاق وتوحيد حضرة الخلاق وليس بينهم في الحقيقة خلاف ولا شقاق، وإنما الخلاف والشقاق جاء من دخول الأهواء في قلوب بعض العلماء أو دخول شهوات الدنيا في بعض القائمين على الديانات بعد رسل السماء لكنهم جميعاً كما قال فيهم صلوات الله وسلامه عليه{الأنْبياءُ إِخْوةٌ مِنْ عَلاَّتٍ وَأُمَّهاتُهُمْ شَتَّى}[1] فكلهم جاءوا بدعوة واحدة وبمكارم طيبة صافية وهي مكارم الأخلاق وتوحيد حضرة الخلاق ولما كان كل رسول يُرسل إلى قومه خاصة فقد كان الله يخصه بالتعليمات التي تناسب زمانه وقومه وعصره فلما جاءت الرسالة الخاتمة الصالحة لكل الأزمان ولكل الأمكنة ولكل القدرات البشرية في شتى مناحي هذه الأرض أكمل الله رسالته
وأسبغ نعمته وأتم ديانته فظهر فيها تمام مكارم الأخلاق لقوله صلوات الله وسلامه عليه { إِنَّـمَا بُعِثْتُ لأُتَـمِّـمَ مَكَارِمَ الأَخْلاَقِ}[2]فكل نبي جاء بخلق أو أخلاق تناسب زمانه ولما جاء صاحب الكمال انتهى إليه جميع الصفات وجميع الجمال وجميع الكمالات فكان كما قال الله في شأنه {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} فجعله الله وارثاً لنبوات السابقين أجمعين وكان من ذلك أيضاً إعلام الله للخلق أجمعين أنه لا عصبية بين أصحاب الديانات السماوية ولا يجب أن يكون بينهم تشاحن ولا تطاحن ولا نزاعات ولا إحن ولا فتن ولا حروب لأن الله جعلهم جميعاً يؤمنون بالله رباً وبالإسلام ديناً وإن كانوا وصفوا دينهم بشئ غير الإسلام فإن ذلك ليس بصحيح ونص على ذلك كتاب الملك العلام فجعل الله العصبية منتهية وبذلك قال النبي{لَيْسَ مِنَّا مَنْ دَعَا إِلَى عَصَبِيَّةٍ}[3] وبعد ظهور الإسلام زالت العصبية الدينية فمن باب أولى أن تزول العصبيات الخلافية بين الجماعات والفرق الإسلامية وإنما هم جميعاً مسلمون {مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ} وكلمة مسلم لا يجب أن تحيطها بهالة قبلها ولا بوصف زائف بعدها وإنما نأتنس جميعاً بالإسلام، ولا شئ يعلو على كلام الملك العلام فكل من فجَّر نزاعاً بين المسلمين وبعضهم أو بين المسلمين وغيرهم من أهل الديانات السماوية فهو بعيد عن روح الدين بعيد عن نهج سيد الأولين والآخرين صلوات الله وسلامه عليه فقد جمع الله له المرسلين وصافحوه وصلى بهم إماماً واحتفوا به ورحبوا به بكلمات نيرة مشهودة ورحب بهم في كلمة جامعة موجودة ثم بعد ذلك لما صعد إلى السماء كانوا في إستقباله وكانوا حريصين عليه وعلى أمته لأنهم جميعاً مأمورين بتعضيده ونصرته فقد قال الله لهم في الميثاق الذي أخذه عليهم {لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ}أمرهم بنصرته فلم يكن ترديد موسى له في الصلاة كما يقول بعض الزائغين لولاية اليهود على الإسلام أو وصاية موسى على نبي الإسلام وإنما كان لأن الله أمره بنصرته وأمره أنيكون نصيحاً له في شريعته وأن يكون رحيماً وشفيقاً معه في أمته ففعل كل ما أمره به مولاه ليفوز برضاء الله لأن الله توّعد حتى الأنبياء من أن يخالفوا ما أُخذ عليهم من العهد والميثاق مع الله فالأديان كلها تدعو لكمال الأخلاق ومكارم الخصال ولذلك كان في إسراءه مشاهد جمة لا يتسع الوقت لحصرها أو ذكر بعضها ولكن كلها إذا تدبرنا في أمرها تدعو لمكارم الأخلاق وتدعو إلى حقوق الإنسان كم من مشهد يحرم الزنا ويفظِّعه إلى مشهد يحرم الربا ويهوِّله إلى مشهد يحرم الكذب وتوابعه إلى مشهد يحرم الغيبة والنميمة وما شابهها إلى مشهد يوضح للإنسان أهمية محافظته على الصلاة والأهوال التي تنتظره إذا ترك اتصاله بمولاه وكلها مشاهد نورانية تدعو المرء إلى القيام بحقوق الله وحقوق عباد الله التي دعا إليها رسول الله وجميع رسل الله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين فإنه لا سمو للبشرية ولا صلاح لحال الإنسانية إلا إذا سادت بين شعوبها تعاليم الأديان السماوية وأخلاقها المرضية فإنها الوحيدة التي تحارب في هذا الوجود النزعات العدوانية والشرور النفسية والأهواء الإبليسية بطريقة حكيمة نورانية لا تتمكن أي طريقة بشرية أو إنسانية من فعل ذلك ولذلك عندما تركوا الأديان فسدت أخلاقهم وأحوالهم كما هو ظاهر في للعيان فقد قالوا مثلاً في حقوق الإنسان: الإنسان حر في أن يصنع ما يريد فإذا شرب الخمر فلا عليه شئ وإذا تعامل بالربا فهذا شأنه ولكن شارب الخمر إن لعب به عقله وذهب عن حسه ونفسه وفعل ما يؤذي الآخرين ويضر ما حوله من الخلق أجمعين هل هذه حرية؟ وهل هذه هي الأخلاق الإنسانية؟ وهل التزم بحقوق الآخرين كما يطالب بذلك من يقولون بحقوق الإنسان؟ وهل الذي يبتز أخاه الإنسان وينتهز فرصة حاجته ويعطيه المال بالربا أضعافاً مضاعفة ويجعله مهدود الكيان في البناء الاقتصادي لا تقوم له قومة ولا ينهض له شأن لأنه لا ينتهي من دين حتى يدخل في ديون أخرى ويتحكم في الدائنون ويوجهون سياسته ويقومون بتنفيذ ما يطلبون لأنهم هم الذين يفرجون عنه بإعطائه من الديون ما يفك به معضلاته الاقتصادية[4] هل هذه حقوق الإنسان؟إن حقوق الإنسان لا تكون إلا مع أخلاق القرآن وأخلاق النبي العدنان وأخلاق الأنبياء والمرسلين التي أرساها الله بهم في هذه الدنيا وفي عالم الأكوان فكان مجيئه صلى الله عليه وسلم إعلاماً بأنه يرث الصالح مما جاء به الأنبياء ويدع الطالح مما زاده هؤلاء وهؤلاء وكان أيضاً بالإضافة إلى ذلك حفظاً لميراث داود وسليمان فلو لم يذهب النبي إلى بيت المقدس ما حافظ المسلمون على حرمته ولا باعوا النفيس والغالي والأرواح في سبيل نصرته وإنما الذي دفعهم إلى ذلك أنه ثالث الحرمين ومسرى النبي الأمين فهذا الذي دفعهم للحفاظ عليه والعمل على إعلاء شأنه لأنه مسجد اتخذه الله لرسله وأنبياءه ورسولنا يحفظ حقوق النبيين والمرسلين أجمعين لأنه هو المرسل رحمة للعالمين فقال{ الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا مَنْ في اْلأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ في السَّماءِ }[5] فلو كان الله أخذ حبيبه من المسجد الحرام إلى السموات العلى مباشرة لما كان هناك رد مقنع على الكافرين لأنه لو أخبرهم أنه عُرج به إلى السماء لم يصعدوا إلى السماء وليس معهم سؤال يسألوه ولا دليل به يطلبوه وإنما عندما أخبرهم بأنه أسرى به إلى بيت المقدس وقد علموا بأنه لم يذهب إليه وهم ذهبوا إليه وعرفوه سألوه عن نعته ووصفه فجلاه الحق له فوصفه لهم كما يعرفوه فقالوا أما الوصف فقد صدقت وهذا دليل على صدقه في هذه الدعوة لكنهم لم يؤمنوا به لأنهم سبق لهم سوء الخاتمة من الله ثم طلبوا دلائل حسية أخرى فأخبرهم بقوافلهم التي تسير إلى بيت المقدس وكيف أنهم مروا بقوم ندَّ لهم بعير (أي ضل) فناداهم وأخبرهم به فحصلوه وأنه ذهب إلى قوم آخرين وكان ظمآناً من الماء وعندهم إناء ملئ بالماء فكشفه وشرب كل ما فيه وغطاه فلما كشفوه لم يجدوا فيه شيئاً ولكنهم لم يزدهم ذلك إلا عناداً ثم طلبوا منه أمراً ظنوا أنه فوق طاقته فقالوا: إن كنت صادقاً فمتى ستأتي هذه القافلة؟ وهذا غيب لا يعلمه إلا الله لكن الله أيده فقال ستأتي في يوم كذا ساعة العصر فانتظروا ذلك اليوم وكانت الشمس تكاد تغيب والقافلة لم تأت فدعا الله تعالى فاصفرت الشمس أو كما قالت الروايات الواردة ردّها الله بعد أن كانت قد توارت خلف الجبال والنخيل إلى كبد السماء حتى جاءت القافلة وقد كان قال لهم يتقدمها جمل (أورق)يعني مختلط لونه بين الأسود والأبيض عليه غرارتان يعني (قفتان) وكان الأمر كما قال جاءت القافلة في ميعادها وكما وصفها لهم لكنهم كانوا ظالمين وبآيات الله يجحدون فكان ذهابه إلى بيت المقدس ليثبت عليهم بالحجة والبرهان أن هذه الحادثة أجراها له الرحمن لكنها لو كانت مباشرة من البيت الحرام إلى السماء ماذا كانوا سيقولون؟ وكيف كانوا يطلبون الدليل أو البرهان؟ وهناك حكم كثيرة وأدلة عظيمة جعلها الله في إسراء حبيبه من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي نسأل الله أن يطهره من اليهود والزائغين وأن يجعله خالصاً للمسلمين والموحدين وأن يحيينا حتى نتمتع ونفرح جميعاً بهذا النصر المبين وأن يعيننا ويصحح أجسامنا حتى نصلي فيه صلاة لرب العالمين
[1] مسند الإمام أحمد، صحيح مسلم.
[2] عن أبي هريرة مالك في الموطأ والطبراني عن حديث جابر وأحمد من حديث معاذ بن جبل.
[3] عن جبير بن مطعم في سنن أبي داود، الفتح الكبير رواه أبو داود.
[4] ولما حدث الإنهيار العالمى وتداعت الإقتصادات العظمى خرج المحللون الماليون الغربيون ليقولوا أن أفضل الحلول البنكية هو جعل فائدة الإيداع أو التوفير تصل إلى الصفر بالمائة أى لا ربا بأى شكل من الأشكال.
[5] عن عبد الله بن عمر، رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح.
منقول من كتاب [الخطب الإلهامية رجب والإسراء والمعراج]
[B]
الخطب الإلهامية شهر رجب والإسراء والمعراج
الإسراء والمعراج
الإسراء والمعراج في العقيدة الإسلامية حادثة جرت في منتصف فترة الرسالة الإسلامية ما بين السنة الحادية عشر إلى السنة الثانية عشر منذ أعلن النبي محمد أن الله قد أرسل جبريل يكلفه برسالة دينية يبلغها إلى قبيلته قريش ومن ثم إلى البشرية وأنها تتمة وخاتمة لرسالات السماءالسابقة، وحسب التاريخ الإسلامي للفترة هذه والمصطلح على تسميته السيرة النبوية يعد الإسراء الرحلة التي قام بها النبي محمد على البراق مع جبريل ليلا من بلده مكة إلى بيت المقدس في فلسطين، وهي رحلة استهجنت قبيلة قريش حدوثها لدرجة أن بعضهم صار يصفق ويصفر مستهزئاً ولكن النبي محمد على تأكيدها وأنه انتقل بعد من القدس في رحلة سماوية بصحبة جبريل أوحسب التعبير الإسلامي عرج به إلى الملآ الآعلى عند سدرة المنتهى أي إلى أقصى مكان يمكن الوصول إليه في السماء وعاد بعد ذلك في نفس الليلة. ورد في سورة الإسراء ***64831;سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ(1)***64830;
ويؤكد علماء المسلمين أن هذه الرحلة تمت بالروح والجسد معاً وإلا لما حصل لها الإنكار المبالغ فيه من قبيلة قريش، وأن هذه الرحلة تجاوزت حدود الزمان والمكان.
روي عن ابن هشام في السيرة النبوية :
قال : ثم أسري برسول الله من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وهو بيت المقدس من إيلياء، وقد فشا الإسلام بمكة في قريش، وفي القبائل كلها
.
قال ابن إسحاق : كان من الحديث فيما بلغني عن مسراه، عن عبد الله بن مسعود، وأبي سعيد الخدري ،وعائشة زوج النبي، ومعاوية بن أبي سفيان، والحسن بن أبي الحسن البصري، وابن شهاب الزهري، وقتادة وغيرهم من أهل العلم، وأم هانئ بنت أبي طالب، ما اجتمع في هذا الحديث، كل يحدث عنه بعض ما ذكر من أمره حين أُسري به، وكان في مسراه، وما ذكر عنه بلاء وتمحيص، وأمر من أمر الله عز وجل في قدرته وسلطانه، فيه عبرة لأولي الألباب، وهدى ورحمة وثبات لمن آمن وصدق، وكان من أمر الله سبحانه والله على يقين، فأسرى به سبحانه والله كيف شاء، ليريه من آياته ما أراد، حتى عاين ما عاين من أمره وسلطانه العظيم، وقدرته التي يصنع بها ما يريد .
رواية عبد الله بن مسعود عن الإسراء
فكان عبد الله بن مسعود – فيما بلغني عنه – يقول :
أُتي رسول الله ) بالبراق – وهي الدابة التي كانت تحُمل عليها الأنبياء قبله، تضع حافرها في منتهى طرفها – فحُمل عليها، ثم خرج به صاحبه، يرى الآيات فيما بين السماء والأرض، حتى انتهى إلى بيت المقدس، فوجد فيه إبراهيم الخليل وموسى وعيسى في نفر من الأنبياء قد جمُعوا له، فصلى بهم . ثم أُتي بثلاثة آنية، إناء فيه لبن، وإناء فيه خمر، وإناء فيه ماء . قال : فقال رسول الله () : فسمعت قائلا يقول حين عُرضت علي : إن أخذ الماء غرق وغرقت أمته، وإن أخذ الخمر غوى وغوت أمته، وإن أخذ اللبن هُدي وهديت أمته . قال : فأخذت إناء اللبن، فشربت منه، فقال لي جبريل : هُديت وهديت أمتك يا محمد .
رواية الحسن عن مسراه
قال ابن إسحاق : وحُدثت عن الحسن أنه قال : قال رسول الله : بينا أنا نائم في الحجر، إذ جاءني جبريل، فهمزني بقدمه، فجلست فلم أر شيئا، فعدت إلى مضجعي، فجاءني الثانية فهمزني بقدمه، فجلست ولم أر شيئا، فعدت إلى مضجعي، فجاءني الثالثة فهمزني بقدمه، فجلست، فأخذ بعضدي، فقمت معه، فخرج بي إلى باب المسجد، فإذا دابة أبيض، بين البغل والحمار، في فخذيه جناحان يحفز بهما رجليه، يضع يده في منتهى طرفه، فحملني عليه، ثم خرج معي لا يفوتني ولا أفوته . [بحاجة لمصدر]
رواية قتادة عن مسراه
قال ابن إسحاق : وحُدثت عن قتادة أنه قال : حُدثت أن رسول الله قال : لما دنوت منه لأركبه شَـمَس، فوضع جبريل يده على مَعرفته، ثم قال : ألا تستحي يا براق مما تصنع، فوالله ما ركبك عبد لله قبل محمد أكرم عليه منه . قال : فاستحيا حتى ارفضّ عرقا، ثم قر حتى ركبته . [بحاجة لمصدر]
تفسير كلمة البراق في الروايات الإسلامية:
هو دابة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهى طرفه.
عودة إلى رواية الحسن
قال الحسن في حديثه : فمضى رسول الله ، ومضى جبريل معه، حتى انتهى به إلى بيت المقدس، فوجد فيه إبراهيم وموسى وعيسى في نفر من الأنبياء، فأمَّهم رسول الله فصلى بهم، ثم أُتي بإناءين، في أحدهما خمر، وفي الآخر لبن .[بحاجة لمصدر] قال : فأخذ رسول الله إناء اللبن، فشرب منه، وترك إناء الخمر . قال : فقال له جبريل : هديت للفطرة، وهديت أمتك يا محمد، وحرمت عليكم الخمر . ثم انصرف رسول الله إلى مكة، فلما أصبح غدا على قريش فأخبرهم الخبر . فقال أكثر الناس : هذا والله الإمْر البين، والله إن العير لتطرد، شهرا من مكة إلى الشام مدبرة، وشهرا مقبلة، أفيذهب ذلك محمد في ليلة واحدة، ويرجع إلى مكة ! قال : فارتد كثير ممن كان أسلم، وذهب الناس إلى أبي بكر، فقالوا له : هل لك يا أبا بكر في صاحبك، يزعم أنه قد جاء هذه الليلة بيت المقدس وصلى فيه ورجع إلى مكة . قال : فقال لهم أبو بكر : إنكم تكذبون عليه ؛ فقالوا : بلى، ها هو ذاك في المسجد يحدث به الناس ؛ فقال أبو بكر : والله لئن كان قاله لقد صدق، فما يُعجبكم من ذلك ! فوالله إنه ليخبرني أن الخبر ليأتيه من الله من السماء إلى الأرض في ساعة من ليل أو نهار فأصدّقه، فهذا أبعد مما تعجبون منه، ثم أقبل حتى انتهى إلى رسول الله، فقال: يا نبي الله، أحدثت هؤلاء القوم أنك جئت بيت المقدس هذه الليلة ؟ قال : نعم ؛ قال : يا نبي الله، فصفه لي، فإني قد جئته – قال الحسن : فقال رسول الله : فرُفع لي حتى نظرت إليه – فجعل رسول الله () يصفه لأبي بكر، ويقول أبو بكر: صدقت، أشهد أنك رسول الله، كلما وصف له منه شيئا، قال : صدقت، أشهد أنك رسول الله، حتى إذا انتهى، قال رسول الله لأبي بكر: وأنت يا أبا بكر الصديق ؛ فيومئذ سماه الصديق . قال الحسن : وأنزل الله فيمن ارتد عن إسلامه لذلك: ( وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا(60) ) .
فهذا حديث الحسن عن مسرى رسول الله. وما دخل فيه من حديث قتادة.
وصفه لإبراهيم وموسى وعيسى
قال ابن إسحاق : وزعم الزهرى عن سعيد بن المسيب أن رسول الله وصف لأصحابه إبراهيم وموسى وعيسى حين رآهم في تلك الليلة، فقال : أما إبراهيم، فلم أر رجلا أشبه قط بصاحبكم، ولا صاحبكم أشبه به منه ؛ وأما موسى، فرجل آدم طويل ضرب جعد أقنى كأنه من رجال شنوءة ؛ وأما عيسى بن مريم، فرجل أحمر، بين القصير والطويل، سبط الشعر، كثير خِيلان الوجه، كأنه خرج من ديماس، تخال رأسه يقطر ماء، وليس به ماء، أشبه رجالكم به عروة بن مسعود الثقفي .
رواية أم هانئ عن الإسراء
قال محمد بن إسحاق : وكان فيما بلغني عن أمر هانئ بنت أبي طالب ا، واسمها هند، في مسرى رسول الله ()، أنها كانت تقول : ما أُسري برسول الله () إلا وهو في بيتي، نام عندي تلك الليلة في بيتي، فصلى العشاء الآخرة، ثم نام ونمنا، فلما كان قبيل الفجر أهبَّنا رسول الله () ؛ فلما صلى الصبح وصلينا معه، قال : يا أم هانئ، لقد صليت معكم العشاء الآخرة كما رأيت بهذا الوادي، ثم جئت بيت المقدس فصليت فيه، ثم قد صليت صلاة الغداة معكم الآن كما ترين، ثم قام ليخرج، فأخذت بطرف ردائه، فتكشَّف عن بطنه كأنه قُبطية مطوية، فقلت له : يا نبي الله، لا تحدث بهذا الناس فيكذبوك §ويؤذوك ؛ قال : والله لأحدثنهموه .
قالت : فقلت لجارية لي حبشية : ويحك اتبعي رسول الله () حتى تسمعي ما يقول للناس، وما يقولون له . فلما خرج رسول الله إلى الناس أخبرهم، فعجبوا وقالوا : ما آية ذلك يا محمد ؟ فإنا لم نسمع بمثل هذا قط ؛ قال : آية ذلك أني مررت بعير بني فلان بوادي كذا وكذا، فأنفرهم حس الدابة، فندَّ لهم بعير، فدللتهم عليه، وأنا موجَّه إلى الشام .
ثم أقبلت حتى إذا كنت بضجنان مررت بعير بني فلان، فوجدت القوم نياما، ولهم إناء فيه ماء قد غطوا عليه بشيء، فكشفت غطاءه وشربت ما فيه، ثم غطيت عليه كما كان ؛ وآية ذلك أن عيرهم الآن يصوب من البيضاء، ثنية التنعيم، يقدمها جمل أورق، عليه غرارتان، إحداهما سوداء، والآخرى برقاء . قالت : فابتدر القوم الثنية فلم يلقهم أولُ من الجمل كما وصف لهم، وسألوهم عن الإناء، فأخبروهم أنهم وضعوه مملوءا ماء ثم غطوه، وأنهم هبوا فوجدوه مغطى كما غطوه، ولم يجدوا فيه ماء . وسألوا الآخرين وهم بمكة، فقالوا : صدق والله، لقد أُنْفرنا في الوادي الذي ذكر، وندّ لنا بعير، فسمعنا صوت رجل يدعونا إليه، حتى أخذناه .«»
[عدل]قصة المعراج
الرسول يصعد إلى السماء الأولى ( حديث الخدري عن المعراج)
قال ابن إسحاق : وحدثني من لا أتهم عن أبي سعيد الخدري أنه قال : سمعت رسول الله يقول : لما فرغت مما كان في بيت المقدس، أُتي بالمعراج، ولم أر شيئا قط أحسن منه، وهو الذي يمد إليه ميتكم عينيه إذا حُضر، فأصعدني صاحبي فيه، حتى انتهى بي إلى باب من أبواب السماء، يقال له : باب الحفظة، عليه ملك من الملائكة، يقال له : إسماعيل، تحت يديه اثنا عشر ألف ملك، تحت يدي كل ملك منهم اثنا عشر ألف ملك – قال : يقول رسول الله حين حدث بهذا الحديث : وما يعلم جنود ربك إلا هو – فلما دُخل بي، قال : من هذا يا جبريل ؟ قال : هذا محمد . قال : أوقد بعث ؟ قال : نعم . قال : فدعا لي بخير، وقاله .
صفة مالك خازن النار :
قال ابن إسحاق : وحدثني بعض أهل العلم عمن حدثه عن رسول الله، أنه قال : تلقتني الملائكة حين دخلت السماء الدنيا، فلم يلقني ملك إلا ضاحكا مستبشرا، يقول خيرا ويدعو به، حتى لقيني ملك من الملائكة، فقال مثل ما قالوا، ودعا بمثل ما دعوا به، إلا أنه لم يضحك، ولم أر منه من البشر مثل ما رأيت من غيره، فقلت لجبريل : يا جبريل من هذا الملك الذي قال لي كما قالت الملائكة ولم يضحك إلي، ولم أر منه من البشر مثل الذي رأيت منهم ؟ قال : فقال لي جبريل : أما إنه لو ضحك إلى أحد كان قبلك، أو كان ضاحكا إلى أحد بعدك، لضحك إليك، ولكنه لا يضحك، هذا مالك صاحب النار .
من صفات جهنم:
فقال رسول الله : فقلت لجبريل، وهو من الله بالمكان الذي وصف لكم ( مطاع ثم أمين ) : ألا تأمره أن يُريني النار ؟ فقال : بلى، يا مالك، أرِ محمدا النار . قال : فكشف عنها غطاءها، فقال : ففارت وارتفعت، حتى ظننت لتأخذن ما أرى . قال : فقلت لجبريل : يا جبريل، مُرْه فليردها إلى مكانها . قال : فأمره، فقال لها : اخبي، فرجعت إلى مكانها الذي خرجت منه . فما شبَّهت رجوعها إلا وقوع الظل . حتى إذا دخلت من حيث خرجت رد عليها غطاءها .
عرض الأرواح على آدم:
و قال أبو سعيد الخدري في حديثه : إن رسول الله قال : لما دخلت السماء الدنيا، رأيت بها رجلا جالسا تُعرض عليه أرواح بني آدم، فيقول لبعضها إذا عُرضت عليه خيرا ويُسّر به، ويقول : روح طيبة خرجت من جسد طيب ؛ ويقول لبعضها إذا عُرضت عليه : أف، ويعبس بوجهه ويقول : روح خبيثة خرجت من جسد خبيث . قال : قلت : من هذا جبريل ؟ قال : هذا أبوك آدم، تعرض عليه أرواح ذريته، فإذا مرت به روح المؤمن منهم سر بها . وقال : روح طيبة خرجت من جسد طيب . وإذا مرت به روح الكافر منهم أفَّف منها وكرهها، وساءه ذلك، وقال : روح خبيثة خرجت من جسد خبيث .
صفة أكلة أموال اليتامى ظلما
قال : ثم رأيت رجالا لهم مشافر كمشافر الإبل، في أيديهم قطع من نار كالأفهار، يقذفونها في أفواههم، فتخرج من أدبارهم . فقلت : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء أكلة أمول اليتامى ظلما .
صفة أكلة الربا
قال : ثم رأيت رجالا لهم بطون لم أر مثلها قط بسبيل آل فرعون، يمرون عليهم كالإبل المهيومة حين يُعرضون على النار، يطئونهم لا يقدرون على أن يتحولوا من مكانهم ذلك . قال : قلت : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء أكلة الربا .
صفة الزناة من بني آدم
قال : ثم رأيت رجالا بين أيديهم لحم ثـمين طيب، إلى جنبه لحم غث منتن، يأكلون من الغث المنتن، ويتركون السمين الطيب . قال : قلت : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء الذين يتركون ما أحل الله لهم من النساء، ويذهبون إلى ما حرم الله عليهم منهن .
من نسبت ابنا لزوجها من غيره
قال : ثم رأيت نساء معلقات بثديهنّ، فقلت : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء اللاتي أدخلن على الرجال من ليس من أولادهم .
قال ابن إسحاق : وحدثني جعفر بن عمرو، عن القاسم بن محمد أن رسول الله، قال : اشتد غضب الله على امرأة أدخلت على قوم من ليس منهم، فأكل حرائبهم، واطلع على عوراتهم .
[عدل]تفاصيل صعود النبي في السموات
ثم رجع إلى حديث أبي سعيد الخدري، قال : ثم أصعدني إلى السماء الثانية، فإذا فيها ابنا الخالة : عيسى بن مريم، ويحيى بن زكريا، قال : ثم أصعدني إلى السماء الثالثة، فإذا فيها رجل صورته كصورة القمر ليلة البدر ؛ قال : قلت : من هذا يا جبريل ؟ قال : هذا أخوك يوسف ابن يعقوب . قال : ثم أصعدني إلى السماء الرابعة، فإذا فيها رجل فسألته : من هو ؟ قال : هذا إدريس – قال : يقول رسول الله : ورفعناه مكانا عاليا – قال : ثم أصعدني إلى السماء الخامسة فإذا فيها كهل أبيض الرأس واللحية، عظيم العثنون، لم أر كهلا أجمل منه ؛ قال: قلت : من هذا يا جبريل ؟ قال هذا المحبَّب في قومه هارون بن عمران . قال : ثم أصعدني إلى السماء السادسة، فإذا فيها رجل آدم طويل أقنى، كأنه من رجال شنوءة ؛ فقلت له : من هذا يا جبريل ؟ قال : هذا أخوك موسى بن عمران . ثم أصعدني إلى السماء السابعة، فإذا فيها كهل جالس على كرسي إلى باب البيت المعمور، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، لا يرجعون فيه إلى يوم القيامة . لم أر رجلا أشبه بصاحبكم، ولا صاحبكم أشبه به منه ؛ قال : قلت : من هذا يا جبريل ؟ قال : هذا أبوك إبراهيم . قال : ثم دخل بي الجنة، فرأيت فيها جارية لعساء، فسألتها : لمن أنت ؟ وقد أعجبتني حين رأيتها ؛ فقالت : لزيد بن حارثة، فبشَّر بها رسول الله زيد بن حارثة .
[عدل]فرض الصلاة في الإسراء والمعراج
قال ابن إسحاق: ومن حديث عبد الله بن مسعود، عن النبي، فيما بلغني: أن جبريل لم يصعد به إلى سماء من السماوات إلا قالوا له حين يستأذن في دخولها: من هذا يا جبريل؟ فيقول: محمد ؛ فيقولون: أوقد بعث إليه؟ فيقول: نعم؛ فيقولون: حياه الله من أخ وصاحب! حتى انتهى به إلى السماء السابعة، ثم انتهى به إلى ربه، ففرض عليه خمسين صلاة في كل يوم. موسى بن عمران يطلب من النبي عليه الصلاة والسلام سؤال ربه التخفيف عن أمته في أمر الصلاة قال: قال رسول الله: فأقبلت راجعا، فلما مررت بموسى بن عمران، ونعم الصاحب كان لكم، سألني كم فُرض عليك من الصلاة؟ فقلت: خمسين صلاة كل يوم؛ فقال: إن الصلاة ثقيلة، وإن أمتك ضعيفة، فارجع إلى ربك، فاسأله أن يخفف عنك وعن أمتك. فرجعت فسألت ربي أن يخفف عني وعن أمتي، فوضع عني عشرا. ثم انصرفت فمررت على موسى فقال لي مثل ذلك؛ فرجعت فسألت ربي، أن يخفف عني وعن أمتي، فوضع عني عشرا. ثم انصرفت فمررت على موسى فقال لي مثل ذلك ؛ فرجعت فسألت ربي، فوضع عني عشرا . ثم لم يزل يقول لي مثل ذلك، كلما رجعت إليه، قال : فارجع فاسأل ربك، حتى انتهيت إلى أن وضع ذلك عني، إلا خمس صلوات في كل يوم وليلة. ثم رجعت إلى موسى، فقال لي مثل ذلك، فقلت: قد راجعت ربي وسألته، حتى استحييت منه، فما أنا بفاعل .
هنا كتاب السرية النبوية
اصحاب الكهفان قصة اصحاب الكهف تمثل صفحة ناصعة من صفحات البذل و التضحية و العطاء,فهم شباب تركوا زخارف الدنيا الفانية خوفا على انفسهم من ان يفتنوا في دينهم ومن ترك شيئا لله عوضه عنه خيرا قال الله تعالىام حسبت ان اصحاب الكهف و الرقيم كانوا من ءاياتنا عجبا 9 اذ اوى الفتية الى الكهف فقالوا ربنا ءاتنا من لدنك رحمة و هيئ لنا من امرنا رشدا 10 فضربنا على ءاذانهم في الكهف سنين عددا 11 ثم بعثناهم لنعلم اي الحزبين احصى لما لبثوا امدا 12 نحن نقص عليك نباهم بالحق انهم فتية ءامنوا بربهم وزدناهم هدى 13 وربطنا على قلوبهم اذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والارض لن ندعو من دونه الاها لقد قلنا شططا14 هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه الهة لولا ياتون عليهم بسلطان بين فمن اظلم ممن افترى على الله كذبا15 ) هؤلاء الفتية اعتزلوا الدنيا من اجل الله فعوضهم الله خيرا
رووووعة مشكوور
اختياركم لهذا الموضوع موفق
بارك الله لك
ونطمع بالمزيد