قد يظهر عند الطفل تأخر في نمو القدرة على التعبير،
فيتوقف عن المناغاة بسبب عدم قدرته على سماع الأصوات.
ويشكل ظهور خلل أو انحراف من هذا النوع في عملية تعلم الاتصال والتخاطب عند الطفل،
ظاهرة سلبية حرجة تعيق اتصاله بفاعلية، كما يحدث بسبب ضعف السمع مثلا.
ومن المهم أن يتم اكتشاف ذلك في وقت مبكر،
إذ يمكن الاستدلال عليه عندما نلاحظ عدم استطاعة الطفل أن ينتبه إلى الأصوات،
وفي مثل هذه الحالة يجب إخبار طبيب الأطفال بذلك،
واختصاصي السمع قادر على فحص سمع الطفل أثناء الأشهر الأولى من عمره،
وأن الطبيب والتربوي قادران على تحديد المراكز المختصة بإجراء فحص السمع المطلوب،
وهما اللذان يمكن التعاون معهما عن طريق تزويدهما المستمر بالمعلومات عن
استجابة الطفل للأصوات من حوله، لحين إجراء عملية فحص السمع.
وسائل اتصال الطفل
وذكر منها ما يلي:
– استخدام الحواس:
فالطفل يتعلم من الأشخاص والأدوات، بالاستماع للأصوات التي تصدر عنهم،
وذلك بالنظر إلى أشكالهم، وباستكشافهم عن طريق اللمس والشم والتذوق،
أما إذا كانت هذه الحواس ضعيفة، فإن قدرات الاتصال ومهارات التفاعل مع الآخرين قد يتأخر أداؤها.
– تركيز الانتباه:
فالطفل يحتاج للنظر إلى الأشخاص والأدوات والاستماع للأصوات،
إلى تركيز النظر والانتباه إلى مصدر الصوت بالتحديد،
من دون أن يشرد انتباهه إلى مناظر أو أصوات أخرى،
وتعتبر المحافظة على مثل هذا النوع من الانتباه المركز،
أمرا مهما لتعليم الطفل معنى اللغة والتفاعل مع الآخرين.
– ربط المعاني مع الكلمات:
فلاكتساب مهارة الاتصال الفاعلة، فإن الطفل بحاجة إلى حاسة السمع والقدرة على الإصغاء،
وحاسة البصر والقدرة على النظر، وحاسة اللمس والقدرة على الإحساس.
إن الطفل بحاجة، على وجه الخصوص، لتعلم الكلمات المنطوقة،
وهي عبارة عن رموز لما يسمع أو يرى أو يشعر، وأن الكلمات لها معان،
وأن من الضروري أن يتعلمها، وأن يستوعبها.
– تذكر المعلومات:
إن ذاكرة الطفل مهمة لتخزين المعلومات، التي يتعلمها من العالم المحيط عن طريق حواسه،
وتعد القدرة على تذكر المعلومات مهمة لاستقبالها والتعبير عنها.
– تقليد الآخرين ومحاكاتهم:
إن الطفل الصغير يراقب الآخرين، فيتعلم التعبير اللغوي بتقليد الأفعال والأصوات والكلمات،
ويعد هذا النوع من المحاكاة مهما للطفل كي يتعلم مهارات جديدة،
وبالتالي يعبر عن نفسه وأفكاره معتمدا على قدراته.
– استخدام تركيبة من تعبيرات الوجه والإشارات والكلمات:
فمثلما يتعلم الطفل من العالم المحيط به، عن طريق مجموعة الحواس،
فإنه يتصل ويتفاعل مع هذا العالم من خلال تركيبة من تعبيرات وحركات الجسم
ونغمات الصوت والكلمات.
وتصبح هذه التركيبة من التعبيرات، التي تدعى التعبير اللغوي،
وسيلته الخاصة للوصول إلى الآخرين وللتعبير عن مشاعر أو أحاسيس معينة.
لغة التخاطب :
ويجب أن نعرف أن بعض الأطفال ذوي الإصابات الشديدة،
قد لا يمتلكون قدرات التحكم الفمية اللازمة للنطق بوضوح،
وبخاصة عند استخدام الجملة اللغوية، لذلك فإن تخاطبهم مع الآخرين (باللغة المنطوقة)
لا يكون فعالا، وفي هذه الحالة يقوم الأهل والمختصون باستنباط طرق جديدة للاتصال والتخاطب
مع الأطفال لمساعدتهم على تحقيق رغبتهم في التخاطب، عندما يصبح الكلام متعذرا أو مستحيلا.
ومن الضروري أن يتهيأ الأهل في مثل هذه الأحوال للبحث عن أنظمة وأدوات تساعدهم
على تحقيق التخاطب مع الأطفال مثل لوحة الاتصال، لوحة الإشارة، والأجهزة الإلكترونية،
لأن مثل هذه الوسائل والأدوات تساعد الطفل على التعبير عن حاجاته ومشاعره وأفكاره،
مستعملا حاسة اللمس (لمس الصورة والكلمات المكتوبة على اللوحات)
أو الإشارة التي تعبر عن كلمات منطوقة.
وأخيرا، أوضح د. الدكروري أن الاكتشاف المبكر لأي صعوبة تتصل بأعضاء الفم كالتحكم في حركة الفكين أو اللسان أو الشفتين،
يعتبر أمرا مهما، لأن ذلك يشكل إعاقة لقدرات الطفل على التخاطب بفاعلية،
فإذا كان لدى الطفل صعوبة في إغلاق شفتيه، أو تحريك لسانه أو مضغ الطعام وبلعه،
أو في تنسيق حركات الفك والشفتين واللسان (وهي ضرورية للنطق)
فإن عمليات تقليد الأصوات، والمناغاة قد لا تظهر في العمر المتوقع.
إن التعاون مع المختصين في هذا الشأن له قيمة كبيرة لمعرفة وسائل التحكم في حركة الفكين وعملية إطعام الطفل، وستساعد هذه الوسائل الطفل على تحكم أفضل بحركات الفم، من أجل تقليد الأصوات والكلمات.
خطوات لمساعدة الطفل
– أولا: تهيئة الجو المناسب للتخاطب الفعال مع الطفل،
لأن الطفل بحاجة لهذا التخاطب، ويتم ذلك عن طريق اتباع نمط ثابت من النظم والروتين والحدود
في حياته، ومن الضروري أن يشعر الطفل بأنك تشجعه على استخدام كلمات حقيقية
للتعبير عن نفسه عندما يحاول ذلك، ولا بد من خلق جو إيجابي فعال عندما يعبر الطفل
عن حاجاته، وذلك بالاستجابة لهذه الحاجات، ومن المفيد إثارة الطفل على الاستكشاف
والتعلم من غير ضغط عليه حتى لا يؤدي إلى التوتر، وبخاصة عندما يحاول المخاطبة.
– ثانيا: جذب انتباه طفلك، وذلك قبل أن تعطيه توجيهات أو تفسيرات،
وتأكد أنه ينظر إليك، ومستعد لاستقبال رسالتك، واستخدم كلمات بسيطة،
مع التأكيد الخاص على بعض المفردات
مثل: أن تناديه باسمه أو استخدام الكلمات: انتبه، اسمع، انظر.
– ثالثا: مساعدة الطفل على فهم الكلام، حاول عند الكلام أن يكون وجهك عند مستوى نظر الطفل،
واستخدم لغة واضحة جملها مفيدة وبسيطة تناسب عمره،
وحدد بدقة الأسماء والأشياء وكرر ما تقول،
واستخدم الحركات والإشارات التي تساعد على توضيح دلالات الكلام،
عندما تشعر بأن الطفل لم يقدر على ربط اللفظ بالمعنى.
واعلم وتأكد من نجاح الطفل على إنجاز المطلوب بمساعدته وتوجيهه خطوة خطوة،
وبخاصة إذا فشل فشلا محبطا بعد سماعه ما طلب منه، واعمل على تحقيق هذا النجاح.
– رابعا: الحرص على أن يكون الكلام مناسبا للموقف.
تكلم عن الأشياء الواضحة التي تشارك الطفل بها،
كالسماع والمشاهدة والشم والتذوق في لحظة وقوعها،
إذ إن من طبع الأطفال أن يصغوا باهتمام إلى اللغة الواضحة المعاني التي تشد انتباههم.
– خامسا: إعطاء الطفل الوقت الكافي ليستجيب،
فالأطفال المتأخرون لغويا يحتاجون، أحيانا، إلى وقت أطول ليستوعبوا ويتذكروا المعلومات.
لذلك يجب أن يمنحوا وقتا أطول ليعبروا عن أفكارهم، وإن هذا الوقت الطويل يثير الأبوين،
لأنهما شغوفان بسماع رد طفلهما.
– سادسا: الاستماع لما يريد طفلك نقله إليك،
انظر إلى الطفل أثناء محاولته التخاطب معك،
ودع ملامح وجهك ونغمات صوتك تساعدك على إظهار اهتمامك به،
استمع لنغمة صوته وراقب وجهه وجسمه وحركات يديه،
إن مجموعة هذه السلوكيات تساعد على فهم الرسالة،
التي يود الطفل توجيهها إليك.
– سابعا: توفير النموذج اللغوي للطفل ليقلده ويوسع قدراته اللغوية،
فعندما يصبح الطفل قادرا على التعبير عن أفكاره بكلمات منطوقة،
لكون الكلمات وضعها في جمل قصيرة لتوسيع الاستجابة،
وقدم له نموذج تراكيب جديدة أو جملا تزيد على ما قاله،
إن هذا يقدم لابنك أفكارا جديدة وواضحة وتراكيب لغوية جديدة.
– ثامنا: مكافأة الطفل لمحاولته المشاركة في التخاطب،
إن رغبة الطفل بالاتصال والتخاطب الكلامي تعتمد جزئيا على نوع التشجيع الذي يلقاه،
وإن ابتسامتك التشجيعية، ومعانقته، وكلمات المديح الصادق،
كلها أمور تستطيع تشجيع الطفل على التفاعل، وتعلمه أن التعبير الكلامي إيجابي.
– تاسعا: كن مراقبا جيدا لمحاولات طفلك الاتصال،
راقب كيف يعبر طفلك عن حاجته، واعرف الأوقات التي يتفاعل فيها مع الآخرين،
صف له الجلسة أو النشاطات التي يظهر أنها تثيره على الاتصال،
اكتب كلمة أو جملة استخدمها، بالطريقة التي استخدمها بها تماما،
استند إلى الملاحظات لتعرف مستوى نموه اللغوي/الاتصالي بدقة،
وإن مساعدته ستكسبه مهارات جديدة، تتناسب مع قدراته،
ويجعلك تعرف الأشياء التي يجب تقديمها إليه،
وهذا بحد ذاته نجاح وفائدة للطرفين.
بارك الله فيك اختي
موضوع هادف
شكراااااا