وللوقاية والحد من تساقط الشعر بشكل عام، ينصح بالحرص على التغذية الجيدة التي تقدم للجسم العناصر الغذائية المهمة لنمو الشعر، كالبروتينات والمعادن والأملاح والفيتامينات وغيرها، مع ضرورة الرفق بالشعر وعدم تعريضه لكثير من الشد أو الحرارة العالية أثناء التسريحات ، وتحاشي الالوان والمشقرات قدر المستطاع. كما ينصح باستخدام الأدوية الأقل ضررا على بصيلات الشعر.
حب الشباب ( acne vulgaris ) ، أصل هذه الكلمات يوناني ، فكلمة acneأصلها akme وتعني حبة أو نقطة ، وكلمة ( vulgaris ) تعني أمر اعتيادي أو شائع . وبهذا المعنى يمكن أن نعرف حب الشباب على أنه حالة فسيولوجية طبيعية تظهر في فترة زمنية محدودة من عمر الانسان خلال فترة الشباب ، حيث يعتبر حب الشباب من أكثر الاختلالات الجلدية التي تصيب البالغين . وأن المرحلة العمرية الأكثر اصابة هي ما بين سن الرابعة عشرة والسابعة عشرة عند الاناث ، وما بين الساِدسة عشرة الى التاسعة عشرة عند الذكور ، وحب الشباب نادر الحدوث بعد مرور مرحلة الشباب ، على أن هناك نسبة ضئيلة ممن يشكون من ظهور حب الشباب بعد هذه الفترة . وحب الشباب يصيب المناطق الجلدية التي يكثر فيها تواجد الغدد الدهنية ، وخصوصا مناطق الوجه ومنطقة الظهر العلوية ومنطقة الصدر ، والغدد الدهنية عبارة عن غدد حويصلية الشكل تفرز مواد دهنية لها تأثيرات ايجابية منها أنها تلطف وترطب الجلد ، كما انها تحتوي مواد قاتلة للبكتيريا الضارة بالجلد ، والغدد الدهنية تكون عادة مرتبطة ومتصلة بجريبات الشعر ، لأن الافرازات الدهنية تمر بمحاذات ساق الشعرة الى سطح الجلد ، أما المناطق الجلدية التي لا يوجد فيها شعر فان الغدد الدهنية تفرز افرازاتها مباشرة الى سطح الجلد .
ان أسباب ظهور حب الشباب لازالت غير واضحة تماما ، مع أن هناك الكثير من العوامل التي تلعب دورا هاما في ظهور حب الشباب ، نذكر منها :
1 – العوامل الهرمونية :
حجم الغدد الدهنية يزداد مع تقدم العمر ، وعند مرحلة البلوغ – الذكور والاناث على حد سواء – يزداد تركيز الهرمونات الجنسية ، ومن الناحية الفسيولوجية ، فان افراز الغدد الدهنية واقع تحت السيطرة الهرمونية وخصوصا الجنسية منها ، ولهذا يزداد افراز وحجم الغدد الدهنية بشكل ملحوظ ، مما يزيد من لزوجة الافرازات ، ويكون هذا مصحوبا بزيادة نشاط الخلايا الظهارية التي تبطن الفتحات الجريبية للشعر والتي تمر من خلالها المواد الدهنية التي تفرزها الغدد الدهنية . كل ذلك يؤدي الى صعوبة تصريف المواد الدهنية عبر الفتحات الجريبية للشعر مما ينتج عن ذلك تجمع المواد الدهنية وتكوين ما يسمى بالزوان (comedones)، والزوان اما أن يكون بشكل مغلق ذو رأس لون أبيض بسبب عدم تعرض المواد الدهنية للهواء وبالتالي عدم تأكسدها ، في حين أن الزوان الأسود يكون مفتوحا وملامسا للهواء وان المواد الدهنية قد تأكسدت وتحول لونها الى الأسود وتكون عادة على السطح الخارجي .
لقد لوحظ بعض الاختلالات في استقلاب الهرمونات الذكرية عند الأشخاص المصابين بحب الشباب ، والمتمثلة بما يلي :
أ – زيادة تحويل هرمون تستوستيرون ( testosterone ) الى تستوستيرون ثنائي الهيدروجين الاكثر فعالية من الأول ، بواسطة أنزيم يدعى
(5- alpha reductase) موجود في الغدد الدهنية .
ب – زيادة انتاج هرمون تستوستيرون .
ج – نقص البروتين الذي يرتبط به هرمون تستوستيرون في الدم ، مما يزيد من تركيزه في الدم والأنسجة وخصوصا الغدد الدهنية .
هرمون الأستروجين والمركبات الشبيهة له تقلل من حجم الغدة الدهنية ، ولكن بجرعات عالية . في حين أن هرمون البروجسترون يعمل على انتفاخ الغدة الدهنية نتيجة حبسه للماء في الجسم ، ولعل هذا تفسير لما يحصل عند السيدات من ظهور حب الشباب أثناء الدورة الشهرية .
2– تقرن مسار خروج الافرازات الدهنية :
وينتج من تراكم خلايا طبقة الجلد الظهارية المبطنة لمسار خروج الافرازات الدهنية ، والسبب وراء ذلك هو هرمون تستوستيرون والأحماض الدهنية الحرة . وأن هذا التراكم يمنع خروج الافرازات الدهنية الى سطح الجلد مكونا انتفاخات جلدية مؤلمة .
3 – البكتيريا :
لقد تم عزل عدة انواع من البكتيريا التي تزيد من حدة حب الشباب ، الا ان البكتيريا التي يطلق عليها ( P.acne ) و( staph . epidermidis) هما الأكثر شيوعا ، وتعملان على تحلل المواد الدهنية الى أحماض دهنية حرة تخرش وتهيج جدار الجريب الذي تمر من خلاله الافرازات الدهنية والنتيجة انتفاخات جلدية مؤلمة .
4– تأثير الغذاء على حب الشباب :
لا توجد ادلة علمية على أن الغذاء له دور في تنشيط وظهور حب الشباب ، ولهذا فان الحمية الغذائية ليست ضرورية للحد من حب الشباب.
5 – الانفعالات النفسية :
لوحظ بأن الانفعالات النفسية تؤثر علىظهور حب الشباب .
6-الأدوية والملوثات الكيميائية :
لقد لوحظ بأن بعض الأدوية إذا أخذت أثناء فترة الإصابة بحب الشباب تزيد الأمر سوء لأنها تزيد من حساسية الغدد الدهنية للهرمونات الذكرية ، وبالتالي زيادة إفرازاتها ، مثل مركبات الكورتيزون ، وموانع الحمل المحتوية على مركبات هرمون البروجسترون ، في حين أن مركبات الاستروجين لها فعل مضاد للهرمونات الذكرية ، ولذلك فان اعطاء مضادات الاستروجين تزيد من الافرازات الدهنية ، كما ان بعض الادوية المقاومة للصرع ، ومركبات الليثيوم واليود والمركبات العضوية الهالوجينية وزيوتها الطيارة ، تتسبب في زيادة ظهور حب الشباب . اما اذا تناول الشخص مثل هذه الأدوية ، او تعرض للملوثات البيئية كأن يتطلب عمله التعامل معها مثلا ، في غير فترة ظهور حب الشباب ، فانها تسبب ظهور بثور أو حبوب جلدية صغيرة شبيهة بحب الشباب يطلق عليها البثور الجلدية البيئية( acne venevata ) .
العلاج :
الطرق المتبعة في علاج حب الشباب تهدف الى :
1-التقليل من البكتيريا التي تزيد من أعراض حب الشباب . وذلك باستخدام المضادات الحيوية سواء كانت موضوعية (على شكل كريمات أو صابون ) على الجلد مباشرة أو عن طريق الفم .
2-التقليل من افراز المواد الدهنية ، عن طريق المعالجة الهرمونية
3- التقليل من التقرن الذي يعيق خروج افرازات الغدد الدهنية ، عن طريق استخدام المقشرات الجلدية الموضعية .
الصيدلاني راتب الحنيطي
حمل من المرفقات