لماذا لا يتوقف المريض بالوسواس القهري من التفكير أو القيام بالعادات القهرية؟
المصاب بالوسواس القهري يتمنى لو أنه يتخلص من الأفكار الشنيعة أو الأفعال المتكررة، ولكنه لا يقدر لشدة قلقه بسبب تلك الأفكار، والسبب يرجع في ذلك أن الوسواس القهري هو مرض حقيقي نفسي ويرتبط ارتباط مباشر باختلال كيميائي في المخ، وتقول الدراسات أن المرض قد ينشأ في الشخص وراثيا.
معرفة مرض الوسواس القهري
إحدى مشاكل هذا المرض هو عدم المعرفة الصحيحة بماهيته، فالتشخيص الصحيح للمرض هو أول العلاج، فالكثير من المرضى بالوسواس القهري لا يعرفون أنهم مصابين بمرض اختلال في الكيمياء في المخ فيتصور بعضهم أنهم إما أن الجن أو الشياطين يقومون بالتشويش على أفكارهم أو أنهم ضعيفوا الشخصية أو أن الله غاضب عليهم، والمشكلة أن هذا التصور للمرض لا يؤدي إلى العلاج بل ربما إلى زيادة حدة المشكلة. أضف إلى ذلك أنه وفي بعض الأحيان (وخصوصا في عالمنا العربي) لا يقوم الكثير من الأطباء بتشخيص المرض بالطريقة الصحيحة إما لقلة اطلاعهم على المستجدات أو لعدم اكتراثهم (قد قرأت في إحدى الصفحات المختصة بمرض الوسواس القهري أن المريض في الولايات المتحدة قد يقضي 9 سنين في محاولة علاج مرضه بطرق غير صحيحة قبل أن يصل إلى التشخيص الصحيح ثم العلاج، فكيف بنا نحن).
والمشكلة الأخرى هي أن المريض قد يحرج من أن يخبر أحدا بمرضه خوفا من أن يعتقد الناس أنه مجنون أو غريب أو ما شابه، وقد يكون السبب في ذلك أنه يعتقد أنه من العيب أن يفكر بهذه الطريقة فكيف إذن يخبر الغير بذلك؟ أضف إلى ذلك أن البعض قد يتصور أن هذا المرض ليس مرضا، بل قد يعتقد أن ما يقوم به إنما هو صحيح، خصوصا في بعض الوساوس التي تختص بالعادات القهرية، فمثلا الذي يقوم بتكرار الوضوء لاعتقاده بأنه أخطأ أو لأنه يريد أن يتقنه فيكرر ويكرر ويكرر ليس اعتقادا منه بأنه مريض، بل لاعتقاده أن ما يقوم به صحيح، لذلك فهو لا يقوم بالعلاج لأنه يعتقد أنه لا يحتاج إليه.
تعريف أهل المريض
إحدى المشاكل التي تصادف أهل المريض هو كيفية مقابلة المرض، فهناك من يحاول مقابلة المرض بالعقلانية، وآخر بالغضب، وآخر باليأس وهكذا، ولكن المشكلة أن محاولة العلاج بهذه الطرق قد يفاقم المشكلة، ليس هناك أسوء من محاولة التصدي للفكرة في رأس المريض والجدال معها، فالمجادلة لا تجدي، فليس هناك مجادلا محنكا قدر ما هو موجود في رأس المريض، فما أن يحاول أهل المريض بطريقة لفهم الوسواس إلا واستجاب الوسواس بطريقة خبيثة وازداد قوة.
لذلك من الضروري أن يفهم الأهل الطريقة الصحيحة للتعامل مع المريض بالوسواس القهري، حتى لا ييأس أهل المريض فينتهي المطاف إلى الطلاق أو الهجر أو الخلاف أو ما أشبه، وخصوصا أن بعض المرضى قد يصل الحال بهم إلى أن يفقدوا أعمالهم، وقد يفقدوا الأصدقاء وبذلك تنقطع حياتهم الاجتماعية.
قيام المريض بالعلاج السلوكي
ربما يكون من الصعب جدا على المريض علاج نفسه، وخصوصا أن العلاج السلوكي يحتاج إلى مواجهة المرض، وقد لا يعرف مدى شدة الألم الذي يصيب المريض بمرض الوسواس القهري سوى الشخص المصاب به، ولكن هذا الألم لا يمكن الهروب منه، لذلك أقول للمريض بالوسواس القهري أن المرض لن يختفي إن ترك للوقت، فالعلاج وإن كان مؤلما في البداية ولكنه بعد مدة من الزمن سيذهب، وهذه الأفكار التي تزعج وتقلق المريض ستزول وتضعف تدريجيا، حتى تصبح بلا قيمة.
تعاطي الدواء
من المهم جدا أن يقوم المريض بأخذ الدواء إذا ما وصفه الطبيب المختص له، خصوصا أن الأدوية في الوقت الحالي وصلت إلى مرحلة متقدمة، على سبيل المثال الحبوب التي تسمى بـ: بروزاك (Prozac) هذا النوع من الدواء ينتمي إلى مجموعة (SSRI أو Selective Serotonin Reuptake Inhibitor)، ويقوم هذا الدواء بزيادة نسبة مادة السيروتونين في المخ بحيث يستعيد المخ نشاطه الطبيعي وتزول الأفكار السلبية، ويتميز هذا الدواء بأعراض جانبية طفيفة لا تكاك تؤثر على المتعاطي، وكما تبين صفحة الدواء على الإنترنت أن الأعراض الجانبية تزول بعد فترة من التعاطي، والجدير بالذكر أن هذا الدواء لا يدمن عليه متعاطيه بل أنه يقدر أن تركه في أي وقت يشاء.
ولكن المشكلة في تعاطي هذا النوع من الدواء أنه يحتاج إلى عدد من الأسابيع حتى يبدأ بالتأثير الإيجابي على المريض، وهذه هي المشكلة، وخصوصا أن المريض على عجلة من أمره، واليأس والإحباط ينخران في تفكيره، لذلك قد يترك المريض الدواء مبكرا، والمشكلة الأخرى أن بعض الأطباء الذين يصفون الدواء للمريض لا يكاك أن يؤدوا دورهم في تبيان كيفية عمل الدواء والمدة التي يستغرق الدواء قبل أن يحصل التأثير المطلوب.
فالذين يصف لهم الطبيب الدواء عليهم أن يستمروا في أخذه حتى الشفاء أو حتى يقول الطبيب بقطعه.
هل من الممكن أن تذهب هذه الوساوس لوحدها إذا ما تركت للوقت؟
لا، إذا لم تعالج مرض الوسواس القهري فلن يذهب لوحدة، فقد أكدت الدراسات التي قام بها الدكتور جفري شوارتز Jeffrey Shwartz من جامعة يو سي إل أي (UCLA) أنه إن ترك هذا المرض للزمان فسيبقى مع الشخص متنقلا من وسواس إلى آخر. وقد يؤدي هذا إلى تأزم الحالة النفسية والاكتئاب، وربما ينعزل الشخص عن أسرته وأصدقائه.
نقاط رئيسية حول مرض الوسواس القهري:
مرض الوسواس القهري لا يذهب بنفسه لو ترك للزمان. لابد من ممارسة التغيير حتى يتغلب صاحب المرض على مرضه.
كلما استسلم الشخص لهذه الاستحواذات والاضطرارات كلما ازدادت حدة – كالنار التي تزداد حدة كلما نرمي فيها الخشب، وكلما تركت للزمان انتقلت من فكرة إلى أخرى.
هناك الكثير ممن يعانون من نفس هذا المرض في أنحاء العالم، فلست أنت الوحيد الذي تعاني منه، والحل بسيط، وإن كان سيأخذ بعض الوقت، ربما ستة أشهر
بارك الله فيك استاذنا الكريم على ماتفضلت به ………………………………وشكـــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــرا
مشكورة اختي على الموضوع الرائع والمفيد وان يجعلها الله في ميزان حسناتك وشــــــــــكر
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إليكم في هذا الموضوع:
الوسواس القهري: الأسباب و العلاج
التحميل من الملفات المرفقة
منقول للفائدة
الوسواس القهري عند الأطفال
الوسواس القهري عند الأطفال ما مدى انتشار هذا الاضطراب: أثبتت الدراسات المتخصصة والأبحاث أن حوالي من ثلث إلى نصف حالات الوسواس القهري عند البالغين قد بدأت لديهم في سن الطفولة. وهذا المرض يصيب الأطفال والمراهقين والرجال والسيدات. وتبلغ نسبة الأطفال المصابين بالوسواس القهري 1% من المجموع العام وتلعب الوراثة دوراً مهماً في هذه الحالات. وقد تمر سنوات عديدة قبل أن يخبر الأطفال آبائهم عن مرضهم وشكواهم (الأفكار الوسواسية أو الأفعال القهرية) بل أنهم يبذلون المحاولات العديدة لإخفاء المرض، بينما هو من الأفضل دائماً التبكير في تشخيص وعلاج هذا المرض فمرور الزمن يجعل من الأعراض تزداد قوة ومن ثم قد يصعب علاجها. ومن النتائج المبشرة للعلاج أن نسبة كبيرة من الأطفال الموسوسين يتخلصون من الأعراض تماماً بينما تبقى نسبة صغيرة منهم تعاني من الأعراض إلى سن البلوغ والنضوج وقد تحدث في نسبة أصغر ممن تم علاجهم ما يسمى بالنكسات أو عودة ظهور الوسواس. وقد حاول العلماء تفسير حدوث هذه النكسات فتبين لهم أن الضغوط الحياتية المستمرة أو الطارئة والتغير البيولوجي العصبي قد يكون هو المسئول عن ذلك " بعد تقدير الله عز وجل " ولكل عادات وطقوس خاصة تعلمه الأسرة إياها خاصة قبل ذهابه إلى النوم مثل خلع ملابس الخروج وارتداء ثياب النوم وإعداد الفراش وتجهيزه وقوله لأبويه " تصبحون على خير" وقد يحتاج بعض الأطفال إلى تقبيل أبويه وقيام أحدهما بجذب الغطاء عليه ثم يقص عليه قصة أو حكاية قصيرة وإطفاء النور مع كلمة تصبح على خير. وقد نجد أن بعض الأطفال يصمم على هذه الطقوس سواء من جانبه أو من جانب أبويه حتى ينام في سلام وهدوء و إلا تعرض لنوبة عصبية عارمة وبكاء لأن نظام وترتيب الأحداث لم يتم وفقاً لطقوسه. وهذه الطقوس عادة ما تظهر في الأطفال من عمر (4 – 8) سنوات، وعند عمر 7 سنوات أن عرض الجمع و التخزين والاحتفاظ بالخردة والقديم يبدو واضحاً جلياً عند هؤلاء الأطفال وخصوصاً الصور واللعب والخواتم والمصوغات المقلدة وما شابه. وعند سن المراهقة تختفي الأفعال القهرية ولكنها تبقى فكرة وسواسية تحتل الذهن أو تشغل البال بخصوص لعبة أو نغمة أو لحن أو أي نشاط ذهني آخر، وتظهر أيضاً فكرة الاعتقاد في الأرقام المحظوظة وضربة الحظ (التفكير السحري). وليست كل الطقوس التي تظهر في هذا السن تعتبر مرضية فكثيراً ما تكون العادات والأعمال المنظمة دليلاً على الصحة والنمو والتكيف الاجتماعي السليم وليست بالضرورة طقوساً مرضية. إن الطقوس المرضية الوسواسية في جوهرها مؤلمة ومعيقة عن النشاط وتسبب الإحساس بالخجل والانطواء عن الآخرين حتى يسلم من انتقادهم، وكلما حاول الشخص منع نفسه من أدائها يزداد معدل القلق لديه وللأسف الشديد فإن جهل الآباء بالطريقة الصحيحة للتعامل مع الطفل الموسوس الذي يقوم بأداء طقوس وأفعال قهرية قد يأخذ شكلاً من اثنين:- الأول: وهو إيجابي عن طريق منع الطفل من تكرار العمل القهري مما يؤدي إلى ظهور سلوك عدواني غاضب من قبل الطفل. الثاني: وهو سلبي وذلك بالموافقة على تنفيذ ما يريد بمساعدته أو أدائه نيابة عنه مما يحرم الطفل الموسوس من مواجهة المخاوف والقلق المصاحب للطقوس وبالتالي استمرار الوسواس. العلامات المميزة -الاهتمام المبالغ فيه بموضوع القذارة والنظافة والجراثيم. أعراض الوسواس القهري عند الأطفال غالبا ما تبدو الحياة صعبة للأطفال المصابين بالوسواس القهرى، وتستهلك الوساوس القهرية الكثير من وقت وطاقة الطفل، وتجعل من الصعب على الطفل القيام بواجباته المدرسية أو مهامه اليومية فى وقتها المحدد، ودائماً ما نجد الأطفال قلقين من أنهم ربما يكونوا قد أصابهم الجنون لأن تفكيرهم وسلوكهم مختلف عن أقرانهم؛ فيفقد الطفل ثقته بذاته. الصباح والمساء دائماً ما يمثلان أشد الأوقات صعوبة للطفل المصاب بالوسواس القهرى. – فى الصباح يشعر الطفل بأهمية الانصياع لطقوسه تماماً، وإلا فلن يكون اليوم على ما يرام؛ فلا بد من الاستعداد التام للمدرسة فى الوقت المحدد … كل ذلك يجعل الطفل مضغوط ومتوتر وسريع الغضب. – وفى المساء يشعر الطفل أنه لا بد له من عمل جميع الواجبات والطقوس القهرية قبل النوم؛ وبالتالى التأخر فى النوم والشعور بالتعب فى الصباح. – أطفال الوسواس القهرى دائما ما يشعرون أنهم ليسوا عل ما يرام صحياً؛ ربما بسبب المرض نفسه، أو بسبب قلة الشهية للطعام، أو بسبب قلة النوم … إلى جانب أن الوساوس والأفعال القهرية المتعلقة بالطعام شائعة فى الأطفال مما يؤدى إلى عادات غير طيبة فى تناول الطعام، والشعور بأعراض مثل الصداع أو المغص. – أحياناً ما يصاب الطفل المريض بنوبات من الغضب لعدم مطاوعة الوالدين للطقوس الوسواسية أو عدم قدرتهم على ذلك؛ مثل الطفل الذى يخاف من القذارة أو الجراثيم فيطلب من والديه السماح له بالاستحمام ساعات طويلة، أو غسيل ملابسه مرات عديدة، أو بطريقة معينة، وعندما يرفض الوالدين تخطى الحدود المعقولة يشعر الطفل بالقلق ويظهر الغضب. – وتمثل الصداقة والعلاقات بالآخرين مصدراً للقلق لهؤلاء الأطفال؛ حيث يحاولون بكل ما يملكون إخفاء أعراضهم وطقوسهم عن أقرانهم. ولكن عندما تزداد حدة الأعراض يعانى الأطفال من الضيق ومن التهكم بهم لانشغالهم أوقات طويلة بوساوسهم وأفعالهم القهرية، أو التفاعل مع أقرانهم سلبياً فلا يجدوا إلا السلبية لقاء سلوكهم غير الطبيعى. – يلاحظ أيضاً على أطفال الوسواس القهرى التفكير الكوارثى (أى توقع الكوارث والمصائب من أى إهمال بسيط؛ حقيقى أو مُتخيَّل) والإحساس الزائد بالمسؤلية. مثل الطفل الذى يظن أن مجرد قياس الحرارة عدة مرات يومياً من الممكن أن تمنع حدوث المرض أو الموت له ولمن يحب. وبالنسبة لأعراض الوسواس القهرى عند الأطفال غالباً ما تشبه تلك التى يعانى منها الكبار مع بعض الفروق. ويستعمل العلاج المعرفى فى الأطفال لمجابهة هذا التفكير الكوارثى، والإحساس الزائد بالمسئولية، والافتراضات الخاطئة التى تكون دائماً مسئولة عن الطقوس القهرية. ويشمل العلاج السلوكى تعريض الطفل للأشياء الحقيقية المثيرة للوساوس، والمؤدية إلى السلوك القهرى. |